جينات سكان واحة سيوة المصرية ليست أمازيغية

جينات سكان واحة سيوة المصرية ليست أمازيغية

دراسة : جينات سكان واحة سيوة المصرية ليست أمازيغية

– Siwa egyptian oasis DNA, they speak Berber but by Genes: they are not Berbers

ترجمة : أ محمد بلقاسم التلمساني

ما هي العلاقة بين اللغة والجينات ؟
هل هناك ترابط كبير بينهما بحيث يمكننا التكهن بأصول شخص ما من خلال اللغة السائدة في منطقته أو أجيال من عائلته ؟ هل اللغة ( أو اللهجة ) التي تتكلمها تمثل أصولك الأبوية الحقيقية ؟
هل اذا تكلمت أو ولدت في منطقة تتكلم لهجة أمازيغية،
أيعني هذا أن أصولك مرتبطة بأحدى قبائل الأمازيغ القديمة ؟
وأنك تحمل نفس الجينات السائدة لدى الأمازيغ في مناطقهم الأصلية ؟

في دراسة علمية جديدة حول جينات سكان واحة سيوة (تقع على الحدود مع ليبيا) وهي منطقة يتكلم أهلها بلهجة خاصة تختلف كليا عن اللهجة السائدة في مصر (( العربية )) .. ويتميز سكان واحة سيوة بكون لهجتهم قريبة جدا للهجات الأمازيغية المنتشرة وسط ليبيا (جبل نفوسة و الفقهاء و سخنة) ولهذا صنفها علماء اللسانيات كأحدى اللهجات الأمازيغية(البربرية) القديمة ، الدراسة حملت عنوان :

اللغة البربرية و البربر ( الأمازيغية والأمازيغ ) : الإختلافات ما بين الجينات واللغة

والدراسة أشارت إلى أن في شمال افريقيا تتواجد لغتين شائعتين ( اللغة العربية من خلال لهجاتها العامية ) و اللغة البربرية (الأمازيغية) من خلال لهجاتها المختلفة ، أما الدراسة فركزت على جينات التجمعات الناطقة بالأمازيغية في شمال افريقيا من خلال فحص أزيد من 514 عينة من أشخاص ناطقين بالأمازيغية لأربع تجمعات سكانية مختلفة ( ثلاثة تجمعات ناطقة بالأمازيغية في المغرب ، والرابعة خاصة بسكان واحة سيوة غرب مصر ) لمقارنة جيناتهم ببعضهم ، هل ينحدرون من نفس الأصول الأبوية أم هم من أصول (عرقية) مختلفة لا يربطها النسب الأبوي بل مجرد رابطة اللغة (اللهجات) التي اكتسبوها بسبب أحداث تاريخية أو سياسية أو اجتماعية !

أشارت الدراسة أن البربر (الأمازيغ ) ينتشرون في شمال افريقيا منذ أمد طويل يربطه بعض الباحثين لفترة ما قبل 4000 سنة وصولا إلى حقبة الثقافة القابصية .. كماأكدت أن هذا زعم قديم يمثل المدرسة التاريخية القديمة التي كانت تبني آراءها على أمور ومزاعم تاريخية يجب الحذر منها be aware–حسب تعبيرهم– و التحري عن صحتها بالعلوم المعاصرة والسبب في ذلك أن مصطلح البربر (الأمازيغ) لم يكن في تلك الفترة ذا نفس معنى التعريف المعاصر و يمثل مشكلة عويصة للباحثين المعاصرين بسبب أن شمال افريقيا قبل 5000 و 6 آلاف سنة كانت عرضة للكثير من الأحداث التاريخية والحروب و الهجرات البشرية من مختلف الأصول و مناطق العالم ولا يمكن البتة اطلاق تعريف ( البربر ) على كل سكانها السابقين ولا المنحدرين منهم حاليا ، حسب ما يؤكده المشرفون على الدراسة . واصفين كل من يحاول اسقاط ( كلمة البربر أو الأمازيغ ) كتعريف اثني على سكان تلك الفترة كمن يضع نفسه في ( مشكل أخرق)

كما أكد الباحثون أن استعمال ( كلمة البربر= الأمازيغ ) كتعريف اثني للسكان الأصليين (الأوائل) لشمال افريقيا فيه مشكل تاريخي كبير ، فهذا المطلح مغلط ، فكونك من عناصر شمال افريقية قديمة أو ليست سامية أو ليست من تلك التي جاءت مع الاسلام (العرب) لا يعني بالضرورة أن كل من يحمل هذا التعريف (من السكان السابقون) هم فعلا من أصل أبوي واحد ومشترك … بل قد يكون سكان الفترة السابقة للاسلام من أصول أبوية جد مختلفة

كما أن هناك اليوم في شمال افريقيا : من يُعرف البربري ( الأمازيغي) بـ كل من يتكلم (احدى اللهجات) الأمازيغية ، والعربي كل من يتكلم احدى اللهجات العامية العربية … إلا أن هذا التعريف اللغوي له بعض العيوب .. فهل نعتبر عربي ، من نشأ في منطقة اكتسب لهجتها العربية بينما أبويه مازالا يتحدثان اللهجة الأمازيغية ؟ والعكس صحيح بالنسبة لطفل من أسرة عربية نشأ في منطقة أمازيغية فاكتسب لهجتهم فهل سنصنفه أمازيغي و أبواه يجهلان كليا الأمازيغية ؟

فالاعتماد على اللغة واللهجة في تحديد الأصول العرقية لمستعمليها هو أمر لا منطقي تدحضه عدة أمور ، كوجود بعض البربر حاملين لأسماء قبائل أمازيغية ولهجتهم اليومية هي العربية وهو ما يدل على أن بعض الأمازيغ تعربوا وتحولت لغتهم من الأمازيغية إلى العربية

و العكس صحيح بالنسبة لحاملي أسماء قبائل عربية ولهجتهم اليوم أصبحت أمازيغية (كما حدث لبعض العروش العربية في الأوراس والقبايل ) ..وهو يدل على تحول لغوي حدث لأسلافهم . فثقافة شمال افريقيا كانت ثقافة قبلية ، تخضع للتحالفات القبلية ، شخص ما أو عرش أو قبيلة تهاجر من منطقة ما وتدخل في حلف مع قبيلة أمازيغية فيكتسبون لسانها ويصبح أحفادهم اليوم يعتقدون أن اصولهم أمازيغية بينما الحقيقة غير ذلك

من جانب آخر فإن اللهجات الأمازيغية المنتشرة في شمال افريقيا كلها متجانسة مع بعضها ، فالإختلافات التي بينها ليست بالإختلافات العميقة جدا ، وهو ما يدل حسب الخبراء اللغويون أن اللغة الأم المشتركة ( اللغة الأمازيغية التي تفرعت منها كل تلك اللهجات ) نشأت في فترة قريبة جدا قبل 2000 إلى 2500 سنة فقط ما يدل أن اللغة الأمازيغية هي لغة حديثة جدا ظهرت في فترة قريبة من الميلاد.( نهاية الفترة الفينقية)

وهذا العمر الصغير جدا لنشأة اللغة الأمازيغية الأم فاجأ الباحثين اللغويين ما جعلهم يطرحون عدة أسئلة عن سبب انتشار لهجاتها الحالي في مناطق ممتدة وبعيدة من شمال افريقيا من مصر الى المغرب وموريتانا ,, ومع غياب لأي دلائل أثرية لكتابات سابقة للغة الأمازيغية القديمة أو لهجرات بشرية كبيرة منها الى خارجها .. كله عزز لخلاصة الباحثين أن انتشار اللهجات الأمازيغية في مناطق ممتدة من شمال افريقيا لم يكن بسبب هجرات لقبائل امازيغية خارجها بل بسبب أحداث لغوية وثقافية جعلت شعوب أو قبائل من أصول عرقية مختلفة تترك لغاتها الأصلية وتتبنى الأمازيغية كلهجة يومية لها . ومنهم من قال بوجود لغات سابقة ومختلفة وكثيرة كانت منتشرة في شمال افريقيا قبل ان يتحول مستعمليها للامازيغية ويستغنوا عن لغاتهم الأصلية ( كالبونيقية وغيرها )

جينيا / هل كل من يتحدث إحدى اللهجات الأمازيغية المعاصرة هو فعلا من أصول أبوية أمازيغية قديمة ؟ أو.. أن أجداده ليسوا أمازيغ نسبا بل تمزغوا وأكتسبوا اللغة بسبب أحداث تاريخية ( سياسية أو هجرات بشرية ) ؟

وللبحث حول الاقوام أو الهجرات البشرية من خارج شمال افريقيا التي أثرت في التركيبة السكانية للبربر المعاصرين من خلال ترك جيناتهم وسطهم ، فقد قامت الدراسة بفحص 514 شخص من ثلاث تجمعات مغربية ناطقة بالامازيغية وهي

1- من قبيلة غراية Rhiraya الناطقين بالشلحية من آسني
بالقرب من مدينة مراكش في جبال الأطلس
2- و بعض الأمازيغ زناقة من صحراء فجيج بالحدود الجنوبية مع الجزائر
3- و عرش بني موسي روا من سيدي بوهرية من قبيلة بني زناسن في وجدة
4- وتم مقارنة الجميع مع جينات سكان واحة سيوة في غرب مصر

تم اجراء 3 فحوصات جينية مختلفة (فحص الاتوسمال + فحص الجينات الأبوية + فحص الجينات الأموية) لكل هذه التجمعات الناطقة بالأمازيغية من مصر + المغرب ، وكانت النتيجة :

فيما يخص فحص الاتسمال الذي يظهر مدى التماثل في التركيبة الجينية المعاصرة أو مدى نسبة الاختلاط لفئة سكانية معينة مع بقية الجينات العامة لمنطقة اخرى في العالم ، فقد أظهر أن التركيبة الجينية لسكان واحة سيوة المصرية في عمومها.. تختلف كليا عن جينات بقية الأمازيغ الجزائر و المغرب وتونس … فجينات سكان سيوة تميل إلى تماثل (تقارب جيني) مع نفس جينات سكان جنوب الصحراء الكبرى وتبتعد عن سكان شمال غرب افريقيا ،

فلا تشبه التركيبة الجينية لبقية الأمازيغ في تونس و المغرب والجزائر بينما هؤلاء يتماثلون في 80 بالمئة في السلالات و التحورات (من كلا الناحيتين الأبوية والأموية ) المنتشرة فيهم مع سكان جنوب أوربا و20 بالمئة فقط مع التركيبة الجينية المنتشرة لدى سكان الصحراء الكبرى

أكدت المقارنة الجينية أن التركيبة الجينية المعاصرة لسكان واحة سيوة المصرية تختلف كليا عن جينات الأمازيغ في المغرب والجزائر وتونس … بل تعزلهم كليا عن بقية السلالات الجينية المنتشرة في سكان شمال افريقيا .. فتركيبتهم(سلالاتهم) مختلفة كليا .. عن الجينات المنتشرة في شمال افريقيا سواءا كانت لدى العرب أو الأمازيغ … كما أن بقية الأمازيغ رغم تماثلهم النسبي فلهم تركيبات داخلية مختلفة فيما بينها .. فالمزابيون رغم تماثلهم مع بقية الأمازيغ إلا أنهم مختلفون عنهم

ثانيا : بالنسبة لفحص السلالات الأموية
—————————————-
فقد كانت النتائج أيضا من نفس القبيل فالجينات الأموية لسكان سيوة أظهرت أنهم من أصول أموية مختلفة عن الأصول الأموية لأمازيغ شمال افريقيا ما يجعلهم مختلفين عنهم حتى من ناحية أسلاف أمهاتهم

علي العكس من ذلك فإن الأمازيغ و العرب في شمال افريقيا يتشاركان نفس الأصول الأموية القديمة

ثالثا : بالنسبة للأصول الأبوية
——————————–
يؤكد العلماء أن كل الدراسات السابقة أظهرت أن أكبر سلالة انتشارا في جينات البربر ( الأمازيغ) في شمال افريقيا هي السلالة E-m81 ويؤكدون حرفيا أنها موجودة كذلك لدى عرب شمال افريقيا لكن بنسب قليلة ، ما يجعلها مرتبطة بالتجمعات الناطقة بالأمازيغية في المقام الأول . .. كما أكدوا وجود سلالات اخرى في جينات طيف من الناطقين بالأمازيغيات لا تتعدى نسبها 5 بالمئة وهي Em78 وكذلك ما يسمونه بالسلالات المشرقية j1 و G التي نسبتهما لا تتعدى 5 بالمئة في جينات الناطقين بالأمازيغية في الجزائر والمغرب ما يدل عن دخول مشرقي فيهم وكذلك تواجد لسلالة من جنوب الصحراء E-m2

أما نتائج هذه الدراسة فأثبتت أن 71 / 77 / 79 بالمئة في نتائج 3 تجمعات سكانية مختلفة من أمازيغ المغرب تنتمي للسلالة E-m81 ما يجعلها المكون الأبوي البارز والسائد فيهم ( أصولهم الأبوية الأكبر) بينما تنعدم تماما في جينات رجال سكان واحة سيوة المصرية نسبتها 1 بالمئة فقط ( ظهرت في عينة رجل واحد فقط ) ما يعني أن الأصول الأبوية للرجال في واحة سيوة ليست نفسها الأصول الأبوية القديمة لرجال الأمازيغ في المغرب ، كما تتواجد في جينات رجال المناطق الامازيغية المفحوصة من المغرب سلالات أبوية اخرى لكن نسبتها لا تتعدى 7 بالمئة لكل سلالة .. ما يدل على تداخلات تاريخية لأصول مختلفة دخلت وسط المكون الأصلي واكتسبت لغته مع مرور السنين .. وهي خاصة بالسلالة التي يسميها العلماء المشرفون على الدراسة (بالسلالة المشرقية j1) التي لوحظ تواجدها بنسب لا تتعدى 7 بالمئة في جينات المناطق الثلاثة المفحوصة الناطقة بالأمازيغية في المغرب وكذلك بالنسبة لكل من E-m78 + E-m2 + G ما يدل أنها مكونات لعناصر طارئة دخلت وسطهم

بينما أبرز سلالتين أبويتين في جينات ( الرجال) سكان واحة سيوة هما السلالة B و R وهما سلالتين نادرتين جدا في شمال افريقيا وأغلب من يحملهما هم سكان من جنوب ووسط افريقيا وهو ما يجعل الأصول الأبوية لسكان واحة سيوة تختلف كليا عن الأصول الأبوية للأمازيغ في المغرب والجزائر ( ليسوا من نفس الجد والنسب الأبوي المشترك )

حيث أخذت 93 عينة جينية لأشخاص من واحة سيوة لتحديد السلالات الذكورية المنتشرة فيهم فظهرت السلالة الأفريقية B2a1a بنسبة 28% وهي السلالة المتصدرة في جيناتهم ، تليها كل من

والسلالة R1b1 بنسبة 26.9% اسفل التحور الافريقي R-V88
وظهرت السلالة الامازيغية E. M81 بنسبة لاتكاد تذكر 1.1%
وظهرت السلالة j1 بنسبة 7.5%
والسلالة j2 بنسبة 6.5%

نتائج

نسب السلالات الجينية الأبوية المنتشرة في جينات التجمعات المفحوصة

فهيمنة كل من السلالتين B2 و R-V88 يجعل من سكان سويا أقرب في جيناتهم إلى جينات الشعوب المعاصرة الناطقة باللغات النيلية-الصحراوية Nilo-Saharan languages مثل التبو بليبيا والنوبة بالسودان والسونغاي بمالي أي أن الأمر يتعلق بعملية استبدال أو انزياح لغوي Language Shift حدث لأسلافهم فتركوا لغتهم الأصلية وتمزغوا

وخلصت الدراسة إلى أن سكان واحة سيوة من ناحية الأصول الأبوية ليسوا جينيا أمازيغ ، ولا تربطهم بالامازيغ أي صلة قرابة جينية بل جيناتهم تربطهم بأصول من جنوب الصحراء ومن وسط أفريقيا .. وهو ما يدل أن لهجتهم (الامازيغية )الحالية اكتسبوها في فترة من فترات التاريخ ( لعل تمزيغهم كان قصري خلال الدولة الفاطمية أو لمجاورتهم تجمعات أمازيغية من ليبيا ) فأدى ذلك لفقدانهم لغتهم الأصلية واكتسابهم لغة اخرى تتمثل في اللهجة السيوية ( لهجة منحدرة من الأمازيغية الشرقية قريبة للأمازيغية المنتشرة في لييبا ) .. كما أكد العلماء في آخر الدراسة أن جينات عرب شمال افريقيا ترتبط من ناحية الأصول الأبوية بجينات مشرقية (من المشرق العربي)

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مكتبة الدراسات الجينية

---

[dkhj s;hk ,hpm sd,m hglwvdm gdsj Hlh.dydm

دراسة علمية ممتازة جدا , و تبطل ما يتقوله عدد من الشعوبيين عن امازيغية اهل سيوة.

اولا شيء هو أن الفنقيين دخلوا تونس يطلبون الحماية من الامازيغ على اكتر تقدير سنة 850 قبل الميلاد

وانت كما نقلت في منشورك أن الامازيغ في شمال أفريقيا على أقل تقدير 2000 سنة قبل الميلاد .

مع محاولتك الحديت عن البونيقية التي هي لهجة خليط من الأمازيغية والفتيقية .

كما أنك لم تذكر الجين الذي يتميز به أهل سو