النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التعريف ببني صالح ملوك غانةومالي وربط فروعهم بأصلهم الشريف وما كتبه النسابة جعفر اﻷعرجي الحسيني عن ذ

العلامة النسابة جعفر اﻷعرجي الحسيني. وما كتبه عن سلف بني صالح ملوك غانةومالي، وما قدمته من تحقيق لاتصال الخلف بذاك السلف الصالح. ترجم له النسابة الشريف ابو أمل

  1. #1
    كاتب في الانساب
    تاريخ التسجيل
    21-04-2016
    العمر
    43
    المشاركات
    102

    افتراضي التعريف ببني صالح ملوك غانةومالي وربط فروعهم بأصلهم الشريف وما كتبه النسابة جعفر اﻷعرجي الحسيني عن ذ

    العلامة النسابة جعفر اﻷعرجي الحسيني.
    وما كتبه عن سلف بني صالح ملوك غانةومالي، وما قدمته من تحقيق لاتصال الخلف بذاك السلف الصالح.

    ترجم له النسابة الشريف ابو أمل عبدالرحمن اﻷعرجي الحسيني _ أطال الله عمره في طاعته _ بقوله :
    ( معلومات ونقاش عن شخصية العلامة النسابة السيد جعفر اﻷعرجي قدس سره .
    هو السيد جعفر بن محمد بن جعفر بن السيد راضي بن السيد حسن الحسيني اﻷعرجي، و السيد راضي هو أخو السيد محسن اﻷعرجي الكاظمي.
    ولد سنة 1274 هجرية، وهي سنة وفاة والده كما ذكره في كتابه : نفحة بغداد في نسب اﻷعرجية اﻷمجاد " الذي ترجم فيه نفسه، و ذكر أنه سافر إلى إيران في 1294 هجرية ونزل كرمانشاه وقرأ فيها شطرا من أصول الفقه على الشيخ عبدالرحيم وغيره، وألف بها " نفحة قرمسين "
    وقد طال مكثه في إيران متنقلا في البلدان مستفيدا من العلماء والفضلاء واﻷعيان، و قد ألف هناك كتبا كثيرة في اﻷنساب وغيرها، اتصل هناك بالوزراء واﻷمراء والعلماء واﻷدباء.
    وقد استفاد في تجولاته وانتقالاته أنواع العلوم، و برع في المنثور والمنظوم، وتوسع أفق معلوماته، وكان آية في الحفظ والذكاء وحسن السليقة. وتزوج بابنة والي بشت كوه وأقام هناك مدة طويلة مشغولا بالتصنيف والتأليف.
    عالم فاضل ونسابة كامل، مؤلف قدير.
    مؤلفاته :
    1_ الدر المنتظم في أنساب العرب والعجم. وسمي بالدر المنثور وهو جمع لﻷنساب العلوية والطالبية وغيرها ولملوك العجم أيضا وهو مختصر لمصادر كثيرة لا يزيد عن ذلك. وهو من أوائل نتاجات سيد جعفر اﻷعرجي.
    2_ كتاب رياض اﻷقحوان، ألفه سنة 1308 هجرية.
    3_ كتاب الدرة الغالية في أخبار القرون الخالية.
    4_ كتاب البحر الزاخر في أنساب قاجار ملوك إيران.
    5_ مناهل الضرب وأنساب آل أبي طالب
    6_ كتاب اﻷساس ﻷنساب الناس
    " المطبوع بطباعة حسين أبو سعيدة مختلف تماما عن اﻷصل الموجود في المخطوطات اﻷصلية "
    7_ كتاب اﻷنساب المشجرة.
    8_ معجم اﻷشراف
    9_ معارج السالكين
    10 _ ضياء العين في حديث مقتل الحسين
    11_ الصراط اﻷبلج في أنساب بني اﻷعرج.
    12_ الحديقة البهية في نسب اﻷعرجية. ...
    13_ الدرة اﻷبدية.
    14 _ نفحة بغداد في نسب اﻷعرجية اﻷمجاد.
    15 _ الحديقة البهية.
    16 _ عبر أهل السلوك في تداول الدنيا بين الملوك. وهو تأريخ الكوفة.
    17 _ عقد اليواقيت في نصوص المواقيت
    18 _ النغمة المدنية في الدوحة الحسينية
    19 _ مسارح اﻷنظار في أنساب اﻷنصار.
    20 _ نفحة قرمسين. .....
    وقد عدها الشريف عبدالرحمن اﻷعرجي الحسيني حتى أوصلها إلى : خمس وأربعين تأليفا.
    مما يدل على ان العلامة النسابة المؤرخ جعفر اﻷعرجي الحسيني رحمه الله تعالى كان من علماء ونسابة الموسوعات.

    وفي كتابه المشجر : " اﻷساس ﻷنساب الناس " ص 133 ، كتب عن ذرية صالح جد قبيلة بني صالح ملوك غانةومالي من بلاد السودان، مايلي _ وسوف نكتبه بطريقة المبسوط مع أنه مشجر
    _ وهذا نصه تحت عنوان :
    ( أعقاب صالح بن عبدالله الشيخ الصالح :
    1_ صباح بن موسى بن محبوب بن علوي بن هذيم بن الحسن بن زيد بن عبدالله بن الحسن الشهيد بن عبدالله الشهيد بن محمد بن صالح .
    2_ هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله بن الحسن الشهيد. .... ) .
    وسوف نقوم بتحقيق اتصال خلف بني صالح في غانة بأصلهم هذا الذي ذكره العلامة النسابة السيد جعفر اﻷعرجي الحسيني وغيره من نسابة الطالبيين باﻷدلة القاطعة والبراهين الساطعة إن شاء الله تعالى.

    فأقول ومن الله جل جلاله القبول :

    هناك خمسون مرجعا عالميا محايدا من نهاية القرن الخامس الهجري إلى اليوم تذكر بالحرف الواحد نصا صريحا لا تلميحا أن أسرة من بني الحسن السبط رضي الله عنه.
    ملكت غانة بدء من نهاية القرن الخامس ومطلع القرن السادس الهجريين حتى نهاية القرن الثامن الهجري أي ثلاثة قرون على أقل تقدير.
    هذا بالنسبة فقط لمن نصوا على ملك تلك اﻷسرة لمملكة غانة وبعدها مملكة مالي
    أما من كتبوا عن أصول تلك اﻷسرة الحسنية وسلفها _ وهم : " بنو صالح بن عبدالله الرضا الشيخ الصالح ويلقب بأبي الكرام ابن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي الله عنهم _ قبل وصول أحفادهم إلى غانة وملكهم لها فقد تحدث عن ذلك مئات النسابين والمؤرخين غالبيتهم ممن كتبوا عن أنساب الطالبيين خاصة وقريش عامة.
    إذا هناك حقيقة تاريخية ثابتة وهي أن أسرة حسنية علوية هاشمية ملكت مملكتي غانة ومالي وانصهرت في الزنوج واختلطت بهم لحما ودما ولسانا.
    وقد أجمعت تلك المصادر والمراجع الخمسون أن تلك اﻷسرة الصالحية الحسنية عقبها باق لم ينقرض رغم انصهارهم في الزنوج، و لازال اسمها موجودا تحتفظ به عاصمة مملكة غانة اﻷخيرة ( كمبي صالح، أي : " مدينة صالح" نسبة إلى أبيهم صالح ) ولم يقل مصدر واحد بانقراض تلك اﻷسرة، فتلك حقيقة مفروغ منها.
    ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه :
    مادامت تلك اﻷسرة الصالحية الحسنية التي ملكت غانة ومالي وخلفت عقبا هناك في بلاد السودان، فمن هم أعقاب تلك اﻷسرة وأحفادها؟
    الجواب أنهم : " قبيلتا كان وكيتا في السودان وما تفرع عنهما من أسر في البيضان عرفت في موريتانيا "بالموديات و بشرفاء أروان في منطقة أزواد، و احتفظ بعضها باسم القبيلة " بنو صالح " في كل من مصر وليبيا والجزائر.
    مع العلم ان هناك قبائل في تلك الدول المذكورة في شمال أفريقيا من العرب والبربر تحمل نفس الاسم وهي غير بني صالح ملوك غانةومالي.
    ورغم كثرة المدعين للنسب الشريف في المنطقة من البربر والزنوج لم تدعي أسرة أو قبيلة من أولئك اﻷدعياء منذ القرن السادس الهجري إلى اليوم أنها من بني صالح الحسنيين ملوك غانةومالي سوى قبيلة كان وفرعها قبيلة كيتا.
    وتلك معية الله سبحانه وتعالى التي حفظ بها لهذه القبيلة الشريفة نسبها فلم ينازعهم فيه منازع من جميع أدعياء المنطقة الذين لم يبق فرع من آل البيت عليهم السلام إلا وانتسبوا إليه إلا هذه القبيلة التي حكمتهم وتملكت عليهم منذ قرون وتعيش بين ظهرانيهم ، فقد صرفهم عنها.
    وسنبين بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن أبناء عبدالله الشريف خان _ والذي نطقه السودان لعجمتهم _ آيل الشريف كان _ وأطلقوا لقبه : " كان " على ذريته من بعده، فأصبحت علما عليهم بدل اسم أبيهم صالح والذي احتفظت لهم به المراجع والمصادر العربية .
    فكل المراجع التاريخية العالمية والمحلية وغالبية الروايات الشفوية تجمع على أن قبيلتي" كان وكيتا " وافدتان على منطقة غرب أفريقيا، وليستا من السكان المحليين رغم اختلاف تلك المراجع والروايات الشفوية في اﻷماكن التي هاجر منها سلف القبيلتين، أحيانا وخلط بعضها بين إسلام شعوب المنطقة وحكم تلك القبيلتين لهم وانصهارهما فيهم.

    فقد كان أجداد هاتين القبيلتين المنصهرتين في السودان يحرصون دائما وأبدا على التأكيد على انتسابهم للبيت النبوي الشريف وأنهم فرع من بني الحسن السبط رضي الله عنه.
    مع جزم النسابين والمؤرخين والجغرافييين والرحالة وعلماء البلدان الذين كتبوا عن المنطقة بصحة دعواهم النسب الشريف وتأكيدهم لهم صحة دعواهم _ اﻷمر الذي لم يفعلوه مع غيرهم من أدعياء النسب الشريف زورا وبهتانا، فما من فرد أو أسرة أوقبيلة رام دعوى النسب الشريف زورا وبهتانا إلا ورد عليه أولئك النسابون والمؤرخون والجغرافيون والرحالة وعلماء البلدان دعواه كائنا من كان ، سنة الله في الذين يكذبون على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما، قال تعالى :
    ( إنا كفيناك المستهزئين ) .
    فقد نقل عنهم المؤرخ الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل أبو الفداء اﻷيوبي صاحب حماة والمتوفى سنة 732 هجرية وهي السنة التي ولد فيها ابن خلدون رحمهما الله تعالى، نقل عنهم في كتابه : "تقويم البلدان " ص 156 _ 157 دعواهم النسب الشريف وهذا نصه :
    ( ومدينة غانة محل سلطان بلاد غانة ويدعي أنه من نسل الحسن بن علي عليهما السلام ).
    وإذا قيل هو لم يصرح هنا باسم المدعي للنسب الشريف أهو من قبيلتي كان وكيتا أم من غيرهما ؟
    يأتي الجواب صريحا مع النسابة المؤرخ القرشي العدوي القاضي ابن فضل الله شهاب الدين أحمد بن يحي العمري _ نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه _ والمتوفى سنة 749 هجرية، فيصرح بدعوى الشريف
    " كنكن موسى _ والمعروف لدى العرب _ بمنسا موسى " النسب الشريف وأنه حفيد الشريف صالح، جد قبيلة بني صالح ملوك غانة، فقد كتب عنه في كتابه : " التعريف بالمصطلح الشريف " _ بعد أن ذكر تفاصيل سيرته وحياته كاملة وملكه لمملكة مالي ورحلته التي هي أشهر رحلة حج عبر التاريخ، نقلا عن المؤرخين المصريين ومن بينهم : المؤرخ المهمندار، و المؤرخ ابن أمير حاجب والي مصر وغيرهما ، في كتابه : " مسالك اﻷبصار في ممالك اﻷمصار " ج4، ونص ماورد في : "التعريف " ص 45، هو :
    ( ملك التكرور وهو صاحب مالي... وملك التكرور هذا يدعي النسب إلى عبدالله بن صالح بن الحسن بن علي بن ابي طالب ) .
    قد يعترض بعضهم ويقول : " هذه السلسلة غير صحيحة بهذا الشكل" وعبارة : "يدعي" غير صريحة في إثبات النسب المدعى.
    فنقول له : إن اختصار الشريف منسا موسى لعمود نسبه الشريف لا ينطلي ذلك الاختصار ولا ذلك النسب الشريف على نسابة مؤرخ مثل العمري، فقد كتب عن عمود ذلك النسب الشريف وأصل المدعي في الجزء 24 والعشرين من كتابه " مسالك اﻷبصار في ممالك اﻷمصار "
    ص : 29_ 32، اﻵتي :

    ( أمراء مكة من العلويين : ذكر دولة الكبير منهم، و منهم أهل ينبع ، وسنذكر من أين نمى أصلهم، وهم من ولد أبي الكرام عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى. .... ومن بنيه الكراميون، ومنهم الصالحيون وصالح وابنه شاعران جليلان، فأما صالح بن أبي الكرام فهو الجوال وسمي بذلك ﻷنه جال أقطار الأرض لخوفه ونشأ بالمدينة واﻹمامة في رأسه والدعاة تأتيه ولم يمكنه الخروج بجزيرة العرب فخرج بخراسان، فحمل إلى المأمون ..... وأما ابنه محمد بن صالح فهو شاعر مذكور وبطل مشهور وكان يعرف باﻷعرابي للزومه البادية ..... وفي هؤلاء الصالحيون ملك متوارث بغانة، وقد ذكرناه مكانه ).
    يظهر من هذا أن العمري على علم واطلاع بتاريخ هذا البيت الشريف.
    ومثل العمري في معرفة بيت " بني صالح " ملوك غانة ومالي من بلاد السودان :

    ابن سعيد الغرناطي النسابة المؤرخ العربي العنسي رحمه الله تعالى والمتوفى سنة 685 هجرية، فقد نقل عن كل من ابن فاطمة الغاني الرحالة المغربي في رحلته _ والذي كان حيا سنة 545 هجرية ، و الشريف محمد بن محمد اﻹدريسي المتوفى سنة 560 هجرية، فقد نقل عنهما شرف بني صالح ملوك غانة، فعن اﻷول نقل عبارة ( وبها يحل سلطان بلاد غانة، وهو من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما ) وعن الثاني عبارة : (وملكها فيما يوصف من ذرية صالح بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ) رضي الله عنهم جميعا.
    و بما أن ابن سعيد الغرناطي رحمه الله تعالى معاصر لبني صالح في القرن السابع الهجري، فقد كمل عمود
    نسبهم الشريف الذي اختصره من سبقوه .
    ففي كتابه "بسط اﻷرض في الطول " كتب مايلي :
    ( ومدينة غانة على ضفتي النيل ، وبها يحل سلطان بلاد غانة، وهو من ذرية الحسن بن علي _ رضي الله عنه _ وهو كثير الجهاد للكفار، بذلك عرف بيته ) .
    وكتب في كتابه : " كنوز المطالب في أنساب آل أبي طالب " كما نقل عنه ذلك الصفدي في :" الوافي بالوفيات"
    حرف ص مانصه :
    ( العلوي : صالح بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب " قال : ابن المعتز : خرج صالح هذا بخراسان فأخذ بها وحبس، ثم حمل إلى المأمون، فلما دخل عليه عنفه فقال له : ما حملك على الخروج علي وأنت الذي تقول. .....
    قال ابن سعيد في " كنوز المطالب " : للصالحيين ملك متوارث إلى اﻵن بغانة من بلاد السودان ، في أقصى غرب النيل؛ ذكر الشريف اﻹدريسي في كتاب : " رجار " أن ملك غانة من ولد صالح المذكور بنى قصره على النيل في عام خمسة عشر وخمسمائة، قال : وفي قصره لبنة من ذهب تبر غير مسبوك فيها ثقب يربط فرسه فيها، و يفخر بذلك على الملوك، ولباسه إزار حرير يتوشح به وسراويل ونعل، و ركوبه الخيل، و له بنود وزي حسن، و كفار السودان يحاربونه ) .
    إذا اختصر زيد أو عمرو عمود نسبه فلاينطلي ذلك على أصحاب الاختصاص، و إذا أتى بسلسلة كاملة وكانت غير صحيحة فلا تخفى عليهم عدم صحتها أيضا.
    و ننتقل إلى عبارة " يدعي " ومعناها عندهم عند اﻹطلاق دون نفيها لنسوق أمثلة على تسليمهم بصحة الدعوى المترتبة عليها.
    فعبارة : " يدعي النسب، أو يدعي نسبا إلى. ... " إذا كانت الدعوى باطلة وغير صحيحة ، فإنهم يردونها على مدعيها مثل دعوى صاحب الزنج الذي ظهر بالعراق أيام الخلافة العباسية _ النسب الشريف إلى : " الحسين السبط رضي الله عنه _
    فرد عليه العمري دعواه الباطلة للنسب الشريف في الجزء الرابع والعشرين من " مسالك اﻷبصار في ممالك اﻷمصار " ص : 116 بقوله :
    ( ذكر دولة الزنجي :
    وعزيز علي والله أن أذكره في هذا النسب الشريف، و إن كان في شيء من هذا البيت فهو الكنيف، حاشا لله أن يكون هذا الرجس من أولئك، أو يعد فيهم إلا كما يعد إبليس في الملائك، عجبا لهذا القعدة باﻷرض كيف يطول، و كيف يكون هذا الرجس من أهل البيت، والله يقول : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
    أما هو "فادعى" أنه : علي بن محمد بن جعفر بن الحسن بن طاهر بن الحسين بن علي بن ابي طالب ويكنى أبا الحسن.
    قال نسابتهم : إنه من ولد العباس بن علي عليه السلام، والصحيح انه من عبدالقيس، و لا يبعد أن يكون من ولد الشيطان الرجيم و إبليس اﻷثيم ، لفعله الذميم، و عقله السقيم. .....) .
    قلت : إذا كان هذا العربي الصميم من قبيلة عبدالقيس، قد نسبه النسابة العمري إلى : " الزنوج وسماه الزنجي مع أنه عربي وإنما بعض مناصريه من عبيدالزنوج، ووصف مكانته من البيت الشريف بالكنيف وهو " مكان القذر والنجاسات " وأن ذكره ضمن أهل البيت ، كذكر إبليس ضمن الملائكة، و أنه لا يستبعد أن يكون هذا الزنجي من ذرية الشيطان الرجيم و إبليس اﻷثيم _
    إذا كان قد قال عنه كل هذه اﻷوصاف مشنعا عليه دعواه النسب الشريف زورا وبهتانا، فلماذا لا يفعل مثل ذلك مع مدعي الشرف من قبيلتي " كان وكيتا " وهم ملوك الزنوج ومنصهرون فيهم؟ لولا علمه بصحة شرفهم.
    وقد يقول قائل: إن سبب تشنيعه عليه هو فساد عقيدته واستباحته لكل المحرمات، نرد عليه، فلماذا لا يفعل ذلك أيضا مع مدعي النسب الشريف من قبيلة " كيتا " وقد غمز فيهم ابن خلدون رحمه الله تعالى بقوله : ( يذكرون أن أول من أسلم منهم ملك اسمه برمندانة ) فإذا كانت قبيلتا " كان وكيتا " من الزنوج الوثنيين العراة البهائم قبل إسلامهما، فلما أسلمتا زعمتا النسب الشريف، فحري بالعمري أن يشنع عليهما أكثر من تشنيعه على العربي صاحب عبدالقيس، و لكن الذي حال بينه وبين ذلك هو علمه المسبق بصحة دعواهما النسب الشريف وأن أسلافهم من آل البيت عليهم السلام ولدوا في اﻹسلام، و أن كل من سبقوه أو عاصروه من النسابين والمؤرخين كابن فاطمة الغاني المغربي و الشريف محمد بن محمد اﻹدريسي الحسني وابن سعيد العنسي الغرناطي وأبو الفداء إسماعيل اﻷيوبي وخليل بن أيبك الصفدي ، كلهم تواتروا على صحة نسبهم الشريف وحسبهم المنيف ولم يطعنوا في شرفهم أو يقولوا بإسلامهم، مما جعل تشكيك ابن خلدون رحمه الله تعالى والمتأخر عن كل هؤلاء في نسبهم الشريف دون دليل أوبرهان خطأ منه، تجاوز الله عنا وعنه، و إن رجع عن الطعن في نسبهم الشريف في الجزء الرابع من تاريخه العبر ص 135 _ 136. تحت عنوان : (نسب لطالبيين : الخبر عن نسب الطالبيين وذكر المشاهير من أعقابهم، و أما نسب هؤلاء الطالبيين فأكثرها راجع إلى الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب من فاطمة رضي الله عنها وهما سبطا الرسول صلى الله عليه وسلم....
    ومنهم : " بنو صالح بن موسى بن عبدالله الساقي ويلقب بأبي الكرام بن موسى الجون، و هم الذين كانوا ملوكا بغانة من بلاد السودان بالمغرب اﻷقصى وعقبهم هنالك معروفون ) .
    حيث عدهم هنا من مشاهير وأعلام أهل البيت عليهم السلام و جزم بصحة عقبهم في السودان وأنهم معروفون غير مطمورين. إلا أنه سامحه الله وعفى عنه لم يمنعه اعترافه هذا من تجاهل ذلك العقب الذي شهد بصراحته وشهرته _ فقال في الجزء السادس من العبر ص 237 _ 240 : ( ثم إن أهل مالي كثروا أمم السودان في نواحيهم تلك واستطالوا على اﻷمم المجاورين لهم فغلبوا صوصو وملكوا جميع ما بأيديهم من ملكهم القديم، و ملك أهل غانة إلى البحر المحيط من ناحية الغرب وكانوا مسلمين، يذكرون أن أول من أسلم منهم ملك اسمه برمندانة هكذا ضبطه الشيخ عثمان، وحج هذا الملك واقتفى سننه في الحج ملوكهم من بعده.
    وكان ملكهم اﻷعظم الذي تغلب على صوصو وافتتح بلادهم وانتزع الملك من أيديهم اسمه ماري جاطة، ومعنى ماري عندهم اﻷمير الذي يكون من نسل السلطان و جاطة اﻷسد ، واسم الحافد عندهم تكن، و لم يتصل بنا نسب هذا الملك. وملك عليهم خمسا وعشرين سنة فيما ذكروه. . . .)
    نتوقف هنا لنبين بعض الملاحظات
    اختزل ابن خلدون رحمه الله تعالى تاريخ مملكة غانة كله في أربعة أسطر، والبكري في القرن الخامس الهجري خصص له صفحات مع أنه أندلسي ولم يزر غانة. والشريف محمد بن محمد اﻹدريسي الحسني في القرن السادس الهجري خصص أيضا صفحات من كتابه : "نزهة المشتاق في اختراق اﻵفاق " لتاريخ مملكة غانة ونفس الشيء فعله ابن سعيد الغرناطي في القرن السابع الهجري خصص له صفحتين من كتابه " تقويم البلدان "

    ولكن ابن خلدون المتأخر عنهم لم يخصص لذلك التاريخ الكبير من تاريخه العبر والكبير أيضا إلا أربعة أسطر، بسبب إحراجه من نسب ملوكها الشرفاء والذين أجهد نفسه في نفي شرفهم وذريتهم قبل أن يعترف لعجزه عن وجود دليل واحد يدعم نفيه لذلك النسبالشريف، و مع اعترافه بأن عقبهم هنالك معروفون.
    لم يبين ذلك العقب أيضا بل تجاهله عندكلامه على من ملك منهم مالي بقوله : ( ولم يتصل بنا نسب هذا الملك ) فكيف لا يتصل بك نسب تسعة عشر ملكا أحصيتهم من أسرة واحدة يتوارثون الملك ولهم أعظم ملك على وجه الأرض في ذلك التاريخ وهم أغنى ملوك العالم ساعتها ومجاورون لك بل ومعاصرون لك . و قد كتبت أربع صفحات في تفاصيل ملكهم وسياستهم الداخلية والخارجية، الاقتصادية منها واﻹدارية والثقافية والاجتماعية، ولم تستطع رغم ذلك كله معرفة نسبهم، هل هم من السودان السكان اﻷصليين أم من غيرهم؟ طبعا لوكان عند ابن خلدون رحمه الله تعالى أدنى شك في أنهم سودانيون لما احتاج الى قوله : ( ولم يتصل بنا نسب هذا الملك ) .
    ثم يقول ابن خلدون : ( ولما هلك ولي عليهم من بعده ابنه منساولي، ومعنى منسا السلطان، و معنى ولي بلسانهم علي، و كان منساولي هذا من أعاظم ملوكهم. وحج أيام الظاهر بيبرس، وولي عليهم من بعده أخوه واتي، ثم بعده ثم بعده أخوهم خليفة وكان محمقا راميا فكان يرسل السهام على الناس فيقتلهم مجانا، فوثبوا عليه فقتلوه. وولي عليهم من بعده سبط من أسباط ماري جاطة يسمى بأبي بكر، و كان ابن بنته فملكوه على سنن اﻷعاجم في تمليك اﻷخت وابن اﻷخت. ولم يقع إلينا نسبه ونسب أبيه ) .
    نلاحظ انه من الملك برمندانة وهو :
    " موسى اﻷسود " الجد الثالث لهؤلاء الملوك وهم يتوارثون الملك في اﻷبناء، فلما ولي الملك ابن بنتهم وهو أيضا ابن عمهم في نفس الوقت، غمز ابن خلدون رحمه الله تعالى في نسبهم الشريف قائلا: إنهم ملكوه على سنن اﻷعاجم في توريث ابن اﻷخت. فلماذا لا يورثون أبناء اﻷخوات قبله، و أبناء اﻷخوات بعده حتى انهيار ملكهم؟ ويكرر تجاهله ثانية لنسبهم الشريف بقوله عن ابن بنتهم هذا : ( ولم يقع إلينا نسبه ونسب أبيه ) وهو القائل قبل هذا :
    ( وكان منساولي هذا من أعاظم ملوكهم. وحج أيام الظاهر بيبرس) فملوك يحجون بيت الله الحرام من مالي يعجز مؤرخ العالم ابن خلدون أن يجد خبرا عن نسبهم.
    ثم يقول ابن خلدون : ( ثم ولي عليهم من بعده مولى من مواليهم تغلب على ملكهم اسمه ساكورة. .....
    وولي عليهم من بعدساكورة هذا : قو ابن السلطان ماري جاطة، ثم من بعده ابنه محمد بن قو، ثم انتقل ملكهم من ولد السلطان ماري جاطة إلى ولد أخيه أبي بكر فولي عليهم منسا موسى بن أبي بكر ، و كان رجلا صالحا وملكا عظيما له في العدل أخبار تؤثر عنه. وحج سنة أربع وعشرين وسبعمائة..... ) نلاحظ هنا أن الملك رجع إلى ولد ماري جاطة وليس إلى أبناء بناته وانتقل الملك من ولده إلى أبناء أخيه وليس أبناء اخواته ، فأين هي سنة اﻷعاجم في تمليك أبناء اﻷخت من هذا البيت الشريف؟
    ثم يصف السلطان منسا موسى(وكان رجلا صالحا وملكا عظيما له في العدل أخبار تؤثر عنه. وحج سنة أربع وعشرين وسبعمائة ) ومع ذلك كله لم يتصل به نسبه ولانسب أجداده الملوك من قبله ولا نسب أحفاده المعاصرين له.
    نقول في الرد على ابن خلدون إن هذا الملك الذي ذكرت إسلام جده : " برمندانة و تجاهلت نسبه " هو الذي نص العمري قبلك والقلقشندي المعاصر لك أنه من نسل وعقب بني صالح ملوك غانة والذين ذكرت أنهم من مشاهير الطالبيين و أن عقبهم هنالك معروفون .
    كتب النسابة المؤرخ القلقشندي رحمه الله تعالى عن نسب الشريف منسا موسى وتشبثه بنسبه الشريف في الجزء الثامن من صبح اﻷعشى، ص 8_9 مايلي :
    ( الرابع ملك مالي قال في " مسالك اﻷبصار " : وهي في نهاية الغرب متصلة بالبحر المحيط، و قاعدة الملك بها بنبي. وهي أعظم ممالك السودان ، وقدتقدم في المقالة الثانية في الكلام على المسالك والممالك ذكر أحوالها، و ما تيسر من ذكر ملوكها، وأن مالي اسم لﻹقليم، و التكرور مدينة من مدنه، وكان ملكها في الدولة الناصرية " محمد بن قلاوون " منسا موسى، و معنى منسا السلطان. ... قال في " التعريف " : وملك التكرور هذا يدعي نسبا إلى عبدالله بن صالح بن الحسن بن علي بن ابي طالب ).
    فالسلطان منسا موسى هو " كنكن موسى، و كانكان موسى، و هو من قبيلة " كيتا " ولكن غلب عليه اسم القبيلة اﻷم " كان " .
    وكتب عنه المؤرخ السوداني عبدالرحمن السعدي في كتاب : " تاريخ السودان " ص 7 مايأتي :
    ( تنبيه، سلطان كنكن موسى هو أول من ملك سغي من سلاطين ملي وهو صالح عادل لم يكن فيهم مثله في الصلاح والعدل قد حج بيت الله الحرام وكان مشيه والله اعلم في أوائل القرن الثامن في قوة عظيمة وجماعة كثيرة والجندي منهم ستون ألفا رجالا. .... السلطان منسى موسى يعني مل كي كنكن موسى لماحج نزل بروض لسراج الدين بن الكويك أحد كبار التجار من أهل الاسكندرية. . . تنبكت وقيل إن السلطان كنكن موسى هو الذي بنى صومعة الجامع الكبير التي بها ) .
    ويؤكد ذلك أيضا الدكتوران : الدكتور جمال عبدالهادي محمد مسعود والدكتورة وفاء محمد رفعت جمعة في كتابهما : " إفريقيا يراد لها أن تموت جوعا " ونصه :
    ( مملكة مالي : قامت عام 640 هجرية أي قبل انهيار الخلافة العباسية بقليل، وقد اتسعت حدودها اتساعا كبيرا نحو الشرق، حتى النيجر اﻷوسط، كما اتسعت نحو الغرب فشملت أراضي السنغال الحالية عدا اﻷجزاء الممتدة في الصحراء ، أشهر ملوكها كانكان موسى الذي سافر لحج بيت الله الحرام ومعه قافلة من أتباعه وحاشيته وجواريه قدروا بالمئات مارا بالقاهرة عام 724هجرية حيث استقبلها سلطانها الملك الناصر محمد بن قلاوون، و أنزله القلعة وأكرم وفادته.

    وقد يقول معارض ما إن عبارة " يدعي نسبا " عند القلقشندي قدلا تكون صريحة في إثبات النسب المدعى، نرد على هذه الفرضية بأنه لم يسلم لﻷدعياء كذبا دعواهم مثال ذلك دعوى العبيديون الفاطميون النسب الشريف، فقد ذكر فيه طعون العلماء اﻷجلاء ولم يسلم بصحته.
    ومثله دعوى البربر وعلى رأسهم صنهاجة النسب العربي، فقد أبطل دعواهم ونفاهم من جنس العرب.
    و أما عن اختصار عمود نسب الشريف منسا موسى، فقد كتب القلقشندي رحمه الله عن سلفه بني صالح ملوك غانة في كتابه : " نهاية اﻷرب في معرفة أنساب العرب " فهو على اطلاع بذلك.
    ونواصل الرد على ابن خلدون فقد كتب : ( ولما هلك ولي أمر مالي من بعده ابنه منسا مغا ومعنى مغا عندهم محمد، وهلك ﻷربع سنين من ولايته، وولي أمرهم من بعده منسا سليمان بن أبي بكر وهو أخو موسى، و اتصلت أيامه أربعا وعشرين سنة.
    ثم هلك فولي من بعده ابنه منسا بن سليمان وهلك لتسعة من ولايته، فولي عليهم من بعده ماري جاطة بن منسا مغا بن منسا موسى، و اتصلت أيامه أربعة عشر عاما. .. ) قلت : أين هي سنة اﻷعاجم في تمليك ابن اﻷخت من هذا البيت الشريف ؟ كما غمز فيهم بذلك ابن خلدون، إلى أن يقول :
    ( وأخبرني القاضي الثقة أبو عبدالله محمد بن وانسول من أهل سجلماسة وكان قد أوطن بأرض كوكو من بلادهم، و استعملوه في خطة القضاء بما لقيه منذ سنة ست وسبعين وسبعمائة، فأخبرني عن ملوكهم بالكثير مما كتبته ) قلت وهذه التفاصيل التي ذكرها هذا القاضي وغيره لابن خلدون رغم كثرتها لم يظفر بخبر منها عن نسبهم، أم أنه تجاهل وغمز متعمدين؟
    ثم يواصل كلامه : ( وذكر لي عن هذا السلطان جاطة أنه أفسد ملكهم وأتلف ذخيرتهم وكاد أن ينتقض شأن سلطانهم. قال : ولقدانتهى الحال به في سرفه وتبذيره أن باع حجر الذهب الذي كان في جملة الذخيرة عن أبيهم، وهو حجر يزن عشرين قنطارا من المعدن من غير علاج بالصناعة ولا تصفية بالنار، كانوا يرونه من أنفس الذخائر والغرائب لندور مثله في المعدن ). قلت : إن حجر الذهب هذا الذي ذكر ابن خلدون أنهم ورثوه عن أبيهم، هو حجر الذهب الذي ذكر ابن فاطمة الغاني والشريف محمد بن محمد اﻹدريسي وابن سعيد العنسي الغرناطي أن أول من ملكه بنو صالح وكانوا يفخرون بذلك على سائر ملوك السودان، إذا هؤلاء ورثوا الحجر عن أبيهم ملك غانة الشريف الصالحي الحسني.
    ويواصل ابن خلدون رحمه الله تعالى الحديث عن تفاصيل حكم ملوك مالي من قبيلة " كيتا " فيقول : ( وولوا من بعده ابنه موسى فأقبل على مذاهب العدل والنظر لهم، و نكب عن طرق أبيه جملة وتفصيلا وهو اﻵن مرجو الهداية ..... ثم بلغنا لهذا العهد أن منسا موسى توفي سنة تسع وثمانين، وولي بعده أخوه منسا مغا، ثم قتل لسنة أو نحوها وولي من بعده صندكي زوج أم موسى صندكي الوزير. ووثب عليه بعد أشهر رجل من بيت ماري جاطة.
    ثم خرج من بلاد الكفرة وراءهم وجاءهم رجل اسمه محمود ينسب إلى منساقو بن منساولي بن ماري جاطة اﻷكبر فتغلب على الدولة وملك أمرهم سنة اثنتين وتسعين ولقبه منسا مغا والخلق واﻷمر لله وحده).
    قوله : ( ثم بلغنا لهذا العهد أن منسا موسى توفي سنة تسع وثمانين.... وملك أمرهم سنة اثنتين وتسعين ) .
    لم يتصل به نسب هذين الملكين المعاصرين له،
    وقد كتب أبو العباس أحمد القلقشندي رحمه الله تعالى عن نسبهم الشريف وحسبهم المنيف وتشبثهم به وحيازته مع ذكره لما ذكره ابن خلدون عن إسلام جدهم "برمندانة " ولكنه لم يقنع بذلك الباطل والتشويه لنسب وعرض هذا البيت الشريف فكتب رحمه الله تعالى عن نسب ملوك مالي وتفاصيل ملكهم أكثر مما كتبه ابن خلدون، و ذلك في الجزء الخامس من صبح اﻷعشى وذلك في ثمانية عشر صفحة من الصفحة 271 وحتى الصفحة 289 ابتدأها بعنوان ( المملكة الخامسة بلاد مالي ومضافاتها. ..... الجملة الرابعة في ذكر ملوك هذه المملكة ... ثم جاء منهم ملك اسمه ماري جاظه. ..... ثم خرج من ورائهم من بلاد الكفرة رجل اسمه محمود ينسب إلى منساقو بن منساولي بن ماري جاظه ولقبه منسا مغا وغلب على الملك في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة.
    قال في " التعريف " : وصاحب التكرور هذا يدعي نسبا إلى عبدالله بن صالح بن الحسن بن علي بن ابي طالب كرم الله وجوههم. قلت : هو صالح بن عبدالله بن موسى بن عبدالله أبي الكرام بن موسى الجون بن عبدالله بن حسن المثنى ابن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    وقد ذكر في " تقويم البلدان " : أن سلطان غانة يدعي النسب إلى الحسن بن علي عليهما السلام، فيحتمل أنه أراد صاحب هذه المملكة ﻷن من جملة من هو في طاعته غانة، أو من كان بها في الزمن القديم قبل استيلاء أهل الكفر عليها ) .
    قلت : رحم الله النسابة المؤرخ القلقشندي ينقل عن ابن خلدون ولكنه يخالفه فيما أخطأ فيه ولم يقلده تقليد اﻷعمى.
    وإن كان رحمه الله تعالى سايره في سلسلة صالح إلى : " عبدالله بن موسى الثاني " والصواب أنه :( صالح ابن عبدالله الرضا الشيخ الصالح ويلقب بأبي الكرام بن موسى الجون )

    وللتنبيه فقط : " إن اﻷمير اﻷسد، والمعروف لدى السنونكي ب: " ماري جاطة " ولدى البنبارا ب: " سندياتا كيتا " غلب لقبه : " كيتا " على ذريته وأبناء عمومته في المصادر اﻷجنبية والمحلية.
    يقول محمود شاكر في سلسلته : مواطن الشعوب اﻹسلامية " مالي "
    عن أول رئيس لجمهورية مالي بعد استقلالها عن فرنسا ما نصه :
    ( وينتمي موديبو كيتا إلى : " أسرة كيتا " التي أسست إمبراطورية مالي أيام ماري جاطة بعد أن قضى الصوصو على مملكة مالي وأسرة كيتا بالذات لهذا كان لﻻنتماء أثر في شهرته وانتخابه ) .
    فمحمود شاكر هنا بين أن أسرة كيتا هم ذرية " ماري جاطة " وبين أن اﻷسرة التي أسقط الصوصو ملكها هي أسرة كيتا وقد صدق في ذلك ﻷن أسرة كيتا هي فرع من :" أسرة كان " من بني صالح ملوك غانة الذين سقط ملكهم على يد الصوصو .
    وذكر عبدالحليم عبد النبي في كتابه :
    " القادة اﻷفريقيون " عن الرئيس موديبو كيتا في الصفحة 121 اﻵتي :
    ( مؤدب كيتا قديكون الاسم غريبا لم يتعود القارئ سماعه قبل اﻵن ولكنه في الحقيقة الاسم الصحيح لرئيس جمهورية مالي، فلقد كان الشاب محمد كيتا سليل " أسرة كيتا " التي حكمت إمبراطورية مالي اﻹسلامية لعدة قرون من الزمان " مؤدبا " أي أستاذا ومربيا ومعلما. . . . )
    ويضيف الهادي المبروك الدالي في كتابه : " مملكة مالي اﻹسلامية وعلاقتها بالمغرب وليبيا ص 27_28
    ( ينتسب سندياتا كيتا إلى : ابن ناري فامغان بن موسى كيتا المشهور بموسى اﻷكوري، و قداشتهر سندياتا بلقب ماري جاطة ).
    وتأكيدا على أن قبيلة " كيتا " هي فرع من قبيلة " كان " كتب الحاج موسى أحمد كامره في كتابه : "زهور البساتين في تاريخ السوادين " ص 262 مايلي :
    ( أصل بعض التسميات واﻷلقاب في مملكة سنجت : إن لقب بني سنجت الصغار " كنات " وإذا شابوا إلى أن يموتوا كيت أي قبض اﻹرث ) .
    قلت : و " سنجت " هو سندياتا كيتا.
    وفي الصفحة 257 يؤكد موسى أحمد كامره حقائق مهمة وهي أن قبيلة كان وفرعها كيتا هم الذين ورثوا ملك غانة بعد فساد ملك ملوكها السيسي من السنونكي ، ومعلوم عندالنسابين والمؤرخين أن بني صالح ملوك غانة هم الذين ورثوا عرش غانة بعد ملوكها من السنونكي وأن الصوصو هم من أسقط ملك بني صالح، فهذا دليل آخر على أن قبيلتي " كان وكيتا " هما عقب بني صالح وذريتهم في السودان.
    وهذا نص ما كتبه رحمه الله تعالى :
    ( وقد أخبرني فودي عبدجكن في واود بأن : " ملك وكد لما فسد وأهله سيسي "قام ملك :" كنات وأهله كيتا" وهم أهل سب ) .

    ومن هنا نجد ان المؤرخ موسى أحمد كامره يتفق مع المؤرخ الدكتور حسن أحمد محمود في أن : " قبيلة كان "
    ملكت غانة، و يصحح له تاريخ ذلك الملك وزمانه، فبينما ذكر الدكتور حسن أحمد محمود أن أول ملوك غانة هم من قبيلة " كان " يقول له : موسى أحمد كامره ليس اﻷمر كذلك، فهناك أسر ملكت غانة قبل " كان "
    ونص ماكتبه الدكتور حسن أحمد محمود في كتابه : " اﻹسلام والثقافة العربية في أفريقيا " في معرض كلامه عن تأسيس مملكة غانة ص174 ما نصه :
    ( وكان أول ملوكهم يدعى كان، واتخذ مدينة أوكار قرب تنبكت الحالية عاصمة له.... ) قلت : صحيح ان قبيلة " كان " كانوا ملوكا لغانة ولكن ليسوا المؤسسين لها ولا أول من ملكوها.
    فقبيلة كان نسبة إلى جدهم عبدالله الشريف خان _ والذي نطقه السودان لعجمتهم _ آيل الشريف كان _ وأطلقوا لقبه : " كان " على ذريته من بعده، فأصبحت علما عليهم بدل اسم أبيهم صالح والذي احتفظت لهم به المراجع والمصادر العربية.
    فمملكة غانة تأسست في القرن اﻷول الميلادي وعبدالله الشريف خان ولد في القرن الحادي عشر الميلادي الخامس الهجري بعد قيام مملكة غانة بأزيد من ألف سنة ، فكيف يكون أول ملوكها؟
    ويختلف الباحثون حول الطريقة التي وصل بها عبدالله الشريف خان وذريته إلى ملك غانة بعد ملوكها من السنونكي، فهناك روايتان : إحداهما أن عبدالله الشريف خان صاهر ملك غانة الملك تنكامنين الذي أسلم وقبل الدخول في طاعة المرابطين وبوفاته انتقل الملك إلى : " أبناء أخته من بني عبدالله الشريف خان _ حيث كان العجم من البربر والسودان سكان المنطقة اﻷصليين يورثون أبناء اﻷخوات ويحرمون أبناء الصلب.
    وقد ذكر البكري رحمه الله تعالى في كتابه : " المسالك والممالك " أوصافا عن الملك تنكامنين هذا تدل على أنه كان مسلما دون أن يصرح بذلك ولكنه ذكر إسلام ابنه قنبر.
    وتأكيدا ﻹسلام الملك تنكامنين كتب الباحثين : محمدفاضل علي باري وسعيد إبراهيم كريدية في كتابهما : " المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ وحضارة " ص : 288 ما نصه :
    ( قبل ملك غانة _ وكان يدعى " تانكامنين " _ الدخول في اﻹسلام والخضوع لسلطان المرابطين )
    وهناك رواية أخرى أن المرابطين أسقطوا حكومة غانة السنونكية من قبيلة السيسي ونصبوا حكومة تابعة لهم. وهذه الرواية تدعم أن الحكومة اﻹسلامية التي اعتلت عرش غانة بعد ملوكها من السنونكي ، سواء نصبها المرابطون أو تحالفت معهم هي :
    " أسرة كان من بني صالح " _ حيث كان الشريف عبدالله كان _ حليفا للمرابطين وشاركهم في غزواتهم كمانصت على ذلك الكثير من المراجع. يقول الدكتور إبراهيم علي طرخان في كتابه : " إمبراطورية غانة اﻹسلامية " ص : 52_ 53 ما نصه :
    ( فتح المرابطون مدينة أودغست عام 1055م وعاقبوها على خضوعها لامبراطورية غانة واستسلامها لها بدفع الجزية وقبول سيادة السوننك، فترة من الزمن؛ :وبعد أن فرغ المرابطون من أودغست، اتجهوا إلى كومبي صالح عاصمة غانة نفسها واقتحموها عام 1076 م وقاموا عليها حاكما مسلما، و منذ ذلك الوقت صار ملوك غانة مسلمين، سواء كانوا تابعين للمرابطين حتى عام 1087 م أم انفصلوا عنهم بعد ذلك العام، وهو سنة وفاة أبي بكر زعيم المرابطين، و أعلنوا تبعيتهم للخليفة العباسي في بغداد مباشرة ) .

    قلت : وهذا الحاكم المسلم الذي أعلن تبعيته للخلافة العباسية هو الشريف الصالحي الحسني الذي وصفه محمد بن محمد الشريف اﻹدريسي الحسني في كتابه : " نزهة المشتاق في اختراق اﻵفاق " ج1 ص 23 بقوله :
    ( وغانة مدينتان على ضفتي البحر الحلو وهي أكبر بلاد السودان قطرا وأكثرها خلقا وأوسعها متجرا وإليها يقصد التجار المياسير من جميع البلاد المحيطة بها ومن سائر بلاد المغرب اﻷقصى وأهلها مسلمون وملكها فيما يوصف من ذرية صالح بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب. وهو يخطب لنفسه لا كنه تحت طاعة أمير المؤمنين العباسي وله قصر على ضفة النيل قد أوثق بنيانه وأحكم إتقانه وزينت مساكنه بضروب من النقوشات واﻷدهان وشمسيات الزجاج وكان بنيان هذا القصر في عام عشرة وخمسمائة من سني الهجرة ) .

    وتأكيدا على أن ذلك الحاكم المسلم الشريف الصالحي الحسني هو : عبدالله الشريف خان _ والمعروف لدى السودان ب : " آيل كان " _ أو أحد أبنائه ، نذكر ما كتبه المؤرخ الكبير أبو عبيد البكري المتوفى سنة 487 هجرية ، في أحد كتبه حسبما نقله عنه النسابة المؤرخ مصطفى بولي بن سعيد كان الملقب ب : " صيدو كان " الصالحي الحسني، في كتابه : " حياة اﻹمام القاضي أبوبكر كان " من أن : ( آل عبدالله الشريف كان، ملكوا غانة ) . ويعضد مانقله المؤرخ الشريف مصطفى بولي بن سعيد كان، عن أبي عبيد البكري ، مانقله عنه أيضا المؤرخ المختار بن حامد رحمهما الله جميعا في الجزء الثامن والعشرين من موسوعته " حياة موريتانيا " وعنوانه : " أوائل الشرفاء في موريتانيا " مخطوط ص 1 ونصه :
    ( أول عائلة شريفة تدخل إلى موريتانيا هي : " أسرة بني صالح " التي ذكر البكري واﻹدريسي أنها كانت تحكم في غانة إن صح ذلك ) قلت : إن صح نقل المؤرخين المختار بن حامد ومصطفى بولي بن سعيد كان، عن البكري فهذا يؤكد الروايات الشفوية المتداولة عندنا في الوثائق الفوتية أن عبدالله الشريف كان _ كان ملكا لغانة _ قبل أن يتولى أبناءه من بعده الملك، خصوصا أن أبابكر بن عمر اللمتوني والشريف عبدالله كان توفيا سنة 480 هجرية والملك السنونكي " تنكامنين كان حيا سنة 460 هجرية وعمره ساعتها ثمانون سنة والبكري توفي بعد أن كتب عن تاريخ الجميع سنة 487 هجرية متأخرا بسبع سنين عن أبي بكر اللمتوني وعبدالله الشريف كان الصالحي.
    و هذه الرواية نص عليها النسابة المؤرخ مصطفى بولي بن سعيد كان : أن الشريف عبدالله كان، كان ملكا بغانة وحليفا للمرابطين قبل أن ينقلبوا عليه ونشأت معركة بينهما قتل فيها القائدين أبي بكر وعبدالله الشريف كان سنة 480 هجرية.

    وتجسيدا للحقائق التي تؤكد تحالف الشريف عبدالله كان، مع المرابطين،
    كتب الدكتور محمد صالح با الفلاني في كتابه : " الثقافة العربية اﻹسلامية في غرب أفريقيا " ص212
    ( غير أن التاريخ يذكر ان آل كن هم من اﻷمراء، ومن اﻷسر التي لها أكبر الفضل في نشر الثقافة العربية اﻹسلامية في حوض نهر السنغال، وذلك من عهد المرابطين إلى اليوم.
    إن أسرة كن، أنجبت رجلين بهما الكفاية، وهما : " آيل كن " المرابط الذي مر ذكره، والذي عاصر بل عاشر أبابكر ابن عمر وشاركه في جميع فتوحاته في منطقة غرب أفريقيا.. .).

    وفي هذا الصدد يضيف الحسين بن محنض الديماني في كتابه : " تاريخ موريتانيا القديم والوسيط " ص 149 _ 150: ( وقصر تندكسمي " 60 كلم شرقي انواكشوط " الذي بناه الفلان على طرق القوافل بين الحواضر اللمتونية والحواضر التكرورية على نهر السينغال ، أسسه : " آيل كان بن هلال بن عبدالله الدمشقي " الذي يعرف أحفاده عندالبيضان بأحرار جلمت " دمات " ، جد موطد الدولة المامية اﻹسلامية اﻹمام عبدالقادر كن، و آيل كن زعيم من أصل عربي قدم جده من الشمال عن طريق غانة في وقت يجهل الرواة تحديده، و أصبح فوتي الوطن وبولاري اللغة، وصار من أبرز زعماء السود في عهد
    " أمير بيلكه " أبي بكر بن عامر بن بادي بن البشارة بن عتبة بن الخظير بن يحي المعروف بابن الصحراوية بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن تاشفين " ، و كانا رفيقين في الكفاح ضد بقية الدولة الغانية، ثم اختلفا فقتله أبوبكر بن عامر غيلة، فانتقم له منه بعد ذلك تلميذ له يدعى مكم بولي، وتذكر الروايات الشفهية أن :
    " آيل كن " قتل على إثر معركة " أري يارا "بمنطقة لعصابة.
    نلاحظ هنا أن الباحث الحسين بن محنض خلط بين تاريخ " آيل كن الكبير وحفيده آيل كن الصغير، كما خلط بين أمير المرابطين أبي بكر بن عمر وبين حفيد ابن عمه يوسف بن تاشفين ) رحمهم الله جميعا.
    وعن علاقة الحكومة اﻹسلامية بالمرابطين في غانة كتب أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الزهري اﻷندلسي المتوفى سنة 541 هجرية في كتابه : " الجغرافيا " ص 125 ما نصه :

    ( الصقع الثالث : جناوة ... وفيه مدينة غانة. ..وأهل هذه البلاد كانوا يتمسكون فيما سلف بالكفر إلى عام ستة وتسعين وأربعمائة، و ذلك عند خروج يحي بن أبي بكر أمير مسوفة وأسلموا في مدة لمتونة وحسن إسلامهم، و هم اليوم مسلمون، و عندهم العلماء والفقهاء والقراء وسادوا في ذلك، وأتى منهم إلى بلاد اﻷندلس رؤساء من أكابرهم وساروا إلى مكة وحجوا وزارو وانصرفوا إلى بلادهم.
    وأنفقوا أموالا كثيرة في الجهاد ).
    يوافق الزهري هنا بقية الباحثين والمؤرخين الذين يتحدثون عن إنفاق حكومة غانة اﻹسلامية كثيرا من المال في الجهاد، و يختلف معهم في تأخير إسلام أهل غانة وتولي الحكومة اﻹسلامية مقاليد اﻷمور إلى سنة 496 هجرية وعدم تطرقه إلى نسب تلك الحكومة، و لكن كما ذكرنا سابقا أن أبا عبيد البكري قبله وابن فاطمة الغاني والشريف اﻹدريسي الحسني المعاصران له نصوا على أنها حكومة حسنية علوية هاشمية.

    وهناك سؤال يطرح نفسه هو :" لماذا لا يصرح ابن فاطمة واﻹدريسي ومن جاء بعدهما من النسابين والمؤرخين بأسماء ملوك غانة الصالحيين الحسنيين على غرار ما نقله المؤرخ مصطفى بولي سعيد كان، عن أبي عبيد البكري؟ وعلى غرار خلفهم ملوك مالي "
    الجواب ذكره الشريف اﻹدريسي نفسه في ج1 من " نزهة المشتاق " ص 184_185 ونصه :
    ( وكذلك أيضا ملوك النوبة وملوك الزنج وملوك غانة وملوك الفرس وملوك الروم. ... وملوك الروم يسمون بالقياصرة، و قيصر اسم متوارث واقع بمن ملك الرومية كلها واﻷغزاز يسمى ملكها بشاشاه أي ملك الملوك وهو اسم يتوارثه ملوكهم بينهم لا ينتقلون عنه، وكذلك الفرس تسمي ملوكهم باﻷكاسرة ، وأما السودان فإنما تنسب ملوكها إلى بلادها فاسم صاحب غانة " غانة " وملك كوغة اسمه كوغة، و فيما جئنا به من هذا الفن كفاية وإقناع ).
    وأما ما تشير إليه بعض المصادر المتأخرة من أن الشريف اﻷمير اﻷسد " سندياتا كيتا " المعروف في المصادر الوسيطة ب:" ماري جاطة " عندما هزم الصوصو وقتل ملكهم سومانغورو كانتى _ دخل كمبي صالح عاصمة غانة ودمرها _ فهو غير صحيح البتة. فكيف يدمر عاصمة أجداده ومستقر ملك أبناء عمه من قبيلة " كان " بل أبقى عليها وعلى ملكها نائبا له لقرابته منه يدير فيها حكما ذاتيا _ كما كان أسلافه هو أيضا قبل أن يسقط الصوصو غانة يحكمون مالي حكما ذاتيا تبعا لابن عمهم ملك غانة وهكذا انعكست اﻵية. وهذا ما جزم به المؤرخ النسابة القلقشندي رحمه الله تعالى في : " صبح اﻷعشى ج5 ص 281"
    ونصه :
    ( الجملة الرابعة في ذكر ملوك هذه المملكة : قد تقدم أن هذه المملكة قداجتمع بها خمسة أقاليم، وهي : إقليم مالي وإقليم صوصو، و إقليم غانة من الجانب الغربي عن مالي، وإقليم كوكو، و إقليم تكرور، في الجانب الشرقي عن مالي، وأن كل إقليم من هذه الخمسة كان مملكة مستقلة، ثم اجتمع الكل في مملكة صاحب هذه المملكة، و أن مالي هي أصل مملكته. قال في مسالك اﻷبصار : وهو وإن غلب عليه عند أهل مصر اسم سلطان التكرور فإنه لوسمع هذا أنف منه، ﻷن التكرور إنما هو إقليم من أقاليم مملكته، واﻷحب إليه أن يقال : " صاحب مالي " ﻷنه اﻹقليم اﻷكبر وهو به أشهر ، و نقل عن الشيخ سعيد الدكالي : أنه ليس بمملكته من يطلق عليه اسم ملك إلا " صاحب غانة " وهو كالنائب له وإن كان ملكا.
    وكأنه إنما بقي اسم الملك على صاحب غانة دون غيره لعدم انتزاعها
    منه والاستيلاء عليها استيلاء كليا).
    قلت : و استمر هذا حتى أيام السلطان منسا موسى" كنكن موسى "

    ونرجع اﻵن إلى عمود نسب هؤلاء الملوك الشرفاء لنربط فروعهم بأصولهم الشريفة ، فآخر هؤلاء الملوك المعاصر لابن خلدون والقلقشندي رحمهما الله تعالى، هو :

    ( الشريف محمود بن السلطان قو بن السلطان علي بن السلطان اﻷمير اﻷسد " سندياتا كيتا " بن السلطان محمد بن السلطان موسى اﻷسود "برمندانة " ابن دامال بن لاتال بن لاولو بن هلال أبو النعمان "بلالي بوناما " ابن عبدالله الشريف كان بن هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك بن الحسن الشهيد بن عبدالله الشهيد بن محمد الشاعر _ الشهيد _ ابن صالح الجوال ابن عبدالله الرضا الشيخ الصالح _ ويلقب بأبي الكرام _ ابن موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي رضي الله عنهم.
    ذكر نسابة الطالبيين كالعلامة النسابة جمال الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بن المهنا الحسيني العبيدلي من أعلام القرن السابع الهجري، في كتابه : " التذكرة في اﻷنساب المطهرة " ص 58، والنسابة جمال الدين أحمد بن علي ابن عنبة الحسني في كتابه " عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب "، و النسابة الفتوني العاملي في كتابه : " حدائق اﻷلباب في اﻷنساب "، و السيد جعفر اﻷعرجي الحسيني في كتابه :
    " اﻷساس ﻷنساب الناس " وغيرهم ،
    أن عقب وذرية : " صالح بن عبدالله الرضا الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي رضي الله عنهم. " انحصر في حفيدين فقط من أحفاد حفيده الثالث أبي عبدالله الضحاك ، لا غير وهما :
    1_ ( صباح _ و هو عند الفتوني _ " صالح بن موسى بن مهبوب بن علوي بن مسلم بن هديم بن حسن بن محمد _ لم يذكره جعفر اﻷعرجي _ ابن زيد بن عبدالله أبي الضحاك )
    2_ ( هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك ) .
    وعليه فإن عبدالله الشريف كان، والذي كان أحفاده من ملوك غانة ومالي يرفعون نسبهم إليه بقولهم إنهم من ذرية : " عبدالله بن صالح بن الحسن بن علي بن ابي طالب " عليهم السلام.
    فإن عبدالله هذا لن يخرج عن أحد هذين الفرعين البتة.
    و لا يمكن إطلاقا حسب الحساب الزمني لﻷنساب أن يكون من الفرع اﻷول : " صالح بن موسى بن مهبوب بن علوي بن مسلم بن هديم بن حسن بن محمد بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك " ﻷن صالحا هذا عاش في نهاية القرن السادس الهجري بعد قرن من قيام ملك بني صالح في غانة.
    و عليه فإن عبدالله الشريف كان هو من ذرية الفرع الثاني ( هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك) والذي عاش في القرن الخامس الهجري.
    لنعد إلى الحساب الزمني لعمود نسب الشريف محمود، والذي كان ملكا عام 792 هجرية فنجد أن بينه وبين علي رضي الله عنه خمسا وعشرين أبا، فإذا قدرنا أنه ملك وعمره 30 سنة على المتوسط، تكون ولادته تقريبا سنة 762 هجرية نقسمها على خمس وعشرين جيلا عدد سلسلة أجداده، خلال هذه الفترة الزمنية فتأتينا النتيجة 30 سنة لكل جيل بمعدل 3أجيال لكل قرن، و هي المدة متوسط العمر لكل جيل حسب قواعد وضوابط المؤرخين والنسابين في ضبط عدد اﻵباء والجدود ﻷي عمود نسب.
    ننتقل إلى مصادر ومراجع هذه السلسة ما بعد الجد : ( هذيم بن مسلم بن زيد بن عبدالله أبي الضحاك) فبدءا بالسلطان محمود وانتهاء بجده " موسى اﻷسود : برمندانة " ذكر هذا الجزء من عمود النسب ابن بطوطة وابن خلدون والقلقشندي وغيرهم.
    وبدءا بموسى اﻷسود، حتى هلال أبو النعمان " بلالي بوناما " ذكر هذا الجزء من عمود النسب مؤرخ قبيلة كيتا دجيلي مامادو كوياتي، في كتابه : " سندياتا كيتا أو ملحمة الماندنجو " وتجنبا لﻹطالة مخافة السآمة أقول :

    ( يتضح أن ماذكره ابن خلدون رحمه الله تعالى عن إسلام " برمندانة " موسى اﻷسود، غير صحيح، كيف وجده الرابع عبدالله الشريف كان،
    كان مسلما في القرن الخامس الهجري فضلا عن كونه شريفا.
    ولكن اختلاط تاريخ هذه اﻷسرة الشريفة بتاريخ الملوك السودانيين المعاصرين لها ومصاهرتها لهم وانصهارها فيهم هو الذي أدى إلى هذا الخلط واللبس بين نسبهم الشريف وحسبهم المنيف وبين إسلام الملوك الوثنيين وشعوبهم وبعض طقوسهم الوثنية.
    والله من وراء القصد. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


    hgjuvdt ffkd whgp lg,; yhkm,lhgd ,vf' tv,uil fHwgil hgavdt ,lh ;jfi hgkshfm [utv hﻷuv[d hgpsdkd uk `


  2. #2
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    نتابع هذا التفصيل الجميل ...
    نرجوا ان يكون فيه الفائدة المرجوّة للقراء الكرام
    بارك الله بك

  3. #3

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. النسابة المؤرخ عمر رضا كحالة وما كتبه عن بني صالح ملوك غانةومالي من بلاد السودان.
    بواسطة الحسن الصالحي الحسني في المنتدى مجلس ذرية الحسن العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-08-2016, 01:03 PM
  2. اﻷستاذ الدكتور سعد أبوسيف الحوتي. وما كتبه عن بني صالح ملوك غانةومالي من بلاد السودان
    بواسطة الحسن الصالحي الحسني في المنتدى مجلس ذرية الحسن العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-08-2016, 06:37 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-08-2016, 08:52 PM
  4. سلف بني صالح ملوك غانةومالي في كتاب : اﻷصيلي في أنساب الطالبيين
    بواسطة الحسن الصالحي الحسني في المنتدى مجلس ذرية الحسن العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-08-2016, 07:13 PM
  5. صالح بن عبدالله وبنيه ملوك غانةومالي في كتاب : " تهذيب اﻷنساب ونهاية اﻷعقاب "
    بواسطة الحسن الصالحي الحسني في المنتدى مجلس ذرية الحسن العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-08-2016, 03:48 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum