النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تفسير آيه-خطيب يوم القيامة-بقلم د.فتحى زغروت

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ

  1. #1

    افتراضي تفسير آيه-خطيب يوم القيامة-بقلم د.فتحى زغروت

    ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)
    التفسير
    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) أى ألم تر أيها المخاطب بعين قلبك وتتأمل ببصيرتك أن الله العظيم الجليل انفرد بالخلق والإيجاد, وأنه خلق السموات والأرض ليستدل بهما على قدرته؟ قال المفسرون: أى لم يخلقهن عبثا وإنما خلقهن لأمر عظيم (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) أى هو قادر على الإفناء كما قادر على الايجاد والاحياء قال ابن عباس يريد : ان يميتكم يا معشر الكفار ويخلق قوما غيركم خيرا منكم وأطوع (وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) أى ليس ذلك بصعب أو متعذر على الله, فان القوى القادر لا يصعب عليه شئ ( وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا)أى خرجوا من قبورهم يوم البعث، وظهروا للحساب لا يسترهم عن الله ساتر قال الامام الفخر: ورد بلفظ الماضى (وبرزوا) وان كان معناه الاستقبال لأن كل ما أخبر الله تعالى عنه فهو صدق وحق, فصار كأنه قد حصل ودخل فى الوجود ونظيره (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ) ( فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) أى قال الأتباع والعوام للسادة الكبراء والقادة الذين أضلوهم فى الدنيا(إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا) أى كنا أتباعا لكم نأتمر بأمركم (فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ) أى هل أنتم دافعون عنا شيئا من عذاب الله؟ والاستفهام للتوبيخ والتقريع(قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ) أى قال القادة معتذرين : لوهدانا الله للإيمان لهديناكم إليه, ولكن حصل لنا الضلال فأضللناكم فلا ينفعنا العتاب ولا الجزع(سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا) أى يستوي علينا الجزع والصبر قال الطبري: إن أهل النار يجتمعون فيقول بعضهم لبعض : إنما أدرك أهل الجنة ببكائهم وتضرعهم الى الله فتعالوا نبكى ونتضرع الى الله ,فبكوا فلما رأوا أن ذلك لا ينفعهم قالوا: تعالوا نصبر فصبروا صبرا لم ير مثله, فلما رأوا أنه لا ينفعهم قالوا ( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا) وقال مقاتل : جزعوا خمسمائة عام,وصبروا خمسمائة عام (مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ)أى ليس لنا من مهرب أو ملجأ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْر) هذه هى الخطبة البتراء التي يخطب بها إبليس فى محفل الأشيقياء فى جهنم أى لما فرغ من الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار(إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ)أى وعدكم وعدا حقا بإثابة المطيع وعقاب العاصي فوفى لكم وعده (وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) أى وعدتكم ألا بعث ولا ثواب ولا عقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ)أى لم يكن لي قدرة وتسلط وقهر عليكم فأقهركم على الكفر والمعاصي(إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي)أى إلا دعائي وإياكم الي الضلالة بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لى باختياركم (فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم) أى لا ترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم فإن الذنب ذنبكم (مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ) أى ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثي من عذاب الله (إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ)أى كفرت بإشراككم لى مع الله فى الطاعة (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي إن المشركين لهم عذاب مؤلم قال المفسرون: هذه الخطبة إنما تكون إذا استقر أهل الجنة فى الجنة ، واهل النار فى النار , فيأخذ أهل النار فى لوم إبليس وتقريعه فيقوم فيما بينهم خطيبا بما أخبر عنه القرآن قال الحسن : يقف إبليس يوم القيامة خطيبا في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعا
    أَعلِمتم من هو الخطيب؟ هو الشيطان فبئس الخطيب
    الى اللقاء فى حلقة قادمة


    jtsdv Ndi-o'df d,l hgrdhlm-frgl ]>tjpn .yv,j


  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    [align=right]
    بارك الله فيك يا دكتور و متعنا بك و بعلمك ..
    و بروز ابليس خطيبا يوم القيامة هو حجة و دليل يسوقه الله الى مرأى الناس و مسمعهم على انهم كانوا أحرارا و غواية ابليس لهم لم تكن ملزمة لهم و انما وقعوا فيها لضعف نفوسهم ..
    نسأل الله عز و جل ان لا نكون ممن يخطب فيهم ابليس يوم القيامة , و ان يرزقنا عيشة هنية و ميتة سوية و مرادا غير مخزٍ و لا فاضح , امين امين امين ...
    [/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفسير اّية بقلم د /فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2019, 04:52 PM
  2. تفسير اّية بقلم د/ فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات الإسلامية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-07-2019, 09:50 AM
  3. تفسير آيه(حزب الله هم المفلحون):بقلم د.فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-09-2018, 03:13 PM
  4. تفسير آية - بقلم: الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس التاريخ الوسيط
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-07-2018, 06:43 AM
  5. تفسير آية - بقلم: الدكتور فتحى زغروت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى الدراسات الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-07-2018, 03:49 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum