النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: شخصيات فى تاريخ الخيل المصرى

شخصيات فى تاريخ الخيل المصرى مما لاشك فيه أن هناك شخصيات مصرية وأجنبية لعبت دورا كبيراعلى مدار السنوات الماضية في إعلاء شأن الخيل العربي وإنتاجه والمحافظة عليه سوف

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي شخصيات فى تاريخ الخيل المصرى

    شخصيات فى تاريخ الخيل المصرى


    مما لاشك فيه أن هناك شخصيات مصرية وأجنبية لعبت دورا كبيراعلى مدار السنوات الماضية في إعلاء شأن الخيل العربي وإنتاجه والمحافظة عليه سوف يأتي ذكرها خلال حديثنا عن تاريخ الخيل العربي في مصر، لذا رأينا من الواجب إفراد نبذة بسيطة عنها حتى نعطي القارئ فكرة عنها، فلا يتوقف عند أسمائها كثيرًا عند التعرض لها.

    عباس باشا الأول



    abas.jpg
    صورة مرسومة لعباس باشا الأول يمتطي صهوة جوادة

    abas_basha (1).jpg
    عباس باشا الأول حاكم مصر 1848-1855
    عباس باشا الأول هو عباس حلمي بن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا. ولد في الحجاز عام 1813م في وقت كان والده يقاتل ضد الدولة السعودية الأولى هناك، ثم انتقل لاحقًا إلى القاهرة، بذل جده محمد علي شيئًًا من العناية في تعويده ولاية الحكم، إذ كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سنًّا وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا.

    ومن الناحية العسكرية، فقد اشترك مع عمه إبراهيم باشا في الحرب السورية، وقاد فيها إحدى الفيالق، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة، وبالتالي لم تكن له ميزة تلفت النظر، سوى أنه حفيد رجل عظيم أسس ملكًًا كبيرًا، فصار إليه هذا الملك، دون أن تؤول إليه مواهب مؤسسة، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن هو خالٍ من المواهب والمزايا. وعاد إلى مصر ليتسلم حكم المقاطعة الغربية، فلم يوفق؛ فثار وتذمر السكان منه لقساوته وخشونته، ثم تسلم إدارة مزارع الخيول والإسطبلات في "شبرا"، ولم يكن في إدارته مثلاً للحاكم البار بل كان له من التصرفات ما ينم عن القسوة، وكان يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات فينهاه عنها ويحذره من عواقبها، ولكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح جده وأوامره. وكان إبراهيم باشا لا يرضيه منه سلوكه وميله إلى القسوة وكثيرًا ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الآهلين، حتى اضطره إلى الهجرة للحجاز وبقي هناك إلى أن داهم الموت عمه إبراهيم.
    كان متغيبًا بالحجاز لما عاجلت المنية إبراهيم باشا، فاستدعي إلى مصر؛ ليخلفه تنفيذًًا لنظام التوارث القديم الذي يجعل ولاية الحكم للأرشد فالأرشد من نسل محمد علي، وتولى الحكم في 24 نوفمبر سنة 1848.
    بقي في حكم مصر خمس سنوات ونصفًًا، وقد بنى قصرًا فخمًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة سميت من ذلك الحين باسمه، وكانت في ذلك الوقت في جوف الصحراء، وقد شاهد المسيو فرديناند ديلسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته وضخامته، وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة، وهذا وحده يعطينا فكرة عن عظمة القصر واتساعه، فكأنه بنى لنفسه مدينة في الصحراء، كما بنى قصرًا آخر نائيًا في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم. وقصر بالعطف، كما بنى قصرًا في بنها على ضفاف النيل بعيدًا عن المدينة، وهو القصر الذي قتل فيه.
    وقد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا، وخيل له الوهم أنهم يتآمرون عليه؛ فأساء معاملتهم، وخشي الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفًا من بطشه، واشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه. وبلغ به حقده على من يستهدفون لغضبه أنه حاول قتل عمته الأميرة نازلي هانم، واشتدت العداوة بينهما حتى هاجرت إلى الأستانة خوفًا من بطشه.
    وقد سعى في أن يغير نظام وراثة العرش؛ ليجعل ابنه إبراهيم إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلاً من عمه سعيد باشا، ولكنه لم يفلح في مسعاه، ونقم على سعيد الذي كان بحكم سنه وَليًّا للعهد واتهمه بالتآمر عليه، واشتدت بينهم العداوة حتى اضطره أن يلزم الإسكندرية، وأقام هناك بسراي "القباري"، وكان مولعًا بركوبة الخيل والهجن يقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء، وله ولع شديد باقتناء الجياد الكريمة؛ حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعنى بتربيتها عناية كبرى، وبنى لها الإسطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل، وهو المجال الذي أثبت فيه مهارة وتفوقًا كان يحسده عليه كل أفراد عائلته.
    لقد مارس عباس باشا تربية الخيول أكثر من عشرين عامًا، وإليه يرجع الفضل في الحفاظ على الخيل العربية، كما أنه بذل جهودًا جبارة للحصول على أطيب الجياد العربية، ساعده على ذلك علاقته المتينة بالأمراء والقادة العرب، ومات مقتولاً في 1854 بقصره الكائن في بنها.

    يتبع ....


    aowdhj tn jhvdo hgodg hglwvn


  2. #2
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الليدي آن بلنت



    الليدي آن بلانت

    هي الليدي "آن ايزابلا كنك"، ابنة وليام ولقبه الوراثي الرسمي "ايرل أوف لوف ليس" وحصلت الليدي آن على لقب البارونيس الخامس عشر، بموجب حقوقها الوراثية القانونية.
    تزوجت سنة 1869 من "ويلفريد بلنت" أحد رجال السلك الدبلوماسي الإنجليزي، وكان رجلاً على جانب كبير من الوسامة وذا شخصية جذابة أسرت الكثير من جميلات أوروبا وقتئذا، وقد شاء القدر أن يكون هذا الرجل الفرحة الأولى لليدي آن ومأساتها الأخيرة؛ إذ تخللت حياتهما الزوجية الكثير من المنغصات التي أفسدت سعادتهما، وبعد زواجها من ويلفريد بلنت أصبح لقبها الليدي "آن بلنت".

    الليدي آن بلانت

    الليدي آن بلانت وابنتها ونتورث

    صورة زيتية مرسومة لليدي بلانت في مزرعتها الشيخ عبيد بالقاهرة
    كانت الليدي آن بلنت حفيدة للشاعر الإنجليزي المشهور لورد "بايرون"، وقد توفيت والدتها في سن مبكرة تاركة إياها برعاية والدها الذي كان من النوع المتعصب، الأمر الذي لم يهيئ لها طفولة سعيدة.

    ثم شبت الليدي آن واشتهرت بجمالها الفتان وحيويتها الطاغية وروحها المرحة وذكائها الحاد وملامحها الظريفة مما أكسبها حب واحترام أعلى طبقات البلاط الإنجليزي بالإضافة إلى حب وتقدير جميع الطبقات الأخرى، كما نبغت في فن الرسم واشتهرت بأنها تهب الحياة والحركة في رسومها. والجدير بالذكر أن إحدى لوحاتها التي رسمتها وهي في سن الثانية عشرة معروضة حتى الآن في الجمعية الفلكية للفنون بلندن. وقد سبقت الليدي آن الزمن في مزاولتها للرياضة، فقد كانت منذ نعومة أظافرها تتسلق الأشجار الباسقة وتعارك الكلاب. وكانت تحب الخيل حبًّا جمًّا وكانت تركبها بدون سرج. وقد قالت في مذكراتها: إنه كان يحلو لها أن تتخيل نفسها فرسًا تخشى الوقوع في شرك ما، وتفاديًا لهذا فقد كانت تقلد الفرس في الجري السريع. وتذكر أيضًا أنها كانت تتسلل من فراشها عند الشفق صيفًا إلى الإسطبلات؛ لترسم الخيل. هكذا، تأصل حب الخيل في نفس الليدي آن منذ الطفولة ولم يأت هذا صدفة أو عفوًا، فهي سليلة عائلة أحبت الخيل منذ أكثر من ثلاثمائة سنة.
    سافرت الليدي آن كثيرًا بصحبة زوجها منذ سنة 1870. فقد سافرت إلى إسبانيا وفرنسا وإسطنبول وآسيا الصغرى. ثم قامت بجولة أخرى في أرجاء الجزائر وجبل طارق. وقد اطلعت خلال هذه السفرات على الخيل المختلفة الأنسال ودرست أشكالها وتاريخها والفروق الظاهرة بينها. وقد راعها جمال الخيل العربية التي صادفتها، واشترت بعضًا منها وأرسلتها إلى مزرعتها في إنجلترا.
    ثم كان سفرتها التالي إلى حلب سنة 1877، وتيسر لها هناك التعرف على الخيل العربية عن كثب. ثم توغلت مع زوجها بين القبائل العربية في نجد والجزيرة العربية، واكتشفت الكنز النفيس الثمين في موطنه وبين أهله ولم يكن ذلك الكنز إلا الخيل العربية الأصيلة.
    وهناك في مجاهل الصحراء وبين القبائل العربية المضيافة سكنت البارونيس الأرستقراطية حفيدة اللورد بايرون، الخيام العربية على ما كانت عليه من بداوة وحياة أبعد ما تكون عن المدينة، مفضلة إياها عن القصور الشامخة والحياة المترفة الرغيدة لمجرد وجود الخيل العربية بالقرب منها، ولها مؤلف شهير ذكرت فيه قصة الرحلة بكل تفاصيلها اسمه "رحلة إلى بلاد نجد".
    وهناك تجسد لها الجوهر الكامن في الخيل العربية بالإضافة إلى جمالها الرائع الظاهر. فقد خبرت الخيل العراب (العربية الأصيلة)، ووضح لها وضوح الشمس في رابعة النهار أنها سيدة الخيول في العالم أجمع. وهناك أيضًا هالها ما لمست من التدهور الذي تسير إليه الخيل العربية في موطنها من جراء انعدام العناية بها وسوء التغذية، وتراءى لها المصير الأسود الذي كان ينتظر هذا النسل العريق، واحتمال انقراضه وحرمان العالم منه. فصممت على إنقاذه بكل طاقتها. فاشترت بما تيسر لها من نقد خير ما أمكنها شراؤه من هذه الخيل، وقد أثبتت الأيام واقع مخاوفها وأصبح الفرس العربي الأصيل النقي الدم نادر الوجود في وطنه الأصلي، وصار أهله الأصليون يستوردونه من البلدان العربية المجاورة كما هو معروف.
    ثم كان سفرها التالي إلى العراق وبلاد الفرس والهند، وقد تعرضت لمخاطر كثيرة كادت تودي بحياتها وحياة زوجها لولا العناية الإلهية التي كانت تحميها دائمًا.
    ولما دب الخلاف بينها وبين زوجها قررت على أثره عدم العودة إلى إنجلترا متخذةً من مصر مقرًّا لسكناها. وكان قرارها مستمدًّا من وجود الخيل العربية الأصيلة فيها، بالإضافة إلى كونها بلدًا جميلاً ومنقذًا للخيل العربية الأصيلة بحكم تعلق ملوكها وأمرائها وأغنيائها بحب الخيل، ومحاولتهم جعل مصر الوطن المنقذ للخيل العربية.
    واشترت إسطبلات الشيخ عبيد؛ لتربية الخيول العربية الأصيلة، وهكذا بقيت الليدي آن في مصر حتى الثمانين من عمرها الحافل بكل ما من شأنه أن يؤمن الحفاظ على هذا النسل النادر. فشيدت إسطبلات خاصة بتوليد الخيل وجهزت حقول التوليد العائدة لها في إنجلترا من إنتاج خيلها في مصر من جهة ومما اشترته من أصائل الخيل من مصر ومن البلاد العربية من جهة أخرى.
    توفيت الليدي آن بلنت في القاهرة 17 ديسمبر1917، ودفنت فيها، وقد أوصت بإسطبلاتها وخيولها لحفيدتيها، اللتين باعتهما لأمهما ابنة الليدي آن الوحيدة وهي الليدي وينتورث.

  3. #3
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الليدي وينتورث - ابنة الليدي آن بلنت


    الليدي وينتورث مع أحد خيول السكورنيك

    الليدي ونتورث تطعم بيديها بعض المهار

    الليدي وينتورث مع أحد خيول السكورنيك
    البارونيس جوديث آنا دوروثيا بلنت وتلقب بالليدي وينتورث، وقد تأصل فيها حب الخيل منذ الصغر وليس هذا بغريب على ابنة عائلة اقتنت الخيل مئات السنين. ويكفيها أن تكون ابنة الليدي آن بلنت المشهورة، واشتهرت الليدي وينتورث بنظم الشعر، وتألقت في الكتابة ومؤلفاتها عن الخيل بصورة عامة والخيل العربية بصورة خاصة، تحتل أسمى مكانة حتى أصبحت مرجعًا عالميًّا وحجة يصعب الاستغناء عن الإفادة منها، كما عرفت بمهارتها في فن الرسم.

    والذي حدث أنه بعد وفاة الليدي آن بلنت أهمل زوجها حقول التوليد في إنجلترا وباع معظم الخيول، ولكن القدر شاء أن يحفظ الخيل العربية، على يد الليدي وينتورث التي كلما باع أبوها جيادًا عربية، بادرت هي إلى شرائها بأي ثمن من مالها الخاص، حتى استرجعت معظم هذه الثروة الحيوانية النادرة التي بذلت والدتها الغالي والنفيس لاقتنائها، والتي كاد أبوها أن يقدمها لقمة سائغة لمن كان من المحتمل أن يستغلها لمتعته الشخصية فقط أو لغير ما كانت الليدي تخطط من مستقبل لهذا النسل العريق. واستمرت الليدي وينتورث على هذه الخطة حتى وفاة والدها التي أفسحت لها مجالاً أوسع لتكملة الرسالة التي بدأتها والدتها. فباشرت فورًا بإصلاح حقول التوليد، وتعمير ما يلزم من منشآت أخرى. كما أنها بذلت قصارى جهدها واهتمامها بالاعتناء مجددًا بالخيل وتهيئة كل ما من شأنه أن يرقى بها إلى أعلى المستويات، مما جعلها تصل إلى ما وصلت إليه بعدئذ من مكانة وشهرة عالميتين. ومن أشهر الكتب التي قامت بتأليفها: كتاب "الأصيل"، وكتاب "الخيول الإنجليزية الأصيلة".
    وتعد الليدي وينتورث أشهر من عُني بالخيل العربية وتوليدها وتوزيعها إلى مختلف مناطق العالم في القرن العشرين. أما حقول كرابت بارك CARBET PARK والعائدة لها فقد كانت في طليعة حقول التوليد في العالم. ومن الجدير بالذكر أن الخيل العربية التي أنتجت من خيلها انتزعت 236 بطولة عالمية حتى وفاتها حيث توفيت عن عمر يناهز الثمانين عامًا عام 1957 قضت معظمه في توليد الخيل وتربيتها والعناية بها ودراستها دراسة علمية عميقة.و انتقلت المزرعة إلى مديرها سيسيل كوفي الذي قام بإدارتها حتى عام 1971 حيث تم إنشاء طريق سريع في نطاق المزرعة مما أجبره على بيع المزرعة وتشتيت الخيول.

  4. #4
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    على باشا الشريف



    الليدي ونتورث تطعم بيديها بعض المهار
    كان علي بك ابن الأمير محمد من مدينة "قولة" بمقدونيا. فعندما وصل أبناء محمد علي: إبراهيم وطوسون إلى القاهرة عام 1805- 1806م كان برفقتهم ابن أختهم محمد والد علي بك، فتعلم والد علي باشا الشريف "محمد" فنون القيادة التي أهلته ليكون حاكمًا على سوريا بقرار من محمد علي الكبير نفسه.

    عاد الأمير محمد إلى القاهرة ومعه الكثير من الخيول العربية التي ولدت في الصحراء، فتعلق بها ابنه المولود في القاهرة عام 1820م. وفي عام 1840م آلت إلى الأمير محمد أملاك كثيرة من خاله محمد علي عندما كان وزيرًا للمالية، فأرسل ليكمل دراسته في الكلية العسكرية الملكية بباريس، وقد كان لهذه الدراسة أثر واضح في ثقل مواهب علي، وتحديد ملامح شخصيته في المستقبل. وعندما توفي والد الأمير محمد ورث في مصر أموالاً وعقارات وأملاكًا من الأراضي، وأصبح رئيسًا للمحكمة التجارية المختصة بالفصل في المنازعات التي تحدث بين المصريين والأجانب، كان مهتمًا بتربية الجياد العربية الأصيلة، ولعب دورًا مهمًّا في المحافظة على خيل عباس باشا من الانقراض من مصر نهائيًا، نذكره بشيء من التفصيل عند حديثنا عنه في الفصول التالية.
    أصبح الأمير علي بك شخصية مهمة في عهد الخديوي سعيد عام 1854-1863م، وفي عهد الخديوي إسماعيل من بعده، وشخصية فاعلة في المجتمع المصري، إذ كان يملك مقرًّا في أشهر شوارع القاهرة يسمى القصر صاحب الخمسمائة شرفة، بُني عام 1830م. حيث يقع القصر وسط حديقة تحيط بها أسوار عالية.

  5. #5
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الأمير أحمد باشا كمال وابنه الأمير يوسف كمال



    الأمير أحمد باشا كمال
    أحمد باشا كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا، واحد من أكثر المتحمسين لجمع أصايل الخيل العربية، وقد حصل على معظم خيوله من خيل علي باشا الشريف، والتي جاءت من الصحراء العربية، كما حصل على بعض الخيول من المربيين: أحمد بكري، أحمد سناري أفندي، كان يملك العديد من إسطبلات الخيل، وكان على علاقة بالليدي بلنت أحد أشهر مربي الخيول في مصر، كما ذكرنا سابقًا، وتذكر الليدي بلنت أنها خلال زيارتها لمزرعة أحمد باشا كمال انبهرت بخيل كحيلان عجوز، كما أعجبت أيضًا بمهر صقلاوي من خيل علي باشا الشريف، واعتبروه في غاية الجمال، واقترحوا على الأمير تزويجه بالفرسة "ردينة" وهي من خيلهم، كما بهروا بعدد من كرائم الخيول، كما امتلك الأمير أحمد أيضًا الفرس الشهير "صباح"، وقد استخدمته الليدي بلنت في التزاوج مع الخيول الخاصة بها، وكان له تأثير كبير في إنتاج مرابطها. وقد أعطى الأمير أحمد إسطبلاته عناية فائقة، وكثيرًا ما كانت تفوز خيله في سباقات الخيول التي تقام على مضامير السباق، وقد لعبت خيوله دورًا مهمًّا في إنتاج مزارع آل بلنت والجمعية الزراعية الملكية، وخيول الأمير محمد علي، وتذكر السجلات التاريخية أن الأمير أحمد كمال لم يأخذ الشهرة الواسعة التي حظي بها كل من الأمير محمد علي والأمير كمال الدين، إلا أن مساهماته في عالم الخيل لا يمكن إغفالها؛ حيث كان صاحب بصمة قوية في عالم الخيل العربية الأصيلة ومن خيوله: دهمان، صباح، ربدان، جميل، صقلاوي جدران أبيض، روضة بنت روضة بيضاء، بنت روضة بيضاء، أم شباكة، نوارا.

    وبعد وفاة الأمير أحمد كمال 1907م، كان هناك ابنه ووريثه الوحيد الأمير يوسف كمال، وقد ورث الأمير يوسف كمال ثروة طائلة من أبيه باعتباره أحد أفراد الأسرة المالكة، فكان يمتلك معظم مديرية قنا، وكان يمتلك تفتيشًا كبيرًا في نجع حمادي، بالإضافة إلى القصور وإسطبلات الخيل. يُعد الأمير يوسف كمال في مقدمة أمراء الأسرة المالكة الذي اشتهروا بالرحلات النائية والصيد. فهو رحالة جغرافي شديد الولع باصطياد الوحوش المفترسة، واحتفظ بكثير من رؤوسها المُحنطة. وللأمير يوسف كمال مكتبة تحوي ما يزيد عن خمسة آلاف مجلد في العلوم التاريخية والجغرافية، وفيها من النسخ الفريدة في نوعها، الوحيدة في زمنها. وجدير بالذكر أن مكتبة الأمير يوسف كمال محفوظة بدار الكتب المصرية بكورنيش النيل بقاعة المكتبات الخاصة مع مكتبات أخرى للأسرة المالكة المصرية، والتي آلت لدار الكتب بعد ثورة 1952م.
    وكان الأمير يوسف كمال لاعب بولو محترف، ولذلك كان يربي مجموعة من الخيول الخاصة برياضة البولو. وفي 9 يناير 1908م وفي مزاد علني قام ببيع عدد من خيوله وخيول أبيه العربية الأصيلة.
    الأمير يوسف كمال

  6. #6
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الأمير كمال الدين حسين



    الأمير كمال الدين حسين خلال إحدى رحلات الصيد
    واحد من أكثر المربيين المصريين تأثيرًا في إنتاج الخيل العربية الأصيلة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر، ورث عرش مصر، كان والده السلطان حسين كامل سلطان مصر خلال الفترة من (1914-1917م)، فلما مات 1917م، لم يكن للأمير كمال الدين أي طموح لأخذ مكان والده، ولا كان منجذبًا لفكرة، أن يكون ملك موجه من قبل الجنرالات والوزراء الإنجليز؛ فعرض العرش على فؤاد، الابن الثاني لإسماعيل. والأمير كمال الدين كان رجلاً رياضيًّا رائعًا، يملك عددًا من القصور الفخمة، ونزل الصيد في جميع أرجاء مصر، بالإضافة إلى إسطبلات رائعة للخيول العربية الأصيلة، وفي ذلك الوقت كان في الجمعية الزراعية الدكتور برانش وهو الذي كان يرعى خيول الأمير كمال الدين حسين، والأمير محمد علي، وخيول الجمعية الزراعية الملكية، فكان هناك دائمًا منافسة؛ لتحسين إنتاج الخيول والحصول على أفضلها بين الأميرين كمال الدين حسين، ومحمد علي توفيق. وتذكر السجلات أنه كثيرًا ما كان الأمير كمال الدين يستعير الخيل الطلوقة من الجمعية الزراعية الملكية من أجل برامج التوليد والتربية الخاصة به.

    ومن الجدير بالذكر أن الأمير كمال الدين حسين كان قد أهدى مكتبته الخاصة إلى الجمعية الزراعية الملكية، قسم الخيول، وهي موجودة حتى الآن، وتضم في ثناياها العديد من الكتب النادرة.

  7. #7
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الأمير محمد علي توفيق



    الأمير محمد علي توفيق
    أحد أفراد الأسرة المالكة التي أسسها محمد علي الكبير، وهو ابن عم الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية في مصر، فهو الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، ولد عام 1875، كان وصيًّا على العرش بعد وفاة عمه الملك فؤاد الأول عام 1936، ولما كان ابنه الملك فاروق لم يبلغ السن القانونية لتولي العرش بعد وفاة والده، فقد أصبح الأمير محمد علي هو الوصي على العرش، حتى تولى ابن عمه الملك فاروق الأول حكم مصر في نفس العام، ولجأت الأسرة المالكة إلى استصدار فتوى من الأزهر يتم بمقتضاها حساب عمر الملك فاروق بالسنين الهجرية، حيث إنها أقصر من السنين الميلادية حتى يسارعوا في وضعه على العرش، وتفويت فرص الاستيلاء على العرش من الأمير محمد علي، ونصب الأمير محمد علي وليٍّا للعهد حتى أنجب الملك فاروق ابنه الأمير أحمد فؤاد عام 1951، أي إنه استمر في ولاية العهد ما يقارب الـ 14 عامًا.

    وكان الملك فاروق والملكة الأم‏‏ نازلي‏،‏ يحلمان بالمولود الذكر حتى يقطعا الطريق على الطامعين في العرش‏،‏ وفي مقدمتهم الأمير محمد علي توفيق‏،‏ الذي يؤجج من آماله في هذا. إنه كان أكبر أبناء الأسرة العلوية سنًّا‏،‏ هذا فضلاً عن ثرائه الواسع‏،‏ وعلاقته الطيبة مع السفارة البريطانية‏،‏ كما أنه كان من أعضاء مجلس الوصاية خلال الفترة التي أعقبت وفاة الملك فؤاد وتولي فاروق‏، ثم ما حدث بعد تولي الملك الجديد صلاحياته الدستورية من إعلانه وليا للعهد،‏ وفقًا لنفس الأمر‏.‏
    نال الأمير ثقافات عربية وأجنبية رفيعة المستوى، وكان محبًّا للفنون بكافة صورها خاصة الإسلامية منها، ومارس بنفسه بعض الفنون. وكان أحد أشهر هواة تربية الخيول العربية ذات الأنساب العريقة، وله مؤلفات في ذلك المجال منها:

    • نبذة عن الخيول العربية (جزءان)، تأليف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي.
    • نبذة عن جياد الخيل في مصر، تأليف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي.

    الصفحة الاولى من النسخة الأصلية للكتاب
    اشتهر بجمع التحف والآثار والمقتنيات الثمينة، وكان له في هذا المجال عيون متخصصة، مهمتهم البحث عن النادر من التحف وجلبها للأمير ليعرضها بقصره.
    كان الأمير محبًّا للسفر، فقد قام بعدة رحلات حول العالم طاويًا القارات أكثر من مرة، ودَوّن هذه الرحلات في كتب كثيرة تعد تسجيلاً فريدًا للأوضاع التي كانت عليها بقاع كثيرة من العالم في أوائل القرن العشرين، وقد توفي خارج مصر عام 1954.
    وإليكم ترجمة هذه المقالة المنشورة بقلم الأمير محمد علي في أحد أشهر المجلات الفرنسية، وهي مجلة الرياضة العالمية 1933 (LE sport universal lllustre)، وموضوع المقالة عن الخيل العربية.
    " قرأت في الصحف والمجلات مقالات كثيرة عن الخيل العربية. وكذلك اطلعت على مؤلفات قديمة وحديثة تبحث في هذا الموضوع ويؤسفني القول أني لقيت فيما قرأت أخطاء لا تحصى.
    إن معظم أصحاب هذه المقالات والدراسات أشخاص عرّجوا على الشرق في مهمات غايتها شراء الخيل، غير أنهم لم يمكثوا في ربوعه أكثر من ثلاثة أشهر أو أربعة، وظنوا أن هذه المدة الوجيزة التي قضوها فيها كفيلة باطلاعهم على تاريخ الجواد العربي اطلاعًا كافيًا وكاملاً وشاملاً. بل إنهم بدوا مغالين في القول، كأنهم يسعون إلى إيهام قرائهم بسعة معرفتهم ودقة دراساتهم وبحوثهم وبصواب آرائهم.

    غلاف عدد من مجلة الرياضة العالمية
    ولا يغيب عن البال أن من عادة العلماء عدم نشرهم نتاج أبحاثهم، في علم التاريخ أو أي علم سواه، إلا بعد التمحيص والتقميش الجلودين، وبعد النفاد من جميع الوثائق المتعلقة بموضوعهم، والتي تسنى لهم أن حصلوا عليها. وأما ما كتبه الأجانب الذين زاروا الشرق، فقائم على القيل والعنعنة. ولا شك بأن ليس بين هؤلاء المؤلفين باحث واحد قرأ الوثائق القديمة التي تفسح له في التثبت من صواب العناصر والمعلومات التي جمعها إبان تفتيشه.

    ذلك أن أحدًا لا يستطيع فهم موضوع الجواد العربي فهمًا كاملاًً مالم يعش زمانًا مع سكان البلاد، ويدرس تاريخهم (وتقاليدهم)، ويطلع على المؤلفات القديمة الموضوعة بلغتهم.
    وتبين لي أن كل مؤلف يذهب إلى التفضيل والقول بالأفضليات حسب هواه، فيختار، مثلاً نوعًا يروقه وينصبه نموذجًا للجواد العربي. هذا، بصرف النظر عن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها وهو يذكر أسماء القبائل، أو أمكنة الرباطات والمرابض التي مر بها، ليشتري أمهاره.
    فالروس الذين كانوا بالأمس يشترون خيلهم من الموصل وبغداد حصروا المزايا والصفات الحميدة في حصان شمر. ومثلهم الموظف والضباط الأتراك الذين يحبون الخيل الضخمة فقد ذهبوا مذهبهم، أما الفرنسيون فلا يحدثونك إلا عن الجواد السوري؛ وذلك لهيامهم المزمن بسوريا.
    وتبين لي أيضًا أن الصداقة التي تشد الأجانب إلى هذا وذاك من شيوخ القبائل، تشكل عنصرًا هامًّا، بل سببًا كافيًا، في الثناء على أصالة جياد هذا الصديق.
    وأستطيع التأكيد أن مؤلفات السير ويلفريد بلنت والسيدة زوجته تنم وحدها في كل ما قرأته عن معرفة كافية بالجواد العربي. مع العلم بأنها هي أيضًا لا تخلو من مسحة تميّز إزاء خيل بعض الزعماء النجديين، الذين يكنُّ لهم المؤلفان صداقة وإعجابًا.
    هناك من يأبى أن يرى خيلاً أصيلة سوى في قبيلة عنــزة. فكيف يكون ذلك؟ هل صارت الجزيرة العربية أرضًا تحدها ستائر صلبة وحصينة تحول دون قيام أية علاقة بين القبائل التي ترتع في أرجائها؟
    وهذا في حين أنه لا يخفى على أحد أن الشقة بين دمشق وبغداد يومان بالسيارة، وأن المنطقة معروفة لا حدود طبيعية تفصل بينها، وأن جميع القبائل (عنزة وسبيع، ورولة، وبني صخر وفدعان) في تلاقٍ مستمر وأحيانًا في تداخل، بل إنها في حروب دائمة. والجياد الأصيلة تتنقل من قبيلة إلى أخرى كما تتنقل الجمال والماعز؛ لأن ليس هناك من غنائم سواها. فكيف يتسنى -والحالة لهذه لقبيلة أو لأخرى- أن تنفرد وتحتكر الجواد العربي الأصيل؟
    إن الجزيرة العربية أرض رباط، والقبائل جميعها أصحابها، والجياد الأصيلة ترتع في كل صوب، ولكن هناك -كما في كل مكان وكل رباط- أناسًا أكثر اهتمامًا بجيادهم من جيرانهم. فمعقول، والحالة هذه، أن تجد في قبيلةٍ ما سلالة تبدو محاسنها أكثر بيانًا وأكثر خصبًا منها في قبيلة أخرى. أما أن نزعم أن الجواد الأصيل غير موجود عند الجميع فزعم صعب التأكيد.
    جائز جدًّا أن نجد خيولاً أصيلة من مختلف الأنساب في شتى القبائل. ثم لا تنسَ أن ذراري بعض الأنسال العربية الأصيلة قد ذوت وانطفأت عند بعض القبائل، فلا يجوز، إذن حمل بعض خيول القبائل إلى الذروة العليا، ورمي الأخرى إلى الدرك الأسفل. إن القولين كليهما خطأ. فقد يصدف أن لا تجد مائة جواد أصيل في قبيلة عندها آلاف الجياد في حين ترى عشرين أصيلاً جميلاً في قبيلة لا يزيد عدد خيلها كلها على مائة جواد.
    وإليكم خطأ آخر وقعت عليه: يقول السادة المؤلفون: إن خيول مدن كحلب ودمشق والموصل، لن توازي تلك التي يجدونها في الصحراء، فاسمحوا لي يا سادة، بالرد على زعمكم فأقول لكم: إن كلامكم هذا إن هو إلا تخيل فحسب. وأن القول بأن الجياد الأصيلة لا تباع إلا تحت خيام البدو هو خطأ عظيم. وإن من يكتب مثل هذه الهرطقات لا يعرف حياة العرب ويجهل وضع المدن المحيطة بالصحراء.
    وبعد، فمن أين تنبع الخيل التي نجدها في المدن؟ إن الأعرابي يتخلى عادةً عن مهره بعد فطامه؛ لأن بقاءه عنده يكلفه مالا طاقة له به، وهو فقير يسعى إلى التكسب، فيبيع المهر عندما يتجاوز ستة أشهر ويبقي عنده المهرات الأنثويات؛ لأنها تؤمن له النسل، أي إنها لا تدر عليه الريع. أضف إلى ذلك أن الأعرابي بمحافظته على الأنثى يحافظ على بقاء النسل الأصيل في الجزيرة.
    إذن، فالجياد التي يشتريها الأثرياء في المدن المجاورة للصحراء هي الأمهار الفتية. ومعلوم أن الجواد العربي لا يبلغ أشده قبل السنة الخامسة من عمره، فصعب جدًّا أن نحاول التنبؤ بما سيكون من أمره وهو في سنته الرابعة. ناهيك أن البدوي بتخليه عن أكثر أمهاره يفتقر غالبًا إلى الفحول الضرورية لرباطه، في حين لا تفتقر المدن إلى الجياد الأصيلة، وهنا يكمن خطأ أولئك التجار الذين يقولون بعدم وجود الجياد الأصيلة في المدن.
    وقد يزعم البعض أن التقدم والغلاء المتزايد في أسعار العيش جعلا من سكان المدن أصحاب سيارات أكثر منهم مقتني خيل. وهذا معقول وجائز، إلا أن الواقع الأكيد يبين أن الخيل الأصيلة موجودة في المدن، كَثُر عددها أم قل.
    وأنتقل الآن إلى موضوع شيوخ القبائل، فإن أكبرهم يقتني أكرم الجياد، هذا فيما إذا كان مولعًا بالرباط. ويروي لنا التاريخ أن أكبر عدد من الخيول الأصيلة كان تارة في نجد وطورًا في اليمن، وقد مر اليمن بعصرٍ ذهبي إذ كان ذا سلطان وقوة وبأس، فتزعم بلدان الجزيرة جميعها. لذا نرى المخطوطات القديمة تُشيد بالجياد اليمنية إشادة قوية. أما اليوم فصعب أن نجد في اليمن خيلاً أصيلة.
    وهذا كله يدل على أن الجواد الأصيل يتنقل بين منطقة وأخرى، متأثرًا ببأس شيوخ القبائل. ويدل أيضًا على أن ما كان صحيحًا بالأمس قد يكون اليوم خاطئًا.
    إن كل ما في الكون متغير. فالأوروبيون يبحثون اليوم عن الجياد الطويلة القامة والمتينة البنية، في حين يطلب شرقيو المدن جيادًا سريعة الركض للسباق والرهان. فكيف نهج بعض زعماء الصحراء في تلبية هذه المطالب؟ هل سعوا إلى تخالط جيادهم والخيل الإنجليزية والأسترالية؟ إني لا أسعى هنا إلى تعميم هذا الزعم، غير أني واثق بأن اثنين في الأقل من شيوخ البدو -وإني أعرفهما خير معرفة- اشتريا في منطقة بغداد بعد الحرب عددًا من الخيل الإنجليزية والأسترالية.
    وكذلك أقول عن بعض أصحاب خيل السباق المصريين الذين يأتون بجياد نصف أصيلة ويرسلونها إلى سوريا لبصمها بخاتم قبيلةٍ ما ثم يسترجعونها إلى مصر حيث يبيعونها على أنها أصيلة. ويدعي أن دخول الجمارك والخروج منها يساهمان في التأكيد أن هذه الخيل -الآتية من الجزيرة- هي ذات أصالة.
    وتكون هذه الجياد أكبر من جيادنا وأسرع، غير أنه سليلة تزاوج خدّاع. ومن تراه يجهل أن في سوريا فحولاً إنجليزية نصف أصيلة تقتنى لهذا الغرض؟
    وبعض الناس عندها أطوار غريبة في اختيار الجياد: فمنهم من ينظر إلى وجه واحد للجواد، وغالبًا ما يكون بعيدًا كل البعد عن المقاييس والأسس المرعية. وقد أتيح لي أن أتعرف إلى الكولونيل (.......) مفتش المرابض في بلاده، قصد الشرق؛ لابتياع جياد عربية وسمعته يقول الكلام المستغرب الآتي: "لا يعجبني فرس وأشتريه إلا إذا شكل ذيله زاوية بالنسبة إلى عكوته...".
    وهذا لعمري رأي خاص لا يبني قاعدة بالنسبة إلى المقياس المتبع. وكثيرون يرون عكس ذلك، ويؤثرون أن تكون العكوة على شكل معقوف. وإني في كلا الأمرين لا أرى أي تأثير لذلك بالنسبة إلى أصالة الخيل وعراقتها. فنحن الشرقيين ننظر إلى الأصالة نظرة مختلفة كل الاختلاف عن الأوروبيين.
    فهي عندنا ترد إلى مجموعة صفات مختلفة عن سائر الحيوانات: أولها: النظرة الحادًة والصلعة (أو الطلعة) المُشِعَّة؛ ثم جمال القامة، فرقة الجلد والمفاصل، وأخيرًا النسب. أما الأوروبيون فيفتشون قبل أي شيء عن الحصان القوي، الشديد العضلات والبنية.
    اسمحوا لي إذن، بأن أعطيكم نصيحة يا أوروبيون، إن كنتم بحاجة لمثل هذه الخيول، فلمَ لا تذهبون وتفتشون عنها في الأرجنتين؟ إنكم واجدون هنالك خيولاً ضخمة، صلبة الأعضاء والعضلات، قوية المتن.
    ثم ما هي غايتكم في قصدكم الشرق؟
    أتطلبون الدم الأصيل؟ أجل، إنه الدم العريق الذي ستجدونه هنا، لا القامة ولا القوة وضخامة العظم. وفي تفتيشكم عندنا عن صفات ليست في خيولنا تضلون السبيل وتشجعون المروِّضين عندنا على الغش. اشتروا، إذن، فحولنا الأصيلة واشتروا أفراسكم الضخمة من أمكنة أخرى، ثم قوموا بعمليات التزاوج الخليط في دياركم، بعيدين عنا، فتساهموا في الحفاظ على أصالة أنسالنا، وفي هذا خير لنا ولكم"

  8. #8
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    23-12-2017
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    80

    افتراضي

    الأمير عمر طوسون



    الأمير عمر طوسون
    ولد الأمير عمر طوسون في مدينة الإسكندرية يوم الأحد الموافق 8 سبتمبر 1872م وهو الابن الثاني للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي، والدته هي الأميرة فاطمة إسماعيل، إحدى بنات الخديوي إسماعيل، تزوجت عام 1871م من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والي مصر. توفي والداه وهو في الرابعة من عمره، فربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، وكانت دراسته الأولى في القصر مع باقي أبناء الأسرة المالكة من الأمراء.

    نشأ عمر طوسون نشأة عصامية، برغم ما كان يحظى به وإخوانه من عناية القصر، إلا أن جدته لوالده آثرت أن تنشّئه هذه التنشئة؛ لتصقل شخصيته وتطبّعها على الجد والمثابرة، فاختارت له أساتذة مرموقين يعلّمونه ويؤدّبونه في قصر والده، فنشأ محبًّا للدرس مولعًا بالبحث والمثابرة، حريصًا على كل القيم والأخلاق النبيلة. سافر إلى سويسرا للعلم والتحصيل، ودرس في كبرى جامعاتها، ثم خرج من سويسرا متوجهًا إلى عدد من البلدان في أوروبا كإنجلترا وفرنسا وغيرهما للدراسة والوقوف على أسرار تقدم هذه الأمم.
    كان يجيد ست لغات؛ منها اللغات الحية في ذلك الوقت: كالإنجليزية والفرنسية والتركية، كما أجاد فن رفع المسح المعماري. ورث الأمير عمر طوسون ثروة طائلة عن أبيه، ورأس الجمعية الزراعية الملكية سنة 1932م، التي تخصصت في شئون الزراعة في مصر والعمل على تنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، والتي أسسها السلطان حسين كامل. وكان له اهتمام خاص بالعناية بالخيل العربية الأصيلة.
    توفي الأمير عمر طوسون يوم الأربعاء 26 يناير 1944م عن عمر تجاوز السبعين عامًا. وكانت وصيته ألا تقام له جنازة، ونفذ له الملك فاروق وصيته، مقتصرًا على تشييع الجثمان الذي شارك فيه الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة.





    ولعل من أفضل الكلمات التي كُتبت عن الأمير عمر طوسون ونشاطه في الجمعية الزراعية الملكية خلال فترة رئاسته لها، تلك الكلمة التي ألقاها فؤاد باشا أباظة مدير عام الجمعية الزراعية الملكية، في الذكرى الأولى لرحيل الأمير عمر طوسون نورد منها تلك المقتطفات:
    "ساير المغفور له الأمير عمر طوسون الجمعية الزراعية منذ طفولتها الأولى، وكان لمؤسسها ورئيسها الأول المغفور له "السلطان حسين" عون في تسديد خطاها وتقويم نهجها، فلما انتهى إليه أمرها بعد وفاة رئيسها الثاني المغفور له الأمير كمال الدين حسين، بذل لها من ثمين وقته، وغالي جهوده، ما يبذله الأب الشفيق الذي يتفقد من شئون ابنه ما دق وما عظم، حتى تركها مكتملة النماء، وطيدة الأركان، تحتل مكانها بين المؤسسات الكبرى في البلاد".
    ولن يتسع المجال لتسجيل كل ماله عليها من أياد، فذلك يدل عليه وجودها نفسه، وإنما نجتزئ بطاقة من أزاهير أعماله فيها، يغنى عبقها عن الإفاضة. تولى -رحمه الله- مقاليدها في عام 1932م، فاستأنفت مرحلة جديدة من مراحل نشاطها، سجلت فيها صفحات هامة من تاريخها. وكان أول ما بدأ به تنظيم أعمالها الداخلية بالتقنين والتشريع، وكان أول ما يلزم نفسه تنفيذه بدقة لا تحيد، ثم أسس إدارته لها على نظام برلماني فريد، وجهته الصالح العام، وأساسه الشورى وتبادل الرأي، فلا يبت في أمر حتى تدرسه اللجنة المختصة، ويعرض رأيها على المجلس لاتخاذ قرار فيه، فإذا ما تشعبت مسالك الفكر، واختلفت مذاهب الرأي في الأمور الهامة، أحالها على المختصين من أعضاء المجلس؛ لدراستها دراسة تفصيلية، ثم أخذ رأي المجلس، واحترم رأي الأغلبية ولو كانت في غير جانبه.
    ثم اتجه إلى توطيد ماليتها وتثبيتها على أمتن القواعد الاقتصادية. وكان -رحمه الله- شديد الحرص على أموالها وتنميتها. ثم ولى وجهه صوب أعمالها الفنية؛ فنفخ فيها من روحه القوي الذي لا يقصد بعمل يعمله إلا وجه الله والوطن؛ فاتسعت دائرة المباحث الكيميائية على مختلف أنواع الأراضي وطرق إصلاحها، والأسمدة وضمان صلاحيتها للأراضي والمحاصيل التي تستعمل لها، كما أدخلت تجارب التسميد بالكسب عندما قل الوارد من الأسمدة في هذه الحرب، إلى غير ذلك من التجارب والأبحاث.
    وكان بحكم خبرته الزراعية خير مقدر للأبحاث النباتية، لما يعلمه من فوائد إنتاج سلالات جديدة للمحاصيل المختلفة، فنشطت أعمال تربية النباتات في الجمعية، وأنتجت عدة سلالات من القطن والقمح والشعير أفادت البلاد فوائد تذكر. كما أجرت كثيرًا من التجارب التطبيقية في خدمة الأرض، وأقامت لأول مرة في مصر بإرشاد سموه تجارب الصرف الجوفي وتأثيره على المجموع الجذري ونمو النباتات.
    أما اهتمامه بتربية الحيوان والطيور والخيول العربية، فكان فطرة وهواية خاصة له، إذ كان -رحمه الله- من أشد الناس إيمانًا بضرورة تنمية تربية المواشي لما توفره للسكان من غذاء، وللأرض من خصوبة. وحسبنا أن نعلم أنه كان رئيسًا لقوميسيون الخيول الذي أنشأته الحكومة في سنة 1892م؛ أي وسنه نحو العشرين سنة، لإنهاض تربية الخيل التي كانت في غاية الانحطاط، لنعلم أي هوى كان له بالخيل، وأي خبرة أهلته في هذه السن لأن يكون رئيسًا لهذا القوميسيون الذي كان يضم كبار المشتغلين بشئون الخيل، وكان من أثر ذلك في الجمعية أن غدا عندها -بفضل خبرته وتوجيه لقسم تربية الحيوانات- أفخر مجموعة من الخيل العربية في العالم، وأنشأت من أجلها محطة التربية بكفر فاروق لتهيئ لها البيئة الصحراوية التي نشأت فيها.
    وقد اتجهت في عهده وهو أمير العلماء إلى نشر بعض المؤلفات العلمية مثل: كتاب (الخيول العربية) لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي، وكتاب (تربية الخيول العربية) للدكتور عبد العليم عشوب.
    فلئن بكته الجمعية الزراعية فإنما تبكي فيه أباها البار، وسندها المرجعي، وعضدها الأقوى، وليس لها إلا أن تحتسبه عند الله، وأن تسأل له حسن المثوبة، وفيض الرحمة والرضوان.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تاريخ تربية الخيل فى مصر - ملف كامل
    بواسطة الوراق في المنتدى مجلس الخيل العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-12-2017, 11:46 AM
  2. الخيل العربى المصرى
    بواسطة الوراق في المنتدى مجلس الخيل العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-12-2017, 09:54 AM
  3. من تاريخ الخيل في موريتانيا
    بواسطة بوفارس في المنتدى مجلس قبائل موريتانيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 03:14 PM
  4. عزيز المصري..عزيز علي المصري....عسكري وسياسي مصري.. شخصيات تاريخية...معلومات عنه
    بواسطة ابن خلدون في المنتدى موسوعة التراجم الكبرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-01-2013, 10:48 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-01-2013, 05:32 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum