الله الله الله !
سددت .. ورميت .. فأصبت !
لله در الكاتب .. وجزاك الله خيراً " أم علي " على ما اخترتيه فكان كاللؤلؤة " الدانة " !
المصيبة التي يقترفها الآباء هي ناتجة عن زيادة في الحرص مع سيل من محبة وحنان لمن وصفهم المقال .. والهدف من ذلك هو الحماية والمساعدة التي يراها الآباء في مصلحة أبنائهم ! ومحصلتها كما صدق الكاتب بوصفها ...!
وهذا المقال الجميل ذكرنا برواية مرّت علينا ربما تتواءم مع المقال .. وهي ناتجة عن حسن نيّة بقصد المساعدة لكائن ضعيف من كائنات جميلة خلقها الله سبحانه وتعالى .. والرواية تقول :
ذات يوم عثر رجل على شرنقة فراشة .. وبدأت الشرنقة تتفتح من أحد أطرافها .. جلس الرجل يرقب الفراشة التي كانت تحاول بكل جهد إخراج جسدها من ذلك الثقب الصغير .. واستمرت في ذلك لساعات إلى أن توقفت عن المحاولة !!!
أراد الرجل أن يساعدها على الخروج من الشرنقة .. وأحضر مقصاً وقصّ الجزء المتبقي من الشرنقة المحيطة بالفراشة ! فخرجت الفراشة من الشرنقة بسهولة , ولكن كان لها جسد منتفخ وأجنحة ضعيفة !!!
استمر الرجل في مراقبة الفراشة لأيام , وكان يتوقع أن تفتح أجنحتها في أي لحظة .. ولكن لم يحدث شيء , وأمضت تلك الفراشة بقية حياتها وهي تزحف بذلك الجسد المنتفخ بالسوائل والأجنحة الهشة المتكسرة , ولم يكن بإمكانها أن تطير قط !
ذلك لأن الرجل لطيبته واستعجاله الأمور لم يدرك أن تلك الشرنقة كانت تعصر السائل الزائد من جسم الفراشة " وهو بحكمة من الله " وأن جهد الفراشة في الخروج من تلك الشرنقة يقوي عضلاتها لكي تكون قادرة على الطيران بعد تحررها ...!
أحياناً تكون الابتلاءات والألم هي الشيء الضروري لحياة الأبناء .. لتعلّم الدروس والحكمة ويزداد إيمانهم وتُصقل شخصيتهم ..
فلو قدّر الله عبور حياتنا دون ابتلاء وصعاب لما كنا أقوياء كما يمكننا أن نكون , أما الحكمة فهي أن ما يحتاجه المرء في حياته هو الكفاح ..
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشدّ بلاء ؟ قال : ( ألأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ) صلوات ربي وسلامه على الحبيب المصطفى ..
يبتليك ... ليصطفيك ... وتتألّم ... لتتعلّم
ضع أملك دوماً في الله ...
واصبر حتى يأذن الله لك بالخروج من الشرنقة !!!
*******
مواقع النشر (المفضلة)