صنهاجة في الصحراء الكبري


تتنتمي لصنهاجة جمع كبير من قبائل الزوايا في الصحراء الكبري . هاذه القبيلة الكريمة التي اسست دولة المرابطين و نشرت الاسلام في غرب افريقيا و هزمت قوي الكفر في الاندلس تحت راية الاسلام بقيادة المجاهد البطل يوسف بن تاشفين. و يوسف هذا من قبيلة لمتونة او إلمتن وهي اقوي قبائل صنهاجة و اشدهم في ساحة الحروب. و من صنهاجة گدالة او إگدالن ومسوفة او إمسوفن و جزولة او إگزولن و لمتة و كثير من القبائل إلا أننا نتحدث عن فرع الصحراء فقط.
لقد قام جدل كبير حول اصول قبائل صنهاجة العريقة لما لهاذه القبائل من وزن حضاري و سوسيولوجي و ديمغرافي كبير.
ولقد حسم كثير من مؤرخي العرب و نسابتهم أمر عروبة صنهاجة . ومن بين النسابة الذين قالوا بعروبة صنهاجة ابن الكلبي(110هج_204هج) والزبير بن بكار(172_256هجرية) والطبري(224هج_310هج) والهمداني(280_334هجري) و اليعقوبي (ت284) و ابن سلام (224هجري) و السمعاني( 506_562هجري) و الجرجاني(467)و ابن الاثير (555هجرية) وابن جزي الكلبي (721/757هجري) و ابن الخطيب(713_776هجرية) و الفيروزأبادي ( 729_817هجري).
لكن خرح من هاذا الاجماع المؤرخان الكبيران ابن حزم (384_456هجري) وابن خلدون الحضرمي(732_808هجرية) الذين صنفا صنهاجة في تعداد البربر استنادا لما قاله مؤرخي البربر و الذين اجمعوا بدورهم علي بربرية صنهاجة و كذالك كل مؤرخي الغرب اجمعوا علي ان صنهاجة امازيغ مستعربين.
و معلوم أن كلمة صنهاجة هي معربة من زناگة او إزناگن وهي اصح. وكانوا يتكلمون بلغة آزناگة التي مازالت موجودة في بعض قبائل الزوايا في منطقة الترارزة. واسماء المدن التاريخية هي بلغتهم .
تم تعريب صنهاجة مع دخول قبائل بني حسان المعقلية العربية في القرن الثامن هجري حيث دارت بينهم حروب من اشهرها حرب شر بوبا التي انتصر فيها بني حسان. بعد تاسيس الامارات الحسانية تخلي كثير من قبائل صنهاجة عن لغتهم و تبنوا لغة بني حسان . وشيئا فشيئا ذابت الثقافة الامازيغية من ربوع مورينانيا و بقت القبائل الصنهاجية موجودة لكن بثقافة عربية. لكن ما زالت في الصحراء الكبري قبائل الطوارق وهم صنهاجيون علي الثقافة الصنهاجية القديمة. و الطوارق لن يدعوا العروبة و لن تصيطر عليهم بني معقل .
ولعلهم عرب خرجوا من اليمن قبل الدعوة الاسلامية و دخلوا في قبائل الامازيغ و يايد ذالك انهم اهل بادية ونجعة و انعامهم اساسها تتكون من الإبل و يسكنون تحت الخيام وهاذه ليست عادة الامازيغ.
و يقال ان في اليمن قبيلة صنهاجة و ربما لفظها البربر بكلمة زناگة لأن البربر يقلبون في بعض الحالات الجيم الي جيم مصري و يقصرون الكلمة و خاصة عند لفظ الهاء لا يلفظونها وهناك دليل علي ذالك بين الطوارق فرقة منهم لاتلفظ الهاء في كثير من الكلمات الامازيغية بينما يلغظها الاخرون.

أما ما يأيد انهم أمازيغ لغتهم و عروش من أبناء عمومتهم في الشمال لن يدعوا العروبة و اسماء مدنهم .
والله تعالي اعلم بالصواب.
بقلم عبد الله عبد الرحمن من موريتانيا


wkih[m td hgwpvhx hg;fvd