سباق الهجن

سباق الهجن أو سباق الجِمال هي رياضة شعبية تمارس في مناطق في الشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا وأستراليا. في هذه الرياضة تتسابق الهجن أو الجمال بسرعة تصل إلى 64 كم/س في مضامير مخصصة لهذا السباق. تشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل. الا ان الاختلاف بين سباق الهجن و سباق الخيول هو الركبي الالي الي يوضع على الجمل او الهجن بنما في الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته لكي يتحملة الحصان في السباق بنما في سباقات الهجن يستخدم الرجل الالي الذي يصل وزنه إلى 2 أو 3 كيلو جرام فقط .


سباقات الهجن، لها مذاق خاص؛ إذ إنها رياضة تتجاوز تلك الساحة لما يمكن تسميته بأنها رياضة تراثية ترتبط بوجدان البدو وتاريخهم ومصالحهم، وفي بعض الأحيان بشرف القبيلة وطبيعة العلاقات والتواصل بين البدو أنفسهم على اختلاف أماكن إقامتهم؛ فهي رياضة تساهم في الحفاظ على تقاليد البدو وتراثهم بل وهويتهم التي أصبحت مهددة بفعل تغول المدنية على البدو وحياتهم.

ومن ثم حظيت هذه الرياضة باهتمام خاص من البدو؛ ففي مهرجان العريش / مصر شارك البدو من غالبية محافظات مصر في حضور فعاليات السباق، وضربت الكثير من القبائل بيوت الشعر حول المضمار الذي سيجري فيه السباق، وحضر بدو من عدة دول عربية، وجلس الجميع في ظل الخيام وبيوت الشعر على الرمال وبجوارهم أحدث السيارات وفي أيديهم أحدث أنواع الهواتف المحمولة، يأكلون بأيديهم الطعام... وتشعر أنهم يحاولون جاهدين أن يؤجلوا دخول الحياة البدوية متحف التراث لسنوات قادمة.. حتى لا تقول الصحاري والبوادي مر البدو من هنا.

وعلى الجانب الآخر وفي مضمار السباق توجد مئات السيارات بمختلف أنواعها تحمل العشرات من شباب البدو وشيوخهم حتى النساء وهم في طريقهم للمضمار، وهناك يتواصلون يشعرون في مشاهدة السباق أنهم يشاهدون أنفسهم، ويشاهدون ما يريدون؛ حتى إن عددًا من النساء على اختلاف أعمارهن حضرهن السباق وأقمن في المضمار عدة أيام.



ومن هنا فسباقات الهجن على الرغم من تغلغلها في حياة البدو وغرامهم بها، فإنها في الوقت الحالي زادت أهميتها لهم كحائط صد مهم أمام هجمة الحياة المدنية؛ بما تحمله هذه الحياة من ضعف في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وحضور الذات الفردية أمام الذات القبلية، وطغيان الرغبة في الاستهلاك على الحياة الخشنة المفعمة بروح الحرية... ولذا كان الحضور الشعبي كبيرًا في المضمار؛ حتى إن القبائل خصصت عشرات السيارات لتسير بمحاذاة الإبل لحثها على الفوز، وهو ما أخرج المشهد وكأنه سباق بين السيارات وليس بين الإبل.

وهذه الرياضة مدرجة على قائمة المهرجانات العالمية للسباق لتنتقل من كونها رياضة التسالي للهجانة في الأفراح والمسرات إلى إحدى مفردات الرياضة العربية، بعد أن حظيت برعاية أندية واتحادات محلية يجمعها اتحاد عربي لرياضة الهجن ومقره الكويت وإقرار هذه الرياضة كإحدى أهم الألعاب في دورة الألعاب العربية في دورتها القادمة في نوفمبر القادم بالقاهرة.





خصوصية الهجن

علاقة العربي بإبله علاقة ذات خصوصية باعتبارها مالا وأنعاما يتفاخر بامتلاكه لها، وأن "فكرة سباقات الهجن لم تكن مستحدثة، وليست رياضة للهو، وإنما هي في حقيقتها من ملامح هوية العربي، ولكن للأسف أهملت وقدمت عليها رياضات أخرى دخيلة على الوطن العربي"، ورأى أن ما يحدث خلال الفترة الأخيرة هو محاولة من المهتمين لإعادة مجدها وإعادتها إلى خريطة الرياضات المهمة في الوطن العربي.

وحول أهمية مراعاة متطلبات استمرار وتطور هذه الرياضة من حيث مراعاة سلالة الإبل التي تصلح للسباقات والتي يطلق عليها "الهجن"، والتي تتطلب 25 عاما كي تصل إلى هجن أصيل، والتي لا بد أن تخضع لعملية تدريب وتضمير مكثفة حتى تنشئ علاقة حميمة بين الهجان والهجين الذي يعلمه أصول السباق بما يمكنه من محاكاته وتوجيهه بإشاراته وقت ما شاء، ويعلمه كل مصطلحات التفاهم بينهما، مضيفا أن الهجين الأصيل يستطيع أن يجري مارثون تحمل لمسافة 120 كيلومترًا منها 30 كيلومترًا على نفس السرعة تقل بعد ذلك.





الاتحاد العربي للهجن

فكرة السباقات كرياضة بعد أن كانت اقتصرت على الأفراح والمناسبات بشكل عشوائي مجاراة للدول العربية المجاورة بهدف إحياء تراث البادية المصرية وإعادة القيمة للإبل بعد أن كادت تفقد دورها بفعل تهميش استخدامها وكذلك لإضافة رافد رياضي تراثي فريد من نوعه في مصر.
السباقات بمناطق وسط سيناء ونجحت في اجتذاب آلاف المشاهدين من عشاقها؛ وهو ما أعطى دافعا قويا للانطلاق بشكل رسمي من خلال إشهار أول ناد رياضي للهجن في مصر عام 1997، والذي أصبح ينظم بطولة سنوية للهجن بمشاركة عربية على مدى الأحد عشر عاما الأخيرة، وأعقب إشهار النادي اهتمام خاص بهذه الرياضة من المسئولين المصريين؛ وهو ما دفع إلى المطالبة بإنشاء اتحاد عربي لهذه الرياضة، فكانت الخطوات هي إنشاء اتحاد مصري للهجن ليكون ضمن المنظومة العربية لتنتشر بعد ذلك بشكل رسمي ومنظم من خلال مهرجانات تراثية رياضية في محافظات الوادي الجديد ومرسى مطروح والسويس والإسماعيلية والشرقية وجنوب وشمال سيناء، وتم بالفعل إشهار الاتحاد العربي لرياضات الهجن بمشاركة 13 دولة عام 2002 ومقره الكويت؛ وهو الأمر الذي مكن من إدخالها ضمن دوره الألعاب العربية في نوفمبر 2007، باعتبار الهجن رياضة عربية وتم تخصيص 13 ميدالية ذهبية ومثلها فضية وبرونزية لها.
معوقات بيروقراطية


اما المعوقات التى تقف دون الوصول إلى المستوى المرجو من هذه المهرجانات خصوصا بالنسبة للمشاركين من مكان لآخر تتعلق بالعائد التحفيزي لمن يمارسون هذه الرياضة ويشاركون فيها لأجل استمرارها؛ ففي سباقات الهجن في دول الخليج العربي أصبحت الجوائز التي تمنح للهجانة الفائزين من أغلى الجوائز الرياضية والتراثية على مستوى العالم بعكس ما يحدث هنا في مصر فما زال الكثيرون يمارسون هذه الرياضة بدافع الغيرة على تراثهم.

هذا بالإضافة إلى صعوبة نقل الهجن بين الدول العربية بسبب روتينية إجراءات الحظر البيطري بين الدول خوفا من نقل الأمراض المعدية؛ وهو الأمر غير المنطقي بالنسبة للهجن التي تحظى من قبل مربيها برعاية طبية خاصة وتجرى عليها فحوصات دورية لتأكد خلوها من الأمراض؛ نظرا لأنها هجن سباق ولا يمكن معاملتها كلحوم.

وهو السبب الذي ساقه الأمير فالح بن آل حمد -أحد أشهر مربي الخيل في دولة قطر- لعدم مشاركة الهجن الخليجية في سباقات الهجن المصرية،
تدريب.. وتكلفة



الهجن تحتاج إلى تدريب وهجان له شروط معينة يتم اختياره على أساسها، وأن الهجان لا بد أن يكون من الشباب الصغار ويتم اختيارهم من خفيفي الوزن، ويستعين أصحاب الهجن بالهجان قبل بداية السباق بثلاثة أشهر مقابل مرتب شهري، ويأخذ الهجان البعير بحوزته ويتحمل صاحبه مصاريف مأكله ليتمكن من تدريبه على التحمل خلال هذه الفترة، وهو ما يسمى "التضمير" ومن المتعارف عليه في حال فوز الهجن بالسباق يقتسم الهجان مع صاحب الهجن الجائزة المالية.

الهجان الآلي

أثار موضوع الروبوت أو الهجان الآلي حفيظة الكثير من مربي الإبل والمشاركين في سباقات الهجن بعد أن طلبت منظمات تعنى بحقوق الأطفال بحظر ركوب الهجانة على ظهر البعير واستخدام الروبوت أو الإنسان الآلي الموجه من بعد كبديل عن الهجان وهو ما طبقته بالفعل بعض الدول العربية، في حين رفضت دول أخرى مثل السعودية الاعتراف به، وكذلك ليبيا في حين تركت مصر الأمر معلقا.

ومن الواضح أن هناك إجماعًا على رفض استعمال الربوت، ليس فقط لكونه يفسد متعة السباق، وإنما لما اعتبره البعض محاولة من الغرب لإفساد رياضة العرب الأولى -ولربما الوحيدة- التي لها خصوصيتها الثقافية والتراثية والرياضية مجتمعة، و الأمر هو محاولة من الغرب لإفساد هذه الرياضة، وهي كلمة حق يراد بها باطل بهدف محاربة هوية العربي في هذه الرياضة.

ودلل الكثيرون بالقول بأن "حماية الأطفال لم تتم إثارتها بالنسبة لسباقات الخيل؛ وذلك لأنها رياضة عالمية وليست عربية"، مضيفا أن تقبل هذه "الفكرة ليست في صالح هويتنا العربية وتراثنا الذي ينبغي أن نحافظ عليه". "لماذا الروبوت للهجن وليس للخيل والذي يركبها طفل صغير، وإذا كان الخوف عليهم فلماذا لا يخافون عليهم من الفقر؟ فكم يموت من على ظهر الهجن بالنسبة للذين يموتون من الفقر والجوع؟ وكم يموت من رياضات أخرى لم نسمع بنداءات لإلغائها أو تحوير مسارها مثل الجمباز وغيرها؟"، ودعا إلى تثبيت عمر معين فوق سن 18 عاما لركوب الهجن وأن يكون مطبقا على الجميع.


sfhr hgi[k