النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: مقدمة لموضوع " احاديث منتشرة غير صحيحة شرح وتوضيح "

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى الصادق الأمين القائل ( بلغوا عني

  1. #1
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي مقدمة لموضوع " احاديث منتشرة غير صحيحة شرح وتوضيح "

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على
    النبي الأمي الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى الصادق الأمين القائل ( بلغوا
    عني ولو آية) وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:-
    لا يخفى على احد منا ظاهرة انتشار الكثير من الاحاديث الضعيفة والموضوعة في المجتمع الاسلامي حيث يتم تداولها بكثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويساهم معظم الناس في نشرها اعتقادا منهم بصحتها وجهلا منهم باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما يشكل هذا الصنيع خطرا على سنة رسولنا الكريم و كلنا يعلم الحرب التي تشن على الإسلام وأهله من اعداء الاسلام ومن والاهم وساندهم ، وللأسف كثير منا يساعد هؤلاء المشركين في الحرب ضدنا سواء بقصد أو بلا قصد والسبب في ذلك الجهل بتلك الاحاديث ، ولا يزال الوضع يجري على ألسنة الكذابين ، ويتناقلها الناس بحسن نيّـة ، فيُسارع الواحد منهم إلى نشره دون التأكد ونظرا لخطورة هذا الامر على الدين ومنطلقا من حديثه صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)رواه البخاري ومسلم ارتأينا وعلى الله التوفيق ان نقدم سلسلة من الحلقات تتحدث عن الاحاديث الضعيفة والموضوعة والتي انتشرت بين الناس مع بيان ضعفها من مصادر موثوقة تحت عنوان " احاديث
    منتشرة غير صحيحة شرح وتوضيح" مع تمنياتنا للجميع بالفائدة لذا نرجو المتابعة مشكورين...

    هذا وصل اللهم وسلم وبارك
    على المبعوث رحمة للعالمين

    المقدمة بقلم الاخت الفاضلة / معلمة اجيال


    lr]lm gl,q,u " hph]de lkjavm ydv wpdpm avp ,j,qdp


  2. #2
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي احاديث منتشرة غير صحيحة شرح وتوضيح

    ((١))

    مدى صحة هذا الحديث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( عشرة تمنع عشرة ) : سورة الفاتحة تمنع غضب الله . سورة يس تمنع عطش يوم القيامة . سورة الواقعة تمنع الفقر . سورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة . سورة الملك تمنع عذاب القبر . سورة الكوثر تمنع الخصومة . سورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت . سورة الإخلاص تمنع النفاق . سورة الفلق تمنع الحسد . سورة الناس تمنع الوسواس ) .

    الحمد لله
    أولا :
    باب فضائل القرآن الكريم من أكثر الأبواب التي وضع فيها الوضاعون أحاديثهم ، ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير منهم يحتسب ذلك عند الله ، ويظن – لفرط جهله – أنه إنما يرغب الناس بكتاب الله تعالى ، وهو في الحقيقة يرتكس في وعيد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (1291) ومسلم (933) .
    ومن أمثلة ذلك : ما رواه الحاكم في "المدخل" (54) بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت هذا الحديث حِسبة
    ( يعني أنه يبتغي بها الثواب عند الله ) .
    وقد اتفق العلماء على حرمة رواية الحديث الموضوع ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم : ( مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَِيْن ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .
    قال النووي رحمه الله "شرح مسلم" (1/71) :
    " يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه ، فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ، ولم يبين حال روايته وضعه ، فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
    ثانياً :
    أما الحديث المذكور في السؤال ، فلم نجده في شيء من الكتب ، لا الصحيحة ولا الموضوعة ، بعد البحث الشديد عنه ، فيبدو أنه لا أصل له البتة ، وذلك مما يعجب له المسلم ، أن وضع الحديث لا زال مستمرا إلى أيامنا هذه ، وأن الأحاديث الموضوعة في تكاثر مستمر ، والله المستعان .
    وبعض السور المذكورة في هذا الحديث لم يصح شيء من فضائلها ، وهي :
    سورة يس والدخان والواقعة والكوثر
    انظر : "تدريب الراوي" (2/372) ، وكتاب "الصحيح والسقيم في فضائل القرآن الكريم" وراجع جواب السؤال رقم (6460) .
    أما الفاتحة : فقد جاء في فضائلها أحاديث كثيرة ، ليس في شيء منها أنها تمنع غضب الله .
    وأما سورة الملك : فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرآنِ ، ثَلَاثُونَ آيَةً ، شَفَعَت لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلكُ) رواه الترمذي (2891) وقال : حديث حسن ، وصححه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/277) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/561) ، وقال ابن حجر "التلخيص الحبير" (1/382) : أعله البخاري وله شاهد بإسناد صحيح ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
    وانظر جواب السؤال رقم (26240) .
    وأما سورة الكافرون : فالذي صح في فضلها ، ما جاء عن نوفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنها : ( إِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّركِ ) رواه أبو داود (5055) وصححه ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/408) والألباني في صحيح أبي داود .
    وسورة الإخلاص أيضا لم يأت في فضلها أنها تمنع النفاق .
    والمعوذتان تمنعان من الشيطان والعين والحسد وسائر الشرور ، فقد جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَعَوَّذ بِهِمَا ، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثلِهِمَا) رواه أبو داود (1463) وصححه الألباني في صحيح أبي دواد .
    الخلاصة : أن هذا الحديث مكذوب لا أصل له .
    وقد حكم عليه الشيخ ابن عثيمين بالكذب في المجموعة الرابعة من خطب الجمعة ، في خطبة مسجلة بعنوان ( مسؤوليات الإمام والمأموم في الصلاة ، بعض المكذوبات عن الله تعالى ورسوله ) ، وهي مطبوعة في موقعه رحمه الله .
    والله أعلم .

  3. #3
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    احسنت واجدت اخي الفاضل ابورياض بارك الله جهودك ويعد الدفاع عن الحديث الشريف وبيان مااشكل على العامة من امره من اولى الاوليات لما للسنة والحديث الشريف من منزلة في التشريع الاسلامي وضياع الحديث وتداول الضعيف منه او الموضوع ليشكل خطورة على احكام الشريعة نفسها بارك الله بك على هذا الجهد المشكور وجعله الله بميزان حسناتك

  4. #4
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    جزاك الله خيراً اختي الفاضلة
    حفظك الله ورعاك

  5. #5

    افتراضي

    نسال الله لك التوفيق وان ينفع المسلمين بمجهودك ويجعله فى صحفتك فى الذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

  6. #6
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    بارك الله بسعيك الطيب !
    قد ألهمك الله تعالى لبدء بهذا الموضوع - خاصة في رمضان - وقد تعود الناس ترديد مثل هذه الأحاديث بين العامة بنوايا طيبة لا شك فيها .. لكنهم لا يعلمون صدقها من كذبها .. ولما ان كانت وسائل التواصل الاجتماعية الآن قد تنوعت وكثرت ! فمن اليسير تداول مثل هذه الأحاديث بين الناس .. ولا نخفيكم اننا نحاول التواصل مع من يرددونها لبيان عدم صحتها .. فمنهم من يتوقف ومنهم تعجبه العبارات فلا يصدق انها كاذبة ...!
    عموما : نحن نرى انها دعوة الى كل من يقرأ هذا الموضوع أن يجهد ويتحرك ويبحث عن أصل هذه الأحاديث ليحذر من يتواصل معهم .. وبهذا نأمل النجاح في القضاء على هذه الظاهرة ...!
    جزاك الله خيراً وحفظك وعافاك

  7. #7
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    شيخي ابو عمر اشكر لك كريم مرورك وتعليقك
    حفظك الله ورعاك
    اخي الاستاذ ابو عمر الفاروق جزاك الله خيراً
    وبارك فيك

  8. #8
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٢))
    السؤال : جاءتنى رسالة تقول : (نهر أحلى من العسل ، أبيض من اللبن ) قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : ( لمن سمع اسمى ، وصلى علي ) ، آمل الإفادة عن صحة هذا الحديث .
    الجواب :

    الحمد لله

    أولا :

    هذا الحديث لم نجد له أصلا، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكره ، ولم نقف عليه منقولا في كتاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    فهو حديث لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أن ينسب إليه، لأنه من الكذب عليه، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في "مقدمة الصحيح" (1/7) ، قال النووي رحمه الله :

    " فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

    ثانيا :

    ذكر السيوطي رحمه الله في "الحاوي" (2/ 48) ، في هذا المعنى ، عن عليّ رضي الله عنه بدون سنده من قوله بلفظ:

    " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً ثَمَرُهَا أَكْبَرُ مِنَ التُّفَّاحِ، وَأَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَغْصَانُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ، وَجُذُوعُهَا مِنَ الذَّهَبِ، وَوَرَقُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

    ثالثا :

    روى الطبراني في "المعجم الكبير" (935) عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، ثَمَرُهَا أَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، وَأَضْخَمُ مِنَ التُّفَّاحِ وَعُذُوبَتُهُ كَعُذُوبَةِ الشَّهْدِ، وَحَلَاوَتُهُ كَحَلَاوَةِ الْعَسَلِ، يُطْعِمُ اللهُ الصَّائِمَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

    وهذا ، مع أنه في فضل الصيام، وليس فيه ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فهو أيضا : ضعيف ؛ فيه جرير بن أيوب ، قال ابن معين : ليس بشيء. وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.

    "ميزان الاعتدال" (1/ 391)

    وفيما صح من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – وكذا في فضل الصيام- الكفاية والغنية عن تلك الأحاديث المكذوبة والواهية.


    والله تعالى أعلم .



    ملخص الجواب :

    هذا حديث لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم.

  9. #9
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٣))



    السؤال : ما صحة الحديث التالي ؟ " ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها ، كان زوجها يدعو الناس في بيتها ، ويكرمهم ، وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب ، فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها ، وقال له : إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر ، وذهب إلى زوجته ، وأخبرها أن ضيفا عندنا اليوم وهو : رسول الله ، سعدت الزوجة بالخبر ، وطبخت كل ما لذ وطاب ، وهي راضية ، ومن طيب خاطرها ، وعندما ذهب رسول الله إليهم ، ونال كرمهم ، وطيبة ورضى الزوجة ، قال للزوج : عندما أخرج من بيتك دع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه ، فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله ، فصعقت الزوجة من شدة الموقف ، وتعجبت مما رآت ، فقال لها رسول الله : هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلاء والضرر والدواب من منزلكِ . فهنا الحكمة من إكرام الضيف وعدم الضجر، فالبيت الذي يكثر فيه الضيوف بيت يحبه الله ، فما أجمل البيت المفتوح للصغير والكبير، بيت تتنزل فيه رحمات وبركات السماء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى لهم هدية) ، قالوا: وما تلك الهدية؟ قال: (الضيف ينزل برزقه ، ويرتحل بذنوب أهل البيت )، فيا أحبتيالضيف دليل الجنة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) إذا اعجبك المنشور صل على سيدنا محمد وآله وصحبه .

    الجواب :

    الحمد لله

    أولا :

    هذه القصة التي ذكرها السائل الكريم ليس لها إسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نقف على أحد من أهل العلم ذكرها قط ، وغالب الظن أنها من أكاذيب القصاص .

    وأما الحديث الذي ختم به القصة وهو قوله :" إذا أراد الله بقوم خيرا ، أهدى إليهم هدية . قالوا: يا رسول الله ، وما تلك الهدية؟ قال: الضيف ؛ ينزل برزقه ، ويرحل ؛ وقد غفر الله لأهل المنزل ".

    فإنه حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    والحديث يروى عن أربعة من الصحابة ، ولا يصح عن واحد منهم ، وبيان ذلك كما يلي :

    الأول : من حديث أبي قرصافة رضي الله عنه .

    أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1723) ، وأبو الشيخ في "الثواب" كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" للمناوي (1/357) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ ، قال ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْصَمِ ، ثنا زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ ، عَن عزة بنت أَبِي قِرْصَافَةَ ، عن أبي قرصافة ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ؟ قَالَ: بِضَيْفٍ يَنْزِلُ بِهِ بِرِزْقِهِ ، وَيَرْحَلُ وَقَدْ غُفِرَ لِأَهْلِ الْمَنْزِلِ ) .

    وإسناده ضعيف جدا ، مسلسل بالمجاهيل .

    فيه " عزة بنت أبي قرصافة " ، وهي " عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، مجهولة الحال ، ذكرها ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (4/157) ، ولم يوثقها أحد .

    والراوي عنها " زياد بن سيار " : ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1205) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/534) ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

    والراوي عنه " أيوب بن علي بن الهيصم " : مجهول أيضا ، سُئل أبو حاتم عنه فقال :" شيخ " . كذا في "الجرح والتعديل" (2/252) .

    وهذا الطريق ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2117) .

    الثاني : من حديث أنس رضي الله عنه .

    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" ، ونقل إسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357) فقال : قال الديلمي : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ كتابة ، أخبرنا أبو عثمان الصابونى ، ثنا عبد اللَّه بن حامد ، أنا ابن بلال البزاز ، ثنا سحفويه بن ماربار ، ثنا معروف بن حسان ، ثنا زياد الأعلم ، عن الحسن ، عن أنس به .

    وإسناده منكر .

    فيه " معروف بن حسان " ، قال أبو حاتم :" مجهول " كما في "الجرح والتعديل" (8/323) ، وقال ابن عدي في "الكامل" (1805) :" منكر الحديث ". انتهى

    وفيه كذلك " سحفويه بن ماربار " ، لم نقف له على ترجمة .

    وهذا الطريق ضعفه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (62) .

    الثالث : من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه .

    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" ، ونقله عنه بإسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357) فقال : قال الديلمي : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الزنجانى المعروف بالزنجوى ، عن القاضي أبي عبد اللَّه الحسين بن محمد الزنجانى الفلالى ، عن إبراهيم بن عبد اللَّه البصرى الحافظ ، عن عبد الرحمن بن عمران العبدى ، عن إسحاق بن إبراهم بن خنيس ، عن محمد بن الفرات ، عن سعيد بن نعمان ، عن عبد الرحمن الأنصاري ، عن أبي الدرداء به .

    وإسناده موضوع .

    فيه " سعيد بن نعمان " ، ويقال : " سعيد بن لقمان " ، ترجم له ابن حجر في "لسان الميزان" (3475) ، وقال :" قال الأزدي: لاَ يُحْتَجُّ بحديثه ". انتهى

    وفيه " محمد بن الفرات " ، كذاب ، قال ابن أبي شيبة :" كذاب " كذا في "الكامل" لابن عدي (7/315) ، وقال البخاري في "الضعفاء الصغير" (339) :" منكر الحديث ". انتهى ، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/964) :" وهو واه باتفاق ". انتهى

    الرابع : من حديث أبي ذر رضي الله عنه :

    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" ، ونقله عنه بإسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357) فقال : قال الديلمي : ثنا محمد بن نصر بن أشكاب ، عن الحسين بن محمد بن أسد ، عن منصور ابن أسد ، عن أحمد بن عبد اللَّه ، عن إسحاق بن نجيح ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي ذر رضي الله عنه به .

    وإسناده تالف .

    فيه " إسحاق بن نجيح الملطي " ، كذاب

    قال أحمد بن حنبل :" هُوَ من أكذب النَّاس ". انتهى من "العلل" للإمام أحمد (1454) ، وقال ابن معين كما "تاريخ ابن معين – رواية ابن محرز" (1/51) :" كذاب عدو لله رجل سوء خبيث ". انتهى

    وختاما : مما سبق يتبين أن القصة المذكورة لا أصل لها ، والحديث الذي ختم به القصة لا يصح ، والله أعلم

    ملخص الجواب :

    القصة المذكورة لا أصل لها ، والحديث الذي ختم به القصة لا يصح

  10. #10
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٤))

    السؤال :
    سمعت أن الله تعالى قسّم رمضان إلى ثلاثة أقسام ، العشرة الأيام الأولى منه رحمة ، والثانية مغفرة ، والثالثة عتق من النار، ويُقال إن هناك أدعية خاصة لكل قسم، ففي الأول نقول : اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين ، وفي الثاني اللهم اغفر لي ذنوبي يا رب العالمين ، وفي الثالث اللهم اعتقني من النار وأدخلني الجنة . فهل هذا صحيح ، وهل له دليل ؟ وما هي الأدعية التي ينبغي الإكثار منها في رمضان ؟ فعلى حدّ علمي أن: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، هو أحد الأدعية التي ينبغي الإكثار منها في العشر الأواخر ، عند تحري ليلة القدر. فماذا عن بقية ليالي رمضان ، هل لها أدعية خاصة ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    روى ابن خزيمة في " صحيحه" (1887) عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ... ) الحديث ، وفيه : ( وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ ) .

    وشهر رمضان كله رحمة من الله ، وكله أيضا مغفرة وعتق من النار ، ولا يختص شيء من ذلك بجزء منه دون جزء ، وهذا من واسع رحمة الله تعالى .

    روى مسلم (1079) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) .
    وروى الترمذي (682) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

    وعلى ذلك : فتخصيص الثلث الأول من رمضان بالدعاء بالرحمة ، والثلث الثاني بالدعاء بالمغفرة ، والثلث الثالث بالدعاء بالعتق من النار مبتدع لا أصل له في الشرع ، وليس لهذا التخصيص – أيضا – ما يسوغه ؛ إذا كانت أيام رمضان كلها سواء في ذلك ؛ وإنما يدعو المسلم بما شاء من خير الدنيا والآخرة في رمضان كله ، ومن ذلك سؤال الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار ودخول الجنة .

    ثانيا :
    ينبغي أن يكثر المسلم من دعاء الخير والرحمة في هذا الشهر خاصة ، استثمارا لموسم الخير والبركة ، وتعرضا لرحمة الرب تعالى وعفوه ، وقد قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/ 186.
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " وَفِي ذِكْرِهِ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ الْبَاعِثَةَ عَلَى الدُّعَاءِ ، مُتَخَلِّلَةً بَيْنَ أَحْكَامِ الصِّيَامِ ، إِرْشَادٌ إِلَى الِاجْتِهَادِ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ إِكْمَالِ العِدّة ، بَلْ وعندَ كُلِّ فِطْرٍ " .
    انتهى من " تفسير ابن كثير" (1/ 509) .
    ويحسن بالداعي أن يجمل في الطلب ، ويكثر من الأدعية المأثورة ، وألا يتعدى في دعائه ، ويتأدب بآداب الدعاء ، ومن الأدعية التي يستحب الإكثار منها في رمضان ، وكذا في غير رمضان :
    - رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
    - رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .
    - رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ . رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .
    - اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .
    - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ منه عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا .
    - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي .
    - وكذا كل دعاء جامع من أدعية الكتاب والسنة ، وكل دعاء بخير ، اجتهد فيه العبد ، فيما بينه وبين ربه ، ولا يختص شيء من ذلك برمضان .
    - كما يستحب أن يقول بعد إفطاره : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )
    - وليجتهد في الدعاء في الثلث الأخير خاصة من كل ليلة .
    - ويكثر في العشر الأواخر من قول : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )


    والله أعلم .

  11. #11
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٥))

    السؤال:
    ‏سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل عليه السلام : هل أنت تضحك ؟ قال له نعم . قال له النبي صلى الله عليه وسلم : متى ؟ قال : عندما يخلق الإنسان ، ومن أول ما يولد إلى إن يموت ، وهو يبحث عن شيء ، وهو لم يخلق في الدنيا . تعجب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما هو الشيء الذي يبحث عنه الإنسان ، ولم يخلق في الدنيا ؟ قال جبرائيل : الراحة ؛ إن الله لم يخلق الراحة في الدنيا ، بل خلقها في الآخرة .

    الجواب :
    الحمد لله
    لا نعرف لهذا الحديث أصلاً ، وعلامات الوضع عليه ظاهرة ، فهو حديث ركيك اللفظ ، لا يشبه كلام النبوة ، وهو بالأحاجي والألغاز التي يلغز بها الناس ، أشبه منه بكلام من أعطي جوامع الكلم .

    قال ابن القيم رحمه الله :
    " والأحاديث الموضوعة : عليها ظلمة ، وركاكة ، ومجازفات باردة ، تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من " المنار المنيف " (ص/50) .

    وقد ذكر هذا الحديث موقع " الدرر السنية " بإشراف الشيخ علوي السقاف حفظه الله ضمن أحاديث منتشرة في الانترنت برقم (728) وقال : " باطل "

    ويغني عنه ما رواه الإمام أحمد (24399) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما يستريح من غُفر له ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " (2319) .

    وروى أحمد في " الزهد " (ص128) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " لَا رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُونَ لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (2/116) .

    وعن مُحَمَّد بْن حسنويه قَالَ : حضرت أبا عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا أبا عَبْد اللَّهِ قصدتك من خراسان أسألك عَنْ مسألة !!
    قَالَ : له سل
    قَالَ : متى يجد العبد طعم الراحة ؟
    قَالَ : " عند أول قدم يضعها فِي الجنة " انتهى من " طبقات الحنابلة " (1/ 293) .

  12. #12
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٦))


    السؤال:

    ما صحة هذا الحديث ؟
    : " أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان في سفر ، ومعه أبو بكر وعمر ، فأرسلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسألونه لحماً ، فقال : ( أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعاً ؟ ) قالوا : من أين ؟ ، فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام ، فقال : ( من لحم صاحبكم الذي ذكرتم !! ) قالوا : يا نبي الله : إنما قلنا والله إنه لضعيف ، ما يعيننا على شيء !! قال : ( ذلك تقولوا ؟ ) ، فرجع إليهم الرجل فأخبرهم بالذي قال ، فجاء أبو بكر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل ، وجاء عمر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل " .

    الجواب :
    الحمد لله
    هذا الحديث رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/ 283) فقال :
    حدثنا أبي - رحمه الله - حدثنا سعد بن حفص الطلحي عن شيبان عَن يحيى بن أبي كثير رَضِي الله عَنهُ : " أَن نَبِي الله كَانَ فِي سفر ، وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا ، فأرسلوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسألونه لَحْمًا ، فَقَالَ : ( أَو لَيْسَ قد ظللتم من اللَّحْم شباعا ؟ ) ، قَالُوا : من أَيْن ؟ فوَاللَّه مَا لنا بِاللَّحْمِ عهد مُنْذُ أَيَّام ، فَقَالَ : ( من لحم صَاحبكُم الَّذِي ذكرْتُمْ ) ،. قَالُوا : يَا نَبِي الله إِنَّمَا قُلْنَا : وَالله إِنَّه لضعيف مَا يعيننا على شَيْء ، قَالَ : ( وَذَاكَ فَلَا تَقولُوا ) ، فَرجع إِلَيْهِم الرجل فَأخْبرهُم بِالَّذِي قَالَ ، فجَاء أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل ، وَجَاء عمر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل " .

    وهذا إسناد واه ( ضعيف جدا ) :
    - الحكيم الترمذي رحمه الله ترجمه الحافظ الذهبي في "السير" (13/ 439-441) فقال :
    " الإِمَامُ، الحَافِظُ ، العَارِفُ ، الزَّاهِدُ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْر الحَكِيْم التِّرْمِذِيّ .
    كَانَ ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ وَفضَائِل .
    وَلَهُ حَكَم وَمَوَاعِظ وَجَلاَلَة، لَوْلاَ هَفْوَةً بَدَت مِنْهُ.
    قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ : أَخرَجُوا الحَكِيْم مِنْ تِرْمِذ ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِالكُفْر، وَذَلِكَ بِسبب تَصنيفه كِتَاب " ختم الولاَيَة " ، وَكِتَاب "علل الشَّرِيْعَة " ، وَقَالُوا : إِنَّهُ يَقُوْلُ : إِنَّ للأَوْلِيَاء خَاتماً كَالأَنْبِيَاء لَهُم خَاتم.
    وَإِنَّهُ يُفَضِّل الوِلاَيَة عَلَى النُّبُوَّة ، وَاحتج بِحَدِيْث: ( يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ) .
    فَقَدِمَ بَلْخ ، فَقَبِلُوهُ لموَافقته لَهُم فِي المَذْهَب " انتهى ملخصا .

    - وأبوه لم نقف له على ترجمة ، وقد تفرد بهذا الحديث عن سعد بن حفص ، وهو ثقة روى عنه الحفاظ كالبخاري والذهلي والدوري والدارمي وغيرهم ، فانفراد علي بن الحسن والد الحكيم الترمذي عنه بهذا الحديث مما يدل على أنه غير محفوظ .
    - ويحيى بن أبي كثير من صغار التابعين ، من الطبقة الخامسة عند الحافظ ، وهم الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة ، ولم يثبت لهم سماع من أحد منهم ، وهو ثقة ، لكنه يدلس ويرسل.
    "التقريب" (ص596)
    فهذا إسناد واهٍ لا يصلح ولا في الشواهد .

    وقد روى هذا الحديث الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (ص: 95) والضياء في "المختارة" (1697) من طريق عَبَّاد بْن الْوَلِيدِ بْنِ الْغُبَرِيِّ: ثنا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أنبا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : " كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَسْفَارِ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا، فَنَامَ ، وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا، فَقَالَا : إِنَّ هَذَا لَنَؤومٌ ، فَأَيْقَظَاهُ فَقَالَا : ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلَامَ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ. فَأَتَاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا ) ، فَفَزِعَا ، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ، فَقُلْتَ : ائْتَدَمَا، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا ؟ فَقَالَ : ( بِأَكْلِكُمَا لَحْمَ أَخِيكُمَا، إِنِّي لَأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَنَايَاكُما ) ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا، قَالَ: ( هُوَ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا ) .
    قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (2608) :
    " وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بدر الغبري ، قال أبو حاتم وتبعه الحافظ : " صدوق " ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ، وروى عنه جمع من الحفاظ الثقات ، وقد توبع ، فقال الضياء عقبه : " وقد رواه عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : " أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضا في الأسفار ... " فذكره " انتهى .

    والذي ذكره الضياء معلقا ، وصله أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2231) من طريق جعفر بن محمد الصائغ ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به مرسلا .
    وعفان ثقة حافظ متقن ، من رجال الشيخين ، وهو من أوثق الناس في حماد بن سلمة ، قال يحيى بن معين : من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة، فعليه بعفان بن مسلم .
    "شرح علل الترمذي" (2/ 707) ، وراجع : "التهذيب" (7/205-209) .
    فروايته مقدمة على رواية الغبري الذي غاية ما قيل فيه إنه صدوق .
    وعلى ذلك فرواية عفان المرسلة تُعِل رواية الغبري الموصولة ، ولا تشهد لها .

    وللحديث شاهد آخر رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه" (249) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَامِرٍ ، عن أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ: " زُعِمَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ مَعَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَخْدِمُهُمَا ، وَيخِفُّ بِهِمَا ، وَيَنَالُ مِنْ طَعَامِهِمَا ، وَأَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا سَارَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ ، بَقِيَ سَلْمَانُ نَائِمًا ، لَمْ يَسِرْ مَعَهُمْ ، فَنَزَلَ صَاحِبَاهُ ، فَطَلَبَاهُ ، فَلَمْ يَجِدَاهُ ، فَضَرَبَا الْخِبَاءَ ، فَقَالَا : مَا يُرِيدُ هَذَا الْعَبْدُ إِلَّا أَنْ يَجِيءَ إِلَى طَعَامٍ مُعَدٍّ ، وَخِبَاءٍ مَضْرُوبٍ ؟ فَلَمَّا جَاءَ سَلْمَانُ ، أَرْسَلَاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ قَدَحٌ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثَنِي أَصْحَابِي لِتُؤْدِمَهُمْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ ، قَالَ: ( مَا يَصْنَعُ أَصْحَابُكَ بِالْأَدَمِ ؟ قَدِ ائْتَدَمُوا ) ، فَرَجَعَ سَلْمَانُ فَأَخْبَرَهُمَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَصَبْنَا طَعَامًا مُنْذُ نَزَلْنَا، قَالَ: ( إِنَّكُمَا قَدِ ائْتَدَمْتُمَا بِسَلْمَانَ بِقَوْلِكُمَا ) ، فَنَزَلَتْ: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) الحجرات/ 12 .
    قال الألباني :
    " هذا مرسل ، والسند إليه ضعيف " انتهى من "الصحيحة" (6/107) .

    والحاصل : أن الحديث ضعيف ، لا يصح إلا مرسلا ، والرواية الأولى لا تصلح في الشواهد لشدة ضعفها ، ورواية الوصل من حديث حماد بن سلمة معلولة بالإرسال ، ولعله لذلك قال الحافظ العراقي رحمه الله : " روي نحوه مرسلا " انتهى من "تخريج الإحياء" (3/180) .
    والعلم عند الله تعالى.

  13. #13
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٧))

    السؤال:
    أودالتأكد من صحة رواية هذا الحديث القدسي : ( حينما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى , وأوحى إليه ربه يا محمد , ارفع رأسك , وسل تُعطَ. قال: يا رب, إنك عذبت قومًا بالخسف , وقومًا بالمسخ , فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال الله تعالى : أنزل عليهم رحمتي , وأبدل سيئاتهم حسنات , ومن دعاني أجبته , ومن سألني أعطيته , ومن توكل علي كفيته , وأستر على العصاة منهم في الدنيا , وأشفعك فيهم في الآخرة , ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم . يا محمد , إذا كنت أنا الرحيم , وأنت الشفيع , فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟!) ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    هذا الحديث بتمامه لم نجد له أصلا ، وأمارات الوضع عليه لائحة ، وقوله فيه : ( ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم ) : منكر ؛ حيث جعل حساب هذه الأمة من عتاب الحبيب لحبيبه ، وأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : ( افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ) ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : (الْجَمَاعَةُ)
    رواه ابن ماجة (3992) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
    وروى البخاري (7050) ، ومسلم (2290) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) قَالَ أَبُو حَازِمٍ : فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ : وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ (إِنَّهُمْ مِنِّي) ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ : (سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي) .
    وقد قال الله تعالى : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المجادلة/ 6 .

    ومن كان عنده أدنى علم بأمر الشرع ، وأصوله التي بني عليها ، ونظر أدنى نظر فيما ورد فيه من الوعد والوعيد : علم بطلان مثل هذا الكلام ، وأنه مناقض لما تواتر في كتاب الله وسنة رسوله من حال العصاة ، ووعيدهم ، وما علم - يقينا - من أن أناسا من هذه الأمة سوف ينالهم من هذا الوعيد ما ينالهم على معاصيهم : فكم من زانٍ ، أو سارقٍ ، أو قاتلٍ .. كم من هؤلاء من يعاقبه الله على جرمه ، ويلحق به وعيده وعذابه في الدنيا والآخرة ؟!

    وقد ذكره الفتني في " تذكرة الموضوعات " (ص 227) مختصرا فقال :
    " وَفِي الذيل : ( لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي اجْعَلْ حِسَابَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيَّ لِئَلا يَطَّلِعَ عَلَى عُيُوبِهِمْ أَحَدٌ غَيْرِي . فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ : يَا أَحْمَدُ إِنَّهُمْ عِبَادِي لَا أُحِبُّ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى عُيُوبِهِمْ . فَقُلْتُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ الْمُذْنِبُونَ مِنْ أُمَّتِي ! فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ : يَا أَحْمَدُ إِذَا كُنْتُ أَنَا الرَّحِيمُ وَكُنْتَ أَنْتَ الشَّفِيعَ فَأَيْنَ تَبَيَّنَ الْمُذْنِبُونَ ؟ فَقُلْتُ حَسْبِي حَسْبِي) ، فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ : كَذَّاب " انتهى .
    وذكره المتقي الهندي في " كنز العمال " (14/53) باللفظ السابق ، ثم قال : " محمد ابن علي المذكر قال في المغني: متهم تالف، قلت: وأخلق بهذا الحديث أن يكون من وضعه".انتهى .

    والصحيح الثابت ما رواه مسلم (202) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : ( اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي ) ، وَبَكَى ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ ) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ اللهُ : ( يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ، وَلَا نَسُوءُكَ ) .
    والله أعلم .

  14. #14
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    ((٨))


    السؤال : نقلا عن "صحيح الترمذي" للشيخ الألباني رحمه الله: 3513- حدثنا قتيبة، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس بن الحسن، عن عبدالله بن بريدة، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أيُّ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني) حكم عليه الشيخ رحمه الله بقوله: صحيح: (ابن ماجه 3850) ذكر الشيخ رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" أن زيادة (كريم) زيادة من أحد النساخ. هل فاتت زيادة "كريم" الشيخ في "صحيح الترمذي". أم أنها صحيحة عنده. وإن كانت لا تثبت عنده. لماذا لم ينبه أنها زيادة في "صحيح الترمذي"؟

    الجواب :

    الحمد لله

    الشيخ الألباني رحمه الله يجتهد رأيه في التحقيق والنقد، فيعرض له السهو والخطأ كغيره من العلماء والمحققين، ولا يضيره ذلك شيئا، بل هو مأجور عليه بإذن الله أجرا واحدا، وذلك من سعة كرم الله تعالى ولطفه بالعلماء والفقهاء، أن أثابهم على خطئهم أجرا واحدا، كما أثابهم على صوابهم أجرين. المهم أن يسلك الباحثون وطلبة العلم المنهج القويم في البحث والتحرير، ولا يحجزهم التقليد ولا مكانة العالم عن مراجعة الأدلة وتحرير المباحث، فالعلم موضوعي حيادي، لا يقوم به سوى البحث الحقيقي، ولا يقف عند حدود أسماء معينة من العلماء الأجلاء، مهما علا كعبهم، وارتفعت قاماتهم في العلم.

    ولهذا نقول: لقد فات الشيخ الألباني رحمه الله أن ينبه على خطأ زيادة (كريم) في حديث الدعاء ليلة القدر، حيث ورد الحديث من طرق عديدة، وخرجه أصحاب الجوامع والسنن والمسانيد، ولم يذكر أحد منهم فيه زيادة اسم (كريم)، وإنما اقتصر الجميع على الدعاء المشهور: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).

    ولكن هذا السهو وقع في كتاب "صحيح الترمذي" (رقم/3513) فقط .

    وأما في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" - التي يتفق الباحثون على أن الجهد المبذول فيها أدق وأعمق من سلسلته الأخرى : "صحيح السنن" ، و"ضعيفها" - فقد نبه الشيخ رحمه الله فيها على خطأ هذه الزيادة. فقال:

    "وقع في سنن الترمذي بعد قوله: (عفو) زيادة: (كريم)! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترِد في الطبعة الهندية من "سنن الترمذي" التي عليها شرح "تحفة الأحوذي" للمباركفوري ( 4 / 264 )، ولا في غيرها.

    وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما قتيبة بن سعيد بإسناده، دون الزيادة.

    وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي: "مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني" ([رقم] 202)، وليست عند ابن السني؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة، ثم عزاه للترمذي وغيره! ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم [ ]، وينبَّه أنها من أفراد الترمذي، وأما التحقيق: فيقتضي عدم ذكرها مطلقاً؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها، فاقتضى التنبيه" انتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (13/ 140)

    ومن هنا عد بعض الباحثين حكم الألباني هنا في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" تراجعا صريحا عن تصحيحه هذه الزيادة في "صحيح الترمذي" .

    وعلى كل حال ؛ فسواء سمي تراجعا، أم تقريرا مستقلا عن التقرير الأول، المهم فيه أنه لامس الصواب، وتفادى الخطأ.

    والغالب أن هذه الزيادة قد تسللت إلى ألسنة بعض الناس من بعض نسخ كتب الحديث، وليس من روايات الحديث نفسه، بمعنى أن العلماء الذين نقلوا زيادة (كريم) إنما فعلوا ذلك لأنهم وقفوا على نسخ خطية فيها زيادة كلمة (كريم)، كما قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة لمسند الإمام أحمد (42/ 236): "في (ق): (عفوٌّ كريم)" انتهى. و (ق) رمز لنسخة خطية رجعوا إليها، انظر مقدمتهم (1/104)، وكذلك في طبعة المكنز (11/6118، رقم 26021) قال المحققون: "في (ق): عفو كريم. والمثبت من بقية النسخ".

    ومن هنا تناقل هذه الزيادة كثير من العلماء في كتبهم، كابن الأثير في "جامع الأصول" (4/324)، والعمراني في "البيان في المذهب الشافعي" (3/568)، والخازن في "لباب التأويل في معاني التنزيل" (4/ 452)، وابن القيم في "بدائع الفوائد" (2/ 143)، والخطيب الشربيني في "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" (1/ 247)، والأمير الصنعاني في "التحبير لإيضاح معاني التيسير" (4/ 268)، والطحطاوي في " حاشية على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 401) .

    كلهم ينقل زيادة (كريم) هكذا دون إسناد، وبعضهم يعزوها لسنن الترمذي، هذا على افتراض دقة النسخ الخطية لهذه المراجع أيضا.

    ولكننا اليوم لا نشك بأنها زيادة ليست من صلب الحديث ولا من متنه؛ لأن العشرات من الكتب المسندة المروية جاء فيها النص بدون هذه الزيادة. ورجعنا إلى الطبعات المحققة على نسخ خطية عدة من سنن الترمذي، فلم نجد فيها أي إشارة إلى هذه الزيادة، مثل الطبعة التي بتحقيق بشار عواد (5/490)، والطبعة الأخرى بتحقيق شعيب الأرنؤوط (6/119).


    والله أعلم.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. 2- "البقرة" و"الشمس" و"النار" في اللغة الفولانية – مدخل آخر للنقاش
    بواسطة الارشيف في المنتدى مجلس الفلاتة الفولانيين
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-06-2019, 09:53 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-06-2019, 04:19 PM
  3. اصول عائلة "فراج" أو "أبو زيد" ساحل سليم وعائلة "القاضي" البداري بمحافظة أسيوط
    بواسطة OmarMansour في المنتدى البحث عن الاصول.. اصول و انساب العائلات و القبائل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-09-2017, 03:35 AM
  4. الرياح من "روح الله" تأتى "بالرحمة".وتأتى بالعذاب"
    بواسطة الشريف احمد الجمازي في المنتدى الدنيا مزرعة الاخرة . تعال نؤمن ساعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-03-2017, 11:51 PM
  5. أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
    بواسطة حنان حسن في المنتدى مجلس انوار السنة المطهرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-10-2012, 01:45 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum