ومضات من سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه

{ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ }


تمهيد :

عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين و( الوزير الثاني) لرسول الله صلى الله عليه و سلم ،و الذي لَقَّبَه بـ"الفاروق"، و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم في الدنيا الفانية ، و فيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الشيطان يخاف من عمر ، فإذا سلك عمرطريقا سلك الشيطان طريقا غيره( أو كما قال ).

شكله و هيئته :
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة. وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضين وقد كان يخضبها بالحناء، وله شارب طويل من أطرافه ، وقد روى الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ . و كان طويلاً ، تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس ، حتى يظهر كأنه واقف ،سريع المشي، قوياً شجاعاً ، ذا هيبة.

مشاركاته في الجهاد :

وفقا لابن الجوزي ثبت أن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي صلى الله عليه و سلم، و كان ثاني من تكلم في غزوة بدر بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، مشيرا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حينما استشارهم قبل المعركة ، فأحسن الكلام ودعا إلى قتال المشركين. وقد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل.

مميزات عهده و انجازاته :

وقد اتسم عهد الفاروق بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، ولعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ، وفقا لمشورة علي بن أبي طالب ، و أنه أول من دون الدواوين، و اتخذ بيت المال، و اهتم بإنشاء المدن الجديدة (الأمصار)، وكانت أول توسعة للمسجد النبوي في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، و قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.

فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان. وبنيت في عهده البصرة والكوفة وقد سمى الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام ، و يعتبر عمر بن الخطاب من مؤسسي حضارة الرافدين ، مثل سرجون الأكدي وحمورابي وبختنصر.
و عمر هو أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية و طهرها من رجسهم .

و عمر هوأول من شق ومهد الطرق ومنها قولته المشهورة (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر).
و هو الذي جمع المسلمين على قارئ واحد في صلاة التراويح ، وفكانت سنة حسنة بعده للمسلمين كافة ،


وهو أول من جعل الخلافة شورى بين المسلمين و رشح لها عددا محددا من خيرة الصحابة ، حفاظا على الاستقرار و وحدة الصف و الكلمة .

في مجال الحرب

* أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق وفلسطين والأردن.
* أول من أمر بالتجنيد الإجباري للشباب والقادرين.
* أول من حرس الحدود بالجند.
* أول من حدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم (4 أشهر).
* أول من أقام قوات احتياطية نظاميه (جمع لها ثلاثين ألف فرس)
* أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصله مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش.
* أول من دوّن ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم.
* أول من عيَّن الأطباء والمترجمين والقضاة والمرشدين لمرافقه الجيش.
* أول من أنشأ مخازن لأغذية للجيش.



,lqhj lk sdvm hgthv,r hgu'vm vqd hggi uki