فضل الذكر والذاكرين

وقد ورد الأمر بالذكر والإكثار منه وبيان فضله وفضل الذاكرين في كثير من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وحسبك أن كان خاتمة المراتب في قوله تعالى "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين([1]) والقانتات، والصادقين والصادقات، والصابرين والصابرات، والخاشعين([2]) والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً". (8) وقد أمر الله به المؤمنين في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنواأذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً([3])".
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل الذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: قال الله تبارك وتعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأٍ([4]) ذكرته في ملأٍ خير منهم" متفق عليه([5]) من حديث أبي هريرة.
وعن عبدالله بن بسرٍ رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام([6]) قد كثرت علي فأخبرني (9)بشيء أتشبث به. قال " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

[1]- "والقانتين" أي العابدين المطيعين.

[2]- "والخاشعين": أي الخائفين من الله: سورة الأحزاب آية 35

[3]- "وسبحوه بكرة وأصيلا"، أي أول النهار وآخره سورة الأحزاب آية 42

[4]- "وإن ذكرني في ملأ"، الملا الجماعة.

[5]- أي رواه البخاري ومسلم.

[6]- شرائع الإسلام ما شرع الله لعباده من الفرائض والسنن، وقوله: "أتشبث به" أي أتعلق به وأستمسك. قال الطيبي طيب الله ثراه.. ولم يرد أنه يترك شرائع الإسلام رأساً بل طلب ما يتشبث به بعد الفرائض عن سائر ما لم يفترض عليه.



tqg hg`h;vdk