حكم الكثيري لظفار

بداية الدولة الكثيرية
الامير سالم بن ادريس بن محمد بن احمد الحبوظي لم يكن حضرمي المولد فقد ولد ونشأ وعاش في ظفار كان جده الثالث محمد بن احمد الحبوظي عاملا من عمال السلطان محمد بن احمد الاكحل امير مرباط الواقعه على الساحل شرقي مدينة ظفار،وكان يلي شؤون الاكحل التجاريه فلما مات الاخير ولم يترك عقبا تولى الامر بعده محمد الحبوظي الذي وجد في نفسه القدره على تولي السلطه والقيام بالامر.ثم تولى بعده ابنه احمد الذي بنى مدينة ظفار الحديثه سنة 625 هـ وكان جوادا شهما حسن السيره ، ثم تولى بعد وفاته ابنه محمد ثم ادريس بن محمد ، ثم سالم بن ادريس الذي كان طموحا الى الاستيلاء على حضرموت فقد قدم حضرموت واشترى مدينة شبام سنة 673هـ وجعلها مركزا لنفوذه وترك اخاه موسى بن ادريس في شبام واخذ يهاجم مدن الوادي فأحتل سيؤن ودمون والعجز والغيل وضرب الحصار على تريم وكان فيها اميرها عمر بن مسعود بن يماني واقام محاصرا لها عدة اشهر حتى يئس وعاد الى شبام ثم كر عائدا الى ظفار .

كان آل كثير منذ اواخر القرن السادس الهجري يتهيأون لتشييد دوله كثيريه ، فلما قدم الحبوظي الى حضرموت اظهروا له الولاء وتولوا ادارة شؤونه العسكريه ، فلما عاد الى ظفار اناب عنه في قرى حضرموت آل كثير يحكمون بأسمه ويصولون بسلطانه وكان ذلك سنة 675هـ ، وقد توفي في هذا العام علي بن عمر بن كثير الاول رئيس العائله الكثيريه التي كانت تمهد للاستيلاء على الحكم.

القضاء على الحبوظي :
حدث ان ارسل الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول ملك اليمن سفيرا له الى ملك فارس بهديه ثمينه بطريق البحر فصرفهم الريح عن طريقهم ورمى بهم الى ساحل ظفار فألقى القبض عليهم سالم بن ادريس الحبوظي واستولى على مامعهم من الهدايا والاموال، وعلم الملك المظفر ان الحبوظي يعد العده للهجوم على عدن ، فارسل اليه حمله عظيمه من البحر والبر انتهت بالقضاء على الحبوظي سنة 678 هـ،، بعد قتل الحبوظي في ظفار تشبث آل كثير بما في ايديهم من البلدان التي كانوا يحكمونها بأسم الحبوظي وتقربوا الى رجال الدين فكان الشيخ محمد بن عمر باعباد الذي اسس الغرفه سنة 701 هـ وابنه عبدالله القديم في مقدمة الذين يناصرون آل كثير ويروجون لدعوتهم علاوه على مايقوم به العلويون من حسن الدعايه وتمهيد السبيل.واصبحت اغلبية القرى خاضعه للنفوذ الكثيري ماعدا قرية بور فقد رفضت قبيلة آل بانجار تسليمها فهجم آل كثير عليها واحتلوها سنة 723 هـ ، وماان انتهى القرن الثامن الهجري حتى استتب الامر لآل كثير ، وفي سنة 814هـ غادر علي بن عمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير بلدة بور مسقط رأسه ، واخذ يحارب ويغزو حتى استولى على ظفار ولقب بالسلطان وهو اول من لقب بهذا من آل كثير ، توفي علي بن عمر المذكور بعد ان دانت له ظفار وشبام وكثير من مدن وادي حضرموت، وقد بقى إقليم ظفار بأيدي الدوله الكثيريه الى ان افل نجمها سنة1130هـ .

ظهور بدر ابوطويرق :
بدر بن عبدالله بن جعفر الكثيري الملقب بابي طويرق وقد لقب بهذا اللقب لأنه طرق اراضي حضرموت ويعتبر ابوطويرق بحق الحاكم الاول الذي عمل على توحيد حضرموت والتوسع إلى أقاليم أخرى، اسس ابوطويرق جيشه من عناصر غير حضرميه لكي يطمئن الى ولائهم ويضمن عدم ثورتهم وانتقاضهم ، وقد كان لهذا التدبير من ابي طويرق اثره الفعال في استتباب الامن والقضاء على دابر المشاغبين ، وقد امتد سلطان ابوطويرق من العوالق غربا الى سيحوت شرقا ومن السواحل الجنوبيه جنوبا الى رمال الاحقاف شمالا ، وقد اذعن له بنو عبدالواحد والعوالق واقروا له بالطاعه ، وقد استولى على قشن من بلاد المهره ، وفي سنة 937هـ امر ان تضرب بأسمه نقود فضيه من فئة الريال وفئة النصف والربع، وفي سنة 942هـ ضرب ايضا عمله تسمى بقشه ، ولقد اهتم كثيرا بالناحيه العلميه ،، اما اولى اعمال بدر الحربيه فقد كانت الاستيلاء على شبام وتريم التي حاصرها 20 يوما حتى استسلم حاكمها وكانت تلك اول دولة آل كثير في تريم، ثم استولى على هينن في نفس الشهر من نفس السنه ،وهكذا استتب له الامر في جميع انحاء حضرموت كما اسلفنا وكان القرن العاشر الذي عاش فيه ابوطويرق من احفل العصور التاريخيه في حضرموت بالعلماء والادباء ، حيث كان للعلماء في عهده التقدير الكبير لكن نرى ان الظروف السياسيه تضطر اباطويرق احيانا الى الخروج عما عرف عنه من تقدير للعلماء
في سنة 929هـ هاجم البرتغال مناطق نفوذه فقاومهم الاهالي مقاومه عنيفه واستشهد منهم الكثير واستمر القتال حتى انسحب البرتغاليون الى سفنهم متجهين الى الهند ،ثم عادوا مره اخرى سنة942هـ بعدد كبير من السفن وكان ابوطويرق موجودا فأعد العده لقتالهم فلم يكد البرتغاليين ينزلون من سفنهم الى البر حتى ارسل ابوطويرق الى سفنهم من يستولي عليها ويأسر من فيها ، واشتد القتال في البر والبحر وقاتل جنود ابوطويرق قتالا شديدا حتى اصبح اليوم التالي وقتلى الافرنج في كل شارع ،وعلم الذين في البر من جنود الافرنج بأن سفنهم قد وقعت في يد بدر وان جنوده يسحبونها الى الساحل سحبا وبحارتها يقادون بالاكبال فأضطروا الى التسليم وطلب الامان فأمنهم ابوطويرق ومن بينهم القبطان الاكبر وكان عدد الاسرى في هذه الحادثه سبعين فرقهم بدر على فرق عساكره،واستولى على سفنهم ونقودهم وجميع مامعهم من اموال ، ثم قدم جماعه آخرون من البرتغاليين عقب انتهاء المعركه من سواحل افريقيا الشرقيه ومعهم الاموال فأخذهم ابوطويرق وجميع مامعهم والحقهم بأخوانهم الاسرى المكبلين ،واهدى السلطان بدر 35 من هؤلاء الاسرى الى السلطان العثماني في اسطنبول ، كماارسل 11 الى اخيه محمد وهو يومئذ والي ظفار واصطحب معه 30 الى داخل حضرموت في صيف 942هـ ، وتكررت حوادث البرتغاليين بعد ذلك صلح بعد حرب وحرب تنتهي بصلح وكثر اسرى الافرنج عند بدر ، حتى كان في احد الايام وعندما علم بدر بمؤامرة بعض البرتغاليين عليه ابادهم جميعا عن آخرهم وبعث برؤوسهم الى السلطان سليمان القانوني عاهل الترك. كان بعض الامراء من آل كثير ينقمون على ابوطويرق لأستبداده بالامر دونهم واسناده شؤون الدوله الكبرى الى شخصيات غير كثيريه ، فقد ثار علي بن عمر الكثيري وخلع طاعة ابوطويرق واعلن تمرده وناصره جماعه من وجهاء حضرموت ، فهجم بدر على مناطقهم واستولى عليها سنة 958هـ وسجن علي بن عمر المذكور بحصن مريمه الذي اصبح فيما بعد سجنا للمغضوب عليهم من وجهاء آل كثير ، وثار محمد بن بدر بن محمد في هينن وهاجما شبام فألقى القبض عليهما واعتقلهما في سجن مريمه، حتى اخيه محمد لم تكن العلاقات بينهما على مايرام فكانت الحرب سجال بينهما حتى اكتفى محمد بولاية الشحر وبقي بها حتى وافته المنيه ، وقد تعددت الثورات في عهده حتى القى ابنه عبدالله القبض عليه واعتقله في سجن مريمه في صفر سنة976هـ ولما اشتد المرض عليه اعيد الى سيؤن حتى ادركته المنيه سنة977هـ بعد كفاح طويل استمر فتره ليست قصيره من الزمن ، وقد اختار مدينة سيؤن كعاصمه له واستمرت كذلك .

نقلاً عن موقع يمني بعد التدقيق


p;l hg;edvd g/thv