العاربه والمستعربه.. والاعجميه.

العاربه والمستعربه.. والاعجميه.

ذكر صاحب " العِبر " :
أن لفظ العرب مشتق من الإعراب، وهو البيان، أخذاً من قولهم: أعرب الرجل عن حاجته، إذا أبان، سُمُّوا بذلك لأن الغالب عليهم البيان.
وتصغير العرب: عُريب، والنسبة إلى العرب: عربيّ، وإلى الأعراب: أعرابيّ، لأنه لا واحد له يُرد إليه، بخلاف مساجد، حيث ينسب إليها: مسجدي، نسبة إلى الواحد منها من حيث إن لها واحداً ترد إليه.
ثم إن كل من عدا العرب فهو عجمي، سواء الفرس أو الترك أو الروم أو غيرهم، وليس كما تتوهم العامة من اختصاص العجم بالفرس، أما الأعجم فالذي لا يفصح في الكلام وإن كان عربياً، ومنه سميّ: زياد الأعجم الشاعر، وكان عربياً.
وأما أنواع العرب فقد اتفقوا على تنويعهم أولاً على نوعين: عاربة ومستعربة.
فأما العاربة، فقال الجوهري: هم العرب الخلّص.
قال في العبر: وهم العرب الأُوَل الذين فهّمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها فقيل لهم: عاربة، إما بمعنى الراسخة في العروبية، كما يقال: ليل لائل، وإما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها، لمّا كانوا أول من تكلم بها.
قال الجوهري: وقد يقال فيها: العرب العَرْباء.
والمستعربة: الداخلون في العروبية بعد العجمة، أخذاً من استفعل بمعنى الصيرورة، نحو استنوق الجمل، إذا صار في معنى الناقة، لما فيه من الخنوثة، واستحجر الطين، إذا صار في معنى الحجر ليُبسه.
قال الجوهري: وربما قيل لهم المتعربة.
ثم اختلف في العاربة والمستعربة، فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هم: عاد، وثمود، وطَسْم، وجَديس، وأُميم، وعَبيل، والعَمالقة، وعبد ضَخْم، وجُرْهم الأولى، التي كانت في زمن عاد، ومن في معناهم.
والمستعربة: بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أُد بن سام بن نوح عليه السلام، لأن لغة عابر كانت عجمية، إما سريانية، وإما عبرانية، فتعلّم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمنهم، وتعلم بنو إسماعيل العربية من جُرهم من بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة.
وذهب آخرون، منهم المؤيد صاحب حماه، إلى أن بني قحطان هم العاربة، وأن المستعربة هو بنو إسماعيل فقط.
والذي رجحه صاحب " العبر " الأول. محتجاً بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام إلى عابر من تكلم بالعربية، وإنما تعلموها نقلاً عمن كان قبلهم من العرب، من عاد وثمود ومعاصريهم، ممن تقدم ذكرهم.

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: تاريخ العرب البائدة

---

hguhvfi ,hglsjuvfi>> ,hghu[ldi>

الشريف محمد الجموني;
ذكر صاحب " العِبر " :
أن لفظ العرب مشتق من الإعراب، وهو البيان، أخذاً من قولهم: أعرب الرجل عن حاجته، إذا أبان، سُمُّوا بذلك لأن الغالب عليهم البيان.
ثم إن كل من عدا العرب فهو عجمي، سواء الفرس أو الترك أو الروم أو غيرهم، وليس كما تتوهم العامة من اختصاص العجم بالفرس، أما الأعجم فالذي لا يفصح في الكلام وإن كان عربياً، ومنه سميّ: زياد الأعجم الشاعر، وكان عربياً.

بارك الله فيك استاذنا الشريف الجموني . ما ذُكر أعلاه ، دليل يقوي المذهب القائل أن العروبة ليست جنسية ، و إنما هي لغة وهوية ثقافية ، وفي قوله صلى الله عليه و سلم ( ..كل من تكلم العربية فهو عربي) أو كما قال .. و منه يكون القياس : كل من لا يتكلم العربية فهو أعجمي ، و ليس مقصودا به الجنس أو العرق ، و إنما هو اللغة و ما يتبعها من دلالة ثقافية .

أحد كبار السن من اللخميين في الحيرة أتى الى خالد بن الوليد يحمل في يده سما . وكان خالد يخاطبه ومن معه من عرب اليمن فيقول لهم : أأعرب انتم أو عجم . فعندها لم يقل له أحدهم بل نحن العرب العاربة وانتم العرب المستعربه . بل رد على خالد احدهم وقال : اجدت لنا لسانا غير العربية ؟! فهذا ما احتج به الدكتور جواد علي بقوله : العاربة هم أهل البوادي والمستعربة هم من عاش حول الحواضر واقام بينهم من العرب .وهذا ما ورثناه عن اهلنا البادية . كانوا يطلقون على على من اقام منهم حول الحاضرة بقولهم : هؤلاء (عريب دار) يعني مستعربين لا عرب خلص . وعندما يشد بعضهم من الحاضرة الى الباديةويقال لهم : لقد تعرب بنو فلان . ولا يزال اخواننا اهل الشام يطلقون على اهل البادية عندما يخاطبوهم بقولهم (انتم ايها العرب) يعني البدو . فالاستنتاج الذي خلص اليه جواد علي هو ان كلمة عرب تطلق على كل من تعرب بالبادية وسكن فيها وترك الحاضرة . والمستعربة هم العرب الذي تركوا البادية واعتزلوها من الاعراب . فلهذا قال الرسول الكريم من تكلم العربية فهو العربي اي نطقها ايمانا واحتسابا وتمسك بها لان الدين الاسلامي جاء عربي اللسان . ونهى كذلك عن التعرب اي الرجوع الى الأعرابية بعد الاسلام وسماها ارتداد على العقب . اشكرك شيخنا الشريف الجموني على بحثك القيم والموفق .

سبحان الله أخي أبا سلمان ، فوالله أنه كنا في الجزائر بفترة الستينيات نسمي سكان البادية بـ(العرب) ، فنقول : إني خارج اليوم إلى العرب ، أي إلى البادية ، و لم نكن نطلقها على سكان المدن . ذلك لأننا كنا مازلنا محافظين على هويتنا كمقاومة للغزو الثقافي الاستعماري ، أما الآن فقد سابت الأمور و تشعبت السبل .. نسأل الله السلامة و العافية .
إن هذه الأمة واحدة موحدة في دينها و ثقافتها و جذورها العميقة جدا في التاريخ ، و لو تباعدت اقطارها .
بارك الله فيك أبا سلمان على هذه اللفتة الذكية ، النابعة من سعة اطلاع و ذكاء .