*1* الباب الخامس والعشرون في رؤيا الأمراض والأوجاع والعاهات التي تبدو على أعضاء الإنسان
@قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله فكل من تراه محموما فإنه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ودوام الحمى إصرار على الذنوب والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه والنافض تهاون والضارب تسارع الى الباطل وحمى الربع تدل على انه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مرارا ثم نكث توبته وقيل إن من رأى كأنه محموم فإنه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله أما البرص فإنه اصابة كسوة من غير زينة وقيل هو مال
@-ومن رأى كأنه أبلق أصابه برص والثآليل مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه والجرب إذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الاقرباء وان كان في الجرب ماء فإنه إصابة مال من كد وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره فإن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل والبثور إذا انشقت وسالت صديدا دلت على الظفر والمدة في البثور والجرب والجدري وغيرها تدل على مال ممدود والجدري زيادة في المال وكذلك القروح والحصبة اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية وهلاك فإما الحكة في الجسد فتفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم والدماميل مال بقدر مافيها من المدة والدرن على الجسد والوجه كثرة الذنوب وذهاب شعر الجسد ذهاب المال والرعشة في الأعضاء عسر فإن رأى الرعشة في رأسه أصابه العسر من قبل رئيسه وفي اليمين تدل على ضيق المعاش وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته وفي الرجلين تدل على العسر في ماله
@-ومن رأى كأنه سقي سما فتورم وانتفخ وصار فيه القيح فإنه ينال بقدر ذلك مالا وإن لم ير القيح نال غما وكربا وقيل السموم القاتلة تدل على الموت
@-ومن رأى بجسده سلعة نال مالا والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة والطاعون يدل على الحرب وكذلك الحرب يدل على الطاعون والعقر لا يحمد في النوم
@-ومن رأى أنه غشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى وقيل عامة الأمراض في الدين لقوله تعالى (في قلوبهم مرض) إلا أنها توجب صحة البدن فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى (أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم) يعني جرحى فإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امراته فإنه يموت على كفر فإن رأى امرأته مريضة حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخا بالدم ولا راكبا بعيرا ولا حمارا ولا خنزيرا ولا جاموسا ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه سمينا أو طويلا أو عريضا او يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الأغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء العافية للمريض وكذا لو رأى كأنه شرب ماء عذبا أو لبس اكليلا أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل فإن رأى في نفسه نقصانا من مرض فهو قلة دين وقيل ان رؤية المريض دليل الفرح والظفر واصابة مال لمن كان مكروبا وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج ومن أراد سفرا فرأى كأنه مريض فإنه يعوقه عن سفره عائق لأن المرضى ممتنعون عن الحركة
@-ومن رأى نقصانا في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة والورم في النوم زيادة في ذات اليد وحسن حال واقتباس علم وقيل هو مال بعد هم وكلام وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان والهزال هو نقص المال وضعف الحال وأما التخمة فدليل أكل الربا وأما الجذام فمن رأى أنه مجذوم فإنه يحبط عمله بجراءته على الله تعالى ويرمى بأمر قبيح وهو منه برئ فإن رأى أن الجذام ظهر في جسده زيادة وورما فهو مال باق وقيل هو كسوة من ميراث
@-ومن رأى كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن (وحكي) أن رجلا أى ابن سيرين فقال رأيت كأني مجذوم فقال أنت رجل يشار اليك بأمر قبيح وأنت منه برئ والقوباء مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته وأما اختلاف الأمراض فمن رأى كأن به أمراضا باردة فإنه متهاون بالفرائض من الطاعة والواجبات من الحقوق وقد نزلت به عقوبة الله تعالى والأمراض الحراة في التأويل هم من جهة السلطان وأما اليبوسة فمن رأى به مرضا من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله تعالى أو أخذ ديونا من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة وأما الرطوبة فدليل العسر والعجز عن العمل وأما الجنون فمال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنه يعمل انفاقه بقدر مالا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء وقيل كسوة من ميراث وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله وجنون الصبي غنى أبيه من ابنه وجنون المرأة خصب السنة ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملا من أعمال البر لقوله تعالى (أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)
@-ومن رأى شعر رأسه تناثر حتى صلع فإنه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس
@-ومن رأى امرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة
@-ومن رأى كأنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة وقيل إن كان صاحب الرؤيا مديونا أدى دينه
@-ومن رأى كأنه أقرع فإنه يلتمس مال رئيسه ولا ينتفع به ولا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة والآفة في الصدع تدل على الآفة في المال والمرض في الجبهة نقصان في الجاه وأما جدع الأنف وفقئ العين يدلان على ان الجادع والفاقئ يقضيان دينا للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوما على عمل سبق منهم لقوله تعالى (والأذن بالأذن) فإن رأى كأن شيخا مجهولا قطع اذنيه فإنه يصيب ديتين
@-ومن رأى كأنه صلم اذن رجل فإنه يخونه في أهله او ولده ويدل على زوال دولته وقال بعضهم من رأى كأن اذنيه جدعتا وكانت له امرأة حبلى فإنها تموت وان لم تكن له امرأة فإن امرأة من أهل بيته تموت وأما الصمم فإنه فساد في الدين وأما الرمد فدليل على اعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لأنه يدل على العمى وقد قال تعالى (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وقد قيل أن الرمد دليل على ان صاحبه قد أشرف على الغنى فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئا فإنه ينسب في دينه إلى ما هو برئ منه وهو على ذلك مأجور وكل نقصان في البصر نقصان في الدين وقيل ان الرمد غم يصيبه من جهة الولد وكذلك لو رأى أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه فإن رأى انه يكتحل فإن كان ضميره في الكحل لاصلاح البصر فإنه يتعاهد دينه بصلاح وإن كان ضميره للزينة فإنه يأتي في دينه أمرا يتزين به فإن اعطى كحلا اصاب مالا وهو نظير الرقيق فإن رأى ان بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك فإن سريرته في دينه دون علانيته وإن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به فإن سريرته خير من علانيته فإن رأى بجسده عيونا كثيرة فهو زيادة في الدين فإن رأى لقلبه عينا يبصر بها فهو صالح في دينه وقيل ان صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم وأما العور فإن رأى رجل مستور انه اعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته وإن كان صاحب الرؤيا فاسقا فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنبا عظيما أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في امرأته أو اخيه أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى {ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين} فإذا ذهبت العين زالت النعمة
@-ومن رأى كأن عينيه فقئتا فإنه يصاب بشئ مما تقر به عينه وأما العمى فهو ضلال في الدين واصابة مال من جهة بعض العصبات وقيل من رأى كأنه أعمى فإنه إن كان فقيرا نال الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى (قال رب لم حشرتني أعمى) الآية فإن رأى كأن انسانا أعماه فإنه يضله ويزيله عن رأيه ورؤية الكافر العمي تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم وإن رأى كأنه أعمى ملفوف في ثياب جدد فإنه يموت وإن رأى أعمى ان رجلا داواه فابصر فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع ويحمله على التوبة وربما دلت رؤية العمي على خمول الذكر فإن رأى في سواد العين بياضا دل على غم وهم يصيبه (وحكي) ان رجلا أتى جعفر الصادق رضي الله عنه فقال رأيت كأن في عيني بياضا فقال يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه ومن غاب عنه بعض اقربائه فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى فإن صاحب الرؤيا يموت لان رؤياه تدل على أن القادم الاعمى زائر وقيل ان الغشاوة على العين من البياض وغيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام
@-ومن رأى كأن الماء الأسود نزل في عينيه فلم يبصر شيئا دلت رؤياه على قلة حيائه لأن العين موضع الحياء واما العلة في الوجه من القبح والتشقق فهو دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب وأما الأنف فمن رأى ان انسانا جدع أنفه فإنه يكلمه بكلام يرغم به انفه وقيل أن جدع الأنف من اصله يدل على موت المجدوع وقيل ان ذلك يدل على موت امرأة المجدوع ان كان بها حبل وقيل جدع الأنف هو ان يصيبه فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته واما اللسان فهو ترجمان الانسان والقائم بحجته فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالا ويناله من ذلك ضرر بقدر ما راى من الضرر ويدل ايضا على انه يكذب وعلى انه كان تاجرا خسر في تجارته وان كان واليا عزل عن ولايته
@-ومن رأى كأن طرف لسانه قطع فإنه يعجز عن اقامة الحجة في المخاصمة وان كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته وقال بعضهم من رأى لسانه قطع كان حليما
@-ومن رأى كأن امرأته قطعت لسانه فإنه يلاطفها ويبرها
@-ومن رأى كأن امرأة مقطوعة اللسان دل على عفتها وسترها فإن رأى كأنه قطع لسان فقير فإنه يعطى سفيها شيئا ومن التزق لسانه بحنكه جحد دينا عليه أو أمانة كانت عنده وأما الخرس ففساد الدين وقول البهتان ويدل على سب الصحابة وغيبة الأشراف
@-ومن رأى كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقها لقوله تعالى (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) ورزق رياسة وظفرا بالأعداء واما الشفة فمن رأى أنه مقطوع الشفتين فإنه غماز فإن رأى شفته العليا قطعت فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره وقيل أن تأويل الشفتين ايضا في المرأة واما البخر فمن رأى كأن به بخرا فإنه يتكلم بكلام يثنى به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب فإن وجد البخر من غيره فإنه يسمع منه قولا قبيحا فإن رأى كأنه لم يزل ابخر فإنه رجل يكثر الخنا والفحش وأما الحلق فمن رأى كأنه يسعل فإنه يشكو انسانا متصلا بالسلطان فإن رأى كأنه سعل حتى شرق فإنه يموت وقيل ان السعال يدل على انه يهم بشكاية انسان ولا يشكوه
@-ومن رأى كأنه خرج من حلقه شعر أو خيط فمده ولم ينقطع ولم يخرج بتمامه فإنه تطول محاجته ومخاصمته لرئيسه فإن كان تاجرا نفقت تجارته وان رأى كأنه يخنق فقد قهر على تقلد أمانة فإن مات في الخناق فإنه يفتقر فإن رأى كأنه عاش بعد ما مات فإنه يستغني بعد الافتقار وإن رأى كأنه يخنق نفسه فإنه يلقى نفسه في هم وحزن وأما وجع الأضراس فإن رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعا فإنه يسمع قبيحا من قريبه الذي ينسب اليه ذلك الضرس في التاويل ويعالمله بمعاملة تشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده وأما وجع العنق فدليل على ان صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها خان أمانة فلم يؤدها فنزلت به عقوبة من الله تعالى وأما الحدبة فمن رأى أنه أحدب أصاب مالا كثيرا وملكا من ظهر قوي ومن ذوي قراباته وأما الفواق فمن رأى كأن به ذلك فإنه يغضب ويتكلم بما لايليق به ويمرض مرضا شديد وأما وجع المنكب فمن رأى به ذلك فأساءه الرجل في كده وكسب يده وأما آفات اليد فإن الآفة في اليد تدل على محنة الاخوة وفي أصابعها تدل على أولاد الاخوة
@-ومن رأى كأن ليس له يدان فإنه يطلب مالا يصل اليه
@-ومن رأى كأنه صافح رجلا مسلما فخلع يده فإنه يدفع اليه أمانة فلا يؤديها
@-ومن رأى كأن يده لم تزل مقطوعة فإنه رجل حلاف
@-ومن رأى كأن يمينه مقطوعة موضوعة أمامه فإنه يصيب مالا من كسب والنقص في اليدين دليل على نقصان القوة والاعوان وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده فإن رأى كأن يده قطعت من الكف فهو مال يصير اليه فإن قطعت من المفصل فإنه يصيب جور حاكم فإن قطعت من العضد وذهبت مات أخوه ان كان له أخ لقوله تعالى (سنشد عضدك بأخيك) فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه قل ماله فإن رأى كأن واليا قطع أيدي رعيته وأرجلهم فإنه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى كأن يده قطعت فقال هذا رجل يعمل عملا فتحول عنه الى غيره وكان نجارا فتحول الى عمل آخر وآتاه رجل آخر فقال رأيت رجلا قطعت يداه ورجلاه وآخر صلب فقال ان صدقت رؤياك عزل الأمير وولي غيره فعزل من يومه قطن بن مدرك وولي الجراح بن عبد الله فإن رأى كأن حاكما قطعت يمينه حلف عنده يمينا كاذبة فإن رأى كأنه قطع يساره فإن ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الالفة بينه وبينهما أو قطع رحم أو مفارقة شريك او طلاق امرأة فإن رأى كأن يده قطعت بباب السلطان فارق ملك يده وأما قصر اليد فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد وخزلان الاعوان والاخوان إياه (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى أن يمينه أطول من يساره فقال هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم
@-ومن رأى كأنه قصير الساعدين والعضدين دلت رؤياه على انه لص أو خائن او ظالم فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كانا فإنه رجل محتال سخي شجاع وأما الشلل في اليدين واوصالهما فمن رأى كأن يديه قد شلتا فإنه يذنب ذنبا عظيما فإن رأى كأن يمينه شلت فإنه يضرب بريئا ويظلم ضعيفا فإن رأى كأن شماله شلت مات أخوه أو اخته وأن يبست ابهامه مات والده وإن يبست سبابته ماتت أخته وان يبست وسطاه مات اخوه وإن يبست البنصر اصيب بابنته وان يبست الخنصر اصيب بأمه وأهله فإن رأى في يده أعوجاجا إلى وراء فإنه يتجنب المعاصي وقيل انه يكسب اثما عظيما يعاقبه الله عليه
@-ومن رأى يديه ورجليه قطعت من خلاف فإنه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان لقوله تعالى (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) الآية وقيل ان من رأى يمينه قطعت فإنه يسرق لقوله تعالى (فاقطعوا أيديهما) ورأى رجل كأن يده مقطوعة فقص رؤياه على معبر فقال يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك فعرض له أنه مات صديق له ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف فقال تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستورا وإلا فتنتهي عن منكر على يده والآفة في الأصابع دليل على محنة الولد فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات وقيل من رأى أن خنصره قطعت عقه ولده
@-ومن رأى بنصره قطعت فإنه يولد له ولد
@-ومن رأى الوسطى قطعت مات عالم بلده أو قاضيها فإن رأى كأن أربع أصابعه قطعت تزوج أربع نسوة فيمتن كلها وقيل من رأى كأنه قطع أصبع انسان أصابه بمصيبة في ماله وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومضغ الأصابع زوال المال وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم واما الأظفار فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد في الدين والأمور وقيل أن طول الأظفار غم
@-ومن رأى كأنه لاظفر له فإنه يفلس فإن رأى كأن أظفاره مكسورة كلها فإنه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع فإنه يموت وأما الصدر فمن رأى انه توجع صدره فإنه ينفق مالا في اسراف من غير طاعة الله وقد عوقب عليه والزكام يدل على مرض يسير تعقبه عافية وغبطة (والبرسام) فمن رأى أنه مبرسم فإنه رجل مجترئ على المعاصي وقد نزمل به عقوبة من السلطان وانذار ليتوب
@-ومن رأى انه مبطون فإنه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه ويريد ان يتوب من ذلك
@-ومن رأى كأنه أصابه القولنج فقد قتر على أولاده وأهله القوت ونزلت به العقوبة وقيل أن وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت وأما وجع السرة فإن رؤياه تدل على أن صاحبه يسئ معالمة امرأته ووجع القلب دليل على سوء سيرته في أمور الدين ومرض القلب دليل على النفاق والشك لقوله تعالى (في قلوبهم مرض) والكرب في القلب دليل على التوبة وأما وجع الكبد فهو في التأويل اساءة الى الولد فقد قال عليه السلام اولادنا اكبادنا وقطع الكبد موت الولد وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق وأما وجع الطحال فدليل على افساد صاحبه مالا عظيما كان به قوامه وقوام اهله واولاده وأشرف معهم على الهلاك فإن اشتد وجعه خيف حتى خيف عليه الموت دل ذهاب الدين نعزذ بالله منه واما الرئة فمن رأى أن رئته عفنة دل على دنو أجله لأن الرئة موضع الروح واما وجع الظهر فيدل على موت الاخ فقد قيل موت الأخ قاصمة الظهر وقيل وجع الظهر يرجع تأويله الى من يتقوى به الرجل من ولد ورئيس وصديق فإن رأى في ظهره انحناء من الوجع فإنه يدل على الافطار والهرم وأما نقصان الفخذ فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة ووجع الفخذ يدل على أن صاحبه مسئ الى عشيرته ووجع الرجل يدل على كثرة المال وقطع الأخمص يدل على الزمانة فإن رأى رجليه قطعتا فبانتا منه ذهب ماله أو مات فإن رأى إحدى رجليه قطعت ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحركة فإن رأى كأن انسانا قطع إبهام رجله فإنه يحبس عنه دينا عليه أو يقطع عليه مالا كان ينكل عليه فإن رأى كأنه معقد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين فإن راى كأنه يحبو على بطنه فإنه تصيبه على تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر فإن رأى أنه لايقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو ويسأل الناس أن يحملوه فإنه يفتقر ويسأل الناس
@-ومن رأى أن ذكره توجع فقد أساء إلى قوم وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه فإن رأى أنه قطع ورمي به فإنه يدل على موته أو انقطاع نسله أو على موت ابنه فإن كانت له ابنة ورأى ذكره انقطع ووضع على أذنه فإن ابنته تلد بنتا لا من زوجها وقطعه للوالي عزل وللمحارب هزيمة
@-ومن رأى كأنه خصي أو خصى نفسه أصابه ذل فإن أراد أن يودع رجلا وديعة أو يفضى اليه بسر فرأى في منامه خصيا فليجتنب أن يودعه وقيل من رأى أنه تحول خصيا نال كرامة وان رأى خصيا مجهولا له سمة الصالحين وكلام الحكمة فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر
@-ومن رأى كأنه مأسور انسدت عليه أبواب المعيشة كما إذا انسد احليله عن البول ويدل على أن عليه دينا لا يمكنه قضاؤه
@-ومن رأى كأن به ادرة أصاب مالا لا يأمن عليه أعداءه
@-ومن رأى كأن بعض من أعضائه وجعا لا صبر له عليه فإنه يسمع قبيحا من قريبه الذي ينسب اليه ذلك العضو والوجع فإن رأى كأن انسانا خدش عضوا من أعضائه فإنه يضره في ماله وفي بعض أقربائه فإن رأى في الخدشة قيحا أو دما أو مدة فإن الخادش يقول في المخدوش قولا وينال المخدوش بعد ذلك مالا
@-ومن رأى كأن جبهته خدشت فإنه يموت سريعا وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة فهو مال وكل زيادة في الجسم إذا لم تضر صاحبها فهي زيادة في النعمة وأما البرص والجذام والجدري فقد تقدم القول عليها والأفضل ان يرى الانسان كأنه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر فإن رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا لأن كل من كان منظره قبيحا فإن نفس الذي يراه تنفر منه وخصوصا إذا رآها في مملوكه فإنه لا يصلح لخدمته على كل ما يفعله فهو قبيح وفضيحة وكذلك كل من يعاشره
@-ومن رأى أنه جدر فهو زيادة في ماله وإن رأى أن ولده جدر ففضل يصير اليه وابنه وكذلك القروح في الجسد زيادة في المال وإذا رأى في يده قروحا تسيل منها مدة فإن مال ينفعه ولا يضره ذلك والحصبة اكتساب مال من سلطان وقيل هي تهمة وأما الرعشة فإنها عسر في الأمور التي تنسب الى ذلك العضو المرتعش
@-ومن رأى يده اليمنى ترتعش تعسرت عليه معيشته فإن رأى فخذه يرتعش دخل عليه عسر من قبل عشيرته وارتعاش الرجلين عسر في المال وأما الطاعون فهو الحزن فمن رأى انه أصابه الطاعون أصابه حزن كما لو رأى أنه أصابه حزن أصابه الطاعون
@-ومن رأى كأن أعضاءه قطعت فإنه يسافر وتتفرق عشيرته لقوله تعالى (وقطعناهم في الأرض أمما) وأما العنة فإنه لا يزال صاحبها معصوما زاهدا في الدنيا وما فيها ولا يكون له ذكر البتة فإن زالت عنه العنة فإنه ينال دولة وذكرا وقيل من رأى أنه تزوج بامرأة واشترى جارية فلم يقدر على مجامعتها لعنة فإنه يتجر تجارة بلا رأس مال ولا تجلد وأما العقر فإذا كان من عقر الخف فإنه يناله هم ويصيبه من ذلك الهم نكبة فإن عقره انسان فإن المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقدا عليه
@-ومن رأى رجله اليمنى اعتلت وانكسرت أو انخلعت فإن كان بها جرح فإن ابنه يمرض فإن رأى ذلك في رجله اليسرى وكان له ابنة خطبت وان لم يكن له بنت ولدت له بنت وان رأى انكسار رجله وهو يريد سفرا فليقم ولا يبرح وان خلعت فإن امراته تمرض وان طالت إحدى ساقيه على الأخرى فإنه يسافر سفرا
@-ومن رأى أنه أعرج أو معقد ولا تقله رجلاه فذلك ضعف مقدرته عما يطلبه وخذلان من ينتسب اليه ذلك العضو من اقاربه إياه وقيل من رأى أنه أعرج حسن دينه وتفقه وأن حلف على يمين لم يكن عليه فيها بأس هذا قول ابن سيرين والاعرج لا يحسن حرفة ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك فإن رأى رجل امرأة عوجاء فإنه ينال أمرا ناقصا وإذا رأت امرأة رجلا أعرج نالت أمرا ناقصا والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه وفيه نقص فإن رأى انسان انه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى فإنه يخبئ نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر وأما الكي فله وجوه فمن رأى به أثر كي عتيق أوحديث ناتئ عن الجلد فإنه يصيب دنيا من كنز فإن عمل بها في طاعة الله عز وجل فاز وان عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة لقوله تعالى (فتكوى بها جباههم وجنوبهم) وقيل أن أثر الكي العتيق والجديد إذا كان قد تقشرت القشرة منه فلم تؤلمه فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه فعند ذلك يجري مجرى الدواء وقيل الكي كلام موجع وقيل الكي المستدير ثبات في أمر السلطان أو ملك بخلا ف السنة وقيل الكي يدل على التزويج أو على الولادة (وروى) ان أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله رأيت في المنام كأن في صدري كيتين فقال صلى الله عليه وسلم تلي أمر الدنيا سنتين (وحكي) أن امرأة رأت كأن بنيها قد مرضوا فرمضت عيناها (ورأى) رجلا كأنه مريض وليس له طبيب يعالجه وكان له مع آخر خصومة فعرض له أن خصمه غلبه والمريض دليل خصم والطبيب معوان عليه ورأى رجل كأن أباه قد مرض فعرض له وجع في رأسه وذلك أن الرأس تدل على الأب وأما قحل الوجه وتشققه فهو قلة حيائه ومائه فمن رأى ان وجهه طري صبيح فإنه صاحب حياء والسماجة فيه عيب والعيب فيه سماجة (ورأى) رجل كأن الوباء قد نزل بالناس والمواشي فسأل المعبر عنه فقال ان ملك عصرنا يقصم رجالا أو يحبسهم أو يؤذي المستورين (وكان بعض الملوك ظالما جبارا) فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح وردوجهه على دبره وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه وسمع تاليا يتلو ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد فقص رؤياه على معبر فقال ان الملك سيهلك كما أهلك عاد فبعد عشرين يوما ذهب ملكه وماله وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره.
*1* الباب السادس والعشرون في المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد
@كل شراب أصفر اللون في الرؤيا فهو دليل المرض وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهو دليل على شفاء المريض وللصحيح اجتناب ما يضره وأما الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه فهو مرض يسير يعقبه برء وقيل ان الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والمأكل صالحة للأغنياء بسبب التفسح وأما اللفقراء فهو ردئ لأنهم لا يمدون أعينهم اليه إلا بسبب مرض يعرض لهم ويضطرهم إلى شربها وأما السويق فحسن دين وسفر في بر لقوله تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
@-ومن رأى كأنه شرب دواء فنفعه فهو صالح في دينه وشرب الفقاع منفعة من قبل خادم أو خدمة من قبل رجل شديد وذهاب غم وليس تأويل ما يخرج من الانسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء من الأحداث وأما الفصد فمن رأى كأن شيخا فصده فإنه يسمع كلاما من صديق فإن خرج من عرق دم فإنه يؤجر عليه فإن لم يخرج منه دم فإنه يقال فيه حق ويخرج الفاصد من الأثم فإن فصده بالعرض فإنه يقطع ذلك الكلام عنه وان فصده بالطول فإنه يزيد الكلام ويضاعفه فإن رأى كأن شابا فصده بالطول فإنه يسمع من عدوه طعنا فيه ويزيد ماله
@-ومن رأى كأن الشاب فصده بالعرض فهو موت بعض أقاربه فإن فصده الشاب بالطول وخرج منه دم فإنه يصيبه نائبة من السلطان ويأخذ منه مالا بقدر الدم الخارج منه فإن فصده بالعرض لم يتعرض له السلطان فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب فإن فصده ولم ير دما ولا خدشة سمع كلاما من أقربائه ممن ينسب الى ذلك العضو بقدر ما أصابه من الوجع فإن افتصد وكره خروج الدم فإنه يمرض ويصيبه ضرر في ماله وان كان في ضميره ان الفصد ينفعه وخرج الدم منه بقدر معلوم موافق فإنه يصح دينه ويصح جسمه أيضا في تلك السنة والفصد في اليمنى زيادة في المال وفي اليسرى زيادة في الأصدقاء فإن كانت له امرأة سمنت سمنا عظيما واتسع في دنياه فإن فصد عرق رأسه استفاد رئيسا آخر وإن لم يخرج من عرقه دم فإنه يقال فيه حق فإن رأى أنه يفصد انسانا فإن الفاصد يخرج من إثم فإن رأى كأنه سرح الدم بعد الفصد فإنه يتوب من ذنب لأن خروج الدم توبة فإن كان الدم أسود فإنه مصر على ذنب عظيم لأن الدم اثم وخروجه توبة فإن رأى كأنه أخذ مبضعا ففصد به امرأته طولا فإنها تلد بنتا وان فصدها عرضا فإنه يقطع بينها وبن قراباتها فإن رأى كأنه ينوي الفصد فإنه ينوى أن يتوب وأما الحجامة فمن رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو قلد أمانة أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج لأن العنق موضع الامانة فإن شرط تزوج بجارية وطلبت منه النفقة وما لا يطيقه وأن لم يشرط لم تطلب منه النفقة فإن كان الحجام شيخا معروفا فهو صديقه وإن كان شابا فهو عدو له يكتب عليه كتاب شرط أو دين فإن حجم رجلا شابا ظفر بعدو له وقالوا الحجامة ذهاب المرض وقالوا نقص المال وقيل من رأى حجاما حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة فإن كان ذا سلطان فهو عزله فإن احتجم ولم يخرج منه دم فإنه دفن مالا ولا يهتدى اليه أو دفع وديعة الى من لايؤديها اليه فإن خرج منه دم صح جسمه في تلك السنة فإن خرج بدل الدم حجر فإن امرأته تلد من غيره فلا يقبل ذلك الولد فإن انكسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو تموت
@-ومن رأى انه احتجم نال ربحا ومالا وقيل إن الحجامة اصابة السنة وقيل هي نجاة من كربة (وحكي) ان يزيد بن المهلب كان في حبس الحجاج فرأى في منامه أنه يحتجم فنجا من الحبس (ورأى) معن بن زائدة كأنه أحتجم وتلطخ سرداقه من دمه فلما أصبح دخل عليه أسودان يقتلانه
@-ومن رأى انه يداوي عينه فإنه يصلح دينه
@-ومن رأى كأنه يكتحل وكان ضميره في كحله اصلاح البصر فإنه يتفقد دينه بصلاح او زينة فإن كان ضميره الزينة فإنه يأتي أمر ايزين دينه ودنياه وأما السعوط فمن رأى أنه يستعط فإنه يبلغ الغضب منه ما تضيق منه الحيلة بقدر ما سعط به من دهن أو غيره وأما الحقنة فمن رأى أنه يحتقن من داء يجده في نفسه فإنه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه وان احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة يعدها إنسانا أو نذر نذره على نفسه أو في كلام تكلم به وفي غبطة خرجت منه ونحو ذلك وربما كان من غضب شديد يبتلى به والتمريخ بالدهن الطيب ثناء حسن وبالدهن المنتن ثناء قبيح وقيل الدهن غم في الأصل فإن رأى كأن له قارورة دهن وأخذ منها الدهن وادهن به أو دهن به غيره فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى (ودوا لو تدهن فيدهنون) الآية
@-ومن رأى أنه دهن رأسه اغتم إذا جاوز المقدار وسال على الوجه فإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة والدهن الطيب الرائحة ثناء حسن والدهن المنتن ثناء قبيح وقيل الدهن المنتن امرأة زانية أو رجل فاسق وقالوا من دهن رأس رجل في موضع ينكر فليحذر المفعول به من الفاعل مداهنة ومكرا فإن رأى وجهه مدهونا فإنه رجل يصوم الدهر
@-ومن رأى أنه قد سقى أو سقاه غيره قدحا فإنه يدل على طول حياته وأما الكي فاللذع بالكلام الطيب الموجع لمن يكويه فمن رأى انه يكوى بالنار انسانا كيا موجعا فهو يلدغ المكوي بكلام سوء وبأس من سلطان فإن كان الكي مستديرا فهو ثبات في أمر السلطان في خلاف السنة وقيل من رأى أنه كوي عرقا من عروقه فإنه يولد له جارية أو يتزوج أو يرى امرأته رجل غريب وأما الترياق فقد رأيت ابن سيرين يكرهه.
*1* الباب السابع والعشرون في الأطعمة والحلوى واللحمان وما يتصل به من القدر والمائدة والسفرة والقصاع والمعرفة والاثفية
@قال المعبرون ان دقيق الحنطة مال مجموع وعيال وعجنه سفر عاجنه إلى أقاربه والعجين مال شريف في التجارة يحصل منه ربح كثير عاجل ان اختمر وإن لم يختمر فهو فساد وعسر في المال وان حمض فهو قد أشرف على الخسران
@-ومن رأى انه يعجن دقيق شعير فإنه يكون رجلا مؤمنا ويصيب ولاية وثروة وظفرا بالأعداء والنخالة شدة في المعيشة وأكلها فقر
@-ومن رأى أنه يخبز خبزا فهو يسعى في طلب المعاش لطلب منفعة دائمة فإن خبز عاجلا لئلا يبرد التنور نال دولة وحصل مالا بيده بقدر ما خرج الخبز من التنور ومن أصاب رغيفا فهو عمر والرغيف أربعون سنة فما كان فيه من نقصان فهو نقصان ذلك العمر وصفاؤه صفاء الدنيا وقيل الرغيف الواحد ألف درهم وخصب وبركة ورزق حاضر قد سعى له غيره وذهب عنه حزنه لقوله عز وجل (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) قال المفسرون الحزن الخزي فإن رأى رغفانا كثيرة من غير أن يأكلها لقي اخوانا له عاجلا وإن رأى بيده رغيفا كشكارا فهو عيش طيب ودين وسط فإن كان شعيرا فهو عيش نكد في تدبير وورع فإن كان رغيفا يابسا فإنه قتر في معيشته وان اعطى كسرة خبز فإكلها دل على نفاد عمره وانقضاء أجله وقيل بل هذه الرؤيا تدل على طيب العيش فإن أخذ لقمة فإنه رجل طامع والرغيف للعزب زوجة والرغيف النظيف النضيج للسلطان عدله وللتاجر انصافه وللصانع نصحه وحرارة الخبز نفاق وتحريم فإن رأى رجل رغيفا معلقا في جبهته دل على فقره والخبز المتكرج مال كثير لا ينفع صاحبه ولا يؤدي زكاته وأما خبر الملة فهو ضيق في المعاش لآكله لأنه لا يخبزه إلا مضطرا
@-ومن رأى انه يأكل الخبز بلا أدم فإنه يمرض وحيدا ويموت وحيدا وقيل الخبز الذي لم ينضج يدل على حمى شديدة وذلك أنه يستأنف ادخاله إلى النار ليستوي وقيل الخبز الحواري الحار يدل على الولد وأكل الخبز الرقاق سعة رزق وقيل ان رقة الخبز قصر العمر وقيل ان الرقاق من الخبز ربح قليل يتراءى كثيرا (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في يدي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال أنت رجل تجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير وأما المائدة فقد روي أن بعضهم رأى كأن هاتفا يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية {اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء} فقص رؤياه على معبر فقال انك في عسر وتدعو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجيب لك فكان كما قال واختلف المعبرون في تفسير المائدة فمنهم من قال المائدة رجل شريف سخي والقعود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه فإن كان معه على تلك المائدة رجال فإنه يواخي قوما على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والرغفان الكثيرة الصافية والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مودتهم ومنهم من قال المائدة هي الدين (وقد روي) ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت البارحة مرجا أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى تلك المائدة فقال صلوات الله عليه وسلامه أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السبعة والنداء فإنا ادعوا الخلق الى الجنة والإسلام ومنهم من قال المائدة مشورة يحتاج فيها إلى أعوان من عمارة بلدة أو عمارة قرية ومنهم من قال المائدة امرأة رجل (وحكي) أن بعضهم رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده اليها خرجت يد كلب اشقر من تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال ان صدقت رؤياك فإن غلاما من الصقالبة يشاركك في امرأتك ففتش عن الأمر فوجده كما قال وان رأى الارغفة بسطت على المائدة فإنه يظهر له عدو وإذا رأى أنه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قول بعض المعبرين وقيل ان اكل على المائدة اكلا كثيرا فوق عادته في مثلها دل ذلك على طول حياته بقدر اكله وان رأى أن تلك المائدة رفعت فقد نفذ عمره وقيل إذا رأى لونا أو لونين من الطعام فإنه رزق يصل اليه والى أولاده بدليل قوله عز وجل (أنزل علينا مائدة من السماء) وقيل المائدة غنيمة في خطر ورفعها انقضاء ذلك الغنيمة وقيل إنها مأكلة ومعيشة لمن كانت له وأكل منها فإن كان عليها وحده فإنه لا يكون لمه منازع وإن كان عليها غيره كان له اخوان مشاركون وكثرة الرغفان كثرة مودتهم وقلتها قلة مودتهم والرغيف مودة سنة فإن رأى أنه يفرش بطعام فهو استخفافه بنعمة الله تعالى ورأى مملوك كأن مائدة مولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيوان فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أن امرأة مولاه ماتت من يومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالواجب لأنه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت . وأما السفرة فسفر جليل ينال فيه سعة وقيل هي سفر الى ملك عظيم الشأن وقيل سعة وراحة لمن وجدها لأنها معدن الطعام ولأكل والقصعة المتخذة من خشب تدل على اصابة مال في سفر والخزفية تدل على اصابته في حضر وأواني الفضة كلها خدم في التجارة والدار وخصوصا السكرجات وقيل القصاع والطاسات تدل على الجمال في تدبير معاش الانسان والقدر قيم دار كثيرة الانفاق وقيل هو امرأة اعجمية فمن رأى أنه طبخ قدرا فإنه ينال مالا عظيما من قبل السلطان أو ملك أعجمي واللحم والمرقة في القدر رزق شريف مفروغ منه مع كلام وشرب والمغرفة قهرمان محسن يجري على يديه نفقة أهله والاثفية نفس الرجل فكما أن قوام القدر بالاثافي فكذلك قوام الانفس بالمال والبزما رد مال هنئ لذيذ مجموع بغير كد والكواميخ كلها هموم وخصوم فمن أكل منها أصابه هم وان رآها ولم يآكل منها ولم يمسها فإنه مال يخسر عليه
@-ومن رأى أنه يشرب الزيت فإنه يدل على سحر أو مرض والخل مال مبارك في ورع وقلة لهو وطول حياة لمن أكله بالخبز والدردي منه مال ساقط قليل المنفعة ذو وهن وسكرجة الخل جارية وخيمة وقيل إذا رأى الانسان كأنه يشرب الخل فإنه يعادي أهل بيته وذلك للقبض الذي يعرض منه للفم والمري مرض والصفن هم وحزن مع خصومة منفعة قليلة وأما الملح فقد اختلف فيه فمنهم من قال ان الأبيض منه زهد في الدنيا وخير ونعمة وكرهه ابن سيرين وقيل ان المبرز منه هم وشغل وشغب ومرض ودراهم فيها هم وتعب ومن أكل الخبزبه فقد اقتنع من الدنيا بشئ يسير والمملحة جارية ملحة وقيل من وجد ملحا وقع في شدة أو مرض شديد فإما اللحوم فإوجاع واسقام وابتياعها مصيبة والطري منها موت وأكلها غيبة لذلك الرجل الذي ينسب اليه الحيوان والمملح من لحوم الشاء إذا دخل الدار فهو خير يأتي اهلها بعد مصيبة كانت قبل بقدر مبلغه والسمين منه خير من الهزيل وان كان من غير لحم الشاء فهو رزق قد خمد ذكره وقيل الهزيل رجل فقير وقيل هو خسران والقديد غنيمة في اغتياب الأموات وقيل من أكل اللحم المهزول المملح نال نقصانا في ماله ولحم الابل مال يصيبه من عدو قوي ضخم ما لم يمسه صاحب الرؤيا فإن مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو فإن أكله مطبوخا أكل مال رجل ومرض مرضا ثم برئ وقيل من أكله نال منفعة من السلطان وأما لحم البقر فإنه يدل على تعب لأنه بطئ الإنهضام ويدل على قلة العمل لغلظه وقيل لحم البقر إذا كان مشويا أمان من الخوف وان كان امرأة صاحب الرؤيا حاملا فإنها تلد غلاما لقوله تعالى (فجاء بعجل حنيذ) إلى أخر القصة وكل شئ أصابته النار في اليقظة فهو في النوم رزق فيه اثم
@-ومن رأى في النوم كأنه يأكل لحم ثور فإنه يقدم إلى حاكم والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة وتكون البشارة على قدر سمنه وقيل انه رزق وخصب ونجاة من الخوف والمطبوخ من لحم البقر فضل يصير إلى صاحب الرؤيا حتى يجب لله تعالى فيه الشكر لقوله تعالى (وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكورا) ولحم الضأن إذا كان مشويا مسلو خافر آه في بيته دلت رؤياه على اتصاله بمن لا يعرفه أو يعمل ضيافة لمن لا يعرفه أو يستفيد اخوانا يسر بهم فإن كان المسلوخ مهزولا دل على أن الاخوان الذين استفادهم فقراء لا نفع في مواصلتهم وان رأى في بيته مسلوخة غير مشرحة فإنها مصيبة تفجؤه فإن كانت سمينة فهو يرث من الميت مالا وان كانت مهزولة لم يرثه وقيل لحم الضأن إذا كان مطبوخا فهو مال في تعب كحال النار وإذا كان نيئا فهم وخصومة والفج غير النضيج هموم وبغي ومخاصمات والعظام من كل حيوان عماد لما ملكته ايمانهم والمخ من كل حيوان مال مكنوز مدخور يرجوه وقيل إن المسلوخ ردئ لجميع الناس ويدل على حزن يكون في بيت الرجل وذلك إن الكباش تشبه بالناس وليس تؤكل لحوم الناس وكل اللحوم التي تؤكل جيدة خلا اليسير منها وأما اللحم الذي يرى الانسان أنه يأكله نيئا فهو ردئ أبدا ويدل على هلاك شئ يملكه وذلك أن طبيعته لا تقوى على انئ وهضمه وقال بعض المفسرين انما اللحم النئ ردئ لمن يراه ولا يأكله فأما من أكله فهو صالح له فإن رأى أنه أكل لحما مطبوخا ازداد ماله فإن رأى أنه يأكل مع شيخ ارتفع أمره عند السلطان وأما الجمل المشوي فقد اختلف فيه فمنهم من قال ان كان سمينا فهو مال كثير وان كان مهزولا فمال قليل ورزق في تعب وقال بعضهم أن الجمل المشوي أمان من الخوف وقال بعضهم الجمل المشوي ابن فإن رأى أنه يأكل منه رزق ابنا يبلغ ويأكل من كسب نفسه وان كان نضيجا رزق ولده الأدب وإن لم يكن نضيجا لم يكن كيسا في عمله وقيل ان أكل شواء السوق بشارة فإن لم يكن نضيجا فهو حزن يصيبه من جهة ولده
@-ومن رأى كأن ذراع الشواء كلمه فإنه ينجو من الهلكة لقصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذراع المسممة التي كلمته وأما الرأس التنوري فرئيس فمن رأى كأنه اشترى رأسا سمينا كبيرا من رأس استفاد أستاذا نافعا وان كان مهزولا فإنه غير نافع فإن كان الرأس منتنا فإنه يثنى عليه ثناء قبيحا وأكل رءؤس الأنعام نيئة دليل على أنه يغتاب رئيسا ينسب إلى ذلك الحيوان وأكل المطبوخ والمشوي من الرؤوس وانتفاع من بعض الرؤساء بمال وقال بعض المعبرين من رأى كأنه يأكل راس غنم وكراعه أصاب جاها ومالا من ارث أو غيره وقال رأس الشاة في التأويل مال وهو عشرة آلاف درهم أكثرها وأقلها ألف درهم وأكل عيون رأس المشوي أكل عيون أموال الرؤساء وأكل الدماغ أكل من صلب المال ومن مال مدفون فإن رأى كأنه يأكل من دماغه أو دماغ غيره فإنه يأكل من صلب ماله أو مال غير المدخور فإن أكل مخ ساقه أكل مخ ماله وأكل الأكارع مختلف فيه فمنهم من قال إنه مال اليتامى ومنهم من قال هو أكل أموال كبراء الناس لأن الكراع مال والغنم دليل على كبراء الناس وأكل جلد الحمل المسلوخ أكل مال يتيم وأكل الكبد نيل قوة ومنفعة من جهة الولد وأكل الأمعاء صحة جسم وخير والمصير المحشو من اللحم هو مال مدخور وما كان فيه فإنه مال من قبل النساء ولحوم الطير إذا كانت مطبوخة أو مشوية رزق ومال من مكر وغدر من جهة امرأة فإن كان غير نضيج فإنه يغتاب امرأة ويظلمها فإن رأى كأنه يأكل لحم مالا يحل أكله فإنه يأكل من أموال قوم ظلمة مكرة وقيل ان أكل لحم الدجاج والإوز يدل على منفعة تكون من قبل أصحاب الرهن من الرجال وفراخ الطير مشويا أو مقليا مال في تعب فمن رأى أنه يأكل فرخا نيئا فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أشراف الناس فإن كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير فإنه يغتاب أولاد السلاطين أو يرتكب منهم فاحشة والطيور التي يؤكل لحمها فإنها استفادة مال من ضيعة ألف درهم إلى ستة آلاف درهم لأنه لها ستة أعضاء رأس وجناحين ورجلين وذنب وأما السمك فقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها قال فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتش خادمه فإذا هو رجل والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم أوصحبة رئيس لقوله تعالى (نسيا حوتهما) ومن أصاب سمكة طرية مشوية فإنه يصيب غنيمة وخيرا لقصة مائدة عيسى عليه السلام والسمك المشوي قضاء حاجة او إجابة دعوى ورزق واسع ان كان الرجل تقيا وإلا كانت عقوبة تنزل عليه فإن رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه ينفق ماله في شئ لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذا شريفا وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه ما خلا السمك الصغار فإن شوكها أكثر من لحمها ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته ويدل على رجاء شئ لاينال وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت وأما ذوق الأشياء فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال فإن رأى كأنه ذاق شيئا فاستلذه واستطابه فإنه ينال الفرح والنعمة لقوله تعالى (وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها) فإن رأى كأنه ذاق شيئا فوجد له طعما مرا فإنه يطلب شيئا يصيبه منه أذى فإن رأى كأنه ابتلع طعاما حارا خشنا دل على تنغيص عيشته ومعيشته وأكل الشئ اللذيذ طيب العيش والمعيشة فإن رأى أنه ذاق شيئا مجهولا فكره طعمه دل على الموت لقوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) وإن رأى أنه ذاق شيئا لم يكرهه ولم يستطبه دل على فقر وخوف وأكل الشئ المنتن ثناء قبيح وان دخل في فيه شئ مكروه فهو شدة كره في معيشته وإن دخل شئ طيب الطعم لين محبوب سهل السملك في حلقه فهو طيب المعيشة وسهولة عمله فإن رأى في فمه طعاما كثيرا وفيه سعة لإضعافه تشوش أمره ودلت رؤياه على أنه قد ذهب من عمره قدر ذلك الطعام الذي في فيه وبقي من عمره قدر مافي فمه سعة له فإن رأى أنه عالج ذلك الطعام حتى تخلص منه سلم وان لم يتخلص منه فليتهيأ للموت
@-ومن رأى أنه يتلمظ فهو طيبة نفسه والتلمظ مص اللسان والشعرة في اللقمة هم وحزن وعسر ولحس الأصابع نيل خير قليل من جنس ذلك الطعام الذي لحسه
@-ومن رأى كأنه يشرب الطعام كما يشرب الماء اتسعت عليه معيشته وكل الطعام رزق خلا الهريسة والبيض والعصيدة فإنه غم من جهة أعماله في ذريته فإن رأى أنه يصلي ويأكل العصيدة فإنه يقبل امرأة وهو صائم وجامات الحلواء جوار ذات حلاوة وأما الطباهجة فمن رأى كأنه اتخذها ودعا إلى اكلها غيره فإنه يستعين بالذي يدعوه على قهر انسان فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنه ينفق مالا في طلب تجارة أو تعلم صناعة وأما الطعام الذي هو في غاية الحموضة حتى لا يقدر على أكله فهو مرض أو ألم لا يقدر معه على أكل ويدل أخذ الطعام الحامض من انسان على سماع الكلام القبيح فإن رأى كأنه يأخذه ويطعمه غيره فإنه يسمع ذلك المطعم مثله وان كان أكله أصاب حزنا أو مرضا وإذا رأى كأنه صبر على أكله وحمد الله تعالى عليه نال الفرج وأما السكباجة المطبوخة بلحم الغنم إذا تمت أبازيرها فإن أكلها يدل على طيب النفس وتمام العز والجاه عند سادات الناس وإذا كانت بلحم البقر دل أكلها على حياة طيبة ونيل مراد من جهة عمال وإذا كانت بلحم العصافير دل أكلها على ملك وقوة وصفاء عيش وصحة جسم وإن كانت بلحم الطيور فإنه تجارة أو ولاية على قوم أغنياء مذكورين على قدر كثرة الدسم وقلته وأما الزرباجة إذا كانت بلا زعفران فإنها نافعة وإذا كانت بالزعفران كانت مرضا لآكلها وكذلك كل ما كان فيه صفرة واما كل شئ فيه بياض من المطعومات وغيرها فإن أكلها بهاء وسرور إلا المخيض فإنه غم شديد لزوال الدسم عنه والمضيرة قليلة الضرر والكشك رزق في تعب ومرض والكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة والثريد إذا كان كثير الدسم فهو ولاية نافعة ودنيا واسعة وإذا كان بغير دسم فإنه ولاية بلا منفعة فإن رأى كأن بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد فإن الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل فإن رأى بين يديه قصعة فيها ثريد كثير الدسم حتى لا يمكنه أكلها دل على أنه يجمع مالا ويأكله غيره فإن رأى كأن بين يديه ثريدا لا دسم فيه وليس بطيب الطعم وهو يسرع في أكله حتى يستريح منه دلت رؤياه أنه يتمنى الموت من ضيق الحال فإن رأى كأن بين يديه ثريدا وهو لا يأكل منه مخافة أن ينفد فإنه يخشى الموت مع كثرة ماله من النعمة وان كانت ثريدة بلا دسم وبخل بلا لحم دل على حرفة نظيفة وورع فإن لم يكن فيها دسم البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض السباع فإن صابحها يلي قوما ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه وبين قوم ظالمين تجارة وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها وان كانت بلا دسم فلا منفعة فيها فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دلت على ولاية دنيئة على قوم سفهاء أو تجارة دنيئة أو صناعة مع قوم سفهاء ذوي دناءة فإن رأى كأنه أكل الثريد كله فإنه يموت على ذلك الهوان والفقر وإذا كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور فإنها معالمة مع قوم ظلمة مكرة في مال حرام وعلى الجملة إن الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها وأما الأرزية فمال من خصومة وهم والنئ منه خسران ومرض وأما الحلويات والمطعومات في الأصل الذي إذا رأى الانسان كأنه أكلها دل على طيب الحياة والنجاة من المخاطرات ونيل السرور والفرج وقصب السكر تردد كلام يستحلي ويستطاب والسكرة الواحدة قبلى حبيب أو ولد والسكر الكبير يدل على قال وقيل وأما الشهد والعسل فمال من ميراث حلال أو مال من غنيمة أو شركة
@-ومن رأى كأن بين يديه شهدا موضوعا دل على ان عنده علما شريفا فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة والعسل لأهل الدين حلاوة الايمان وتلاوة القرآن وأعمال البر ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وانما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله عز وجل وصف كلامه بالشفاء (وحكي) عن ابن سيرين أنه قال الشهد رزق كثير يناله صاحبه من غير تعب لأن النار لم تمسه والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب فإن رأى كأن السماء أمطرت عسلا دل على صلاح الدين وعموم البركة فإن رأى كأنه أكل الشهد وفوقه العسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى فسره بنكاح الأم وبلغنا أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت ظلة ينطف منها السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل فقال أبو بكر دعني اعبرها إنما هي القرآن وحلاوته ولينه والناس يأخذونه فمستكثر منه ومستقل وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأني في قبة من حديد وإذا عسل ينزل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل اكثر من ذلك ومنهم من يحسو فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال أنت وذاك فقال أما قبة الحديد فالإسلام وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن وأما الذي يلعق اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السوة والسورتين وأما الذين يحسونه فالذين يجمعونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت وروي أن عبد الله بن عمر قال يا رسول الله رأيت كأن اصبعي هاتين تقطران عسلا وانني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقرأ الكتابين ورأى رجل كأنه يغمس خبزا في عسل ويأكله فصار محبا للعلم والحكمة فأنتفع بذلك وكثر ماله لان العسل دل على حسن علمه والخبز على يساره وأما الترنجبين فرزق طيب بلا منة أحد من المخلوقين بدليل قوله تعالى (وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم) وأما التمر فقد روي أن عمر رأى كأنه أكل تمرا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذلك حلاوة الايمان وأنواع التمر كثيرة والتمر لمن يراه يدل على المطر ولمن أكله رزق عام خالص يصير اليه وقيل إنه يدل على قراءة القرآن وقيل ان التمر يدل على مال مدخور ورؤيا اكل الدقل يكون للذميين وقيل من رأى كأنه يأكل تمرا جيدا فإنه يسمع كلاما حسنا نافعا
@-ومن رأى كأنه يدفن تمرا فإنه يخزن مالا أو ينال من بعض الخزائن مالا
@-ومن رأى كأنه شق تمرة وميز عنها نواها فإنه يرزق ولدا لقوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى) الآية ورؤيا أكل التمر بالقطران دليل على طلاق المرأة سرا وأما رؤية نثر التمر فنية سفر والكيلة من التمر غنيمة
@-ومن رأى كأنه يجني تمرة من نخلة في ابانها فإنه يتزوج بامرأة جليلة غنية مباركة وقيل إنه يصيب مالا من قوم كرام بلا تعب أو من ضيعة له وقيل يصيب علما نافعا يعمل به فإن كان في غير أوانها فإنه يسمع علما ولا يعمل به فإن رأى كأنه جنى من نخلة عنبا أسود فإن امرأته تلد ولدا من مملوك أسود فإن رأى كأنه جنى من نخلة يابسة رطبا فإنه يتعلم من رجل فاسق علما ينفعه وان كان صاحب الرؤيا مغموما نال الفرج لقوله عز وجل في قصة مريم (وهزي إليك بجذع النخلة) الآية وقيل التمر المنثور دراهم لا تبقى
@-ومن رأى أنه يجني اليه التمر فإنه يجني له مال من رجال ذوي أخطار يلي عليهم ولاية (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني وجدت أربعين تمرة فقال تضرب أربعين عصا ثم رآه بعد ذلك بمدة فقال رأيت كأني وجدت أربعين تمرة على باب السلطان فقال تصيب أربعين ألف درهم فقال الرجل عبرت رؤياي هذه المرة بخلاف ما عبرت في المرة الأولى فقال لأنك قصصت على رؤياك في المرة الأولى وقد يبست الأشجار وأدبرت السنة وأتيتني هذه المرة وقد دبت المياه في الأشجار وكان الأمر في المرتين على ما عبره وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأن رجلا أتاني فألقمني لقمة تمر فذهبت أعجمها فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثانية فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثالثة فإذا نواة فلفظتها فقال أبو بكر دعني يا رسول الله أعبرها فقال عبرها قال تبعث سرية فيغنمون ويسلمون ويصيبون رجلا فينشدهم ذمتك فيخلونه ثم تبعث سرية وقال ثلاثا قال صلى الله عليه وسلم كذلك قال الملك ورأى أنس بن مالك في المنام كأن ابن عمر يأكل بسرا فكتب اليه أني رأيتك تأكل بسرا وذلك حلاوة الايمان وقيل ان رجلا عاريا راى كأن سلات من التمر البسر في نغض من بطون الخنازير وهو يرفعها ويحملها الى بيته فسأل المعبر عنها فعبرها غنائم من مال الكفار فما لبث أن خرجت الروم وكان الظفر للمسلين ووصل اليه ماعبر له (وسئل) ابن سيرين عن امرأة رأت كأنها تمص تمرة وتعطيها جارا لها فيمصها فقال هذه المرأة تشاركه في معروف يسير فإذا هي تغسل ثوبه وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن بيدي سقاء وفيه تمر وقد غمست فيه راسي ووجهي وأنا آكل منه وأقول ما أشد حموضته فقال ابن سيرين انك رجل قد انغمست في كسب مال يمينا وشمالا ولا تبالي أمن حرام كان أم من حلال غير اني أعلم أنه حرام فكان كذلك فإن رأت امرأة أنها تأكل التمر بالقطران فإنها تأخذ ميراث زوجها وهي منه طالق والعصيدة غم من سبب غلمانه فإن رأى كأنه يأكل العصيدة أو الخبيص أو الفالوذج وهو في الصلاة فإنه يقبل امرأته وهو صائم وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أصلي وآكل الخبيص في الصلاة فقال الخبيص حلال ولا يحل أكله في الصلاة فأنت تقبل امرأتك وأنت صائم فلا تفعل وأما الخبيص اليابس فهو مال في مشقة والرطب منه مختلف فيه فكرهه بعضهم لما فيه من الصفرة وذكر أنه يدل على المرض وقال بعضهم هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب وقال بعضهم ان الخبيص كلام حسن لطيف في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والخبيص يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة لما مسهما من النار فإن مس النار إياهما يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة والزلابية نجاة من هم ومال وسرور بلهو وطرب وأما أوعية الحلاوى وجاماتها فإنها تدل على جوار حسان مليحات والقطائف المحشوة مال ولذاذة وسرور واللبن الصافي مال في تعب لمس النار له .
*1* الباب الثامن والعشرون في مجالس الخمر وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبه والضيافة والدعوات
@الضيافة اجتماع عى خير فمن رأى كأنه يدعو قوما الى ضيافته فإنه يدل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين سأل ربه عز وجل أن يطعم خلقه يوما واحدا فلم يمكنه إشباع حوت فإن رأى كأنه دعا قوما الى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا فإنه يترأس عليهم وقيل اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب فإن رأى كأنه دعا الى مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب فإنه يدعى الى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) وأما ضرب العود فكلام كذب وكذلك استماعه
@-ومن رأى كأنه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة وقيل إن ضرب العود رياسة لضاربه وقيل إصابة غم فإن رأى كأنه يضربه فانقطع وتره خرج من همومه وقيل أن نقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزه وكلما تذكر ملكه انقلبت امعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق افساده قوما بشئ يقع على أمعائهم وهو للجائر جور على قوم يقطع به أمعاءهم
@-ومن رأى أنه يضرب بباب الإمام من الملاهي شئ من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطانا ان كان أهلا لذلك وإلا فإنه يفتعل كلاما والمزمار ولاية فمن رأى كأنه ملكا أعطاه مزمارا نال ورية ان كان من أهلها وفرحا ان لم يكن من أهلها
@-ومن رأى أنه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار فإنه يتعلم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته وقيل ان رأى مريض كأنه يزمر فإنه يموت والصنج المتخذ من الصفر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا وصوت الطيل صوت باطل فإن كان معه صراخ زمر ورقص فهو مصيبة والطبال رجل بطال ويفتخر بالبطالة والطبل رجل صفعان فمن رأى أنه تحول طبلا صار صفعانا وطبل المخنثين امرأة لها عبوب يكره تصريحها لأنها عورة وفضيحة إذا فتش عنها كانت شنعة لأن ارتفاع صوته شناعة وكذلك حال هذه المرأة وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة وضرب الدف هم وحزن ومصيبة وشهوة لمن يكون معه فإن كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور وان كان مع امرأة فأنه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها وان كان مع رجل فإنه شهرة والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل الدار وأما الغناء فإن كان طيبا دل على تجارة رابحة وان لم يكون طيبا دل على تجارة خاسرة وقال بعضهم إن المغني عالم أو حكيم أو مذكر والغناء في السوق للاغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها وللفقير ذهاب عقله
@-ومن رأى كأن موضعا يغنى فيه فإنه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأن أول من غنى وناح ابليس لعنه الله وقيل الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص
@-ومن رأى كأنه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان وجميع من كان منهم فإن رأى كأنه يغني غناء رديئا فإن ذلك يدل على بطالة ومسكنة
@-ومن رأى كأنه يمشي في الطين ويغني فإن ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان والغناء في الحمام كلام مبهم وقيل الغناء في الأصل يدل على صخب ومنازعة وأما الرقص فهو هم ومصيبة مقلقة والرقص للمريض يدل على طول مرضه وقيل إن رقص الفقير غنى لا يدوم ورقص المرأة وقوعها في فضيحة وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنه يضرب وأما رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وأنحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته وأما رقص الصبي فإنه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا أراد الشئ أشار اليه بيده ويكون على هيئة الرقص وأما رقص من يسير في البحر فإنه ردئ ويدل على شدة يقع فيها وان رقص انسان لغيره فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الرقاص
@-ومن رأى كأنه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب فإن ذلك خير للناس كلهم بالسواء والضارب بالطنبور رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في أقوام فقراء أو ساعي الدراهم السكية أوزان يجتمع مع النساء لأن الوتر امرأة وضرب الطنبور مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأن صوته يحرج من الأمعاء التي فتلت وجففت وأخرجت من الموطن ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال فإن رأى سلطان أنه يسمع الطنبور فإنه يسمع قول رجل صاحب أباطيل وأما العصير فيدل على الخصب لمن ناله فمن رأى أنه يعصر خمرا فإنه يخدم سلطانا ويجري على يديه أمور عظام والخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة فمن رأى أنه يشرب الخمر فإنه يصيب اثما كبيرا ورزقا واسعا لقوله تعالى (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)
@-ومن رأى أنه شربها ليس له من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما وقالوا بل مالا حلالا فإن شربها وله من ينازعه فيها فإنه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك فإن رأى أنه أصاب نهرا من خمر فإنه يصيب فتنة في دنياه فإن دخله وقع في الفتنة بقدر ما ناله منه وقال بعض المعبرين ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط فإن رأى الانسان كأنه بين جماعة كثيرة يشربون الخمر فإن ذلك ردئ لأن كثرة الشراب يتبعه مسكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها (وحكي) أن رجلا رأى كأنه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر فقال أما سواد الوجه فإنك تسود قومك وأما حلق الرأس فإن قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك وأما شرب الخمر فإنك تحوز امرأة (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الأخر لبن فقال اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان واليا وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالا بعضه حلال وبعضه حرام وقيل يصيب مالا في شوكة وقيل يأخذ من امرأة مالا ويقع في فتنة والسكر من غير شراب هم وخوف وهول لقوله تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا والسكر من الشراب أمن من الخوف لأن السكران لا يفزع من شئ فإن رأى أنه سكر ومزق ثيابه فإنه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه ومن شرب خمرا وسكر منها أصاب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطانا بقدر مبلغ السكر منه وقيل إن السكر ردئ للرجال والنساء وذلك أنه يدل على جهل كثير ورأى رجل كأنه ولى ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره فقصها على ابن سيرين فقال انهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك وأكل الطير المقلي للتنقل غيبة وبهتان ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز والجب إذا كان فيه ماء وكان في بيت فإنها امرأة غنية مغمومة وإذا كان جب الماء في السقاية فإنه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل الله والجب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال نام وإذا كان فيه كامخ فهو رجل مريض وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فكان كذلك والرواق رجل صادق يقول الحق والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الابريق خادم بدليل قول الله عز وجل (يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق) فمن رأى كأنه يشرب من ابريق فإنه يرزق ولدا من أمته والأباريق الخدم القوام على الموائد (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح فقال اتق الله فإنك تختلف الى أخت امرأتك والكاس يدل على النساء فإن رأى كأنه يسقى في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على جنين في بطن امرأته فإن رأى كأن الكأس انكسرت وبقي الماء فإن المرأة تموت ويعيش الجنين (وقد حكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني استيقيت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكسر القدح وبقي الماء في كفي فقال له ألك امرأة قال نعم قال هل بها حبل قال نعم قال فإنها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك فكان كما قال فإن رأى كأن الماء انصب وبقي الكأس صحيحا فإن الأم تسلم والولد يموت وقيل ربما يدل انكسار الكأس على موت الساقي والقدح أيضا من جواهر النساء فإنه من زجاج والشرب في القدح مال من جهة امرأة وقيل إن أقداح الذهب والفضة في الرؤيا أصلح لبقائها وأقداح الزجاج سريعة الانكسار وتدل على اظهار الأشياء الخفية لضوئها والأقداح جوار أو غلمان واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز مكروه ومنازعة وإنما قلنا ان اللعب بكل شئ مكروه لقوله تعالى (أو من أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون)
@-ومن رأى أنه يلعب بها فإن له عدوا دينا
@-ومن رأى الشطرنج منصوبة لا يلعب بها فإنها رجال معزولون وأما منصوبة ويلعب بها فإنها ولاة رجال فإن قدم أو أخر اقطاعها فإنه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة وان غلب أحد الخصمين الآخر فإن الغالب هو الظاهر وقيل ان اللعب بالشطرنج سعى في قتال أو خصومة وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه فقيل إنه خوض في معصية وقيل انه تجارة في معصية واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب واللعب بالكعاب اشتغال بباطل وقيل هو دليل خير والقمار هو شغب ونزاع وأما المجمرة فمملوك أديب ينال منه صاحبه ثناء حسنا والطيب في الأصل ثناء حسن وقيل هو المريض دليل الموت والحنوط والتدخين بالطيب ثناء مع خطر لما فيه من الدخان فأما العنبر فنيل مال من جهة رجل شريف والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد وسرور وسحقه ثناء حسن وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على احسانه الى غير شاكر والكافور حسن ثناء مع بهاء والزعفران ثناء حسن إذا لم يمسه وطعنه مرض مع كثرة الداعين له والغالية قد قيل إنها تدل على الحج وقيل انها سؤدد وقيل من رأى كأنه تغلف بالغالية في دار الإمام اتهم بغلول وخيانة والذريرة ثناء حسن وماء الورد مال وثناء حسن وصحة جسم والتبخر حسن معاشرة الناس والأدهان كلها هموم إلا الزئبق فإنه ثناء حسن والزيت الطيب بركة ان أكله أو شربه أو ادهن به لأنه من الشجرة المباركة ورأى بعض الملوك كأن مجامير وضعت في البلدة تدخن بغير نار ورأى البذور تبذر في الأرض ورأى على رأسه ثلاثة اكاليل فقص رؤياه على معبر فقال تملك ثلاث سنين أو ثلاثين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين فكان كذلك
@-ومن رأى أنه تبخر نال ربحا وخيرا ومعيشة في ثناء حسن .
*1* الباب التاسع والعشرون في الكساوي واختلاف ألوانها وأجناسها
@أنواع الثياب أربعة الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية فالمتخذة من الصوف مال ومن الشعر مال دونه والمتخذة من القطن مال ومن الكتان مال دونه وأفضل الثياب ما كان جديدا صفيقا واسعا وغير المقصور خير من المقصور وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد في الدين والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين والحمرة في الثياب للنساء صالح وتكره للرجال لأنها زينة الشيطان إلا أن تكون الحمرة في ازار أو فراش أو لحاف وفيما لا يظهر فيه الرجل فيكون حينئذ سرورا وفرحا والصفرة في الثياب كلها مرض وقد قيل ان الحمرة هم والحمرة والصفرة في الجسد لا تضران لأنهما لا ينكران ولا يستبشعان للرجال والخضرة في الثياب جيدة في الدين لأنها لباس أهل الجنة والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ويعرف بها وهي سؤدد ومال وسلطان وهي لغير ذلك مكروهة وثياب الخز مال وكذلك الصوف ولا نوع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن إذا لم يكن فيها حرير فإنها تجمع خير الدنيا والدين وأجود البرود الحبرة والبرود من الابريسم مال حرام وفساد في الدين والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان إلا أنها مكروهة في الدين إلا في الحرب فهو صالح والعمائم تيجان العرب ولبسها يدل على الرياسة وهي قوة الرجل وتاجه وولايته فإن رأى كأنه لوى العمامة على رأسه ليا فإنه يسافر سفرا في ذكر وبهاء وإن رأى أن عمامته اتصلت بأخرى زاد في سلطانه والعمامة من الابريسم تدل على رياسة في فساد الدين ومال حرام ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ومن الخز اصابة غنى وتجري الوانها مثل ألوان باقي الثياب
رأى اسحق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فأنتبه ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته ثم رأى أن عمامته قد أعيدت اليه فسر بعودها إليه ورأى أبو مسلم الخراساني كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين لية فقص رؤياه على معبر فقال تلي اثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي فكان كذلك والقلنسوة سفر بعيد أو تزويج امرأة أو شراء جارية ووضعها على الرأس اصابة سلطان ورياسة ونيل خير من رئيس أو قوة لرئيسه ونزعها مفارقة لرئيسه فإن رآها مخرقة أو وسخه فإن رئيسه يصيبه هم بقدر ذلك وان نزعها من رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول فهو موت رئيسه وفراق ما بينهما بموت أو حياة فإن رأى على رأسه برطلة فهو يعيش في كنف رئيسه فإن كانت بيضاء فإنه يصيب سلطانا ان كان ممن يلبسها وان لم يكن فهو دينه الذي يعرف به
@-ومن رأى ملكا أعطى الناس قلانس فإنه يرئس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات ولبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه على عادته فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به وبالمسلمين الذي أعزه بهم فإن كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون فهو يتشبه بهم ويتبع آثارهم في ظاهر أمره
@-ومن رأى بقلنسوة نفسه وسخا أو حدثا فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها فإن رأت امرأة على رأسها قلنسوة فإنها تتزوج ان كانت أيما وإن كانت حبلى ولدت غلاما على جوهر القلنسوة
@-ومن رأى قلنسوة من سمور سنجاب أو ثعلب فإن كان رئيسه سلطانا فهو ظالم غشوم وان كان رئيسه فقيها فهو خبيث الدين وان كان رئيسه تاجرا فهو خبيث المتجر وان كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة وجاء رجل الى معبر فقال رأيت كأن عدوا لي فقيها عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء وهو راكب على حمار أسود فقال قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم والثياب السود سؤدد يصيبه والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله والمنديل خادم وما يرى به من حدث أو جدة أو جمال أو صفاء في الخادم وخمار المرأة زوجها وسترها ورئيسها وسعته سعة حاله وصفاقته كثرة ماله وبياضه دينه وجاهه فإن رأت أنها وضعت خمارها على راسها بين الناس ذهب حياؤها والآفة في الخمار مصيبة في زوجها ان كانت مزوجة وفي مالها إن لم تكن ذات زوج فإن رأت خمارها أسود باليا دل على سفاهة زوجها وفقره وإن رأت امرأة عليها خمارا مطيرا دل على مكر أعداء المرأة بها وتغييرهم صورتها عند زوجها وقميص الرجل شأنه في مكسبه ومعيشته ودينه فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك وقيل القميص بشارة لقوله تعالى (اذهبوا بقميصي هذا) وقيل هو للرجل امرأة وللمرأة زوج لقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته فإن رأى أنه لبس قميصا ولا كمين له فهو حسن شأنه في دينه إلا أنه ليس له مال ويكون عاجزا عن العمل لأن العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمان فإن رأى جيب قميصه ممزقا فهو دليل فقر فإن كان له قمصان كثيرة دل ذلك على أن له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجرا عظيما والقميص الأبيض دين وخير ولبس القميص شأن لابسه وكذلك جبته وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما فإن رأت امرأة انها لبلست قميصا جديدا صفيقا واسعا فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها وقال النبي عليه السلام رأيت كأن الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال الدين وأما القرطف ففرج وقيل ولد فمن رأى أنه لبس قرطفا وتوقع ولدا فهو جارية والقباء ظهر وقوة وسلطان وفرج وصفيقه خير من رقيقه فمن رأى عليه قباء خزا أو قزا أو ديباجا فإن ذلك سلطان يصيبه له خطر بقدر قوة القباء وجدته إلا أنه كله مكروه في الدين لانه ليس من لباس المسلمين إلا في الحرب مع السلاح فإنه لا بأس به والقباء لصاحبه ولاية وفرج على كل الأحوال والدواج أيضا ظهر ويدل على تزويج امرأة إذا تلحف به ونام فإن رأى كان دواجه من لؤلؤ فإن امرأته دينة قارئة لكتاب الله تعالى فإن كان الدواج مبطنا بسمور أو سنجاب أو ثعلب فإن امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم والدراعة امرأة أو نجاة من هم وكرب فإن كان عليه وبيده قلم وصحيفة فإنه قد أمن من الفقر بالخدمة للملك وأما الفرو في الشتاء فخير يصيبه وغنى وفي الصيف خير يصيبه في غم وجلود الاغنام ظهور قوته وجلود السباع كالسمور والثعلب والسنجاب يدل على رجال ظلمة وقيل انها دليل السؤدد ولبس الفرو مقلوبا إظهار مال مستور والسراويل امرأة دينة أوجارية أعجمية فإن رأى كأنه اشترى سروايل من غير صاحبه تزوج امرأة بغير ولي والسراويل الجديدة امرأة بكر والتسرول دليل العصمة عن المعاصي وقيل السراويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله ولبس السراويل بلا قميص فقر ولبسه مقلوبا ارتكاب فاحشة من أهله وبوله فيه دليل حمل امرأته وتغوطه فيه دليل غضبه على حمل امرأته وانحلال سراويله ظهور امرأته للرجال وتركها الاختفاء والاسفار عنهم وقيل إن السراويل تدل على سفر إلى قوم عجم لأنه لباسهم وقيل السراويل صلاح شأن أهل بيته وتجدد سرورهم والتكة تابعة للسراويل وقيل انها مال وقيل من رأى في سراويله تكة فإن امرأته تحرم عليه أو تلد له ابنتين ان كانت حبلى وان رأى كأنه وضع تكة تحت رأسه فإنه لا يقبل ولده وان رأى كأن تكته انقطعت فإنه يسئ معاشرة امرأته أو يعزل عنها عقد النكاح فإن رأى كأن تكته حية فإن صهره عدو له
@-ومن رأى كأن تكته من دم فإنه يقتل رجلا بسبب امرأة أو يعين على قتل امرأة الزاني
@-ومن رأى أنه لبس رانا فإنه يلي ولاية على بلدة ان كان أهلا للولاية ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب ولازار امرأة حرة لان النساء محل الازار فإن رأت امرأة ان لها إزارا أحمر مصقولا فإنها تتهم بريبة فإن خرجت من دارها فيه تستبشع فإن رؤي في رجلها مع ذلك خف فإنها تتهم بريبة تسعى فيها والملحفة امرأة وقيمة بيت
@-ومن رأى أنه لبس ملحفة فإنه يصيب امرأة حسنة ومن لبس ملحفة حمراء لقي قتالا بسبب امرأة والجديد الأبيض الصفيق جاه الرجل وعزه ودينه وامانته والرقيق منه رقة في الدين وقيل الرداء امرأة دينة وقيل هو أمر رفيع الذكر قليل النفع وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر والرداء أمانة الرجل لأن موضعه صفحتا العنق والعنق موضع الأمانة (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى كأن عليه رداء جديدا من برد يمان قد تخرقت حواشيه فقال هذا رجل قد تعلم شيئا من القرآن ثم نسيه والطيلسان جاه الرجل وبهاؤه ومروءته على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش وان كان للولاية أهلا نال الولاية وإن لم يكن أهلا لذلك فإنه يصير قيما على بيته وعائلا لهم وقيل ان الطيلسان حرفة جيدة تقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد وقيل الطيلسان قضاء دين وقيل هو سفر في بر ودين وتمزقه وتخرقه دليل موت من يتجمل به من أخ وولد فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأن لم يذهب من الطيلسان شئ ناله ضرر في ماله وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر والكساء رجل رئيس وقيل هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر والوسخ في الكساء خطأ في المعيشة وذهاب الجاه والتوشح بالكساء في الصيف هم وضرر وفي الشتاء صالح والمطرف امرأة والقطيفة سلاح على العدو والمطر ثناء حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا لأنه من أوسع الملابس وقيل هو اجتماع الشمل والأمن في الدنيا ووقاية من البلايا ولبسه وحده من غير أن يكون معه شئ آخر من الثياب دليل الفقر والتجمل مع ذلك للناس بإظهار الغنى وأما اللفافة إذا لفت فهي سفر والجورب مال ووقاية للمال فإن طابت رائحتها دل على أن صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه وأن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء وان كانت بالية دل على منع الزكاة والصدقة والجبة امرأة فمن رأى أن عليه جبة فهي امرأة أعجمية تصير اليه فإن كانت مصبوغة فإنها ودود ولود وظهارة الجبة من القطن حسن دين ولبس الصوف مال كثير مجموع يصيبه والنوم على الصوف اصابة مال من جهة امرأة واحتراق الصوف فساد الدين وذهاب الأموال ولبسه للعلماء زهد فإن رأى كلبا لابسا صوفا دل على تمول ردل دنئ بمال رجل شريف فإن رأى أسدا لابسا صوفا دل على انصاف السلطان وعدله وان رأى أسدا لابسا ثوبا من قطن أو كتان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم ولبس الثياب البيض الصالح دينا ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم والثياب الخضر قوة ودين وزيادة عبادة للأحياء والأموات وحسن حال عند الله تعالى وهي ثياب أهل الجنة ولبس الخضرة أيضا للحي يدل على إصابة ميراث وللميت يدل على أنه خرج من الدنيا شهيدا والثياب الحمر مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإن الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن وقيل انها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل يدل في المرض على الموت ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره والصفرة في الثياب السود لمن لا يعتاد لبسها اصابة مكروه ولمن اعتاد لبسها صالحة وقيل هي للمريض دليل الموت لأن أهل المريض يلبسونها والزرقة هم وغم وأما الثياب المنقوشة بالألوان فإنه كلام من سلطان يكرهه وحزن والثوب ذو الوجهين أو ذو اللونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا فإن كان جديدا وسخا فإنه دنيا أو ديون قد اكتسبها وقيل إن الثياب بالألوان للفتكة والذباحين ولمن كانت صناعته في شئ من أمر الأشربة خير وأما في سائر الناس فتدل على الشدة والحزن وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة صفراء وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهن وذلك أن عادتهن لبسها والثياب الجدد صالحة للأغنياء والفقراء دالة على ثروة وسرور
@-ومن رأى كأنه لابس ثيابا جددا ممزقة وهو يقدر على اصلاح مثلها فإنه يسحر وان كان التمزق بحيث لا يمكنه اصلاح مثلها فإنه يرزق ولدا والثياب الرقيقة تجدد الدين فإن رأى كأنه لبسها فوق ثيابه دل على فسق وخطأ في الدين فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته علانيته أو كونها خيرا من علانيته وعلى أنه ينال خيرا مدخورا وأما الديباج والحرير وجميع الثياب الإبريسيم فلا يصلح لبسها للفقهاء فإنه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء الى البدعة وهي صالحة لغير الفقهاء فإنها تدل على أنهم يعملون أعمالا يستوجبون بها الجنة ويصيبون مع ذلك رئاسة وتدل أيضا على التزوج بامرأة شريفة أو شراء جارية حسناء والثياب المنسوجة بالذهب والفضة صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى
@-ومن رأى أنه يملك حللا من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنه تاج أو أكليل من ياقوت فإنه رجل ورع متدين غاز وينال مع ذلك رياسة (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأنت اشتريت ديباجا مطويا فنشرته فإذا في وسطه عفن فقال له هل اشتريت جارية اندلسية قال نعم قال هل جامعتها قال لا لأني لم أستبرئها بعد قال فلا تفعل فإنها عفلاء فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء (ورأى) رجل كأنه لبس ديباجا فسأل معبرا فقال تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر وأما الأعلام على الثوب فهي سفر الى الحج أو الى ناحية العرب وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصا على أهل الزرع والحرث وعلى خصب السنة لمن لم يكن من أهلها وهي للمرأة زيادة وعز وسرور ومن أعطى وشيا نال مالا من جهة العجم أو أهل الذمة والثياب المسيرة تدل على السياط نعوذ بالله منها والمصمت جاه ورفع صيت والملحم مختلف فيه فمنهم من قال هو المرأة ومنهم من قال هو النار ومنهم من قال هو مرض ومنهم من قال هو ملحمة والخز قد قيل أنه يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ومنهم من قال ان الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والاحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه وأما ثياب الكتان فمن رأى أنهلبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالا حلالا وأما ثياب البرود فإنه يدل على خيري الدنيا والآخرة وأفضل الثياب البرود الحبرة وهي أقوى في التأويل من الصوف والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا والبرود من الابريسم مال حرام والخلقان من الثياب غم فمن رأى كأنه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر دل على موته وتمزق الثوب عزضا تزق عرضه وتزق الثوب طولا دليل على الفرج مثل القباء والدواج فإن رأت امرأة قميصها خلقا قصيرا اقتصرت وهتك سترها ومزق قميصه على نفسه فإنه يخاصم أهله وتبطل معيشته فإن لبس قمصانا خلقانا ممزقة بعضها فوق بعض فإنه فقره وفقر ولده فإن رأيت الخلقان على الكافر فإنها سوء حاله في دنياه وآخرته وقيل الثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو في الشعر والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب وإذا كان مع الدسم فهو فساد الدنيا وغسلها من الوسخ توبة وغسلها من المنى توبة من الزنا وغسلها من الدم توبة من القتل وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم وكذلك احراقها وأما البلل في الثوب فهو إعاقة عن سفر أو عن أمر هم به ولا يتم له حتى يجف الثوب
@-ومن رأى انه أصاب خرقا جددا من الثياب أصاب كسورا من المال والخلعة شرف ولاية ورياسة وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام
@-ومن رأى كأنه لبس ثيابا للنساء وكان في ضميره أنه يتشبه بهن فإنه يصيبه هم شديد وهول من قبل سلطان فإن ظن مع لبسها ان له فرجا مثل فروجهن خذل وقهر فإن رأى كأنه مع ذلك نكح في الفرج ظفر به أعداؤه ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة زيادة في أعدائه
@-ومن رأى كأنه لبس ثيابا فسلها عزل عن سلطانه فإن رأى كأنه فقد بعض كسوته أو متاع بيته فإنه يلتوي عليه بعض ما يملكه ولا يذهب أصلا وأما لبس الخفين فقيل أنه سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة والخف الجديد جنة من المكاره ووقاية المال وإذا لم يكن معه سلاح فهو هم شديد وضيقة أقوى في الهم وقيل الخف الضيق دين وحبس وقيد وإن كان واسعا فإنه هم من جهة المال وأن كان جديدا وهو منسوب الى الوقاية فهو أجود لصاحبه وان كان خلقا فهو أضعف للوقاية وان كان منسوبا الى الهم كان احكم فهو أبعد من الفرج فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش والخف في إقبال الشتاء خير وفي الصيف هم فإن رأى خفا ولم يلبسه فإنه ينال مالا من قوم عجم وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة وإن كان منسوبا إلى الهم والديون كان فرجا ونجاة منهما ولبس الخف الساذج يدل على التزويج ببكر فإن كان تحت قدمه متخرقا دل على التزوج بثيب فإن ضاع أو وقع طلق امرأته فإن باع الخف ماتت امرأته فإن رأى أنه وثب على خفه ذئب أو ثعلب فهو رجل فاسق يغتاله في امرأته ومن لبس خفا منعلة أصابه هم من قبل امرأته وان كانت في أسفل الخف رقعة فإنه يتزوج امرأة معها ولد ولبس الخف الأحمر لمن أراد السفر لا يستحب وقيل من رأى أنه سرق منه الخفان أصابه همان ونزع النعل مفارقة خادم أو امرأة والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر فإن انقطع شعسها أقام عن سفره فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه وتكون ارداته في سفره حسب لون نعله فإن كانت سوداء كان لطلب مال وسؤدد وان كانت حمراء كان لطلب شرور وأن كانت خضراء كان لدين وإن كانت صفراء كان لمرض وهم فإن رأى أنه ملك نعلا ولم يمش فيها ملك امرأة فإن لبسها وطئ المرأة فإن كانت غير محذوة كانت عذراء وكذلك ان كانت محذوة لم تلبس وتكون المراة منسوبة الى لون النعل فإن راى أنه يمشي في نعلين فانخلعت أحدهما عن رجله فارق اخا له أو شريكا ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر فإن لبسهما ولم يمش فيهما فهي امرأة يتزوجها فإن رأى أنه مشى فيهما محلته وطئ امرأته والنعل المشعرة غير المحذوة مال والمحذوة امرأة والنعل المشركة ابنة فإن رأى كأنه لبس نعلا محذوة مشعرة جديدة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكرا فإن رأى كأن عقبها انقطع فإنها امرأة غير ولود وقيل أنه يتزوج امرأة بلا شاهدين فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي فإن رأى كأن نعله مطبقة فإنشق الطبق الأسفل ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وان سقطت فإنها تموت
@-ومن رأى كأنه رقع نعله فإنه يروم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة فإن رقعها غيره دل على فساد في امرأته فإن دفع نعله الى الحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة فإن رأى كأنه يمشي بفرد نعل فإنه يطلق امرأته أو يفارق شريكه وقيل ان هذه الرؤيا تدل على أنه يطأ إحدى امرأتيه دون اخرى أو يسافر سفرا ناقصا فإن رأى كأن نعله ضلت أو وقعت في الماء فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم فإن رأى رجلا سرق نعله فلبسها فإن رجلا يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك والنعل من الفضة حرة جميلة ومن الرصاص امرأة ضعيفة ومن النار سليطة ومن الخشب امرأة منافقة خائنة والنعل السوداء امراة غنية ذات سؤدد والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط ومن جلود البقر فهي من العجم ومن جلود الخيل فهي من العرب ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة وقيل ان خلع النعلين أمن ونيل ولاية لقوله تعالى (فاخلع نعليك) (وسأل) رجل ابن سيرين فقال رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة فقال تلتمس مالا ثم تجده بعد المشقة وقيل ان المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال تسافر الى أرض العرب وقيل ان النعل يدل على الأخ (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أمشي في نعلي فأنقطع شسع إحداهما وتركتها ومضيت على حالي فقال له ألك أخ غائب قال نعم قال خرجتما إلى أرض معا فتركته هناك ورجعت قال نعم فاسترجع ابن سيرين وقال ما أرى اخاك إلا قد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب.
*1* الباب الثلاثون في السلاطين والملوك وحشمهم واعوانهم ومن يصحبهم
@السلطان في النوم هو الله تعالى ورؤيته راضيا دالة على رضاه ورؤيته عابسا تدل على اظهار صاحب الرؤيا امرا يرجع إلى فساد الدين ورؤيته ساخطا دليل على سخط الله تعالى
@-ومن رأى كأنه ولي الخلافة نال عزا وشرفا فإن رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة اهلا نال الرفعة وإن لم يكن للخلافة أهلا نال ذلا وتفرق امره واصابته مصيبة
@-ومن رأى أنه تحول ملكا من الملوك أو السلاطين نال جدة في الدنيا مع فساد دين وقيل من رأى ذلك ولم يكن اهلا له مات سريعا وكذلك ان كان مريضا دل على موته لان من مات لم يكن للناس عليه سلطان كما أن الملك لا سلطان عليه وإن رأى ذلك عبد عتق فإن رأى أن الإمام عاتبه بكلام جميل فإن ذلك صلاح ما بينهما فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة ظفر بحاجته فمن رأى انه سائر مع الإمام فانه يقتدي به فان رأى كأنه صدمه في مسيره فانه يخالفه وان كان رديفه على دابة فانه يستخلفه في حياته او بعد مماته فان رأى انه يؤاكله نال شرفا بقد الطعام الذي اكل وقيل يلقى حربا ومكاشفة فان رأى نفسه نائما مع الإمام ليس بينهما حاجز ثم قام الإمام وبقى هو نائما دل على ان الإمام يحقد عليه وإن ثبتت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام لأن النائم كالميت ووجود الميت وجود مال فان رأى كانه نام قبل الإمام سلم مما خاطر بنفسه فان النوم معه مساواته بنفسه وهى مخاطرة فان رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفا فانه ينال منه او من بعض المتصلين به امرأة او جارية او مالا يجعله في مهر امرأة او ثمن جارية وان كان الفراش مجهولا قلده الإمام بعض الولايات فان راى الإمام كلمه نال رفعة لقوله تعالى (فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين) وان كان تاجرا نال ربحا وان كان في خصومة ظفر وان كان محبوسا اطلق ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه
@-ومن رأى الإمام او السلطان دخل دار او محلة او موضعا ينكر دخوله اليه أو قرية أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن فهو حسن حال رعيته وما رأى في جوارحه من فضل فهو قوته في سلطانه وما رأى في بطنه من زيادة أو نقص فهي في ماله وولده فإن رأى أنه دخل في دار الإمام فإنه يتولى امور أهله وينال سعة من العيش
@-ومن رأى كأنه ضاجع حرم الإمام اختلف في تأويله فمنهم من قال انه يصيب منه خاصية وقيل انه يغتاب حرمه فإن رأى انه اعطاه شيئا نال شرفا فإن اعطاه ديباجة وهب له جارية او يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ومن دخل دار الإمام ساجدا نال عفوا ورياسة فإن اختلف الى بابه ظفر بأعدائه فإن رأى ان باب دار الملك حول فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه ويتزوج الملك بأخرى ومشى الإمام راجلا كتمان سره وظفر بعدوه وثناء الرعية عليه ظفر له ونثرهم عليه السكر اسماعهم اياه كلاما جميلا ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير اسماعهم اياه ما يكره ورميهم اياه بالحجارة اسماعهم اياه كلام قسوة وجفوة ورميهم اياه بالنبال دعاؤهم عليه في لياليهم لظلمه اياهم فإن أصابه نبل اصابته نقمة وسجود الرعية له حسن الطاعة له وقذفه إياهم في النار يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال وعمله برأي امرأته وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه فإن آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى ومخالفته امرأته بالضد من ذلك وركوبه الفرس في سلاح اصابه زيادة في ولايته وركوبه عقابا مطواعا اصابه ملك المشرق والمغرب ثم زوال ذلك الملك عنه لقصة نمرود
@-ومن رأى كأنه يصارع اسدا عظيما فصرعه فإنه يغلب ملكا عظيما فإن رأى سلطانه أنه قاتل سلطانا آخر فصرعه فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره فإن رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل فإنه عمل يندم عليه لقصة يونس حين ذهب مغاضبا فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان فإن رأى الإمام أنه يمشي فأستقبله بعض العامة فساره في اذنه مات فجأة لما حكي ان شداد بن عاد لما سار الى الجنة التي أتخذها تلقاه ملك الوت في هيئة بعض العامة فاسر اليه في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين فإنه يملك المشرق والمغرب لقصة الاسكندر فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعا لم يخل ذلك بسلطانه بل زاده قوة ومرض الإمام دليل على ظلمه ويصح جسمه في تلك السنة وموته خلل يقع في مملكته وحمل الرجال إياه على أعناقهم قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له وتأويله حياة الميت قوة ودولة لعقبه وفعة مجلس السلطان ارتفاع أمره واتضاع مجلسه فساد أمره فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن يرى مائدة لم ينازع في ملكه وطال عمره وطاب عيشه إن كان الطعام دسم فإن رأى انسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه فهو عز له في الوقت وكذلك أن نظر في مرآة فهو عزله ولا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن يكون منتظر الولد فإنه يصيب حينئذ غلاما وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل وأما أخذ الإمام اغنام الرعية ظلما فهو ظلم أشرافهم فإن رأى الملك أنه يهئ مائدة ويزينها فإنه يعانده قوم باغون ويشاور فيهم ويظفر بهم فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاما فإنه يأتيه رسول في منازعة فإن كان الطعام حلوا فأنه سرور وان كان دسما فإن في المنازعة بقاء وان رفع الحلو وقدم الحامض الدسم فإنه خير فيه هم وثبات فإن كان بغير دسم فإنه لا يكون فيه ثبات فإن طال رفع الطعام ووضعه فإنه تطول تلك المنازعة فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه ن قبل نفسه فإنه يأتي أمرا يندم عليه كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضبا فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز الصلاة فيه كالمقبرة والمزبلة فإنه يطلب مالا يناله أو يلي ولاية بلا جند ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاما أصابه حزن ثم أتاه الفرج وأصاب مالا من حيث لا يرجو
@-ومن رأى كأنه يجتاز على بعض السلاطين أصاب عزا فإن رأى كأنه دخل عليه أصاب غنى وسرورا ودخول الإمام العدل إلى مكان نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضع ومكاشفة الرعية السلطان الجائر وهن للسلطان وقوة للرعية والثياب السود للسلطان زيادة قوته والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب والثياب القطنية ظهور الورع منه والتواضع وقلة الاعداء ونيل الامن ما عاش والثياب الصوف كثرة البركة في مملكته وظهور الانصاف والثياب الديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته توانيه في سلطانه ولبسه إياها قيامه بأسباب سياسته ولبس خفا جديدا فوزه بمال أهل الشرك والذمة وطيرانه بجناح قوة له وسبيه قوما نيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه لقوله تعالى (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم) الآية فإن رأى ان الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقفو اثره في سنته فإن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ قوي أمره وان ولي مكانه شاب ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه وعزل الوالي في النوم ولايته في اليقظة والجند في النوم ملائكة الرحمة والغاغة ملائكة العذاب وصاحب الجيش رجل صاحب الرأى والتدبير
@-ومن رأى كأنه ولى الوزارة فانه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياما جدهم في أسباب السياسة ورؤيتهم قعودا توانيهم فيها وحاجب الملك بشارة والقائد رجل متهود
@-ومن رأىأنه قائد في الجيش نال خيرا والشرطي ملك الموت وقيل هو هول وهم وأما القاضي فمن رأى كأنه ولى القضاء فعدل فيه فان كان صاحب الرؤيا تاجرا كان منصفا وان كان سوقيا أو في الكيل والوزن فان راى أنه يقضي بين الناس ولا يحسن ان يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل فانه ان كان واليا عزل وان كان مسافرا قطع عليه الطريق وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول فان راى قاضيا معروفا فهو بمنزلة الحكماء والعلماء فان رأى قاضيا معروفا يجور في حكمه فان أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم فان تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه فان صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له وإن كان مهموما فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه فانه ان كانت بينه وبين إنسان خصومة فلا ينتصف منه فان رأى قاضيا وضع في الميزان فرجح فان له عند الله أجرا وثوابا وإن شال الميزان فانه يدبر له في معصية فان راى أن القاضي يزن فلوسا أو دراهم رديئة فانه يميل ويستمع شهادة الزور ويقضى بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى
@-ومن رأى انه تحول قاضيا أو حكما صالحا أو عالما فانه يصيب رفعة وذكرا حسنا وزهدا وعلما فان لم يكن لذلك أهلا فانه يبتلى بأمر باطل يقبل قوله فيما ابتلى به كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به وقيل من راى وجه القاضي مستبشرا طلقا فانه ينال بشرا وسرورا فان رأى موضع قاض نال فزعا وخصومة وقبل موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والاحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس وعلى ظهور الأشياء الخفية ويدل في المرض على البحران فان راى مريض كأنه يقضى له فان بحرانه يكون إلى خير ويبرأ فان راى المريض كانه يقضى عليه فانه يموت ومن كان في خصومة فراى كانه قاعد في موضع الحكام أو انه الحاكم فانه لا يغلب وذلك ان الحاكم لايحكم على نفسه لكن على غيره والقهرمان رجل حافظ عالم فان يوسف كان يعمل القهرمية والقاطع للمفاصل رجل يفرق بين الناس بالكلام السوء والبندار رجل تودع عنده الودائع والجهبذ رجل نحوى والحاسب في الديوان صاحب عذاب ويؤذى الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات والخادم الخصى ملك وهو بشار فان راى في داره خدما معهم أطباق فان هناك مريضا قد طال مرضه اوشهيدا وبواب السلطان نذير
@-ومن رأى بواب أمير نال ولاية وأما البوق فمن رأى كانه يضرب بالبوق فانه يغشى خيرا وإذا سمع غيره يضربه فانه يدعى الى الحرب او خصومة والطبال سلطان ذو هول واما الصناج فهو رجل مشنع مشتغل بالدنيا وصاحب البريد رجل يغدر بمن اعتمده وصاحب الخبر ان كان شيخا فهو من الكرام الكاتبين وان كان شابا فهو رجل قتال وصاحب الراية القاضي لأنه منظور اليه والصقار نقيب والفهاد بطريق والعارض رجل يتفقد أصحابه ويقوم باصلاح أمورهم
@-ومن رأى كأنه عرض في الديوان وليس من اهله فإنه يموت فإن رأى كأن العارض غضبان عليه فإنه قد ارتكب المعاصي وان رآه راضيا عنه دل على رضا الله عنه فإن رأى كأنهم ارادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا فإنه يشرف على الموت ثم يسلم والديوان موضع البلايا وتغليقه تغليق أبواب البلايا وفتحه فتح أبواب البلايا والعريف صاحب بدعة والعسس نذير لتارك الصلاة والأعوان إذا كانت عليهم ثياب بيض فإنها بشارة وإذا كانت ثيابهم سودا فمرض أو حزن والغماز رجل حقود
@-ومن رأى أنه غماز يفرح بأمر عند ابتدائه ثم يحزن عند انتهائه والجلاد رجل سباب كثير الشتم والسجان رجل حفار القبور والمنادي رجل بديع الأسرار والنقاد رجل كياد والوكيل رجل يكسب ذنوبا لنفسه والترسي سلطان قوي محرض الجيوش على أعدائهم والجمال رجل جاب والحمار رجل ينفذ الأمور ويمشيها والشيروان رجل حازم مدبر الأمور والسائس رجل صاحب رأى وتدبير ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال
@-ومن رأى كأنه يأكل من ديوان السلطان نال ولاية بلدة لقوله تعالى (كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور) وقيل من رأى كأنه جندي فإنه يصيبه غم وخسران وان كان مريضا مات وقيل إذا رأى العبد كأنه جندي أصاب عزا وكرما
@-ومن رأى كأنه أثبت اسمه في ديوان من غير أن صار جنديا فإنه يصيب كفاية في العيش من غير أذى ولا مشقة فإن رأى في رأس الملك عظما فهو زيادة في سلطانه فإن رأى في عينيه عمى عميت عليه أخبار قومه فإن رأى أن لسانه طال وغلظ فإن له أسحلة تامة وسيوفا قاتلة فإن رأى رأسه رأس كبش فإنه يتظاهر بالانصاف فإن رأى رأسه رأس كلب فإنه يبدأ معامليه بالسفاهة والدناءة فإن رأى في وجنته سعة فوق قدره فهو زيادة في عزه وبهائه فإن رأى صدره تحول حجرا فإنه يكون قاسي القلب فإن رأى في بدنه سمنا وقوة فإنه قوة دينه وإسلامه
@-ومن رأى أن يده تحولت يد سلطان فإنه ينال سلطانا ويجري على يديه مثل ماجرى على يد ذلك السلطان من عدله وظلمه فإن رأى أن جسده جسد كلب فإنه يعمل بالسفاهة والدناءة فإن رأى أن جسده حية فإنه يظهر ما يكتم من العداوة فإن رأى جسده جسد كبش فإنه يظهر منه كرم وانصاف فإن كانت له ألية كألية الكبش وهو يلحسها بلسانه فإن له ولدا مرزوقا يعيش منه فإن رأى بطنه تحول صقرا فإنه يكون كثير الامتعة فإن رأى في بطنه عظما فهو زيادة في أهله وقوة وبأس فإن رأى أن فخذيه تحولتا نحاسا فإن عشيرته تكون جريئة على المعاصي فإن رأى أصابعه قد زيد فيها زاد في طمعه وجوره وقلى انصافه فإن رأى رجليه تحولتا رصاصا فإنه يكون كثير المال حيث أدرك فإن رأى أنه ولي مكانه شيخ فهو زيادة في سلطانه فإن رأى ذلك تاجر فإنه تتضاعف تجارته لأن الشيخ جد الرجل فإن أخذ هذا الشيخ الأمر من يده فإنه يعينه ويقويه والشاب عدو وأما الدجال فإنه سلطان مخادع جائر لا يفي بما يقول وله أتباع أردياء والشرطي إذا جاء بأعوانه فإنه فزع وهم وحزن وهول وعذاب وخطر وكذلك كل ذي سلطان شرير وذوي شر من الهوام وذي ناب من السباع إن كان ضاريا فإنه نجاة وفوز وكل شئ يراه الانسان أنه أخذه بأمر الملك يدل على منفعة ينالها من الملك عن أمره والعون رجل يعين على الباطل فمن رأى في داره أعوانا عليهم ثياب بيض فإنه بشارة له ونجاة من هم أو غم أو هول أو شدة أوما أشبه ذلك فإن كان عليهم سواد فهو مرض أو هم أو هول والعسس نذير له من ترك الصلاة فإن رأى أنه هرب والعسس يطلبه فإدركه وأخذه وتكلم بكلام نجا به من العسس فإنه يقصر في صلاة العتمة ويتوب والفهاد رجل بطريق البطارقة.
*1* الباب الحادي والثلاثون في الحرب وحالتها والأسلحة وآلتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك
@الحرب في المنام على ثلاثة أضرب أحدها بين سلطانين والثاني بين السلطان والرعية والثالث بين الرعية فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية دلت على رخص الطعام وإذا كانت الحرب بين الرعية دلت على غلاء الطعام وقدوم العسكر بلدة دليل المطر
@-ومن رأى جنودا مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحقين لقوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) وقلة الجنود دليل الظفر بدليل قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله) ورؤية الجندي بيده السوط أو نشاب دليل على حسن معاشه ورؤية الغبار دليل سفر وقيل إذا كان معه رعد وبرق فهو دليل القحط والشدة بدليل قوله تعالى (وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) وإذا لم يكن معه ذلك فهو دليل إصابة الغنيمة لقوله تعالى (فإثرن به نقعا) والتراب مال ومنه يكون الغبار وقيل من رأى عليه غبارا سافر وقيل يتمول في حرب ومن ركب فرسا وركضه لنشاط حتى ثار الغبار فإنه يعلو أمره ويأخذه البطر ويخوض في الباطل ويسرف فيه ويهيج فتنة لأن النشاط في التأويل بطر والغبار فتنة وأما العلم فعالم زاهد أو موسر جواد يقتدي به الناس لقوله تعالى (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) والاعلام الحمر تدل على الحبور والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر والخضر تدل على سفر في خير والبيض تدل على المطر والسود تدل على القحط وقيل من رأى راية صار في بلده مذكورا والمتحير إذا رأى في منامه العلم يدل على أهتدائه لقوله تعالى (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها) والعلم للمرأة زوج والعلم الذي ينسب الى العالم الزاهد ان كان أحمر فهو فرح وسرور وان كان أسود فإنه يرى منه سؤدد وقيل الاعلام السود تدل على المطر العام والبيض تدل على المطر العبور والحمر حرب (ورأت) امرأة أنها دفنت ثلاثة ألوية فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه فقال ان صدقت الرؤيا تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها فكان كذلك والحرب اضطراب لجميع الناس ما خلا القواد وأصحاب الجيش ومن كان عمله بالسلاح أوبسبب السلاح فإنه لهم دليل خير وصلاح والسيف ولد ذكر وسلطان وقبعته ولد ولد ونعله ولد فمن رأى أنه تقلد سيفا تقلد ولاية كبيرة لان العنق موضع الأمانة والحديد بأس شديد فإن رأى أنه ساتثقل السيف وجره في الأرض فإنه يضعف عن ولايته فإن رأى ان الحمائل انقطعت عزل عن ولايته والحمائل فيها جمال ولايته فإن رأى أنه ناول امرأته نصلا أو ناولته امرأته نصلا فهو ولد ذكر فإن رأى أنه ناول امرأته سيفا في غمده رزقت بنتا وإن ناولته في غمده رزق منها ابنا وقيل بنتا فإن رأى أنه متقلد أربعة سيوف سيفا من حديد وسيفا من رصاص وسيفا من صفر وسيفا من خشب فإنه يولد له أربعة بنين فالحديد ولد شجاع والصفر ولد يرزق غنى والرصاص ولد مخنث والخشب ولد منافق
@-ومن رأى أنه سل سيفه وهو صدئ ولد له ولد قبيح وان انكسر السيف في غمده مات الولد في بطن امه وان انكسر الغمد وسل السيف ماتت المرأة وسلم الولد فإن انكسرا جميعا مات الولد والام فإن رأى أنه سل سيفا من غمده ولم تكن امرأته حبلى فهو كلام قد هيأه فإن كان السيف قاطعا لامعا فإن كلامه حق وله حلاوة وان كان السيف ثقيلا فإنه يتكلم بكلام لا يطيقه فإن كان في السيف ثلمة فهو عجز لسانه عما يتكلم به فإن رأى أن في يده سيفا مسلولا وكان في الخصومة فالحق له وان وجد السيف فتناوله فإنه صاحب حق يجده فإن دفع اليه سيف فهي امرأته لقول لقمان في السيف: ألا ترى ما أحسن منظره وأقبح أثره.
@-ومن رأى أنه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت فإنه يطلق امرأته ثلاثا وقيل من رأى أنه سل سيفه فإنه يطلب من الناس شهادة ولا يقومون بها لقول الله تعالى (سلقوكم بألسنة حداد) يعني السيوف فإن رأى أنه يضرب في بلد المسلمين بسيف يمينا وشمالا فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل والسيف إذا رؤي موضوعا جانبا فإنه رجل ذو بأس ونجدة ومن تقلد حمائل بلا سيف فإنه يتقلد أمانة وقائم السيف أب أو عم وقيل أم أو خالة وانكساره موت أحدهم وقيل ان نعل السيف خادم أو بيع وانكساره موت خادمه أو بيعه واللعب بالسيف كان منسوبا الى الولاية فهو حذاقة فيها وان كان منسوبا الى الكلام فهو فصاحته فإن كان منسوبا الى الولد فهو عجبه وان رأى السيوف مع الرمح فإنه طاعون وقيل ان السيف يدل على غضب صاحب الرؤيا وشدة امره (وأتى رجل) ابن سيرين فقال رأيت رجلا قائما وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة متجردا وبيده سيف مسلول فضرب صخرة ففلقها فقال ابن سيرين ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري فقال الرجل هو والله قال ابن سيرين قد ظننت انه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد وان سيفه الذي يضرب به الصخرة لسانه الذي كان يفلق بكلامه الحق في الدين وقال هشام لابن سيرين رأيت كأن في يدي سيفا مسلولا وأنا امشي قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا فقال ابن سيرين هل بالمرأة حبل قال نعم قال تلد غلاما ان شاء الله (ورأى) شجاع من الهنود كأنه ابتلع سيفا وقص رؤياه على معبر فقال ستأكل مال عدوك ولو رأيت كأن السيف ابتلعك لدغتك حية (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أخذت زنجيا فبسطت عليه السيف حتى أتيت على نفسه فقال هذه معاتبة فيها غلظ فارفق فإنه سيعتبك من تعاتبه والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتيل بالسيف منازعة لقوم والضرب بالسيف بسط اللسان واليدين إذا كانت فيهما سلاطة تشبه بالسيف والسيف على الانفراد بغير شئ من السلاح فإنه يولد غلام فإن رأى سيفا في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطا وهو لا ينوي أن يضرب به نال سلطانا مشهورا له فيه صيت وقال ابن سيرين الأقرب من السيف ان كان ينبغي له السلطان فالسطان وإلا فهو ولد ذكر واما الرمح فهو مع السلاح سلطان ينفذ فيه أمره والرمح على الانفراد ولد أو أخ والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ولذلك قيل للعياب طعان وهماز وقيل ان الرمح شهادة حق وقيل هو سفر وقيل هو امراة
@-ومن رأى في يده رمحا فانه يولد له غلام فان كان فيه سنان فانه ولد يكون قيما على الناس
@-ومن رأى بيده رمحا وهو راكب فهو سلطان في عز ورفعة وانكساره في يد الراكب وهن في سلطانه وانكسار الرمح المنسوب الى الولد او الاخ علة في الولد والأخفان كان الكسر مما يرجى اصلاحه فهويبرأ وان كان الكسر مما لا يجبرفهو موت أحد هؤلاء وكسر الرمح للوالى عزله وضياع السنان موت الولد أو الأخ والمزراق يدل على ما دل عليه الرمح (وحكى) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن بيدي رمحا وأنا ماش بين يدي الأمير فقال إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير حق (وحكى) أن أبا مخلد راى في المنام كأنه اعطى رمحا ردينيا فولد غلام فسماه ردينيا وراى رجل كأن حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة فلدغته حية في تلك الرجل والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون والوهق رجل مستعان به فان كان من حبل فانه رجل متين وان كان من ليف فهو رجل حسن فمن رأى أنه وهق رجلا فان الواهق يستعين برجل ان وقع الوهق في عنق الموهوق فان وقع في وسطه فان الواهق يخدعه وينتصف من الموهوق ويظفر به ويشرف الموهوق على الهلاك واما النشاب فان رسول فمن رأى انه رمى بسهم فلا يصيب الغرض فانه يرسل رسولا في حاجته فلا يقضيها فان أصاب الغرض فانه يقضيها فان كانت النشابة سوية فهي كتاب فيه كلام حق فان نفذت النشابة فان ذلك الكلام يقبل فان كانت من قصب ناقصة فان ذلك الكلام باطل فان نفذ بها ما أراد وأصاب العلامة نفذ أمره فان كانت النشابة سهما فانه رجل لسن فان أصاب نفذ ما يقوله فان راى أن امرأة رمته فأصابت قلبه فانها تمازحه فيعلق قلبه بها وان كانت نشابة من ذهب فانها رسالة الى امرأة أو بسبب امرأة فان كانت سهاما معاريض فانهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم فان رمى بها مقلوبة نصولها الى جانب الوتر فإنها رسالة مقلوبة فإن كانت بلا ريش فإن الرسول مسخر والنصل في النشابة رسالة في بأس وقوة والنصل من رصاص رسالة في وهن ومن صفر متاع الدنيا ومن ذهب رسالة من كراهية وان كانت نشابته بغير نصل فإنه يريد رسالة ألى امرأة ولا يصيب رسولا فإن كانت بلا فوق فإن الرسول غير حازم واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه فإن رأى أنه رمى سهما فإصاب فإنه ان رجا ولدا كان ذكرا والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله فإن أصاب قبل قوله وان أخطأ لم يقبل قوله والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امراة في الجعبة فهو انقلاب زوجها عنها وقيل من رأى قوسا يرمى منها سهام فإن القوس أب وربما كان النشاب رجلا رباه غير أبيه والسهم ولاية وقيل من رأى بيده سهما فإنه ينال ولاية وعزا ومالا وقيل من رأى بيده نشابا أتاه خبر سار ورأى كأنه يضرب بالنشاب فقص رؤياه على معبر فقال انك تنسب الى النميمة والغمز فكان كذلك وانكسار القوس عجزه عن أداء الرسالة والسهم للمرأة زوجها والجعبة قيل هي كورة أو بلدة فمن رأى أنه أعطى جعبة أصاب سلطانا وقيل الجعبة امرأة حافظة أو هيبة على الاعداء والجعبة ولاية لأهل الولاية وللعزب امرأة والرمي بالسهام في الأصل كلام في رسائل والقوس امرأة سريعة الولادة أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة الى الله تعالى والقوس في غلاف غلام في بطن أمه والقوس مع غيره من السلاح سلطان وعز ومن ناول امرأته قوسا ولدت بنتا فإن ناولته المرأة قوسها رزق ابنا ومد القوس بغير سهم دليل السفر
@-ومن رأى كأنه مد قوسا عربية فإنه يسافر الى رجل شريف سفرا في عز فإن كانت القوس فارسية سافر الى قوم عجم وانقطاع الوتر دليل الإعاقة عن السفر ويدل على طلاق المرأة وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد أو الشريك أو بعض الأقرباء وربما دلت القوس على ولاية وانكسارها على العزل وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب وللتجار على الخسران وفي الولد على العقوق وفي المرأة على النشوز وسهولتها تدل على الضد من ذلك وان رمى عنها سهما فأصاب الغرض نال مراده وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الاشراف لقوله تعالى (ثم دنا فتدلى) الآية ومن مد قوسا بلا سهم سافر سفرا بعيدا وعاد صالح الحال فإن انقطع الوتر أقام بالموضع الذي سافر اليه ان كان وصل اليه وان انكسرت قوسه اصابته مصيبة في سلطانه بأمره ونهيه والرمي عن قوس البندق قذف من يرميه ومن اتخذ قوسا اصاب ولدا غلاما وازداد سلطانا
@-ومن رأى أنه ينحت قوسا وكان عزبا ونوى التزوج فإنه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها وان تولى ولاية فإن الرعية لا تطيعه وانما جعل تأويل القوس امرأة لقول الناس: المرأة كالقوس ان سويتها انكسرت. والقوس المنسوب الى الولد يكون ولدا صاحب كتابة ورسالات وان مد قوسا لها صوت صاف فرمى عنها ونفذ السهم فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والانصاف وقيل من رأى بيده قوسا مكسورة تزوج امرأة حرة وأما المنجنيق والقذافة فيدلان على قذف وبهتان فإن رأى كأنه يرمى بهما حصنا من حصون الكفار قاصدا فتحه فإنه يدعو قوما الى خير وحجر المنجنيق رسول فيه قسوة
@-ومن رأى كأنه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكا وجار فيه والصخور التي على الجبل أو في أسفله من غيره فهم رجال قلوبهم قاسية في الدين فإن رأى أنه يشيل حجر التجربة القوة فإنه يقاتل بطلا قويا منيعا قاسيا فإن شاله كان غالبا به وان عجز عنه فهو مغلوب (رأى) رجل أبو بنات وكان مقلا كأن صخرة دخلت داره فقص رؤياه على معبر فقال يولد لك غلام قاسي القلب فعرض له أنه زوج ابنته رجلا فاسد الدين ورأى رجل كأن حصاة وقعت في أذنه فنفضها فزعا فخرجت فقص رؤياه على ابن سيرين فقال هذا رجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه
@-ومن رأى أنه رمى انسانا بحجر في مقلاع فإن الرامي يدعو الى المرمى في أمر حق في قسوة قلب وقيل من رأى كأن النساء رمينه بالحجارة فإنهن بالسحر يكدنه والدبوس أخ موافق أو ولد ذكر أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه والطبرزين عز وسلطان وللتاجر ربح واما الدرع فحصن ولابسه ينال سلطانا عظيما ولبس السلاح كله جنة من الأعداء والدرع حصانة الدين وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد قال الله تعالى (سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم) وقال عز وجل (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم)
@-ومن رأى كأنه يصنع درعا فإنه يبني مدينة حصينة ولبس الدرع أيضا يدل على أخ ظهير أو ابن شفيق ولبسه للتجارة فضل يصير اليه من تجارة دائمة وأمن وحفظ وقيل الدرع مال وملك وقيل ان ما كان من السلاح يعطى مثل الترس والبيضة والجوشن والصدر والساق فإنه يدل على ثياب كسوة والجوشن مثل الدرع إلا أنه احصن وأحفظ وأقوى وقيل إن لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة حسناء ذات مال وأما المغفر والبيضة فمن رأى على رأسه مغفرا أو بيضة فإنه يأمن نقصان ماله وينال عزا وشرفا وقيل ان البيضة إذا كانت ذات قيمة مرتفعة دلت على امرأة غنية جميلة وإذا كانت غير مرتفعة دلت على امرأة قبيحة وقيل من رأى على رأسه بيضة حديد بلغ وسيلة عظيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني في درع حصينة فأولتها المدينة واني مردف كبشا فإولته كبش الكتيبة ورأيت كأن بسيفي ذي الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم ورأيت بقرا تذبح فأولته بالقتلى من أصحابي والساعدان من الحديد هما من رجال قراباته فمن رؤي عليه ساعدان فإنه يقوى على يدي رجل من قراباته وقيل إنه يصحب رجلين قويين عظيمين وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه
@-ومن رأى عليه ساقين من حديد فهما ولد وقوة في سفر والترس رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لاخوانه في كل شئ من الفضائل حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء وقيل هو يمين يحلف بها وقيل هو ولد ذاب عن أبيه والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء والأخضر ذو ورع والأحمر صاحب لهو وسرور والأسود ذو مال وسؤدد والملون ذو تخاليط وان رأى مع الترس أسلحة فإن أعداءه لا يصلون اليه بمكروه فإن رأى صائغ أو تاجر أن ترسا موضوعا عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه فإنه رجل حلاف وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه لقوله تعالى (اتخذوا أيمانهم جنة)
@-ومن رأى معه ترسا وكان له ولد فإن ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره وقيل من تترس بترس فإنه يلجأ الى رجل قوي يستظهر به وقيل ان الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة وإلا فهو امرأة قبيحة فإن رأى أن عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم نال الرياسة على قوم فإن كان القوم شيوخا فهم أصدقاؤه وان كانوا شبانا فهم أعداؤه وقيل ان كان صاحب هذه الرؤيا مريضا دلت على موته وصوت الطبل الموكبي خبر كذب وتمزق طبل الملك موت صاحب خبره وقيل الطبل الموكبي رجل حماد لله تعالى على كل حال والطبل الذي يدل عليه اغترار وصلف والدبادب أغنياء بخلاء
@-ومن رأى على بابه الدبادب والصنوج تضرب نال ولاية في العجم والبوق من القرن خادم في رياسة والمبارزة تدل على خصومة انسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر وذلك ان المبارزة أول المقاتلة وتكون أيضا مع سلاح تدل على المقاتلين وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم ان كان مسلما بأنواع السلاح في مبارزته والانسان إذا رأى أنه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجواشن فإن الرؤيا تدل على أنه يتزوج امرأة غنية خداعة محبة للفقراء لا شكل لها إما غنية فلأن السلاح يغطي بعض البدن واما خداعة فلأن سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر واما محبة الفقراء فلأن هذا السلاح لا يغطي البدن كله والضرب بالسيف إصابة شرف في سبيل الله ورؤية السيف المشهور بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله والطعن بالرمح طعن بكلام وكذلك بالسيف والعصا والعمود فإن أشار بأحد هذه الأشياء ولم يطعن فإنه يهم بكلام ولا يتكلم به والمناضلة ان كانت في سبيل الله وكان هو المرمى والمصاب بالسهم فإنه ينال حاجته من القربة الى الله تعالى وان كانت في الدنيا فإنه ينال شرفها (أتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون والآخرون يرمون فلا يصيبون قال هؤلاء فريقان بنهما خصومة والمصيبون يعملون بالحق والمخطئون يتكلمون بالباطل والرامي بالسهم إذا أصاب وكان في سبيل الله فإن الله يستجيب دعوته وإذا كان لأجل الدنيا أصاب عزها وأما الجراحات فمن رأى أنه جرح في بدنه فإن ذلك مال يصير إليه فإن جرح في يده اليمنى فإنه مال يستفيده من قرابة له من الرجال واليسرى من قرابة له من النساء فإن جرح في رجله اليسرى فمال من الحرث والزرع فإن جرح في عقبه أصاب مالا من جهة عقبه وولده والجراحة في إبهام يده اليمنى دليل على ركوب الدين إياه وكل جراحة سائلة نفقة وضرر في المال
@-ومن رأى بجسده جراحة طرية يسيل منها الدم فإنها مضرة لصاحبها في مال وكلام انسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجرا والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم فإنه قد قرب من أن يصيب مالا فإن سال منها الدم فإنها مال يبين أثره عليه فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم فإنه يطول عمره ويرى أترابه فإن هشمت العظم انهزنم جيش له فإن جرح في يده اليسرى زاد عسكره فإن جرح في اليمنى زاد ملكه فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته فإن جرح في فخذه زادت عشيرته فإن جرح في ساقه طال عمره وان جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة وفي المال ثباتا فإن رأى كأن انسانا قطع أمعاءه وفرقها فإن القاطع يتكلم في أمره بكلام يورث ذلك تفرق أولاده وتشتتهم في البلاد فإن تلطخ الجارح بدم المجروح فإنه يصيب مالا حراما بقدر الدم الذي تلطخ به ومن جرح كافرا وسال من الكافر دم فإنه يظفر بعدو له ظاهر العداوة وينال منه مالا حلالا بقدر الدم الخارج منه لان دم الكافر حلال للمؤمن فإن تلطخ بدمه فهو أقوى
@-ومن رأى كأن إنسانا جرحه ولم يخرج منه دم فإن الجارح يقول فيه قولا حقا جوابا له فإن خرج دم فإنه يغتابه بما يصدق فيه ويخرج المضروب من إثم وقيل من رأى كأنه جرح بشئ من الحديد سكين أو غيرها فإنه تظهر مساوية ومعايبة ولا خير فيه وقال بعضهم
@-ومن رأى في بعض أعضائه جرحا فإن التعبير فيه للعضو الذي حلت فيه الجراحة فإن كانت في الصدر أو الفؤاد فإنها في الشباب من الرجال والنساء تدل على عشق وأما في المشايخ واللعجائز فإنها تدل على حزن واما القتل فمن رأى أنه قتل إنسانا فأنه يرتكب أمرا عظيما وقيل أنه نجاة من غم لقوله تعالى (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا)
@-ومن رأى أنه يقتل نفسه أصاب خيرا وتاب توبة نصوحا لقوله تعالى (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) الآية
@-ومن رأى أنه يقتل فإنه يطول عمره
@-ومن رأى كأنه قتل نفسا من غير ذبح أصاب المقتول خيرا والأصل ان الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم فان راى انه ذبحه ذبحا فان الذابح يظلم المذبوح في دينه ومعصية يحمله عليها واما من قتل أو سمى قتيلا وعرف قاتله فانه ينال خيرا وغنى ومالا وسلطانا وقد ينال ذلك من القاتل أو شريكه لقوله تعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) وان لم يعرف قاتله فانه رجل كفور يجرى كفره على قدره إما كفر الدين واما كفر النعمة لقوله تعالى (قتل الانسان ما اكفره)
@-ومن رأى مذبوحا لا يدرى من ذبحه فانه رجل قد ابتدع بدعة او قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء وام من ذبح أباه وأمه اوولده فانه يعقه ويعتدى عليه واما من ذبح امرأة فانه يطؤها وكذلك ان ذبح انثىمن اناث الحيوان وطئ امرأة وافتضى بكرا ومن ذبح حيوانا ذكرا من ورائه فانه يلوط فان راى أنه ذبح صبيا طفلا وشواه ولم ينضج الشواء فان الظلم في ذلك لأبيه وأمه فان كان الصبي موضعا للظلامة فانه يظلم في حقه ويقال فيه القبيح كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ولو كان ما يقال فيه لنضج الشواء فان لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعا فان ذلك لأبويه فانهما يظلمان ويرميان بكذب ويكثر الناس فيهما وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء فان راى الصبي مذبوحا مشويا فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال فان أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله فان راى سلطانا ذبح رجلا ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس فان السلطان يظلم انسان ويطلب منه مالا يقدر عليه ويطلب هذا الحامل تلك المطالبة ويطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح فان عرفه فهو بعينه وان لم يعرفه وكان شيخا فانه يؤاخذه بصدق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته وان كان شابا أخذ بعدو وغرم وان كان المذبوح معه رأسه فانه يؤذن به ولا يغرم وتكون الغرامة على صاحبه ولكن ينال منه ثقلاوهما والمملوك إذا راى ان مولاه قتله فانه يعتقه (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها فقال له ابن سيرين ينبغي ان تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة وكان الرجل أخا المرأة وكان زوجها غائبا فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر فأتى بيته فإذا بجارية أخته قد أتته بهدية وقالت ان سيدي قدم البارحة من السفر ففرح الرجل وزال عنه الغضب (وأتت) ابن سيرين امرأة فقالت رايت كأني قتلت زوجي عم قوم فقال لها انك حملت زوجك على أثم فاتقى الله عز وجل قالت صدقت (وأتاه) آخر فقال رأيت كأني قتلت صبيا وشوهته فقال انك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى امرا محظور وأنه سيعطيك وأما ضرب الرقبة فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه فان كان مريضا شفى وان كان مديونا قضى دينه وان كان صرورة حج وان كان في خوف او كرب فرج عنه فان عرف الذي ضرب رقبته فان ذلك يجري على يديه فان كان الذي ضربها صبيا لم يبلغ فان ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض الى ما يصير اليه من فراق الدنيا وهو م وموته على تلك الحال وكذلك لو راى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه او وهو معروف بالصلاح فهو يلقى الله تعالى على خير حالة ويفرج عنه ما هو فيه من الكروب والبلاء وكذلك المرأة النفساء والمريض والمبطون او من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة فان راى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شئ مما وصفت فانه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره فان رأى كأن ملكا أو واليا يضرب عنقه فان تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره فان رأى كأن ملكا يضرب رقاب رعيته فانه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم وضرب الرقبة للمملوك عتقه او بيعه وللصيارفة وأرباب رءوس الأموال فانها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم وتدل على المسافرين على رجوعهم
@-ومن رأى رأسه في يده فانه صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يكن متزوجا ولم يقدر على الخروج في سفر
@-ومن رأى كان سلطانا ضرب أوساط رعيته فانه ينتصف منهم
@-ومن رأى كانه جعل نصفين وحمل كل نصف منه الى موضع فانه يتزوج امرأتين لايقدر على إمساكهما بالمعروف ولا تطيب نفسه على تسريحهما وقيل من راى ذلك فرق بينه وبين ماله والدم مال حرام أوأثم فان راى انه يتشحط في الدم فانه يتقلب في مال حرام أو إثم عظيم فان راى على قميصه دما من حيث لا يعلم فانه يكذب عليه من حيث لايشعر لقصة يوسف عليه السلام فان راى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فانه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم فان تلطخ بدم كبش فانه يكذب عليه رجل شريف غني منيع وكذلك دم جميع الحيوان فانه يكذب عليه من ينسب الى ذلك الحيوان فان راى انه شرب دم انسان فانه ينال مالا ومنفعة وينجو من كل فتنة وبلية وشدة وقيل من شرب دم الناس ارعوى عن إثم ونجا منه ومن وقع في بئر من دم فانه يبتلى بدم او مال حرام وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة وان كان غائبا يرجع من سفره سالما (وذكر) رجل من الأزد قال صلى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحا بصيرا فأصبح وهو أعمى فأتيناه وقلنا له ما هذا الذي طرقك قال أتيت في منامي فأخذت فذهب بي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو قاعد وبين يديه طست مملوء دما قال إنك كنت فيمن قاتل الحسين قلت نعم فأخذ أصبعي هاتين يعني السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني وأومأ باصبعيه قال فأصبحت لم أبصر شيئا (وجاء) رجل الى ابن المسيب فقال رأيت كأن في يدي قطرة من دم وكلما غسلتها ازدادت اشراقا فقال أنت رجل تنتفى من ولدك فاتق الله واستلحقه وقال سفيان رايت كأن على ثوبا دما فلما أصبحت خرجت الى المسجد وكان على بابه معبرفقصصت رؤياي عليه فقال يكذب عليك فكان كما قال وأما الصلب فهو على ثلاثة أضرب صلب مع الحياة وصلب مع القتل فمن رأى كأنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا مع صلاح دينه ومن صلب ميتا أصاب رفعة مع فساد دينه ومن صلب مقتولا نال رفعة ويكذب عليه
@-ومن رأى كأنه مصلوب ولا يدرى متى صلب فانه يرجع اليه مال قد ذهب عنه وقال بعضهم للاغنياء ردئ ربما كان فقرا لان المصلوب يصلب عاريا وللفقراء دليل غنى وفي مسافري البحار دليل نيل المراد من أسفارهم والنجاة من الأهوال لان الخشبة مركب من خشب وشبيه بذيل السفينة وقيل ان صلب العبد عنقه وقال بعضهم من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون اليه نال رفعة سلطانا وتصير الاقوياء والضعفاء تحت يده فإن سال منه الدم فإن رعيته ينتفعون به
@-ومن رأى كأنه يأكل لحم مصلوب نال مالا ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل أنه يدل على أنه يغتاب سلطانا أو رئيسا دونه إذا لم يكن لمايا كل أثر وأما الهزيمة فللكفار هي بعيها لقوله تعالى (وقذف في قلوبهم الرعب) وللمؤمنين ظفر في الحرب
@-ومن رأى جندا عادلين دخلوا بلدة منهزمين رزقوا النصر والظفر وان كانوا ظالمين حلت بهم العقوبة
@-ومن رأى الفرار من الموت أو القتل دل على قرب أجله لقوله تعالى (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل) الآية وقيل ان الفرار من العدو أمن وبلوغ مراد لقوله تعالى (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما) ومن دعا رجلا وهو يفر منه فإنه لا يقبل قوله ولا يطيعه لقوله تعالى (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) وقيل الفرار أمان لقوله تعالى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) ومن اختفى من عدوه فإنه يظفر به فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه فإن ارتعد وارتعش أو ارتخت مفاصله أصابه هم ولا يقوى به ورؤية الخيل يتراكضون في بلده أو محله فإنها أمطار وسيول والخوف أمن والاسر هم شديد وأما القيد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحب القيد وأكره الغل والقيد ثبات في الدين فإن كان من فضة فهو ثبات في أمر التزويج وإن كان من صفر فثبات في أمر مكروه وان كان من رصاص فثبات في أمر فيه وهن وضعف وأن كان حبلا فهو ثبات في الدين لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله) وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وان كان من خرقة أو خيط فهو مقام في أمر لا يدوم له وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد فهو ثباته على طاعة الله تعالى وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقليد سيف فهو ثباته في سلطانه وولايته وإن كان من أبناء الدنيا فهو ثباته في عسارتها والقيد للمسافر عاقة من سفره وللتجار متاع كاسد يتقيدون به وللمهموم دوام همه وللمريض طول مرضه
@-ومن رأى أنه مقيد في سبيل الله فهو يجتهد في أمر عياله مقيما عليهم وإن رأى أنه مقيد في بلده أو في قريته فهو مستوطنها فإن رأى أنه قيد في بيت فهو مبتلى بامرأة فإن رأى القيد ضيقا فإنه يضيق عيه الأمر فيها والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته وإن كان المقيد رأى أنه ازداد قيدا آخر فإن كان مريضا فإنه يموت فيه وإن كان في حبس طال حبسه
@-ومن رأى أنه مربوط الى خشبة فإنه محبوس في أمر رجل منافق
@-ومن رأى أنه مقيد وهو لابس ثيابا خضرا فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر وان كانت بيضاء فمقامه في أمر علم وفقه وبهاء وجمال فإن كانت حمراء فمقامه في أمر لهو وطرب وان كانت صفراء فمقامه في مرض
@-ومن رأى أنه مقيد بقيد من ذهب فإنه ينتظر مالا قد ذهب له فإن رأى أنه مقيد في قصر من القوراير فإنه يصحب امرأة جليلة وتدوم صحبتها معه وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة
@-ومن رأى أنه مقرون مع رجل أخر في قيد دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف منها انتقام السلطان لقوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد) وقيل إن القيد في الأصل هرم وفقر وقال بعضهم إن القيد يدل على السفر لأنه يغير المشية وأما الغل فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه فإنه يصيب مالا لا يؤدي زكاته وقيل إنه يمنع عن معصية فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب دل على نفاقه
@-ومن رأى أنه مقيد مغلول فهو كافر يدعى إلى الإسلام
@-ومن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره لقوله تعالى (خذوه فغلوه) وأتت ابن سيرين امرأة فقالت رأيت رجلا عليه قيد وغل وساجور فقال لها إن كان الغل والساجور من خشب فهذا رجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه فكان كما قال (وحكي) أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كأنه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال ان صاحب هذه الرؤيا سينتشر ذكره ويرتفع صيته فبلغ أمره إلى مابلغ (وأتى) ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال رأيت كأن قتادة مصلوب فقال هذا رجل له شرف وهو يسمع منه فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة لقوله تعالى (انا اعتدنا للكافرين سلاسل) والسلاسل في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ومن ربط بسلسلة دل على حزن هو فيه أو في المستقبل وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة ويدل على طول المرض وامتداد الحزن ان دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دخوله نعوذ بالله من البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير لقوله تعالى (والصلح خير) والدعوة الى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير والصلح يدل على السلامة فإن أحد معانيه السلم.
*1* الباب الثاني والثلاثون في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة
@البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال والبناء بالآجر والجص وكل ما يوقد تحته النار فلا خير فيه
@-ومن رأى أنه يبني فإن كان ذا زوجة صلحت وإلا تزوج وابتنى بامرأة والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين فإنه يعمل عملا صالحا والجصاص رجل منافق مشاغب معين على النفاق لان أول من ابتدأ الجص فرعون والنقاش ان كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل وان كان نقشه بمالا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط وضارب اللبن جامع للمال فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه فإنه يجمع مالا فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب والخشاب يترأس على أهل النفاق والحطاب ذو نميمة وشغب والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس اليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك والحديد رأسه وقوته فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكا عظيما لقصة داود عليه السلام وألنا له الحديد وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وصلاحها الحديد وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد: إن لم يحرقك بناره أصابك من شرره. وإن قيل في المنام فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره اليه فإنه يجلس الى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شئ من دخانه أو ناره فأضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد في منامه حداد فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة وقيل الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون منه غنى وثروة فإن رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ورزقا هينا مفروغا منه فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا فهو كلام في الحاجة
@-ومن رأى كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد لأن الخباز وإن قال الناس إنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب والحطب نميمة وأما اخبز فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على اقدار الناس وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء والنقى منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء والغلت منه على ضد ذلك فمن رأى كأنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج اليه وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أبخس حظا لأن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس وأما من رأى ميتا دفع اليه خبزا فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره من مكان لم يرجه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالارجل فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح وأما من رأى ميتا أخذ له رغيفا ورآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس اليها وفتنة يعطش الناس فيها فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسده وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت وان كالنت ضعيفة الدين فس ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الاجراء فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأن ثمن كل شئ شكره
@-ومن رأى كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج اليها فإنه يصيب عزا وشرفا لان الحنطة أشرف الاطعمة فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج اليها أو مسها اصابه خسران وهوان وعزل ان كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط رجل مشغول بأمر نفسه ودنياه فإن رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أنه يصيب رزقه من جهة صديقه فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاوت عدوه اياه فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك
@-ومن رأى أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله والقصاب ملك الموت فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنه ذبح مالا يحل ذبح من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى فإن رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم يرد ما فإن رأى دما لم تحمد رؤياه وقيل إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في حالتين حال الدين فإنه يدل على قضائه وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة وقيل هو السفاك وقيل هو صاحب السف
@-ومن رأى أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة
@-ومن رأى كأنه يقس لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين وثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده والسلاح رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم والشواء مؤدب فمن رأى كأنه يشتري قطعة من الشواء فإنه يستأجر حاذقا وقيل ان الشواء رجل في كلامه شغب والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصاحب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الاسواق والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها اظهار السر وخيانة في الأمانة والبقلى رجل دنئ الكلام وصاحب هموم واحزان والبطيخى رجل ممراض والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه وحلاب الأغنام جماع الأموال وحالب البقر رجل يطالب العمال وحالب الغنم رجل حسن الذكر عالم بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم والهراس رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من اموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال وقيل هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف وقيل هو مصنف العلوم وقيل هو رجل يسوق لنفسه بالقاء العداوة بين الناس والنميمة والكامخي رجل ممرض وعصار الدهن ان كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال وان كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالا بتعب فيه مشقة والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له في الجواب والسمان رجل موسر يعيش في ظله من تبعه والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنه اشترى راسا من رآس فإنه يطلب من رئيس ان يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح رجل ظالم والاسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها وكذلك الصرام فإن جلود الحيوان مواريث والحذاء نخاس الجواري يزيل أمور النساء لأن النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئما على يديه أمور متفرقة فإن خاط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقا ولا يجتمع فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس الى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا فان أخذ عنه ثمنا دراهم دل على انه يعمل الاحسان رياء وان أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر
والجزار مثل الاسكاف وقيل مثل الحذاء وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص الطرائقى وإلا كافى أيضا نخاس الجواري لأن الاكاف امرأة عجمية والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام والتاجر فان رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئا من أدوات التجار وميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسئ القول للناس والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا فإن أخذ ثمنا فو مراء والحمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل والجمال صاحب هموم وحلم والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير وكذلك السائس والجوشني داعي الناس الى الألفة وحسن الصحبة والنبلى زاهد عابد وقيل جاسوس والقواس رئيس الفرج والتراس سلطان قوي يعزى العساكر بأعدائهم والرماح صاحب ولاية والزراد معلم داع الى الخير وقيل ذو سلطان والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل والجوالقي رجل يحض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس اليه اسرارهم وجزار الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء وجالب الأمتة جامع الدنيا والنحاس صاحب عشور والحارس يدل على ظهور الأسرار والحمامي جامع بين الناس على معصية وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقدة ان كان ذلك له والأصل في الحفر المكر وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما وقيل ان الحفارة رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل الحفار رجل حقود مكار
والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوبا بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه وان كان مريضا شفي على يد الطبيب فإن كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم وان كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين وكتب عليه شرط والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان وراتق الجراحات داعي الناس الى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم والدلال غير محمود والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء والوفاء معتذر بعد الرمي بمالا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رتا ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها الى فاحشة ثم يعتذر اليها من الكذب فإن رتا ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ون رأى أعرابيا يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه وراعي البخاتي وال على العجم والرائض صاحب ولاية وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف
والزجاج نخاس الجواري
والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجرا فإن ملأ سقاء وحمله الى منزله ولم ينو شرابه فإنه يجمع مالا يأكله غيره فإن حمل الماء الى رجل وأخذ عليه ثمنا فإنه يحمل وزرا وينال المحمول اليه مالا من جهة سلطان لأن النهر سلطان والمال في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق محتال والسقطي عالم بالترهات والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه حكمه وعدله وربما كان الميزان نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضا لاعبتاره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصروفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كانت في خصومة نقصت وان كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها الى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها الى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعته لا تصلحه وكذا عادة الذي رآه والناظور صاحب ولاية وان كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة والسائل الفقير طالب علم فإن أعطى ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر والسابح طالب العلم وأمور الملوك والساحر فتان والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنئ والصياد وقد قيل انه رجل يميل الى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة وربما دل الصياد على القواد فمن خالط صيادا أو عادى صيادا استدل على صلاح ما يدل عليه من فساد بصفة صيده وزيادة مقامه وقد في نفسه ومايليق بمثله فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة وان كان في الحرم أو بمالا يجوز في البر من التعذيب فهو ردئ
وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم يمكر ويخدع السلاطين الغشمة الماردين وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم وصياد السمك مولع بالنساء والجواري خاصة ومعاملتهم والشاهد العدل رجل يظفر بالأعداء والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه وكالرقام ونحوهما وربما دل على الحراث فقلمه سكته ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير وقيل هو رجل غاش خائن وقيل رجل صاحب خصومة فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة وعلى أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتا والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير والصائغ شرير كذوب لاخير فيه لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وان كان معه ما يدل على الصلاح وان كان في مسجد أو تاليا للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شئ من شئ والصقيل وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسطان وسيوفه وجنده ورجاله أو امره ويدل ايضا على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه وعلى الواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض فمن عاد في المنام صيقلا عمل من وجوه ذلك ما يليق به ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة جرى مايدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكرم وقيل إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا وقيل هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاية نالها وقيل ان ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات وضرب الدراهم الرديئة كلام ردئ وقول بلا عمل والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدير لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم وترياق ومثل المؤدب والسيد والدباغ والمصلح لجلود الحيوان ويدل أيضا على الحجام لما في الحجامة من الشفاء فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه
@-ومن رأى طبيبا عاد قاضيا أو فقيها فإن كان مسلما حكيما زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته وان كان على خلاف ذلك نزلت به البلابا ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ماليس له
@-ومن رأى طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لاسيما ان كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه
@-ومن رأى طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حداقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى ان دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس والمطرز عالم مكار مزوق كلام والعلاف رجل كثير المال والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثني عليه الثناء الحسن والعشار رجل دخل في امور غيره وبيع الغزل يدل على السفر والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابنا حسنا لقوله تعالى (كأنهم لؤلؤ مكنون) وتدل رؤيا الفواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب المال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر مايصيب من اللؤلؤ والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم وقيل هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال فإنه رجل دلال
@-ومن رأى أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع فإن رأى أنه قفل باب داره فإنه دلال تزويج والقلانسي رئيس وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان فمن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم والقدروي رجل طويل العمر لقوله تعالى (وقدور راسيات) والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال وال عادل إذا لم يبخس في كيله والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور والكحال رجل داع الى الخير مصلح للدين والمساح رجل يتفقد أحوال الناس أو يحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح وان مسح كرما فإنه يتفقد حال امراته فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه وان كان في وجه الحج فإنه يحج فإن مسح مفازة من غم وان مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح واللص هو الرجل المغتال الطالب ماليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لداجنهم أو حمامهم واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن والأموال والأرواح شركاء في التأويل وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان وقيل ان اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء وان رأى لصا دخل منزلا فإصاب منه شيئا وذهب به فإنه يموت انسان هناك فإن لم يذهب بشئ فإنه اشراف انسان على الموت ثم ينجو والمصور كاذب على الله تعالى ذو بدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وامثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك
@-ومن رأى كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شئ يليق به مما ينسبه اليه المؤدب وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى {الرحمن علم القرآن} الآية فهو معلم الخلق أجمعين والبحاث يقاتل أقواما منافقين ويأخذ منهم أموالا بالمكر والنباش طالب علم غامض وان لم يكن من أهله فهو قواد ويدل أيضا على الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه فإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا وان كان مالا فهو حرام وان كان الميت حيا فإن العلم زيادة في الدين وان كان مالا فهو حلال
@-ومن رأى كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه ونخاس الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أموال فإن رأى أنه يندف دخل في خصومة فإن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه والنادف رجل يختار من كل شئ أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثله من لا يجوز عليه التدليس والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألما نال مالا فإن ناله ألم ناله ضرر والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الانسان عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس وربما دل القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلى هموم الناس على يديه وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول اليه فمن عاد في النوم عابرا فإن لاق به القضاء ناله وان كان طالبا للعلم والقرآن حفظه وان كان موضعا للكتابة نالها فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفيا أو مكشفا أو قصارا أو غسالا أو جزارا أو قارئا على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناما على معبر فما عبر له فهو هو ماكان موافقا للحكمة جاريا على السنة وان لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج الى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف اليه في حاجته وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس والمجبر ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة كالاسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داره نزل به أو كسر أصابه فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من اشراكه في التأويل فإن كان رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع مافيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم
@-ومن رأى مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا دل على انه يفصل ثوبا ويدفعه الى خياط يخيطه وان كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنعهما عن قبول الصدقات وان كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإنى أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها الى البيطار والمغازلي رجل يفشي أسرارا والمشاط رجل يجلي هموم الناس والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس وان فصد بالعرض فإنه يلقي العداوة بينهم وينمو ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويجذبه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدير عسكره والمتوسط بينه وبين عتيه وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم والمسامير يأمر الناس بالتودد والبائع والمشتري مختلفان فمن رأى أنه يبيع شيئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الانسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئا والاضطرار يخرج الانسان الى الحيل
@-ومن رأى أنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع تشويش واضطراب يرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة فإن رأى أنه باع شيئا مكروها فلا خير فيه فإن اشترى شيئا من نوع محبب فإن ذلك التدبير نجاة مما يجاذره فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل ان محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا وهو بمنزلة الحداد وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائط الذي علا عليه ووزنه بميزان وخيطه وضربه بفأسه وربما دل على الناسج والمصنف والحراث وقد يدل المنسج على ما الانسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو مرمة أو كتابة فمن قطع منسجه فرغ همه وعمل سفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل النسيج سفر وقيل النسيج خصومة وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين والفتال هو الماسح والسائح أو المسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي فمن فتل في المنام حبلا سافر ان كان من أهل السفر أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله أما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعقد أو ائتلافا والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يديرون الحيوان ويحملون الأموال وضارب البربط يفتعل كلاما باطلا والطبال يفتعل كلاما باطلا والزمار ينعى إنسانا والراقص رجل تتابع عليه مصيبات وصاحب البستان قيم امراة والحطاب ذو نميمة وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري والفاكهي ينسب إلى الثمرة التي باعها ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراها وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع كدهان فهو يعمل أعمالا خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن المدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتابة والصور فما كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح وما كان سورا أو شعرا من الباطل فهو فاسد والسباك هو المسبوك في صناعته المبتلى بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فر بما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل وربما دل على المغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.
*1* الباب الثالث والثلاثون في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام
@ (البرذون) جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو وقيل البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمة وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذونا ارتفع ذكره وكسبه وكثر كسبه وعلا مجده وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدين فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر امساكه فإن امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالا عظيما من امرأته وارتفع شأنه فإن رأى أنه ينكح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يكو علته ويدل ركوب البرذون أيضا على سفر
@-ومن رأى أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما فإن رأى أن برذونه يغضبه فإن امرأته تخونه وموت برذونه موت امرأته ومن سرق برذونه طلق امرأته وضياع البرذون فجور المرأة
@-ومن رأى كلبا وثب على برذونه فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته وكذلك ان وثب عليه قرد فإن يهوديا يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والاسود مال وسؤدد من رأى كأن برذونا مجهولا دخل بلدة بغير اداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل (وحكي) ان امرأة اتت ابن سيرين فقالت رأيت أنه دخل رجلان أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني فقال لها ابن سيرين اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب وقال ابن سيرين لما خرجت المراة من عنده أتدرون من صاحب الأشهب قالوا لا قال فهو فلان الكاتب أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد واما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بفاجر
(الحجرة) دالة على زوجة فإن نزل عنها وهو لا يضمن ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته وان كان أضمر العود اليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فإمسك عنها وان كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني وان ولي حين نزوله عنها سافر عنها ماشيا أو بال في حين نزوله على الأرض دما فإنه مشتغل عنها بالزنا لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال والشقراء ذات فرح ونشاط والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن فرس اصاب خيرا من سلطان والفرس الحصان سلطانا وعز فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذلك الفرس له ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس اتباع الرجل فإن كان ذنوبا كثر تبعه وان كان مهلوبا محذوفا قل تبعه وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء
@-ومن رأى أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه يقال ركب فلان هواه وجمح به هواه وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ولاخير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى جناحا يطير بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر والبلق شهرة والدهم مال وسودد وعز في سفر والاشقر يدل على الحزن وفي وجه آخر أن الاشقر نصر لان خيل الملائكة كانت شقراء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد فقال توقع الموت (وحكي) أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يلي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرسا مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية مرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره وقيل من رأى فرسا مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا ومن ركب فرسا اغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرسان فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء والكميت أقوى للقتال وأعظم والسمند شرف ومرض ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لاجل العرق وإنما قلنا ان العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ومن ركب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا وصل الى مراده والفرس الجموح رجل مجنون بطرمتها ون بالامور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل امانيه ووثوبه زيادة في خير وهملجته استواء امره وقيل ان منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه ان كان ذا سلطان وان كان تاجرا خروج شريكه عليه وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه وقيل إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه وقيل من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لايتم والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة
(البغل) رجل لاحسب له إما من زنا ويكون والده عبد أو هو رجل قوي شديد صلب ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لانه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد وعدو كائد وعبد خبيث فإنه يظفر به ويقهره وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة اديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أولا يعيش لها ولد والشهباء جميلة والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالاكاف والبرذعة أيضا دليل السفر ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام وكلام البغلة أو الفرس أو كل شئ يتكلم فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس
@-ومن رأى أن له بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة المال فإن ولدت تحقق الرجاء وكذلك الفحل ان حمل ووضع وركوب البغلة فوق اثقالها إذا كانت ذللا فهو صلاح لمن ركبها والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد
(الحمار) جد الانسان كيفما رآه سمينا أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه وإذا كان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها ومات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أوجده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه وان كانت امرأة طلقها زوجها ومات عنها مكانها واما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى (إن أنكر الأصوات) ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل اسفارا) فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافرا الى كفره ومبتدعا إلى بدعته وان أذن اذان الإسلام اسلم كافرا ودعا الى الحق وكانت فيه آية وعبرة
@-ومن رأى ان له حميرا فإنه يصاحب قوما جهالا لقوله تعالى (كأنهم حمر مستنفرة) ومن ركب حمارا ومشى به مشيا طيبا موافقا فإن جده موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالا وجدة فإن راى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء وان دخل حماره داره موقرا فهو جده يتوجه اليه بالخير على جوهر ما يحمل
@-ومن رأى حماره تحول بغلا فإن معيشته تكون من سلطان فإن تحول سبعا فإن جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشا فإن جده من شرف أو تمييز
@-ومن رأى أنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره ومن جمع روث الحمار ازداد ماله ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه ومن نكح حمارا أقوى على جده
@-ومن رأى كأن الحمار نكحه أصابه مالا وجمالا لايوصف لكثرته والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله اليه كل خير ونجاه من هم وان كان موقورا فالخير أفضل ومن صرع عن حماره افتقر وان كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره ومن ابتاع حمرا ودفع ثمنها دراهم أصاب خيرا من كلام فإن رأى أن له حمارا مطموس العينين فإن له مالا لا يعرف موضعه وليس يكره من الحمار إلا صوته وفي الأصل جد الانسان وحظه
(الحمارة) امرأة دنيئة وخادم أو تجارة المرء وموضع فائدته فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه فإن كان في المنام تحته فحملها منه فإن ولدت في المنام ما لايلده جنسها فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضا يسيرا وبرئ ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه ابواب المعاش فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذكرا وان كانت انثى دلت على خموله وقيل من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولد فإن لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة وقيل ان الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عريا بلا سروج ولا ركبان
@-ومن رأى جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته ومن ركب فرسا بسرج نال شرفا وعزا وسلطانا لأنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام وقد يكون سلطانه زوجه ينكحها أو جارية يشتريها فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمسكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس ابنه ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته
@-ومن رأى فرسا مجهولا في داره فإن كان عليه سرج دخلت اليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة وان كان عريا دخل اليه رجل بمصاهرة أو نحوها وقد كان ابن سيرين يقول من أدخل فرسا على غيره ظلمه بالفرس أو بالشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل ان يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا ونحو ذلك والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر وربما دلت مطية الانسان على نفسه فإن استقامت حسن حاله وان جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام نكح غلاما حدثا وإلا ركب هما وخوفا وكذلك يجري حال المهرة
(البقرة) سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب الى من المهازيل لأن السمان سنون خصبة والمهازيل سنون جدبة لقصة يوسف عليه السلام وقيل البقرة رفعة ومال والسمينة من البقر المرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه فإن رأى غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته وكرشها مال لاقيمة له وحلبها حبل امرأته وضياعها يدل على فساد المرأة وقال بعضهم ان الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي أعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر مصيبة في الاقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في اخت أو بنت لقوله تعالى (وإن كانت واحدة فلها النصف) والربع من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القرابات وقال بعضهم ان أكل البقر اصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة وقيل ان قرون البقر سنون خصبة ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة ان كان أهلا لذلك وقيل من أصاب بقرة اصاب ضيعة من رجل جليل وان كان عزبا تزوج امرأة مباركة
@-ومن رأى أنه ركب بقرة أودخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم وان رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقربائه وأن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان البقر إذا كانت مما تنسب الى النساء فإنها كألوان الخيل وكذلك إذا كانت منسوبة الى السنين فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها وان رأى عبدا يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج امرأة مولاه
@-ومن رأى كأن بقرة أو ثورا خدشه فإنه يناله مرض بقدر الخدش ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل البقر دليل خير للأكرة ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب وأما دخول البقر الى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس فإن كانت سمانا فهي رخاء وان كانت عجافا فهي شدائد وان اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سمينا تقدم الرخاء وان كان هزيلا تقدمت الشدة وان أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الابان إبان سفر قدمت سفن على عددها أو حالها وإلا كانت فتنا مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخبر يشبه بعضها بعضا إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس وان كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب
@-ومن رأى أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى ان كان فقيرا وعز وارتفع شأنه وان كان غنيا ازداد غناه وعزه ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولدا وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل الى رجل وامراة فإن صغيرها ولد ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا فقال أخاف أن تبقر رجلا فأن رأيت دما خرج فهو أشد وأخاف أن يبلغ المقتل وان لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق ان صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك
(الثور) في الأصل عامل ذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لاقرن له فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير وربما كان الثور غلاما لأنه من عمال الأرض وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه وربما دل على الرجل البادى والحراث وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب اعلاها أسفلها وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية فمن ملك ثورا في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها وان كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما
@-ومن رأى ذلك فمن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثورا فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله أو من ثار عليه وان كان من بعض الناس قهر انسانا وظفر به ممن يخافه وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه فإن ذبحه من قفاه أو من بطنه أو من غير مذبحه فإنه يظلم رجلا ويعتدي عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده في ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده فإن كان سلطانا أعان على غيره وأمر بنهب ماله وان كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة فإن كان سمينا ربح فيه وان كان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا انساق اليه خير ما لم يكن الثور أحمر فإن كان أحمر فقد قيل أنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا على عامل عادل يصير ظلما والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر سنة واحدة ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد اليه قوم من العمال والرؤساء ومن أكل راس ثور نال رياسة ومالا وسرورا ان لم يكن أحمر فإن رأى كأنه اشترى ثورا فإنه يداري الافاضل والاخوان بكلام حسن
@-ومن رأى ثورا أبيض نال خيرا فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى ليه وقيل ان نطحه رزقه الله أولاد صالحين فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة وقيل من سقط عليه ثور فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم ان الثور أردا أن يعود الى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه فقال هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع (وحكي) عن ابن سيرين أنه قال الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب ومانقص فهو خصومة وأما ن نطحه ثور زال عنه ملكه فإن كان واليا عزل عن ولايته وان كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه وجلد الثور بركة من اليه ينسب الثور
(الجاموس) بمنزلة الثور الذي لايعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها وهو رجل شجاع لا يخاف أحد محتمل اذى الناس فوق طاقته نفاع فإن رأت امرأة ان لها قرنا كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك ان كانت لذلك أهلا وربما كان تأويل ذلك لقيمها
(الجمل) واما الابل إذا دخلت مدينة بلا جهاز او مشت في طريق الدواب فهي سحب وأمطار وأما من ملك ابلا فإنه يقهر رجالا لهم اقدار والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي وان كان من البخت فهو اعجمي والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر:إن على ذروته شيطانا, وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى (ان هم إلا كالأنعام) ويدل على الرجل الصبور الحمول وربما دل على السفينة لأن الأبل سفن البر ويدل على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ركوب الجمل حزن وشهرة والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيرا للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته ومن ركب بعيرا وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة وان رأى ذلك سائرا على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لاسيما ان كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت فإن كان زوجها غائبا قدم عليها إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنية من آنيته فإنه جني يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الاناء من أهله وخدمه
@-ومن رأى جملا منحورا في دار فإنه يموت رب الدار ان كان مريضا أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولاسيما ان فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه وان كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله وأما ان كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أويموت فإن كان مذبوحا فهو مظلوم وان سلخ حيا ذهب سلطانه او عزل عنه وأخذ ماله
@-ومن رأى جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس وإن كان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو وسيل يضر بالناس فمن عقره أو كسرعضوا منه وأكله عطب في ذلك على قدر ما ناله وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه والقطار من الابل في الشتاء دليل على القطر وقيل ركوب الجمل العربي حج ومن سقط عن بعير اصابه فقر ومن رمحه جمل مرض ومن صال عليه البعير اصابه مرض وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة وان رأى كأنه استصعب عليه اصابه حزن من عدو قوي فإن أخذ بخطام البعير وقاده الى موضع معروف فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح وقيل قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء اليه ومن رعى ابلا عرابا نال ولاية على العرب وان كانت بخاتي فعلى العجم
@-ومن رأى كأنه أخذ من أوبارها نال مالا باقيا فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين او رجلين عظيمن ومن اكل رأس جمل نيئا اغتاب رجلا عظيما وركوب الجمل ان رآه يسير به سفر فإن رأى انه يحلب ابلا أصاب مالا حراما ومن اكل جمل اصابه مرض ومن أصاب من لحومها من غير اكل اصاب مالا من السبب الذي ينسب اليه الابل في الرؤيا وجلود الابل مواريث
(الناقة) امرأة وسنة أو شجرة او سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا فمن ملكها أو ركبها تزوج ان كان عزبا أو سافر ان كان مسافرا وإلا ملك دارا أو ارضا أو غلة أو جباية فإن حلبها اشتغل وجبى وافاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه ينال ذلة وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تغشى وتركب
@-ومن رأى ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فانها سنة خصبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فان ذلك يزول لظهور الفطرة لأن لبن النوق فطرة وسنة والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة الحسيبة وقيل أن لحم الابل مطبوخا رزق حلال وقيل هو وفاء بنذر لقوله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل إلاماحرم إسرائيل على نفسه) قيل هو لحم والجزور والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة والخذوفة من النوق سفر في بر والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق وقيل ان مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل. وشغل (وحكي) عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال تتزوج وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال منزلة وطاعة من امرأة
(الغنم) غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأيت في المنام أني وردت على غنم سود فأولتها العرب ثم وردت على غنم بيض فأولتها العجم
@-ومن رأى أنه يسوق غنما كثيرة وأعنزا فإنها ولاية على العرب والعجم وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها واوبارها اصابته الاموال منهم وقيل من رأى قطيعا من الغنم دام سروره
@-ومن رأى شاة واحدة دام سروره سنة ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة ولك الأغنام زيادة غنيمة فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم والضأن عجم والمعز اشراف الرجال
@-ومن رأى كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه والألية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب والسمينة غنية والهزيلة فقيرة وكلام العنز يدل على خصب وخير وشعر العنز مال والجدي ولده والعناق امرأة عربية واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجال يجتمعون هناك في أمر ومن رعى الغنم ولي على الناس
(الكبش) هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر ويدل على المؤذن وعلى الراعي والكبش الاجم هو الدليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ويدل أيضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره فمن ذبح كبشا لايدري لم ذبح فهو رجل يظفر به على بغتة أو يشهد عليه بالحق إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله تعالى بطاعة إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به اسحق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون ومن ابتاع كبشا احتاج اليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك
@-ومن رأى كبشا يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه أصابة مال من رجل شريف وأخذ أليته ولاية أمر على بعض الأشراف وروثه ماله أو تزوجه بأبنته لأن الألية عقب الكبش وأخذه مافي بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب اليه ذلك الكبش ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف
@-ومن رأى كبشا نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت كأني مردف كبشا فإولت اني أقتل كبش القوم ورأيت كان ظبة سيفي انكسرت فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي فقتل حمزة رضوان الله عليه وقتل رسول الله ص طلحة صاحب لواء المشركين ومن سلخ كبشا فرق بين رجل عظيم وماله ومن ركبه استمكن منه وشحوم الكباش والنعاج والبانها وجلودها وأصوافها مال وخير أصاب منه ومن وهبت له أضحية أصاب ولدا مباركا
@-ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا وكذلك من أكل لحمه مطبوخا
@-ومن رأى في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك انسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة وأكل اللحم نيئا غيبة وسمين اللحم أصلح من مهزوله ورأى انسان كأنه صار كبشا يرتقي في شجرة كثيرة ذات شعوب وأوراق فقصها على معبر فقال تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربما خدمت ملكا من الملوك فاستخدمه المأمون بالله
@- (النعجة) امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داوود عليه السلام؟؟
ومن نكح نعجة نال مالا من غير وجهه ودل ذلك على خصب السنة في سكون وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة وقيل شحم النعجة مال المرأة فإن ذبحها بنية أكل لحمها فإنه يأكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء اصابة مال فإن واثبته نعجة فإن امرأته تمكر به وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية والسخل ولد فإن ذبح سخالة لغير الأكل مات له أو لأحد من أهله ولد ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالا قليلا
(التيس) هو الرجل المهاب في منظره الأبلس في اختباره وربما دل على العبد والأسود والجاهل وهو يجري في التأويل قريبا من الكبش والعنزة امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لأنها مكشوفة السوأة كالفقير وتدل أيضا على السنة الوسطى.
*1* الباب الرابع والثلاثون في الوحش والسباع
@أما حمار الوحش فقد إختلف في تأويله فمنهم من قال هو رجل فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنئ الأصل وقيل أنه يدل على مال
@-ومن رأى حمار وحش من بعيد فإنه يصل اليه مال ذاهب وقيل ان ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل وشق عصا المسلمين ومن أكل لحم حمار وحش أو شرب لبنه أصاب عبيدا من رجل شريف وقيل ان الانيس من الحيوان إذا استوحش دل على شر وضر والوحشي إذا استأنس دل على خير ونفع وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق (وأما الظبية) فجارية حسناء عربية فمن رأى كأنه اصطاد ظبية فإنه يمكر بجارية أو يخدع امرأة فيتزوجها فإن رأى كأنه رمى ظبية دل ذلك على طلاق امرأته أو ضربها أو وطء جارية فإن رأى كأنه رماها بسهم فإنه يقذف جارية فإن ذبح ظبية فسال منها دم فإنه يفتض جارية فمن تحول ظبيا أصاب لذاذة الدنيا ومن أخذ غزالا أصاب ميراثا وخيرا كثيرا فإن رأى غزالا وثب عليه فإن امرأته تعصيه
@-ومن رأى أنه يعدو في أثر ظبي زادت قوته وقيل من صار ظبيا زاد في نفسه وماله ومن أخذ غزالا فأدخله بيته فإنه يزوج ابنه وإن كان امراته حبلى ولدت غلاما وإن سلخ ظبيا زنى بامراة كرها (وحكي) أن رجلا رأى كأنه ملك غزالا فقص رؤياه على معبر فقال تملك مالا حلالا وتتزوج امراة كريمة حرة فكان كذلك وأكل لحم الظبي أصابه مال من امرأة حسناء ومن أصاب خشفا أصاب ولدا من جارية حسنة وبقر الوحش أيضا امرأة وعجل الوحش ولد وجلود الوحش والظباء وشعورها وشحومها وبطونها أموال من قبل النساء ومن رمى ظبيا بصيد حاول غنيمة وقيل من تحول ظبيا أو شيئا من الوحش أعتزل جماعة المسلمين وألبان الوحوش أموال نزرة قليلة ومن ركب حمار الوحش وهو يعطيه فهو راكب معصية فإن لم يكن الحمار ذلولا ورأى أنه صرعه أو جمح به أصابته شدة في معصية وهم وخوف فإن دخل منزله حمار وحش داخله رجل لا خير فيه في دينه فإن أدخله بيته وضميره أنه صيد يريده لطعامه دخل منزله خير وغنيمة وأناث الوحش نساء وشرب لبن الوحش نسك ورشد في الدين ومن ملك من الوحش شيئا يطيعه ويصرفه حيث يشاء ملك رجالا مفارقين لجماعة المسلمين
(الوعل) رجل خارجي له صيت فمن رأى كأنه اصطاد وعلا أو كبشا أو تيسا على جبل فإنه ينال غنيمة من ملك قاس لأن الجبل ملك فيه قساوة وصيد الوحش غنيمة ورمى الكبش في الجبل قذف رجل متسلط بسلطان وإصابته برمية إدخال مضرة عليه
(المها) رئيس مبتدع حلال المطعم قليل الأذى مخالف للجماعة والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال او الثغور له رياسة ومطعمه حلال
@-ومن رأى كأن رأسه تحول رأس أيل نال رياسة وولاية ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال والاعراب والبوادي وأهل البدع ومن فارق الجماعة في رأيه
(الفيل) مختلف فيه فمنهم من قال أنه ملك ضخم ومنهم من قال رجل ملعون لأنه من الممسوخ (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على فيل فقال ابن سيرين الفيل ليس من مراكب المسلمين أخاف أنك على غير الإسلام وقيل أنه شئ مشهور عظيم لانفع فيه فإنه لا يؤكل لحمه ولا يحلب وقال بعضهم من رأى فيلا ولم يركبه نال في نفسه نقصانا وفي ماله خسرانا فإن ركبه نال ملكا ضخما شحيحا ويغلبه أن كان يصلح للسلطان فإن لم يكن يصلح لقي حرابا ولم ينصر لأن راكبه أبدا في كيد فلذلك لا ينصر لقوله تعالى {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} وربما قتل فيها فإن ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بإبنة رجل ضخم أعجمي وإن كان تاجرا عظمت تجارته فإن ركبه نهارا فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها ومن رعى فيولا فإنه يواخى ملوك العجم فينقادون بقدر طاعته فإن رأى أنه يجلب فيلا فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالا حلالا وروث الفيل مال الملك
@-ومن رأى فيلا مقتولا في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها
@-ومن رأى كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض وإن رأى كأنه ألقاه تحته ووقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو منها فقد قيل إن الفيل حيوان ملك الجحيم وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته وقيل من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خيرا فإن رأى أنه تبعه الفيل ركضا نال مضرة من ملك ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة وقيل أن رؤية الفيل في غير بلاد الهند شدة وفزع وفي بلاد النوبة ملك واقتتال الفيلين اقتتال ملكين وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة ويدل أيضا على الدمار والدائرة لما نزل بالدين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل وربما دل على المنية وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزبا أو ركوب سفينة أو محمل ان كان مسافرا وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إلا أن يكون في حرب فإنه مغلوب مقتول
@-ومن رأى الفيل خارجا من مدينة وكان ملكها مريضا مات وإلا سافر منها وعزل عنها أو سافرت سفينة كانت فيها ان كانت بلدة بحر إلا أن تكون ورباء أو فناء أو شدة فغنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم
(الأسد) سلطان قاهر جبار لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه ويدل على المحارب وعلى اللص المختلس والعامل الخائن وصاحب الشرط والعدو الطالب وربما دل على الموت والشدة لأن الناظر إليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه ويدل على السلطان المختلس للانسان الظالم للناس وعلى العدو المسلط فمن رأى أسدا داخلا الى دار فإن كان بها مريض هلك وإلا نزلت بها شدة من سلطان فإن افترسه خلسة أو نهب ماله أو ضربه أو قتله وان كان قد فات في المنام روحه أو قطع رأسه وقلعه وأما دخول الأسد المدينة فإنه طاعون أو شدة أوسلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر مامعه من الدلائل في اليقظة والمنام إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر فإنه سلطان يجور على الناس وينالهم منه بلاء ومخافة ومن ركب الأسد ركب أمرا عظيما وغررا جسيما إما خلافا على السلطان وجسرا عليه واغترارا به وإما أن يركب البحر في غير ابانه وإما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر فيستدل على عاقبة أمره بزيادة منامه ودلائله ومن نازع أسدا فإنه ينازع عدوا أو سلطانا أو من ينسب اليه الأسد ومن ركبه وهو ذلول له أو مطواع تمكن من سلطانه جائر جبار ومن استقبل الأسد أو رآه عنده ولم يخالطه أصابه فزع من سلطان ولم يضره ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد نجا من أمر يحاذره ومن أكل لحم أسد أصاب مالا من سلطان وظفر بعدوه وكذلك ان شرب لبن لبوة فإن أكل لحم لبوة أصاب سلطانا وملكا كبيرا وجلد الأسد مال عدو وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان
@-ومن رأى رعى الأسود صادق ملوكا جبارين ومن صرعه الأسد أخذته الحمى لأن الأسد محموم ومن خالطه الأسد وهو يخالفه فإنه يأمن شر عدوه وترتفع من بينهما العداوة وتثبت الصداقة ومن ركبه وهو يخافه أصاب بلاء وجرو الأسد ولد وقيل من رأى كأنه قتل أسدا نجا من الأحزان كلها ومن تحول أسدا صار ظالما على قدر حاله وقيل اللبوة ابنة ملك (وحكي) ان رجلا أتى محمد بن سيرين فقال رأيت كأن في يدي جرو أسد وأنا أحتضنه فلما راى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلا قال ما شأنك وما شأن بنى الأمراء لما رأى رثاثة حاله ثم قال لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء فقال الرجل إى والله وأتى ابن سيرين رجل فقال رايت كانى اخذت جرو أسد وأدخلته بيتي فقال تطابق بعض الملوك ورأى يزيد بن المهلب ايام خروجه على يزيد بن عبد الملك أنه على أسد في محفة فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة فقالت يركب امرا عظيما ويحاط به
(الذئب) عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع فمن دخل داره ذئب دخلها لص وتحول الذئب من صورته الى صورة غيره من الحيوان الانسى لص يتوب فان رأى عنده جرو ذئب يربيه فانه يربى ملقوطا من نسل لص ويكون خراب بيته وذهاب ماله على يديه وقيل من رأى ذئبا فإنه يتهم رجلا بريئا لقصة يوسف عليه السلام ولأن الذئب خوف وفوات أمر
(الدب) الرجل الشديد في حاله الخبيث في همته الغادر الطالب للشر في صنعه الممتحن في نفسه وقيل هو عدو لص أحمق مخالف مخنث محتال على الحجيج والقوافل يسرق زادهم وهو من الممسوخ فمن ركب دبا نال ولاية وإلا دخل عليه خوف وهول ثم ينجو وقيل أنه يدل على امرأة وذلك أن الدب كان امرأة ومسخ
(الخنزير) رجل ضخم موسر فاسد الدين خبيث الكسب قذر ذو يد كافر أو نصراني شديد الشوكة دنئ ولحمه وشحمه وشعره وبطنه وجلده مال حرام دنئ والأهلي منها رجل مخصب خبيث المكسب والدين ومن رعى الخنازير ولي على قوم كذلك ومن ملكها أو احرزها في موضع أو أوثقها أصاب مالا حراما وأولادها وألبانها مصيبة في مال من يشربها أو في عقله ومن ركب خنزيرا أصاب سلطانا أو ظفر بعدو
@-ومن رأى أنه يمشي كما يمشي الخنزير نال قرة عين عاجلا ولحم الخنزير مطبوخا ومشويا مال حرام عاجل (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في فراشي خنزيرة فقال تطأ امرأة كافرة (وحكي) أن كسرى انوشر وإن رأى كأنه يشرب من جام ذهب ومعه خنزير يشرب من الجام فقص رؤياه على المعبر فقال ادخل حجر نسائك وسراريك من الخصيان والغلمة والاطفال وأجمعهن وأدخلني معك عليهن معصب العينين ففعل ذلك وأخذ المعبر طنبورا وقعد يضرب به وقال لكسرى عر كل واحدة منهن ومرها فلترقص ففعل ما سأله فلما أنتهت النوبة من الرقص إلى جارية منهن قالت له واحدة من سراريه أيها الملك إعفها من الرقص والعرى فإنها جارية حيية فقال لابد من ذلك فلما عريت وجدت رجلا فقال المعبر أيها الملك هذا تأويل رؤياك أمام الجام فهذه السرية وأما شربك الخمر فتمتعك بها وأما الخنزير الذي شاركك في شربها فهذا الرجل
(الضبع) امرأة سوء قبيحة حمقاء ساحرة عجوز فإن ركبها أو ملكها أصاب امرأة بهذه الصفة فإن رماها بسهم جرى بيهما كلام ورسائل فإن رماها بحجر أو ببندقية قذفها وإن طعنها باضعها وإن ضربها بالسيف بسط عليها لسانه فإن أكل لحمها سحر وشفي وإن شرب لبنها غدرت به وخانته وشعرها وجلدها وعظمها مال والضبع الذكر عدو ظالم كياد مدبر وقيل من ركبه نال سلطانا وقيل موعد ومخذول محروم وقيل الضبعة امرأة هجينة
(القرد) رجل فقير محروم قد سلبت نعمته قيل أنه من الممسوخ وهو مكار صخاب لعاب ويدل أيضا على اليهودي
@-ومن رأى أنه حارب قردا فغلبه أصابه مرض وبرء منه وإن كان القرد هو الغالب لم يبرأ وإن وهب له قرد ظهر على عدوه ومن آكل من لحم قرد أصابه هم شديد أو مرض ومن صاد قردا أصاب منفعة من جهة السحرة ومن نكح قردا إرتكب فاحشة ومن عضه قرد وقع بينه وبين انسان خصومة وجدال وقيل أن القرد رجل من أصحاب الكبائر
@-ومن رأى كأن قردا دخل فراش رجل معروف فإن يهوديا أو ملحدا يفجر بامرأته وقيل من أكل لحم قرد نال ثيابا جددا (حكي) أن ملكا من الملوك رأى كأن قردا يأكل معه على مائدته فقصها على امرأة عالمة فقالت مر نساءك فليتجردن فأمرهن بذلك وإذا بينهن غلام أمرد
(النمر) يجري مجرى الأسد وهو أيضا رجل فجور حقود كتوم لما في نفسه مسلط خائن وعدو ظاهر العداوة وقيل سلطان ظاهر والنمرة أيضا تجري مجرى اللبوة ودخول النمر دخول رجل فاسق وأكل لحمه قيل أنه رياسة
(الفهد) هو الختال من الرجال مع حمق وربما دل على الصياد والجاني وكذلك كل مايصطاد به ويدل على رجل مذبذب لا يظهر العداوة ولا الصداقة
(الكلب) قد أختلف في تأويله فمنهم من قال هو عبد وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إذا نبح والأسود عربي وهو عدو ضعيف صغير المروءة والكلبة امرأة دنيئة فإن عضته ناله منه مكروه ومن مزق الكلب ثيابه فإن رجلا دنيئا يمزق عرضه ومن أكل لحم كلب ظهر على عدو وأصاب من ماله وشرب لبنه خوف ومن توسد كلبا فالكلب حينئذ صديق يستنصر به ويستظهر به ويدل الكلب على الحارس ويدل على ذي البدعة ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنه وإن كان له عدو أو خصم شتمه أو قهره وإن كان له عبد خانه أو حارس غدره وإن كان ذلك في زمن الجوع ناله شئ منه ثم على قدر العضة ووجعها يناله والكلبة امرأة دنيئة من قوم سوء والجرو ولد محبوب وسواد الجرو سؤدد على أهل بيته وبياضه إيمانه وقيل أن جرو الكلب لقيط رجل سفيه قومه من الزنى والكلب رجل سفيه وكلب الراعي مال يناله من رئيس والكلب عدو ظالم والكلب معلم ينصر صاحبه على أعدائه لكنه دنئ لا مروءة له وقيل أن صاحب هذه الرؤيا ينال سلطانا أو كفاية في المعيشة وقال بعضهم أن الكلاب في التأويل دالة على الضر والبؤس والمرض والعدة إلا في موضع واحد وهو الذي يتخذ للعب والهرش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور والكلب المائي رجل باطل وأمر لايتم وكل أجناس الكلاب تدل على قوم خبثاء وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى فيه منامه عام الفتح بين مكة والمدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليه كلبة تهر فلما دنو منها استلقت على ظهرها فإذا أطباؤها تشخب لبنا فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم يسألونكم بأرحامكم وأنتم لاقون بعضهم فإذا لاقيتم أبا سفيان بن حرب فلا تقتلوه ومن تحول كلبا علمه الله علما عظيما ثم سلبه منه لقوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فأنسلخ منها) (وحكي) أن رجلا رأى كأن على فرج امرأته كلبين يتهارشان فقص رؤياه على معبر فقال هذه امرأة أرادت أن تحلق فتعذر عليها الموسى فجزته بمقراض فأتى الرجل منزله وجس فرج امرأته فوجد أثر المقص
(الثعلب) رجل غادر محتال كثير الروغان في دينه ودنياه
@-ومن رأى ثعلبا يراوغه فإنه غريم يراوغه
@-ومن رأى أنه ينازع ثعلبا خاصم ذا قرابة طلب ثعلبا أصابه وجع من الأزواج وإن طلبه الثعلب اصابة امرأة يحبها حبا ضعيفا فإن شرب لبن ثعلب برئ من مرض وإن كان به وإلا ذهب عنه هم وقيل من رأى ثعلبا أصاب في نفسه هوانا وفي ماله نقصانا وقال بعضهم الثعلب منجم أو طبيب وقيل من رأى أنه مس ثعلبا أصابه فزع من الجن وأكل لحمه مرض سريع البرء وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم ومن لاعب ثعلبا رزق امرأة يحبها وتحبه (وحكي) أن رجلا أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال رأيت كأني أراوغ ثعلبا فقال له أنت رجل كذوب فكان الرجل شاعرا (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أجزى الثعلب أحسن جزاء فقال جزيت من لا يجزى اتق الله أنت رجل كذوب وقالت المجوس رأى الضحاك كأن مابين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها فقص رؤياه على معبر فقال يكثر السحر والحيل في زمانك ويظهران في دولتك فكان كذلك
(الأرنب) امرأ' ومن أخذها تزوجها فإن ذبحها فهي زوجة غير باقية وقيل الأرنب يدل على رجل جبان (والسمور) رجل ظالم لص يأوى المفاوز لا ينفع ماله إلا بعد موته (ابن آوى) رجل يمنع الحقوق أربابها وهو من الممسوخ وهو يجري مجرى الثعلب في التأويل إلا أن الثعلب أقوى (ابن عرس) من الممسوخ أيضا وهو رجل سفيه ظالم قاس قليل الرحمة فمن رآه دخل داره دخلها مكار يجري مجرى السنور
(السنور) هو الهر وهو القط قد اختلف في تأويله قيل هو خادم حارس وقيل هو لص من أهل البيت وقيل الأنثى منه امرأة سوء خداعة صخابة وينسب إلى كل من يطوف بالمرء ويحرسه ويختلسه ويسرقه أو يضره وينفعه فإن عضه أو خدشه خانه من يخدمه أو يكون ذلك مرضا يصيبه وكان ابن سيرين يقول هو مرض سنة فإن كان السنور وحشيا فهو أشد فإذا كانت سنورة ساكنة فإنها سنة فيها راحته وفرحة وإذا كانت وحشة كثيرة الاذى فإنها سنة نكدة ويكون له فيها تعب ونصب (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت سنورا أدخل رأسه في بطن زوجي فأخرج منه شيئا فأكله فقال لها لئن صدقت رؤياك ليدخلن الليلة حانوت زوجك لص زنجي وليسرقن منه ثلثمائة وستة عشر درهما فكان الأمر على ما قال سواء وكان في جوارهم حمامي زنجي فأخذوه فطالبوه بالسرقة فاسترجعوها منه فقيل لأبن سيرين كيف عرفت ذلك ومن أين استنبطه قال السنور لص والبطن الخزانة وأكل السنور منه سرقة وأما مبلغ المال فإنما استخرجته من حساب الجمل وذلك أن السين ستون والنون خمسة والواو ستة والراء مائتان فهذه مجموع السنور
(الكركدن) ملك عظيم لا يطمع أحد في مقابلته فإن رأى الرجل أنه يحلبه نال مالا حراما من سلطان عظيم فإن ركبه فهو بعض الملوك
(النسناس) رجل قليل العقل يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقط من أعين الناس
(النمس) دابة تقتل الثعبان عادية فمن رأى النمس فإنه يسرق الدجاج والدجاجة تشبه بالنمس.
مواقع النشر (المفضلة)