النجوم رجوم للشياطين -الحلقة الثامنة-بقلم/ د. فتحى زغروت

النجوم رجوم للشياطين -الحلقة الثامنة-بقلم/ د. فتحى زغروت

جاء في سورة (المُلك 5 ) .. وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما للشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
يقول البيضاوي فى شرحة: لقد زيّنا السماء الدنيا - أقرب السماوات إلى الأرض - بمصابيح - بالكواكب المضيئة بالليل إضاءة السرج فيها، وجاءت الكلمة نكرة للتعظيم، ولا يمنع ذلك كون بعض الكواكب مركزة في سموات فوقها إذ التزيين بإظهارها فيها. وجعلناها رجوما للشياطين “وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم، والرجم “جمعه رَجَوم ، وهو مصدر سُمي ما يرجم به بانقضاض الشهب المسببة عنها، وقيل معناه وجعلناها رجوماً وظنونا لشياطين الإنس، وهم المنجمون
جاء في سورة (الصافات 6-10 ) .. إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الملأ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ
جاء في سورة (الحِجر 16-18 ) .. وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا للنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَاٍن رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ
البيضاوي يقول أيضا : وحفظناها من كل شيطان رجيم - فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس إلى أهلها ويتصرّف في أمرها ويطّلع على أحوالِها إلا من استرق السمع . و استراق السّمع اختلاسه سراً، شبه به خطفتهم اليسيرة من قُطّان (سكان) السموات لما بينهم من المناسبة في الجوهر، أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها. وعن ابن عباس: إنهم كانوا لا يُحجَبون من السماوات، فلما وُلد عيسى مُنعوا من ثلاث سمات. فلما وُلد محمد مُنعوا منها كلها بالشهب. ولا يقدح فيه تكونها قبل المولد لجواز أن يكون لها أسباب أخرى. وقيل الاستثناء منقطع، أي ولكن من استرق السمع "فأتبعه" فتبعه ولحقه "شهاب مبين" ظاهر للمبصرين. والشهاب شعلة نار ساطعة. وقد يطلق للكوكب والسنان لما فيهما من البريق
تعليق علمي :
كل كوكب هو عالم ضخم ، والكواكب هي ملايين العوالم الضخمة تسبح على أبعاد شاسعة في فضاء لا نهاية له ، فكيف نتصور الكواكب كالحجارة يمسك بها ملاك في حجم الإنسان ليضرب بها الشيطان منعا له من استماع أصوات سكان السماء؟
هل كل هذه الأجرام السماوية خُلقت لتكون ذخيرة أو عتاداً حربياً كالحجارة لرجم الشيطان حتى اشتهر اسمه بالشيطان الرجيم؟! وكيف يطرح الملائكة الكواكب؟ وكيف يُحفظ توازن الكون إذا سارت في غير فلكها؟
ويبدو من كلام هذا الطاعن انه يستخف بالقرآن الكريم وبمن انزله وعلى رسولنا الكريم فكيف لهذا العلمانى ان يدرك القرآن الكريم وان يدرك اسراره
ـــ والرد على هذه الشبة هو" إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الكَوَاكِبِ" أى زينا السماء القريبة منكم بالكواكب المنيرة المضيئة , التى تبدو وكأنها جواهر تتلألأ " وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ" أى وللحفظ من كل شيطان عاتِ متمرد , خارج عن طاعة الله قال قتادة : خلقت النجومُ لثلاث : رجوماً للشياطين , ونوراً يهتدى بها ، وزينةً للسماء الدنيا وقال أبو حيان: خصَّ السماء الدنيا بالذكر لأنها هى التى تُشاهد بالأبصار ، وفيها وحدها يكون الحفظ من الشياطين " لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الملأ الأَعْلَى" أى لا يقدرون أن يستمعوا إلى الملائكة الذين هم فى العالم العلوى , وقيل المعنى : لئلا يتسمعوا إلى الملأ الأعلى " وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ" أى ويُرجمون بالشهب من كل جهةِ يقصدون السماء منها "دحوراً" أى طرداً لهم عن السماع لأخبار السماء قال الطبرى : أى مطرودين ,من الدحر وهو الدفع والابعاد " وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ" أى ولهم فى الاخرة عذاب موصول لا ينقطع " إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ" أى إلا من اختلس شيئا مسارقةً " فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ" أى فلحقه شهاب مضئٌ , نافذ بضوئه وشعاعه فأحرقه قال المفسرون : قد يخطف الشيطان المارد خطفةً سريعة مما يدور فى الملأ الأعلى , فيتبعه شهابٌ يلاحقه فى هبوطه فيصيبه ويحرقه حرقاً قال القرطبى : وليست الشهب التى حركتها كما جاء فى سورة الحِجر " وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" أى جعلنا فى السماء منازل تسير فيها الأفلاك والكواكب " وَزَيَّنَّاهَا للنَّاظِرِينَ" أى زيناها بالنجوم ليُسر الناظر إليها " وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَاٍن رَجِيمٍ" أى حفظنا السماء الدنيا من كل شيطان لعين مطرود من رحمة الله " إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ" أى إلا من اختلس شيئاً من أخبار السماء فأدركه ولحقه شهاب ثاقب فأحرقه
هل ادرك ذلك العلمانى ان الله قد خلق الشهب لحفظه وسلامتة ام سيظل على غييه وضلالة
الى اللقاء فى الحلقة القادمة

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: الدراسات الإسلامية

---

hgk[,l v[,l ggadh'dk -hgpgrm hgehlkm-frglL ]> tjpn .yv,j

بارك الله فيكم و نفع بعلمكم , و اعاذنا من الشيطان و شركه و شره .. امين