النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت

الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت يعد الوعي التاريخي من أهم لاوازم الأمم ، وذلك لرقيها وتقدمها ، فالإنسان في حاجة أن يأخذ العظة والعبرة من

  1. #1

    افتراضي الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت

    الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت
    يعد الوعي التاريخي من أهم لاوازم الأمم ، وذلك لرقيها وتقدمها ، فالإنسان في حاجة أن يأخذ العظة والعبرة من تجارب من سبقوه ، لا ليقف عندها فقط وإنما ليضيف إليها من تجربته وذاتيته ما يهتدي به في مشواره نحو المستقبل ، إن إهتمام الإنسان بالتاريخ قديم ، ومن يقرأ القرآن الكريم ويتأمل سوره ، وآياته يجد فيه مساحة كبيرة أفردها المولي سبحانه وتعالي للقصص والتاريخ وخاصة تاريخ الأمم السابقة ، وما خاضته من أحداث وتجارب .
    فالعناية بالتاريخ قديمة ، ولكن الجديد هو الإهتمام بتفسير التاريخ ، فالمؤرخ شيء ، والمؤرخ الفيلسوف شيئ آخر ، فالأخير يكشف عن الحقيقة التاريخية التي هي الغاية الكبري بفكره وتأملاته في ملابسات الحديث واللجوء إلى القياس إذا لزم الأمر . ولنضرب لذلك مثلا فقد اجتمع الرسول (ص) وصاحبه أبو بكر في مجلس ضمهما معا ، وقد نظر أبو بكر إلى وجهه الكريم ثم قال آراك قد شبت يا رسول الله ! فقال عليه السلام شيبتني هود وأخواتها ، وفي رواية أخرى شيبتني هود واخواتها : الواقعة والحاقة وإذ الشمس كورت.
    إن قول الرسول (ص) هو قول يعبر عن فلسفته للتاريخ حيث تأثر النبي (ص) وتأمل تاريخ الأمم البائدة التي عصت أوامر الله ورفضت أن تهتدي بهديه فحل بها عذاب الله وأزالها عن الوجود تماما وأحدث قياسا بين الكفار المعاندين له في مكة وبين تلك الأمم التي عاقبها الله فلانت جلده ورق قلبه وقد استبد به الحزن لعصيان قومه ,فقوم نوح لم يمتثلوا لما دعاهم إليه نوح وسخروا منه وظل يدعوهم ألف عاما إلا خمسين حينئذ أهلكهم الله بالغرق وقوم عاد أرسل الله إليهم هود فلم يمتثلوا أوامره ورفضوا الأستجابه له وكانوا أصحاب غلبة وأصحاب قصور مكينة في الأرض ، فلما فسدوا في الأرض حقت عليهم لعنة الله وعذابه ، وكذلك قوم ثمود الذين بطروا أنعم الله وعقروا الناقة فأخذتهم الصيحه فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، وكذلك قوم لوط الذين أشتد فسادهم في الأرض وقد غرقوا في المعصية بالفسق والزنا واللواط وعندما عصوا رسولهم أمطرهم الله بحجارة من سجيل . وكذلك أهل مدين الذين عصوا رسولهم شعيبا واللذين سخروا منه ، وراحوا يتلاعبون بالموازين ، فجاءتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، وكذلك قوم فرعون وقد جاءهم موسي بالبينات فعصى فرعون وأستكبر وكانت نتيجته الغرق في البحر .
    إن رسولنا الكريم قد تأمل أفعال هؤلاء القوم من عصيان ورفض هداية السماء مع البطر وشيوع الفساد وتأمل أيضا كيف كان عقاب الله لهم وهو عقاب جامع ماحق وكيف سيطرت على نفوسهم نواذع الشر وحب المال وبعضهم أعمتهم الفاحشة . فهذه الأمم في مظاهر انحرافها وفسادها ,ودمار الله لها ,أمور أذهلت النبي ﷺ وإنفعل بها شديدا وأثرت فيه كثيرا مما بدي على وجهه الكريم صلوات الله عليه فهذا مثل لتفسير التاريخ وإن جاء ذاتيا مختصرا .
    وإن كانت فلسفة التاريخ تلك التي أشرنا إليها سابقا هى الغائية الكبرى التى يتطلع إليها كتاب التاريخ الإسلامى اليوم على أنها فكر إسلامى رفيع ينبع من نظرية فلسفية وتمثل مفهوما إسلاميا للتاريخ فهذا لا بأس به بل هو إحدى الضروريات الملحة فى حقل الدراسات الإسلامية اليوم .
    ولكى نزداد فهما للموضوع فإن التاريخ يدور حول الانسان والزمان وانت ايها المسلم قد تعجب لامر الدرسات الاسلامية كلها فهى تدور حول مكانة الانسان فى مفهوم التاريخ الاسلامى
    فإن الإنسان أشرف المخلوقات على وجه الأرض, ومن هنا فقد اصطفاه الله ثم اجتباه ,فتاب عليه وهداه ، ولم تلحق به خطيئة أبدية . على الرغم من أخطاء ذلك الإنسان فإن الله جلت حكمته أراده خليفة له فى الأرض دون سائر المخلوقات. إن الإنسان وحده تلقى تبعة الأمانة على عاتقه لأنه مزود من الله بإرادة حرة قادرة على التمييز بين الخير والشر وفى إمكانه أن يؤدى الأمانة على خير وجه لو اتبع سبيلى المعرفة : " الوحى والعقل " .
    وبذلك يكون الإنسان المسلم ذا حرية واختيار فى حياته ومن هذا المنطلق كانت حياة الشعوب كلها على وجه الأرض اختبارا وامتحانا لهم قال تعالى :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (سورة المائدة 48)
    إذن فالشعوب تقيم الحضارات وتصنع التواريخ إذا حققت ذاتها وحافظت على تبعات الأمانة وسمت بأخلاقها . أما إذا انحطت وتبدلت أخلاقها وصار الانحلال فى كيان أفرادها فلابد أن تنهار ويتمزق نسيجها الحضارى فتلك سنة الله لأن الرفعة والانحلال ينبعان فقط من ذات تلك الشعوب يقول الله تعالى : " ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "(سورة الأنفال 53)
    الى اللقاء فى الحلقة لتكملة الحديث عن أسباب سقوط الحضارات


    والشبح المخيف اليوم الذى يحاول ان يهاجم امتنا الاسلامية ويعمل على تمزيق الكلمة وضياع الوحدة هو سقوط الحضارة
    اما عن سقوط الحضارة من نظرة إسلامية فيمكننا ان نتتبع أسباب السقوط من خلال الميادين : السياسي والأقتصادي والاجتماعي
    - في الجانب السياسى : تحين ساعة السقوط عندما يتسلم السلطة حفنة من المترفين والإداريين الظلمة ، أو المجرمين الطغاة ، فيمارسون الطغيان ، ويستغلون نفوذهم ، وحرصاً منهم على سلطانهم ، فهم يرفضون كل دعوة جديدة ، مخافة أن تسلبهم إمتيازاتهم . يقابل هذا رضوخ وإستسلام أمتهم ، وسكوت مطبق إزاء كل الجرائم الشائعة يقول ﷺ ( إذا رأيت أمتى تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها ) رواه الحاكم في المستدرك
    وفى حديث آخر ( سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون ، فمن كره برىء ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضى وتابع .... ) حديث أُمِّ سَلَمَة -رضي الله عنها أخرجه مسلم . بينما يحدد الإسلام المنهج السليم للحكم ، فيجعل مهمة الحكام الهداية للحق والتمسك به ، والحكم بموجبه ، مع البعد عن التجبر ، وإشاعة الفساد. ولما كان الجهاز الإدارى والتنفيذي يتأثر كلياً بقيادته ، لذا فإنه يفسد بفسادها ويصلح بصلاحها ، وهو يتابع قيادته السياسية ويحاكيها في سيرتها ، ومن هنا يأتى الترابط الشديد بينهما .
    - في الجانب الأقتصادى : تتفكك الحضارة وتبدأ بالسقوط حين تنقسم الأمة إلى فئة قليلة مترفة ، وكثرة فقيرة معدمة ، وحين يصبح المال والثروة حكراً على قلة تتداول بين الأغنياء ، بينما يتضور الكثرة من الجوع والفاقة ، وهناك معادلة خبيثة معروفة ، حيث يقود الترف إلى السلطة ، أو تقود السلطة صاحبها إلى الترف .
    فهنا يختل العدل ويحق الدمار (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)( سورة الإسراءآية-16).
    إن الترف ممارسة مدمرة ، سواءً للجماعة كلها التي تسكت على ذلك وتغض الطرف ، أو تغلو في إنهزاميتها ، فتتملق وتتقرب وتداهن المترفين الذين يعمى الثراء الفاحش بصائرهم ، ويطمس على أرواحهم ، ويسحق كل أساس أخلاقى أصيل في نفوسهم ويحجب عنهم ـ كل رؤية حقيقة لدور الإنسان في الدنيا ، وموقفه من الكون . . . ) .وهكذا يكون المؤرخ الفليسوف الذى يبحث عن الخبر الجاد والمبتكر ثم يحلله ليعطينا العبرة والعظة
    إلى اللقاء لتكملة الحديث عن سقوط الحضارات
    سبق الحديث عن اسباب الظلم من المجال السياسي والاقتصادى واليوم نكمل بقية الكلام عن الفساد وهوالفساد الاجتماعى
    ويتمثل في الخراب وفساد العلاقات بين الناس والسقوط الأخلاقى ، والجرى وراء الشهوات والملذات الحسية ، وحب الذات والأنانية ، ومعلوم أن كل حضارة تسقط يسبقها عادة سقوط أخلاقى : يقول غوستاف لوبون : (ونحن إذا ما بحثنا في الأسباب التي أدت بالتتابع إلى إنهيار الأمم ، وهى التي حفظ لنا التاريخ خبرها كالفرس والرومان وغيرهم ، وجدنا إن العامل الأساسى في سقوطها هو تغير مزاجها النفسى تغيراً نشأ عن إنحطاط أخلاقها ، ولست أرى أمة واحدة زالت بفعل إنحطاط ذكائها ؟! ووجه الإنحلال واحد في جميع الحضارات الغابرة ، وهو من التشابه حتي يمكن القول أن كون التاريخ صفحة واحدة ، وإن إشتمل على عدة مجلدات ) .
    ومن الفساد الإجتماعى فقدان التوازن بين متطلبات الإنسان الروحية والجسدية فإن ذلك يؤدى عادة إلى التفكك والإنحلال . وهذا ما يعرض الجماعة والحضارة إلى نكسة قاسية ، يقول أحد الكتاب : ( أن القرآن الكريم يرسم خطاً جديداً في تصويره للعلاقة بين الإنسان والعالم ، خطاً يقوم على الوئام ، والإنسجام ، والتكامل ، والوفاق والتجانس ، والإلتحام بين الروح والمادة ، بين العقل والقلب ، بين الأرض والسماء ، بين الجبرية والقدرية ، بين الفعل والتأمل ، بين الغريزة والوجدان . . . فما دام الإنسان مزيجاً معقداً فذاً بين الروح والجسد ، فإن تلائم وتوافق هذين الجانبين هو الوضع الطبيعى الذي يتمكن الإنسان من بذل الحد الأقصى لطاقاته وقدراته ، وبالتالى تسير العجلة الحضارية بسرعة أكبر وإنجاز أبدع . . . ).
    تمزق الأمة وإنهيار وحدتها : كثير من الأمم والحضارات التي سقطت ، سبق سقوطها تمزق في الأمة من الداخل ، وفقدان لوحدتها ، ولعل أقرب مثل اللأذهان ما أصاب المسلمين في الأندلس حين فقدوا وحدتهم ، فضاعت دولتهم ، وقام بدلاً عنها دويلات صغيرة ، راحت تستعين بالعدو لمحاربة الأخ . والله تعالى يحذر من هذا فيقول (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) الأنعام الآية (159). ويقول : (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)الأنفال الآية( 46).
    فوحدة الأمة هدف يتمسك به الفرد وتلتزمه الدولة ، وهو دعامة لبقاء الحضارة ونجاة الأمة ، ومتى ضاع فهيهات أن يسترد ، أو يعوض عنه بشئ آخر .
    وعلينا اليوم أن نقلب النظر في تاريخ أمتنا لنعرف كيف تقدمت ، وماذا لزمها للحصول على ( القيادة ) وماذا أرتكبت من أخطاء حتى فقدت مكانتها ، وتنازلت عن قيادتها ، أو أكرهت على ذلك . علينا أن نبحث بجد وإخلاص ، بعيداً عن العواطف ، والتغنى بالأمجاد ، لنحدد مكاننا ومكانتنا في هذا العالم وموقفنا فيه ومنه .هذا هو دور المؤرخ الفيسلوف


    hgtvr fdk hglcvo ,hglcvo hgtdgs,t - frgl hg];j,v tjpn .yv,j

    التعديل الأخير تم بواسطة د ايمن زغروت ; 19-04-2021 الساعة 11:53 PM

  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    [align=right]بارك الله فيكم سيدي الوالد العزيز و نفع بعلمك.
    حقا ما احوجنا الى عدم قراءة التاريخ بصورة سطحية و ان نعي ما وراء احداثه و نتأمل ما خلف دوافع شخصياته لان القلوب تتشابه و الاحداث تتكرر عبر تاريخ البشر.[/align]

  3. #3
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    14-05-2018
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    3

    افتراضي

    بارك الله فيكم فضيلة الدكتور والوالد الكريم
    ولأهمية التاريخ في وعي الأمم والأفراد كان ثلث القرآن الكريم عبارة عن قصص وتاريخ
    وصدق الله إذ يقول { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

  4. #4
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    14-05-2018
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    3

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله , دكتور أيمن تقبل الله منك هذا الجهد الكريم
    دكتورنا الكريم لي سؤال عن نسب عائلتي منذ يوم 14 / 5 / 2018 ولم أحصل على إجابة
    ولا أعلم هل سألت بطريقة صحيحة أم لا

  5. #5

    افتراضي الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم : أ.د فتحي زغروت

    الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف
    بقلم : أ.د فتحي زغروت
    .

    .
    سبق الحديث عن اسباب الظلم من المجال السياسي والاقتصادى واليوم نكمل بقية الكلام عن الفساد وهو الفساد الاجتماعي.
    .
    ويتمثل في الخراب وفساد العلاقات بين الناس والسقوط الأخلاقى ، والجرى وراء الشهوات والملذات الحسية ، وحب الذات والأنانية ، ومعلوم أن كل حضارة تسقط يسبقها عادة سقوط أخلاقى.
    .
    يقول غوستاف لوبون : (ونحن إذا ما بحثنا في الأسباب التي أدت بالتتابع إلى إنهيار الأمم ، وهى التي حفظ لنا التاريخ خبرها كالفرس والرومان وغيرهم ، وجدنا إن العامل الأساسى في سقوطها هو تغير مزاجها النفسى تغيراً نشأ عن إنحطاط أخلاقها ، ولست أرى أمة واحدة زالت بفعل إنحطاط ذكائها ؟! ووجه الإنحلال واحد في جميع الحضارات الغابرة ، وهو من التشابه حتي يمكن القول أن كون التاريخ صفحة واحدة ، وإن إشتمل على عدة مجلدات ) .
    .
    ومن الفساد الإجتماعى فقدان التوازن بين متطلبات الإنسان الروحية والجسدية فإن ذلك يؤدى عادة إلى التفكك والإنحلال . وهذا ما يعرض الجماعة والحضارة إلى نكسة قاسية ،
    يقول أحد الكتاب : ( أن القرآن الكريم يرسم خطاً جديداً في تصويره للعلاقة بين الإنسان والعالم ، خطاً يقوم على الوئام ، والإنسجام ، والتكامل ، والوفاق والتجانس ، والإلتحام بين الروح والمادة ، بين العقل والقلب ، بين الأرض والسماء ، بين الجبرية والقدرية ، بين الفعل والتأمل ، بين الغريزة والوجدان . . . فما دام الإنسان مزيجاً معقداً فذاً بين الروح والجسد ، فإن تلائم وتوافق هذين الجانبين هو الوضع الطبيعى الذي يتمكن الإنسان من بذل الحد الأقصى لطاقاته وقدراته ، وبالتالى تسير العجلة الحضارية بسرعة أكبر وإنجاز أبدع . . . ).
    .
    تمزق الأمة وإنهيار وحدتها :
    كثير من الأمم والحضارات التي سقطت ، سبق سقوطها تمزق في الأمة من الداخل ، وفقدان لوحدتها ، ولعل أقرب مثل اللأذهان ما أصاب المسلمين في الأندلس حين فقدوا وحدتهم ، فضاعت دولتهم ، وقام بدلاً عنها دويلات صغيرة ، راحت تستعين بالعدو لمحاربة الأخ .
    .
    والله تعالى يحذر من هذا فيقول (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) الأنعام الآية (159). ويقول : (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)الأنفال الآية( 46).
    .
    فوحدة الأمة هدف يتمسك به الفرد وتلتزمه الدولة ، وهو دعامة لبقاء الحضارة ونجاة الأمة ، ومتى ضاع فهيهات أن يسترد ، أو يعوض عنه بشئ آخر .
    .وعلينا اليوم أن نقلب النظر في تاريخ أمتنا لنعرف كيف تقدمت ، وماذا لزمها للحصول على ( القيادة ) وماذا أرتكبت من أخطاء حتى فقدت مكانتها ، وتنازلت عن قيادتها ، أو أكرهت على ذلك . علينا أن نبحث بجد وإخلاص ، بعيداً عن العواطف ، والتغنى بالأمجاد ، لنحدد مكاننا ومكانتنا في هذا العالم وموقفنا فيه ومنه .هذا هو دور المؤرخ الفيلسوف.
    التعديل الأخير تم بواسطة الارشيف ; 05-02-2020 الساعة 07:56 PM

  6. #6

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم : أ.د فتحي زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس فلسفة التاريخ و حركة التاريخ و تأريخ التاريخ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-02-2020, 07:56 PM
  2. الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس الفكر الاسلامي و الرد على الشبهات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-09-2018, 07:29 PM
  3. تفسير آية - بقلم: الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس التاريخ الوسيط
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-07-2018, 06:43 AM
  4. الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف (تكملة) - بقلم : د فتحي زغرووت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-07-2018, 05:16 AM
  5. الفرق بين المؤرخ والمؤرخ الفيلسوف - بقلم الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس فلسفة التاريخ و حركة التاريخ و تأريخ التاريخ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-07-2018, 05:26 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum