تحقيق حول موضع قتل السلطان قطز قاهر التتار
الحمد لله و الصلاة و السلام على مصطفاه و بعد ..
ابن تغري بردي مؤلف كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة قال عن قبر السلطان المجاهد المظفر سيف الدين قطز الذي نحبه في الله و نأسف على طريقة قتله التي لا تتناسب مع ما صنع للاسلام و المسلمين:
" ثم قال قطب الدين بعد ما ساق توجهه إلى دمشق وإصلاح أمرها إلى أنقال: وقتل الملك المظفر قطز مظلومًا بالقرب من القصير وهي المنزلة التي بقرب الصالحية وبقي ملقى بالعراء فدفنه بعض من كان في خدمته بالقصير وكان قبره يقصد للزيارة دائمًا.
قال: واجتزت به في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وستمائة وترحمت عليه وزرته.
و كان كثير الترحم عليه والدعاء على من قتله.
فلما بلغ بيبرس ذلك أمر بنبشه ونقله إلى غير ذلك المكان وعفي أثره ولم يعفى خبره - رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام خيرا -
قال: ولم يخلف ولدًاذكرًا وكان قتله يوم السبت سادس عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة "
فقبره اذن بالقرب من القصير و هي منزلة بالقرب من الصالحية و ليس الصالحية نفسها...
الى هنا لا استطيع ان اكتفي بالبحث فمثل هذا السلطان المجاهد اقل ما يمكن عمله لتاريخه و شخصه ان نستدل على موضع قتله للتاريخ.
و قد بحثت في عدة كتب عن منزلة القصير فوجدت الاتي:
1 و رد في معجم البلدان لياقوت الحموي رحمه الله ان القواصر اسم موضع بين الفرما و الفسطاط نزله عمرو بن العاص في طريقه الى فتح مصر و تحول بعده الى بلبيس
2 و رد في الخطط المقريزية للمقريزي رحمه الله عند كلامه عن السلطان الظاهر بيبرس ص 300 ج 2:
" انها بين الصالحية و السعيدية عند القرين.
ثم ذكرها في موضع اخر باسم منزلة القصير ثم ذكرها باسم القواصر عند الكلام على الطريق بين مصر و دمشق.
3 ذكر محمد رمزي رحمه الله في كتابه القاموس الجغرافي عن قرية الجعافرة الجزء الثاني ص 111 ما يلي:
" بالبحث تبين لي ان القواصر او القصير هي ذاتها ناحية الجعافرة هذه و علمنا من كبار السن بها ان ها كانت تسمى القصر و هو فريب من القصير ثم عرفت في العهد العثماني باسم الجعافرة نسبة الى عرب الجعافرة المستوطنين بها و انها كانت من توابع ناحية الهيصمية ثم فصلت عنها سنة 1228 هجرية و بذلك اصبحت ناحية قائمة بذاتها.
مواقع النشر (المفضلة)