يهود الدونمة في الدولة العثمانية للدكتور محمد زغروت

محمد , الخلافة , الحجي , الدونمة , العثمانية , العثمانيون , تركيا , يهود , سبتاي , صحفي , زغروت

يهود الدونمة في الدولة العثمانية للدكتور محمد زغروت

يهود الدونمة فى الدولة العثمانية




د. محمد زغروت في شبابه

بقلم الاستاذ الدكتور محمد زغروت - والد مؤسس الموقع
مقتطف من كتابه " العثمانيون الجدد "


عاش اليهود تحت الحكم العثماني بسلام لكنهم كانوا يلاقون دوما في اوروبا الشرقيه تمييزا وكراهيه قويه كانت تتفاقم من وقت لاخر لتنتهي بالمذابح . كما يؤكد ( المؤلف نفسه) ذلك :([1])

ولم يواجه المهاجرون اليهود اي عقبه سياسيه لان زعماء المسلمين لم يرفضوا في اي فتره السماح لليهود القادمين من البلدان الاجنبيه بدخول فلسطين والاستيطان فيها ولم يمنح هذا السماح للمسحيين الغربيين وبعد وصول اول فوج من المستوطنين الصهيونيين من رومانيا عام 1882م اصدر السلطان عبد الحميد لاول مره في التاريخ عام 1885م امرا يسمح بدخول اليهود كحجاج فقط لا كمستوطنين علي ان القانون لم ينفذ ابدا بصرامه ولكن هذا القانون وما تلاه من قوانين تقيد الهجره كانت تنطبق فقط علي اليهود الاجانب اما مئات الالاف من المواطنين اليهود في البلدان المحيطه بفلسطين والخاضعه للامبراطوريه العثمانيه فقد كان باستطاعتهم دوما الاستيطان في فلسطين ويقدر عدد اليهود الذين كانوا في فلسطين عام 1814م بحوالي 10.000 يهودي فقط, وفي عام 1914م كانوا 35.000 يهودي من بين 12.000.000 يهودي يرددون في صلواتهم ثلاث مرات في اليوم ان لن ينسوا اورشليم والعوده الي ارض الميعاد والبرهان القاطع هو انه "رغم ما كتب عن المكانه التي تشغلها فلسطين في قلب الشعب اليهودي", الا انها كارض للعيش عليها لم يكن لها الا تاثير ضئيل علي الفرد اليهودي واشار داعيه صهيوني الي التوبيخ الذي يحس به لان اليهود هم اقل طائفه من بين الطوائف الاخري تقصد الي فلسطين.

كما ينقل الدكتور اميل توما في كتابه"جذور القضيه الفلسطينيه"([2]) عن كتاب جون برونغ(تقرير حول سوريا) وصف الاخير احوال اليهود في ظل الاسلام:"ان التجار اليهود الاجانب في دمشق هم الفئه الاغني بين التجار وذكر عائلتين تملك كل منهما مليون ونصف جنيه وهذه ثروه ضخمه في ذلك الحين وأضاف ان اكثر البيوتات التجاريه تتاجر مع بريطانيا .

ولقد كانت صله اليهود بفلسطين عبر التاريخ وقبل وجود الصهيونيه الاستعماريه مجرد صله دينيه عاطفيه ولم يكن لهم ايه مطامع سياسيه وكان هذا الامر قبل السبي البابلي الذي قام به نبوخذ نصر اذ انه من الثابت تاريخيا ان اليهود كانوا موزعين في العالم العربي وغير العربي في ذلك الوقت ولم يكونوا مجتمعين فقط في فلسطين بل كانوا مواطنين في كثير من الدول.

كانت صله اليهود بفلسطين مجرد صله دينيه عاطفيه ورغبه لدي بعض الفئات اليهوديه المتدينه في الاقامه قرب الاماكن المقدسه للتعبد وممارسه الطقوس الدينيه لقضاء ايامهم الاخيره في المدن الاربعه المقدسه ( القدس , صفد, طبريه, الخليل) ناهيك عن ان اليهود المتدينيين كانوا يؤمنون بفكره بعث الدوله اليهوديه في فلسطين بحدوث معجزه الهيه يظهر معها المسيح المنتظر الذي سيعيد بناء "هيكل سليمان" ويقود العالم نحو الخير والسلام.
ولما ابتدع الفكر الاستعماري غير اليهودي الصهيونيه السياسيه التي كان يتطلع من ورائها الي تنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري باقامه دوله يهوديه في فلسطين بدا الساسه المستعمرون ومن يعمل معهم من المبشرين باطلاق المزاعم عن (العوده الي ارض الميعاد). (وتحقيق نبوء المسيح) والاستشهاد بنصوص التوراه التي اطلقوها وفسروها لتخدم المشروع الصهيوني ومن الطبيعي ان تلاقي هذه المقوله اذانا صاغيه واستحسانا لدي المجتمعات الغربيه المسيحيه التي ارادت ان تتخلص من اقلياتها اليهوديه (فاشفقت) عليهم لما حل بهم من ويلات وماسي ابان العصور الغابره من محاكم التفتيش في اسبانيا في القرن الخامس عشر الي البوغروم في روسيا في القرن التاسع عشر (وهي ملاحقات واعتقالات واجراءات اضطهاديه حدثت في روسيا علي يد القيصر الروسي في "1881_1882م " الي افران الغاز في المانيا النازيه في النصف الاول من هذا القرن.
وفي الوقت التي كانت فيه مذابح اليهود كثيره الوقوع في روسيا وبولونيا كانت هناك حركات في فرنسا وغيرها من اعرق امم اوروبا حضاره ترمي الي ما يشبه القضاء علي اليهود حتي كادت قضيه دريفوس ان تشعل ناراً . ومن الأجدر أن نعاود الحديث عن يهود الدونمة فهو الأهم في هذا الجزء من البحث لنعرف أصلهم والدور الذي قاموا به في خلع السلطان عبد الحميد .

الهوامش:

1- أ/ رفيق النتشة - اليهود فى الدولة العثمانية ص23 .
2- اميل توما - جذور القضية الفلسطينية ص 12

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: تاريخ العصر العثماني

---

di,] hg],klm td hg],gm hguelhkdm gg];j,v lpl] .yv,j hgoghtm hgp[d hguelhkd,k jv;dh sfjhd wptd

نتابع بشوق ... وننتظر !