النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مختصر شرح المنظومه البيقونيه في علم مصطلح الحديث

مُخْتَصَـــرُ شَرْحِ المَنْظُوُمَةِ البَيْقُونِيَّةِ في عِلْمِ مُصْطَلَحِ الحَدِيثِ بسم الله الرحمن الرحيم مقدمــة إن الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات

  1. #1
    عضو منتسب الصورة الرمزية محمد عبد الرازق عبد الباسط
    تاريخ التسجيل
    12-04-2016
    الدولة
    الشريف السمهودي من قريه سمهود مركز ابو تشت محافظه قنا
    العمر
    36
    المشاركات
    5

    افتراضي مختصر شرح المنظومه البيقونيه في علم مصطلح الحديث

    مُخْتَصَـــرُ شَرْحِ المَنْظُوُمَةِ البَيْقُونِيَّةِ في عِلْمِ مُصْطَلَحِ الحَدِيثِ


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمــة
    إن الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله وبعد ؛
    فإن علم مصطلح الحديث من العلوم الشرعية المهمة التي لابد على طالب العلم أن يتعلمها حتى تنير له الطريق أثناء رحلته في طلب العلم ومدارسته والبحث في المصنفات لاسيما كتب الحديث كالصحاح والسنن والمسانيد وشروحها ، وهو - أعنى علم مصطلح الحديث - من العلوم الخادمة التي تخدم جميع العلوم الشرعية كالتفسير والفقه والتوحيد والسيرة النبوية ، وتعلمه أيضا يمنح طالب العلم الثقة بنفسه وبعلمه ، لأنه حينئذ يستطيع فهم المصطلحات التي توجد في بطون المؤلفات الخاصة بهذا العلم عندما يعلل علماء الحديث السبب في ترجيح صحة حديث أو حسنه أو ضعفه ، بالإضافة إلى معرفة أحوال الرواة الذين هم سلسلة السند ، فليس كل ما وصل إلينا من الأحاديث صحيحا. وعلم الحديث علم واسع وبحر لا ساحل له ، لكن لابد على كل طالب علم أن يبدأ بمعرفة علم المصطلح أولا ومن ثم يتسنى له التوسع والبحث ومعرفة أحوال الرواة جرحا وتعديلا . وأوصى كل طالب علم أن يبتغى بتعلمه وجه الله تعالى ، وأن يأخذ العلم بتروٍ وأناة وأن يتعلمه من أعلامه ، وأن لا يتسرع بالحكم على حديثٍ ما إلا بعد مُدارَسَة وبحث دءوب ومراجعة أهل الفن ومراجعة كتب المحدثين وعلماء الجرح والتعديل المعتبرين .
    والمنظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث من أفضل وأيسر المتون في هذا الفن فاستعنت بالله تعالى وقمت باختصار شرحها مع تصرف يسير على ضوء ما شرحه فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى ، وأسأل الله جل في علاه أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يجعلنا من حماة السنة النبوية الشريفة ، وممن ساروا على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادا ، إنه ولى ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    وكتبه الفقير إلى عفو ربه ،
    محمد حسن نور الدين إسماعيل
    23 من شهر ربيع الأول عام 1424 هـ
    24 من شهر مايو عــــــــــام 2003 م





    مَتْنُ المَنْظُوُمَةِ البَيْقُونِيَّةِ
    1- أَبْدَأُ بِالْحَمْدِ مُصَلِّياً عَلَـــــــــــــــــــــــــىَ مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِـــــــــــــــــــــــــــــلا
    2- وَذِي مِنَ أَقْسامِ الْحَدِيثِ عِـــــــــــــدَّه وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحَــــــــــــــــــــــــــــــدَّه
    3- أَوَّلُها (الصَّحِيحُ) وَهْوَ مَا اتَّصَـــــــــــلْ إِسْنادُهُ وَلَمْ يَشِذَّ أَوْ يُعَــــــــــــــــــــــــــلْ
    4- يَرْوِيِهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلـِـــــــــــــــــهِ مُعْتَمَدٌ في ضَبْطِهِ وَنَقْلـِــــــــــــــــــــــــــــِه
    5- وَ(الْحَسَنُ) الْمَعْرُوفُ طُرْقَاً وَغَـــــدَتْ رِجَالُهُ لا كالصَّحِيحِ اشْتَهَـــــــــــــــــــرَتْ
    6- وَكُلُّ ما عَنْ رُتْبَةِ الْحُسْنِ قَصُــــــــــــرْ فَهْوَ (الضَّعِيفُ) وَهْوَ أَقْسامٌ كُثـُــــــــــــرْ
    7- وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبِي (الْمَرْفُــــــــــــــــــــوعُ) وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ (الْمَقْطُـــــــــــــــــــــــــــــوعُ)
    8- وَ(الْمُسْنَدُ) الْمُتَّصِلُ الإِسْنادِ مِــــــــــنْ رَاوِيِهِ حَتَّى الْمُصْطَفَى وَلَمْ يَبِــــــــــــــــــــنْ
    9- وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِـــــــــــــــــــــــلْ إِسْنادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَ (الْمُتَّصِــــــــــــلْ)
    10- (مُسَلْسَلٌ) قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَـــــىَ مِثْلُ أَمَا وَاللهِ أَنْبَانِي الْفَتـَــــــــــــــــــــــــىَ
    11- كَذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيِهِ قَائِمَـــــــــــــــــــــــــا أَوْ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّمـَــــــــــــــــــــــــا
    12- (عَزِيزُ) مَرْوِى اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثـــَــــــــــةْ (مَشْهُورُ) مَرْوِى فَوْقَ مَا ثَلاثـــــَـــــــــةْ
    13- (مُعَنْعَنٌ) كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَـــــــــــــــرَمْ وَ(مُبْهَمٌ) ما فِيِه راوٍ لَمْ يُسَـــــــــــــــــــــمْ
    14- وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجالُه عَـــــــــــــــــــــــلا وَضِدُّهُ ذَاكَ الذِي قَدْ نـــَـــــــــــــــــــزَلا
    15- وَمَا أَضَفْتَهُ إلَى الأصْحابِ مِـــــــــــــــنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ فَهْوَ (مَوْقُوفٍ) زُكِـــــــــــــنْ
    16- وَ(مُرْسَلٌ) مِنْهُ الصَّحَابِيُّ سَقَــــــــــطْ وَقُلْ (غَرِيبٌ) مَا رَوَى رَاوٍ فَقَـــــــــــــطْ
    17- وَكُلُ ما لم يَتَّصِلْ بِحَـــــــــــــــــــــــــالِ إِسْنادُه (مُنْقَطِعُ) الأوْصَـــــــــــــــــــــــالِ
    18- وَ (المُعْضَلُ) السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنـــَـــــــانِ وَما أَتَى ( مُدَلساً ) نَوْعـَـــــــــــــــــــــــانِ
    19- الأوَّلُ الإسْقاطُ لِلشَّيـــــْــــــــــخِ وَأَنْ يَنْقُلَ عَمَّنْ فَوْقَهُ بِعَـــــــــــــــــــــــــنْ وَأَنْ
    20- وَالثَّانِي لا يُسْقِطُهُ لَكِنْ يَصِـــــــــــــفْ أَوْصافَهُ بما بِه لا يَنْعَـــــــــــــــــــــــــــــرِفْ
    21- وَما يُخَالِفْ ثِقَةٌ بِهِ المَـــــــــــــــــــــــلا فَ (الشَّاذُّ) وَ(المَقْلُوبُ) قِسْمَـــــانِ تَلا
    22- إبدالُ رَاوٍ مَا بِراوٍ قِسـْــــــــــــــــــــــمُ وَقَلْبُ إِسْنادٍ لمَتْنٍ قِسـْــــــــــــــــــــــــــمُ
    23- وَ(الفَرْدُ) ما قَيَّدتَهُ بِثِقَــــــــــــــــــــــــةِ أَوْ جَمْعٍ أَوْ قَصْرٍ عَلَى رِوايـــَـــــــــــــــــــةِ
    24- وَمَا بِعِلَّةٍ غُمُوضٍ أَوْ خَفــَــــــــــــــــــــا (مُعَلَّلٌ) عِنْدَهُمُ قَدْ عُرِفــَـــــــــــــــــــــــــا
    25- وَذُو اخْتِلافِ سَندٍ أَوْ مَتــْـــــــــــــنِ (مَضْطَربٌ) عِنْدَ أُهَيْلِ الفَـــــــــــــــــــــنِّ
    26- وَ(الْمُدْرَجَاتُ) في الحَدِيثِ ما أَتَــــتْ مِنْ بَعْضِ أَلْفاظِ الرِّواةِ اتَّصَلَـــــــــــــــتْ
    27- وَمَا رَوَى كُلُّ قَرِينٍ عَنْ أَخِـــــــــــــــهْ (مَدَبَّجٌ) فَاعْرِفْهُ حَقَّاً وَانْتَخِــــــــــــــــــــــهْ


    28- مُتَّفِقٌ لَفْظَاً وَخَطَّاً (مُتَّفِــــــــــــــــــــقْ) وّضِدُّهُ فِيمَا ذَكَرْنَا (الْمُفْتَـِـــــــــــــــــــرِقْ)
    29- (مُؤْتَلِفٌ) مُتَّفِقُ الخَطِّ فَقـَـــــــــــــــــطْ وَضِدُّهُ (مُخْتَلِفٌ) فَاخْشَ الغَلَــــــــــطْ
    30- وَ(الْمُنْكَرُ) الْفَرْدُ بِه رَاوٍ غَــــــــــــــــدَا تَعْدِيلُه لا يَحْمِلُ التَّفـَــــــــــــــــــــــــــرُّدا
    31- (مَتْرُوكُهُ) مَا وَاحِدٌ بِه انْفَــــــــــــــــــرَدْ وَأَجْمَعُوا لِضَعْفِه فَهْوَ كَـــــــــــــــــــــــــرَدْ
    32- وَالْكَذِبُ الْمُخْتَلَقُ الْمَصْنـُـــــــــــــــــوعُ عَلَى النَّبِي فَذَلِكَ (الْمَوْضُــــــــــــــــــوعُ)
    33- وَقَدْ أَتَتْ كَالْجَوْهَرِ الْمَكْنُـــــــــــــــــونِ سَمَّيْتُها : مَنْظُومَةَ الْبَيْقُونــــِـــــــــــــــــــي
    34- فَوْقَ الثَّلاثِينَ بِأَرْبَعٍ أَتـــَــــــــــــــــــــــتْ أَبْياتُها تَمَّتْ بِخَيْرٍ خُتِمَــــــــــــــــــــــــــتْ

    تمت المنظومة البيقونية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    علم مصطلح الحديث :
    هوعلم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد
    وثمرته : تمييز الصحيح من السقيم من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    - الحديث لغة : الجديد ويجمع على أحاديث واصطلاحا : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أوصفة خلقية أو صفة خلقية .
    - الخبر لغة : النبأ وجمعه أخبار .
    واصطلاحا : فيه ثلاثة أقوال :
    1- هو مرادف الحديث أي معناه واحد اصطلاحا .
    2- مغاير له : فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن غيره
    3- أعم منه : أي إن الخبر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء عن غيره .
    - الأثر لغة : بقية الشئ واصطلاحا فيه قولان :
    1- هو مرادف الحديث .
    2- مغاير له : وهو ما أضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال وأفعال .
    - الإسناد وله معنيان :
    1- عزو الحديث إلى قائله مسندا .
    2- سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، وهو بهذا المعنى مراد للسند .
    - السند لغة : المعتمد ، وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ويعتمد عليه ، واصطلاحا : سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
    - المتن لغة : ما صلب وارتفع من الأرض ، واصطلاحا : ما ينتهي إليه السند من كلام .
    - المسند ( بكسر النون ) : هو من يروي الحديث بسنده سواء أكان عنده علم به أم ليس له إلا مجرد الرواية .
    - المسند ( بفتح النون ) : لغة اسم مفعول من أسند الشئ إليه بمعنى عزاه ونسبه له .
    واصطلاحا : له ثلاث معان :
    1- كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي على حدة مثل مسند أحمد بن حنبل .
    2- الحديث المرفوع المتصل سندا من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
    3- أن يراد به ( السند ) أي سلسلة السند فيكون بهذا المعنى مصدرا ميميا .
    - المحدث : هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها وما علمه أكثر مما غاب عنه .
    - الحافظ : فيه قولان :
    1- مرادف المحدث عند كثير من المحدثين .
    2- قيل هو درجة أرفع من المحدث بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله .
    - الحاكم : هو من أحاط علما بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير على رأى بعض أهل العلم .
    قال الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى شارح المنظومة : فائدة علم المصطلح هو تنقية الأدلة الحديثية وتخليصها مما يشوبها من ضعيف وغيره. وقال رحمه الله تعالى : ثم اعلم أن علم الحديث ينقسم إلى قسمين :
    أ - علم الحديث رواية . ب - علم الحديث دراية .
    أ - علم الحديث رواية : يبحث عما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وأحواله. وموضوعه : البحث في ذات النبي صلى الله عليه وسلم وما ينقل عنه هل هو قول أو فعل أو تقرير أو صفة ؟
    ب – علم الحديث دراية : علم يبحث فيه عن أحوال الراوي والمروي من حيث القبول أو الرد .


    * تنبيه : قبول الراوي لا يستلزم قبول المروي ، لأن السند قد يكون رجاله ثقات عدول ليس بهم بأس ، لكن قد يكون المتن شاذا أومعللا ، فحينئذ لا نقبله .

    قال الناظم البيقوني رحمه الله تعالى :
    2- وذي من أقسام الحديث عده وكل واحـد أتــى وحـــــده

    ذي : اسم إشارة ، والمشار إليه ما ترتب في ذهن المؤلف .
    أقسام الحديث : هنا علم الدراية .
    عده : أي عدد ليس بكثير
    وكل واحد أتى وحده : أي كل قسم أتى وتعريفه .

    أقسام الحديث

    3- أولها الصحيح وهو ما اتصل إسناده ولم يشذ أو يعــــــــل
    الصحيح : وهو ما اتصل : يعني ما روي بإسناد متصل بحيث يأخذ كل راو عمن فوقه مباشرة .ولم يشذ أو يعل : يعني لا يكون الحديث شاذا ولا معللا ، والحديث الشاذ هو الذي يرويه الثقة مخالفا لمن هو أرجح منه ، إما في العدد أو في الصدق أو العدالة ، والحديث المعلل هو الذي فيه علة تقدح فيه تمنع قبوله .
    والعلة في الأصل : وصف يوجب خروج البدن عن الاعتدال الطبيعي .
    والعلة في الحديث : وصف يوجب خروج الحديث عن القبول ، ولابد أن تكون العلة قادحة .
    وعلى ذلك فيشترط للحديث الصحيح خمسة شروط :
    1- اتصال السند 2- عدالة الرواة 3- ضبط الرواة 4- أن يكون سالما من الشذوذ
    5- أن يكون سالما من العلة القادحة.
    والعلة القادحة : هي التي تكون في صميم موضوع الحديث ، ومنها أن يروي الحديث اثنان ، أحدهما يرويه بصفة النفي والآخر يرويه بصفة الإثبات .

    4- يرويه عدل ضابط عن مثله معتمد في ضبطه ونقلــــــــــه
    يرويه عدل : العدل في الأصل الاستقامة ، وعند أهل العلم : هو وصف في الشخص يقتضي الاستقامة في الدين والمروءة. فلو كان رجلا مصرا على قطيعة رحم فإننا لا نسميه عدلا ولو كان من أصدق الناس في نقل الحديث ، لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) ، وقوله تعالى ( وأشهدوا ذوي عدل منكم ) أما المروءة فقال أهل العلم في تعريفها : هي أن يفعل ما يجمله ويزينه ويدع ما يدنسه ويشينه ، وهذا يرجع إلى عادات الناس والمجتمع ، وهذا يختلف من بلد لآخر
    وهناك أقسام في الجرح والتعديل ، قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى - وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال – في مقدمة رسالته : اعلم - هداك الله – أن الذين قبل الناس قولهم في الجرح والتعديل على ثلاثة أقسام :
    1- قسم تكلموا في أكثر الرواة كابن معين وأبي حاتم الرازي .
    2- قسم تكلموا في كثير من الرواة كمالك بن أنس وشعبة بن الحجاج .
    3- قسم تكلموا في الرجل بعد الرجل كابن عيينة والشافعي ، والكل على ثلاثة أقسام :
    أ- قسم متعنت في الجرح متثبت في التعديل كابن معين وأبو حاتم الرازي والجوزجاني
    ب - قسم متساهلون كالترمذي والحاكم والبيهقي .
    ج - قسم معتدلون منصفون كالبخاري وأحمد بن حنبل وأبي زرعة وإبن عدي .
    فأول من زكى وجرح عند انقراض عهد الصحابة :
    1- الإمام الشعبي 2- إبن سيرين ونحوهما
    فمنهم الضعفاء في المائة الثانية من أوساط التابعين كعطية العوفي . ولما كان انقراض عامة التابعين في حدود سنة 150 هـ تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف .
    3- أبو حنيفة : فقال ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ( من أوساط التابعين ) .
    4- الأعمــش وهو سليمان بن مهران : فضعف جماعة ووثق آخرين .
    5- شعبة بن الحجاج : انتقد الرجال .
    6- مالك بن أنس .
    ضابط : هو الذي يحفظ ما روى تحملا وأداء" ، وضد الضبط الغفلة أي يكون عند الراوي غفلة عند التحمل أو كثرة نسيان عند الأداء ، فكثير النسيان هو خفيف قليل الضبط .
    عن مثله : أي لابد أن يكون الراوي متصفا بالعدالة والضبط يرويه عمن اتصف بالعدالة والضبط ، فلو روى فاسق عن عدل لا يكون حديثا صحيحا والعكس بالعكس .
    طرق التحمل وصيغ الأداء :
    1- السماع من لفظ الشيخ : وهي أعلى أنواع طرق التحمل عند الجماهير وأرفعها الإملاء وذلك بأن يقرأ الشيخ ويسمع الطالب سواء قرأ الشيخ من حفظه أو من كتابه ، وألفاظ الأداء أن يقول الطالب : حدثني أو سمعت أو أخبرني أو أنبأني أو قال لي ....
    2- القراءة على الشيخ (العرض) : والرواية بها صحيحة بلا خلاف إلا ما حكي عن بعض المتشددين ، وصورتها أن يقرأ الطالب الأحاديث التي هي من مرويات الشيخ والشيخ يسمع ، وهي أدنى من السماع ، وهو قول أهل المشرق وهو الصحيح ، وألفاظ الأداء : قرأت على فلان أو قرئ عليه وأنا أسمع فأقر به .
    3- الإجازة : وهي الإذن بالرواية لفظا أو كتابة ، وصورتها أن يقول الشيخ لأحد طلابه مثلا ( أجزت لك أن تروي عني صحيح البخاري ) ، ولا تصح الإجازة لمعدوم أو مجهول أو مبهم ، وألفاظ الأداء : أجاز لي فلان أو بعبارات سماع مقيدة مثل حدثنا فلان بإجازة أو أخبرنا بإجازة أو أنبأنا بإجازة
    4- المناولة : وهي نوعان :

    ( أ ) مقرونة بالإجازة وهي أعلى أنواع الإجازة مطلقا ومن صورها أن يدفع الشيخ إلى الطالب كتابه ليروي منه أو لينسخه على سبيل الإعارة .
    (ب) مجردة عن الإجازة ، وصورتها أن يدفع الشيخ للطالب كتابه قائلا : هذا سماعي فهذه الإجازة لا يجوز الرواية بها على الصحيح ، وألفاظ الأداء : ناولني أو أجاز لي أو حدثنا مناولة أو أخبرنا مناولة وإجازة .

    5- المكاتبة : وهي أن يكتب الشيخ مروياته أو بعضها لحاضر أو غائب بخطه وبأمره ، وهي نوعان :
    ( أ ) مقرونة بالإجازة مثل أجزتك ما كتبت لك أو إليك .
    (ب) مجردة عن الإجازة : كأن يقتصر على الكتابة فقط ويرسلها له ولا يجيزه بروايتها ، ويجوز الوجهان ، وألفاظ الأداء : التصريح بلفظ الكتابة مثل : كتب إلى فلان أو حدثني مكاتبة .

    6- الإعلام : أن يخبر الطالب أن هذا الحديث أو الجزء أو الكتاب سمعه وإن لم يجز له ، وذهب الكثير إلى جواز الرواية بالإعلام وإن لم يجزها ، وألفاظ الأداء : أعلمني شيخي بكذا أو أعلمني وأجاز لي .

    7- الوصية : وهي أن يوصي الشيخ عند موته أو سفره أو غيابه لشخص بكتاب من كتبه التي يرويها ، وهو نادر الوقوع ، ويصح الرواية بها إذا كان للطالب إجازة من الشيخ وهو قول الجمهور .

    8- الوجادة : وهي أن يجد الطالب أحاديث بخط شيخ يعرفه فيرويها وليس له منه سماع ولا مناولة ولا إجازة ، والرواية بها من باب المنقطع ، وهي ليست من أنواع الرواية حقيقة ، وألفاظ الأداء : أن يقول الواجد : وجدت بخط فلان أو قرأت بخط فلان ثم يسوق الحديث سندا ومتنا .

    والخلاصة أن طرق التحمل ثمانية هي : السماع والقراءة والإجازة والمكاتبة والإعلام والوصية والوجادة .
    أحوال التلقي ثلاثة :
    1- أن يصرح بالسماع وهو أعلاها .
    2- أن يثبت لقيه به دون السماع منه .
    3- أن يكون معاصرا له ولكن لم يثبت أنه لقيه .
    الأحاديث من حيث قوة صحتها :
    1- ما اتفق عليه البخاري ومسلم وهى أصح الأحاديث .
    2- ما انفرد به البخاري 3- ما انفرد به مسلم
    4- ما كان على شرطهما 5- ما كان على شرط البخاري
    6- ما كان على شرط مسلم
    7- ما كان على شرط غيرهما ( ما صححه غيرهما كابن حبان وإبن خزيمة والحاكم )
    • شرط البخاري : هو اللقي أي اللقاء بين الراوي ومن روى عنه
    • شرط مسلم : وهو المعاصرة أي أن يكون الراوي ومن روى عنه في عصرواحد
    فصحيح البخاري أصح من صحيح مسلم من حيث الصحة وقد قال قائل :

    تشاجر قوم في البخاري ومسلم لدى وقالوا أي ذين تقــــــــــــــدم ؟
    فقلت لقد فاق البخاري صحـــة كما فاق في حسن الصناعة مسلم
    وقد تلقتهما الأمة بالقبول ، والأمة معصومة من الخطأ ، ومجموع ما انتقد عليهما في الصحيحين 212 حديثا 131 حديثا في مسلم ، 81 حديثا في البخاري .


    وأجاب الحفاظ على هذا بأمرين :
    الأول : أن البخاري إمام حافظ فيكون مقدما على من بعده ممن انتقده ، والبخاري أعلم بالرجال الذين حدث عنهم .

    الثاني : أن أهل العلم تصدروا لمن انتقد أحاديث البخاري ومسلم وردوا عليهم حديثا حديثا ، وليس من شرط عدالة وضبط الراوي ألا يخطئ أبدا لأن هذا غير موجود .
    أما مستدرك الحاكم فهو استدراك لما في الصحيحين أي أراد وضع الأحاديث الصحيحة التي لم يوردها البخاري ومسلم .

    5- والحسن المعروف طرقا وغدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت
    المعروف طرقا : يعني المعروفة طرقه بحيث يكون معلوما أن هذا الراوي يروي عن أهل البصرة وهذا عن أهل الحجاز وهذا عن أهل مصر.
    والحسن الخفيف ضبطا إذ غدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت
    وغدت رجاله لا كالصحيح : أن رجاله أخف من رجال الصحيح في الضبط ، فيختلف الحسن عن الصحيح في خفة الضبط ولكن باقي شروط الحديث الصحيح لابد أن تكون فيه كالإتصال .

    6- وكل ما عن رتبة الحسن قصر فهو الضعيف وهو أقسام كثر
    فالحديث الضعيف هو ما خلا الصحيح والحسن إذ لم تتوفر فيه شروط الصحة أو إحداها
    وقد ذكر المؤلف ثلاثة أقسام هي الصحيح والحسن والضعيف. لكن الواقع أن أقسام الحديث خمسة وهي :
    1- الصحيح لذاته ( وهو أعلاها ) 2- الصحيح لغيره
    3- الحسن لذاته 4- الحسن لغيره 5- الضعيف
    وتعريفهم كالآتي :
    1- الصحيح لذاتــه : تقدم تعريفه .
    2- الصحيح لغيره : هو الحسن إذا تعددت طرقه وكثرت .
    3- الحسن لذاتـه : ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل وخلا من الشذوذ والعلة القادحة .
    4- الحسن لغيره : هو الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر بعضها بعضا .
    5- الضعيف : هو ما ليس بصحيح ولا بحسن ، وجميع ما سبق يحتج به في الأحكام ما عدا الضعيف، واستثنى بعض العلماء الأحاديث التي تروى في الترغيب والترهيب ، لكن بأربعة شروط هي :

    أ - أن يكون في الترغيب والترهيب ( فضائل الأعمال )
    ب- أن لا يكون شديد الضعف ( مثل الموضوع والمنكر )
    ج- أن يكون الحديث له أصل صحيح ثابت في الكتاب أوالسنة كأحاديث الترغيب في قراءة القرآن .
    د - أن لا يعتقد من يرويه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، ولا يذكر إلا مبينا ضعفه ، ولكن ولله الحمد والمنة هناك في القرآن والسنة الصحيحة ما يغني عن رواية الحديث الضعيف .

    7- وما أضيف للنبي المرفوع وما لتابع هـو المقطــوع
    ذكر المؤلف نوعين هنا المرفوع والمقطوع ، وهناك نوع ثالث هو الموقوف ، وتختلف الثلاثة باختلاف منتهى السند .
    فالمرفوع ما انتهى سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما أضيف إليه .
    والموقوف ما انتهى سنده إلى الصحابي. وقول الصحابي حجة ما لم يخالفه صحابي آخر
    والمقطوع : ما انتهى سنده إلى من بعد الصحابي أي التابعي وتابع التابعي ، وقول التابعي ليس بحجة بالاتفاق ، فقوله للاستئناس وليس للاستناد .
    والحديث المرفوع : هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ، وسمي بذلك لارتفاع مرتبته ، لأن السند غايته النبي وليس كل مرفوع صحيحا ، وما أضيف إلى الله تعالى يسمى حديثا قدسيا أو حديثا إلهيا أو ربانيا .
    وما لتابع هو المقطوع : هو ما أضيف إلى التابعي أو تابع التابعي قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة ، ويتوقف صحة المقطوع والموقوف والمرفوع على صحة السند .
    وما أضيف للصحابي ( الموقوف ) نوعان :
    1- ما ثبت له حكم الرفع ، فإنه يسمى المرفوع حكما .
    2- ما لم يثبت له حكم الرفع فإنه يسمى موقوفا ، فأي أثر عن صحابي يسمى موقوفا.
    والمرفوع حكما هو الذي ليس فيه مجالا للاجتهاد والرأي ، وإنما يؤخذ هذا عن الشرع ، كإخبار الصحابي عن يوم القيامة والأخبار الغيبية ، فكل هذا لا يقوله الصحابي من قبيل الرأي ، وهذا مقيد بقيدين :
    الأول : أن لا يكون الصحابي كتابيا قد أسلم كعبد الله بن سلام .
    الثاني : أن لا يكون ممن عرفوا بالأخذ عن أهل الكتاب كعبد الله بن عمرو بن العاص ، وكذلك إذا قال الصحابي : من السنة كذا ، فإنه مرفوع حكما ، كقول ابن عباس حين قرأ الفاتحة في صلاة الجنازة وجهر بها قال : لتعلموا أنها سنة أو ليعلموا أنها سنة .
    وكذلك من المرفوع حكما إذا نسب شئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عهده ، فقيل كانوا يفعلون كذا في عهد النبي ، كقول أسماء بنت أبي بكر ( نحرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا في المدينة وأكلناه ) متفق عليه
    وكذلك من المرفوع حكما إذا قال الصحابة رواية فقال عن أبي هريرة رواية : من فعل كذا وكذا .
    وكذلك من المرفوع حكما إذا قال التابعي عن الصحابي : رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كقول التابعين : عن أبي هريرة يرفعه أو رفعه
    ومن المرفوع حكما قول الصحابي أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا أو أمر الناس بكذا
    ومن المرفوع حكما أن يحكم الصحابي على شئ بأنه معصية أو طاعة كقول عمار بن ياسر ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم )
    وقول الصحابي حجة بشروط :
    1- أن يكون من أهل الفقه والعلم كأبي بكر وعمر ومعاذ بن جبل وإبن مسعود
    2- أن لا يخالف نصا 3- أن لا يخالف قول صحابي آخر

    8- والمسند المتصل الإسناد من راويه حتى المصطفى ولم يبن
    تقدم تعريف الإسناد والمسند
    والمسند : هو المتصل الإسناد من راويه حتى النبي صلى الله عليه وسلم
    ولم يبن : يعني لم ينقطع سنده ، وليس كل حديث مسند صحيحا ، لأنه قد يتصل السند
    من الراوي إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن قد يكون في الرواة ضعفاء ومجهولون ونحوهم ، فليس كل صحيح مسندا ، وليس كل مسند صحيحا كالحديث الذي أضيف إلى الصحابي فإنه موقوف وصحيح لكنه ليس بمسند

    9- وما بسمع كل راو يتصل إسناده للمصطفى فالمتصل
    فالمتصل على كلام المؤلف هو المرفوع الذي أخذ كل راو عمن فوقه سماعا ، والصحيح والأرجح أن المسند المتصل الإسناد : هو ما اتصل إسناده بأخذ كل راو عمن فوقه .
    وعلى هذا فيشمل الموقوف والمقطوع والمرفوع بسمع أو غيره ، سواء كانت الصيغة هي السماع أو غير السماع ، ولذا فقد استدرك بعضهم على الناظم قائلا :
    وما بسمع كل راو يتصل إسناده للمنتهى فالمتصل
    والمنتهى سواء للنبي أوصحابي أو تابعي والمتصل يقال له الموصول ويقال المؤتصل

    10- مسلسل قل ما على وصف أتي مثل أما والله أنبانـــــي الفتى
    المسلسل : هو الذي تلقاه كل راو عمن فوقه بصيغة معينة أو حال معينة ، يعني أن الرواة اتفقوا على وصف معين ، إما وصف الأداء أو وصف حال الراوي ، كأن يكون قاعدا ، متكئا ، مبتسما أو يكرر كلمة ما ، والحديث المسلسل من مباحث السند والمتن جميعا ، لأن التسلسل قد يكون فيهما أو أحدهما دون الآخر ، وفائدة المسلسل هو التنبيه على أن الراوي قد ضبط الرواية ، مثل حديث معاذ وهو مسلسل قولي ( إني أحبك في الله ......) فكل من يروي هذا الحديث يقول نفس المقولة ، وليس كل مسلسل صحيحا .
    مثل أما والله أنباني الفتى : اتفقوا على صيغة واحدة في الأداء مثل أنبأني فلان قال أنبأني فلان إلى نهاية السند ، أو سمعت فلانا قال سمعت فلانا ، أو حدثنا ، فإن هذا الحديث يسمى مسلسلا ( صيغة الأداء – حال معينة )

    11- كذاك قد حدثنيه قائما أو بعد أن حدثني تبسما
    ومن صور المسلسل أن يقول الراوي : حدثني فلان قائما قال حدثني فلان قائما ..... أو مضطجع على فراشه .

    12- عزيز مروي اثنين أو ثلاثة مشهور مروي فوق ما ثلاثة
    عزيز : ما رواه اثنان عن اثنين إلى أن يصل إلى منتهى السند بحيث لا بد أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، كحديث ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) متفق عليه .
    المشهور : ما رواه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر واستدرك بعضهم على الناظم :
    عزيز مروي اثنين يا بحاثة مشهور مروي عن الثلاثة
    والحديث العزيز لا يشترط أن يكون صحيحا ، والخبر يكفي فيه شهادة الواحد ، أما الشهادة لا تقبل إلا باثنين، وكلمة مشهور هو ما اشتهر بين الناس أو ما اصطلح على تسميته مشهورا ، والحديث المشهور عند بعض العلماء يحتج به وإن لم يكن له إسناد ، وأخذهم به يدل على أن له أصلا ، ومن ذلك حديث ( لا يقاد الوالد بولده ) فهو حسن لغيره ، وهذا يجوز إن لم يخالف ظاهر النص فهو مقبول .

    13- معنعن كعن سعيد عن كرم ومبهم ما فيه راو لم يسم
    الحديث المعنعن : ما أدى بصيغة عن ، مثل أن يقول : عن نافع عن ابن عمر..... أو حدثني فلان عن فلان عن فلان ، والعنعنة من الصيغ المحتملة التي تحتمل السماع وغيره ، مثل ( أن - قال ) وليست كالصيغ الصريحة كحدثنا وأخبرنا وسمعت ونحوها ، وحكم المعنعن والمؤنن هو الاتصال إلا ممن عرف بالتدليس ، فلا يحكم باتصاله إلا بعد أن يصرح بالسماع ممن يروي عنه في موضع آخر ، وسيأتي تعريف التدليس .
    ومبهم ما فيه راو لم يسم : المبهم الذي فيه راو لم يسم : مثل أن يقول حدثني رجل ، أو يقول حدثني فلان عن فلان، فإن الراوي هنا مبهم وكذلك إذا قال حدثني الثقة أو حدثني من أثق به أو أثق بعلمه .
    ملاحظة : أما ما كان الحديث فيه عن رجل لم يسم مثل حديث أنس رضي الله عنه ( دخل أعرابي يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب .....) الحديث ( متفق عليه ) ، فالأعرابي هنا مبهم لكنه لا يدخل في التعريف الذي معنا ، لأن الأعرابي هنا لم يرو ، ولكن الراوي هو أنس تحدث عن الأعرابي وعن فعله وقوله ، ومن جهة أخرى لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ثقات وهذا الحديث وأمثاله يسمى مبهم المتن .
    فقوله ( ما فيه راو لم يسم ) معناه إذا كان في السند راو لم يسم ، وحكم الحديث المبهم أنه لا يقبل حتى يعلم من هو هذا المبهم الذي روى الحديث وذلك لجهالتنا بحال هذا المبهم ، إلا المبهم من الصحابة فإن إبهامه لا يضر لأنهم عدول ثقات ، أما الحديث المهمل هو أن يروى الراوي عن شخصين متفقين في الاسم ولم ينسبهما كأن يقول عن سفيان ولم يحدد.

    14- وكل ما قلت رجاله عــلا وضده ذاك الذي قد نزلا
    قال ابن المبارك :الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
    وينقسم العلو في الإسناد إلى قسمين :
    1- علو العدد :
    وهو ما عرفه المؤلف في قوله ( ما قلت رجاله ) فكلما قل رجال الإسناد فهو عال
    وكلما كثر رجال السند فهو نازل ، لأنه كلما قلت الوسائط قل الخطأ ، ولكن هل يلزم من علو السند أن يكون أصح من النازل ؟ الإجابة : لا يلزم ذلك لأن العبرة بصحة السند وثقة الرجال
    2- علو الصفة :
    وذلك بأن يكون رجال السند أثبت وأقوى في الحفظ والعدالة ، وينقسم العلو إلى قسمين :
    ( أ ) علو مطلق ( ب ) علو نسبي
    فالعلو المطلق ( وهو من أجل أقسام العلو ) : هو القرب من النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح نظيف ( أي قلة عدد الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم )
    أما العلو النسبي : فهو أقسام كثيرة :
    1- القرب من إمام من أئمة الحديث ذي صفة علية ( كالحفظ والضبط والتصنيف )
    2- القرب بالنسبة لرواية أحد الكتب الستة أو غيرها من الكتب المعتمدة المشهورة .
    3- العلو بتقدم وفاة الراوي .
    4 العلو بتقدم السماع من الشيخ .
    وقد يكون الإسناد النازل أفضل من العالي في حالة وجود فائدة كأن يكون رجال السند النازل أوثق أو أحفظ أو أفقه ، وقال الإمام أحمد بن حنبل : الإسناد العالي سنة السلف ، وقال علي بن المديني : النزول شؤم.

    15- وما أضفته إلى الأصحاب من قول وفعل فهو موقوف زكن
    الأصحاب : الصحابة رضي الله عنهم ، والصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لحظة .
    والمعنى : أي ما أضفته أيها الراوي إلى الأصحاب يسمى موقوفا ، زكن أي علم .
    من قول وفعل : يستثنى من ذلك ما ثبت له حكم الرفع من قول الصحابي أو فعله ، فإنه يكون مرفوعا حكما كما سبق .

    16- ومرسل منه الصحابي سقط وقل غريب ما روى راو فقط
    المرسل لغة : المطلق ، واصطلاحا على معنيين :
    الأول : ما سقط منه راو في أي مكان كان من سلسلة السند ، فقبل تأصيل علم الحديث كان يطلق مرسل على أي مكان يسقط منه الراوي .
    الثاني : هو الذي يغلب في الاصطلاح وهو : ما سقط منه الصحابي أي أن التابعي ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يذكر فيه الصحابي ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف ، والعلة عدم اتصال السند ، واستدرك بعضهم على الناظم فقال :
    مرسل من فوق تابع سقط وقل غريب ما روى راو فقط
    لأن سقوط الصحابي لا يضر وجهالته لا تضر ، والصحيح أنه ليس كل مرسل ضعيفا ، ويمكن للمرسل أن لا يسمع الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم .
    وقل غريب ما روى راو فقط : الغريب مشتق من الغربة
    الغريب في الحديث : ما رواه راو واحد فقط حتى ولو كان الصحابي فهو غريب ، والغرابة إما أن تكون في أصل السند أو في أثناء السند
    والحديث الغريب : هو ما كان في طبقة أو أكثر راو واحد فقط ، مثل حديث عمر بن الخطاب ( إنما الأعمال بالنيات....) ولا يشترط أن يكون الحديث الغريب ضعيفا ، والحديث من حيث نقله إلينا : متواتر وآحاد
    فالمتواتر : ما رواه جمع عن جمع تحيل العادة تواطؤهم على الكذب ويكون مستنده الحس ( أي الرؤية والسماع ) كحديث ( من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ، وكأحاديث الشفاعة والرؤية .
    مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب
    ورؤية وشفاعــــــة الحوض ومسح خفين وهذي بعض

    17- وكل ما لم يتصل بحال إسناده منقطع الأوصال
    وكل ما : كل حديث أو كل إسناد
    لم يتصل إسناده فإنه يسمى منقطعا مثل ( أ ) يروي عن ( ب ) و( ب ) يروي عن(ج) فإذا روى ( أ ) عن ( ج ) فهو انقطاع ، لأنه ليس هنا اتصال للسند .

    ويقسم العلماء الانقطاع إلى أربعة أقسام :
    1- الانقطاع من أول السند أي من بداية المصنف ويسمى ( المعلق ) مثل مرويات البخاري ، والمعلق : هو ما حذف من أول إسناده راو أو أكثر وحكم معلقات البخاري الصحة إذا كانت بصيغة الجزم كأن يقول : قال
    2- الانقطاع من آخر السند أي من آخر الحديث ويسمى ( المرسل )
    3- الانقطاع من أثناء السند بواحد فقط حتي لو في كل طبقة ويسمى ( المنقطع )
    4- الانقطاع من أثناء السند باثنين فأكثر على التوالي ويسمى ( المعضل )

    18 – والمعضل الساقط منه اثنان وما أتى مدلســا نوعـــان
    الإعضال هو الإعياء والحديث المعضل هوا لساقط منه اثنان أو أكثر على التوالي لا على التفريق كمالك يروي عن النبي مباشرة ، فبين مالك هناك راويان فيعد معضلا .
    وما أتى مدلسا نوعان : المدلس مأخوذ من التدليس ، وأصله من الدلسة أي الظلمة .
    والتدليس في الحديث ينقسم إلى قسمين :

    19- الأول الإسقـاط للشيــــخ وأن ينقل عمن فوقه بعن وأن
    20- والثاني لا يسقطه لكن يصف أوصافه بما به لا ينعـرف
    1- تدليس إسناد 2- تدليس شيوخ
    1- تدليس الإسناد : وذلك بأن يسقط الراوي شيخه ويروي عمن فوقه بصيغة ظاهرها الاتصال فهذا تدليس ، وهو في الحقيقة لم يكذب بل هو صادق لكن لعل هناك بعض الأسباب تحمل الراوي على التدليس ، كأن يريد الراوي أن يخفي نفسه لئلا يقال عنه أنه أخذ عن هذا الشيخ مثلا ، أو أخفى ذلك لغرض سياسي لخشية على نفسه من سلطان ونحوه ، أولأن
    الشيخ الذي أسقطه غير مقبول الرواية أو ضعيف الحفظ ..... ، لكن أسوأها أن يكون الشيخ غير عدل فيسقطه ليصبح الحديث مقبولا .
    2- تدليس الشيوخ : وهو أن لا يسقط الشيخ ولكن يصفه بأوصاف لا يعرف بها كأن يلقبه بلقب غير لقبه أو بصفة عامة ، كأن يقول حدثني من جلس للتحديث أو من يتكلم ...والدافع الذي دفع الراوي لذلك حتي لا يوسم الحديث بالضعف أو لأسباب أخرى
    فلا يقبل حديث المدلس ولو كان ثقة إلا إذا صرح بالتحديث فحينئذ يكون متصلا ، وهناك أنواع أخرى من التدليس مثل :

    1- تدليس التسوية : وهو إسقاط الضعيف بين الثقتين وهو من أقبحهم .
    2- تدليس العطف : كأن يقول الراوي حدثنا فلان وفلان وهو لم يسمع من الثاني .
    3- تدليس السكوت : كأن يقول الراوي حدثنا أو سمعت ثم يسكت برهة ثم يقول هشام بن عروة .
    4- تدليس القطع : وهو أن يحذف الصيغة ويقتصر على قوله مثلا الزهري عن أنس .
    5- تدليس صيغ الأداء : وهو ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث عن الإجازة موهما بالسماع. .
    21- وما يخالف ثقة فيه الملا فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
    فالحديث الشاذ هو الذي يخالف فيه الراوي الثقات أو من هو أوثق منه أو من هو أرجح منه عددا عدالة وضبطا ، والملا : الحفاظ العدول ، ومقابل الشاذ المحفوظ مثل حديث ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح ، وحديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحدى نسائه لما صامت يوم السبت :
    أصمت أمس ؟ قالت : لا. قال أتصومين غدا ؟ قالت : لا. قال فأفطري ) رواه البخاري
    فالحديث الأول شاذ لأنه خالف ما في البخاري ، والصحيح أنه لا يخالفه ، لكن فقهيا حمل النهي على إفراد يوم السبت بصيام ، وإذا أمكن الجمع فلا شذوذ ، وإذا ضربت أمثلة نجد أن الشذوذ لا يشترط أن يكون في حديث واحد بل قد يكون في واحد أو إثنين أو أكثر .
    فالشاذ هو ما خالف الثقات أو من هو أوثق منه ، ويقابله الحديث المحفوظ .
    والمنكر هو ما خالف فيه الضعيف الثقات وهو أسوأ من الشاذ ويقابل المنكر المعروف .
    أما الحديث المقلوب فقد ذكره الناظم في البيت التالي :
    22- إبدال راو ما براو قسـم وقلب إسناد لمتن قسـم
    والمقلوب ينقسم إلى قسمين :
    القسم الأول : ( إبدال راو ما براو ) وهو ما يسمى بقلب الإسناد ، مثال : إذا قال حدثني يوسف عن يعقوب ، فينقلب الإسناد ويقول حدثني يعقوب عن يوسف ، وهذا أكثر ما يقع خطأ أو نسيانا ، لأنه لا توجد فائدة من تعمد ذلك ، ومن أشهر الكتب التي ألفت في المقلوب كتاب ( رفع الارتياب ) للخطيب البغدادي ، والمقلوب من قسم الضعيف لأنه يدل على عدم ضبط الراوي ، وقد يتطرق الوهن إلي متن الحديث .
    القسم الثاني : ( وقلب إسناد لمتن ) ويعني أن يقلب إسناد المتن لمتن آخر مثل أن يروي رجل حديثا من طريق ( أ ) عن ( ب) عن ( ج) عن ( د ) وحديثا آخر من طريق ( هـ ) عن ( و ) عن ( ز ) عن ( ح ) ، فجعل الإسناد الثاني للحديث الأول وجعل الإسناد الأول للحديث الثاني مثلما فعل مع البخاري رحمه الله عندما اختبره أهل العراق ، والغالب منه يقع للاختبار ، وقد يقع غشا بحيث يكون هذا الرجل يريد أن يروج هذا الحديث لكن يكون إسناده ساقطا يعني كلهم ضعفاء ، فيأتي بإسناد صحيح ويركبه عليه فهو نوع من التدليس بل كذب وسرقة وهذا من فعل الوضاعين ، وهناك قسم آخر وهو قلب المتون ، وهذا الذي يعتني به الفقهاء وأما قلب الإسناد فيعتني به المحدثون. لأن الحكم قد يتغير بتغير المتن ، وقلب المتن وارد مثل حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.....) الحديث ( متفق عليه ) وفيه ( ... رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه...) فقلبه بعض الرواة فقال : ( ... حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله .... ) فهذا مقلوب متنا.

    23- والفرد ما قيدتـه بثقــة أو جمع أو قصر على رواية
    هناك أحاديث تسمى أحاديث الفرد وهي كما ذكرها المؤلف أنواع :
    1- ما قيد بثقة 2- ما قيد بجمع 3- ما قيد برواية
    فالفرد : هو أن ينفرد الراوي بالحديث ، كحديث ( إنما الأعمال بالنيات ) ، والغالب على الأفراد الضعف لكن بعضها متلقى بالقبول لأنه بعد القرون الثلاثة كثر الرواة ، فتجد الشيخ الواحد له ستمائة راو ، فإذا انفرد عنه واحد فإن هذا يوجب الشك . لكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم تكثر الفردية وكذلك في عهد التابعين .
    1- ما قيد بثقة : أي ما انفرد به ثقة ولم يروه غيره كحديث عمر السابق ، فقد حصل الإفراد فيه في ثلاث طبقات من رواته ومع ذلك فهو صحيح .
    2- ما قيد بجمع : ومراده بالجمع أهل البلد أو أهل القرية أو القبيلة وما أشبه ذلك ، مثل فلان تفرد برواية هذا الحديث عن الشاميين أو الحجازيين... وهذا يسمى فرد نسبي .
    3- ما قيد برواية : مثل أن يقال لم يرو هذا الحديث بهذا المعنى إلا فلان ، فنجد أن القصر في الرواية فقط ، وإلا فالحديث من طرق أخرى مشهور .
    24- وما بعلة غموض أو خفــــــا معلل عندهم قد عرفـــــــــا
    يقال الحديث المُعَلّ أو المُعَلَّل أو المَعْلُول ، وأقربها من حيث اللغة والصواب ( مُعَلّ ) والعِلَّة : هي وصف خفي يقدح في صحة الإسناد ولا يطلع عليه إلا الجهابذة من علماء الحديث كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني ، فالحديث المعل : هو الذي يكون ظاهره الصحة لكن فيه علة خفية قادحة ، كأن يقال إن فلانا قد قدم البلد الفلاني بعد موت شيخه الذي روى عنه وتكون العلة في السند والمتن . والعلة في المتن والسند ستة أنواع :
    1- علة في السند تقدح في السند وتقدح في المتن .
    2- علة في السند لا تقدح لا في السند ولا في المتن .
    3- علة في السند تقدح في السند دون المتن .
    4- علة في المتن تقدح في المتن وتقدح في السند .
    5- علة في المتن لا تقدح لا في المتن ولا في السند .
    6- علة في المتن تقدح في المتن دون السند .


    25- وذو اختلاف سند أو متـــن مضطرب عند أهيل الفـــــن
    الاضطراب لغة : الاختلاف ، وفي الاصطلاح :
    هو الذي اختلف الرواة في سنده أو متنه على وجه لا يمكن فيه الجمع ولا الترجيح .
    فالاختلاف في السند مثل أن يرويه بعضهم متصلا وبعضهم يرويه منقطعا .
    والاختلاف في المتن مثل أن يرويه بعضهم على أنه مرفوع وبعضهم يرويه على أنه موقوف . فإن أمكـــن الجمــــع فلا اضطـــراب وإن أمكـــن الترجيح أخذنا بالراجح ولا اضطراب حينئذ ، مثل حديث حج النبي صلى الله عليه وسلم ، هل حج متمتعا مفردا أو قارنا ، والصحيح أنه حج قارنا ، وهناك شرط ثالث وهو أن لا يكون الاضطراب في أصل المعنى مثل حديث جمل جابر بن عبد الله رضي الله عنه .
    والمراد بالفن عند العلماء هو الصنف ، وأهيل : تصغير أهل وصغرت للحفاظ على تمام البيت .

    26- والمدرجات في الحديث ما أتت من بعض ألفاظ الرواة اتصلت
    المدرجات : جمع مدرجة .
    والحديث المدرج : هو ما أدخله أحد الرواة في الحديث بدون بيان ، فالمدرج ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه من كلام أحد الرواة ، ويأتي الراوي به أحيانا إما لتفسير كلمة في الحديث أو غير ذلك ، ويسمى إدراجا في المتن ، وهناك إدراج في الإسناد ، وقد يكون الإدراج في أول الحديث أحيانا وأحيانا في أوسطه وأحيانا في آخره .
    ويعرف الإدراج بأمور :
    1- إما بالنص حيث يأتي من طريق آخر ويبين أنه مدرج .
    2- وإما بإستحالة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله وذلك لظهور خطأ فيه أو قرينة تدل على ذلك .
    من بعض ألفاظ الرواة اتصلت : يعني ما أتت متصلة بالحديث دون بيان .

    27- وما روى كل قرين عن أخـه مدبج فاعرفه حقا وانتخـــه
    ذكر المؤلف رحمه الله رواية الأقران ، والأقران جمع قرين والقرين المصاحب لمن روى عنه الموافق له في السن أو في الأخذ عن الشيخ . فإذا روى كل منهما عن الآخر حديثا أو أكثر فهو حديث مدبج كأن تروي عائشة عن أبي هريرة والعكس .
    وإذا روى أحدهما عن الآخر ولا عكس فتسمى عند المحدثين رواية الأقران . كمالك والأوزاعي طبقة واحة اشتركوا في شيخ والسن متقارب .
    انتخه : تباهى بذلك .


    28- متفق لفظا وخطا متفق وضد فيما ذكرنا المفترق
    هذان قسمان من أقسام الحديث هما المتفق والمفترق ، وهما في الحقيقة قسم واحد ، وهذا القسم يتعلق بالرواة وهو ما إذا وجدنا اسمين متفقين لفظا وخطا لكنهما مفترقان ذاتا .
    المتفق والمفترق : هو أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آباءهم فصاعدا أو الكنى والأنساب ونحو ذلك خطا ولفظا مع اختلاف أشخاصهم مثل الخليل بن أحمد ستة أشخاص أولهم شيخ سيبويه عالم اللغة ، وهذا العلم يحتاج إليه لئلا يقع
    الاشتباه ، فمثلا كلمة ( عباس ) اسم لرجل مقبول الرواية وهو اسم لرجل آخر غير مقبول الرواية ، فهذا يسمى المتفق المفترق ، فلا نحكم بصحة حديث حتى يتبين الاتفاق والإفتراق .

    29- مؤتلف متفق الخط فقــط وضده مختلف فاخش الغلــط
    فالمؤتلف ضد المختلف .
    المؤتلف والمختلف : أن تتفق الأسماء أو الألقاب أو الأنساب خطا وتختلف لفظا مثل ( سريج - شريح ) ( يسار - بشار ) ( سلام - سلام ) ( حرام - حزام ) وفائدته عدم الوقوع في التصحيف ونحو ذلك .
    وسمي مؤتلفا لائتلافه خطا ، وسمي مختلفا لاختلافه نطقا
    وهناك نوع ثالث يسمى المتشابه مثل ( محمد بن عقيل - محمد بن عقيل ) ( محمد بن حبير - محمد بن جبير ) .
    ** فائـــدة :
    الإعجام : هو تنقيط الحروف ، وضده المهمل الذي ليس عليه نقط .
    أعلمه الرماية كل يوم فلما استد ساعده رماني
    استد : أصبح سديدا ، اشتد : أصبح شديدا .

    30- والمنكر الفرد به راو غـدا تعديله لا يحمـل التفـردا
    المنكر : ما رواه الضعيف مخالفا للثقة أو الثقات . أو
    ما انفرد بروايته راو لا يرتقي - من جهة عدالته وضبطه – إلى مرتبة القبول . كمن جرح بفسق أو فرط غفلة أو كثرة غلط ، والمتروك اشد منه ضعفا ويقابل المنكر الحديث المعروف. وهو رواية الثقة المخالفة لرواية الضعيف .


    31- متروكه ما واحد به انفرد وأجمعوا لضعفه فهو كرد
    المتروك : ما رواه راو ضعيف أجمع العلماء على ضعفه ، فخرج منه ما رواه غير الضعيف وما رواه الضعيف الذي اختلفوا فى تضعيفه ، ( قال ابن حجر العسقلاني في النخبة : المتروك ما رواه راو متهم بالكذب ) ، والمتروك ينزل حديثه إلى درجة تقترب من الوضع . ومتهم ليس مقطوع بكذبه لكن تجنبه العلماء ، أو جاء بحديث مخالف للقواعد الكلية ، أو يكون راو كثر خطؤه كعمرو بن شمر .

    32- والكذب المختلق المصنـوع على النبي فذلك الموضـوع
    الموضوع : الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأحاديث الموضوعة كثيرة ألف فيها العلماء مؤلفات منفردة مثل ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) و ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) للإمام الشوكاني رحمه الله تعالى .
    قال العلماء : لا عبرة بوضع ابن الجوزي ، ولا بتصحيح الحاكم ، ولا بإجماع ابن المنذر ، لأنهم متساهلون . والأحاديث الموضوعة لها أسباب منها داعى الشهرة أو ما يضعه بعض التجار ومنها التعصب لمذهب أو لطائفة أو على مذهب أو على طائفة مثل الرافضة ( الشيعة ) فإنهم وضعوا أحاديث موضوعة في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالشيعة من أكذب الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث ( علي خير البشر فمن شك في ذلك فقد كفر ) وما وضعه البهائيون كحديث ( أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله ). وما وضعه بعض الأحناف في أبي حنيفة. ومثال للحديث للموضوع ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) رواه أحمد والبيهقي والصحيح أنه من كلام مالك بن دينار. وحديث ( حب الوطن من الإيمان ). وركاكة اللفظ والمعنى ( مثل أن يجمع بين النقيضين ) فهي تدل على ضعف الحديث ووضعه وحكم الوضع هو الرد وعدم القبول ، والتحدث به حرام إلا من تحدث به ليبين أنه موضوع ، ولا بد عند ذكره أن يذكر بصيغة التمريض كأن يقال: قيل - روي - حكي .
    ثم قال الناظم البيقوني رحمه الله تعالى :
    33- وقد أتت كالجوهر المكنون سميتها : منظومة البيقوني
    34- فـوق الثلاثين بأربعة أتــت أبياتها ثم بخيـــر ختمــــــت

    وهنا تم بحمد الله تعالى الانتهاء من اختصار شرح المنظومة البيقونية للعلامة طه محمد البيقوني رحمه الله تعالى في علم مصطلح الحديث فرحم الله الناظم ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين شارحها وأسأل الله أن يرحم مختصرها إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    الفقير إلى عفو ربه،
    محمد حسن نور الدين إسماعيل
    السبت 23 من شهر ربيع الأول عام 1424 هـ
    24 من شهر مايو عام 2003 م


    الفهرس

    الموضوع الصفحة
    المقدمة 2
    متن المنظومة البيقونية 3
    مصطلحات خاصة بعلم مصطلح الحديث 5
    تعريف الحديث الصحيح وشروطه 6
    أقسام الجرح والتعديل 7
    طرق التحمل وصيغ الأداء 8
    الحديث الحسن والضعيف 10
    الحديث المرفوع والمقطوع 11
    الحديث المرفوع حكما والحديث المسند 12
    الحديث المتصل والمسلسل والعزيز 12
    الحديث المشهور والمعنعن والمبهم 13
    الإسناد وأنواعه 14
    الحديث الموقوف والمرسل والغريب 14
    الحديث المنقطع والمعضل 15
    الحديث المدلس وأنواع التدليس 16
    الحديث الشاذ والحديث المقلوب 17
    الحديث الفرد والحديث المُعَلّ 18
    والحديث المضطرب 19
    الحديث المدرج والمدبج والمتفق والمفترق 20
    الحديث المؤتلف والمختلف 20
    المنكر والمتروك والموضوع 20


    lojwv avp hglk/,li hgfdr,kdi td ugl lw'gp hgp]de


  2. #2
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    جميل ... بل عمل مميز !
    سلمت يداك وحفظك الله ورعاك !

  3. #3
    عضو منتسب الصورة الرمزية محمد عبد الرازق عبد الباسط
    تاريخ التسجيل
    12-04-2016
    الدولة
    الشريف السمهودي من قريه سمهود مركز ابو تشت محافظه قنا
    العمر
    36
    المشاركات
    5

    افتراضي حفظكم الله ورعاكم سيدي الشريف

    هذه اول مشاركاتي في هذا المنتدي الطيب المبارك اشكر القائمين عليه وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

  4. #4
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    [align=right]
    بارك الله فيك اخي الكريم الاستاذ محمد و نفع بعلمك و خلقك , و مرحبا بك في موقعك و بين اهلك و محبيك تفيد و تستفيد .
    [/align]

  5. #5
    عضو منتسب الصورة الرمزية محمد عبد الرازق عبد الباسط
    تاريخ التسجيل
    12-04-2016
    الدولة
    الشريف السمهودي من قريه سمهود مركز ابو تشت محافظه قنا
    العمر
    36
    المشاركات
    5

    افتراضي

    انا بشكر حضرتك جدا د.ايمن وهذا هو حسن ظني بكم اخي الكريم وجزاك الله خيرا واسأل الله العظيم ان يؤلف بين قلوبنا وان يجمع شمل المسلمين اجمعين وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

  6. #6

    افتراضي

    بارك الله فيك ونفع بك وحماك وحفظك ورعاك وسدد خطاك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. علم مصطلح الحديث من الألف للياء
    بواسطة طارق حلمي رمضان العقيلي في المنتدى مجالس علوم الحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2022, 08:07 PM
  2. كثير من النسابين يجهلون معنى مصطلح (راو ثقة) عند علماء الحديث.
    بواسطة الدكتور احمد عبد الله العوضي في المنتدى ساحة التواصل بين الاعضاء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2020, 05:06 PM
  3. الوجيز في مصطلح الحديث
    بواسطة د سليم الانور في المنتدى مجلس مصطلح الحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2017, 02:51 PM
  4. مصطلح الحديث بين المتقدمين و المتأخرين , الشيخ محمد الامين
    بواسطة خادم القران في المنتدى مجلس مصطلح الحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-07-2017, 01:18 PM
  5. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-06-2010, 01:18 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum