جنة الفردوس للكافر...!!!

جنة الفردوس للكافر...!!!

تحتوي لغتنا العربية على العديد من الألفاظ و منها ما تكون ألفاظ متفقة مختلفة المعنى و هذا ما يسمى في اللغة (المشترك اللفظي) و لا يكون وجوده في اللغة عبثاً بل يبقى إمكانية للتعبير عن موضوعات لا يصلح لها سوى المشترك اللفظي و كثير من الناس ما يغفلون عن ذلك و تكون بعض من آيات القرآن الكريم و الجمل و أبيات الشعر عندهم غير واضح معناها و قد يخلطون الحابل بالنابل لعدم معرفتهم بتلك الخاصية التي تميزت بها لغتنا العربية دون غيرها مما يظن بأن الكلمة يراد بها المعنى الفلاني غير أن المعنى المراد قد يختلف عما يظنه القارئ العادي.

و لذلك لابد أن نوضح لحضراتكم مثال لكلمة وردت في القرآن الكريم بالتحديد في سورة الحديد و في بعض أشعار العرب و قليل من الناس هم على درايه بمعناها.


قال الله تعالى: «كمثل غيث أعجب الكفار نباته»

و قيل في شعرٍ: و كافر مات على كفره *** و جنة الفردوس للكافر


فما معنى الآية و من هم الكفار!!

و كيف تكون الجنة للكافر و هل جنة الفردوس هي فعلا للكافر؟!!



من خلال ما أورده الشيخ أبو المنذر سلمة بن مسلم الأزدي العوتبي الصحاري رحمه الله في كتابه معجم الإبانة

فسر الكفّار جمع كافر، و هو الزارع، لأن الزارع إذا ألقي البذر في الأرض فقد كفره، أي: غطاه.

ويشرح الشيخ العُوتَبي رحمه الله البيت الشعري

بقوله: يريد بالكافر: اللابس للسلاح في سبيل الله، يقال: كفر درعه: إذا لبسها، و يقال واد كافر: إذا غطى ما على جوانبه، و منه سمىّ الكافر، لأنه يستر الحق، و يقال: كأنه الغطاء على قلبه، و الليل كافر أيضا، لأنه يغطي النهار، و مغيب الشمس: كافر الشمس.

إذا هنا هل الكفار كما وردت في الآية الكريمة و كلمة الكافر التي وردت في البيت تعني الكلمة التي هي عكس كلمة المسلم؟!!


هناك أيضا الكثير من الألفاظ في ثنايا كتب اللغة و هي تكون متفقة اللفظ و بالمعاني مختلفة كما بينت سابقا و من هذه الألفاظ لفظ (العين) فقد يرد لفظ (العين) في عدة سياقات غير أن المعنى قد يختلف بإختلاف سياق الجملة و من الأمثلة على ذلك:


العين: هي الناظرة لكل ذي بصر.

العين: من السحاب ما أقبل.

العين: الجارية من عيون الماء. و كذلك عين الركية.

العين: المطر.

العين: المال العتيد الحاضر.

العين: الدينار.

العين: المثل في الميزان، تقول: أصلح عين ميزانك.

العين: بمعنى الحفظ. تقول: أجعل هذا بعينك، أي بهمك و حفظك.

عين القوم: شريفهم، تقول: هؤلاء أعيان قومهم، أي: أشرافهم.

العين: بمعنى العقوبة، تقول: أصابته عين من عيون الله. أي: عقوبته.

العين: حقيقة الشئ.
.................................................. ......................


نرجو من الله أن نكون قد وفقنا في تبيان ما أشكل على القارئ فهمه حول خاصية المشترك اللفظي في اللغة العربية...


هذا و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه الأخيار،

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس لغتنا الجميلة

---

[km hgtv],s gg;htv>>>!!!

بيانات جميلة .. من يد ماجدة نبيلة !
زادك الله علما ومعرفة

بارك الله فيك و أحسن إليك سيدي الدويري،