الصحابة فى مواجهة الأزمات-الحلقة الثانية عشر-احساس عمر بالرعية-بقلم: د.فتحى زغروت

الصحابة فى مواجهة الأزمات-الحلقة الثانية عشر-احساس عمر بالرعية-بقلم: د.فتحى زغروت

لقد شكلت الفتوحات لعمر مشكلات كبرى كان عليه أن يواجهها فإن تلك الفتوحات التي انتشرت في ميداني الفرس والروم والتي اتسعت كثيرا بدخول الكثيرين من أهلها في الإسلام كان علي عمر أن يضمن لهم الأمن والطمأنينة والرخاء في ظل الدولة الإسلامية الكبرى ، كما كان هناك نصارى معاهدون لم يدخلوا الإسلام ولكنهم دفعوا الجزية وعاشوا في كنف دولة الإسلام فكيف لعمر أن يدير تلك الدولة الكبرى بأقاليمها المتسعة ومشاكلها التي لا حصر لها وبأجناسها العديدة ؟ لقد كان عمر يعد نفسه مسئولا علي راحة المسلمين وسوف يحاسبه الله علي ذلك إذا قصر في حق من حقوقهم لذا كان يتفقد الناس في المدينة وما حولها بنفسه ويقوم بحاجة ذوي الحاجات منهم يفعل ذلك بنفسه كما قلنا أو يأمر عماله أن يفعلوا ذلك وكان كل ما يخشاه أن يقصر الولاة في أهل الأنصار ويكون لأحد منهم شيكات يقصر فيها العمال فيسأل عنها عمر يوم القيامة وكان يقول لو أن جمل هلك ضياعا علي شاطئ الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه .
واذ كان عمر يفعل ذلك ابتغاء وجه الله فان كثير من القضاة والحكام فى كثير من الاسلام يتباهون بعمل واحد وقد اعدت له الكاميرات المختلفة وبعد ذلك تنقطع الصورة تمام
اما عن الاموال العامة وهى الاموال التى تدخل فى ميزانية الدولة فينبغى على الحكام المحافظة عليها وينبغى ان تتخذ الدولة الامناء الصالحون فى جباية الاموال وسوف يعطينا عمر بن الخطاب مثال ينبغى ان يحتذى به
وكان عمر حريصا علي الأموال العامة للدولة يحافظ عليها وينميها فكان يرعي أبل الصدقة بنفسه ويعالجها بيديه ويضع يده علي موضع الداء : ويقول أني لأخشى أن يسألني الله عما بك. وقد وقف مرة في حر الشمس يعد هذه الإبل ومعه علي وعثمان فكان يقول لعلي ويملي علي بن أبي طالب علي عثمان فيكتب عثمان ما يملي عليه فقال علي لعثمان مشيرا إلي عمر إن هذا كما قالت ابنة شعيب لأبيها في موسي ( يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .
ومن هنا ينبغى ان يختار العمال التى تتميز بالقوة والامانة وهما اهم صفتين من صفات الرجال
ويقول الرواة أن عمر أول من أبتكر نظام العسس وهو أول من عس في المدينة ليلا وكان يطوف بها مرتين في الليلة يتفقد فيها أحوال المسلمين وكان يواجه في عسسه نوادر وطرائف تدعوا إلي الدهشة والإعجاب .
فكان يعس في احدي الليالي فسمع امرأة تقول : هل من سبيل إلي خمر فأشربها ، أم هل سبيل إلي نصر بن حجاج . فلما أصبح سأل عن نصر بن حجاج فأخبر بأنه رجل من سليم فأمر بإحضاره فلما نظر إليه رآه رجلا من أحسن الناس وجها وأجملهم شعرا ، فأمره أن يقص شعره ويعود إليه فلما عاد رآه قد أزداد حسنا ، فأمره أن يعتم فلما رآه بعد ذلك إذ العمامة قد زادته جمالا ، فأقسم عمر لا يساكن هذا الرجل أبدا فأمر له بما يصلحه وسيره إلي البصرة جنديا يجاهد هناك . وقد يتسائل سائل ما ذنب نصر بن حجاج وقد خلقة الله جميلا وسيما والحقيقة هنا ان عمر بن الخطاب عالج المشكلة بارسال نصر ليكون جنديا فالامر هنا فيه فائدتين فائدة لنصر بن الحجاج ذاتة حيث ارسلة الى صفوف الجهاد ليقوى ويخشن والفائدة الثانية هو ان عمر كان يحافظ على الصالح العام للمجتمع الاسلامى ويمنعة من الفتنة فما أروعك ايها الخليفة وما أجمل ما قمت به من وضع مبادئ تحكم الانسان فى المجتمع
الى اللقاء فى الحلقة القادمة

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: الدراسات الإسلامية

---

hgwphfm tn l,h[im hgH.lhj-hgpgrm hgehkdm uav-hpshs ulv fhgvudm-frgl: ]>tjpn .yv,j

بارك الله فيكم و نفع بعلمكم