النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اداب الدعاء

آداب الدعاء بقلم : فؤاد عبد العزيز الشلهوب قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ]

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي اداب الدعاء

    آداب الدعاء


    بقلم : فؤاد عبد العزيز الشلهوب

    قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ] غافر60[ .
    وقال تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ] النمل 62[ .
    وقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) ] الأعراف55[ .
    وقال r : " لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر "[1] .

    الآداب :
    1- الدعاء عبادة :
    في قوله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )] غافر60[ . أبلغ دلالة على أن الدعاء لا يكون ولا يصرف إلا لله عز وجل . وقد استدل النبي r بهذه الآية على أن الدعاء عبادة لله سبحانه وتعالى ، ففي حديث النعمان بن بشير عن النبي rفي قوله : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )] غافر60[ قال الدعاء هو العبادة وقرأ ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) ] غافر60[ إلى قوله ( داخرين )[2] . وبهذا يتبين أن من لم يدع الله ، أودعا غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو فهو مستكبر عن عبادته .

    2- فضل الدعاء :
    من أعظم ما يجلبه الدعاء إلى الداعي أنه سبب في تحقيق التوحيد الذي به نجاة العبد وفلاحه ، لأن الداعي الذي صرف دعاءه وسؤاله لله دون غيره وأخلص له فيه ، قد حقق جانباً من جوانب التوحيد وهو أن الدعاء عادة لله وحده لا تصرف إلا له .
    ومن فضل الدعاء على الداعي ، ذوق حلاوة مناجاة الله ، والتذلل بين يديه . فإن في الانكسار بين يدي الرب ومناداته ودعاءه لذة لا توصف . قال ابن القيم : قال بعض العارفين : إنه لتكون لي حاجة إلى الله ، فأسأله إياها ، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته ، والتذلل له ، والتملق بين يديه : ما أحب أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال[3] .
    ومن فضل الدعاء أنه يرد القدر والقضاء لما ثبت في الحديث الصحيح أنه r قال " لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر "[4]. والمعنى أن الدعاء كان سبباً في رد القضاء ، فالمريض قد يدعو ربه فيشفى بسبب دعائه . وعند النظر والتأمل نجد أن الأمر يعود لقضاء الله وقدره ، فهو سبحانه ، الذي قدر أن فلاناً من الناس يمرض ، ثم ألهمه ووفقه وقدر أنه يدعوه لرفع البلاء والضر عنه ، ثم شفاه . فعاد الأمر لقضاء الله أولاً وأخراً ، وكانت صورته ظاهراً أن الدعاء رد القضاء[5] .

    3- بر الوالدين من أسباب إجابة الدعاء :
    بر الوالدين من الأسباب العظيمة التي بها يستجاب الدعاء ، وهو من أعظم الأعمال الصالحة التي يفعلها المسلم ، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على بيان فضله وآثاره الحميدة . ولذا كان البار بوالديه أو أحدهما موفقاً للخير دائماً ، محبوباً عند الناس لما وضع الله في قلوب العباد من محبته وهو مع ذلك قريب جداً من تحقق إجابة دعائه . روى عمر بن الخطاب t أنه قال : سمعت رسول الله r يقول " يأتي عليكم أويس بن عامر من أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له وله والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ... " . وكذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، في قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار ، فقال أحدهم " اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي ، وإنه ناء بي الشجر فيما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب ، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأبالصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ، ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء ... الحديث "[6] .

    4- استحباب تقدم الأعمال الصالحة بين يدي الدعاء :
    كالصلاة والزكاة والصدقة والصلة ونحوها من القرب التي تجلب محبة الله للعبد وتقربه منها ، فمحبة الله للعبد تعني رضاه عنه وتأييده ونصره واستجابة دعائه . وغضب الله على العبد تعني رد دعائه وخذلانه والسخط عليه . فإذا صلى العبد ثم دعا ، أو صام ثم دعا ، أو وصل أرحامه ثم دعا ، كان ذلك أقرب لاستجابة دعائه وقبوله منه . والله أعلم .
    5- الإكثار من نوافل العبادات بعد الفرائض من أسباب إجابة الدعاء :
    كثرة نوافل العبادات بعد الفرائض كصلاة النافلة ، وصم التطوع ، والصدقات المستحبة ، ونحوها من نوافل العبادات تؤدي إلى إجابة دعاء هذا المتقرب إلى ربه بالنوافل بعد الفرائض . ومصداق ذلك في حديث أبي هريرة t أنه قال : قال رسول الله r" إن الله قال : من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته "[7] .

    6- استحباب استقبال القبلة عند الدعاء :
    أشرف جهات الأرض ما كان ناحية بيت الله الحرام ، فإليها يتجه المصلون بصلواتهم ومنهم من يستقبلها إذا أراد دعاءً ، ولهم في ذلك سلف ، هو خير سلف ، رسول الله r فإنه كان يستقبل القبلة في بعض دعائه ، فمن ذلك دعاؤه r على كفار قريش . فقد روى ابن مسعود t قال : استقبل النبي r الكعبة فدعا على نفر من قريش ، على شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأبي جهل بن هشام ، فأشهد الله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوماً حاراً[8] .
    ومن دعائه r ما كان يوم بدر . قال عمر بن الخطابt لما كان يوم بدر نظر رسول الله rإلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله r القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني ... الحديث[9].

    7- استحباب رفع الأيدي عند الدعاء :
    يستفاد من حديث عمر بن الخطاب – السابق – استحباب رفع الأيدي في الدعاء لقول عمر بن الخطاب t" ثم مد يديه " . وكذا فعل ابن عمر رضي الله عنهما ، فإنه كان يرفع يديه مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الوسطى والصغرى ، وكان يرمي جمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول : " هكذا رأيت رسول الله r يفعله " [10].
    مسألة : أشكل على ما سبق قول أنس t أن رسول الله rكان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء ، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه[11] فكيف الجمع بين قول أنس t هذا ، وبين رفع النبي rيديه في الدعاء في مواضع عديدة ؟
    الجواب : قال ابن حجر : قوله : " إلا في الاستسقاء " ظاهره نفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء ، وهو معارض بالأحاديث الثابتة بالرفع في غير الاستسقاء ... وذهب بعضهم إلى أن العمل بها أولى ، وحمل حديث أنس على نفي رؤيته ، وذلك لا يستلزم نفي رؤية غيره . وذهب آخرون إلى تأويل حديث أنس المذكور – لأجل الجمع – بأن يحمل النفي على صفة مخصوصة ... وقال في موضع آخر : والمراد بالحصر فيه الرفع على هيئة مخصوصة لا أصل الرفع فإنه ثابت عنه[12] .
    8- استحباب إخفاء الدعاء :
    قال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )] الأعراف 55 [ . أمر الله سبحانه ، عباده أن يجتهدوا في دعائه مع إسرارهم وإخفائه وعدم رفع الصوت به . وفي إخفاء الدعاء أدب وإخلاص بالغان ، يقربان من إجابة دعاء الداعي .
    قال ابن تيمية : ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت ، أي ما كانت إلا همساً بينهم وبين ربهم عز وجل يقول : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )
    ] الأعراف 55[ . وأنه ذكر عبداً صالحاً ورضي بفعله ، فقال : ( إذ نادى ربه نداء خفيا )] مريم3[[13].

    فائدة : في إخفاء الدعاء فوائد عديدة : ذكر شيخ الإسلام جملة منها نذكر ملخصها :
    أحدهما : أنه أعظم إيماناً ، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي .
    وثانيها : أنه أعظم في الأدب والتعظيم ، لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم ، ومن رفع صوته لديهم مقتوه ، ولله المثل الأعلي ، فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به .
    وثالثها : أنه أبلغ في التضرع والخشوع .
    ورابعها : أنه أبلغ في الإخلاص .
    وخامسها : أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء ، فإن رفع الصوت يفرقه .
    وسادسها : وهو من النكت البديعة جداً – أنه دال على قرب صاحبة للقريب ، لا مسألة نداء البعيد للبعيد ، ولهذا أثني الله على عبده زكريا بقوله عز وجل : ( إذ نادى ربه نداء خفيا ) ] مريم3[.
    وسابعها : أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال ، فإن اللسان لا يمل ، والجوارح لا تتعب ، بخلاف ما إذا رفع صوته ، فإنه قد يمل اللسان ، وتضعف قواه .
    وثامنها : أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات .
    وتاسعها : أن أعظم النعم الإقبال والتعبد ، ولكل نعمة حاسد على قدرها دعت أو جلت ، ولا نعمة أعظم من هذه النعمة .
    وعاشرها : أن الدعاء هو ذكر للمدعو سبحانه وتعالى ، متضمن للطلب والثناء عليه بأوصافه وأسمائه ، فهو ذكر وزيادة . اهـ[14] .

    9- حضور القلب من أسباب قبول الدعاء :
    حضور قلب الداعي ، من الأسباب التي تقرب من إجابة دعائه ، وعموم النصوص تدل على ذلك ، كقوله تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )] الأعراف 55[ . وقوله : ( وادعوه خوفا وطمعا )] الأعراف 56[ . فإن الدعاء بتضرع وخفية وخوف وطمع يستلزم – ولابد – حضور قلب الداعي ، وهو ظاهر . وفي الحديث أنه
    rقال : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه "[15] .

    10- استحباب تكرير الدعاء والإلحاح فيه :
    الإلحاح في الدعاء عين العبودية[16] لله سبحانه وتعالى ، وإذا كان الداعي مكرراً وملحاً في دعائه مظهراً ذله وفاقته وفقره لربه ، فإنه يقرب من إجابة الله له ، ومن أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له .
    فعن عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله rإلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله rالقبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم أن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ، فأمده الله بالملائكة ... الحديث "[17] .
    وعن أبي هريرة قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله فقال : إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليهم ، فاستقبل رسول الله القبلة ورفع يديه فقال الناس هلكوا فقال : " الهم اهد دوسا ، وأت بهم ، اللهم اهد دوسا ، وأت بهم "[18] .

    11- العزم في الدعاء[19] :
    ينبغي على الداعي أن يجزم بطلبه عند الدعاء ولا يعلقه على المشيئة ، أو يتردد في دعائه غير موقن بالإجابة . والعزم في الدعاء وتيقن إجابته من أسباب حصول المطلوب ، لأن الجزم واليقين يدل على ثقة الداعي بربه ، وأنه يدعو سميعاً بصيراً وهو على كل شيءٍ قدير ، لا يعجزه شيء في السموات والأرض .
    والمعول عليه في هذا الباب ما رواه أنس t قال : قال رسول الله r" إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء ، ولا يقولن أحدكم : إن شئت فأعطني ، فإن الله لا مستكره له " وعند مسلم : " ... ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه "[20] . قال ابن حجر : إذا دعوتم الله فأعزموا في الدعاء أي اجزموا ولا ترددوا ، من عزمت على الشيء إذا صممت على فعله ، وقيل عزم المسألة الجزم بها من غير ضعف في الطلب ، وقيل هو حسن الظن بالله في الإجابة والحكمة فيه أن في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه وعن المطلوب ، وقوله " لا مستكره له " أي لأن التعليق يوهم إمكان إعطائه على غير المشيئة وليس بعد المشيئة إلا الإكراه والله لا مكره له . اهـ [21].

    12- استحباب تقديم الحمد والثناء على الله ، ثم الصلاة على رسوله قبل الدعاء :
    افتتاح الدعاء بالثناء على الله وحمده وتمجيده ثم الصلاة على رسوله rوختمه بهما من الأسباب العظيمة التي تستوجب قبول دعاء الداعي .
    قال النووي : أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه ، ثم الصلاة على رسول الله r، وكذلك تختم الدعاء بهما[22] .
    وروى فضالة بن عبيد قال : سمع رسول الله r رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي r ، فقال رسول الله r" عجلت أيها المصلي " ثم علمهم رسول الله r، وسمع رسول الله r رجلاً يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي rفقال رسول الله r" ادع تجب ، وسل تعط " . ولفظ الترمذي : قال بينما رسول الله r قاعد إذ دخل رrجل فصلى ، فقال : اللهم اغفر لي وارحمني ، فقال رسول الله r" عجلت أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت ، فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ، ثم ادعه " قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي r فقال النبي r" أيها المصلي : ادع تجب "[23] . ومثله حديث ابن مسعود قال : كمنت أصلي والنبي rوأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي r، ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي r: " سل تعطه ، سل تعطه "[24] .

    13- التوسل بالأعمال الصالحة عند الدعاء من أسباب إجابته :
    مما يقر من إجابة الدعاء أن يسأل الداعي ربه ويتوسل إليه بأعماله الصالحة ، ويقدمها بين يدي الدعاء . والحديث في هذا الباب قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار ولم يستطيعوا الخلاص ، فقال بعضهم لبعض : " انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعل الله يفرجها " ولفظ أحمد " فليدع كل رجل بأحسن ما عمل لعل الله أن ينجينا من هذا "[25] .
    ثم قدم كل واحد منهم أرجى عمل صالح له ثم دعا ربه ، فاستجاب الله لهم وخلصهم مما هم فيه وأنجاهم من الهلاك .

    14- استحباب الإتيان بجوامع الدعاء :
    وأجمع الدعاء ما كان في القرآن والسنة ، فالقرآن كلام الله ، أشرف كلام وأعلاه ، والسنة وحي أوحى الله به إلى نبيه ، فهو rقد أوتي جوامع الكلم . ولا نشك أن من دعا بما ورد في القرآن والسنة يكون أقرب إلى الإجابة ممن دعا بغير الكتاب والسنة . والأدعية القرآنية والنبوية كثيرة جداً يصعب حصرها ولكن نذكر بعضها لنرى كيف جمعت كل خير ، واستعاذت من كل شر . منها : قوله تعالي ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )] البقرة201[ وقوله : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )] الفرقان 74 [ وقوله : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )] الأعراف74[.
    وكقولهrفي حديث عائشة : " ... يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "[26] . وكقوله في حديث أبي بكر الصديق t أنه قال لرسول الله r علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل : " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولايغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم "[27] . والأمثلة على ذلك كثيرة .

    15- استحباب ختم الدعاء بما يناسب طلب الداعي :
    وذلك أبلغ في الدعاء واجمع له . كقوله تعالى : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )] آل عمران 8[ . فلما كان سؤال الداعي أن يهب الله له من لدنه رحمة ، ناسب أن يختم الدعاء بوصف المولى بأنه هو الوهاب. ومثله قوله تعالى : ( ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )] آل عمران194[ . ولما كان سؤال المؤمنين لربهم أن يأتيهم ما وعدوا على لسان رسله وأن لا يخزيهم يوم القيامة ، ناسب أن يختم الدعاء بوصف الله أنه صادق في وعده وقوله حق فقالوا : ( إنك لا تخلف الميعاد ). ومثله قوله تعالى – حكاية عن قول عيسى عليه السلام – لما سأله إنزال مائدة من السماء : ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين )] المائدة114[ فناسب أن يختم الدعاء بأن الله هو خير الرازقين .
    والداعي يستحب له أن يختم دعاءه بما يناسب طلبه ، فإن سأل الولد فيختم دعاءه – مثلاً – بأن الله هو الوهاب الرازق . وإن سأل غفران الذنوب فليختم دعاءه بأنه هو الغفور الرحيم ، وإن سأل المال فليختم دعاءه بأنه هو الرازق الجواد الكريم . وهكذا .

    16- الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة وقبل السلام من أسباب قبول الدعاء وإجابته :
    ففي حديث عبد الله بن مسعود tأن رسول الله rعلمهم التشهد في الصلاة ثم قال في آخره : " ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو " ولفظ مسلم : " ثم يتخير من المسألة ما شاء "[28] .
    والصلاة من أفضل الأعمال التي يفعلها العبد ، وهي من أحب الأعمال إلى الله ، لأن العبد فيها يناجي ربه ويساله ويدعوه ويسجد له ، وفيها من الهيئات والأذكار التي تستوجب ذله العبد لربه ، وخضوعه له ، وانكساره . ثم إذا دعا العبد بعد هذا كان أقرب لإجابة دعائه !، كيف وقد حث النبي r أمته على الدعاء في هذا الموطن ، مما يدلنا على أنه موطن فاضل ينبغي اغتنامه والحرص على الدعاء عنده .
    فائدة : قال النووي : واعلم أن هذا الدعاء ] بعد التشهد الأخير[ مستحب وليس بواجب ، ويستحب تطويله ، إلا أن يكون إماماً ، وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ، وله أن يدعو بالدعوات المأثورة ، وله أن يدعو بدعوات يخترعها والمأثورة أفضل . ثم المأثورة منها ما ورد في هذ ا الموطن ، ومنها ما ورد في غيره ، وأفضلها هنا ما رود هنا . اهـ [29].



    17- استحباب الدعاء عند صياح الديك :
    ثبت عنه rأنه قال : "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا "[30] .
    وقوله r : " إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله " قال النووي : قال القاضي : سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء ، واستغفارهم ، وشهادتهم بالتضرع والإخلاص ...[31] .

    18- تحريم الاعتداء في الدعاء :
    قال تعالي : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين )] الأعراف 55[.
    وسمع عبد الله بن مغفل ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال : أي بني سل الله الجنة ، وتعوذ به من النار ، فإني سمعت رسول الله rيقول : " إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء "[32] . والاعتداء في الدعاء مانع من قبول وإجابة مطلوب الداعي ، لأن الداعي سألم ما لا يجوز له سؤاله فكان معتدياً، والمعتدي غير محبوب من ربه بعيد من إجابة دعائه . قال ابن تيمية رحمه الله : وعلى هذا فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسال ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات . وتارة يسأل ما لا يفعله الله ، مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة ، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية : من الحاجة إلى الطعام والشراب . ويسأله بأن يطلعه على غيبه ، أو أن يجعله من المعصومين ، أو يهب له ولداً من غير زوجة ، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله ، ولا يحب سائله . وفسر الاعتداء برفع الصوت أيضاً في الدعاء ... [33].

    19 – كراهية السجع [34] في الدعاء :
    لا ينبغي التكلف في الدعاء ، ولا السجع فيه ، وما كان من السجع في دعاء النبي rفهو محمول على السجع غير المتكلف ، قال ابن حجر : ولا يرد على ذلك ما وقع في الأحاديث الصحيحة لأن ذلك كان يصدر من غير قصد إليه ولأجل هذا يجيء في غاية الانسجام كقوله r في الجهاد : " اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، هازم الأحزاب "[35]
    وفي حديث ابن عباس لعكرمة قال : ... فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ، فإن عهدت رسول الله rواصحابة لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب[36] .
    20- الدعاء بإثم أو قطيعة رحم ، أو تعجل الإجابة مانع من إجابة الدعاء :
    مما يمنع من إجابة دعاء الداعي أن يدعو بإثم ، أو قطيعة رحم ، أو يتعجل الإجابة
    جاء ذلك مصرحاً به في حديث أبي هريرة tقال : قال r: " لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم . ما لم يستعجل " قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : " يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجب لي . فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء " [37].
    فائدة 1 : عن أبي سعيد t أن النبي rقال : " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذا نكثر ، قال : الله أكثر "[38] .
    فائدة أخرى : قد تتأخر إجابة الدعاء لحكمة يعلمها الله وتخفى على الداعي ، وليعلم العبد أن خيرة الله له خير من خيرته لنفسه ، فإذ ا تدعا ربه وألح وتضرع في دعائه ، واجتنب ما يمنع من إجابته ، فلا يجزع من تأخر الإجابة .
    وقد لا يجاب الداعي إلى طلبة ، ولا يعني هذا أن الداعي غير محبوب من الله فقد سأل إبراهيم عليه السلام ، المغفرة لأبيه ، وسأل نوح عليه السلام ، نجاة ابنه – وهما من أولو العزم من الرسل - ، ولم تجب دعوتهما لأمر أراده الله سبحانه وتعالى ولحكمة يعلمها ، فالخلق خلقه ، والكل في ملكه وتحت تصرفه . وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي للعبد أن يستبطئ الإجابة ولا يترك الدعاء ، فإنها عبادة يؤجر عليها .
    21- أكل المال الحرام مانع من إجابة الدعاء :
    وهو من أكبر الموانع التي ترد الدعاء في وجه الداعي . روى أبو هريرة tأنه قال : قال رسول الله r: " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم )] المؤمنون 51[.وقال ( ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )] البقرة172 [.ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟"[39] . وقوله : " فأنى يستجاب لذلك " أي : من أين يستجاب لمن هذه صفته ، وكيف يستجاب له قاله النووي[40] . فانظر إلى حال ذلك الرجل الذي طال سفره ، وشعث شعره ، واغبرت قدماه وجسمه ، ومد يده سائلاً مولاه ، فمن كانت تلك حاله فهو قريب من الإجابة ، ولكن لما كان هذا الداعي آكلاً للحرام امتنع استجابة دعائه لشؤم المال الحرام وآفته وآثاره السيئة على العبد في الدنيا والآخرة .
    22- مواطن وأحوال يستجاب عندها الدعاء :
    الدعاء في ثلث الليل الآخر : وفيه أحاديث صحيحة مشهورة فعن أبي هريرة tأن رسول الله rقال : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء والدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ! من يسألني فأعطيه! من يستغفرني فأغفر له! " [41].
    ب – في السجود : روى أبو هريرة tأن رسول الله r قال " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء "[42] . ولعل الحكمة في قرب العبد الساجد من ربه ، أن يقال : لما كانت هيئة السجود فيها من مظاهر العبودية والخضوع والذل والافتقار ما ليس في غيرها من الهيئات والأحوال ، وكان الساجد واضعاً جبهته على الأرض على مواطئ الأقدام – لا يبالي بذلك – وهو على تلك الحال من الذل والافتقار والعبودية أن يكون هذا الساجد الداعي قريب من ربه ، مجاب دعوته . والله أعلم .
    ت – بين الأذان والإقامة : ثبت عنه rمن حديث أنس بن مالك أنه قال " الدعاء
    لا يرد بين الأذان والإقامة )
    [43] .
    ث- في الساعة المستجابة يوم الجمعة . وفيه حديث أبي هريرة t أن رسول الله rذكر يوم الجمعة فقال : " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ، وأشار بيده يقللها "[44] .
    فائدة : اختلف في الساعة يوم الجمعة على أقوال كثيرة جداً أوصلها الحافظ ابن حجر إلى أثنين وأربعين قولاً . وأرجح تلك الأقوال قولان هما : أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة . وذلك لحديث أبي موسى tفعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله rفي شأن ساعة الجمعة قال قلت : نعم سمعته يقول : سمعت رسول الله rيقول : " هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة "[45] .
    والثاني : أنها أخر ساعة من يوم الجمعة . فعن جابر بن عبد الله tعن رسول الله rأنه قال : " يوم الجمعة ثنتا عشرة يريد ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا إلا أتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر "[46] .
    وللجمع بين ذلك أن يقال ما قاله ابن القيم : ... فكلاهما ساعة إجابة ، وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر ، فهي ساعة معينة من اليوم لا تتقدم ولا تتأخر ، وأما ساعة الصلاة ، فتابعة للصلاة تقدمت أو تأخرت ، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تعالى تأثيراً في الإجابة ، فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة ، وعلى هذا تتفق الأحاديث كلها ، ويكون النبيrقد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في هاتين الساعتين ، اهـ[47] .
    قال ابن حجر : وهذا كقول ابن عبد البر : الذي ينبغي الاجتهاد في الدعاء في الوقتين المذكورين . وسبق إلى نحو ذلك الإمام أحمد ، وهو أولى في طريق الجمع . وقال ابن المنير : إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي إلى الإكثار من الصلاة والدعاء ، ولو بين لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها ، فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها .اهـ[48] .
    ج- الصائم عند فطره . له دعوة لا ترد ، ثبت ذلك من حديث أبي هريرة tأنه قال : قال رسول الله r: " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر...الحديث "[49] .
    ح – دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده . فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله rلمعاذ بن جبل – حين بعثه إلى اليمن - : " إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " ... وفي آخره قال : " واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب "[50] .
    وقال أبو هريرة t: قال رسول الله r : " ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده "[51] .
    تنبيه : ليحرص المسافر على اغتنام الدعاء في سفره ، ولا يفرط فيه ، فرب دعوة أورثت صلاحاً في الدنيا وفلاحاً في الآخرة .
    وليحذر الظالم المعتدي أنم تصيبه دعوة مظلوم خرجت من قلب مكلوم ، ليس بينها وبين الله حجاب ، فما أسرع ما تجاب دعوته .
    وليحذر الوالدان من الدعاء على أولادهم ، فإن دعاءهم مستجاب ، وقد تخرج كلمة يستجاب لها تورث في قلب الوالد حسرة .
    خ – الدعاء عند الالتحام في القتال ، وعند النداء . ثبت ذلك من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله r: " ثنتان لا تردان أو قلما تردان : الدعاء عند النداء ، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا "[52].
    د- دعوة ذي النون عند الكرب . روى سعد بن أبي وقاص t أنه قال : قال رسول الله r: " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " [53].

    ذ – عند نزول المطر . جاء في الحديث : " اطلبوا الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول المطر " [54].

    23- مواطن يرجى عندها إجابة الدعاء . ومنها :
    أ – الدعاء عشية عرفة لأهل الموقف . سن النبي rلأهل الموقف يوم عرفة أن تجمع صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم ، لكي يتفرغ الحاج لمناجاة ربه ودعائه ، وهذا كان فعل النبي r فإنه لما قضى الصلاة دفع إلى الموقف أسفل الجبل ثم وقف على راحلته يدعو ربه حتى غربت الشمس[55] . وهذا موقف يحبه الله عز وجل ، ويباهي به الملائكة ، وهو يوم يكثر فيه العتق من النار . فعن عائشة ، أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها ، أنها قالت : إن رسول الله r قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء "[56] .
    ب – الدعاء عند الصفا والمروة . لما دنا النبي rمن الصفا – في حجة الوداع - قرأ " ( أن الصفا والمروة من شعائر الله ) " أبدأ بما بدأ الله به " فبدأ بالصفا فرقى عليه . حتى رأي البيت فاستقبل القبلة . فوحد الله ، وكبره . وقال : " لا إله إلا الله وحده ، أنجزوعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " ثم دعا بين ذلك . قال مثل هذا ثلاث مرات . ثم نزل إلى المروة ... حتى أتي المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا " [57].
    ت – الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى للحاج . روى سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ثم يكبر على إثر كل حصاة ، ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول هكذا رأيت رسول الله rيفعل [58].

    [1] رواه الترمذي في كتاب القدر عن رسول الله ، باب لا يرد القدر إلا الدعاء ، برقم ( 2139 ) وقال " حديث حسن غريب " .
    [2] رواه الترمذي (2669) وقال : "حديث حسن صحيح " . ورواه ابن ماجه (3828) .
    [3] تهذيب مدارج السالكين . تهذيب عبد المنعم العربي . المكتبة العلمية . ص382.
    [4] رواه الترمذي في كتاب القدر عن رسول الله ، باب لا يرد القدر إلا الدعاء ، برقم (2139) وقال " حديث حسن غريب " . وأورده الألباني في سلسلته الصحيحة برقم (154) .
    [5] أنظر فتاوى الشيخ محمد بن الصالح العثيمين . جمع أشرف بن عبد المقصود (1/56) .
    [6] رواه البخاري (5974) واللفظ له ، ومسلم (2743) ، وأحمد (5937) ، وأبو داود (3387) .
    [7] رواه البخاري (6502) .
    [8] رواه البخاري (3960) واللفظ له ، ومسلم (1794) ، والنسائي (307) ، وأحمد ( 3714) .
    [9] رواه مسلم (1763) ، وأحمد (208) ، والترمذي (3081) .
    [10] رواه البخاري(1751) واللفظ له ، وأحمد (6368) ، والنسائي (3083) ، والدرامي (1903) .
    [11] رواه البخاري(3565) ، ومسلم (895) ، وأحمد (12456) ، والنسائي (1513) ، وأبو داود (1170) ، وابن ماجه (1180) ، والدارمي (1535) .
    [12] فتح الباري (2/601) ، ( 6/668) .
    [13] الفتاوى (15/15) .
    [14] الفتاوى ( 15/15-18) بتصرف يسير .
    [15] رواه الترمذي : (3479) وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (594) .
    [16] انظر تهذيب مدارج السالكين (381) .
    [17] رواه مسلم (1763) ، وأحمد (208) ، والترمذي (3081) .
    [18] رواه البخاري (2937) ، ومسلم (2524) ، وأحمد (7273) واللفظ له .
    [19] كما أن العزم في المسألة سبب من أسباب إجابة الدعاء ، وقد يكون تعليقه مانعاً من إجابته وصاداً عن حصول مطلوب الداعي .
    [20] رواه البخاري (7464) ، ومسلم (2678) ، والرواية الأخرى (2679) ، ورواه أحمد (11569) .
    [21] فتح الباري (13/459) .
    [22] الأذكار . ص176 .
    [23] رواه الترمذي (3476) وقال : "حديث حسن " . ورواه أبو داود (1481) ، والنسائي (1284) واللفظ له وقال الألباني : " صحيح " برقم (1217) .
    [24] رواه الترمذي (593) واللفظ له وقال : " حديث حسن صحيح " . ورواه أحمد (3654) مختصراً .
    [25] رواه البخاري (5974) ، ومسلم (2743) ، وأحمد (5937) ، وأبو داود (3387) .
    [26] رواه أحمد (24083) .
    [27] رواه البخاري (834) ، ومسلم (2705) ، وأحمد (8) ، والترمذي (3531) ، والنسائي (1302) ، وابن ماجه (3835) .
    [28] رواه البخاري (835) ، ومسلم (402) ، وأحمد (3615) ، والنسائي (1163) ، وأبو داود (968) ، والدارمي(1341) .
    [29] الأذكار ص105.
    [30] رواه البخاري (3303) ، ومسلم (2729) ، وأحمد (8003) ، والترمذي(3459) ، وأبو داود (5102) .
    [31] شرح مسلم . المجلد التاسع (17/41) .
    [32] رواه أحمد (16359) ، وأبو داود (96) وصححه الألباني .
    [33] الفتاوي (15/22 ) .
    [34] السجع : الكلام المقفى ... ( أو ) : تكلم بكلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزن . ( لسان العرب (8/150) مادة : سجع .
    [35] فتح الباري (11/143) .
    [36] رواه البخاري (6337) .
    [37] رواه البخاري () ، ومسلم (2735) واللفظ له ، وأحمد (9939) ، والترمذي (3387) ، وأبو داود(1484) ، وابن ماجه (3853) ، ومالك (495) .
    [38] رواه أحمد (10794) .
    [39] رواه مسلم (1015) ، وأحمد (8148) ، والترمذي (2989) ، والدارمي (2717) .
    [40] شرح مسلم للنووي . المجلد الرابع (7/85) .
    [41] رواه البخاري (1145) واللفظ به ، ومسلم (758) ، وأحمد (7576) ، والترمذي (446) ، وأبو داود (1315) ، وابن ماجه (1366) ، والدارمي (1478) ، ومالك (496) .
    [42] رواه مسلم (482) ، وأحمد (9165) ، والنسائي (1137) ، وأبوداود (875) .
    [43] رواه الترمذي (212) وقال : "حديث حسن صحيح " .ورواه أحمد ( 11790) ، وأبو داود (521) وصححه الألباني .
    [44] رواه البخاري (935) ومسلم (852) ، وأحمد (7111) ، والنسائي (1431) ، وأبو داود (1046) ، والترمذي (491) وقال " حديث حسن صحيح " . ورواه ابن ماجه (1137) ، ومالك ( 242 ) .
    [45] رواه مسلم (853) ، وأبو داود ( 1049) .
    [46] قال ابن حجر : رواه أبو داود (1048) والنسائي (1389) والحاكم بإسناد حسن عن أبي سلمة عن جابر مرفوعاً .اهـ . والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .
    [47] زاد المعاد ( 1/394) .
    [48] فتح الباري (2/489) .
    [49] رواه الترمذي (3589) وقال : " حديث حسن " ، ورواه ابن ماجه (1752) وصححه الألباني برقم (1432-1779) .
    [50] رواه البخاري (1496) ، ومسلم (19) ، وأحمد (2072) ، والترمذي (625) ، والنسائي (2435) ، وأبو داود (1584) ، وابن ماجه (1783) ، والدارمي (1614) .
    [51] رواه أحمد (7458) ، وأبو داود (1536) وحسنه الألباني ، ورواه الترمذي (1905) ، وابن ماجه (3862) .
    [52] رواه أبو داود (2540) وفيه زيادة ... عن سهل سعد عن النبي r قال : " ووقت المطر " قال الألباني : صحيح دون ( ووقت المطر ) . وكذا رواه الدارمي (1200 ) .
    [53] رواه الترمذي (3505) ، وأحمد (1465) وقال محققو المسند : " إسناده حسن " . (انظر مسند أحمد 3/66) ط . مؤسسة الرسالة .
    [54] رواه الشافعي في الأم (1/223-224) قال الألباني : " إسناده ضعيف ... لكن الحديث له شواهد ... وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة إلا أنها إذا ضمت إلى هذا المرسل (يريد سهل بن سعد وابن عمر) أخذ بها قوة ، وارتقى إلى مرتبة الحسن إن شاء الله " . ( انظر السلسلة الصحيحة 1469).
    [55] انظر صحيح مسلم (1218) .
    [56] رواه مسلم (1348) ، والنسائي (3003) ، وابن ماجه (3014) .
    [57] رواه مسلم من حديث جابر (1218) .
    [58] رواه البخاري (1753) واللفظ له ، وأحمد (6368) ، والنسائي (3083) ، وابن ماجه (30332) ، والدرامي (1903) .



    h]hf hg]uhx


  2. #2
    عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية د جعفر المعايطة التميمي
    تاريخ التسجيل
    27-07-2017
    الدولة
    الاردن / عَمان
    المشاركات
    841

    افتراضي

    الدعاء مخ العبادة سيادة السيد الشريف

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فضل جوامع الدعاء
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى مجلس الاذكار و المأثورات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-01-2022, 06:50 PM
  2. الدعاء اذا غضب . الدعاء عند الغضب
    بواسطة الحناوي في المنتدى مجلس الاذكار و المأثورات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-10-2017, 04:47 PM
  3. مشاركات: 124
    آخر مشاركة: 27-03-2014, 09:58 PM
  4. أدعية الاستسقاء + الدعاء عند نزول المطر + الدعاء عند نزول المطر بكثرة بشكل ضار
    بواسطة حنان حسن في المنتدى عجائب و طرائف الفيديو و الصوتيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-11-2013, 01:03 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum