حقائق عن الكاهنة (ملكة البربر بالجزائر)
المنبر الحر / الهقار (الجزائر)
***
الدكتور عثمان سعدي ( العروبي الأمازيغي) فارس العربية و الإسلام يرد على الشعوبيين أذناب فرنسا ، و يورد شهادة حق عن الكاهنة ،الملكة البربرية بالأوراس الأشم ، و تغير موقفها من الفاتحين المسلمين بعد أن اقتربت منهم و عرفت بأنهم ليسوا غزاة كسابقيهم من الرومان و غيرهم ... ***
جاء في مقال الدكتور ع. سعدي :
كتب الكاتب خلاص جيلالي بـ''الخبر'' عدد 21 جويلية 2009 مقالا غريبا عنوانه ثلاث ملكات من افريقيا:
أولا: قارن فيه بين كاهنة الجزائر وكاهنتي النيجر والكاميرون، وهي مقارنة في غير محلها، فالمقارنة ينبغي أن تكون بينهما وبين لالّة فاطمة نسومر. فصاراونية النيجرية واسمها عربي سارة، وموديبو الكاميرونية واسمها عربي أيضا أي المؤدِّبة، كانتا شيختين في زاويتين، حاربتا المستعمرين الفرنسيين كلالّة فاطمة نسومر. أما الكاهنة فحاربت المسلمين وهم غير مستعمرين.
ثانيا: أشار إلى جيزيل حليمي وهي محامية يهودية فرنسية من أصل تونسي دافعت عن المجاهدات الجزائريات، وتشكر على ذلك. ولكنها أصدرت رواية نشرت بفرنسا سنة 2006 عنوانها (الكاهنة) وأعيد نشرها بالجزائر بدار البرزخ سنة 2007 زعمت أن الكاهنة يهودية، وهو كذب وافتراء، ويبدو أن يهودية حليمي تغلّبت على تقدميتها فأبرزت الكاهنة كيهودية، بينما يجمع المؤرخون العرب المسلمون الذين أرّخوا لها بمن فيهم العلامة ابن خلدون، على أنها كانت وثنية تعبد صنما من خشب، وتنقله على جمل، وقبل كل معركة تبخّره وترقص حوله فسماها العرب الكاهنة أي (التفازة أو الكَزّانة)، ولو كانت يهودية لروى عنها ذلك الرواة المسلمون على أنها من أهل الكتاب. وخلاّص يتفق مع حليمي فيقول ''روّج الفاتحون العرب لديانة الكاهنة اليهودية''. كما أن حليمي تردد في روايتها أكاذيب المستشرقين الفرنسيين الزاعمين بأنها كانت عاشقة لخالد العبسي وكانت فاسقة فاجرة شبِقة، بينما يجمع المؤرخون على أنها عاملته كابنها بل وتبنّته، فهو شاب وهي معمرة عمرها 127 سنة. حليمي تعكس النظرية الصهيونية التي تختار شخصيات تاريخية وتنسب لها اليهودية.
ثالثا: كانت الكاهنة جالسة على عرش رئاسة قبيلة جراوة بجبال أوراس النمامشة (توجد قبيلة باليمن حتى الآن تسمى آل جراو)، كان مقر قيادتها بهضبة ثازبنت قرب تبسة، ولازال برج معسكرها قائما حتى الآن يسميه الشعب صومعة الكاهنة وهو ليس ضريحا لها كما زعم خلاص. شاهدت جيش حسان بن النعمان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتّجها نحو منطقة حلّوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلى المنطقة المسماة مسكيانة (اسمها بالبربرية: ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة)، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم. انتشرت الكاهنة بجيشها وانطلقت من التلال المحيطة بهذه المنطقة، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا. ثم دارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي وأسر ثمانين من قادته جلّهم من التابعين. اجتمعت بالأسرى الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، وسألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسرى بدون فدية، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقّها في الدين، وهو خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن. بل وعمدت إلى تبنّيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي في كتابه رياض النفوس حول هذا التبني ''عمدت إلى دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته على ثدييها، ودعت ولديها وقالت: كلا معه على ثديي من هذا.. ففعلا، فقالت: صرتم إخوة''. ويقول ابن خلدون في تاريخه: ''وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما.. وعقد لهما على قومهما جراوة ومن انضوى إليهم بجبل الأوراس''.
رابعا: وبعد خمس سنوات ضعف إيمانها بحربها وحررت ولديها فقالت لخالد العبسي ''خذ أخويك إلى حسان، أوصيكما يا ولدَي بالإسلام خيرا، أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت''، وتوجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة (ولم تنتحر كما يزعم خلاّص). وما زالت حتى الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، قائمة تدرّ الماء، ويسمّيها الناس بهذه المنطقة ''بئر الكاهنة''. وبعد عشر سنوات من وفاتها ينطلق طارق بن زياد الأمازيغي المسلم فيفتح الأندلس.
خامسا: أشار خلاّص إلى تمثال الكاهنة في باغاي بخنشلة، ولم يذكر أنه صنع بإسرائيل بطلب من البربريست، وبقي ستة أشهر بروما ينتظر من الدولة الجزائرية إذن الدخول ودخل ونصب في بغاي.
هذه المعلومات مستمدة من كتابي ''الجزائر في التاريخ'' تحت الطبع، وأنا أحترم الكاهنة. فقصتها تشبه قصة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
عثمان سعدي( العروبي الأمازيغي)
رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية
24 جويلية 2009
prhzr uk hg;hikm lg;m hgfvfv fhgH,vhs hgHal (hg[.hzv)
مواقع النشر (المفضلة)