النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: باشوات وسوبر باشوات - بقلم الدكتور فتحى زغروت

باشوات وسوبر باشوات بقلم: الدكتور فتحى زغروت قال د. حسين مؤنس خلال 150 عاما من تاريخ مصر ( 1805 – 1952) حكم الباشوات بلادنا وملكوا كل شئ فيها :

  1. #1

    افتراضي باشوات وسوبر باشوات - بقلم الدكتور فتحى زغروت

    باشوات وسوبر باشوات
    بقلم: الدكتور فتحى زغروت

    قال د. حسين مؤنس خلال 150 عاما من تاريخ مصر ( 1805 – 1952) حكم الباشوات بلادنا وملكوا كل شئ فيها : السياسة والجاه وصدارة المجتمع والقصور والأموال والضياع , وفي يوليو 1952 انتزعت منهم الثورة السياسة وصدارة المجتمع ولكن : من الذي استولي على القصور والأموال والضياع ؟ السوبر باشوات : باشوات بلا ألقاب وأشراف بلا شرف وناس بلا إنسانية ومواطنون بلا وطنية.
    وقد قام الرجل بالتأريخ لمصر ابان تلك الفترة وتحدث عن ثورة يوليو 1952 التى انتزعت قيادة السياسة وصدارة المجتمع من الملك والباشوات والانجليز
    وتعد تلك الثورة اكبر حادث فى تاريخ مصر الحديث بعد ثورة 1919 وقد فتحت لمصر آفاق واسعة وقدمت رجالا هم نماذج للوطنية والصدق والايمان وخدمت مصر خدمات كبرى كان اجلاء الانجليز عن مصر فى مقدمتها
    ولكن لا شك أيضا في أن الظروف العسيرة التي أحاطت بالثورة – داخلا وخارجا – أتاحت الفرصة لجماعات من المغيرين الذين أنسلوا في الظلام واعتدوا وسرقوا ونهبوا فهناك أموال بلاد حدود كانت هنا قبل الثورة وهي ليست هنا الآن . وكل إنسان أدري بما فعل .
    ويتطلب الحديث هنا ان نتحدث عن مصر قبل ثورة يوليو 1952 كان في مصر عالم قائم بذاته محوط بأسلاك شائكة عالية ومحرم على غير أهله يسمي عالم الباشوات .. وكان الذين يعيشون في ذلك العالم المرهوب يتراءون لنا – نحن المحرومين خارج السوار – وكأنهم ديكة رومية أو طواويس : بذلات سوداء رسمية أنيقة طويلة الذيول .. وطرابيش حمراء وطويلة كأنها التيجان ومشية أنيقة رشيقة وأبهة في موكب حافل من الخدم والحشم والسفرجية والاغوات .. وسعادات الباشوات يعيشون في عالمهم هذا بعيدا جدا عن عالم الرعاه يأكلون أكل باشوات . ويشربون شرب باشوات .. ويتكلمون أيضا كلام باشوات
    وكان يميز الباشوات عن غيرهم من عباد الله المساكين أشياء كثيرة جدا ولكن أهمها أربعة : اللقب طبعا وهو نعمة من الله تهبط على السعداء ويتناولونها من يد حضرة صاحب الجلالة بتوصية وتزكية من فخامة المندوب السامي أحيانا .. وأحيانا أخري بدون توصية أو تكية وأحيانا ثالثة برشوة محترمة - أو غير محترمة – تقدم إلى صاحب الجلالة بواسطة أحد من أفراد حاشيته بعد أن يقتطع لنفسه منها ما تيسر بإذن من صاحب الجلالة أو بغير إذنه .. والميزة الكبري الثانية هي القصر أو السراي أو الفيلا لأن الإنسان الذي يسكن في شقة كان لا يمكن أن يصير باشا أبدأ.. ولابد للباشا – ثالثا – من السيارة والسائق .. لأن الباشوات لا يركبون الترام .. ورابعا العزبة أو الأبعادية .. إذ لا يمكن أن تتم الباشوية إلا بالعزبة . وسعادة الباشا رايح العزبة .. وجاي من العزبة ..
    والغالبية العظمي من الباشوات كانوا وزراء لأن الباشوية تأتي فى العادة مع الوزارة ولم تأت بمفردها إلا لنفر قليل جدا من العباقرة من أمثال مصطفى كامل باشا وطلعت حرب باشا وأحمد عبود باشا . كانت هذه الرتبة من الباشوية من استامبول ... أى أن اللقب أتاه من يد السلطان ... وإلى أواخر أيام إسماعيل باشا كان كل باشوات مصر يصنعون فى استامبول .. أما الباشوات صناعة مصرية محلية فقد بدأ إنتاجهم على يد الخديوي إسماعيل دفع 10 ملايين جنيه للسلطان وحصل على ترخيص إنشاء مصنع باشوات في مصر وكسب من وراء المصنع بعد ذلك مائة مليون وكان الحصول على الباشوية بالفلوس تقليدا مألوفا وسعرها كان أحيانا معروفا وكذلك كان وسطاؤها وسماسرتها أشبه بأصحاب توكيلات رسمية معروفة عند طلاب الباشوية وجامعي التحف والانتيكات ..
    الى القاء للتكملة فى الحلقة القادمة
    من كتاب باشوات وسوبر باشوات لحسين مؤنس (بتصرف) يتبع أدناه ...


    fha,hj ,s,fv - frgl hg];j,v tjpn .yv,j

    التعديل الأخير تم بواسطة د ايمن زغروت ; 07-02-2020 الساعة 03:52 PM

  2. #2
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    نكأت الجراح .. سامحك الله ورعاك
    لكن ما دعانا للسماح هو أنك " الفدائي " الذي فتح هذا الملف الشائك الذي لم يجرؤ على فتحه أحد " حسب علمنا " !
    وما نود إضافته لإثراء معرفة القراء الكرام هو أن هذه المعلومات مكررة في كل قطر عربي وإن اختلفت الألقاب والمسميات لكنها موجودة .. والآن تعاني الأقطار العربية من تغول أبناء وأحفاد الموصوفين هؤلاء وتعتبر أن ماضي الأجداد هو ميراث حق لهم ويتوجب على الشعوب التسليم به دونما اعتراض !!!
    سنبقى نتابع جواهركم " المنتقاة " ... واللهم لا حسد !
    زادكم الله حلما وعلماً

  3. #3

    افتراضي باشوات وسوبر باشوات (تكملة )- بقلم :الدكتور فتحى زغروت

    تحدثنا فى الحلقة السابقة عن الباشوات وكيف كانت تصنع تلك الرتبة وتأتى الى الباشا بعد دفع مبلغ كبير ثم تحول مصدر اصدار الباشوية الى مصر فى عصر الخديوي إسماعيل وقد زاحموا الحياة انذاك وعندما تستعرض أسماء الباشوات تتعجب من أن بعضهم كان لا يخرج من وزارة إلا ودخل وزارة أخرى.. كأن حكومة مصر لا تصلح أبدأ ولا تجوز إلا إذا كان معاليه فيها..
    وصاحب الرقم القياسي في هذا هو حسين فخري باشا الذي تولي الوزارة 26 مرة ... ويليه حسين سري باشا الذي تولاها 25 مرة .. ثم علي ماهر باشا 23 مرة .. وإسماعيل صدقي باشا 19 مرة .. ومحمود فهمي النقراشي باشا 18 مرة .. وعثمان محرم باشا 14 مرة ... ومصطفى النحاس باشا 17 مرة .. هذا غير الرياسات والألقاب من صاحب المعالي إلى صاحب الدولة إلى صاحب المقام الرفيع ..
    وكان المفروض أن كل الباشوات أغنياء ... ولكن واقع الحال ودفاتر البنوك تقول إن عشرات الباشوات كانوا أفقر من الأفنديات وبعضهم كان كل ما عندهم مرهونا حتي السيارة.. وفي أكثر من مرة أدخلوا رجلا الوزارة حتي يستطيع " المسكين " أن يسدد ديونه ويصلح أحواله ويجهز بناته لأن الباشوات في جملتهم كانوا عقلاء مدبرين . ولكن الست هانم حرم سعادة الباشا كانت دائما مسرفة تنفق من غير حساب ...
    وقد حكي الصحفي الكبير محمد التابعي فى احد كتبه حكاية رجل حفي بين القصر ودار المندوب السامي حتي حصل على الوزارة والباشوية وكان فقيرا معدما أعطوه الوزارة وكأنها صدقة فما سمعت امرأته الخبر حتى أنفقت باسم معالي الوزير فوق العشرة آلاف في أسبوع واحد. استأجرت قصرا وفرشته وتصيغت هي وبناتها وأكثرت الخدم والحشم واشترت أغلي ما في المحلات من الثياب كل ذلك بالدين . وعندما علم رئيس الوزراء بالخبر قرر إقالة ذلك الوزير الذي جلبت امرأته على الوزارة فضيحة ولكن دار المندوب السامي تدخلت وبقي الرجل . واضطروا إلى إدخاله الوزارات بعد ذلك خمس مرات متوالية حتي سدد ديونه وانستر بين الناس . وهذا الرجل أدي للإنجليز خدمات تفوق ما أداه لهم المندوب السامي .
    فما من مرة أرادوا تدبير مكيدة للحركة الوطنية إلا عهدوا إليه بها , واشتهر أمره بأنه سياسي داهية عظيم.. أما الداهية حقا فكانت الست هانم حرمه فقد كانت تقيم الحفلات وتنفق المئات ولا أحد يدري من كان يسدد الحساب والمهم أنه كان يسدد.
    ومعالي الباشا الوزير كان فقيرا ولكن الست هانم كانت غنية وكانت قبل الوزارة قبيحة نحيلة فأصبحت بعد الوزارة جميلة سمينة .وابنتها قدرية هانم سمنت هي الأخرى وأصبحت جميلة وزوجها وكان محاميا " كحيانا" أصبح شخصية لها وزنها " بالذهب ودخل مجلس النواب وخرج من مجلس النواب وعاد إليه وتحول إلى سمسار وظائف وقضاء حاجات وسكن مع زوجته في فيلا عظيمة في حلمية الزيتون . وأصبح له ولزوجته صيت كالطبل.
    وكنا جميعا لا نحب الباشوات أو عالمهم لأننا كنا نراهم سببا من أكبر أسباب متاعبنا مع الانجليز والحق أنه ليستوقف النظر كيف أن الباشوات ما عدا باشوات الوفد وعددا قليلا من الباشوات الآخرين كانوا يرون أنفسهم حلفاء للسراي والانجليز وأتباعا لهم وبعضهم كان يعيش كأنه موظف في السفارة البريطانية يتلقي كل تعليماته من موظف صغير في السفارة البريطانية يسمي السكرتير الشرقي
    الى اللقاء فى الحلقة القادمة لتكملة
    من كتاب باشوات وسوبر باشوات لحسين مؤنس (بتصرف)

  4. #4
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    كان الله في عون الشعب الذي صبر .. وما زال !
    والحال هو الحال الموصوف في كل ديار العروبة !!!
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  5. #5

    افتراضي باشوات وسوبر باشوات(تكملة) - بقلم :الدكتور فتحى زغروت

    عرفنا فى الحلقة السابقة كيف ان الباشوات كانوا فقراء ودخلوا الوزارة طلبا للغنى وكان هؤلاء الباشوات دمى فى ايدى الانجليز يسارعون بتلبية مطالبهم وكان حزب الوفد مطرودا من الحكم والبرلمان كان معطلا وعلى رأس الوزارة رجل من أكبر باشوات القصر وباشوات الاستعمار هو أحمد زيور باشا . كان بعيدا جدا عن مصر والمصريين حتي يقال أنه كان لا يحسن الكلام بالعربية وقد سلم للإنجليز كل ما طلبوه بعد مقتل السردارمن بين ذلك التخلي الفعلي عن السودان لبريطانيا ,وهذا الرجل هو الذي وافق على تسليم واحة جغبوب للإيطاليين فتنازل بذلك عن قطعة من أرض مصر . وقد كتب الأستاذ – محسن محمد في ذلك كتابا هاما ينبغي أن يقرأ .. وكتب كذلك كتابا جميلا عن اللورد جورج لويد في مصر عنوانه : الشيطان .
    والملك فؤاد كان رجلا طماعا لا تعمر قلبه ذرة من حب حقيقي لمصر ولا هو كان يفكر في أمر رفاهية شعبها وقد استعان في عمله بباشوات السراي وبخاصة من كانوا يتولون رياسة الديوان الملكي منهم من أمثال حسن نشأت ومحمد توفيق نسيم وأحمد محمد حسنين وحافظ عفيفي وأظن أن هؤلاء كانوا أبغض الباشوات إلى المصريين لأنهم كانوا خصوما لهذا الشعب حقا.وكان عداؤهم يتجه دائما نحو الوفد فهو يكرههم وهم يكرهونه .
    والفترة قبل 1805 كانت عصر بكوات المماليك وهم عصابات من أسوأ من عرفت مصر من الحكام ... القواعد الأساسية للعمل السياسي في عصرهم كانت الجشع والطمع والخيانة والجهل والقسوة والغرور .
    ومحمد على باشا لم يكن تركيا بل كان أرناءوطيا .. والأرناءوط كانوا فرعا من الألبان . ولكنه كان فرعا صغيرا من أهل الوادي لم يكن لهم قدر كبير عند الألبان وكان المفروض أن الألبان جميعا أتراك ولكن الأرناءوط وحدهم كانوا يتمسكون بأنهم أتراك كانت هذه عقدة نقص فيهم ..وعقد النقص هذه جعلت محمد على يتمسك بأنه تركي ولم يذكر إلا في النادر نصفه الثاني وهو النصف المصري وهنا كانت مأساته ومأساة أهل بيته فهم كانوا أتراكا أدعياء ومصريين بالانتساب . ومن سوء حظهم أنهم لم يخلصوا لصفتهم المصرية أبدا ومحمد على حارب الأتراك بالمصريين والأتراك لعنوه واستعانوا عليه بالانجليز وحطموه وبعد أن حطموه جعلوه واليا علي مصر وتوابعها فقط كما بدأ .. اعترفوا بتركيته ولكنه هو وأولاده لم يصبحوا أتراكا خالصين أبدأ لأن أسرة محمد على كانت تنقصها أشياء كثيرة منها الصدق والإخلاص والولاء وأما المصريون فلم يفهمهم محمد على وأولاده قط ولم يتعاونوا معهم على بناء الوطن المصري الحديث وكان على المصريين أن يبنوا وطنهم كانت الولاية والأموال أهم الاشياء عند محمد على وأولاده دائما من مصر والمصريين وقد استعانوا عليهم بالأجانب جميعا ثم بالانجليز وأخيرا – وعندما يئس المصريون من جعل أسرة محمد علي مصرية – عزلوا آخر رجالها وهو فاروق أحمد فؤاد في 26 يوليو 1952 ثم أعلنوا الجمهورية وحكموا أنفسهم كما كان ينبغي من 1805 .
    الى اللقاء فى الحلقة القادمة للتكملة
    من كتاب باشوات وسوبر باشوات لحسين مؤنس (بتصرف)

  6. #6

    افتراضي باشوات وسوبر باشوات(تكملة) - بقلم: الدكتور فتحى زغروت

    عرفنا فيما سبق كراهية المصريين لامتلاك الارض مم دفع الباشوات ان يستحوذوا عليها وسبب كراهية المصريين لامتلاك الارض يرجع الى كونهم كانوا فقراء والأرض تحتاج إلى مال لإصلاحها وريها وزرعها والعناية بأمرها , ثم إن العوائد التي كانت مقدرة على الأراضي كانت عالية لا يستطيع الفلاح الفقير دفعها فكان يترك الأرض ويهرب منها وكانت عوائد الأرض أي ضرائبها بيد جماعات من لصوص الإدارة وكانوا قساة جفاة بلا ضمير أو إنسانية وكانوا لا يتورعون عن إلحاق أشد الأذى بصاحب الأرض الذي لا يؤدي لهم وإلى جانب العوائد المقررة إتاوات وغرامات تذهب إلى جيوبهم ومن هنا فإنه لم يكن يستطيع التعامل معهم إلا القوي العنيد العديم الأخلاق .
    ومن هنا فضل الفلاحون المصريون التخلي عن الأرض بل الهروب من ملكيتها تخلصا من التعاون مع أولئك اللصوص وعلى باشا مبارك نفسه يحكي في ترجمة حياته : أن أسرته هاجرت من قريتها لأن الحكومة " رمت عليهم " أرضا وطالبتهم بعوائدها فتركوا القرية وهربوا وفي هذه الحالة كان الباشوات الأغنياء يتقدمون ويستولون على الأرض .
    وحوالي 1858م اصدر سعيد باشا لائحة تعطي واضع اليد على أي أرض حق تملكها بشرط أن يدفع المال المقدر عليها وقد احتفظ الخديوي في هذه اللائحة بالحق في استرداد هذه الأراضي عندما يشاء ومن هنا حرص أصحاب الأراضي على أن يكونوا على علاقات طيبة مع الأسرة الحاكمة حتي لا تصادر أراضيهم ومن ذلك الحين أصبح الخضوع المطلق للخديوي شرطا من شروط الباشوية وملكية أراضيهم وهذا هو الأساس البعيد الذي قام عليه جاه باشوات السراي وهم في نفس الوقت باشوات الانجليز .
    وهذا الطراز من الباشوات كانوا دائما لعبة السراي والانجليز ومنهم تكونت كل الأحزاب المناهضة للوفد والحركة القومية: الأحرار الدستوريون وحزب الاتحاد وحزب الشعب ولابد من الحذر من التعميمات هنا فإن الكثيرين من رجال حزب الأحرار الدستوريين لم يكونوا قط من باشوات السراي أو الانجليز إنما كانوا رجالا أحرار لم يشاءوا أن يندرجوا في زحمة الوفديين إما بسبب استغلال الشخصية , ما نري عند عدلي باشا يكن وعبد الخالق ثروت باشا وعبد العزيز فهمي باشا وعبد الحميد بدوي باشا ،وإما نفورا مما كانوا يسمونه ديماجوجية الوفد ومن هؤلاء أهل علم وفضل وأدب كثيرون .
    وفي القرن الماضي اتجه باشوات السراي على اغتصاب الأراضي وتوسعوا في ذلك وقد اشتهر من بين هؤلاء شاهين باشا الذي كثرت الشكوي من تعديه على أراضي الفلاحين فكان يتغصب المائة فدان والمائتين دون أن يبالي وكان لهذا الرجل أساليب شريرة في التخلص من أداء " الميري " أي الضرائب وكان جرئيا وقحا لا يستحي من أن يقول : إن كانوا يقولون إني " حرامي " فهم " حرامية" أكثر وليس عيبا أن يسرق الحرامي حراميا آخر
    الى اللقاء فى الحلقة القادمة للتكملة
    من كتاب باشوات وسوبر باشوات لحسين مؤنس (بتصرف)

  7. #7

    افتراضي خرج الباشوات ودخل السوبر باشوات(تكملة)- بقلم: الدكتور فتحى زغروت

    عرفنا فى الحلقات السابقة كيف كان ظلم المصريين على جميع المستويات وان الخير فيها كان يحصدها اولئك الباشوات غير عابئ بالشعب ولا مدركا بآماله وآلامه حتى قامت ثورة يوليو 1952 فانتهي عصر من تاريخ مصر والعالم كله عصر انتهي ... وبدأ عصرأخر ... وسوف ابدأ الحديث عن الذين ورثوا الباشوات .. في العصر الجديد في الوريقات القادمة.. ولكننا الان نقول هنا إن رجال الثورة حلوا في القيادة محل الملكية والانجليز والخواجات ورؤساء جماعات الباشوات .
    ولكن الباشوات ويتبعهم الباكوات كانوا يشغلون مساحات ضخمة من حياة مصر .. وقد سدت قيادة الثورة فراغ القيادة .. ولكن بقيت مساحات شاسعة وأموال ضخمة بلا شاغل أو مالك ..
    هنا دخل واحتل وتربع وتملك طراز جديد من الناس. هو طراز السوبر باشوات فمن هم يا تري أولئك الغزاة ..؟
    وقد حاول الباشوات خلال الشهور الأولي للثورة أن يحتفظوا بجزء من الأرض التي كانوا يقفون عليها .. ومصطفى النحاس وعلي ماهر – أكبر باشوات ذلك العصر – وكلاهما كان صاحب مقام رفيع حاولا – كلا على طريقته وأسلوبه – أن يعيشا مع الثورة . ومصطفى النحاس كان أوضح وأسلم نية .. فقد كان يري نفسه ممثل الشعب لأنه رئيس الوفد .. وهؤلاء لا الشباب الذين قاموا بالثورة ينبغي أن يعملوا معه ويساعدوه على التخلص من معارضيه ومنافسيه – وهم رجال الملك والانجليز وفي رأيه وأن ينصروا الشعب وحكومة الشعب ويؤيدوا الوفد وكانت تلك هي خلاصة أحاديثه مع علي ماهر ومحمد نجيب عندما عاد من أوربا مسرعا عقب قيام الثورة ليتسلم الحكم أو ليشترك مع أولئك الشبان الوطنيين الصادقين الذين سيطروا على الموقف السياسي عقب قيام الثورة .
    والذي غاب عن مصطفى النحاس أنه هو وحزبه قد كانوا أصبحوا من زمن طويل جزءا من النظام الملكي كان يوصف بأنه فاسد وصاروا قوة سياسية متعاونة تعاونا فعليا مع الانجليز المحتلين وإذا كان لابد أن يزول الاحتلال ويزول الحكم الملكي الفاسد .. فلابد أن يزول في نفس الوقت حكم الباشوات وأحزابهم كلها وفي مقدمتها حزب الوفد نفسه وعلى رأسه صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا .
    والذي غاب أيضا عن مصطفى النحاس وبقية الباشوات أن بعض هؤلاء الشبان الذين قاموا بالثورة أو تزعموها على الأقل لم تكن لديهم فكرة واضحة عما حدث .. و هم تبينوا أهميته إلى ضحي 23 يوليو 1952 أي عندما اتضح أن الحركة انتصرت بأكثر مما كانوا يتصورون وأن الشعب الظامئ إلى العدالة والإصلاح يقف إلى جوارها .. ويعمل على أن يجعل منها ثورة لا مجرد حركة عصيان داخل الجيش هدفها إصلاح أحوال الجيش كما تحدثنا سابقا فقط تبين لهم أن المنتصرين من أولئك الثوار هم سادة العصر الجديد وأصحاب السلطان فيه وأن الانجليز الذين كانوا يبدون في نظر الباشوات والسراي قوة هائلة ظهروا بحجمهم الحقيقي قوة ثانوية إلى جانب الأمريكيين. وهم القوة الأجنبية الجديدة التي بدأت ترث الاستعمار من ممثليه القدامي في الشرق الأوسط وكانت أول خطواتهم في ذلك السبيل كيف يتصرفون مع الحركة المصرية الوليدة التى تجمع حولها الشعب المصرى واحتضانها بكل قوة.
    الى اللقاء فى الحلقة القادمة للتكملة
    من كتاب باشوات وسوبر باشوات لحسين مؤنس (بتصرف)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. باشوات وسوبر باشوات(تكملة) - بقلم: الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-08-2018, 05:52 AM
  2. باشوات وسوبر باشوات(تكملة) - بقلم :الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-07-2018, 05:19 AM
  3. باشوات وسوبر باشوات (تكملة )- بقلم :الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-07-2018, 06:17 AM
  4. باشوات وسوبر باشوات-بقلم: الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس الفكر الاسلامي و الرد على الشبهات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-07-2018, 06:24 AM
  5. باشوات وسوبر باشوات - بقلم :الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-07-2018, 10:19 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum