ما الحجازية و عملها في النحو العربي

ما الحجازية و عملها في النحو العربي

مـــا الحجـــازيــة و عملهــــــا في النحــو العربــي

***

- ما الحجازية حرف ناسخ من أخوات (ليس) ، و التي هي :{ ما – لا – لات – إنْ} ، و هي تشبه الفعل في معناه بالعمل .
تعمل ليس و أخواتها عمل كان و أخواتها ،أي ترفع المبتدأ و تنصب الخبر و لكن مع نفيه ؛ كقولك: ( ما المسلمُ كذّاباً) ؛ فالمسلم مبتدأ ما مرفوع بالضمة ، و كذابا خبرها منصوب بالفتحة ، وهنا نفت ما الخبر (الكذب) عن المسلم في الوقت الراهن مطلقا ، لذا قالوا هي تنفي معنى الخبر .

و في مثل هذا يقول الشاعر :
ما الحُسنُ في وجهِ الفتى شرفاً له ** إذا لم يكن في فعله و الخلائق .
فالحسن اسم ما(و هو أصلا مبتدأ) مرفوع بالضمة . وشرفا خبرها منصوب بالفتحة ، و نلاحظ نفي معناه عن المبتدأ بدخول (ما الحجازية) عليه في الوقت الراهن مطلقا .

و إلى جانب (ما الحجازية) هناك (ما التميمية) و هي عند اصحاب هذه المدرسة مهملة غير عاملة ، أي لا ترفع اسما (مبتدأً) و لا تنصب خبرا ، مثال : (ما الشجاعُ خوَّافٌ ) فـ (ما) هنا مهملة لا عمل لها ، و يُعرب ما بعدها مبتدأ و خبرا مرفوعين .

و منه قول الشاعر :
لَعَمْرُكَ ما الإسرافُ فِيَّ طبيعةٌ** و لكن طبع البخل عندي كالموت .

· و يفضل علماء النحو الأخذ بإعمالها لكونها من اللغة العالية كما يقولون و هي لغة القرآن الكريم ، و إن كان الاهمال صحيحا كذلك ، و لكنه أدنى رتبة لغويا . و لهذا كانت القاعدة بتسميتها ب(ما العاملة) أي ما الحجازية كما سلف القول .

شروط عمل ما الحجازية :
لعمل ما الحجازية خمسة شروط هي :

1) ألا تقع بعدها (إنْ) الزائدة ، مثال : ما الحقّ مغلوباً. فإن قلتَ :( ما إنْ الحقُّ مغلوبٌ) فهي مهملة غير عاملة .

2) ألا تقع بعدها (إلاَّ) فتنقض نفي خبرها ،مثال : ما المطرُ منقطعاً ( إثبات الخبر) . فإن قلتَ : ما المطرُ إلا منقطعٌ ، فهي مهملة غير عاملة بدخول إلا على خبرها ، و إثبات .

و في مثل هذا قال الشاعر :
إذا كانت النعمى تُكَدَّرُ بالأذى ** فما هي إلا محنةٌ و عذابُ .
و هنا انتقض نفي الخبر بدخول (إلا) عليه .

تنبيه (أ): إذا جاء خبرها شبه جملة (ظرف أو جار و مجرور) يصحُّ عملها ، كقولك :
ما أنت متكلما بصواب . فالخبر هنا منفي .

3) وجوب التزام الترتيب بين اسمها و خبرها ( الذي ليس شبه جملة) ، كقولنا :
ما المعدنُ حجراً ، فإن قلتَ : ما حجرٌ المعدنُ) فهي مهملة غير عاملة لتقديم خبرها (حجر) على اسمها (المعدن) .

تنبيه (2) : جوَّزَ النحويون عملها و عدمَه مع تقديم الخبر ، إذا كان شبه جملة ، مثل :
كعاملة ( ما لنعمـــةٍ دوامــا )
أو كغير عاملة :(ما لنعـمــــةٍ دوامُ ) .

و في مثل هذا يقول الشاعر :
و ما للمرء خيرٌ في حياة ** إذا ما عُدَّ من سَقَطِ المتاعِ .

4) ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها ( الذي هو المبتدأ في الأصل) كقولنا :
(ما العاقلُ مُصاحِباً الأحمقَ ) . فإن قلت :
ما الأحمقَ العاقلُ مُصاحِبا، فهي مهملة غير عاملة بسبب تقدم (الأحمقَ) أو معمول الخبر على اسمها .

5) ألا تتكــرر (ما) في الجملة فينتقض النفي بالنفي ( و في لغتنا العربية نفي النفي إثبات) كقولك :
{مـا "مــا"الـحرُّ مقيمٌ على الضَّيْمِ}و في هذا المثال صارت مهملة غير عاملة بسبب مجيء ما الثانية لنفي الخبر .
و الصحيح الموجب لعملها أن نقول :
(ما الحرُّ مقيماً على الضيم ).

و إلى اللقاء في درس آخر مع ما الحجازية دائما . على فكرة ، كذلك نحن في الجزائر عندنا (ما) المُعسكرية ، إذ المواطن المُعسكري لا يستعمل جملة إلا ألحقها بحرف (ما) ، و قد لاحظ هذا استاذ من إحدى الدول الشقيقة بالمشرق العربي ، فسماها (ما المعسكرية) من باب المزاح و الدعابة ، و أنا هنا أوردها من هذا الباب للتنفيس عنكم من جو النحو المعقد .

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس لغتنا الجميلة

---

lh hgp[h.dm , ulgih td hgkp, hguvfd

درس جميل ومفيد أستاذنا الفاضل ... أبومروان , وهل ما الحجازية هذه سميت بهذا الإسم نسبة للحجاز بالسعودية ؟ بارك الله فيك .

سميت ب(ما) الحجازية بناء على لغة الرعيل الأول من أهل الحجاز الشريف ، باعتبارها المنطقة التي كانت تتكلم اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم ، و عليه ، اتخذها اللغويون كمرجع فضلوه على (ما ) التميمية كلهجة عربية دون مستوى لغة رسول الله عليه الصلاة و السلام كحجازي .
مشكور جدا على مرورك أخي سعيد .

[align=justify]لله درك أستاذنا الجار الكريم أبو مروان الغالي على القلب.

هذه ال (ما) أيضا لديها عندنا بالمغرب شأن عجيب فنقول: [سبق الميم ترتاح] أي إذا أردت تلافي الحرج أو دفع التهمة في الجواب على سؤال مربك أو مهلك فأجب مبادرا ب (ما) مثل: ما رأيت و ما علمت و ما عملت و ما ... الخ.
و هذه -في نظري- أغلى قيمة من (ما) الحجازية و التميمية معا لأنها من رؤوس النصائح و درر الحكم.

شكر الله لك أستاذي الفاضل و حياك الله.

أخوك المحب لك الدوبلالي.[/align]

ماقيمة المرئ ان اخفى فضائله... ما فيه فيه، ومافيه يوافيه.

أهلا أهلا أهلا و سهلا أخي و حبيبي الدبلالي ، إطلالتك البهية أنعشتني و بعثت الأمل في نفسي من جديد بعد الضيق الذي كنتُ أعيشه قبل قراءة تعليقك و تسجيلك إعجابك بهذا الدرس المختصر .
كذلك هناك مثل شائع عندنا في المنطقة الغربية و المغرب الشقيق: أحفظ الميم تحفظك ؛ أي ما شفت ،ما سمعت ،ما قلت ... هههههه
يعلم الله كم أعزك و أعز استاذي و أخي عبيدالله ،الذي لم تنقطع به اتصالاتي إلى اليوم .
لا تَغِبْ عنا يا استاذنا الكريم ، فقد افتقدنا مشاركاتك القيمة .
حفظك الله و رعاك .

نعم شريفنا الكريم ،
(ما فيه فيه ، و ما فيه يوافيه)

أهلا أهلا أهلا و سهلا أخي و حبيبي الدبلالي ، إطلالتك البهية أنعشتني و بعثت الأمل في نفسي من جديد بعد الضيق الذي كنتُ أعيشه قبل قراءة تعليقك و تسجيلك إعجابك بهذا الدرس المختصر .
كذلك هناك مثل شائع عندنا في المنطقة الغربية و المغرب الشقيق: أحفظ الميم تحفظك ؛ أي ما شفت ،ما سمعت ،ما قلت ... هههههه
يعلم الله كم أعزك و أعز استاذي و أخي عبيدالله ،الذي لم تنقطع به اتصالاتي إلى اليوم .
لا تَغِبْ عنا يا استاذنا الكريم ، فقد افتقدنا مشاركاتك القيمة .
حفظك الله و رعاك .

@@@

أخجلتني -و الله- أستاذي الأعز الجار الكريم و الشقيق الرؤوف أبو مروان الأفضل.

القلوب عند بعضها و الله يشهد.

رعاك الله بحفظه الذي لا يضام و كلأك بعينه التي لا تنام.

شكر الله لك شقيقي الأفضل.

هل يمكن ان اخذ المعلومات اذا سمحت ؟
وشكرا لك

مشكور