قراءة الكف


هو أقرب للكهانة من السحر ، وقد قدمت بحثاً حول هذا الموضوع في كتابي الموسوم ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( قراءة الكف ) ،
وهو على النحو التالي :
لقراءة الكف تاريخ طويل وانتشار هائل ، وهي من أكثر وسائل استطلاع الغيب شيوعا ، ويزاولها كثير من المتنبئين ومعظمهم من المبتدئين أو الأدعياء ، ولكن منهم من يكتسب شهرة عريضة باعتباره صادقا ، ومثل هؤلاء يقصدهم الناس من أماكن بعيدة وأحيانا من بلاد أجنبية وقارات أخرى بحثا عن معرفة مستقبلهم بزعمهم ، ويكتسب قراء الكف الهنود بصفة خاصة شهرة كبيرة 0

وتعتمد هذه الوسائل على تفسير خطوط الكف وما فيها من تقاطعات وتعرجات وانقطاعات واتصالات ، ويقال بأن خطوط الكف مثل بصمات الأصابع لا يمكن أن تتشابه فيما بينها بالرغم من أن خطوطها عريضة واحدة ، وقد وضعت في فن قراءة الكف آلاف المؤلفات بمختلف اللغات 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في قراءة الكف : ( وهكذا يقال في الكتابة في الكف ، أو النظر فيها ، حيث أنه من الكهنة من ينظر في كف الإنسان ، ويتأمل قليلاً ثم يخبره بوقت وفاته أو وفاة أقاربه ، أو بمرض أو شيء من الحوادث المستقبلة ، فينخدع العامة إذا وافق قوله الواقع ويصدقونه ، وتراهم يتهافتون إليه لاستخباره عن حظوظهم ومستقبل أمورهم ، ومعلوم أن الكف لا يوجد فيها إمارات ظاهرة للناس ، ولكن الشياطين يخبره بما علمه من حاله الغائبة ، أو بما يسترق من السمع ، وقد يلابسه الشيطان فينطق على لسانه بما يطلب منه ، وكل ذلك من عمل الشيطان ، ويدخل أهل ذلك في الكهان ، فمن أتاهم وصدقهم بما يقولون فقد كفر ، كما ورد ذلك في الأحاديث والله أعلم )
( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

يقول الشيخ حسن مسلم عضو لجنة الفتوى بالأزهر : ( إن قراءة الكف من الكهانات القديمة التي كانت موجودة عند الإغريق والهنود والصينيين والعرب قبل الإسلام وتعتمد على أشكال الخطوط على الكف وكيف تتقاطع ونوعية الجلد والأظافر ويعرفون عن طريقها " طالع " الإنسان وقد قال علماء التشريح إن هذه الخطوط وتسمى " خطوط الثني " أي نتجت عن أثر ثني الكف وفرده 00 وليس لها علاقة بحالة الإنسان الصحية والعقلية أو النفسية كما يزعم الكهان 00 ثم لماذا لا تأخذ هذه الخطوط كعلامة من علامات قدرة الله في خلقه )
( نقلاً عن أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 73 - 74 ) 0

يقول الأستاذ علي الطهطاوي : ( وهي لا تخرج عن سابقتها - يعني الودع – من جهة قوة فراسة وذكاء قارئ الكف 00 يساعده على ذلك اختلاف خطوط باطن الكف وما يستخلصه من ميول الشخص وموافقته له على بعض الأشياء 00 وينخدع كثير من شبابنا في هذه الأيام بقارئ الكف ، وللأسف الشديد معظم هؤلاء الشباب متعلمون وفي الجامعات وفي كليات مرموقة ويلجئون إلى قارئ الكف الذي يتقاضى منهم أموالاً طائلة مقابل فعلته وتحايله على هؤلاء الشباب ) ( أسرار السحر والاستخارة وضرب الرمل وقراءة الفنجان والكف – ص 22 ) 0

سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أن هناك بعض الناس يذكر أن الخطوط التي في كف الإنسان أنها على شكل رقمين 18 في اليد اليمنى و 81 في اليد اليسرى والمجموع 99 ويقول أنها بعدد أسماء الله فهل هذا صحيح ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله - : ( هذا الذي قاله بعض الناس لا أصل له ، ولم يبلغنا عن أحد من أهل العلم أنه قاله ، فلا ينبغي التعويل عليه ) ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – ابن باز – 6 / 408 )




rvhxm hg;t