النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الصحابه في مواجهه الازمات-خلافة عثمان وعلي عصر واحد متميز-( عصر الفتنة والتمرد )بقلم د.فتحى زغروت

تمهيد:ــ وكما فعلنا في عصري أبي بكر وعمر وجعلناهما عصرا واحدا او حقبة واحدة فإننا نتبع نفس المنهج لحقبتي عثمان وعلي إذ إنني أري أنهما حقبة واحدة أو عصر واحد

  1. #1

    افتراضي الصحابه في مواجهه الازمات-خلافة عثمان وعلي عصر واحد متميز-( عصر الفتنة والتمرد )بقلم د.فتحى زغروت

    تمهيد:ــ
    وكما فعلنا في عصري أبي بكر وعمر وجعلناهما عصرا واحدا او حقبة واحدة فإننا نتبع نفس المنهج لحقبتي عثمان وعلي إذ إنني أري أنهما حقبة واحدة أو عصر واحد متميز بسماته الخاصة التي تميزة عن عصر أبي بكر وعمر فإذا صح أن نطلق علي عصر أبي بكر عصر الاستقرار والتمكين ، فإننا نطلق علي عصري عثمان وعلي عصر الفتنة والتمرد والتذبذب .
    وهذا العصر قد استغرق سبعة عشرة عاما ابتدأ منذ أن تولي عثمان الخلافة في عام 23هـ إلي أن قتل الإمام علي رحمه الله في عام 40هـ . والخليفتان من كبار صحابة الرسول ، والرعية أغلبهم من أصحاب النبي ﷺ أيضا وبعض التابعين ، ومن الظواهر المشتركة التي جمعت بين عصري عثمان وعلي.
    قد بدأت خلافة عثمان رضي الله عنه في نصفها الأول مستقرة هنيئة سعد فيها الناس وأثنوا علي خليفتهم بالثناء الحسن ولم يقصر الخليفة أيضا في بذل أقصي جهده في إسعاد الناس وبث حياة الأمن والرغد والرفاهية . أما الشطر الثاني من خلافة عثمان رضي الله عنه فهي فترة اتسمت بالفتنة وعدم الاستقرار اشتد فيها القلق والانزعاج وبرزت ظاهرة تمرد أهل الأمصار علي الولاة والخليفة .
    ويعد ذلك الانزعاج والتمرد هو القاسم المشترك وظاهرة قد أكدت وجودها فى ذلك العصر .
    وقد بدأت تلك الظاهرة تلوح في الأفق في أواخر عصر عمر بن الخطاب رحمه الله فقد كان ذلك الرجل العظيم بعيد النظر واسع الفكر ، يخشي علي المجتمع الإسلامي من التلوث ، ويخاف عليه من عدم التجانس بوجود عناصر غريبة فيه ، تضيع معها الرقابة ، وتنتشر آراء متباينة بالاختلاط ، وتكثر فيه الإساءة والنيل من مقوماته فكان عمر رحمه الله ، يخشي الاختلاط مع من يأتون من خارج المجتمع العربي من المجوس وسبي القتال, فقد كانوا يقيمون بأعمال يريدون بها هدم الكيان الإسلامي والحط من شأن المسلمين ، لهذا فإنه منع من احتلم من هؤلاء دخول مدينة الرسول ﷺ ، إلا أن عددا من الفرس الذين دالت دولتهم قد أظهروا الإسلام ، ودخلوا المدينة ، ولا تزال عندهم من رواسب الماضي صلات مختلفة بعقيدتهم المجوسية القديمة ، وارتباطات بحكومتهم السابقة ، أو أنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية ، وكانت لهم مخططات رهيبة تنطلق كلها من الحقد علي الخليفة الذي زالت دولة الفرس علي يديه ، والكره للدين الجديد الذي أظهروا للناس أنهم دانوا به ، ولم تتهيأ الفرص لبعضهم بعد للتفقه في الدين والإطلاع علي حقيقته وسماحته ، ومعرفة الخير ، وكان الحاقدون من الفرس الذين تقوضت دولتهم علي يدي عمر . وأصبح لا ملجأ لهم يستقرون فيه إلا دولة الإسلام . وفوق كل هذا كانت هناك عناصر من يهود الذين أظهر بعضهم للإسلام عندما غلب علي أمرهم ، ووجدوا ألا سبيل للمقاومة ، وأنه من الأفضل لهم أن يقوموا بهدم الكيان الإسلامي من داخل الصف الإسلامي ، وقد أضمر هؤلاء الحقد علي الإسلام . والتقي المكر اليهودي مع المخطط المجوسي للعمل علي ضرب الإسلام بإثارة الفتن داخل المجتمع الإسلامي ، وقتل القادة المسلمين الذين يتمكنون من قتلهم ، ويبدو أن النصرانية قد أدلت بدلوها في هذا الميدان واشتركت في هذا الأمر .
    طلب المغيرة بن شعبة أمير الكوفة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ان يسمح لغلامه ( فيروز ) الذي يدعي ( أبا لؤلؤة ) بدخول المدينة للعمل فيها خدمة للمسلمين حيث هو رجل ماهر يجيد عددا من الصناعات التي تفيد المجتمع وتخدم الدولة فهو حداد ونقاش ونجار ، فأذن له عمر . وكان أبو لؤلؤة خبيثا ماكرا يضمر حقدا ، وينوي شرا ، يحن إلي المجوسية ولا يستطيع إظهارها ، وتأخذه العصبية ولا يمكنه إبداءها ، فكان إذا نظر إلي الصبيه الصغار من أبناء جنسه يأتي فيمسح رؤوسهم ويبكي ، ويقول : أكل عمر كبدي . وكان أبو لؤلؤة يتحين الفرص ، ويراقب عمر وانتقاله وأفعاله ، ويبدو أنه قد وجد أن قتل الخليفة وقت الصلاة أكثر الأوقات مناسبة له ، إذ يستطيع أن يأخذه علي غفلة منه . وقد تمكن منه إذ ضرب عمر بخنجره وهو يدخل في صلاة الصبح .
    ومنذ ذلك الوقت أخذ يتزايد سبي المسلمين من الأطفال فيدخلونهم المدينة كأرقاء وعبيد وأجراء ثم تكاثر أعدادهم في عهد عثمان رحمه الله وصاروا شوكة في ظهر الدولة الإسلامية يدبرون المؤامرات ضد الخلافة وينشرون البدع والضلالات ويكونون الفرق والأحزاب لتمزق كلمة المسلمين كما سنعرف بعد .


    hgwphfi td l,h[ii hgh.lhj-oghtm uelhk ,ugd uwv ,hp] ljld.-( hgtjkm ,hgjlv] )frgl ]>tjpn .yv,j


  2. #2
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    بداية تأريخية وتأسيسية لما يليها !
    أحسنتموها رعاكم الله

  3. #3
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    جزاك الله خيرا و نفعنا بعلمك ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الصحابه في مواجهه الازمات-لماذا كان عصر عثمان يختلف عن عصر عمر؟-إعداد الدكتور فتحي غزوت
    بواسطة د فتحي زغروت في المنتدى مجلس سير الصحابة و التابعين
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-10-2018, 10:13 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-10-2018, 10:12 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-10-2018, 10:04 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-10-2018, 10:25 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-10-2018, 10:21 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum