النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: بعض خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم !

بعد توكلنا على الله تعالى .. فإننا ماضون برفع موضوع قلّ من طرقوه من قبل ! وقد رأينا أن نسجله هنا في الموقع ونشرف بوجوده مسطراً وخاصاً بخير خلق الله

  1. #1
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي بعض خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم !


    بعد توكلنا على الله تعالى .. فإننا ماضون برفع موضوع قلّ من طرقوه من قبل ! وقد رأينا أن نسجله هنا في الموقع ونشرف بوجوده مسطراً وخاصاً بخير خلق الله أجمعين وسيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين النبي العربي الهاشمي الأمين سيدنا محمد بن عبدالله حامل ومبلغ خاتمة رسالات رب العالمين صلوات ربنا وسلامه عليه .. ونشهد أنه قد بلغ الرسالة وأدّى الأمانة وجاهد في الله حق الجهاد وترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها سواء .. فبحول الله وتوفيقه نقول :


    بعض خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم


    إضافة الى ما هو معلوم من خصوصياته عليه الصلاة والسلام في أخلاقه ونشأته وحياته قبل البعثة النبوية .. ففي الآيات القرآنية إشارات أوضحت الروايات معالمها إلى بعض خصوصياته سنذكرها فيما يلي :

    1 – أزواج النبي صلى الله عليه وسلم :
    تزوج النبي بعد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تسع زوجات دخل بهن فعلا وعقد على اثنتين اخريين ولكنه طلقهما قبل الدخول .. وتسرّى بأمتين هما مارية القبطية وريحانة القرظية .
    وكانت أولى زوجاته بعد موت خديجة سودة بنت زمعة رضي الله عنها , وكانت زوجة احد مهاجري الحبشة تنصّر زوجها في الحبشة ومات فيها , وقد تزوجها قبيل الهجرة الى المدينة , ثم عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنهما التي تختلف الروايات في سنها حينما تزوجها وفي وقت زواجها منه , والأشهر انه خطبها في مكة وعمرها تسع سنين وبنى عليها بعد هجرته , وهي البكر الوحيد من زوجاته وأحبهن اليه وأعلمهن وأشهرهن وأكثرهن حديثا عنه وأقواهن شخصية , ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وكانت زوجة خنيس بن حذافة احد شهداء بدر , ثم أم سلمة زوجة ابي سلمة الاسدي رضي الله عنهما بعد ان استشهد زوجها في وقعة احد , ثم جويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق رضي الله عنها وكانت متزوجة ووقعت سبيّة بيد المسلمين فدفع النبي ثمنها واعتقها وتزوجها وآمن قومها نتيجة لذلك , ثم أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان رضي الله عنها وكانت زوجة عبيدالله بن جحش اسلمت مع زوجها وهاجرت معه الى الحبشة وتنصّر ومات فيها فخطبها النبي وهي في الحبشة وعادت رأسا الى المدينة حيث تزوجها , ثم زينب بنت جحش الاسدية رضي الله عنها , وكانت زوجة زيد بن حارثة ابن النبي بالتبني فطلقها زيد وتزوجها النبي , ثم صفية بنت حيي بن اخطب اليهودية بعد ان اسلمت رضي الله عنها وكانت زوجة لأحد زعماء يهود خيبر , ثم ميمونة بنت الحارث من بني عامر بن صعصعة رضي الله عنها وكانت زوجة لأحد المسلمين واسمه ابو رهم فمات فعرضت نفسها على النبي فتزوجها وهي التي يقال انها التي ذكرها القرآن في احدى آيات الاحزاب في جملة " وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها " - رقم 50 - .
    اما الزوجتان اللتان طلقهما قبل الدخول فهما – اسماء بنت النعمان الكندية حيث وجد النبي بها بياضا " اي برصا فردها الى اهلها – وعمرة الكلابية حيث كانت حديثة عهد بالكفر فاستعاذت من رسول الله فقال لها " منيع عائذ الله " وردها الى اهلها .. وبعض الروايات تخالف بين الاثنتين فتذكر حالة الاولى للثانية والثانية للاولى .
    وقد اجتمعت تحت نكاح النبي صلى الله عليه وسلم تسع زوجات مدخول بهن قبل نزول آية سورة النساء الثالثة التي اعتبر تحديدا لعدد الزوجات التي يصح للمسلم ان يجمعهن تحت نكاحه في وقت واحد وهو اربع , وقد طلق من كان في نكاحه اكثر من اربع زوجات من المسلمين ما زاد عن هذا العدد , وأذن الله للنبي عليه السلام في احدى آيات الاحزاب بصورة خاصة بأن يحتفظ بهن جميعا وحرم عليه في آية أخرى الزواج من جديد ولو واحدة بدل اخرى , وحرم على المسلمين في آية ثالثة ان ينكحوا ازواجه من بعده .
    ولقد ابدأ بعض المستشرقين واعادوا في زيجات النبي وقالوا انه سنّ لنفسه قانونا ينقض القانون الذي سنّه لسائر الناس , كما تطاولوا عليه بسبب عدد النساء اللاتي تزوج بهن وجمعهن في عصمته .
    ولقد رد كتّاب المسلمين على هذا وذاك ردودا متنوعة وجيهه , منها ان النبي في تعدد زوجاته لم يكن شاذا عن بيئته او عن الطبيعة البشرية , وان لجل زوجاته ظروفا غير دواعي الرغبة الجنسية اذ توخى في بعضها تكريم صاحبيه ووزيريه ابي بكر وعمر بابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهم جميعا , وفي بعضها توثيق الرابطة بين الاسلام وبعض القبائل كزيجته بجويرية التي كان من نتائجها اسلام جميع قبيلتها بني المصطلق , وفي بعضها تكريم الزوجات اللاتي استشهد ازواجهن في الجهاد مثل ام حبيبة وام سلمة وحفصة وسودة , وان نصف زوجاته كن من المتقدمات في السن وامهات اولاد كبار ممن تقل الرغبة الجنسية فيهن عادة , وجوهر ومدى الردود صحيحان كل الصحة .
    ونقول في سبيل المساجلة ان النبي لا يعقل ان يرى نفسه في حاجة الى تشريع خاص به مناقض للتشريع العام لو لم يكن هناك ظروف قاهرة , وكان بامكانه ان يستغني عن المتقدمات في السن وذوات الاولاد وغير الجميلات لو كانت دواعي المسألة هي الرغبة الجنسية فحسب , فلا يضطر الى تشريع خاص لنفسه , ومع ذلك فإن في سورة الاحزاب آية جاءت عقب اقرار النبي بالاحتفاظ بزوجاته تكاد توحي بأنها تتضمن تعليما للنبي بأن لا يتصل اتصالا جنسيا في وقت واحد إلا بأربع من زوجاته وتخوله بأن يبدل ويغير في هذا الاتصال فيرجىء أي يؤجل مؤقتا من يشاء ثم يعود الى من يبتغي ممن عزل وأجّل منهن لتقر اعين زوجاته جميعهن ولا يحزن ويرضين بما آتاهن كلهن , وقد يلهم نص الآية ان نساء النبي خفن ان يكون مصير المتقدمات في السن وذوات الاولاد الطلاق ليوفق النبي شأنه مع العدد الذي حددته آية سورة النساء فيفقدن بذلك كرامة الزوجية النبوية وكرامة أمومة المؤمنين التي كرمهن الله بها في آية سورة الاحزاب هذه " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم – 6 " ولا سيما ان الآية " 53 " قد حرمت على المسلمين التزوج بهن من بعد النبي في حين ظل التزوج بالمطلقات الاخريات مباحا , ولقد حظرت الآية " 52 " على النبي كما قلنا ان يتزوج بزوجة جديدة حتى ولو بطريق استبدال واحدة بأخرى , وقد يكون في هذا تأييد لما تقدم , ولقد روى المفسرون في سياق تفسي آيات الاحزاب المذكورة ان النبي اشترط على ازواجه حين اشفقن من الطلاق وحزنّ ان تكون له الحرية في المعاشرة فوافقن على ذلك , وان النبي لم يعاشر الا اربعا هن " عائشة وحفصة وزينب وأم سلمة " .
    وفي هذا الشرح المقنع للمنصفين في قضية زيجات النبي التي يثيرها المستشرقون عددا وتشريعا فيما نعتقد , ولقد استغل المستشرقون كذلك بعض الروايات عن جمال زينب بنت جحش ومشاهدة النبي لها في حالة إغراء وميل قلبه لها , وانها لما علمت بذلك اخذت تتعنت في سلوكها مع زوجها زيد بن حارثة ابن النبي بالتبني وتتكبر عليه لترغمه على طلاقها وتيسر اسباب زواجها من النبي , وان زيدا شعر بذلك فاضطر في النهاية الى تطليقها فسارع النبي الى التزوج بها .
    وهذه الروايات لم ترد في طبقات ابن سعد ولا في سيرة ابن هشام ولا في تاريخ الطبري .. وهؤلاء القوم من وصلت الينا كتبهم , وقد كتبوها نقلا عن مدونات قديمة او تسجيلا لروايات سمعوها معنعنة من راوٍ الى راوٍ حتى عهد النبي عليه السلام .. وانما وردت في كتب متأخرة .

    يتبع – 2


    fuq ow,wdhj hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl !

    التعديل الأخير تم بواسطة الشريف محمد الجموني ; 01-06-2017 الساعة 02:54 PM

  2. #2
    مشرف المجلس الاسلامي الصورة الرمزية الشريف احمد الجمازي
    تاريخ التسجيل
    18-06-2014
    الدولة
    كوم الاشراف
    العمر
    64
    المشاركات
    967

    افتراضي

    جزاك الله خير الشريف ابو عمر
    نتابع بكل شغف خصائص الحبيب صلى ألله عليه وسلم

    أحسنت الاختيار وكفانا شرفا أذ قال صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد أدم ولا فخر"
    نفع ألله بك وبعلمك وجعلها فى ميزان حسناتك

  3. #3
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    بارك الله بك أخي الكريم
    قد ألهمنا الله تعالى أن نسطر هذا الموضوع في شهر رمضان الكريم .. ونسأل الله ان يكون لنا ولقارئيه الأجر والمعرفة بما كان من خصوصيات الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .
    زادك الله علما ومعرفة

  4. #4
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي





    الجزء الثاني من الخصوصيات


    على أن في القرآن رداً حاسماً فيه جلاء للأمر ووضع له في نصابه الحق وهو أن هذا الزواج كان لإبطال تقليد حرمة زواج الرجل بزوجة ابنه بالتبني بعد موته عنها أو تطليقه لها , فقد أبطلت إحدى آيات سورة الأحزاب " 4 – 5 " تقليد كون الابن بالتبني هو كالابن من الصلب فألهم الله نبيه بان يقوم بإبطال إحدى نتائج ذلك التقليد وهو عدم حل زوجة الابن بالتبني للأب بنفسه في زينب .
    والروايات تذكر أن زينب وأخاها كرها زواج زينب من زيد لأنه في أصله مملوك معتق , ولعله قد انبثق في نفسها شيء من التكبر عليه وأحست معنى من معاني عدم التكافؤ بينها وبينه , وشعر زيد بذلك فكان الأمر مزعجاً له ومبعثاً لشكواه وداعياً للتفكير في طلاقها فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر والتحمّل , مع ما قام بنفسه بإلهام الله من الزواج بها إذا طلقها ليبطل بنفسه هذه العادة الجاهلية الراسخة ويكون قدوة لغيره .
    وعاد زيد فأصر على تطليق زينب وصحت عزيمة النبي على تنفيذ إلهام الله فكان الطلاق والزواج , وكل هذا تضمنته آيات الأحزاب هذه { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا * وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا * ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا * ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } .
    وقد تضمنت الآيات وبخاصة جملة – كي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهم وطراً – مفتاح الحادث , والظاهر أن العادة كانت قوية الرسوخ فلم يجرأ أحد على نقضها فاقتضت الحكمة أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بذاته .
    والعتاب الرباني في الآيات مصبوب على تردد النبي في الإقدام على تنفيذ ما ألهم الله خشية انتقاد الناس وحياء منهم , وقد تضمنت توضيح الأمر , فليس عليه حرج من تنفيذ ما ألهمه الله إياه , وهذه سنة الله في أنبيائه إذا اختارهم لتبليغ رسالاته وجعل لهم إبطال وإلغاء وتعديل وإثبات مما اقتضت حكمته من عادات وتقاليد , وأوجب عليهم الإقدام وعدم خشية أحد غيره في ذلك , ولعل مفهوم الآية الأولى يدل على أن نقض هذه العادة لم يصعب على النبي وحده بل صعب على زينب أيضاً إذ كانت تعد نفسها كأنها زوجة ابنه , والناس يعدونها كذلك .
    فاحتوت الآيات ما احتوته من عبارات قوية بسبيل الحض على الرضا بما أمر الله ورسوله وعدم عصيانهما , وزينب وزيد رضي الله عنهما كانا يعرفان بطبيعة الحال أن التقليد لا يسمح بتزوج النبي منها , وهذه نقطة هامة من شأنها أن تهدم ركناً من أركان الرواية وما دار حولها هدماً ساحقاً , وأن تجعل الجزم سائغاً بأن زيداً إنما أراد تطليقها لأسباب غير أسباب تيسير تزوج النبي بها ولسبب ما بدا من زينب من سلوك مزعج له .
    وفوق ما قلناه نقرر استيفاء لمقتضيات الجدل أن إثبات الحادث في القرآن مع ما فيه من عتاب شديد ! أكبر برهان على أنه لم يكن في سياقه شيء ما يمس كرامة النبي ونزاهته وتصرفه , وكل الأمر هو ما كان من تردده في تنفيذ إلهام رباني فيه إبطال تقليد جاهلي , ويظهر أن الناس لغطوا في الأمر فرد عليهم القرآن في الآية " 40 " رداً حاسماً , فما كان محمد أبا أحد من الناس حتى يحرم عليه نكاح مطلقة ابنه بالتبني وحتى يسبب ذلك قيلاً وقالاً فوق ما في إقدام النبي من رفع للحرج عن المؤمنين في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهم مطراً .
    وفي سورة الأحزاب الآيات التالية أيضاً { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكن أجرً عظيما } " 28 – 2 "
    وهذه الآيات جاءت بعد آيتين ذكر فيهما ما كان من نصر الله للنبي والمسلمين على الذين ظاهروا المشركين من أهل الكتاب وتوريثهم لهم أرضهم وديارهم وأموالهم , وهم بنو قريظة من اليهود , حيث يمكن ان تدل الآيات " 28 – 29 " على أن معيشة النبي في بيوته كانت ضنكاً على ما أيدته الروايات الكثيرة وكان نساؤه يتحملن ذلك , فلما رأين أن الله قد أفاء عليه أموال بني قريظة طالبنه بالتوسعة فعظم ذلك عليه وانزعج لأنه رأى رغبة نسائه في الاستمتاع بمباهج الدنيا وزينتها مما لا يتناسب مع مهمته العظمى ومما قد يعوقه عن حملها أو التفرغ لها فأوحى الله بالآيات ليخيّرهن فيها بين البقاء في عصمته والرضا بحالهن وبين الانفصال عنه .
    والظرف الذي نزلت فيه الآيات يسوغ القول بأن العيشة الضنك التي كان يعيشها النبي لم تكن لقلة ذات اليد والعجز عن التوسعة مطلقاً بدليل أنها ظلت كذلك طيلة حياته وإلى ما بعد أن امتلأ بيت مال المسلمين بالفيء والغنائم , حتى لقد كان ينام على الحصير فتعلّم وتترك أثرها في جنباته , وكان يركب على حمار عري ليس عليه شيء .
    والروايات تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر نساءه بما أوحي اليه به وخيّرهن وطلب منهن أن يستأمرن آباءهن , وان جميعهن اخترن صحبة رسول الله والرضا بحالهن .
    ولقد جاء بعد الآيتين خمس آيات أخرى وهي { يا نساء النبي من يأت منكن فاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريماً * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً } " 30 – 34 " .
    والمتبادر أن هذه الآيات جاءت استطرادية لتنبيه نساء النبي إلى مركزهن وواجباتهن ومسؤولياتهن الكبيرة بسبب ما نلنه من شرف الزوجية النبوية , كأنما أريد بها تنبيههن إلى ما يجب عليهن فهمه وإدراكه من مهام سامية من شأنها أن تغنيهن وتشغلهن عن متع الحياة الدنيا وزينتها .
    وقد احتوت الآيات تنبيهاً لهن وتنويهاً بهن , فقد جعلهن شرف الزوجية النبوية في مستوى خاص بهن بحيث يترتب على ذلك أن يكون عقاب ذنوبهن وثوابها مضاعفاً لأنهن صرن قدوة للناس وعليهن واجبات أخلاقية وسلوكية وتعليمية كبيرة متصلة بأهداف المهمة النبوية , وقد خصصن بالعناية الربانية في رفعة القدر والتشريف وقصد الإبعاد عن الرجس والتطهير لأنهن صرن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد غدون مرجعاً من مراجع الناس في أمور الدين لأنهن ألصق الناس بمن ينزل عليه آيات الله وحكمته وأكثرهم فرصة وقرباً لسماعها وتلقينها وفهمها , فعليهن أن يذكرن كل ذلك وأن يؤدين واجباتهن إزاءه وأن يقررن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية لأنهن لسن كأحد من النساء .

    يتبع – 3

  5. #5
    مشرف المجلس الاسلامي الصورة الرمزية الشريف احمد الجمازي
    تاريخ التسجيل
    18-06-2014
    الدولة
    كوم الاشراف
    العمر
    64
    المشاركات
    967

    افتراضي

    اللهم صلى وسلم زبارك عليه واله وسلم
    إذن يمكن تلخيص أهداف زواج الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب كالتالي :
    1. تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق و قد رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يكرمها و يعوضها عن ما حصل لها .
    2. كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه أبنا اعتباريا لا غير .
    ثم انه لا يخفى أن من مهام الأنبياء هو إزالة العادات الخاطئة و السنن الظالمة و هذا ما فعله النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كما كان يفعل ذلك جميع الأنبياء من قبل في قضايا مشابه مع ما في مكافحة الخرافات من تخوف جدي و إحراج شديد ، حيث أن ذلك يعد محاربة للتقاليد و السنن و الاعتقادات الراسخة و المتجذرة في نفوسهم ، لكن مهمة الأنبياء لا تقبل التعلل و الخوف و المجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالة سماوية حمّلهم إياها رب العالمين ، و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة : ﴿ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴾ 5

    بارك الله بك مراقبنا العام
    بكل الحب والتقدير نتابع أبا عمر زادك الله علما ورفعه
    التعديل الأخير تم بواسطة الشريف محمد الجموني ; 01-06-2017 الساعة 05:34 PM

  6. #6
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    عزيزنا الشريف احمد - رعاك الله
    التلخيص الذي سطرته من قصة زينب ام المؤمنين رضي الله عنها بأنه تعويض أو تعديل ! هذا غير صحيح مطلقاً .. والبند الثاني هو الحكمة الربانية التي أرادها الله لإبطال التبني وما يتبعه .. والموروث في بطون الكتب أن زينب لم ترفض زواج زيد وهي التي قالت لأخيها الممتعض " أطع أمر رسول الله " مع أنها كان في نفسها شيء .. فأطاع وسلّم بالأمر !
    لكنها كما أشرت هي مهام الأنبياء العظيمة في إبطال ما لا يحله رب العالمين .. حفظك الله .
    زادك الله حلما وعلما

  7. #7
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي


    ألجزء الثالث من الخصوصيات


    والآيات جليّة المدى في تنبيهها وتنويهها , ولقد احتوت كتب الحديث شيئاً كثيراً عنهن وخاصة عن اللواتي عمّرن كثيراً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في صدد سننه وسيرته وما كان من تحليهن بالأخلاق النبوية ورواياتهن للسنن النبوية القولية والفعلية تبصيراً للمؤمنين في أمور الدين والدنيا كأثر من آثار هذه التلقينات والواجبات التي قررتها الآيات .
    ونقول استطراداً أن عبارة الآية " 33 " لا تدع مجالاً لتردد ما في أنها قد قصد بها نساء النبي اللاتي من أهل بيته , وفي توسيع مداها إلى أبعد من ذلك شيء غير يسير من التجوز , كما أن في صرفها عن نساء النبي هو في منتهى التناقض والغرابة , وهذا وذاك مما يقع فيه الشيعة , ومن غرائب ما يروى في هذا الصدد أن الآية المذكورة نزلت في بيت أم سلمة زوجة النبي فقالت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال ( إنك إلى خير أنت من أزواج النبي ) قالت : وفي البيت " رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين " ! ومن ذلك عن أم سلمة أيضاً ( أن النبي جمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله وقال هؤلاء أهل بيتي , قالت أم سلمة فقلت يا رسول الله أدخلني معهم , قال أنت من أهلي ) .
    ويمكن أن يلحق بهذا الباب ومناسبته تفسير مفسري الشيعة الغريب لجملة { ونساءنا ونساءكم } في آية سورة آل عمران { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } " 61 " , وقولهم أن المقصود بذلك فاطمة وروايتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أحضرها هي فقط من النساء مع علي والحسن والحسين حينما استعد لمباهلة وفد نصارى اليمن بناء على هذه الآية .
    ومن ذلك ما روي عن عائشة أنها رأت النبي قد جمع عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً بثوب ثم قال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً , فقالت يا رسول الله أنا من أهلك قال تنحّي فإنك إلى خير ) , وهناك روايات أخرى من هذا الباب فاكتفينا بما تقدم , وما زلنا نراه ونرى ما في بابه غريباً كل الغرابة ! لأن جملة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) وقد وردت في سياق الخطاب لنساء النبي واستمر ذلك السياق بعد الآية التي وردت فيها الجملة , على أن الطبرسي يروي قولاً عن عكرمة وهو من كبار التابعين أو تابعيهم ومن علماء القرآن ومفسريه أنه أريد بالجملة أزواج النبي لأن أول الآية متوجه إليهن , وهذا هو الحق والصواب فيما نعتقد وما عداه يبعث الشك في أنه من آثار التشاد الحزبي بين السنة والشيعة بعد عهد الخلفاء الراشدين .
    وفي سورة النور آيات " 11 – 26 " يجمع المفسرون على أنها نزلت في مناسبة حديث الإفك الذي قذفت به أم المؤمنين عائشة حينما استصحبها رسول الله معه إلى غزوة المريسيع , وكان من قصة ذلك – مقتبس من ابن هشام – أن الجيش في عودته نزل منزلاً فضاع لأم المؤمنين فيه عقد فذهبت لتبحث عنه فلم تجده , وكان هودجها أمام خيمتها مغطى , فلما نادى المنادي بالارتحال جاء الموكل به فحمله ووضعه على الجمل وسار به , ولم تكن قد رجعت بعد , فلما رجعت وجدت الجيش قد رحل , فتلففت بجلبابها وقعدت اعتقاداً منها أنهم لن يلبثوا أن يفتقدوها , وكان أحد المجاهدين واسمه صفوان قد تخلف فرأى سوادها فأقبل عليها وعرفها فأركبها بعيره وأخذ بالزمام حتى لحقا بالمسلمين , فاستغل بعض المنافقين الحادث فأشاعوا عنها الفاحشة وهي ما عرف في تاريخ السيرة باسم " حديث الإفك " واندمج في ذلك بعض المخلصين .
    وكانت أزمة حادّة مرّت برسول الله وأم المؤمنين والمسلمين عامة , فالناس يفيضون في الحديث والنبي حائر يهتف بالناس ( لا تؤذوني في أهلي , والله ما علمت عنه إلا خيراً , وما علمت عن صفوان إلا خيراً ) كل هذا وعائشة لم تعلم , وقد مرضت في هذه الأثناء فرأت من النبي شيئاً من الجفاء لم تعهده فاستأذنت بالانتقال إلى بيت أهلها فأذن لها , وهناك درت فعظم الأمر عليها وكلمها النبي وطلب منها أن تقول شيئاً وأن تستغفر الله وتتوب إن كانت قد اقترفت ذنباً فبكت ثم قالت ( والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً , والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس لأقولن ما لم يكن , ولئن أنكرته لا يصدقوني , ولكني أقول ما قال أبو يوسف : صبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ولم يمض إلا قليل حتى أوحى الله للنبي بآيات سورة النور " 11 – 26 " التي احتوت دلالة على ما كان للحادث وظروفه من آثار مزعجة ومؤذية ومستوجبة للنقد والتنديد , لا سيما ما كان من غفلة المسلمين عما فيه من إفك ظاهر وكيد بيّن كان يجب أن يدركوه بداهة حينما سمعوه , لأن الذين قيل في حقهم أرفع وأطهر من أن يتورطوا فيه , وما كان من سلوكهم من بواعث الألم النفساني في النبي وعائشة وذويها .
    وفيها كذلك نقد وعتب على من يتصل الحادث بهم شخصياً بسبب سكوتهم أو حيرتهم أو اختلاج نفوسهم باحتمال صحته إذ كان يجب أن يدركوا لأول وهلة ما فيه من كذب وبهتان وأن يعلنوا هذا في الحال , وإلى هذا الذي تضمنته الآيات فإنها تضمنت وعيداً شديداً لمن يحب أن تشيع الفاحشة في المسلمين وتقريراً باستحقاق الذين اشتركوا في حديث الإفك بصراحة وتولوا كبره للعذاب العظيم , وقد أمر النبي عليه السلام بجلد من ثبت عليه القذف فجلدوا .
    ومن الغريب أن لا تكون روح الآيات وما فيها من قوة وحجة مقنعة لكل ذي عقل ببراءة عائشة وتنزهها وأن يكابر أحد في ذلك , حيث ظل الحديث يساق والروايات تذكر بشيء من التهويل والتضخيم بعد النبي عليه السلام , وحيث استغل ذلك بعض ذوي الهوى من الفرق الإسلامية في صدر الإسلام ثم من أعداء الإسلام كما استغله بعض المنافقين ومرضى القلوب وقت حدوثه .
    ونعتقد أن ذلك كان من نتائج الفتنة الهوجاء التي نجمت عن استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه , إذ قالت الشيعة أن عائشة خرجت على علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وكانت حاقدة عليه بسبب ما روي من أنه وقف من الحادث موقفاً غير ملائم , فكان ذلك من أسباب حقد الشيعة على عائشة وترديدهم الروايات وتضخيمها , بل وقذف بعضهم فيها متعمدين إغفال ما في الآيات من تنديد ووعيد للذين جاؤوا بالإفك وأفاضوا في حديثه بغير علم وبيّنة وتبرئة وتنويه لأم المؤمنين .
    وقد تكون رواية وقوف علي رضي الله عنه موقفا غير ملائم موضوعة في أصلها لتبرير دعوى حقد عائشة عليه لأسباب شخصية , وقد وضعوا أحاديث عديدة منها حديث الحوأب الذي جاء فيه أن النبي قال لنسائه ( أيّكن ذات الجمل الاديب تخرج على الناس فتنبحها كلاب الحوأب ) .
    وتمحيص ما جاء في أسباب خروج عائشة والحوادث التي أعقبته أو نجمت عنه يثير الشك في صحة دعوى كونها خرجت لقتال علي حقداً عليه ويثير الشك كذلك في دعوى كونها خرجت للقتال .. بل وكذب الدعويين كما يثبت أن القتال وقع بغير إذنها وبتحريض من أناس مشبوهين .

    يتبع الجزء – 4

  8. #8
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي


    ألجزء الرابع من الخصوصيات


    وفي سورة الأحزاب هذه الآيات :
    { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلك كان عند الله عظيما } " 55 " وأيضاً الآية { لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا } " 55 " .

    يستدل منها على أن المسلمين كانوا يدخلون بيوت النبي بإذن وبدون إذن وبدعوة وبدون دعوة وينتظرون نضج الطعام فيها إذا كانوا مدعوين إلى طعام ويقضون الوقت في السمر والحديث , وأن نساء النبي كن يحضرن مجالسهم , وكان هذا يؤذي النبي ويضايقه ولكنه كان يستحي أن يجبههم بالمنع , والراجح أن هذا كان شأن المسلمين عامة فيما بينهم أيضاً جرياً على مألوف العرب في ذلك العصر وقبله , مع احتمال أنهم كانوا يكثرون من ذلك بالنسبة لبيوت النبي لأنه صار هاديهم ومرشدهم وزعيمهم ومعلمهم وقاضيهم ومفتيهم وصارت بيوته مثابتهم لأنها بيوت الأمة عامة , ولعل النبي كان في الوقت نفسه يكثر من دعوة المسلمين إلى الطعام في بيته , وقد استفاضت الروايات بأنه كان كثيراً ما يدعو الذين يعتكفون في مسجده من فقراء المسلمين وغربائهم ووفود العرب إلى الطعام أو يخرج إليهم طعاماً من بيوته .
    والذي تلهمه روح الآيات ونصوصها أن ما كان يؤذي النبي هو إطالة المكث في بيوته والدخول أليها بلا إذن وفي غير الأوقات المناسبة , لا سيما أن البيوت لم تكن فيما نرجح تحتوى على مرافق تساعد زوجات النبي على التمتع بحريتهن , والآيات هي بسبيل تنظيم الأمر مع استثناء محارم زوجات النبي الأدنين وملك اليمين والنساء من حظر الدخول عليهن بدون إذن , وليس في الآيات نص صريح يحظر دخول المسلمين إلى بيوت النبي بعد الاستئذان والإذن ولحاجة غير تناول الطعام , وليس في الآيات كذلك نص صريح يحظر اجتماع المسلمين من غير المحارم بنساء النبي على الطعام أو غيره وفي بيوته بعد الاستئذان والإذن والدعوة أو في خارجها ولو لحاجة غير تناول الطعام , وهكذا يبدو في الآيات صورة لما كان عليه الأمر وما صار إليه من حياة النبي البيتية وصلة المسلمين بها .
    وفي سورة التحريم الآيات التالية { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير * إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير * عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّبات وأبكارا } " 1 – 5 " .
    وقد روى المفسرون بمناسبة نزولها روايات فيها صور حالة النبي البيتية ومكايدة نسائه لبعضهن ومراجعات بعضهن له , من ذلك أن النبي كان يطيل المكث عند زينب ويشرب عسلاً , فتواطأت عائشة مع حفصة على زينب واتفقتا على أن تقولا للنبي أن رائحته رائحة مغافير ! وهو صمغ ذو رائحة كريهة تجنيه النحل من شجر العرفط ففعلتا , فقال بل سقتني زينب عسلاً , فقالتا : لعل النحل جنى صمغ المغافير فقال لهما أو لإحداهما لن أعود إلى شربه عندها , ثم وصاهما بكتم ما قال , ولكنها لم تكتمه فأخبرت به زميلتها وفشا الحديث فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتزل جميع نسائه وحلف أن لا يقربهن وأخذ ينام في مكان آخر في المسجد حتى شاع أن النبي قد طلق نساءه واستولى الحزن والبكاء على نسائه .
    واستأذن عمر رضي الله عنه على النبي في مكان عزلته الذي سمته الرواية " المشربة " وألحّ بالاستئذان حتى دخل عليه وهو متكىء على حصير وقد أثرت في جنبه فقال له : يا رسول الله كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فتعلّم نساؤنا منهم , وقد راجعتني امرأتي فأنكرت عليها أن تراجعني , فقالت : ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي يراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل , فقلت : خاب من فعل ذلك منهن , فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ما يشق عليك من نسائك , فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون , فهل طلقتهن ؟ قال : لا .. فقام عمر رضي الله عنه على باب المسجد ونادى بأعلى صوته أن النبي لم يطلق نساءه , ثم نزلت الآيات , فكفّر النبي عن يمينه وعاد الصلح والوئام بينه وبين زوجاته ,
    وننبه إلى أن تحريم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحل الله له – وهو ما جاء في أولى آيات سور التحريم - ليس بمعنى جعل الحلال حراماً - , وإنما يعني حرمان نفسه مما هو حلّ له , وهذا ليس غريباً في الحياة البشرية .

    يتبع – أولاد النبي صلى الله عليه وسلم !

  9. #9
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي


    أولاد النبي صلى الله عليه وسلم


    رزق النبي أولاداً ذكوراً وإناثاً من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وهم ( ألقاسم والطيب والطاهر ) ومن الإناث ( زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ) .. ورزق من مارية القبطية رضي الله عنها صبياً هو ( ابراهيم ) , وقد مات القاسم طفلاً قبل البعثة ومات أخواه الطيب والطاهر طفلين أيضاً بعد البعثة بقليل فنعته أحد زعماء قريش " العاص بن وائل السهمي " على ما رواه المسعودي بالأبتر ! أي المقطوع النسل لأنهم كانوا يعتبرون الذكور فقط نسلاً للرجل , فحزّ ذلك في نفسه فأنزل الله سورة الكوثر تهدئة لحزنه وبشارة له وتنديداً بناعته .
    وتزوجت زينب قبل البعثة بأبي العاص بن الربيع وظلت في عصمته رغم كفره طيلة العهد المكي لأنه لم يكن قد نزل تحريم المسلمات على الكفار أو العكس , وقد اشترك في وقعة بدر مع الكفار ووقع أسيراً في أيدي المسلمين فبعثت زينب بقلادتها لفدائه فأطلقه النبي بدون فداء بشرط أن يخلي سبيل زينب إليه ففعل , وقبيل الفتح خرج في تجارة للشام فاستولت سريّة للمسلمين على القافلة فجاء أبو العاص إلى المدينة ودخل سرّاً على زينب واستجار بها من أجل ماله فهتفت : لقد أجرت أبا العاص ! فقال النبي ( أجرنا من أجرت ) ثم قال لها ( أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له ) لأنه كان نزل القرآن في ذلك .
    واستشفع النبي المسلمين فيه قائلاً ( إن تحسنوا وتردوا عليه ماله فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء الله عليكم وأنتم أحق به ) فقالوا : يا رسول الله بل نرده إليه , فردوه فعاد إلى مكة ورد لكل ذي حق حقه ثم أعلن إسلامه وقال : ما منعني من الإسلام عند النبي إلا خوفي أن تظنوا إنما أردت أن آكل أموالكم , وكان معروفاً بالأمانة والشرف , ثم هاجر إلى المدينة مسلماً , وقد أثنى النبي عليه في سياق اعتزام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التزوج على فاطمة رضي الله عنها وسوف نشير إليه بعد فقال عنه ( حدثني فصدقني .. ووعدني فوفّى لي ) , وقد ولدت زينب له بنتاً اسمها أمامة كان النبي يدللها كثيرا , وقد تزوجها علي بن أبي طالب بعد موت خالتها ولا تذكر الروايات نسلاً لها .
    وتزوجت أو خطبت على اختلاف الروايات رقية وأم كلثوم عتبة وعتيبة ابني أبي لهب قبل البعثة , فطلقاهما بتأثير أبيهما وأمهما اللذين وقفا موقفاً مناوئاً وعدائياً من النبي ودعوته .. وقد تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه رقية فماتت فتزوج أختها ام كلثوم , وبذلك عرف بذي النورين , ولم تذكر الروايات خلفاً لهما , وتزوجت فاطمة في السنة الأولى أو الثانية علياً بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له في السنة الثانية أو الثالثة الحسن ثم الحسين رضي الله عنهما , وقد روي أن علياً أراد أن يتزوج على فاطمة , وجاء بنو المغيرة القرشيون إلى النبي فاستأذنوه في ذلك فأبى أن يأذن وقام في الناس خطيباً فقال : ( إن بني المغيرة استأذنوني أن يزوجوا بنتهم علياً بن أبي طالب , وإني لا آذن , لا آذن , إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ويتزوج ابنتهم , إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها ) فكفّ عليٌّ عن مشروعه .
    ولقد ماتت بنات النبي في حياته إلا فاطمة التي توفيت بعده بستة أشهر , وقد ولد ابراهيم في السنة الثامنة بعد الهجرة ففرح فرحاً عظيماً وولع به ولعاً شديداً ولكنه لم يلبث أن مات طفلاً فكان حزنه عليه شديداً وقال قولته الشهيرة ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إن شاء الله إلا خيراً وإنا عليك يا ابراهيم لمحزونون ) وراجعه بعض أصحابه فقال ( إنما هذا رحمة ! ومن لا يرحم , إنما نهيت عن النياحة وأن يندب الميت بما ليس فيه وأن تخمش الوجوه وتُشق الجيوب عليه ) ولقد روي أن الشمس كسفت يوم توفي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل ولا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فعليكم بالدعاء حتى ينكشفا ) .
    ولقد تبنى النبي زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب , وكان مملوكا لأم المؤمنين خديجة فاستوهبه منها وأعتقه وتبناه , ومن المحتمل أن يكون فعل ذلك بعد موت ابنه القاسم أو بعد موت ابنيه الطيب والطاهر بعد القاسم في أوائل البعثة , وقد تضمنت إحدى آيات الأحزاب إشارة إليه وذكرته باسمه ونعتته بأنه دعي النبي أي الذي يدعى إليه , وقد شرحنا ما كان من زواج النبي بزينب بعد تطليق زيد إياها , ولقد ظل النبي يحبه ويعتبره كابنه أو من أخص أخصائه بعد إبطال تقليد التبني ونتائجه , وقد أرسله مرات عديدة وأكثر من غيره على رأس سراياه , ولما استشهد في مؤتة هيّأ جيشاً لأخذ ثأره وعيّن ابنه أسامة قائداً له وبلغه تقول الناس عن قيادته وهو ما يزال شاباً حدثاً وكان في جيشه جلة من أصحاب رسول الله الأولين منهم أبو بكر وعمر ! فخطب المسلمين وكان ذلك أثناء مرضه فقال لهم ( لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه .. وإنه لخليق بالإمارة وإن أباه كان خليقاً لها ) .
    ولقد روى البخاري ومسلم والترمذي في مساندهم نصاً آخر مرويّاً عن ابن عمر أن بعض الناس لما طعنوا في إمارة أسامة قال النبي عليه السلام ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة وإن كان من أحب الناس إليّ وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده ) , ولقد روى الترمذي أن عمر بن الخطاب فرض لأسامة بن زيد في العطاء ثلاثة آلاف وخمسمئة وفرض لابنه عبدالله ثلاثة آلاف فقال ابن عمر لأبيه : لم فضلت أسامة عليَّ فوالله ما سبقني إلى مشهد , فقال له : لأن زيداً كان أحب إلى رسول الله من أبيك وكان أسامة أحب إلى رسول الله منك فآثرت حب رسول الله على حبي .
    وروى الترمذي أيضاً عن أسامة أنه كان جالساً عند النبي فاستأذن عليه " العباس وعلي " فلما دخلا قالا : يا رسول الله جئنا نسألك أي أهلك أحب إليك ؟ قال : ( فاطمة بنت محمد , قالا : ما جئنا نسألك عن أهلك , قال : أحب أهلي إليّ من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد , قالا : ثم من ؟ قال : علي بن أبي طالب , قال العباس : جعلت عمك آخرهم يا رسول الله , قال : لأن عليّاً قد سبقك بالهجرة ) .
    رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم

    يتبع – صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم

  10. #10
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي


    صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم


    لقد روى ابن سعد روايات كثيرة لبعض أصحاب رسول الله , ومنهم من كان من أخصائه مثل علي بن أبي طالب ومنهم من كان من الملازمين له مثل أبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم فيها وصف لهيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم . منها ما فيه وصف شامل ومنها ما فيه بعض الأوصاف , وكلها أو جلها متفقة الخطوط بحيث يمكن أن يقال أنها أوصاف رسول الله الحقيقية .
    وهذا وصف شامل روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    ( كان رسول الله أبيض اللون مشربّاً حُمرة , أدعج العين , سبط الشعر , كث اللحية , سهل الخد , ذا وفرة , دقيق المسربة , كأن عنقه إبريق فضة , له شعر من لُبّته إلى سُرّته تجري كالقضيب , ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره , شثن الكف والقدم , إذا مشى كأنما ينحدر من صَب , وكأنما ينقلع من صخر , وإذا التفت التفت جميعاً , كان عَرَقَه في وجهه كاللؤلؤ , ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر , ليس بالقصير ولا بالطويل ولا بالعاجز ولا اللئيم , لم أرَ قبله ولا بعده مثله ) .
    وهذا وصف شامل عن هند بن أبي هالة التميمي وكان من أصحاب رسول الله , وكان وصّافاً

    ( كان رسول الله فخماً مفخّماً , يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر , أطول من المربوع , وأقصر من المشذب , عظيم الهامة , ورجل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا , يجاور شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره , أزهر اللون , واسع الجبين , أزج الحواجب سوابغ من قرن , بينهما عرق يديره الغضب , أقنى العرنين , له نور تعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم , كث اللحية , ضليع الفم , مفلج الأسنان , دقيق المسربة , كأن عنقه جيد دمية , في صفاء الفضة , معتدل الخلق , بادن متماسك , سواء البطن والصدر , عريض الصدر , بعيد بين المنكبين , ضخم الكراديس , موصول ما بين اللبة والسرّة بشعر يجري كالخط , عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك , أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر , طويل الزندين , رحب الراحة , سبط القصب , شثن الكفين والقدمين , سائل الأطراف , خمصان الأخمصين مُسَيّح القدمين ينبو عنهما الماء , إذا زال زال قلعاً , يخطو تكفؤاً ويمشي هوناً , ذريع المشية , إذا مشى كأنما ينحط من صب , وإذا التفت التفت جميعاً , خافض الطرف , نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء , جُل نظره الملاحظة , يسبق أصحابه , يبدر من لقي بالسلام , وكان متواصلا للاحزان , دائم الفكرة , ليست له راحة , لا يتكلم في غير حاجة , طويل السكت , يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه , ويتكلم بجوامع الكلم , فضل لا فضول ولا تقصير , دمثاً ليس بالجافي ولا المهين , يعظم النعمة وإن دقّت لا يذم منها شيئا , لا يذم ذواقاً ولا يمدحه , لا تغضبه الدنيا وما كان لها , فإذا توطى الحق لم يعرفه أحد , ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له , لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها , إذا أشار أشار بكفه كلها , وإذا تعجّب قلبها , وإذا تحدث اتصل بها , يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى , وإذا غضب أعرض وأشاح , وإذا فرح غض طرفه , جل ضحكه التبسم , ويفتر عن مثل حب الغمام .
    ومما روي عن مجلسه أنه كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس , يعطي كل جلسائه بنصيبه , لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه , من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف , ومن سأله حاجة لم يردّه إلا بها أو بميسور القول , مجلسه مجلس علم وحياء وصبر وأمانة , لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحُرم ولا تنثى فلتاته , وكان دائم البشر , سهل الخلق , ليّن الجانب , ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب , يتغافل عما لا يشتهي , ولا يدنس منه ولا يجنب فيه , لا يذم أحداً ولا يعيّره , ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه , إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير .
    ولقد تعددت الروايات عن علامة بين كتفيه سميت بخاتم النبوة , وقد وصفها جابر ابن سمرة من أصحاب رسول الله قال : رأيت خاتمه عند كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسمه .
    وقد روي حديث عن صحابي اسمه أبو رمثة أن النبي عليه السلام قال له : أدن مني امسح ظهري , فدنوت فمسحت ظهره ثم وضعت أصابعي على الخاتم فغمزتها فقال له السامعون وما الخاتم ؟ قال : شعر مجتمع عند كتفه .
    وروي عن صحابي اسمه عاصم قال : أتيت رسول الله وهو جالس في أصحابه فدرت من خلفه فعرف الذي أريده فألقى الرداء عن ظهره فنظرت إلى الخاتم على بعض الكتف مثل الجمع حوله خيلان كأنها الثآليل .
    وروي عن أبي رمثة أيضاً أنه انطلق مع ابيه الى رسول الله فنظر أبي إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال : يا رسول الله إني كأطب الرجال ألا أعالجها لك , فقال : ( لا , طبيبها الذي خلقها ) .

    معاني المفردات :
    - أدعج العين ... شديد سواد العين وبياضها .
    - ذا وفرة ... وفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن .
    - دقيق المسربة ... ما دق من شعر الصدر مائلاً إلى الجوف .
    - شثن الكف والقدم ... غليظهما .
    - ينحدر من صب ... المكان المرتفع المنحدر .
    - ينقلع من صخر ... كناية عن قوة المشي كأنه يرفع رجليه من الارض رفعاً قوياً .
    - المشذب ... طويل الجسم مع نحافة .
    - أقنى العرنين ... طويل الأنف مع رقة الأرنبة وحدب في وسطه ,
    - عنقه جيد دمية ... الصورة المبالغ في صنعها وتحسينها .
    - ضخم الكراديس ... عظام المرافق والركب أو رؤوس العظام .
    - اللبة ... المنحر .
    - مُسَيّح القدمين ... ملساوان .
    - زال قلعاً ... أي كان يثبت في مشيته .
    - لا تؤبن فيه الحُرم ... لا تذكر في مجلسه عورات الناس .
    - لا تنثى فلتاته ... يخلو مجلسه من فلتات اللسان .
    - الجمع ... جمع الكف مع الأصابع .
    - خيلان ... جمع خال وهو الشامة .
    - ثآليل ... جمع ثؤلول وهي الحبة التي تظهر في الجلد .

    يتبع الجزء الثاني من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم .

  11. #11
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي


    صفات رسول الله الجزء الثاني

    صلى الله عليه وسلم


    ويستفاد من الروايات التي رواها ابن سعد أن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب منكبيه أو إلى شحمة أذنيه ليس بالسبط ولا بالجعد , وكان يضفره أحياناً أربع ضفائر أو غدائر , وكان كثير شعر اللحية وأنه لم يشب من شعره إلا قليل لم يكد يتجاوز العشرين أو الثلاثين شعرة , وكان يخضب بالحناء حيناً والكتم حيناً , وأنه كان يحفي شاربه .
    وأنه أخذ يسمن قليلاً في أواخر حياته
    وكان يحب الأبيض من الثياب , ويقول انها أطيب وأطهر , وكان يلبس قميصاً قصير الطول قصير الكمين من فوقه ثوب وأحياناً من فوق الثوب بردة أو حلّة أو جبّة أو شملة فضفاضة بلون أحمر أو أخضر وكان أحياناً يلبس بردين معاً , وكان له برد أحمر يلبسه في أيام الجمع والأعياد , وكثيراً ما كان يتعمم بعمامة سوداء , وقد تعمم بعمامة معلّمة أيضاً وكانت ثيابه من القطن وأحياناً كان يلبس ثياباً من الصوف .
    وقد روي أنه أهدي إليه قباء من حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له , ثم قال : ( لا ينبغي هذا للمتقين ) .
    وقد روي أنه أهدي إليه خميصة شامية فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال ( ردوا هذه الخميصة على أبي جهم – وهو الذي أهداها له – فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني ) وكان يصبغ ثيابه وعمته بالزعفران والورس , وكان يحب الطيب كثيراً .
    وكان ينتعل , وقد لبس خفين ساذجين أهداهما إليه صاحب الحبشة ومسح عليهما .
    وكان يكثر من استعمال السواك ليلا ونهارا وحينما يستيقظ وقبل أن يتوضأ .
    وكان له مشط من عاج ومرآة ينظر فيها إلى وجهه , وكان يستعمل الاثمد كحلا ويمدحه , وكان له مكحلة وكان يكثر من دهن رأسه .
    وكان عنده عدة أسياف أشهرها المسمى بذي الفقار , وكان له سيف قبيعته وحلقته من فضة .
    وكان له درعان واحدة يقال لها السعدية وأخرى يقال لها فضة أو الفضول , ولهما حلقات من فضة وهما يمانيتان رقيقتان .
    وكان له ترس فيه تمثال , وكان له أرماح وثلاثة قسي , واحدة اسمها الروحاء وثانية البيضاء وثالثة الصفراء .
    وكانت له فرس اسمها دلدل أهداها له المقوقس وحمار اسمه عفير أو يعفور هدية من المقوقس كذلك .
    وكان له ثلاث هجن واحدة اسمها القصواء وثانية الجدعاء وثالثة العضباء .
    وكان ينام على أدم محشو ليفاً أو عباءة مثنية أو حصير بدون فرش , وعلى الأرض حيناً وعلى سرير من سعف النخل حيناً , وقد رآه عمر بن الخطاب مرة وأثر الحصير في جنبه فبكي فقال له ( مالي وللدنيا يا عمر , ولو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب ما أعطى كافراً منها شيئاً ) , ودخلت امرأة أنصارية على عائشة فوجدت فراش النبي عباءة مثنية فذهبت فبعثت بفراش حشوه صوفاً فأمر رسول الله عائشة بردّه إلى صاحبته وقال ( لا حاجة لي فيه ) .
    واتخذ خاتما من ذهب وجعل فصه في بطن كفّه فصنع الناس خواتيم من ذهب , فجلس على المنبر يوماً وقال ( إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه في باطن كفّي , والله لا ألبسه أبداً ) ونبذه فنبذ الناس خواتيمهم , وقيل له لما أراد أن يكتب إلى قيصر أنهم لا يقرأون الكتاب إلا إذا كان مختوماً , فاتخذ خاتماً من فضة ونقش عليه ( محمد رسول الله ) تقرأ من أسفل إلى أعلا , وقال للناس ( قد صنعت خاتماً فلا ينقش أحد على نقشه ) , ولما مات استعمله أبو بكر ثم استعمله عمر من بعده ثم عثمان , وسقط من يد عثمان في بئر فاتخذ خاتماً آخر نقش عليه نفس النقش .
    وقد عرف من أسماء الذين كتبوا الوحي والعهود والرسائل للنبي صلى الله عليه وسلم " علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعبدالله بن أبي سرح والمغيرة بن شعبة ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وحنظلة بن الربيع وأبي بن كعب وجهيم بن الصلت والحصين النمري " .
    وكان يعجبه الحلو والعسل والدباء – القرع – وكان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز والثريد من التمر , وكان يجمع بين الرطب والطبيخ , وقلما كان ينال ما يحبه ويعجبه إلا أن يهدى إليه , وكان أكثر طعامه وطعام أهله اللبن يحلب لهم من لقاح من الإبل ومنائح من الغنم خاصة به وكان خبزه الشعير , ولقد أهدي إليه صحفة من نقى أي من دقيق أبيض فقال ( ما هذا الطعام ؟ ما رأيته ! ) وجيء إليه بسويق لوز فقال : ( أخّروه عني هذا شراب المترفين ) .
    ولقد روي عن عائشة أم المؤمنين أنه كان يأتي على رسول الله أربعة أشهر لا يشبع بها من خبز بُر , بل روي عنها قولها ما شيع آل محمد غداء وعشاء من خبز الشعير ثلاثة أيام متتابعات حتى لحق بالله , وكان يمر بآل رسول الله هلال ثم هلال ثم هلال لا يوقد في بيوته نار لا لخبز ولا لطبيخ ويعيشون على التمر والماء , ولقد سُئلت حفصة أم المؤمنين عن أرفع طعام ناله رسول الله عندها فقالت : خبزنا خبزة شعير فصببنا عليها وهي حارة أسفل عكّة فجعلناها هشّة دسمة فأكل منها وتطعّم , وسُئلت أي مبسط كان يبسطه عندك أوطأ ؟ قالت : كساء لنا ثخين كنا نربعه في الصيف فنجعله تحتنا فإذا كان الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه وكان يعاف من الثوم والبصل ولا ينهى عنهما ويقول ( إني أناجي ما لا تناجون ) صلوات ربي وسلامه عليه .

    ألخاتمــــــة


    بعد أن قدمنا ما تيسّر لنا من خصوصيات وصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم , رأينا أن نختم هذه السيرة العطرة بإلقاء الضوء على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم , كي يقارن القارىء الكريم بينها وبين ما نحن عليه من حال من الترف في القصور والدثور , ولنعرف ما كانت عليه حجرات خير خلق الله أجمعين ! لعل ذلك يكون عاملاً على التدبر والتفكر بما يجب علينا أن نكون عليه .. ونوجه البذخ الى وجوه أخرى يكون فيها الخير , وبخاصة اليوم ونحن نرى العرب والمسلمين في حالة لا تسُر حتى عدو .. فالجوع والفقر أصبحا من علامات الأمة التي يعرفها بها باقي الأمم ...!
    حينما اشترى النبي صلى الله عليه وسلم " المربذ " وأحاطه بسور خصص جانباً منه لسكنه , وبنى فيه بيتاً لسودة بنت زمعة التي كان تزوجها في أواخر عهده في مكة .. ثم بيتاً لعائشة التي تزوجها عقب هجرته .. وصار كلما تزوج زوجة أو تسرّى بأمة يبني بيتاً ملاصقاً للبيوت السابقة .. وكانت هذه البيوت ( من اللبن مسقوفة بالجريد وعلى أبوابها مسوح الشعر ) !!! وقد أطلق عليها القرآن " الحجرات " .

    لا تعليق !!!!!!!

  12. #12
    ضيف شرف النسابون العرب الصورة الرمزية الشريف محمد الجموني
    تاريخ التسجيل
    19-06-2010
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    6,876

    افتراضي

    كل قول بوصفه حسن..
    وقد اتيت بالاحسن.
    صلاة ربي عليه.

  13. #13
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    هؤلاء القوم (اليهود و النصارى) كذبوا حتى على أنبيائهم بل و على الله جل جلاله ، فكيف لا يكذبون على خاتم الرسل و الرسالات غيظا و كمدا ،لكونه ليس من قومهم ، لأنهم كانوا و لا يزالون ينظرون إلى الرسالات السماوية التي كُلف بها رسلهم حقا لهم دون غيرهم من الناس .

  14. #14
    كاتب و محقق أنساب الصورة الرمزية القلقشندي
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    المشاركات
    1,968

    افتراضي

    موضوع بديع بارك الله فيك يا شريف ابو عمر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عقيلا رضوان الله عليه من نجباء النبى صل الله عليه وسلم
    بواسطة رجب مكى حجازى العقيلى في المنتدى مجلس قبيلة العليقات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-10-2019, 07:58 PM
  2. بعض خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم !
    بواسطة الشريف ابوعمر الدويري في المنتدى الأنساب في السيرة النبوية
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-06-2017, 03:41 PM
  3. قول النبى صلى الله عليه وسلم سدوا الابواب الا باب ابى بكر قاله ابن عباس عن النبى صلى
    بواسطة معاوية على ابو القاسم في المنتدى هذا هو الحب فتعال نحب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-09-2011, 11:05 AM
  4. قول النبى صلى الله عليه وسلم سدوا الابواب الا باب ابى بكر قاله ابن عباس عن النبى صلى
    بواسطة معاوية على ابو القاسم في المنتدى سجل نسب عائلتك في جمهرة انساب العرب الحديثة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-07-2011, 12:04 AM
  5. نسب النبى صلى الله عليه وسلم
    بواسطة الشريف / فتحي هارون في المنتدى الأنساب في السيرة النبوية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 13-07-2011, 12:15 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum