في علم عدد آي القرآن
( الحسن بن الفقيه)
تمهيد:
علم العدد / أو العد من علوم القرآن ، يرد ذكره مع بقية العلوم الأصيلة و المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم و المنقولة عنه من طرف الصحابة رضوان الله عليهم ، ثم التابعين من بعدهم و تابع التابعين إلى يومنا هذا .
كما أن علم العدد هذا هو العلم المعتمد في ترقيم آيات المصاحف المطبوعة و المتداولة و المقروءة من طرف كل المسلمين .
و أقول المصاحف لأن ترقيم الآيات في المصحف المتداول في المشرق العربي و جل البلدان الإسلامية ، و المعروف باسم مصحف المدينة المنورة ، يعتمد العدد الكوفي في ترقيم آياته ، و هو بقراءة عاصم الكوفي و رواية حفص .
أما العدد المعتمد في ترقيم المصحف المتداول بالمغرب العربي إلى يومنا هذا ، فهو العدد المدني الأخير، و المصحف المغاربي هذا هو بقراءة نافع المدني و رواية ورش ، و يوجد مصحف آخر برواية قالون عن نافع .
أما في السودان ، فإن القراءة المتبعة هي قراءة أبي عمرو البصري ، و العدد الذي كان معتمدا في ترقيم المصحف عندهم هو العدد البصري .
و أما العدد الذي كان متبعا في الشام فهو العدد الشامي.
و باقي الأعداد المتواترة هي : العدد المدني الأول و العدد المكي و بهذا تكون الأعداد المشهورة و المتواترة ستة ، و هي :
المدني الأول ـ المدني الأخير ـ المكي ـ الكوفي ـ البصري ـ الشامي .
ملاحظة :
ـ و من العلماء من يقول سبعة أعداد ، باعتبار " العدد الحمصي " المنسوب إلى شريح بن يزيد الحمصي الحضرمي ، و عدد الآي فيه 6232 . و العدد " الدمشقي " المروي عن يحي الذماري ،و عدد الآي فيه 6227 ، و قيل 6226 ... بدل العدد الشامي . [ المرجع :الأستاذ محمد بن إبراهيم الشيباني ـ مدير عام مركز المخطوطات و التراث و الوثائق بالكويت : مقدم كتابالبيان في عد آي القرآنللإمام الداني ، بتحقيق د. غانم قدوري الحمد ـ
هذا العلم غير المعروف عند شبابنا و مثقفينا ، و هو العلم الذي يُظـَن عند ذكر اسمه أنه هو هذه العمليات الحسابية المستحدثة و المنتشرة بشكل ملفت للنظر في عشرات مواقع الإنترنت ، و التي يطلق عليها أسماء مثل الإعجاز العددي في القرآن الكريم . و الواقع أن هذه العمليات الحسابية المستحدثة لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بعلم عدد آي القرآن الكريم .
و نظرا لأهمية الموضوع و جسامته وخطورته ، لتعلقه بأقدس مقدساتنا القرآن الكريم، فالمرجو مِن كل مَن اطلع على هذا الملف أن يستشعر بالمسؤولية المشتركة بين أبناء هذا الدين في إبداء النصيحة ، و الإشارة إلى كل قول خالف الصواب فيما أقول لإصلاحه أو كل فكرة خاطئة للرجوع عنها ... ففوق كل ذي علم عليم ...
ـ و من العلماء من يقول سبعة أعداد ، باعتبار " العدد الحمصي " المنسوب إلى شريح بن يزيد الحمصي الحضرمي ، و عدد الآي فيه 6232 . و العدد " الدمشقي " المروي عن يحي الذماري ،و عدد الآي فيه 6227 ، و قيل 6226 ... بدل العدد الشامي . [ المرجع :الأستاذ محمد بن إبراهيم الشيباني ـ مدير عام مركز المخطوطات و التراث و الوثائق بالكويت : مقدم كتاب(البيان في عد آي القرآن)للإمام الداني ، بتحقيق د. غانم قدوري الحمد ـ ص : ط ] .
[1] ـ تم أخيرا طبع المصحف الحسني المسبع ، برواية ورش عن نافع ، و ترقيم آياته باعتماد العدد الكوفي .
سبق لي منذ حوالي سبع سنوات ، أن سألت بركنبموقع " مركز إبن الجزري الإسلامي " عن علم العدد ، و الدراسات الحديثة فيه ... و توصلت من أخ كريم من المشرفين على الموقع ، و هو الأستاذ أبو عمار الأنصاري ، برسالة قيمة ما زلت أحتفظ بنصها ، و لي معها هي بدورها قصة طريفة أختصرها لكم في ما يلي:
{لا نعلم إن كان هناك دراسات في هذا العلم ، غير أن بعض الجامعات كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إهتمت بهذا العلم و أصبح مادة من المواد المدرَّسة في كلية القرآن الكريم ، حيث قام الشيخ عبد الرزاق بن علي بن إبراهيم موسى المدرس في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حفظه الله بشرح نظمين في هذا العلم :
ـ النظم الأول :للشيخ عبد الفتاح القاضي ، و سمــاه مرشد الخلان إلى معرفة عدّ آي القرآن .
ـ النظم الثاني : أرجوزة العلامة الشيخ محمد المتولي وسماه : المحرر الوجيز في عد آي الكتاب العزيز
أما بالنسبة للكتب المطبوعة في هذا العلم ،، فهي كتب كثيرة منها :
1 ـ الفرائد الحسان في عد آي القرآن ، و معه شرحه : نفائس البيان ، للشيخ عبد الفتاح القاضي .
2 ـ مرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن : شرح و توجيه الفرائد الحسان في عد آي القرآن .
تأليف : الشيخ عبد الرزاق بن علي بن إبراهيم موسى .
3 ـ المحررالوجيز في عد آي الكتاب العزيز : شرح و توجيه أرجوزة العلامة الشيخ محمد متولي .
تأليف : الشيخ عبد الرزاق بن علي بن إبراهم موسى .
4 ـ سعادة الدارين في بيان و عد معجز الثقلين : للعلامة محمد بن علي بن خلف الحسيي الشهير بالحداد .
5 ـ معالم اليسر شرح ناظمة الزهر : لفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي} .
أبو عمار الأنصاري.
1- - القرآن الكريم 114 سورة : الأولى منها سورة الفاتحة والثانية سورة البقرة والأخيرة سورة الناس ، والسورة عبارة عن عدد محدود من الآيات والآية عبارة عن مقدار معين من الكلمات الشريفة كان النبي عليه الصلاة والسلام يوقف الحفظة والصحابة عليه عند التبليغ ، ويسمي أول كلمة في الآية رأس الآية وآخر كلمة فيها بالفاصلة .
2- - كانت الحفظة من الصحابة تجيد مع حفظ القرآن معرفة عدد آياته ،وعدد آيات كل سورة من سوره ، وعدد كل آية من سورتها ، وبذلك كان إذا قرأ القارئ منهم بعضًا من سورة قدّر ما قرأه بما فيه من الآيات . وكان إذا أراد أحد أن يستفيد منهم ما نزل من القرآن في قوم أو حادثة عينوا له السورة التي ذكرت الحادثة ومقدار الآيات الخاصة بذلك ، وأشاروا إلى أول تلك الآيات بعددها الخاص بها وإلى الأخيرة منها كذلك ومما يشهد لهم بهذا أولاً ما جاء في الكتاب السابع والستين من صحيح البخاري ( كتاب المغازي ) بالباب السادس والسبعين من أبوابه ( باب قدوم الأشعريين )
-3 - جاء بعد ذلك الزمن عناية الصحابة بالقرآن (عثمان)بنسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية المشهورة اتقاء للخلاف في ذلك الكتاب الفريد ، وعلى أثر ذلك قام حفاظ كل مصر من الصحابة والتابعين تبث معارفها عن آياته بتقدير آيات كل سورة من سوره و تعيين حدود كل آية صيانة للتوقيف الذي لقنه النبي لأصحابه . ولما جاء عصر تدوين العلوم جُـمِـعَ ما قيل عن ذلك في كل مصر وإذا به ستة أقوال دونت جملةً وتفصيلاً في مؤلفات جعل اسم موضوعها علم فواصل الآي ، وبواسطة هذا العلم تتبين أن اثنين من تلك الأقوال الستة نُقِلا عن أهل المدينة عن الإمامين الجليلين أبي جعفر يزيد بن القعقاع و شيبة بن نصاح :
يعرف أولهما بالمدني الأول ، وجملة الآيات فيه 6210 مع خلاف فيه بين الإمامين في ستة مواضع.
ويعرف الثاني بالمدني الأخير ، وجملة الآيات فيه 6214 بلا خلاف فيه بينهما رحمهما الله ورضي عنهما .
والقول الثالث من الستة منقول عن أهل مكة ويعرف بالمكي ، وفيه روايتان إحداهما عن أُبي بن كعب وجملة الآيات فيها 6210 والثانية عن غير أُبي بلا تعيين ، وجملة الآيات فيها 6219 .
والقول الرابع منقول عن أهل الشام عن أبي الدرداءوقيل عن عثمان بن عفان ويعرف بالشامي ، وجملة الآيات فيه 6226 ، وفى رواية 6225 والأولى أرجح .
و القول الخامس منقول عن أهل الكوفة عن علي كرم الله وجهه ويعرف بالكوفي ، وجملة الآيات فيه 6236 .
و القول السادس منقول عن أهل البصرة عن عطاء بن يسار و عاصم الجحدري ويعرف بالبصري ، وجملة الآيات فيه 6204 .
ملاحظة:
و من العلماء من يعتبرها سبعة ، بذكرهم للدمشقي و الحمصي مكان الشامي : قال عبد الفتاح القاضي ، في شرح الفرائد الحسان[ ص 10] :" علماء العدد هم سبعة على المشهور : المدني الأول ، المدني الأخير ، المكي ، البصري ، الدمشقي ، الحمصي ، الكوفي " ./اهـ...
منذ أن اطلعت على سؤالكم ، و أنا أفكر فيه و أبحث في صميمه و جوانبه علني أجد بعض ما تساءلتم عنه عن شروح قديمة لــ " ناظمة الزهر " في علم العدد ..
و إن كنتم سيدي ، و أنتم من أنتم في العلم و البحث ، قد توصلتم إلى ما وقفتم عليه من قلة المعلومات في هذا الباب ، فإني بدوري ، و من باب أولى ، لم أجد حتى الآن ذكـرَ أيّ شرح قديم ... و لا حتى ذكر المنظومة في كتاب النشر لإبن الجزري ...
هذه نبذة يسيرة و مهمة فى علم عد الآى للشيخ الضباعأرجو أن يُنتفع بها .
قال الشيخ العلامة على بن محمد الضباع
اعلم أن مدار العدد على أحد عشر رجلا من أهل الأمصار الخمسة : الكوفة و البصرة و المدينة و مكة و الشام ، فمن أهل الكوفة أبوعبدالرحمن عبدالله بن حبيب السلمى ، و من البصرة عاصم بن العجاج الجحدرى و أيوب بن المتوكل ، و من المدينة أبوجعفر يزيد بن القعقاع القارى ، و أبو نصاح شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه و سلم ، و أبوعبدالرحمن نافع بن أبى نعيم المدنى ، و أبوإبراهيم إسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصارى ، و من مكة مجاهد بن جبير ، و من الشام أبوعمران عبدالله بن عامر اليحصبى ، و أبوعمرو يحيى بن الحارث الذمارى و أبوحيوة شريح بن مزيد الحضرمى الحمصى .
و العد الكوفى : هو ما أضيف إلى أبى عبدالرحمن السلمى ، و العدد البصرى هو ما أضيف إلى عاصم الجحدرى و قيل ما أسند إلى أيوب . و العدد المدنى عددان مدنى أول ، و هو ما أضيف إلى جماعة المدنيين بدون تعيين أحد منهم ، و قيل ما أسند إلى غير إسماعيل ، و العدد المكى هو ما أضيف إلى مجاهد ، و العدد الشامى عددان دمشقى و هو ما أضيف إلى ابن عامر و يحيى ، و حمصى و هو ما أضيف إلى شريح .. و إذا اتفقق المدنيان مع المكى قيل حجازى أو حرمى ، و إذا اتفق الكوفى مع البصرى قيل عراقى و إذا اتفق الدمشقى مع الحمصى قيل شامى . انتهى
قال الشيخ البنا فى الإتحاف :
و سبب الاختلاف فى الآى أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يقف على رؤوس الآى للتوقيف فإذا علم محلها للإضافة و التمام فيحسب السامع أنها ليست فاصلة و أيضا البسملة نزلت مع السور فى بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها و من قرأ بغير ذلك لم يعدها .
و الله أعلم .
المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس الاعجاز العلمي في القرآنtd ugl uJ]] Nd hgrvNk hg;vdl
جزاك الله خيرا حبيبي في الله المساهم .. ألبسك الله تاج الوقار يوم القيامة ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)