النتائج 1 إلى 40 من 40

الموضوع: الصوفية و الانساب . حلقة نقاشية الليلة

حلقة الليلة النقاشية: الصوفية و أثرها على الانساب اخواني الاحباب , الفكر الصوفي كان سائدا في العالم الإسلامي في العصر الوسيط , و كان له مؤيدوه من الفقهاء و

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي الصوفية و الانساب . حلقة نقاشية الليلة


    حلقة الليلة النقاشية:
    الصوفية و أثرها على الانساب
    اخواني الاحباب , الفكر الصوفي كان سائدا في العالم الإسلامي في العصر الوسيط , و كان له مؤيدوه من الفقهاء و العلماء بل و حتى الملوك و السلاطين , و كذلك كان له معارضوه و متهموه بالشطح و البدعية و مخالفة صحيح السنة .
    كانت هذه مقدمة فقط للولوج الى سؤال هام يخص مجال الانساب و هو :
    ما هو تأثير الصوفية الإيجابي و السلبي على علم الانساب ؟؟
    دعونا نستمتع بتعليقاتكم الثرية دون الولوج الى الجدل الفقهي المذهبي ...
    الصوفية الانساب 150777569123241.jpg



    hgw,tdm , hghkshf > pgrm krhadm hggdgm


  2. #2
    مشرف مجلس قبائل العراق و الاحواز
    تاريخ التسجيل
    13-08-2010
    العمر
    75
    المشاركات
    157

    افتراضي

    من سلبيات الصوفيه انهم ادخلوا نسبهم في نسب الطريقة وصاحبها… اعني حملوا نسب ال البيت وليسوا منهم . وعندنا كثير من الشواهد ..ومثلا يوم ما قال لي احد معارفي انه يملك سلسلة جده وانه من السادة ..واستغربت من ذلك لاني اعلم علم اليقين نسبهم القحطاني وشهرتهم بذلك. زرته في داره فأخرج لي نسب قديم موضوع في اسطوانة معدنية وبعد ان لاحظثه واذا هو صاحب الطريقة الصوفيه من جده اخذها عن فلان عن فلان حتى يصل الى الحسين عليه السلام .. وامثال ذلك كثيره ..

  3. #3
    مشرف عام مجالس قبائل مصر - عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية أبوالوفا بدوي الشريف
    تاريخ التسجيل
    16-09-2017
    الدولة
    مصري من اصول حجازية
    المشاركات
    818

    افتراضي

    وبين أن الفكر الصوفي نشر الخرافات والدجل والشعوذة وساهم في تدمير الأخلاق وحارب المتصوفة العلم والجهاد والبصيرة في الدين بل والزواج والعمل والكسب، وحاربوا القرآن والسنة وأبعدوا الناس عن تعليمها بكل سبيل زاعمين تارة أن القرآن والسنة علم أوراق وظواهر وأن علمهم الباطني علم أرواح وحقائق وإطلاع على الغيب ومشاهدة , بل وصل الأمر بهم أن زعموا أن أورادهم وأذكارهم تفضل ما في القرآن والسنة آلاف بل عشرات الآلاف من المرات , ووصفوا كل علماء الشريعة بأنهم محجوبون مرتزقة جامدون لم يتذوقوا الحقائق ولم يشاهدوا الغيب في حين زعموا اختصاصهم وحدهم بذلك .

  4. #4
    مشرف عام مجالس قبائل مصر - عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية أبوالوفا بدوي الشريف
    تاريخ التسجيل
    16-09-2017
    الدولة
    مصري من اصول حجازية
    المشاركات
    818

    افتراضي

    فتحدث أولا عن الكتاب والسنة عقيدة فبين عقائد العرب والعجم قبل الإسلام والعقيدة في كتب اليهودية والنصرانية وخاصة تحريفاتهم في العقيدة الصحيحة التي انزلت عليهم من عند الله ثم ذكر فلسفات اليونايين والفرس والهنود في شأن الإله الخالق , ثم تحدث عن عقيدة الإسلام وتصحيحها لكل العقائد السابقة بهذا المعين الصافي التي جاءت به
    ثم ذكر أن العقيدة الإسلامية ترتكز على أصلين يتفرع منهما أفرع كثيرة وهما :
    1- أن الله سبحانه يتصف بكل صفات الكمال والجمال والجلال وينتفي عنه أضداد ذلك.
    2- توحيد الطريق إليه فلا يحكم في شؤون الناس غيره ولا يتقرب إليه بما شرع هو سبحانه وتعالى
    ثم تحدث ثانيا عن الكتاب والسنة منهجا : فبين أن للتشريع ميادين كثيرة منها العبادات، والمعاملات، والسياسة وأمور المعاش والحياة، وقال أن باب الاجتهاد مفتوح فيها جميعا إلا العبادات فليس فيها اجتهاد , وان كل ما يُتقرب به إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ من أعمال يجب الوقوف فيها عند الحد المشروع فيه ولم يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم – كمشرع -لأحد أن يزيد على ما قال فيها، أو أن يبدل شيئًا منها , ثم ذكر الأدلة على هذا من سيرته صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة الصحيحة
    الباب الثاني: مجمل تاريخ الشريعة الصوفية
    فبدأ هذا الباب بفصل فرعي وهو :
    الفصل الأول: لمحة سريعة عن تاريخ التصوف
    فبدأ بعدم وجود تاريخ دقيق لبداية ظهور ما سمي بالتصوف في الإسلام وإن كان ذكر أن الإمام الشافعي عندما دخل مصر قال: تركت بغداد وقد أحدث الزنادقة فيها شيئًا يسمونه السماع فيقول أن الزنادقة الذين عناهم الشافعي هم المتصوفة (والسماع) هو الغناء والمواجيد والمواويل التي ينشدونها وذكر أن الشافعي قد انتقص من شأن المتصوفة فقال " (لو أن رجلًا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يكون أحمقا) (1) وقال أيضًا: " ما لزم أحد الصوفية أربعين يومًا فعاد إليه عقله أبدًا " (2)
    وكذلك كان الإمام ابن حنبل الذي نُقلت عنه كلمات كثيرة في ذم المتصوفة والتحذير منهم ومن مجالستهم
    وهنا ينقل الكاتب ملاحظة بالغة في الدقة والخطورة معا أن أساطين الفكر الصوفي جميعهم بلا استثناء في القرن الثالث والرابع الهجريين كانوا من الفرس ولم يكن فيهم عربي قط مما يعزز ويقدم لفصل قادم في نفس الكتاب حول العلاقة الوثيقة بين التصوف والتشيع
    الفصل الثاني: لمحة عن العقيدة والشعائر الصوفية
    وفي هذا الفصل يتحدث عن جوانب من عقيدتهم في الله سبحانه مثل الحلول والاتحاد , وفي الرسول صلى الله عليه وسلم , فمنهم المنتقص من مقامه الشريف كرأي بعضهم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم – حاش لله – لا يصل إلى مقام أوليائهم ومثاله ما قاله البسطامي: (خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله) , ومنهم المبالغ فيه مثل قولهم أن الرسول محمد هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وأنه هو أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه
    وذكر عقيدتهم في الأولياء حيث جعلوهم في مقام الأنبياء أو فوقهم ومنهم من رفعوه لمقام الله سبحانه لينازع ربه صفات الألوهية فهم يخلقون ويرزقون ويحييون ويميتون ويتصرفون في الكون كالأبدال السبعة أو الأقطاب الأربعة وغيرهم .
    وذكر عقيدتهم في الجنة والنار وعقيدتهم في إبليس وفرعون واعتقادهم ففي العبادات فذكروا أنها عبادات للعوام وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة أو خاصة الخاصة ولذلك فإن لهم عبادات مخصوصة وذكر اعتقادهم في الحلال والحرام الذي كان بعضهم يعتقد أنه لاشيء يحرم عندهم أو اعتقد أن الله قد أسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره.
    وربما كانت كل هذه العقائد الفاسدة السابقة مقدمة لتلك النتيجة التي ارادها أعداء الله للإسلام وهي عقيدتهم في الحكم والسلطان والسياسة
    وحكمهم بعدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد !!!
    الباب الثالث: نشأة العقيدة الصوفية وتطورها
    بين الكاتب أن الفكرة الصوفية نشأت قبل الإسلام ثم انتقلت بعد ذلك إلى الفكر الإسلامي عن طريق الزنادقة المجوس وأنه لا علاقة بينها وبين الرهبانية في النصرانية أو الزهد في الإسلام فلكل منهم مفهومه الخاص المستقل
    وقسم هذا الباب لعدة فصول منها :
    الفصل الأول: طريق الهداية الصوفي
    الفصل الثاني: طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفًا
    الفصل الثالث: التنفير من الطريق الشرعي للهداية
    الفصل الرابع: القول بالحلول
    الفصل الخامس: القول بوحدة الوجود
    الفصل السادس: طريقة المتصوفة في الإعراب عن عقيدتهم الباطنية
    الفصل السابع: الحقيقة المحمدية في الفكر الصوفي
    الفصل الثامن: الخضر ـ عليه السلام ـ في الفكر الصوفي
    الفصل التاسع: الكشف الصوفي
    الفصل العاشر: المعراج الصوفي
    الفصل الحادي عشر: الولاية الصوفية
    الباب الرابع: الشريعة الصوفية
    فبعد أن عرف في الفصل السابق بالعقيدة الصوفية تحدث عن الشريعة الصوفية والتي يعني بها العمل الظاهر والمنهج العملي الذي سلكه رجال التصوف لكي يضللوا العامة ويصلوا إلى العقيدة الباطنية , وجاء الباب في فصول وهي
    الفصل الأول: الذكر الصوفي وذكر فيه كيفية تتلقى الأذكار عند الصوفية وأيضا التلقي العلم والشرع من القبور وساكنيها مع تأليف لفضائل مكذوبة للأذكار الصوفية
    الفصل الثاني: الشطح الصوفي وقال أنهم استحدثوا هذا اللفظ لتبرير وجود عبارات الكفر والزندقة الذي فاضت به كتبهم وروي عن مشايخهم
    الفصل الثالث: قواعد التربية في المنهج الصوفي وهي على ثلاثة محاور أولها الأهداف الخاصة للتربية وشروطها في المريد (وهو الاسم الذي أطلقوه على الطالب أو المبتدئ) وثانيها الشروط الخاصة بشيخ الطريق وثالثها المنازل التي يسير فيها السالك في دربهم .
    الفصل الرابع: الطرق الصوفية فذكر فيه معنى الطريقة الصوفية وتاريخ نشأتها ونماذج من كالتجانية والرفاعية فذكر نماذج من أفكارهم وأقوالهم وعقائدهم الفاسدة وشعائرهم الخارجة .
    الباب الخامس: الصلة بين التصوف والتشيع
    فذكر أوائل المتصوفة وعلاقتهم بالتشيع مثل جابر بن حيان الكيميائي وغيره ثم ذكر أوجه التلاقي بين التصوف والتشيع مثل ادعاء العلوم الخاصة وحدد وجها قويا من وجوه التلاقي والتشابه وهو التشابه بين الإمامة الشيعية والولاية الصوفية , وأيضا قولهما أن للدين ظاهرا وباطنا وأيضا تقديسهما للقبور وزيارتهما للمشاهد وتشابههما في العمل على هدم الدولة الإسلامية
    ثم ذكر نبذة عن الحلاج وأفكاره ومعتقداته ثم ذكر الطريقة البكتاشية وذكر أيضا أفكارها ومعتقداتها وأماكن انتشارها وأورادها وغير ذلك
    الباب السادس والأخير : أئمة الإسلام والتصوف
    فذكر المؤلف أنه لم تعرف كلمة التصوف قط في عصر الصحابة ولا التابعين ولذلك لم يدركها الإمامان أبو حنيفة ومالك ـ رضي الله عنهما وذكر موقف الإمامين الشافعي وابن حنبل منها وذكر أيضا رأي الإمام أبي زرعة الدمشقي والإمام أبي اليسر البزودي وابن الجوزي وأخيرا أقوال الإمام ابن تيمية رحمهم الله جميعا
    وفي النهاية جزى الله الكاتب كل خير على ما وضحه من عقيدة الصوفية ونشأتها وعلاقتها بالتشيع وهي النقطة التي يجب على المسلمين تفهمها في الوقت الحالي الذي تمتطي فيه إيران الشيعية صهوة جواد الصوفية في مصر وغيرها لكي تعبر عليها إلى الأمة الإسلامية

  5. #5
    مشرف مجلس قبيلة عتيبة الهيلاء
    تاريخ التسجيل
    09-01-2010
    المشاركات
    790

    افتراضي

    من عجائب ما رأيت في الصوفية فيما يخص الأنساب شيئاتن:

    الأول: عائلة صوفية تنتسب إلى محمد المهدي بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر عند الإمامية الجعفرية مع العلم أنه حتى الإمامية مقرون أن محمد المهدي لا عقب له بل هو مختف في السرداب بينما أهل السنة يؤكدون على أن العسكري ليس له ولد اسمه محمد المهدي وأن محمد المهدي شخصية وضعها الرافضة ليتموا به أئمتهم الاثني عشر فقط فلا أدري كيف خرجت هذه الأسرة الصوفية من عقب محمد المهدي هذا!!!!

    الثاني: أسرة حضرمية تدعي الإنتساب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولما طولبوا بالدليل قالوا عرفنا ذلك من خلال الكشف!!! أي من خلال المنامات طيب أنا بودي تانتسب للنبي وأقول أنا عرفت ذلك من خلال الكشف فهل هناك أحد سوف يصدقني أو أحد سوف يكذبني؟! وهل الأنساب تثبت بهذه الطريقة شرعاً؟!

  6. #6
    مشرف عام مجالس قبائل مصر - عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية أبوالوفا بدوي الشريف
    تاريخ التسجيل
    16-09-2017
    الدولة
    مصري من اصول حجازية
    المشاركات
    818

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر بن عبيد العتيبي مشاهدة المشاركة
    من عجائب ما رأيت في الصوفية فيما يخص الأنساب شيئاتن:

    الأول: عائلة صوفية تنتسب إلى محمد المهدي بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر عند الإمامية الجعفرية مع العلم أنه حتى الإمامية مقرون أن محمد المهدي لا عقب له بل هو مختف في السرداب بينما أهل السنة يؤكدون على أن العسكري ليس له ولد اسمه محمد المهدي وأن محمد المهدي شخصية وضعها الرافضة ليتموا به أئمتهم الاثني عشر فقط فلا أدري كيف خرجت هذه الأسرة الصوفية من عقب محمد المهدي هذا!!!!

    الثاني: أسرة حضرمية تدعي الإنتساب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولما طولبوا بالدليل قالوا عرفنا ذلك من خلال الكشف!!! أي من خلال المنامات طيب أنا بودي تانتسب للنبي وأقول أنا عرفت ذلك من خلال الكشف فهل هناك أحد سوف يصدقني أو أحد سوف يكذبني؟! وهل الأنساب تثبت بهذه الطريقة شرعاً؟!
    هل معك دليل قاطع ان الحسن العسكري ليس لة ذرية
    وما هي العائلة الصوفية التي تنتسب له حتي نحقق نسبها

  7. #7
    مشرف عام مجالس قبائل مصر - عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية أبوالوفا بدوي الشريف
    تاريخ التسجيل
    16-09-2017
    الدولة
    مصري من اصول حجازية
    المشاركات
    818

    افتراضي

    هل تعلم ان ذرية سيدي عبدالرحيم القنائي بقنا لقب عائلتهم هو الصوفي وصوفية
    وهم من عبد الرحيم القنائي أو عبد الرحيم القناوي عالم دين وتفسير إسلامي مغربي. السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. سمي واطلق على نفسه "عبد الرحيم" طمعا لما عاينة من وصف الرحمة وكان اسمه في بلاده بمعنى الأسد.
    وراي اخر لنسبة هنا
    السيد عبد الرحيم القنائي بن احمد بن حجون بن احمد بن محمد بن حمزة بن جعفر بن اسماعيل بن جعفر الزكي بن محمد المأمون بن ابو الحسن علي بن حسين جود الفارضي بن محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الامام الحسين بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب و السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    (المصدر : مجلة الاشراف عدد , ص428)

  8. #8
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان[1] (وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)[2]، وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به[3]، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده - كغيره من العلوم - جيلاً بعد جيل حتى جعلوه علما سموه علم التصوف، وعلم التزكية، وعلم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب: الحِكَم العطائية لابن عطاء الله السكندري قواعد التصوف، للشيخ أحمد زروق، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، والرسالة القشيرية للإمام القشيري ومن جوامع الكلم لمحمد ماضي أبو العزائم وغيرها.
    انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل محي الدين بن عربي وشمس التبريزي وجلال الدين الرومي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام كما القادة مثل صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح والأمير عبد القادر وعمر المختار وعز الدين القسام.
    نتج عن كثرة دخول غير المتعلمين والجهلة في طرق التصوف وما نتج عن ذلك من [محل شك] ممارسات خاطئة عرّضها في بداية القرن الماضي لهجوم باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات، ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام

  9. #9
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    تعريف التصوف
    من حيث اللغة والعلم
    كثرت الأقوال في اشتقاق التصوف عند المسلمين على عدة أقوال، أشهرها
    أنه من الصوفة، لأن الصوفي مع الله كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى.
    أنه من الصِّفة، إذ أن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها.
    أنه من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهل الصُفَّة وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم.
    أنه من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله؛ وتسابقهم في سائر الطاعات.
    أنه من الصوف، لأنهم كانوا يؤثرون لبس الصوف الخشن للتقشف والاخشيشان[5].
    أنه من الصفاء، فلفظة "صوفي" على وزن "عوفي"، أي: عافاه الله فعوفي، وقال أبو الفتح البستي:
    تنازع الناس في الصوفي واختلفوا وظنه البعض مشتقاً من الصوف
    ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي
    وسُئل الشبلي: لم سميت الصوفية بهذا الاسم؟ فقال: هذا الاسم الذي أُطلق عليهم، اختُلِف في أصله وفي مصدر اشتقاقه، ولم ينته الرأي فيه إلى نتيجة حاسمة بعد.[6] ويقول القشيري: "وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق والأظهر فيه أنه كاللقب".[7] وقال ابن تيمية أنهم ينسبون في رواية إلى صوفة بن أدبن طابخة قبيلة من العرب كانوا يعرفون بالنسك[5]. وكرأي آخر، يقول الشيخ ابن الجوزي في محاولته التي اعتبرها علماء آخرون تقليلاً من شأن التصوف الإسلامي، ذكر في كتابه تلبيس ابليس: يُنسب الصوفيين إلى (صوفة بن مرة) والذي نذرت له والدته أن تعلقه بأستار الكعبة فأطلق اسم (صوفي) على كل من ينقطع عن الدنيا وينصرف إلى العبادة فقط.
    وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي أنّ الصوفيّة منْ أصل صافى وصوفِيَ إليه: أي بادله الإخاء والمودّة، وتكونُ بتقرّب العبْد لربّه بالحُب والطّاعة ويُصافيه الله بقرْبه وكرامته، فنقول:الذي صوفِي مِن الله ، جلّ جلاله.
    ويقول الداعية محمد هداية: التصوف بمعناه اللغوي أي التزهد فنحن يجب أن نكون هكذا، أما التصوف بمعنى الشرك بالله وما يتبعه من مظاهر مثل مسح عتبات المساجد والصلاة في مساجد معينة فهو ليس من الإسلام في شىء.[8]
    وقد أرجع بعض الباحثين والمؤرخين المختصين بعلوم الديانات القديمة من غير المتصوفة، الكلمة إلى أصل يوناني، هو كلمة: (سوفيا)، ومعناها الحكمة. وأول من عرف بهذا الرأي: البيروني [9] ووافقه الدكتور محمد جميل غازي، الذي قال: "الصوفية كما نعلم اسم يوناني قديم مأخوذ من الحكمة (صوفيا) وليس كما يقولون إنه مأخوذ من الصوف

  10. #10
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    من حيث الاصطلاح
    كثرت الأقوال أيضا في تعريف التصوف تعريفا اصطلاحيا على آراء متقاربة، كل منها يشير إلى جانب رئيسي في التصوف، والتي منها:
    قول زكريا الأنصاري: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية[12].
    قول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان.[13].وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين مرجع، كلها لصدق التوجه إلى الله، وإنما هي وجوه فيه[14].
    قول الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني[15].
    قول أبو الحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية[16].
    قول ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة

  11. #11
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    أصل التصوف
    يُرجع الصوفية أصل التصوف كسلوك وتعبد وزهد في الدنيا وإقبال على العبادات واجتناب المنهيات ومجاهدة للنفس وكثرة لذكر الله إلى عهد رسول الإسلام محمد وعهد الصحابة، وأنه يستمد أصوله وفروعه من تعاليم الدين الإسلامي المستمدة من القرآن والسنة النبوية. وكوجهة نظر أخرى، يرى بعض الناس أن أصل التصوف هو الرهبنة البوذية، والكهانة المسيحية، والشعوذة الهندية فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ومسيحي وفارسي. بينما يرفض الصوفية المسلمون تلك النسبة ويقولون بأن التصوف ما هو إلا التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب

  12. #12
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    بداية ظهور اسم الصوفية
    يقول القشيري: «اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم "الصحابة"، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين "الزهاد" و"العُبَّاد"، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهادًا، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم "التصوف"، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة»[19].
    ويقول محمد صديق الغماري: «ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: "إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف". وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكيًا عن يحيى بن أكثم فقال: "إن المأمون يومًا لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية". فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي "أبو هاشم الصوفي" المتوفى سنة خمسين ومئة

  13. #13
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    ظهور التصوف كعلم
    بعد عهد الصحابة والتابعين، دخل في دين الإسلام أُمم شتى وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ فقام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض "الميراث" وغيرها. وبعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، من باب سد النقص، واستكمال حاجات الدين في جميع نواحي النشاط[21].
    وكان من أوائل من كتب في التصوف من العلماء:
    الحارث المحاسبي، المتوفى سنة 243 هـ، ومن كتبه: بدء من أناب إلى الله، وآداب النفوس، ورسالة التوهم.
    أبو سعيد الخراز، المتوفى سنة 277 هـ، ومن كتبه: الطريق إلى الله.
    أبو عبد الرحمن السلمي، المتوفى سنة 325 هـ، ومن كتبه: آداب الصوفية.
    أبو نصر عبد الله بن علي السراج الطوسي، المتوفي سنة 378 هـ، وله كتاب: اللمع في التصوف.
    أبو بكر الكلاباذي، المتوفي سنة 380 هـ، وله كتاب: التعرف على مذهب أهل التصوف.
    أبو طالب المكي، المتوفى سنة 386 هـ، وله كتاب: قوت القلوب في معاملة المحبوب.
    أبو قاسم القشيري، المتوفى سنة 465 هـ، وله الرسالة القشيرية، وهي من أهم الكتب في التصوف.
    أبو حامد الغزالي، المتوفى سنة 505 هـ، ومن كتبه: إحياء علوم الدين، الأربعين في أصول الدين، منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين، بداية الهداية، وغيرها الكثير. ويعد كتاب إحياء علوم الدين من أشهر -إن لم يكن الأشهر- كتب التصوف ومن أجمعها.
    وشهدت الصوفية بعد جيل الجنيد قفزة جديدة مع الإمام الغزالي خاصة كتابه إحياء علوم الدين محاولة لتأسيس العلوم الشرعية بصياغة تربوبة، تلاه اعتماد الكثير من الفقهاء أبرزهم عبد القادر الجيلاني للصوفية كطريقة للتربية الإيمانية، ويبدو أن الجيلاني وتلاميذه الذين انتشروا في كافة بقاع المشرق العربي حافظوا على الجذور الإسلامية للتصوف بالتركيز على تعليم القرآن والحديث مقتدين بأشخاص مثل الحارث المحاسبي، والدليل على ذلك أن حتى ابن تيمية رغم الهجوم الضاري الذي يشنه على الصوفية في عصره، لا يرى بأساً في بعض أفكار التصوف ويمتدح أشخاصا مثل الجيلاني وأحمد الرفاعي. وينسب المؤرخين لهذه المدارس الصوفية المنتشرة دورا كبيرا في تأسيس الجيش المؤمن الذي ساند صلاح الدين في حربه ضد الصليبيين.

  14. #14
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي


    أقوال بعض العلماء في الصوفية الصحيحة
    قال ابن خلدون في مقدمته ص 329 : ( و هذا العلم – يعني الصوفية – من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، و أصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة و كبارها من الصحابة و التابعين و من بعدهم طريقة الحق و الهداية ، و أصلها العكوف على العبادة ، و الإنقطاع الى الله تعالى ، و الإعراض عن زخرف الدنيا و زينتها ، و الزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة و مال و جاه ، و الإننفراد عن الخق ، و الخلوة للعبادة ، و كان عاماً في الصحابة و السلف ، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني و ما بعده ، و جنح الناس الى مخالطة الدنيا ، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية .

    قال الإمام النووي – رحمه الله – في كتابه مقاصد الإمام النووي في التوحيد و العبادة و أصول التصوف ص 20 :
    ( أصول طريق التصوف خمسة :
    1- تقوى الله في السر و العلانية .
    2- اتبع السنة في الأقوال و الأفعال .
    3- الإعراض عن الخلق في الإقبال و الإدبار .
    4- الرضى عن الله في القليل و الكثير.
    5- الرجوع الى الله في السراء و الضراء

    قال حجة الإسلام الإمام أبوحامد الغزالي – رحمه الله – في كتابه المنقذ من الضلال ص131 :
    ( لقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة و أن سيرتهم أحسن السيرة و طريقتهم أصوب الطرق و أخلاقهم أحسن الأخلاق .....)
    قال الإمام فخر الدين الرازي – رحمه الله – في كتابه فرق المسلمين و المشركين ص 72 -73 في الباب الثامن في أحوال الصوفية :
    ( أعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية و ذلك خطأ ، لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق الى معرفة الله تعالى هو التصفية و التجرد من العلائق البدنية ، و هذا طريق حسن..)
    ( و المتصوفة قوم يشتغلون بالفكر و تجرد النفس عن العلائق الجسمانية ، و يجتهدون ألا يخلو سرهم و بالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم و أعمالهم ، منطبعون على كمال الأدب مع الله عزوجل : و هؤلاء هم خير فرق الآدمين )
    قال أحمد بن تيمية – رحمه الله – في كتابه مجموع فتاوي أحمد بن تيمية ج 10 ص 516-517 :
    (فأما المستقيمون من السالكين كجمهور و مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، ابراهيم بن أدهم، أبي سليمان الداراني معروف الكرخي، و السري السقطي، و الجنيد بن محمد ، و غيرهم من المتقدمين، و مثل الشيخ عبدالقادر الجيلاني ، الشيخ حماد ، و الشيخ أبي البيان ، و غيرهم من المتأخرين ، فهم لا يسوغون للسالك و لو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر و النهي الشرعيين ، بل عليه أن يعمل المأمول و يدع المحظور الى أن يموت . و هذا هو الحق الذي دل علية الكتاب و السنه و اجماع السلف ، و هذا كثير في كلامهم .
    قال العلامه جلال الدين السيوطي – رحمه الله – في كتابه تأييد الحقيقة العليه ص57:

    ( إن التصوف في نفسه علم شريف ، و ان مداره على اتباع السنه و ترك البدع ، و التبري من النفس و عوائدها و حظوظها و أغراضها و مراداتها و اختياراتها ، و التسليم لله و الرضى بقضائه و طلب محبته ، و احتقار ما سواه ..... و علمت أن قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله و ليسوا منهم ، فادخلو فيه ما ليس منه ، فادى ذلك الى اساءة الظن بالجميع ، فوجَه أهل العلم للتمييز بين بين الصنفين ليعلم أهل الحق من أهل الباطل ، و قد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرى صوفياً محققاً يقول بيشئ منها ، و إنما يقول بها أهل البدع و الغلاة الذين ادعوا أنهم صوفية و ليسوا منهم ).
    قال العلامة أبو الأعلى المودودي في كتابه مبادئ الإسلام تحت عنوان التصوف ص 114-117 :
    (إن علاقة الفقه إنما بظاهر عمل الإنسان فقط ، و لا ينظر هل قمت به على الوجه المطلوب أم لا ، فان قمت به فلا تهمه عليك كيفما كان حال قلبك ، أما الشيئ الذي يتعلق بالقلب و يبحث عن كيفيته فهو التصوف ، إن الفقه لا ينظر في صلاتك إلا مثلاً هل أتممت وضوءك على الوجه الصحيح أم لا ؟ هل صليت مولياً وجهك شطر المسجد الحرام أم لا ؟ هل أديت أركان الصلاة كلها أم لا ؟ هل قرأت في صلاتك بكل ما يجب أن تقرأه فيها أم لا ؟ فاذا قمت بكل ذلك فقد صحت صلاتك بحكم الفقه .إلا ما يهم التصوف هو ما يكون عليه قلبك أثناء الصلاة ، هل أنبت الى ربك أم لا ؟ هل تجرد قلبك من هموم الدنيا و شؤونها أم لا هل انشئت فيك الصلاة خشية الله و اليقين بكونه خبيراً بصيرا. الى أي حد أصلحت الصلاة أخلاقه ؟ الى أي حد جعلته مؤمناً صادقاً عاملاً بمقتضيات ايمانه ؟ فعلى قدر ما تحصل له هذه الأمور و هسي من غايات الصلاة و أغراضها الحقيقية في صلاته تكون صلاته كاملة في نظر التصوف ، و على قدر ما ينقصها الكما من هذه الوجه تكون ناقصه في نظر التصوف .
    فهكذا لا يهم الفقه في سائر الأعمال الشرعية إلا هل ادى المرء الأعمال على الوجه الذي امر به لأدائها ام لا ؟ أما التصوف فيبحث عما كان في قلبه من اخلاص و صفاء النيه و صدق الطاعة عند القيام بهذه الأعمال .
    فاذا اردت أن تتخذ أحداً صديقاً لك ، فانك تتأمل في شخصه من الكلا الوجهتين و تحب ان يكون جميل المنظر و جيل الباطن معاً . و كذلك لا تجمل في عين الإسلام إلا الحياة التي فيها اتبع كامل صحيح لأحكام الشريعة من الوجهتين الظاهرة و الباطنه . و مثل الذي طاعته صحيحة في الظاهر ، و لكن يعوزه روح الطاعة الحقيقية في الباطن . كمثل جسد جميل قد فارقه الحياة ، و مثل الذي عمله في الكمالات الباطنه كلها و ليست طاعته صحيحة على حسب المراد في الظاهر كمثل رجل صالح دميم مطموس العينين أعرج القدمين .
    و لا يستحق من لا يتبع الرسول – صلى الله عليه و سلم – اتباعاً صحيحاً و لا يتقيد ما أرشد إليه من صراط مستقيم أن يسمي نفسه صوفياً اسلامياً ، فان مثل هذا التصوف ليس من الإسلام في شيئ .
    ان التصوف عبارة عن حب الله و رسوله الصادق و الولوع بهما و التفاني في سبيلهما و الذي يقتضيه ألا ينحرف المسلم قيد شعرة عن اتباع لأحكام الله و رسوله الكريم –صلى الله عليهو سلم ، فليس التصوف الإسلامي الخالص بشيئ مستقل عن الشريعة و إنما هو القيام بأحكامها بغاية من الإخلاص و صفاء النية و طهارة القلب ) .

    قال العلامه أبو الحسن الندوي في كتابه المسلمون في الهند ص 140 -146 :
    ( ان هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد و الإخلاص و اتباع السنه ، و التوبه عن المعاصي و طاعة الله و رسوله ، و يحذرون من الفحشاء و المنكر و الأخلاق السيئة و الظلم و القسوة و يرغبون في التحلي بالأخلاق الحسنه و التخلي عن الكبائر ، و تزكية النفس و صلاحها ..... )
    و تحدث الإستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه روائع اقبال ص7 عن زيارته الى الشاعر بعد أن ذكر اقبال التصوف و رجاله و التجديد الإسلامي في الهند بواسطتهم ، و بعد أن أثنى على الشيخ أحمد السرهندي و الشيخ ولي الله الدهولي و السلطان محي الدين اورنك زيب رحمهم الله قال : انني أقول دائماً لولا وجودهم و جهادهم لابتلعت الهند و حضاراتها و فلسفتها الإسلام ....)

  15. #15
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالوفا بدوي الشريف مشاهدة المشاركة
    ... ومنهم المبالغ فيه مثل قولهم أن الرسول محمد هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وأنه هو أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه ...
    يكثر الكلام عن ابن عربي و عقيدته ، فهناك من يصنفه في المبتدعة ،بل و يُكفره بسبب كتاباته خاصة فيما جاء ب(الفتوحات المكية)، و نجد من الجهة الأخرى من يبرئه من كل هذه التهم قائلا بأنها ليست منه ،إنما هي من تدليس اليهود عليه ، بما وضعوا في كتاب(الفتوحات المكية) من كلام نسبوه له زورا و كذبا ..
    فاين هي الحقيقة بين هذا و ذاك ؟ نرجو أن نستفيد من ذوي الأحلام و النهى العارفين بالموضوع ، بعيدا عن التعصب و الجدل .


  16. #16
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول: "ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [رواه البخاري في كتاب الإيمان. ومسلم في كتاب المساقاة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما].

    كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمُهم أن محل نظر الله إلى عباده إنما هو القلب: "إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم" [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة عن أبي هريرة رضي الله عنه].

    ولقد عدَّ العلماء الأمراض القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة، قال صاحب "جوهرة التوحيد":

    وأمُرْ بعرفٍ واجتنبْ نميمةْوغيبةً وخَصلةً ذميمةْ كالعجب والكبرِ وداء الحسدِوكالمراءِ والجدلْ فاعتمدِ يقول شارحها عند قوله ـ وخصلة ذميمة ـ: أي واجتنب كل خصلة ذميمة شرعاً، وإنما خصَّ المصنف ما ذكره؛ يعد اهتماماً بعيوب النفس، فإن بقاءها مع إصلاح الظاهر كلبس ثياب حسنة على جسم ملطَّخ بالقاذورات، ويكون أيضاً كالعجب وهو رؤية العبادة واستعظامُها، كما يعجب العابد بعبادته والعالم بعلمه، فهذا حرام، وكذلك الرياء فهو حرام. ومثل العجب الظلمُ والبغي والكبر وداء الحسد والمراء والجدل ["شرح الجوهرة" للباجوري ص120 ـ 122 توفي سنة 1277هـ].

    ويقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة: (إن علمَ الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرضُ عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من "الإحياء". قال فيه: ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجاً إليه.

    وإزالتها فرض عين، ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه) ["حاشية ابن عابدين" المسماة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، ج1/ص31].

    ويقول صاحب "الهدية العلائية": (وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد، واحتقار المسلمين، وإرادة المكروه بهم، والكبر والعجب والرياء والنفاق، وجملة الخبائث من أعمال القلوب، بل السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك كان عنه مسؤولاً، مما يدخل تحت الاختيار)["الهدية العلائية" علاء الدين عابدين ص315].

    ويقول صاحب "مراقي الفلاح": (لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة، بالإخلاص، والنزاهة عن الغلِّ والغش والحقد والحسد، وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقراً إليه، وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر بها عطفاً عليه، فتكون عبداً فرداً للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملكُ هواك عن خدمتك إياه.

    قال الحسن البصري رحمه الله:

    رُبَّ مستورٍ سبته شهوتُهْ قد عري من ستره وانْهَتَكَا

    صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإذا مَلَكَ الشهوة أضحى مَلِكا

    فإذا أخلص لله، وبما كلفه به وارتضاه، قام فأدَّاه، حفَّتهُ العناية حيثما توجه وتيمَّم، وعلَّمه ما لم يكن يعلم.

    قال الطحطاوي في "الحاشية": دليله قوله تعالى:

    {واتقوا الله ويعلِّمكم الله}[البقرة:282 ]) [حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ص70 ـ 71].

    فكما لا يحسن بالمرء أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالأقذار والأدران، لا يليق به أن يترك قلبه مريضاً بالعلل الخفية، وهو محل نظر الله سبحانه وتعالى:

    تطَبِّبُ جسمَك الفاني ليبقى وتترك قلبَك الباقي مريضاً لأن الأمراض القلبية سبب بُعد العبد عن الله تعالى ، وبعده عن جنته الخالدة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلُ الجنةَ مَنْ كان في قلبه مثقالُ ذرة مِنْ كبر" [رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه].

    وعلى هذا فسلامة الإنسان في آخرته هي في سلامة قلبه، ونجاتُه في نجاته من أمراضه المذكورة.

    وقد تخفى على الإنسان بعض عيوب نفسه، وتدق عليه علل قلبه، فيعتقد في نفسه الكمال، وهو أبعد ما يكون عنه، فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه، والتعرف على دقائق علل قلبه ؟ وما الطريق العملي إلى معالجة هذه الأمراض، والتخلص منها ؟

    إن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة.

    قال ابن زكوان في فائدة التصوف وأهميته:

    علمٌ به تصفيةُ البواطنْ مِن كدَرَات النفس في المواطنْ

    قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت: (التصوف علم يعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس، أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر والرياء والغضب والطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء، لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته، فبعلم التصوف يُتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى، وتحليته بذكر الله سبحانه وتعالى) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى إسماعيل المدني على هامش شرح الرائية للفاسي ص 26].

    أما تحلية النفس بالصفات الكاملة ؛ كالتوبة والتقوى والاستقامة والصدق والإخلاص والزهد والورع والتوكل والرضا والتسليم والأدب والمحبة والذكر والمراقبة... فللصوفية بذلك الحظ الأوفر من الوراثة النبوية، في العلم والعمل.

    قد رفضوا الآثامَ والعيوبا وطهَّروا الأبدانَ والقلوبا

    وبلغوا حقيقة الإيمان وانتهجوا مناهج الإحسان

    ["لفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية"للعلامة ابن عجيبة على هامش شرح الحكم لابن عجيبة ج1/ص105].


    فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية، ورسَمَ الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخُلُقي، وليس ـ كما يظن بعض الناس ـ قراءةَ أوراد وحِلَقَ أذكار فحسب، فلقد غاب عن أذهان الكثيرين، أن التصوف منهج عملي كامل، يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة، وذلك من الناحية الإيمانية السليمة،والعبادة الخالصة،والمعاملة الصحيحة الحسنة،والأخلاق الفاضلة.

    ومن هنا تظهر أهمية التصوف وفائدته، ويتجلى لنا بوضوح، أنه روح الإسلام وقلبُهُ النابض، إذ ليس هذا الدين أعمالاً ظاهرية وأموراً شكلية فحسب لا روح فيها ولا حياة.

    وما وصل المسلمون إلى هذا الدرْك من الانحطاط والضعف إلا حين فقدوا روح الإسلام وجوهره، ولم يبق فيهم إلا شبحه ومظاهره.

    لهذا نرى العلماء العاملين، والمرشدين الغيورين، ينصحون الناس بالدخول مع الصوفية والتزام صحبتهم، كي يجمعوا بين جسم الإسلام وروحه، وليتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخُلقي، وليتحققوا بالتعرف على الله تعالى المعرفة اليقينية، فيتحلوا بحبه ومراقبته ودوام ذكره.

    قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف، ولمس نتائجه، وذاق ثمراته: (الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) ["النصرة النبوية" على هامش شرح الرائية للفاسي ص26].

    وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر). وفي هذا القول يقول ابن علاَّن الصديقي (ولقد صدق فيما قال ـ يعني أبا الحسن الشاذلي ـ فأي شخص يا أخي يصوم ولا يعجب بصومه ؟ وأي شخص يصلي ولا يعجب بصلاته ؟ وهكذا سائر الطاعات) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لابن عجيبة ص7].

    ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة، فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بُعد الله وغضبه.

    قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه: (عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريقَ الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين. وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغُضَّ الطرف عن سواهم، فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئاً، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفتَّ إليهم أخذوك وعاقوك) ["المنن الكبرى" للشعراني ج1/ص4].

  17. #17
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف قاسم بن محمد السعدي مشاهدة المشاركة


    فهكذا لا يهم الفقه في سائر الأعمال الشرعية إلا هل ادى المرء الأعمال على الوجه الذي امر به لأدائها ام لا ؟ أما التصوف فيبحث عما كان في قلبه من اخلاص و صفاء النيه و صدق الطاعة عند القيام بهذه الأعمال ..
    و لا يستحق من لا يتبع الرسول – صلى الله عليه و سلم – اتباعاً صحيحاً و لا يتقيد بما أرشد إليه من صراط مستقيم أن يسمي نفسه صوفياً اسلامياً ، فان مثل هذا التصوف ليس من الإسلام في شيئ .
    أحسنت البيان ، جزاك الله خيرا .

  18. #18
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ايمن زغروت مشاهدة المشاركة
    ما هو تأثير الصوفية الإيجابي و السلبي على علم الانساب ؟؟
    دعونا نستمتع بتعليقاتكم الثرية دون الولوج الى الجدل الفقهي المذهبي ...
    نرجو أن يلتزم النقاش بالموضوع المحدد أعلاه ، فالدكتور أيمن لا يقصد مناقشة الصوفية مذهبيا و لا فقهيا ، و بما فيها و ما عليها،ولكنه يحصر النقاش في : تأثير الصوفية إيجابيا و سلبيا على علم الأنساب .
    و أريد أن أقول كلمة هنا ، و إن كنت فقيرا في هذا الميدان ، من الناحية العلمية ، أن ما نلاحظه من تأثير للصوفية على علم الأنساب ذا شقين : شق إيجابي يتمثل في الاهتمام بالأنساب و العمل على حفظها ، إما عن طريق الرواية الشفوية و إما عن طريق التدوين و الكتابة ، و إن هناك مكتبات ثرية بوثائق الأنساب في كل البلاد العربية بالزوايا ، محفوظة منذ قرون .. بغض النظر عن حقيقة هذه الأنساب و الروايات ...
    أما الشق الثاني و السلبي فهو يتمثل في تزوير الأنساب و خاصة ما اتصل بالهاشميين و آل البيت ، إذ يكثر النسب إليهم من الصوفية دون دليل صحيح ، حتى وجدنا أعاجم (غير عرب) ينتسبون إلى آل البيت و خاصة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، و هذا كله كذب و زور في النسب لدواعي دنيوية محضة ، و لا أريد ذكر الأمثلة لما فيها من حساسية ، و هي كثيرة في كل البلاد العربية و حتى الأعجمية .
    هذا باختصار شديد دكتور أيمن تأثير الصوفية على علم الأنساب ، فهو كما أرى قد اضرَّ بها أكثر مما نفع ، إذ ضرب المصداقية في النسب الشريف خاصة بما أكثروا من الزور حتى عَوَّموها ،فانتزعت ثقة الناس بها ، إلى درجة صرنا احيانا لا نصدق المنتسب الحقيقي لأل البيت تأثرا بأخطاء الصوفية و متاجرتهم به .. و استغفر الله تعالى عن كل كلمة خرجت عن الصواب .


  19. #19
    مشرف المجلس الاسلامي الصورة الرمزية الشريف احمد الجمازي
    تاريخ التسجيل
    18-06-2014
    الدولة
    كوم الاشراف
    العمر
    64
    المشاركات
    967

    افتراضي

    التصوف و الصوفية الحقيقية.


    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الاولين والأخرين وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين

    ايها الأحبة هذا درس في التصوف الإسلامي الحقيقي اعلموا أن الله تبارك وتعالى اذا اراد بانسان خيرا كبيرا يفقه في الدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيراً يفقه في الدين وهذا معناه ان من لم الله به خيراً كثيراً لا يفقهه في الدين بل يعيش جاهلاً. فمن تعلم القدر الضروري في العقيده ثم الصلاة والطهاره وتعلم معاصي القلب واليد والرجل واللسان والبطن والبدن وتجنب المحرمات كلها وادى الواجبات كلها واكثر من السنن يصير ولياً، اما بدون هذا فلا يصير ولياً بمجرد الذكر لا يصير ولياً. الانسان الذي لم يتعلم علم الدين الضروري هو كالاناء الفارغ الاناء الفارغ يقبل ما يصب فيه ان كان شيئأ طاهراً وإن كان شيئاً نجساً، وبالعلم يعرف العمل الذي يحبه الله والعمل الذي لا يحبه الله. وافضل الاعمال العلم افضل شىء ينفع في الآخره العلم فهو سبيل النجاة في الآخرة وأما هؤلاء الذين يقولون نحن أهل الحقيقه وأنتم أهل الشريعه نحن أهل الباطن وأنتم أهل الظاهر وهم لا يعملون بشريعة الله فيقال لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ليس عليه أمرنا هذا فهو رد يفهم من هذا الحديث أن كل ما يفعله الأنسان اذا لم يوافق شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مردود. الحقيقة والشريعة واحد، الحقيقة باطن الشريعه هما شىء واحد ليسا متضادين ولا يصل الى الحقيقة الا من تمسك بالشريعه الكرامات والكشوفات لا يصل اليها الا من عمل بالشريعة على التمام فبدون الشريعة مستحيل أن يصل الانسان الى ذلك فهذا الجنيد سيد الطائفة الصوفيه رضي الله عنه المتوفى سنة مئتين واثنتين وتسعين قال ما أخذنا التصوف بالقال والقيل ولكن أخذناه بالسهر والجوع وترك المألوفات والمستحسنات لأن التصوف صفاء المعاملة مع الله كما قال حارثه رضي الله عنه عزفت نفسي عن الدنيا أسهرت ليلي واظمأت نهاري فكأني بعرش ربي بارزا وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها وكأني بأهل النار يتعاوون فيها. فمعنى كلام الجنيد رضي الله عنه أن التصوف ليس بالقال والقيل قال ابو يزيد كذا قال الحلاج كذا قال فلان كذا قال ولكن أخذناه بالسهر والجوع معناه نصوم كثيراً من النوافل ونقوم الليل بعضهم يقوم نصف الليل وبعضهم ثلثه او اقل او اكثر على حسب نشاط الشخص قال رضي الله عنه ولكن أخذناه بالسهر والجوع وترك المألوفات والمستحسنات اي ترك هوى النفس ترك شهوات النفس واما قوله رضى الله عنه لأن التصوف صفاء المعامله اي ان يعامل العبد ربه معاملة صافيه هذا هو التصوف اما هؤلاء الجهال الذين عندهم التصوف هو الاناشيد وحمل المسبحه وقال فلان كذا وقال فلان كذا فهؤلاء كسالى يدعون التصوف ولا يعلمون بطريقة أولئك كالجنيد هذا الجنيد رضي الله عنه كان عالماً متبحرا حتى قال ما جعل الله سبيلاً لخلقه الى علم الا اعطاني حظاً من ذلك، يعني كل فنون العلم من الحديث والفقه والنحو والبلاغة والحساب والفرائض وغير ذلك الله اعطاني من كل ذلك حظا. ما كان جاهلا كهؤلاء الذين لو سئلوا عن احكام الوضوء ما عرفوه لكن لا يشترط ان يكون الشخص كالجنيد أخذ من كل علم حظاً وافرا يكفي ان يتعلم الشخص علم الدين الضروري ما يصحح به صلاته وصيامه وما يحل أكله وما يحرم واحكام البيع لأن القرآن ما نزل بالعبادات فقط فيه عن البيع واحكام الشراء وعدة النساء والجنايات اي حكم القاتل عمدا وحكم القاتل خطأ. فمن تعلم القدر الضروري الذي لا بد منه لتصحيح صلاته وصيامه وعقيدته ومعرفة الحلال والحرام مع تعلمه احكام الصلاه والطهاره وما يتبع ذلك فهذا اذا جد في العمل صار صوفياً هذا يستحق أن يعطيه الله الحقيقه. أما هؤلاء الذين ما تعلموا علم الدين الضروري انما حظهم انهم يعرفون استعمال المسبحه والأناشيد والفاظ الذكر فهيهات هيهات أن يكونوا صوفيه مستحيل أن يكونوا صوفيه واساس هذا كله التوحيد معرفة الله كما يجب. كان رجل يقال له حارثه بن مالك من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لقيه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له كيف اصبحت يا حارثه فقال أصبحت مؤمنا حقا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنظر ما تقول فإن لكل مقال حقيقه فما حقيقة مقالك فقال رضي الله عنه عزفت نفسي عن الدنيا يعني قطعت نفسي عن التعلق بالدنيا أسهرت ليلي واظمأت نهاري اي اقوم الليل واصوم النهار وكأني بعرش ربي بارزا اي كأني أشاهد العرش عياناً من شدة اليقين الذي صار عندي وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها أي كأني ارى اهل الجنه يزور بعضهم بعضا في الجنه وكأني بأهل النار يتعاوون فيها أي كأني ارى اهل النار يتعاوون فيها أي يصرخون من شدة الالم فيها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اصبحت مؤمنا حقا الزم عبد نوّر الله الايمان في قلبه. هؤلاء الصوفيه هؤلاء الله يمنحهم الكرامات ويخرق لهم العادات ابو مسلم الخولاني رضي الله عنه كان من التابعين من اهل اليمن ولد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يره وفي زمانه قبل وفاة الرسول إدعى شخص النبوه فصار ابو مسلم يكذبه ويقول للناس هذا كذاب فعرف به الأسود العنسي بلغه الخبر فقال اتوا به فتكلم معه فكذبه ابو مسلم في دعواه انه رسول الله فقال اشعلوا ناراً فاشعلوا ناراً فرموه فيها فما احرقته ثم في اليوم الثاني فعل مثل ذلك فلم تحرقه النار ثم في اليوم الثالث فعل مثل ذلك فلم تحرقه النار فقال له جماعته اللذين آمنوا به اخرج هذا الرجل من ارضك حتى لا يفسد عليك الناس فنفاه. هذا ابو مسلم بلغ خبره سيدنا عمر رضي الله عنه ثم سيدنا عمر عرفه لما رآه بالكشف وذلك لما حضر أبو مسلم الى المدينه المنوره فقال له عمر انت ابو مسلم الخولاني قال نعم فقام سيدنا عمر فقبله بين عينيه وقال الحمد لله الذي جعل في امة محمد مثل خليل الرحمن ابراهيم. هذا ابو مسلم رضي الله عنه في بعض الايام نام وهو يذكر الله تعالى فصارت السبحة تدورعلى يده وتذكر وهو نائم هذا لولا أنه متمسك بالشريعه ما حصل له ذلك هؤلاء هم الذين جمعوا بين الحقيقة والشريعة. امااليوم فاكثر الذين يدعون التصوف هم فارغون من حقيقة التصوف جهال يشتغلون بقيل وقال وبمجالس يحرفون فيها اسم الله وبدل ان يقولوا الله يقولوا آه آه او أح اح ونحو ذلك من الالفاظ التي فيها تحريف وقد سئل الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الازهر رحمه الله قبل نحو ثمانين سنه عن هذه المجالس قال حضور مجالس هؤلاء الذين يحرفون اسم الله حرام. في الشام بعض مدعي التصوف يعملون حلقات ذكر يبدأون باللفظ الصحيح ثم يتماسكون بأيدهم وقوفاُ يعملون حلقه فيرقصون ويغيرون لفظ الذكر بدل أن يقولوا الله الله يقولون آه آه ويكون في وسط الحلقة واحد يرتب لهم الحركات والنغمات واذا واحد ذكر الله امامهم ذكراً صحيحاً يقولون له والعياذ بالله وحد الله كأنه عمل غلطاً فإنا لله وإنا اليه راجعون. نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكرمنا برؤيته وشفاعته وسبحان الله وبحمده والحمد لله رب العالمين.


  20. #20
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مروان مشاهدة المشاركة
    نرجو أن يلتزم النقاش بالموضوع المحدد أعلاه ، فالدكتور أيمن لا يقصد مناقشة الصوفية مذهبيا و لا فقهيا ، و بما فيها و ما عليها،ولكنه يحصر النقاش في : تأثير الصوفية إيجابيا و سلبيا على علم الأنساب .


    لا فض فوك , و نستمع ...

  21. #21
    مشرف عام مجالس قريش و كنانة - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية حازم زكي البكري
    تاريخ التسجيل
    27-03-2011
    الدولة
    القدس
    العمر
    64
    المشاركات
    9,330

    افتراضي

    من هي تلك الأسرة المقصودة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر بن عبيد العتيبي مشاهدة المشاركة

    الثاني: أسرة حضرمية تدعي الإنتساب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولما طولبوا بالدليل قالوا عرفنا ذلك من خلال الكشف!!! أي من خلال المنامات

  22. #22
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    مشاركة منا بهذا الموضوع القيم الذي طرحه دكتورنا الفاضل ايمن زغروت حول الصوفية والانساب حاولت ان ابحث عن الجانب الذي طلب الدكتور الفاضل الحديث حوله وتجنب الجانب الديني العقيدي - وودت لو تحدثت عن هذا الامر كونه من اختصاصي- لكن المطلوب كان حول الانساب لا العقيدة علما بان هناك ارتباطا وثيقا بينهما واستجابة منا للطلب العزيز ننقل اليكم بعض اراء اهل العلم بهذا الصدد:
    من الصفحات المجهولة في التاريخ الصوفي صفحةٌ بعنوان " إدعاء بعض الصوفية لأنساب آل البيت " ؟ و قد يستغرب العنوان لأن المتبادر و المشهور عنهم أنهم قومٌ صالحون و أهل زهد و ورع ..!!
    هل يمكن أن يأتي أهل الصلاح بالتزوير في نسب البيت النبوي ؟ و هل في تجارب التاريخ و أحوال الناس ما يؤيد ذلك . لقد أدخل الغلو على قوم أن كذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه وقوله ، وقولوه ما لم يقل ، بدافع الحب ؟ زعموا ! و من الحب ما قتل ! نعم من الحب ما يقتل دعوة الأنبياء ويضعف أثرها في الناس عندما يصرف الناس عن حقيقة الدعوة النبوية للانشغال بالجاهات والمناصب والرئاسات الوهمية ، و هي ما تتقاطع معها الأنساب – خاصة نسب آل البيت في كثير من الأمور - ..
    إن الصوفية – كما يشاهد الانسان و يسمع - من أكثر الناس كلاماً عن حب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لكنك إن فتشت عن هذا الحب ، وجدته حب غالٍ ، لم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه و على آله وسلم به ، بل هو خارجٌ عن حد الاسلام وسمته ، يجعلهم ذلك الحب الفاسد يهدمون دعوته عليه الصلاة والسلام ، و يقوضون أصول الدعوة الاسلامية عبر التهوين من العلم الشرعي ، و تعظيم الخرافيين ، و تمجيد زوار القبور و سدنتها ، ثم في نهاية المطاف يفسدون بيته بالدخول في النسب الشريف ، فتفسد أنساب الذرية الطاهرة لأجل ولي مجذوب أو درويش مفتون ، يتمنى الأماني الكاذبة و يرى خيالات الشياطين ، فيثبت من خلالها أنساباً للحسن والحسين و لغيرهم من الأولياء والأصفياء ... ، وهلم جرا .. !
    إن ادعاء الصوفية لأنساب آل البيت ثمرة من ثمرات العقيدة الفاسدة والحب الغالي ، و الغلو لا يجتمع مع الاعتدال ، و في هذا المقال سنشير إلى منطلقات الصوفية و أصولهم في إدعاء الأنساب ، و شواهد ذلك من كتبهم ومصادرهم ، ليعلم بعد ذلك الانسان طرفاً من قصة القوم ، و يدرك سراً من أسرارهم مع آل البيت ، فقد سرى بخبرهم الركبان .. !!
    يتبع>>>

  23. #23
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    الأصول والمنطلقات

    ****

    الأصل الأول : الحقيقة المحمدية و وحدة الوجود .
    من أهم الأصول و المنطلقات عند الصوفية في هذا الباب ، قولهم بمفهوم الحقيقة المحمدية ، و حديثهم عن الإنسان الكامل ، والفيض النوراني من النبي عليه الصلاة والسلام ، وسريانه الى العالم ، وأنه هيولي العالم ، وقولهم بأنه أبو الروحانيات ، وآدم أبو الجسمانيات . و هي فكرة شيعية الأصل و المنبت . و في هذا يقول ابن عربي :" … اعلم أيدك الله أن أصل أرواحنا روح محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أول الآباء روحاً ؛ و آدم أول الآباء جسماً ، ونوح أول الآباء رسولاً … "
    إنَّ هذه الفكرة فكرة شيعية قديمة ، و لذا قال بعض المستشرقين : " الاعتقاد بأزلية الوجود المحمدي قد ظهر مبكراً جداً عند الشيعة " . و يضيف :" أنَّ الوجود استمر عند الشيعة يظهر بعد محمد في صورة علي وأهل بيته "
    و لهذا ذهب بعض الباحثين إلى أن ابن عربي :" … نفذ إلى وحدة الوجود من مثل هذه الأفكار الشيعية التي تجعل أهل بيت النبي كُلاً لا يتجزأ يصدرون جميعاً عن نور النبوة الأزلي ، وقد كان النور المحمدي قديماً في التشيع الغالي ، فجمع ابن عربي فكرة النور وفكرة وحدة آل محمد الروحية والعلمية ، وأسبغها على الناس كافة - نعني بهم السالكين الذين هم من عامة الناس ، ولكنهم يبلغون هذا المقام السامي ، لأن فيهم هذا النور المحمدي - . وقد تنبه ابن عربي أيضاً إلى الحديث القائل :" سلمان منا أهل البيت " ، وجعل سلمان الفارسي مثلاً يضرب على شمول النورية للناس ، وكون الأمة الاسلامية أهل البيت لا أسرة النبي وحدها … " .
    و إذا كان مبدأ الاتحاد وحدة الوجود يجعل الولي يرى أنه هو " الله " و " الرب " – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – ، وقولهم في الولاية ، يجعلهم يصلون إلى مرحلة " النبوة " ! إذا كان هذا كذلك ، فكيف يستغرب إدعائهم لنسب أحد من الناس كآل البيت أو من سواهم ، أو ليس الوجود واحداً !!
    و يوجد لهذا أصل عند ملاحدة الشيعة من الاسماعيلية وغيرهم ، فقد نقل أحمد الكسروي في كتاب" مشعشعيان " النصَّ الآتي :" … الاعتقاد أن علياً الذي كان بجنب النبي هو السرُّ الدائر في السماء والأرض ، و محمداً صلى الله عليه وسلم كان هو الحجاب بنوع الرسالة ، و الأحد عشر إماماً كانوا هم الملائكة منهم إليه ومنه ، و سلمان من أهل البيت ، والبيت هي الطريقة والمعرفة ، و كل من وصل إلى عرفانه كان سلمان في كل عصر و زمان… "
    بل يوجد كلام لابن عربي في الفتوحات يظهر منه أن المرء يستطيع أن يكون (( أنصارياً )) ، فها هو ذا يقول :" … واعلم أن كل من نصر دين الله في أي زمان كان ، فهو من الأنصار ، وهو داخل في حكم هذا الحديث … -يعني حديث : آية الايمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار - " .أ. ومن أقوال الصوفية لمريديهم :" كن علوي الهمة ، عثماني الحياء ، عمري الفعل ، بكري العمل " . و لابن عربي مقولة في " الفتوحات" ينصح بها أتباعه ، يقول فيها :"… كن عمري الفعل …"
    و هو كلامٌ قد يكون لا غبار عليه ، لكن الخطأ إذا كان في الأصول شبراً صار في الأتباع ذراعاً .
    ومن مداخلهم لذلك تقريرهم : لمسألة بنوة التبني ، فإن ابن عربي يقرر جوازها . و هي ما تكون بالاصطفاء و المرتبة . و لفظة "الابن " هي المنهي عنها عنده و لهذا يشيع عند المتصوفة لفظة الانتساب إلى شيوخهم و أوليائهم و ما يرادفها ، فيقال في تراجمهم :" وله انتسب " ، و " هو من أولاده " ، و يعنون بذلك " مصطلح بنوة التبني " الذي قرره ابن عربي .
    و هم يقرون أنها ليست نسبة نسب وصلب ، و لكنها نسبة روح وكسب ، و هي أعظم من التي قبلها ، فتجوز عندهم الاضافة للشيخ ، أو الولي ، أو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، و من بعدهم ...
    أقول : و هذا من أهم أسباب تداخل أنساب المتصوفة ، حتى لا تعلم هل هؤلاء ينتسبون طريقة للولي الصالح والشيخ المجذوب أم أنهم من عقبه و صلبه أم أنهم من خدام حضرته ومن سدنة ضريحه ؟
    و في كرامات النبهاني أيضا : " وقال سيدي حاتم : خدمت سيدي الشيخ ابا السعود عشرين سنة ، و أنا أسأله أن يأخذ عليّ العهد ، فيقول : لست من أولادي ! أنت من أولاد أخي أبي العباس البصير ، سيأتي من ارض المغرب . فلما قدم إلى مصر أرسل سيدي أبو السعود إلى سيدي حاتم ، وقال له : شيخك قدم الليلة ، فاذهب لملاقاته في بولاق ، فأول من اجتمع به من أهل مصر سيدي حاتم ، فلما وضع يده في يده قال : أهلاً بولدي حاتم ، جزى الله أخي أبا السعود خيراً في حفظك إلى أن قدمنا " ! انتهى
    و فيه أيضاً :" …وكان الشيخ جاكير يقول : ما أخذت العهد قط على مريد حتى رأيت اسمه مكتوباً في اللوح المحفوظ ، و أنه من أولادنا " !! .
    و فيه أيضاً :" و قال شهاب الدين النشيلي لما رأى الشعراني ، و تعرّف عليه : " أهلاً يا ابن الشوني ، أيش حالك و حال أبيك ؟! " قال الشعراني : وكنت لا أعرف قطّ الشوني ! فبعد عشر سنين حصل لي الاجتماع بالشوني ، فأخبرته بقول الشيخ شهاب الدين ، فقال : " صدق ، أنت ولدي ، و إن شاء الله يحصل لك على أيدينا خير ... " انتهى .
    و اعلم أنَّ هذا الباب مما احتار فيه جماعة من محققي النسابين المعاصرين و فضلائهم ، حتى أني سمعت من بعضهم أنه تحير في أنساب طائفة من الصوفية لسنوات عدة ، كلهم يدعي النسب لرجل واحد ، و هم يطعنون في بعضهم البعض ، و سببه ما قدمناه من قدوم المريدين و المتسلكين إلى زوايا الأولياء والشيوخ بقصد ملازمة الشيخ و الأخذ عنه ، وبعد مدة ، يحصل له الانتساب لطول الملازمة ، و يختلط أمر الذرية الحقيقية للولي بأولاده من جهة بنوة التبني التي قررها ابن عربي .
    و هذا ليس من جنس العلم بالنسب ، حتى ينتظم أمرهم ، و يمكن للنساب أن يتتبعه ، بل لابد من العلم بأصول القوم ، و هو من جنس الكلام في الفرق والعقائد و آثارها في الوجود ، فإذا لم ينعم الله على النساب و المؤرخ بفهم أصول القوم ، و إلا أصبح أكثر حيرة من تلك الطوائف التي تطعن في نسب بعضها البعض !
    إنَّ تفصيل هذا الأصل فيه طول يخرجنا عن موضوعنا ههنا ، فإنه يليق به تأليف مستقل في معنى الحقيقة المحمدية عند القوم ، يبين فيه ما في هذه الأقوال من المعاني الفلسفية الكفرية ، و توضح فيه آثارها على الاعتقاد و نشوء الفرق ، و نقاط التوافق بين الصوفية و الرافضة ، فضلاً عن أثرها على أنساب آل البيت ، و في قليل الإشارة ما يغني عن كثير العبارة .

    **** يتبع

  24. #24
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    الأصل الثاني : الرؤى والمنامات
    للصوفية اعتقاد معروف في " الرؤى والمنامات " ، فهي أحد مصادر المعرفة عندهم . و إذا كان هذا كذلك .. فهل لذلك أثر على الأنساب ؟!
    قال الشعراني في طبقاته عن الشيخ البكري :" ومما يدل على صحة نسبه الى الامام ابي بكر الصديق ما رأيته بمكة المشرفة ، وذلك أن بعض الحسدة ذكر سيدي محمدا بغيبة ، فزجرته عن ذلك فلم ينزجر ، ثم رايت الامام ابابكر الصديق رضي الله عنه وهو يقول: جزاك الله خيرا عن ولدي محمد ، فعلمت صحة نسبه بذلك " انتهى.
    و الرؤى كما هو معلوم مصدر من مصادر المعرفة عند المتصوفة ، فلهذا اثبات صحة الأنساب بها يسير !
    طامة كبرى
    نقل الشيخ عبدالغني النابلسي عن ابن الفارض الصوفي الاتحادي وعن سبطه شارح التآئية ( جامع الديوان ) ، رؤيا أثبت منها النسب الشريف لابن الفارض !
    قال عبدالغني النابلسي :"…قال ابن الفارض : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي : يا عمر ! لمن تنتسب ؟ فقلت : إلى بني سعد يارسول الله ، وهي قبيلة حليمة السعدية مرضعتك يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : لا ؛ بل أنت مني ، أي من ذريتي ، ونسبك متصل بي . فقلت : يا رسول الله إني أحفظ نسبي عن أبي وجدي إلى بني سعد ! فقال صلى الله عليه وسلم : لا ، لا ، ماداً صوته صلى الله عليه وسلم ! : بل أنت مني ، ونسبك متصل بي ؛ أي : من أولاد علي من فاطمة الزهرآء رضي الله عنهم. فقلت : صدقت يا رسول الله مكرراً ذلك القول ثلاث مرات مشيراً إليه صلى الله عليه وسلم بأصبعي . قال جامع هذا الديوان : رأيت ولده المشار إليه واقفاً على قدميه في اليقظة ، وأصابع يديه مبسوطة على ركبتيه من غير انحنآء في ظهره ، بأن كانت يداه طويلتين ، بحيث تصلان إلى ركبتيه . وقال - أي : ولد الشيخ رحمه الله تعالى - :رأيت والدي ، أي : الشيخ عمر بن الفارض رضي الله عنه : واقفاً على قدميه ، وأصابع يديه مبسوطة على ركبتيه مثل وقوفي هذا ، وأشار إلى وقوفه ذلك كذلك . وقال - أي ولد الشيخ ، أو الشيخ -: هذا وصول اليدين الى حد الركبتين من علامات الشرف . قال العارف النابلسي : ولايلزم أن يكون ذلك شرطاً في صحة النسب ، بل هو من علاماته ، كما قال ؛ وقد ورد في الأخبار ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت يداه طويلتين في الحس والمعنى [18] !…." أهـ .
    ثم ساق بعض الروايات في معنى طول يديه . ثم قال :" … قال جامع هذا الديوان سبط الشيخ : النسبة الشريفة التي أرادها صلى الله عليه وسلم بقوله للشيخ عمر في المنام : "بل أنت مني ، ونسبك متصل بي " : إما أن تكون نسبته الأهلية بأن يكون من ذرية فاطمة التي هي ذرية النبي صلى الله عليه وسلم . قال العارف النابلسي : وهو الظاهر المتبادر من الكلام ، وإنْ لم يكن ثابتاً في الظاهر ، وكان الثابت غيره ، لأنه لما كان المعتبر في الشرع ثبوت النسب بالبينة واختلاف الأزمان بقتضي اختلاف الناس في طبآئعهم ، وعاداتهم وأغراضهم وقاصدهم ، فقد يضعف بعض الذرية عن إقامة البينة ، وقد تمتنع الشهود عن أدآئها لخوف أو لطمع ، وقد يعد الحاكم ، وقد يظلم ، ، وقد ينتسب بعض الذرية إلى غير نسبه لجهله بنسبه ، أو لغرض من الأغراض فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم هو الصحيح على خلاف ما هو في ظاهر الحال ، وإنْ لم تكن هذه الرؤية المنامية موجبة لحكم من الأحكام الشرعية . قال سبطه : أو تكون تلك النسبة نسبة المحبة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسبة التي هي عند أهل المحبة أشرف قدراً واعتباراً من نسب الأبوة التي كانت منها الولادة ؛ وهي التي جعلت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي من أهل البيت …" أهـ . ثم ساق النابلسي شيئاً من الأحاديث التي تؤيد المعنى الثاني هذا كحديث :" آل محمد كل تقي " ، ونحوه .
    ثمّ قال :" … وإلى هذا النسب الشريف الذي هو نسب المحبة أشار شيخنا يعني الشيخ عمر رضي الله عنه في القصيدة اليآئية التي قافيتها اليآء المثناة التحتية ، حيث قال :
    نسبٌ أقربُ في شرع الهوى بيننا من نسب من أبوي
    قلت -أي جامع هذا الديوان سبط الشيخ عمر - : بطريق المناسبة في اعتبار نسب المحبة نظير واقعة الشيخ عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورأيت في المنام كأنني في الحضرة الشريفة المحمدية ، وكأنّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة كثيرة من الأنبيآء والأوليآء ، وكأنّ الشريف شمس الدين الأيكي نقيب الأشراف ، وقاضي العساكر المنصورة -توفي بدمشق في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وستمائة - مع الجماعة في الحضرة الشريفة ، ولم أعرف أحداً منهم بصورته سواه ؛ وكأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإثبات نسبة الشيخ صبيح الحبشي إليه ؛ أي : إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ورأيت رجلاً في المجلس معه المكتوب الذي يشهد فيه بالنسبة الشريفة المحمدية ، وهو يدور على الحاضرين في ذلك المجلس يأخذ خطوطهم فيه ؛ فلما وصل إليّ ناولني المكتوب ، وقال لي : اكتب . فقلت له : أنا مارأيت الشيخ صبيح ، و لا عاصرته ، و لا أعرف نسبته ، وإنما رأيت أولاده ، وهم أصحابي . فصرخ عليّ صرخة عظيمة ، وجدت لها رعباً عظيماً ؛ وقال لي : اكتب كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُكْتَبَ ! فقلت : وكيف أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يكتب ؟ فقال : اكتب :" أشهد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم متصل النسب بالشيخ صبيح " . قال النابلسي : فكتب كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب ، والشيخ صبيح المذكور لم يعرف أحد أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ أنه كان رجلاً من الصالحين الكاملين كما وقع للشيخ عمر رضي الله عنهما ، فلعلهما في حقهما نسبة الأهلية ، أو نسبة المحبة كما سبق بيانه " انتهى [19].
    تأمل العبارة السالفة : " الرسول صلى الله عليه وسلم متصل النسب بالشيخ صبيح " ! سبحان الله ! النبي صلى الله عليه وسلم متصل النسب بحضرة سِيْ السيد الشيخ صبيح لا أن الشيخ صبيح الحبشي المولى متصل النسب بالنبي عليه الصلاة والسلام ؟!
    ما عهدنا في تاريخ الأشراف و السادة الأكارم إلا أنهم يجعلون اسم " صبيح " و أمثاله للعبيد و الموالي ، ... ، إيهٍ ... " إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه " !
    و هذا الكلام الذي تقشعر منه جلود الذين آمنوا ، و تتقزز منه النفوس ، ينقله النبهاني الصوفي ، دون أن يعلق عليه بما يوجبه الشرع ، و هو المتيم بحب النبي صلى الله عليه وسلم و حب أهل بيته ، أوَ لم يؤلف " الشرف المؤبد " ؟
    إذا تعارض حب دراويش الصوفية و خيالات المجاذيب و البلهى مع حب آل بيت النبوة قدم البلهى والمجاذيب عند الترجيح ! و لو كان هناك قليلٌ من الغيرة على " بيت النبوة " لرد على تلك الطوام ، كيف و هو القاضي الذي يفصل بين الخصوم ويرد على المبطلين دهراً طويلاً ! نعم لو كان تعرض أحدٌ للصوفية و للدجاجلة ، كما فعل الإمام محمد عبده التركماني بمصر ، لأخرجه النبهاني من دائرة الاسلام كما فعل حين اتهمه بترك الصلاة ؟!!
    يتبع

  25. #25
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    الأصل الثالث : الكشف !
    يثبت بعضهم أمر النسب أحياناً من جهة الكشف ، وإذا علم أن الكشف من مصادر المعرفة عند الصوفية ، هان الأمر . و الكشف في أقرب معانيه التي يمكن مخاطبة القراء بها ، هو : " الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الخفية ، وجوداً أو شهوداً" .
    مساكين هؤلاء النسابين ، أضاعوا أعمارهم في غير طائل من الأمر ، هذا أبو العباس المرسي يقول : " والله الذي لا إله إلا هو ما من ولي لله كان أو هو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه و على اسمه و نسبه ، وكم حظه من الله تعالى ".
    عجيب صوفي و نسابة ! عهدنا و عهد الجميع بالصوفي أنه ينهى عن " الفقه " ، و " العلم " ، و لا يجوز لمريديه حضور مجالس " الفقهاء " ... و لو علم أصحاب " الشجرات " و " أعمدة النسب " المساكين لحاولوا أن يكشفوا أو يُكشف لهم من أجل أن يتعلموا الأنساب .. و يرتاحوا ويريحوا ..!
    العادة الجارية أن الكشف و الذوق والمواجيد القلبية كلها راجعة إلى اعتقاد الانسان ، و حبه أو بغضه للشيء الذي يفكر فيه . وذلك أن كل نفس متحركة طالبة لمحابها ولذاتها ، فما لاح في قلبه من الاعتقادات أو الكشوفات أو المواجيد ونحوها ، رأى صدقه في حياته إما بصوت يظن أنه يسمعه بأذنه ، أو بتردده في داخل نفسه ، أو بخيال يظن أنه يراه بعينه ، أو يتأمل مبناه في نفسه .
    الأصل الرابع : كسب النسب .. !!
    دعك من كسب الأشعري .. فههنا كسب الصوفية !
    وجد عند طوآئف من المتصوفة إثبات النسب النبوي للمرء كسباً بدون أن يكون له نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محقق ، ويمكن أن يفسر ذلك بتتبع كلامهم والنظر في اعتقادهم . من مداخلهم في هذا الشأن : القول بالنسب البدني والنسب الروحاني . أو ما يعبر عنه أحياناً : بالأبوة الدينية والأبوة الطينية . و قد يقال : " ولادة الصلب " ، و " ولادة القلب " .
    هذا المقام مما يحتاج إلى تفصيل ، و تلك العبارات تحتمل معنيين : فإن أريد بالأبوة الدينية أو ولادة القلب حمله لنسب شيخه فهذا قول باطل ، و ينهى عن هذه التسمية و أشباهها ، و إن أراد أثر التربية والهدى الذي حصله على يديه وما نفعه الله به ، فهذا لا بأس به و لا حرج فيه .
    و قد توارد على امثال هذه العبارات جمعٌ من أهل العلم ، و هي من أصول الأدب والرعاية و الأخذ عن المشايخ و أهل العلم ، خاصة من كان له مزيد اختصاص بشيخ أو عالم . و ربما استشهد للمعنى الثاني بقوله تعالى :" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وفي قرآءة شاذة :" وهو أب لهم " . و ورد في حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم ، فإذا أتى أحدكم الغائط ، فلا يستقبل القبلة و لايستدبرها ، و لا يستطيب بيمينه ، وكان يأمر بثلاثة أحجار ، وينهى عن الروث والرمة " رواه أحمد والنسائي وأبو داود وابن ماجة[1] .
    و القوم في اكتساب النسب على وجهين :
    الأول : أن يكون الأخذ مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشهور في طريقة القوم ، فيحمله ذلك على الانتساب إليه
    الوجه الثاني : أن يكون الأخذ على يد شيخ من أئمتهم يعزى إلى البيت النبوي ، فينتسب إليه التلميذ ، فينال الشرف بالواسطة كسباً .
    جاء في " النور السافر " :" أن الشيخ محمد بن أحمد با جرفيل الدوعني ( 820-903 ) قال :" لم أصحب مع كثرة من صحبته من العارفين بالله مثال الشيخ علي بن أبي بكر ، فلازمته أربعة أشهر على أن يقول لي :" أنت منَّا أهل البيت " ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه ، فلم يجبني إلى ذلك ، فلما ألححت عليه ، وتحقق صدق ودي ومحبتي لأهل البيت . قال : يا فقيه ! إنَّ الدين النصيحة ، لا يجيبك إلى مقصودك هذا إلا الشيخ أبو بكر بن عبدالله ، فإنه القطب الوارث للقطبية من صغره بعد موت أبيه الشيخ عبدالله بن أبي بكر ، ونحن نكتب لك إليه أن يجيبك إلى مرادك ! قال : والشيخ أبو بكر يومئذ باليمن ، فكتب الشيخ علي إليه ، وكتبت أنا أيضاً إليه ، فأتانا منه بحمدالله الجواب بالقصد والمراد ! " .
    ****

    يتبع>>>>

  26. #26
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    الأصل الخامس : نيل درجة القطبية ..
    من مزالق الصوفية في إدعاء أنساب آل البيت تقريرهم لمقولة :" أن القطب لايكون إلا من آل البيت النبوي ، وأن الآل عوضوا بالخلافة الباطنة لما ذهبت منهم الخلافة الظاهرة " ، ولهذا اشترط بعضهم في صفات القطب أن يكون شريفاً من الآل النبوي . و يعرف الصوفية القطب بأنه ( موضع نظر الإله ) . و من علاماته عندهم أنه يحوز : ( الخلافة ، و النيابة ) ، كما ذكره أبو الحسن الشاذلي في " علامات القطب " . و يحتاج القطب عندهم إلى مبايعة دولة الباطن كما هو الحال في خلافة الظاهر .
    و مشهور عندهم أن القطب لاتكون محل إقامته إلا في مكة.
    و قد أشكل اشتراط تحقق النسب الشريف في القطب ، فسأل الشعراني شيخه علي الخواص عن صحة ذلك ؟ فقال علي الخواص :" لا يشترط ذلك ، ولعل من اشترط ذلك كان شريفاً ، فتعصب لنسبه "
    ثمَّ خفَّ اشتراط هذا القيد في القطب وذلك بتصحيحهم للنيابة في منـزلة القطبية لغير آل البيت ، و نفى بعضهم ذلك ، و قال : " لا تكون منـزلة القطبية إلا للآل " ، و لكن ربما حاذى الوليُ الذي ليس بشريف هذه المنـزلة ، و سيأتي ذكر هذا بعد قليل .
    قال الآلوسي :" … وقد رأيتُ في مكتوبات الإمام الفاروقي الرباني مجدد الألف الثاني قدس سره ما حاصله : " أن القطبية لم تكن على سبيل الأصالة إلا لأئمة أهل البيت المشهورين ، ثمَّ إنَّها صارت بعدهم لغيرهم على سبيل النيابة عنهم حتى انتهت النوبة إلى السيد الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس سره النوراني ، فنال مرتبة القطبية على سبيل الأصالة ، فلما عرج بروحه القدسية إلى أعلى عليين نال من نال بعده تلك الرتبة على سبيل النيابة عنه ، فإذا جاء المهدي ينالها أصالة ، كما نالها غيره من الأئمة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين " .انتهى كلام الآلوسي .
    وقال الرفاعي في " صحاح الأخبار " - وهو كلام مفيد و مهم في توضيح هذا الأصل - :" تنقسم الإمامة إلى : إمامة وحي ، وهي للأنبياء ؛ و إلى : إمامة وراثة ، وهي للعلماء ؛ و إلى إمامة عبادة ، وهي لإئمة الصلاة ؛ وإلى : إمامة مصلحة ، وهي لإئمة المسلمين الخلفاء الكرام القائمين بمصالح الأمة . ولم تجتمع هذه الأقسام المذكورة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم …" .
    ثمَّ قال بعد ذلك :" … وقد عني أهل البيت عليهم السلام في أفرادهم المكرمين و أئمتهم الطاهرين إمامة معنوية لا كما عناها الرافضة ، وهي الإمامة التي عناها جحاجحة الصوفية ، و وسموها بالقطبية الكبرى ، والغوثية العظمى ، و الإمامة الجامعة ؛ وقالوا لصاحب مرتبتها الغوث وقطب الأقطاب والإمام الجامع والإنسان الكامل .
    و أطبق جماهير الصوفية سلفاً وخلفاً أن الغوث هذا ، المعني ، بهذه الإمامة لا يكون من غير أهل البيت النبوي أبداً . وقالوا : إنَّ أهل البيت لمَّا فاتتهم إمامة الأشباح التي هي الخلافة الظاهرة عوضهم الله سبحانه وتعالى ما هو خير منها ، و ذلك إمامة الأرواح ، فإمامهم هذا أعني القطب الغوث يتصرف في ذرَّات الأكوان ، و صاحب خلافة الظاهر ، ذرة منها !
    و روى العارفون من سلف أهل البيت أنَّ الإمام الحسين لمَّا انكشف في سره تولى الخلافة الروحية التي هي الغوثية ، والإمامة الجامعة فيه وفي بنيه على الغالب ، استبشر بذلك ، وباع في الله نفسه لنيل هذه النعمة المقدسة ، فمنَّ الله عليه بأن جعل في بيته كبكبة الإمامة ، وختم ببنيه هذا الشأن ، على أنَّ الحجة المنتظر الإمام المهدي عليه السلام من ذريته الطاهرة وعصابته الزاهرة .
    قال سيدنا السيد إبراهيم أبو إسحاق الأغرب الرفاعي : كلمتان مردودتان عند أهل البساط :
    1- كلمة شريف يطلب نيل الإمامة الظاهرة بعد أن انعقدت على الإمامة الجامعة الروحية بيعة الأرواح لأهل البيت ، و أمضى الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم لهم ذلك ، و ها هي تتقلب بحمد الله تعالى فيهم ، و لا تنـزع منهم حتى تختم بسيدنا الإمام ولي الله المهدي عليه السلام .
    2- والكلمة الثانية : كلمة رجل ، قال : إنَّ قطبية الأقطاب يعني الغوثية والإمامة الكبرى الروحية تكون في غير أهل البيت ، فإنَّ هذه الكلمة من عثرات ألسن بعض أهل الري (؟! ) ، لا يلتفت إليها و لا يعول عليها "
    ثم قال :" نعم إنَّ المحاذاة للغوث ثابتة عند المتمكنين ، فقد يحاذي الولي الذي ليس بشريف بمحض فضل الله وتوفيقه مرتبة الغوث الجامع ، و لكن لا ينـزل تلك المنـزلة بعينها أبداً . وقال جماعة : قد يمكن أن يسقط المحاذي الذي ليس بشريف على مرتبة الغوثية ، و يتصرف بمنـزلتها من طريق تسلق المرتبة الصديقية ؛ ولكن يكون ذلك إذا لم يكن في عصره من أهل البيت من تحمل طينته عبء المنـزلة ، فيكون تصرف ذلك الرجل تصرف خلعة لا تصرف مرتبة ، فهو يتصرف بالخلعة التي ألقيت عليه من الغوث الشريف المتوفى والمنخلع عن مرتبة التصرف تمكناً بمحبة الله ، و إعراضاً عن غيره ، كما وقع لسيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه حين نودي للغوثية بعد أن رفع له علمها في الأكوان ، فأعرض عن مشغلتها ، و تململ على الباب ، وقال : "بالله العفو العفو" ، واتخذ ذريعته لذلك الجد الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فقبل الله منه ، و أفرغت عنه الخلعة للشيخ عبدالقادر الجيلي قدس سره ، فتصرف بها مدة حياته حتى مات ، ثم رفع علم الغوثية الجامعة والتصرف المحض للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه بإعادة خلعته الأصلية ، فاشتهر بأبي العلمين في الكونين ، وكان لما رفع له العلم الثاني أراد أن يتجرد عن التصرف لربه ، والله تعالى قسم له نيل الوراثة المحمدية أدباً وتصرفاً ، فلما أراد التنصل من المرتبة بالبكاء والتذلل أحاطه نداء الغيب من كل جانب أن تأدب ، فامتثل ، وبقيَ على حاله في منزلته حتى تمكن فيها بالترقي عنها إلى ما هو أعظم منها ، وما من نعمة تفرغ على العبد إلا وفي خزانة الكرم ما هو اعظم وأجل منها .
    وقد قال جماعة من العلماء بعدم وجود القطبية ، و لكن فاتهم أنَّ وجود الأولياء ثابتٌ لا دفاع له ، واصطلاح الأولياء على تسمية أعظمهم منـزلة في عصرهم صاحب رياستهم و مقدمهم بالقطب الغوث . وكما فرَّط بعض المتفقهة ، أفرط بعض المتصوفة ، فجعلوا القطبية إرثاً في مشايخهم ، و كأنها تؤخذ بالنيابة عنهم . وما كل ذلك إلا من الجهل بنفوذ سلطان النبوة ، وأن نيابة الأقطاب في كل عصر عنه صلى الله عليه وسلم ، و وراثة هذه المنزلة لا تحجر ، كما أنَّ فضل الله على قوم دون قوم لا يقصر ، يهب ما يشاء لمن يشاء " ألا له الخلق والأمر " ، وهو على كل شيء قدير . " . انتهى
    و هذه النقول السابقة توضح أنَّ مقالة القطب والاعتقاد بوجوده ، لها تأثيرٌ لا ينكر في ادّعاء طوائف منهم للنسب والوقوع في كبيرة من كبائر الذنوب ، وليس ذلك ببعيد عن جهال و مردة الصوفية .
    إنَّ منـزلة القطبية منـزلة عالية تسمو إليها نفس كل صوفي ، يعلم ذلك بتتبع أخبار كبرآئهم ومشاهيرهم ، الذين يقضي المرء منهم أغلب عمره في محاولة تحقيق تلك المنـزلة و التخلق بآدابها ، أو يقضي عمره في البحث عن قطب الأقطاب في الفيافي والقفار . و لهذا يُدَّعى النسب النبوي حتى لا يطعن في الولي أو الشيخ أنه قاصرٌ عن رتبة القطبية .
    وإذا اشتهرت نسبة الشيخ أو الولي المزعوم إلى غير آل البيت ولم يكن هناك مناصٌ من التهرب من تلك النسبة ، فإنَّ أمره يكون على الأحوال الآتية :
    الأول : أن يجد له شرفاً من جهة الأمهات بصورةٍ أو بأخرى .
    الثاني : أن يطعن في اشتراط ذلك الشرط في " القطب " ، كما تقدم عن علي الخواص .
    الثالث : أن يقال بجواز النيابة في منـزلة القطبية .
    الرابع : أن يقال بجواز محاذاة الولي غير الشريف لمنزلة القطبية ، وذلك بأن ينال مرتبة الصديقية ، فيقال فيه :" الصديقي " ، ومن ثَـمَّ يقال :" البكري " !
    يتبع>>>>

  27. #27
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    اكتفي بهذا القدر من النقل عن المصدر وانوه انها اصول تسعة كما ذكرها الكاتب جزاه الله خيرا وجميعها تتحدث بموضوع الصوفية والانساب لكن خوفا من الاطالة اكتفي بهذالقدر واختم نقلا عن خاتمة الكاتب بقوله:
    قد يصح نسب الصوفي الى الحسن أو الحسين أو غيرهما ، و هذا واضح وجلي لا يحتاج معه الى نقل أو عزو ، و:" لا يجرمنكم شنئآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " . و يوجد في بعض اعمدة الأنساب التي فيها بعض مشاهير المتصوفة ما هي في الصحة كالشمس ، فلا تخلط بين هذا ، و بين ما نبهنا عليه في هذا المقال .
    و لا يمتنع في الوجود أن يكون المرء ذا نسب عالٍ صحيح ، لا مطعن فيه ، وطريقته غير مرضية في الدين ، إذْ لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد . و هذا من وقت آدم عليه الصلاة والسلام عندما اقتتل ابناه مروراً بنوح عليه الصلاة والسلام عندما قيل في ابنه :" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " ، و ابراهيم وأبيه آزر ، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعميه أبي لهب وأبي طالب ، وهذا الى أن تقوم الساعة .
    فهؤلاء صحت أنسابهم ، و قربت من الأنبياء ، و قامت عليهم الحجة ، و انقطع عذرهم . و من عدا هؤلاء من أهل الأنساب الفاضلة الصحيحة الذين لا ترتضى طريقتهم ومذاهبهم ، فقد يكون لهم من العذر ، ما يعفى عنهم به ، إما لوجود حسنات ماحية ، أو مصائب مكفرة ، أو لغلبة الجهل ، أو لعدم قيام الحجة ، أو غير ذلك من الأسباب كما هو متقرر في كتب الاعتقاد . و قد لايكون لهم من العذر شيء ، فيلتحقوا بأضرابهم .
    و اعلم أخي أني قد تلطفت في العبارة قدر جهدي ، و تحاشيت كثيراً من النقول التي ربما كانت سبباً للعصبية و ما أشبهها ، و حذفت ضعف ما أثبت ، و حسبي أني محب لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أين كانوا و من كانوا دون تفريق بينهم ، و حبي لهم يشفع لي في إخراج هذا المقال ، الذي من أسمى ما أتمناه فيه أن يقودنا إلى العناية بالنسب الشريف و الاهتمام بحياطته و دعوة أهله إلى الخير والهدى ..
    و لإن رأينا في أصول ومنطلقات " التاريخ الصوفي " القديم ، ما يؤيد سوء الاستغلال و التوجيه للنسب الشريف ، فإنه في هذه الآونة بدأنا نلمس أن المسألة أصبحت تأخذ دوراً أكبر و طوراً أعلى من ذي قبل ، و ذلك بسبب ربطه بالسياسة العامة ، و التوصل من ذلك إلى خدمة الاستعمار في العالم العربي !
    اليوم يريد بعض " الهلكى " و " الزمنى " ! أن يظهروا أنفسهم بأنهم قد جمعوا أطراف " المجد " ، و " النفوذ " في ساحة رهان موهومة ، و ذلك بسبب وجود بعدٌ تاريخي واجتماعي و تعلقات قريبة العهد لهم أو لأجدادهم و آباءهم ، فنراهم يتجولون بأعمدة النسب ، فيخبطون ذات اليمين وذات الشمال !
    ما هم في الحقيقة إلا امتداد لآثار قديمة ، ترسباتها حاضرة في الذهنية المعاصرة بصورة أو أخرى ، نسأل الله أن يكف شرورهم ، ويقِ المسلمين فجورهم ، و الله من وراء القصد .
    انتهى منقووووول

  28. #28
    ضيف شرف النسابون العرب الصورة الرمزية الشريف محمد الجموني
    تاريخ التسجيل
    19-06-2010
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    6,876

    افتراضي

    تابعنا بكل روية ...
    وتتبعنا كل مروية....
    وطال بنا النظر فيما وافق المطلوب وما نشر عن رغبة في التواجد، لا اكثر، وبعد عن الهدف المقصود.
    وكان كل في اناءه جميل مثري..
    ... ولفتنا ان اقل القليل هو ما لامس االمطلوب ...
    حتى اوفت سيدتي معلمة الاجيال بالمقال .
    ...... وليعلم ان حب الانتساب الى العظماء شهوة تجذب النفوس.
    ومن المفيد ان يعلم ان النسب النبوي هبة ربانيه،قدرت لبعض عباده، بسابق علمه و عظيم منه.
    اختصوا بها ، وحملوا امانتها.
    ...
    ولان النفوس مجبولة على الغلو في العواطف، تقطر في افئدة المريدين .. وليس كل مريد عارف.. ففسروا بعض الرموز بما يوافق امانيهم.
    وربما ازت في امانيهم فلتات ونفحات.
    ومن المؤكد المنظور ان للصوفية دور هام في خلط الانساب وارباكها، فقد حمل كثير من اهل الحال نسبا طينيا،واخر روحيا...اختلط من بعدهم على القاصرين امر ذلك، فلزموا منه الاوفر، ولهذا نجد ان كثيرا من الانساب اشهرها بالشرف الاجيال اللاحقه ولم يقل بها او يظهرها،اصحابها حال حياتهم.
    ...والامثلة متاحة.
    وعليه ارى ان الفائدة، ان وجدت، ربما تنحصر في تحصين بعض الاعمدة من الضياع، واثبات المعاصرة، او القرب الزمني.
    وان الضرر لم يطل الاعمدة والانساب المعلومه، ولا المشهورة.
    .... وربما فتح هذا الباب سيكون ممرا لتحقيق تلك الحال ، واثبات اراء اهل الفن في متونها ....
    ليس اكثر !

  29. #29
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    [align=center]خير القول ( جزاك الله خيراً أم علي )
    أحسنت .. أجدت ..وأفضتِ [/align]

  30. #30
    مشرف عام مجالس قريش و كنانة - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية حازم زكي البكري
    تاريخ التسجيل
    27-03-2011
    الدولة
    القدس
    العمر
    64
    المشاركات
    9,330

    افتراضي

    المتمحص لمقولة الشعراني يفهم ضمناً ان نسب (السادة البكرية في مصر) الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه ثابت ومشهور ومتواتر ومدون.
    وان المكاشفة هنا هي خاصة في الشعراني لم يحتج بها البكريون ولم يذكروها في كتبهم ومراجعهم ومبسوطاتهم وهي من باب ( قالوا بلى قال ليطمئن قلبي) ...قلب الشعراني بالطبع


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلمة أجيال مشاهدة المشاركة
    الأصل الثاني : الرؤى والمنامات
    للصوفية اعتقاد معروف في " الرؤى والمنامات " ، فهي أحد مصادر المعرفة عندهم . و إذا كان هذا كذلك .. فهل لذلك أثر على الأنساب ؟!
    قال الشعراني في طبقاته عن الشيخ البكري :" ومما يدل على صحة نسبه الى الامام ابي بكر الصديق ما رأيته بمكة المشرفة ، وذلك أن بعض الحسدة ذكر سيدي محمدا بغيبة ، فزجرته عن ذلك فلم ينزجر ، ثم رايت الامام ابابكر الصديق رضي الله عنه وهو يقول: جزاك الله خيرا عن ولدي محمد ، فعلمت صحة نسبه بذلك " انتهى.

  31. #31
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    رغم رواء مزنكم الطيّب , فما زلت انتظر الغيث الصيّب ...

  32. #32
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    25-01-2010
    العمر
    47
    المشاركات
    204

    افتراضي

    بعض ما ورد عن الصوفية

    التصوف الصحيح عين التوحيد.. أم عين الوحدة ..؟!


    في ملحق جريدة المدينة "الرسالة" بتاريخ 20/3/1426هـ: نقل عن فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز القاري وفقه الله وأعلى نزله قوله: "التصوف الصحيح هو عين التوحيد".!!..
    وهذه فكرة جديرة بالمدارسة:

    * * *
    الدارسون للتصوف على مذهبين:
    الأول: مذهب يرى التصوف أجنبيا عن الإسلام في: أصله، ونشأته، وأفكاره.
    وعليه: فهو فكر منحرف كله.
    وهذا رأي فريق يرفض التصوف جملة وتفصيلا.
    الثاني: مذهب يرى التصوف إسلاميا في: أصله، ونشأته، وأفكاره. دخل عليه الفلسفة لاحقا، فتلبس به.
    وعليه: فمنه الإسلامي (= المعتدل، السني)، ومنه الفلسفي (= الغالي، البدعي).
    وهذا رأي فريقين:
    -فريق من المتصوفة.
    -وفريق من غير المتصوفة، يعلن قبوله بما يراه: إسلامياً، معتدلاً، سنياً. ويدعو إليه.
    فهل يوجد فريق يعلن أن: التصوف كله حسن: أوله، وآخره، بدايته، ونهايته، وكل المنتسبين له؟.
    نعم، هذا الفريق موجود، وهم الفريق الثاني من المتصوفة، الذين يرون كل ما في التصوف حسن، ليس فيه أي شيء غير ذلك، وهم الذين لم يعرف عنهم أي نقد لأي مسلك من مسالك الصوفية، بل صوبوها كلها، وقالوا: "الطريق إلى الله عدد أنفاس الخلائق".
    * * *
    من ذلك يتبين: أن المتصوفة وغير المتصوفة منقسمون حيال التصوف نفسه..؟!.
    فمن المتصوفة من يقر بوجود فكر منحرف، خارج عن الإسلام، داخل المذهب الصوفي، لكنه يتبرأ منه، ويقول: إنه دخيل، طرأ لاحقا، فتلبس بالتصوف. ويعلن تمسكه بالكتاب والسنة.
    وآخرون لا يقرون بشيء من ذلك.
    ومن غير المتصوفة من يعتقد أن في التصوف جانبا معتدلا، سنيا، إسلاميا، يجب أن يعتنى به، وينمى.
    وآخرون يرفضون هذا الرأي، ويعتقدون بطلانه.
    فطائفتان متفقتان علما ونظرا، وإن كانتا مختلفتين عملا وتطبيقا.
    وطائفتان مختلفتان علما ونظرا، وعملا وتطبيقا.
    * * *
    لكن هل ثمة مستند عند الفريقين ؟
    من قال بالتصوف المعتدل، سواء من المتصوفة أو من غيرهم، فإنه استند إلى ما يلي:
    1-نسبة التصوف إلى الصوف. والصوف لباس مشروع.
    2-تعريف التصوف بأنه الزهد. والزهد مشروع.
    3-تعريف التصوف بأنه خلق وسلوك. والخلق والسلوك مشروع.
    4-الثناء على أئمة التصوف، وسلوكهم. بأنهم كانوا قمما في الزهد والسلوك.
    وأما من قال بأن التصوف فلسفي، ليس فيه اعتدال، فإنه استند إلى ما يلي:
    1-إنكار نسبة التصوف إلى الصوف.
    2-إنكار أن يكون موضوع التصوف هو الزهد.
    3-القول بأن التصوف خلق، لكنه طريق خاص في الخلق.
    4-التفريق بين التصوف والمنتسبين إليه في الحكم على التصوف.
    وهذا موضع التحرير..!.
    فمن ثبت دليله فقوله هو الحق، لا من بطل دليله.. ؟
    * * *
    الدليل الأول: النسبة إلى الصوف.
    قالوا: التصوف نسبة إلى الصوف، مشتق منه، وهذا ثابت من حيث اللغة، يقال: تصوف. إذا لبس الصوف. وتقمص، إذا لبس القميص. والصوف لباس الزهاد، والزهد موجود في الإسلام.
    قيل: لا علاقة بين التصوف والصوف، والنسبة اللغوية وحدها لا تكفي لإثبات النسبة، والأدلة ما يلي:
    1- لم يشتهر المتصوفة بلبس الصوف، وبهذا قال القشيري: "القوم لم يختصوا بلبس الصوف"، وأنكر أن يكون مشتقا من الصوف، فقال: "وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية، قياس ولا اشتقاق، والأظهر فيه أنه كاللقب" [الرسالة القشيرية 2/550-551]، ومما يعطي هذا الرأي قيمة: أن أحدا من المتصوفة لم ينكره، ولم يرده، ولولا أنه يعبر عن الحقيقة ما سكتوا.
    2- الهجويري كذلك أنكر النسبة إلى الصوف، ومنع أن يكون له اشتقاق لغوي.
    3- المتتبع والدارس تعريفات المتصوفة الأولين، المؤسسين، منذ بداية التصوف، وحتى منتصف القرن الخامس (200-440هـ)، يلحظ خلوها من ذكر الصوف، إلا تعريفا يتيما أو تعريفين من بين حوالي ثمانين تعريفا، ذكرها القشيري في رسالته، ونيكلسون في بحث له، ينقلها من: تذكرة الأولياء للعطار، ونفحات الأنس للجامي، والرسالة للقشيري. [في التصوف الإسلامي وتاريخه ص28-41]، فلو كانت النسبة صحيحة، فلم أعرضوا عن ذكره في هذه التعريفات..؟!.
    والحقيقة أنها كلمة يونانية، أصلها "سوفيا"، دليله توافق أصول الفكرتين "الصوفية" و "السوفية".
    الدليل الثاني: التصوف هو الزهد .
    قالوا: التصوف هو الزهد؛ فإن الصوفية لما رأوا إقبال الناس على الدنيا: آثروا الزهد فيها.
    قيل: تفسير التصوف بالزهد، وتعريفه به، ليس له مستند، والأدلة تعارضه:
    1- في تعريفات الأئمة المؤسسين للمذهب الصوفي: لا نجد ذكرا لكلمة "الزهد"، ومعلوم أن المعرّف لمصطلح ما، جديد غير معروف: يحرص كل الحرص، على أن يستل من اللغة الكلمة الأوفق، والأوضح، فإذا كان كذلك، فلم أعرضوا عن كلمة "الزهد"، واستعاضوا عنه بعبارات من قبيل: إيثار الله.. قلة الطعام.. الفقر..؟!.. هل غابت الكلمة عن قاموسهم ؟!، كلا، بل حاضرة، لكن لما لم يكن حقيقة التصوف هو الزهد: أعرضوا عنه.
    2- ورد التصريح من الأئمة بأن التصوف ليس هو الزهد، قال السهروردي: "التصوف غير الفقر، والزهد غير الفقر، والتصوف غير الزهد، فالتصوف: اسم جامع لمعاني الفقر، ومعاني الزهد، مع مزيد أوصاف وإضافات، لا يكون بدونها الرجل صوفيا، وإن كان زاهدا فقيرا". [عوارف المعارف، ملحق بالإحياء 5/79]، فالتصوف لا يختص بالزهد، ولا الزهد هو التصوف، وهكذا قال: ابن الجوزي، نيكلسون، عبد الحليم محمود، سعاد الحكيم، محمد زكي إبراهيم.
    فإذا لم يكن هو الزهد، فما هو إذن ؟.. الجواب سيأتي فيما يلي:
    الدليل الثالث: التصوف خلق وسلوك .

    قالوا: التصوف أخلاق وسلوك، لتهذيب النفس، وتصفية الروح، والتخلص من الأخلاق السيئة.
    قيل: نعم هو خلق وتخلق، لكن أي خلق، وأي تخلق..؟!.
    هو خلق وتخلص خاص، كما فسره أئمة التصوف: النوري، والغزالي، وابن عربي، والجيلي، والقاشاني: "التخلق بأخلاق الله"، ليس هو التخلق المتبادر إلى الذهن، بل مشاكلة للصفات الإلهية.. وهل يمكن هذا.؟!.
    قالوا: كلا، بل تخلق في حدود البشرية.
    قيل: هذه دعوى، فكتب الصوفية طافحة، مليئة بإثبات أنه تخلق كامل، لا نقص فيه، حتى يضاهي الصفات الإلهية، سواء بسواء؛ ولذا قالوا: الفناء عن الصفات البشرية، والبقاء بالصفات الإلهية. أو الفناء عن البشرية، والبقاء بالإلهية. فالفناء هو لب الفكرة الصوفية، شهد بذلك الأئمة الأولون، ثم المصنفون منهم: الطوسي، والهجويري، وأبو المواهب الشاذلي.. ومن المعاصرين الدكتور أبو الوفا التفتازاني شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ محمد زكي إبراهيم، شيخ العشيرة المحمدية.. فهل في الصحابة من يقول بالفناء ؟!.
    وهل الفناء عن الأوصاف البشرية، أو البشرية: توحيد. أم توحّد مع الأوصاف الإلهية، والذات الإلهية، حتى تتحدا، فتكون شيئا واحدا.. ؟!.
    فهذه الحقيقة من البروز والظهور بحيث يعسر سترها، كما قال المستشرق الباحث في التصوف نيكلسون: "وتحول معنى التوحيد إلى وحدة الوجود، فحلت محل صورة الله الواحد، المنزه عن صفات المحدثات، صورةُ الوجود الواحد المطلق (الحق)، الظاهر في كل مظهر من مظاهر الخلق، المتجلي في صورة الصوفي عند فنائه عن نفسه في حال وجده، وهذه العقيدة مهما حاول الصوفية سترها: أساس التصوف وجوهره". [في التصوف الإسلامي وتاريخه ص73]، والعبارات في هذا المعنى، المثبتة لهذه الحقيقة أكثر من أن تحصى، سواء عن الأئمة أنفسهم: أولين، وآخرين. أو عن الكتاب المتخصصين في التصوف.

    الدليل الرابع: أئمة التصوف فيهم من له قدم صدق في الإسلام.
    قالوا: أين أنتم من الأئمة، المتقيدين بالكتاب والسنة، والذين أثنى عليهم الأئمة كابن تيمية، أليس الثناء عليهم ثناء على التصوف؟.
    قيل: هذا هو موضع البحث والنظر..
    فإن أكثر النزاع من هذه الحيثية؛ فإن الذين صححوا التصوف بنوا قولهم نظرا منهم إلى المنتسبين إلى التصوف، وما جاء من الثناء عليهم، خصوصا عن ابن تيمية. لكنهم لم ينظروا من جهة الفكرة نفسها، وهذا خطأ.. ومثله كمن صحح النصرانية؛ لأن فيهم قسيسين ورهبانا، وأنهم لا يستكبرون ..!!.
    والصواب: أن يفرق بين الفكرة والمنتسبين إليها. فليست كل أفعال المتصوفة صادرة عن الفكرة الصوفية، بل فيها ما هو صادر عن اتباع وتسنن، فهذا ينسب إلى الإسلام. وفيها ما هو صادر عن فكرة صوفية، معروفة من قديم، في الثقافات القديمة، فهذا ينسب إلى الصوفية..
    أما نسبة كل ما يصدر عن الأئمة إلى التصوف، فمثل نسبة كل ما يصدر عن المسلمين إلى الإسلام ..!!.
    * * *
    فهذا ما سمح به المقام لمناقشة هذه الفكرة..
    فهل يصح بعد هذا العرض أن يقال: إن التصوف الصحيح هو عين التوحيد ؟.
    بعد ما تبين أنه يقوم على فكرة غريبة عن الإسلام، هي:الفناء. الفناء عن الأوصاف البشرية، والبقاء بالأوصاف الإلهية، أو الفناء عن البشرية، والبقاء بالإلهية ذاتا ؟.
    بعد ما تبين أنه لا يقوم على الزهد، ولا على الفقر، ولا علاقة له بالصوف.. مع أن الزهد، والفقر، ولبس الصوف ليس دالا على التزام تعاليم الإسلام في كل حال ؟.
    إن توثيق بعض الناس للتصوف يدفع إليه أحد أمرين:
    -إما خطأ في فهم حقيقة التصوف. فيُعتقد لأجله صحته.. وهو خطأ يرده البحث العلمي.
    -وإما مقصد دعوي محض. فيُعتقد بطلان التصوف، لكن يراد تصحيحه من الداخل، بقسمته إلى: سني، وفلسفي. وقبول الموصوف بالسني منه.
    فأما الأول، فقد تقدم الكلام عنه، وأما الثاني: فهو من باب الحكمة في الدعوة والإصلاح.
    ولا يخفى أن الحكمة هي التي يكون عنها الأثر الحسن، فإن كان الأثر سيئا، فحينئذ لا حكمة، بل فتنة..
    فعلى أي أساس بنى أصحاب هذا الاتجاه رأيهم في أنه الحكمة ؟.
    الواضح أنه بني على أساس منع الصدمة؛ فإن النفوس تضجر من صدمتها بالحق، فتعرض، فهي تحتاج إلى: ملاينة، ومداراة، وسياسة. حتى لا تكره، فتشرد. فالمنتسبون إلى التصوف يحسبون ما هم عليه هو الدين القويم، فليس من السهل تركه إذن.!.
    وإذا كانت النقولات عن أئمتهم قد تضمنت: التنبيه على التقيد بالكتاب والسنة.. إذن، فلم لا نصحح التصوف من هذه الجهة ؟..
    فيعلن أن ما قاله الأئمة من وجوب التقيد بالكتاب والسنة هو: التصوف الصحيح، وما عداه باطل.
    وبذلك تستنقذ جموع من المتصوفة، بجذبهم إلى الحق، دونما اصطدام قد جُرّب، فاكتوت الأمة به.
    وهذا تعليل وجيه، لو وقفنا عند الآثار الحسنة لهذا الرأي، دون النظر فيما قد يكون من أثر سيء عنه.
    فالرافض لهذا الرأي له أن يقول: إن الآثار السيئة لهذه الطريقة بادية، فمنها:
    1- إعطاء التصوف شهادة براءة من كل ما نسب إليه؛ ومشايخ الطرق لا يطمعون في أكثر من هذا، فإنه ما من انحراف إلا تبرءوا منه وقالوا: ليس هذا تصوفنا. فتبقى البراءة، ويبقى الانحراف..!!.
    2- تشجيع عوام المتصوفة على البقاء في التصوف، فإذا كان منه الحسن والموافق للشريعة، فلم يخرجون منه ؟!، والمهم هنا: أن الحسن عندهم هو ما تلقوه عن مشايخهم، فحسب..؟!!.
    3- تشجيع غير المتصوفة على اعتناق التصوف، فما دام منه الحسن والموافق للشريعة، وهو عين التوحيد، فلم لا يلتحق به الناس.. وكيف يتركون لب التوحيد وعينه وهم قادرون عليه ؟!.
    4- التتذبذب في المواقف: فبالأمس كان يُقرر بطلان التصوف، واليوم انقلب توثيقا، بمبالغة..!!. هكذا يقال.. وقد يتسبب هذا في فقدان الثقة، وعدم الاطمئنان مستقبلا لأصحاب هذا الرأي.فإذا حصلت المقارنة بين آثار القولين، فأيهما الذي سيرجح حينئذ..؟.
    يحصل الجواب لبعض الناس من أول نظرة، وآخرون في حاجة إلى تأمل.. والعقل الصحيح يهتدي.
    لكن قد يقول أصحاب الاتجاه الأول: إذا فرضنا أن الآثار السيئة أغلب، فكيف إذن لنا أن نوضح الحق للمتصوفة، مع ضمان عدم نفورهم ؟.
    فجواب الفريق الثاني: الحق لا يقوم له شيء، وكل بعيد عنه، وهو يتمناه ويرجوه، فلا بد أن يقترب منه، ويأتي إليه يوما ما، كما يأتي الظمآن إلى الماء، ولو كان في المكان الوعر، يأتيه بكل رغبة ورضا.
    ومن أسباب حصول هذا الخير: ثبات أصحاب الحق عليه، وعدم التنازل عن شيء منه، ولو أحدث ذلك ألما، فإن العاقبة للحق، والأصل في الحق: أن يعلن كما هو، مع اللين، واللطف، والحسنى. فإن كان ثمة ضرورة فقد أذن الشرع في السكوت حينا، وإبلاغ بعض الحق، وتأخير بعضه، حتى يفهم الناس.
    ولا بد أن نفرق بين مسلك يؤخر بيان الحق حينا، تدرجا في التعليم، ومسلك يتسبب في ضياع الحق، وعدم الاهتداء إليه، وذلك متوقع وحاصل عند تزكية كل فكر ثبت انحرافه؛ فإن في ذلك عونا على ترسيخه، وزيادة أنصاره، وضرر هذا أكبر من فائدة إصلاح ذلك الفكر من الداخل.
    * * *
    وبعد: فما سبق كانت مشاركة مني لما تفضل به الشيخ الدكتور عبد العزيز القارئ حفظه الله وأعلى نزله، ولم يكن القصد مناقشته، فالرأي الذي دعا إليه، لا يتمثّل فيه وحده، بل يشاركه فيه جمع من الفضلاء.
    أسال الله تعالى أن يهب لنا قلوبا مطمئنة، ونفوسا راضية، وعلما نافعا، وعملا صالحا.. والله أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا، وعلى آله وصحبه. والحمد لله رب العالمين.


    لطف الله خوجه
    الأستاذ المساعد بقسم العقيدة بجامعة أم القرى

    5/4/1246هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة الشريف يحيى بن زكريا ; 14-10-2017 الساعة 01:31 PM

  33. #33
    مشرف عام مجالس قريش و كنانة - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية حازم زكي البكري
    تاريخ التسجيل
    27-03-2011
    الدولة
    القدس
    العمر
    64
    المشاركات
    9,330

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ايمن زغروت مشاهدة المشاركة
    رغم رواء مزنكم الطيّب , فما زلت انتظر الغيث الصيّب ...
    هي هكذا مواضيع البصمة الوراثية والصوفية ينحرف فيها المشاركون عن المطلوب

  34. #34
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    25-01-2010
    العمر
    47
    المشاركات
    204

    افتراضي

    أما عن ادعاء بعض الصوفية انتسابهم للنسب الشريف بواسطة منام

    لم اجد أي قاعدة شرعية تثبت أي نسب بالمنامات والرؤى ومن ادعى نسبه بطريق رؤية فليراجع نفسه لأن نسبه غير مقبول.

  35. #35
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    [align=center]أحسنتم وأجدتم وأفصحتم البيان !!!
    لكن : كل هذا - باستثناء بعضه - قد خرج عن المقصود والمطلوب في الموضوع " النقاشي " !
    وننوّه الى أن للتصوف لدينا مواضيع متعددة وطال الحوار والنقاش فيها وأقفلناها منذ زمن .. وكانت تبحث في العقيدة وأصل التسمية والمنقولات عن أئمة الصوفية وكبارهم عبر التاريخ .. ولا نرى حاجة للعودة لهذه الحوارات التي أخذت الكثير من الوقت والجهد .. ونرجوا الكرام التقيد بالطلب المنصوص عليه في عنوان البحث دون أن يتعداه رجاءاً ...!
    زادكم الله حلما وعلما ورفعة قدر وحكمة .
    نحبكم في الله .[/align]

  36. #36
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    أحسنت ابا عمر .. فقد خرجت المناقشات عن الموضوع(تاثير الصوفية على علم الأنساب)، و قد نبهتُ إليه من قبل ، و لكن المناقشين مصرين على الصوفية .
    نرجو من الدكتور ايمن إفادتنا بما له من علم في هذا الموضوع حتى يضع لنقاش الصوفية غير المقصود حدا .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 14-10-2017 الساعة 11:16 PM

  37. #37
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ايمن زغروت مشاهدة المشاركة
    رغم رواء مزنكم الطيّب , فما زلت انتظر الغيث الصيّب ...

    هل توقف أحدكم عند هذه العبارة الجميلة الجزلة من الدكتور أيمن :
    (بالرغم من رواء مزنكم الطيب ، فمازلت أنتظر الغيث الصيب)
    بلاغة في الاسلوب ، و دقة في التعبير ، و لباقة في التقييم والتوجيه .
    نعم دكتورَنا ، أشاطرك الرأي بأننا مازلنا نحوم حول الموضوع و لم نطرقه في الصميم ..


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 14-10-2017 الساعة 11:14 PM

  38. #38

  39. #39
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    http://www.alnssabon.com/t59030.html

  40. #40

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل الصوفية من أهل السنة ؟ وهل ينقل عنهم الانساب ؟
    بواسطة متابع بصمت في المنتدى منتدى السادة الاشراف العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-04-2019, 02:52 AM
  2. المخطوطات العائلية و قيمتها العلمية . حلقة نقاشية
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى ندوة نسابي الاشراف الاسبوعية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 10:40 PM
  3. الليلة موعدنا
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى ساحة التواصل بين الاعضاء
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-11-2014, 12:58 AM
  4. يحدث الليلة
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى ساحة التواصل بين الاعضاء
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 21-10-2014, 02:48 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum