أخلاق دفين البقيع : علي الصافي رحمه الله

كنت جارا له في حارة العماري في صغري والله الذي لا إله غيره لا أعرف فيه سوءا وكان عندما يمر علينا ونحن أصغر منه يسلم علينا ويبتسم ابتسامة خفيفة وقد كنت قبل أسبوعين من وفاته جالسا معه في بيته وقد أكرمني وكان يريد مشاهدة معايدة حارة العماري فأريتها له فأثنى على العمل وقال : هذا شغل جبار .فعرضت عليه فكرة المعايدة العامة فقال لي : هذه فكرة ممتازة وأنا أدعمها ومن ناحيتي فإن فرقتي جاهزة ، وسكت قليلا ثم قال : لكن عندي اقتراح لو قدم برنامج أو درس في أثناء المعايدة. فقلت له : شكرا على رغبتك في الخير ولكن وقت المعايدة ليس وقتا صالحا للبرامج ولاحظت من خلال تعاملي معه عدة صفات :
1- كان كثير الصمت وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (
2- يتأمل في المواضيع قبل أن يخوض فيها فيطرح بعض التساؤلات ويحاور ثم يبين رأيه
3- أشهد بشدة غيرته على بنات الحارة كما يغير على أهله فكان عندما يرى أحدا من الذين يتعرضون لبنات المدينة ( النسونجية ) في الشارع كان ينصحهم ثم يحذرهم فإذا لم ينتهوا عاملهم بالطريقة التي يفهمونها .
كان ( علي الصافي ) له حظ من اسمه فقد كان عليا في خلقه وصافيا في قلبه ومع الناس وظهر ذلك عند دفنه .فالإمام أحمد كان عندما يؤذيه بعض الحساد يقول: موعدنا يوم الجنائز .
رحمك الله يا علي الصافي أسأل الله العلي القدير أن يصب عليك سحائب رحمته
هنيئا لك جوار الحبيب المصطفى واسأل ربي أن يجمعنا بك عند حوض النبي صلى الله عليه وسلم . مر بجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: كان فيما كان فيما علمنا يحب الله ورسوله واثنوا عليه خيرا فقال صلى الله عليه وسلم : (وجبت ... انتم شهداء الله في الارض )


Hoghr ]tdk hgfrdu : ugd hgwhtd vpli hggi - frgl L lpl] sd]hig