خرج رجال الشطر - مديداً - قاصدين المدينة المنورة وكان معهم الأخ الأصغر للشيخ هدايه بن عطيه شيخ الشطر و عند عودتهم تعرضوا لجماعة تريد سلبهم و نهب ما معهم من مؤونة وكان يرأس هذه الجماعة فهم الشبيشيري فبادرهم فهم بإطلاق النار عليهم فقتل أخو الشيخ هدايه فهرب فهم الشبيشيري واقتفى أثره رجال الشطر و عندما لحقوا به نزل من ظهر فرسه فدخل في منطقة جبلية وعرة وارتكب الفرار تاركاً فرسه لينجو بنفسه فلما يئس الشطر من القبض عليه أمسكوا بعنان فرسه و أخذوها و عادوا متجهين إلى ديارهم ولما وصلوا اتجهوا إلى بيت الشيخ هدايه بن عطيه و سلموه الفرس و قالوا : إن أخاك قتله فهم الشبيشيري فغضب الشيخ هدايه غضباً شديداً و نذر نذراً أن يقتله و يشرب من دمه طال الزمن أو قصر ثم وعد أنه سيقدّم عدد من الإبل لمن يأتي بخبر عن فهم الشبيشيري ، وبعد ذلك أرسل الشيخ هدايه بن عطيه لفرسان القبيلة و هم :
1- فلاح الباجم
2 - جابر القضع
3 - مبشر العمش
4 - رويشد الأحيمر
5 - مفلح الباجم
و بعد أن اجتمعوا قال لهم الشيخ هدايه : ابحثوا عنه في كل مكان و أتوا به حياً أو ميتا ؛ انطلقوا يبحثون عنه ووجدوا رجلاً من الشباشرة و قبضوا عليه و أتوا به إلى الشيخ هدايه لكن الشيخ هدايه رفض قتله و قص مقدمة شعره و قال : معتق لوجه الله ، لا نريد إلا فهم .
عاد الشطر للبحث عن فهم فإذا بأخيه ناصر الشبيشيري فقبضوا عليه و عادوا إلى الشيخ هدايه لتسليمه له فلما أمسكه الشيخ هدايه رفض قتله و قص مقدمة شعره و قال : معتق لوجه الله ، لا نريد إلا فهم ؛ أخذ الشطر يطلبون من الشيخ هدايه أن يقتله و يأخذ الثأر منه بدلاً من أخيه و أن فهم من المستحيل القبض عليه . لكن الشيخ هدايه رفض و أصر على أن لا يأخذ الثأر إلا من فهم .
شاع الخبر في بني عبدالله أن الشيخ هدايه بن عطيه شيخ الشطر سيقدّم عدداً من الإبل لمن يأتي بخبر عن فهم الشبيشيري أو خبر عن مكانه - خاصةً أنهم يعلمون أن الشيخ هدايه يمتلك عدداً كبيراً من الخيل و الإبل - فما أن مضت أيام قليلة إلا وإذا بقدوم رجل من بني عبدالله قيل أنه من العضيلات ولما وصل إلى الشيخ هدايه أخبره أن فهم الشبيشيري موجود في ذلك المكان و أنه قد بنى بيته في أعلى الجبل وإذا جن الليل نزل إلى أسفل الوادي إلى مكان يجتمعون فيه للسمر والحديث وهذا المكان على طريق الحجاج .
أرسل الشيخ هدايه بن عطيه لفلاح الباجم و جابر القضع و مبشر العمش و رويشد الأحيمر و مفلح الباجم و أخبرهم أن يستعدوا للغزو .
ركب الشيخ هدايه بن عطيه ومعه الشطر متجهين إلى المكان الذي يقيم فيه فهم الشبيشيري ولما وصلوا قال الشيخ هدايه لابد من خطة محكمة حتى لا يستطيع فهم الشبيشيري الهروب ، طلب الشيخ هدايه من مفلح الباجم و رويشد الأحيمر و جابر القضع الصعود إلى الجبل و محاصرة بيته في أعلى الجبل ، أما الشيخ هدايه و مبشر العمش و فلاح الباجم تنكروا بالملابس الخضراء و هي ملابس أهل الشام حتى يظنهم فهم الشبيشيري أنهم من أهل الشام .
دخل الشيخ هدايه و معه فلاح و مبشر و جلسوا معهم في المكان الذي يتسامرون فيه و كان فهم الشبيشيري شاعراً سريع البديهة شديد الذكاء و كان من عادتهم في هذا المكان طرح الألغاز و إقامة المحاورات الشعرية فقام فهم الشبيشيري و قال :

خبرونا يا طروش الشامي
******** هاتوا الأخبار يا الطرقية
يا جبل ساقان يا اللي زامي
******** ديرتك فيها حياء وألا سنيّه


فقام الشيخ هدايه بن عطيه و قال :

يوم جيتك و أقبلن أقدامي
********* خابر لي فالبلد عاريّه
جيت من داري و أريد حزامي
********* قبل ألد لسلة الجنبيّه

فأشهر الشيخ هدايه الشلفاء بعد البيت مباشرة وضربه ضربة قوية لكنه هرب ينقل إصابته ملطخاً بدمائه متجهاً إلى بيته أعلى الجبل لكنه لم يدخل البيت فاقتفى أثره فلاح الباجم و دخل البيت فلم يجده فظن أنه خرج من طرف البيت فخرج فلاح الباجم من طرف البيت فإذا جابر القضع يراه فظن أنه فهم الشبيشيري فرماه رمية أردته قتيلاً ، هرب فهم الشبيشيري عندما سمع الرمي فرآه مفلح الباجم و لحق به حتى أمسكه و جاء به حتى سلمه للشيخ هدايه بن عطيه فقتله الشيخ هدايه و قيل أنه شرب من دمه و أوفى بنذره .
بعد أن أخذ الشطر الثأر من الشبيشيري بقي جابر القضع في حيرة من أمره بعد مقتل فلاح الباجم - خطأً - لكنه أقبل على الشيخ هدايه بن عطيه و قال : أنا داخل على الله ثم عليك و أنا في وجهك حتى نصل إلى والده مريزيق الباجم .
عاد الشطر إلى ديارهم و القضع في حماية الشيخ هدايه ولما وصلوا أخبروا مريزيق الباجم أن الشطر أخذوا ثأرهم من فهم الشبيشيري و أن جابر القضع قتل ابنك فلاح خطأً ؛ سكت مريزيق الباجم ثم قال : أنت ولدي مثل ولدي و عفا عنه و قال له : أعطني بندق و ناقة حتى نرضي العلاثين و نغلق باب الشر .


l,rt hgado i]hdi fk u'di ado hga'v ,Ho` hgeHv lk til hgafdadvd