الاخوة الاحباب, انقل مقالا للزميل الكريم الاستاذ عادل الزويني , و هو مقال غني بالتفاصيل و فيه فوائد , اترككم للاستمتاع بقراءتها..
.
الهجرة العكسية المغاربية الى ليبيا
.
بقلم: الاستاذ عادل الباشا الزوين
.
كثيرة بين سكان واحات الليبية تلك الروايات التي تتحدث عن رحالة من المغرب العربي تقودهم الأقدار إلى تلك الواحات ليقرروا البقاء والسكن بين أهلها . من تلك القصص قصة امحمد الفاسي باني القلعة المشهورة في مرزق ومؤسس دولة أولاد امحمد الغنية عن التعريف ، وقصة الشيخ محمد عبدالله الملقب بـ (كولان) الذي تقول الرواية أنه من أهل الساقية الحمراء بالمغرب واستوطن ودان وتزوج منهاعام 834هـ بعد عودته من رحلة الحج. تلك القصص وغيرها من القصص التي قد تختلف في أسباب هجرة أصحابها من أوطانهم وكذلك أسباب وحيثيات قرارهم البقاء والاستيطان هنا أو هناك لكنها جميعا تؤرخ لظاهرة عرفت بالهجرة العربية العكسية.

ومن القواسم التي تكاد تكون مشتركة بين كل تلك الروايات أن أصحابها هم أفراد من قوافل الحجيج المغربي التي تمر عبر تلك الواحات أثناء ذهابها وإيابها من وإلى المغرب. لربما كان ذلك بسبب أن الحج في الغالب السبب الذي يجعل المغاربة يتوجهون شرقا. أما عن ما كان يجذب أولئك الرحالة ويثنيهم عن مواصلة مسيرهم لبلدانهم فهو قد يكون غنى تلك الواحات إضافة إلى أن من يقررون البقاء والاستيطان ممن كانوا أصلا من الرحل الذين ليس لهم وطن دائم وإنما اعتادوا الترحال بحثا عن مكان أفضل للعيش في وقت لم يصبح فيه مفهوم الوطن الدائم متركزا في الأذهان و مطبقا على أرض الواقع ((الدولة الوطنية الحديثة)) كما هو الحال اليوم.

القصص من أمثال ذلك قد تكون كثيرة لكن القليل منها كتب له الحفظ إما لشهرة أصحابها فيما بعد أو لأن أجزاء منها دونت فحظيت بما يبقيها عصية على النسيان . وعلى كل فحتى تلك القصص التي بقيت لتروى اليوم لم تحفظ بكاملها –وهو أمر مستحيل في ذلك الوقت- بل حفظت أجزاء بينما عمل الزمن عمله في أجزائها الأخرى ليحيلها إلى عالم النسيان. وبقي ما بقي ليشكل قصاصات تحرك في النفس الفضول لمعرفة مالذي كانت تحتويه الأجزاء التالفة من الورقة.

من تلك الواحات ((وادي عتبة)) وهو وادي يمتد لمسافة 50 كل تقريبا في اتجاه شمال غرب ويبعد عن مدينة مرزق بحوالي 30 كم . كان هذا الوادي ممر للسيول الناتجة عن تجمع الأمطار الغزيرة التي تشهدها تلك المناطق بين الفينة والأخرى مما أكسبه تربة خصبة صالحة للزراعة،إضافة إلى أن المياه الجوفية عنده في متناول اليد ولا تحتاج كثير عناء لاستخراجها، هذا الوادي أيضا كان ممرا للقوافل المتجهة شرقا وغربا والتي من ضمنها وفود الحجيج المغربي. على طول الوادي توجد قرى قديمة يشتغل سكانها بالزراعة خصوصا زراعة النخيل.

من سكان تلك القرى عائلات تربطها روابط قربى يتوارثون رواية عن رجل اسمه الكونين ابن محمد الزوين جاء من المغرب(مراكش) واستوطن فزان عام 701 هـ أي قبل 729 سنة من الآن .

لقدوم الرجل لفزان رواياتان الأولى مدونة في إحدى الوثائق والتي تعود للقرن العاشر الهجري أي بعد قرنين من قدوم الكونين لفزان وتقول أنه كان قادما لأداء فريضة الحج لكنه استقر بفزان ولم يواصل مسيره لأسباب لم تذكر.

أما الثانية وهي الرواية الشفهية المتواترة وتقول أن الكونين جاء ضمن سبعة أشخاص لتعليم القران الكريم توفي بعضهم في الطريق بينما وصل بعضهم إلى ليبيا من هؤلاء الذين وصلوا إلى ليبيا إضافة للكونين شخص يسمى موسى الكاظمي وآخر يسمى القديدي يقول البعض أنه هو ذاته القديدي دفين الشاطيء وثالث يسمى زمرين وقبره موجود في امساك وتقول الروايه أنه جد بعض الأنصار في الوادي أما البقية فلا تورد الرواية سوى أسمائهم حامد، حسن وأبو صلاح .

تلك الرواية المتداولة تجعل من الكونين ابن محمد الزوين الجد الجامع لتلك العائلات وتحكي أنه مدفون في آقار عتبة في مسجد يسمى باسمه(لا يزال ذلك المسجد والقبر موجود حتى الآن)، كل من يورد تلك الرواية يتحدث عن الرجل بكل تبجيل واحترام ويعزو له دورا كبيرا في تعليم القران في تلك المنطقة حيث ظل المسجد المسمى باسمه يلعب ذلك الدور إلى زمن ليس ببعيد. أيضا تقول الرواية أن الرجل شريف النسب لكن لا يوجد اليوم من بين من يقول بتلك الرواية من كبار السن من يعرف عن نسبه شيئا على وجه التفصيل.

الملاحظ على تلك العائلات أنها احتفظت بالريادة في مجال تعلم القران وتعليمه والإمامة في مناطق سكناها فلا يزالون يحتفظون بمنصب الإمامة في قرى تساوة (أكبر قرى الوادي) السبيطات، ودوجال.

وفي بداية التسعينات من القرن الماضي بدأ أفراد من تلك العائلات بحثهم عن ما يؤيد تلك الرواية ويجيب عن الأسئلة التي تطرحها وفي ما يلي ملخص لذلك البحث الذي تم خلال ما يزيد عن 15 سنة.

كما هو معتاد عند كل سكان الواحات كانت العائلات تحتفظ بكل الوثائق المتعلقة بها لدى كبير العائلة ويتم توارث تلك الوثائق جيلا عن جيل تلك الوثائق تتضمن رسوم للبيع والشراء وإقرار بالمواريث (النخيل وقطع الأراضي) وغيرها أي أنها في غالبها ذات قيمة اقتصادية لدى أصحابها لأنها الوسيلة الأكثر نجاحا لإثبات حقوقهم الاقتصادية عند حصول نزاعات حول ملكية شيء ما، مثل تلك النزاعات كثيرا ما تحصل لأسباب عدة منها تقارب وتداخل الممتلكات وشراكات بين الآباء يتولد عنها خصومة بين الأبناء أو غيرهم من الورثة وغير ذلك من الأسباب.

المفيد في تلك الوثائق أنها تتضمن بيانات كأسماء لأشخاص وأماكن وأحداث يمكن ربط تلك البيانات للحصول على معلومات مهمة إضافة للمعلومات المباشرة التي توفرها تلك الوثائق.

قام فريق البحث بالتنقيب في الوثائق الموجودة لدى العائلات السالفة الذكر والمعلومات التي نتجت عن ذلك تمثلت في التالي:

1- في وثيقة كتبها محمد بن محمد الصالح بن أحمد (الوحشي) بن كونين عام 930هـ أي قبل 500 سنة يقول فيها أن الشيخ الكونيني جاء من مراكش عام 701 هـ ( قبل قرنين من كتابة الوثيقة وقبل سبعة قرون من الآن) ونزل ببلدة مزدة الجديدة وبعد ست سنوات تزوج من سيدة اسمها عائشة بنت أبو الحجيج وانجب ثلاثة اولاد يوسف ، احمد ولقب بالوحشي و بنت اسمها وجيبة.

- مزدة الجديدة هي بلدة قديمة تقع الى الغرب من بلدة تساوة الحالية، فتساوة الحالية كانت تسمى مزدة وفي الزمن الغابر عندما دمرها أوسواها السيل نزح أهلها غربا وانشأوا تجمعا جديدا عرف بمزدة الجديدة. بعد السيل رجع الناس للسكن بمزدة القديمة ولكن هذه المرة ظهر الاسم تساوة أو تساوت أو اتساوى كما تنطق حاليا بدل مزدة.

2- مكنت الوثائق الباحثين من ربط كل العائلات السالفة الذكر بالكونين محمد الزوين من طريق ولده احمد (الوحشي) بشكل لا يتطرق إليه الشك بحال لكثرة الوثائق واختلاف كتبتها والمناسبات التي كتبت فيها ومطابقتها لما هو مروي ومشهور عندهم,إضافة إلى ان الاعمدة المذكورة في الوثائق لا تخل بالمقياس الزمني الذي وضعه النسابة (وعلى رأسهم ابن خلدون) والذي يجعل ثلاثة آباء للقرن الواحد .

قام الباحثون بنشر نتائج ذلك البحث عام 2000 في كتاب بعنوان أعلام من المغاربة في وادي عتبة الذي يحوي على الروايه المتداولة و صور الوثائق التي تدعمها والتفاصيل المتعلقة بها وأعمدة النسب لذرية الكونين بن محمد الزوين في وادي عتبة .

لكن ما يلفت الانتباه في تلك الأعمدة أنها كلها تربط ابناء الكونيني في وادي عتبة به عن طريق ولده احمد (الوحشي) مما جعل مصير الابن الاخر يوسف الذي ذكرته الوثيقة مجهولا لسنوات.

المحطة التالية في هذا البحث كانت في عام2004 م حيث توجه فريق البحث لمراكش في إطار البحث عن معلومات عن الكونين ابن محمد الزوين المراكشي حيث التقوا بشخص له مكانته في علم الانساب هناك وهو أبو زيد عبد الرحمن عبد الله عبد المعطي احمد السباعي فعائلته عريقة في هذا المجال والده هو مؤلف كتاب الدفاع عن نسب الشرفاء أبناء بني السباع وجده هو شيخ الجماعة بالسوس الأقصى.

أفاد هذا الرجل بالتالي:

- عرف عندهم ( السباعيين )شخص يسمى امحمد الزوين وقد توفي عام 675 هـ ويتواجد بني عمومته الان في قلمين بالصحراء المغربية بعد هجرتهم من مراكش إليها ويشتهرون بأولاد عمر.

- إن امحمد الزوين (والسباعيين عموما) ينتسبون إلى عامر الهامل جد شرفاء الساقية الحمراء السبعة المعروفين دفين جبل اضاض بالسوس الأقصى.

وقد أعطى أبو زيد للباحثين شهادة موقعة منه وعليها ختم النقابة تفيد أن كونين ابن امحمد الزوين دفين آقار عتبة هو من أبناء بني السباع أحفاد عامر الهامل دفين جبل اضاض. ويبدو أن أبو زيد بنى قناعته تلك على الأدلة الظرفية التالية:

السياق المكاني والزماني فامحمد الزوين الذي تكلم عنه أبو زيد السباعي مات في مراكش عام 675 هـ والكونيني هاجر من مراكش عام 701هـ فلا يستبعد أن يكون امحمد الزوين الذي يعرفونه هو والد الكونيني امحمد الزوين المراكشي الذي تحدثت عنه الوثيقة السالفة الذكر .

الأسماء كونين و الزوين من الاسماء المتداولة عند السباعيين.

أما المحطة التالية من البحث فبدأت قبل سنوات قليلة عندما جاء إلى فريق البحث أشخاص من النيجر قالوا إنهم من ذرية يوسف الكونيني الزوين وأن لديهم رواية متوارثة تقول أن جدهم يوسف غادر فزان إلى تمنراست بأقصى جنوب الجزائر على الحدود النيجيرية وخلف فيها ولدين هما هود ومحمد(أفلاوس) وأحضروا معهم مخطوطة قديمة كتبها جدهم العميري على رقعة جلد يقول فيها ( أنا العميري بن حامد بن محمد بن عثمان بن محمد (إفلاوس) بن يوسف الكونين بن محمد وكتبت ذلك بعد مضي 139 عاما على استشهاد جدنا يوسف في الفتوحات الإسلامية في الصحراء ونحن من أبناء الشريف).

وفي عام 2006ف جاء للفريق من النيجر حفيد آخر من أحفاد يوسف الكونيني مؤكدا نفس الرواية وهو الحاج موسى بن بشير بن عبد المطلب بن حامد بن محمد بن عثمان بن محمد بن يوسف الكونيني. فهو يلتقي مع العميري السابق الذكر في حامد وكلاهما من ذرية محمد (أفلاوس) بن يوسف الكونيني.

أما عن معلومات هؤلاء عن جدهم يوسف أو عن الكونين فكل ما يعرفوه التالي:

أن يوسف الكونيني قد جاء من فزان إلى تمنراست ولا يملكون تاريخا لذلك.

أنهم أشراف لكن لا يملكون معلومات دقيقة عن نسبهم ما بعد الكونين بن محمد .

أن جدهم يوسف كان من قادة الفتوحات الإسلامية وأنه استشهد في الفتوحات الإسلامية في الصحراء.

أحد أخوال حفدة يوسف الكونيني واسمه -محمد احمد عبد الله -وهم من الكاظميين الموجودين في النيجر ولهم عمود نسبهم الذي يجعلهم من ذرية عثمان بن السيد حسين الفاسي يقول إنه معروف لديهم أن حفدة الكونيني هم من الكاظميين لكنه لا يعلم على وجه الدقة أين يشتركون معهم في النسب.

المحطة الأخيرة من هذا البحث فكانت بالعثور على عمود نسب لشخص يسمى ((يوسف الكونين بن محمد)) وكان السؤال هل هو ذاته يوسف ابن الشيخ الكونيني دفين آقار عتبة والذي يقول حفدته في النيجر أنه استشهد في الفتوحات الإسلامية في الصحراء؟

باحث إنجليزي اسمه إيوان لويس Iona Lewis) ) وهو بروفوسور في الأنثروبولوجي ومهتم بدراسة تاريخ الصومال له كتاب بعنوان

saints and Somalis :popular islam in a clan-based sociyty.

في الفصل السابع من هذا الكتاب وتحت عنوان:

(yusuf barkhedle of the worlds)))

كلمة=worlds الكَونَين بفتح الكاف يبدو أنها جاءت كترجمة خاطئة لكلمة الكونين بضم الكاف

تحدث الباحث عن شخصية ((مقدسة)) أو (saint) كما يسميها ومحتفى بها في شمال الصومال ، يقول أن الأهالي يلقبونه ببرخذلة (الرجل المبارك) واسم هذا الرجل هو يوسف الكونين وله ضريح قرب وادي سرير دوجر 20 ميلا عن العاصمة الإقليمية هيرقيسيا، يقول عنه لويس أنه من أوائل الدعاة الإسلاميين وأنه مخترع الاصطلاحات العربية للغة الصومالية وأن ضريحه مزارا للصوماليين ((للتبرك وطلب الحوائج)) ويروي غير ذلك من القصص التي تبين الهالة الأسطورية التي يضعها الأهالي حول هذا الشخص. هذه الشخصية مشهورة في الصومال و تناولتها العديد من المصادر التي تتحدث عن تاريخ الصومال لكن لويس لربما هو أكثر من تعرض لها بالدراسة والتحليل الذي تضمن ثلاثة زيارات ميدانية لضريحه.

المفيد مما أورده لويس:

1- أن الرجل اسمه يوسف الكونين فهو يقول أن الأهالي يسمونه بثلاث تسميات الأول هو (berkhedle) وهو لقب ترجمته من اللغة الصومالية إلى العربية (الرجل المبارك)، الثاني Ikhwaan) ) و ترجمها لويس على أنها عربية (إخوان) أم الثالث فهو (Al kowneyn) وترجمها هو أيضا على أنها عربية وتعني الكَوْنين (worlds) بفتح الكاف وسكون الواو وهو على الأرجح خطأ في ترجمة الإسم الكونين بضم الكاف. والمصادر الأخرى -وهي كثيرة - التي تتحدث عنه كلها تورده باسم واحد يوسف الكونين yusuf al kowneyn)) و يلقب ببرخذلة وتعني الرجل المبارك.

2- يعتقد لويس أن الرجل له بصلة بالملوك الأشراف الذين حكموا أرض الصومال ويبني اعتقاده على التالي:

· موقع الضريح لأنه محاط بسور قديم يبدو انه كان سياج لمدينة قديمة ومن العملة والفخار الذين حصل عليهما أحد الباحثين واسمه كورل في الموقع الدولة كانت موجودة في القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي.

· قائمة حكام أرض صلاح الدين و التي قيل أنها نسخت من قبل أحدهم من عمل قديم لشخص يسمى الشريف إبراهيم وجاء فيها (( ثم وصل للحكم عمر بن دينور بن أحمد بن محمد بن حميد بن الشيخ يوسف الكونين يلقب (برخدلة)……..).

3- لا يملك لويس تاريخا دقيقا عن ميلاد الرجل أو وفاته لكن وفقا لحساباته الرجل على الأرجح توفي عام 1190م أي 585 هجرية سنة لكن مصادر أخرى عديدة تورد أنه من رجال القرن الثالث عشر الميلادي أي السابع الهجري وذلك في خلال سردها لكيفية دخول الخط العربي (wadaad,s writing) للغة الصومالية.

4- يتحدث لويس أن الرجل كان له دور بارز في جهاد المسيحيين (الأحباش) وهو أيضا ما تورده المصادر الأخرى.

5- أورد لويس شجرة نسب ليوسف الكونين الذي تحدث عنه نقلها من ضريحه هذه الشجرة تجعله في عداد الكاظميين.

بالنسبة لفريق البحث كان الوصول للكثير من الإجابات المتعلقة بالبحث عن نسب الكونيني بن امحمد الزوين هو عن طريق ربط يوسف الكونين بن محمد الذي أورده لويس بيوسف الكونيني الذي ورد ذكره في الوثيقة التي كتبها محمد بن محمد الصالح بن أحمد الكونيني والذي ينتسب إليه الكونينيون بالنيجر وهذا الربط ممكن بقرائن قوية.


القرائن:

1- ما يرويه لويس عن يوسف الكونين بالصومال يتطابق إلى حد بعيد مع ماهو معروف عن يوسف الكونيني الذي تتحدث عنه وثيقة الكونينيون بوادي عتبة ويرويه الكونينيون بالنيجر من حيث:

كلا الرجلين يحملا نفس الاسم الثلاثي (يوسف الكونين بن محمد) بفارق بسيط:

فاسم يوسف الكونين حسب وثائق حفدة الكونين بوادي عتبة هو يوسف بن الكونين بن محمد الزوين و كذلك هو الاسم الذي أورده حفدته بالنيجر يوسف بن الكونين بن محمد الزوين أما الاسم الوارد في المصادر الصومالية فهو يوسف الكونين بن أحمد بن محمد…….. على أن الكونين هو لقب ليوسف وليس اسما لوالده المباشر وبزيادة الاسم أحمد قبل محمد.

كلا الرجلين من قادة الفتوحات الإسلامية في الصحراء: فهذا الأمرهو ما يقوله الكونينيون في النيجر عن جدهم يوسف وهو أمر مشهور عندهم وعند من يعرفهم هناك ومدون في وثيقة العميري التي معهم والتي كتبت بعد 139عاما من استشهاد جدهم يوسف ، وهوكذلك ما يقوله لويس وغيره من المصادرعن يوسف الكونين في الصومال

كلا الرجلين يذكران في المصدرين على أنهما من الأشراف.

أما الإشكال الذي يقف في وجه التوفيق بين الشخصين هو الفترة الزمنية التي عاش فيها الاثنان فحسب وثائق حفدة الكونين بوادي عتبة والتي دون أقدمها في القرن العاشر الهجري يجب أن يكون الرجل من مواليد مطلع القرن الثامن الهجري 708هـ لكن يوسف الكونين الذي ورد في المصادر الصومالية لا يوجد اتفاق يحدد الفترة الزمنية التي عاش فيها فلويس يرى أنه قد توفي عام 1190م أي 585 هجرية أي أنه من مواليد مطلع السادس الهجري ومصادر أخرى ترى أنه توفي 1280ميلادي أي أنه من مواليد مطلع القرن الثالث عشر الميلادي أي السابع الهجري وبالتالي يصبح هناك فرق بين التأريخين يصل إلى قرن من الزمان وكلا التأريخين مخالف لما هو وارد في وثيقة الكونينين بوادي عتبة.

وفي ظل قوة القرائن الأخرى هذا الإشكال يمكن عزوه لخطأ في أحد المصدرين.

2- التطابق بين شجرة الكاظميين بالنيجر وشجرة يوسف كما أوردها لويس في الجدود من لدن الجد حسين بن محمد بن موسى إلى نهاية النسب إلى علي بن أبي طالب مع وجود فروق في اسمين -وهو خلل يمكن تجاهله- يعطي مصداقية للعمودين (كلا العمودين يصدق الآخر رغم اختلاف مصدريهما اختلافا كبيرا).

3- العمودين سليمين من ناحية عدد الجدود بالنسبة للفترة الزمنية(مقياس ابن خلدون).

4- أحد الجدود وهو عيسى بن محمد بن جعفر….. له عمود مماثل في واحد من أهم كتب نسب الطالبيين وهو ((عمدة الطالب في نسب أبي طالب)) لمؤلفه المؤرخ ابن عنبة الحسني.

5- أن شجرة لويس تؤكد ما ذهب إليه محمد أحمد عبد الله صاحب شجرة الكاظميين أخوال الكونينين بالنيجر من أن الكونينيين هم من الكاظميين وأنهم يشتركون معهم في النسب فالجد الذي يربط الكونينيون مع أخوالهم الكاظميين بالنيجر حسين بن محمد بن موسى يفصله عن يوسف الكونيني 10 آباء فقط يعني حوالي ثلاثة قرون مما يعني أن يوسف الكونيني ومن عاصروه من الكاظميين أجداد محمد أحمد عبد الله لابد وقد كانوا على علم بعلاقة النسب تلك.

6- الجد حسين بن محمد بن موسى الذي ورد في عمود يوسف الكونين كما أورده لويس والوارد في عمود نسب الكاظميين بالنيجر هو ذاته السيد حسين الفاسي وهو شخصية مشهورة في كتب النسب (انظر المقال [السيد حسين الفاسي]) وكلما ستفرضه نتائج هذا البحث من حقائق ينسجم تماما مع ما هو مشهور عن هذا الرجل من حيث:

- العمود الذي أورده لويس يدعم الرأي الراجح والقائل بأن السيد حسين الفاسي من ذرية جعفر الزكي بن علي الهادي وليس من ذرية محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي كما تورده خطأ بعض الأعمدة فمحمد هذا هو شخصية وهمية من اختراع الشيعة يسمونه محمد المهدي (الإمام المنتظر) و خير من يرجع إليه في رفض هذه القصة عمه المفترض جعفر الزكي.

- اشتهر بعض من أحفاد حسين الفاسي الذين غادروا المغرب واستوطنوا مناطق أخرى بين القرنين السادس و الثامن الهجري مثل محمد أبو جعافر(700هـ) جد الجعافرة الحسينيين بمصر و السيد أحمد البدوي و أخوه حسن (500هـ)وذريته لا تزال موجودة بمصر و محمد عبد الله السقواتي (نسبة للساقية الحمراء) الذي هاجر من الساقية الحمراء (500هـ)إلى الشام وله عقب الآن في الخليل. فكون الكونين هو أحد أحفاده الذين هاجروا من المغرب إبان تلك الفترة هو أمر منسجم تماما مع هذه الحقيقة .

- جغرافيا وجود حفيد للسيد حسين الفاسي بأرض الصومال (يوسف الكونين) يمكن فهمه بكل وضوح من خلال نتائج هذا البحث.

7- هذا العمود كما يقول فريق البحث سيحل إشكالا قائما في كتب النسب في رفعها لنسب السباعيين من ذرية عامر الهامل إلى إلامام إدريس، وسيبن عدم صوابيته ويبين أنهم أي السباعيين من ذرية عامر الهامل هم من الكاظميين. وهذا ما سنورده في المقال التالي بعنوان(( نسب السباعيين العامريين)).

نشرالباحثون نتاج بحثهم هذا عام 2006 في كتاب تحت عنوان (( الكونيني الزوين حفيد الشهيد الحسين- من رباط واصل بمراكش إلى فزان)) لكاتبه [ المهدي بن محمد بن احمد الكونيني ] صاحب السبق والمجهود الأبرز في هذا البحث منذ بدايته قبل ما يزيد عن 15 عاما.

هوامش مفيدة:

· الكونين: هكذا هو رسم الأسم كما في الوثائق، وهو عكس لفظ الأسم المتداول الكونيني وذلك ربما لان المتأخرين أحلوا النسبة بدل الإسم.

· محمد: هكذا هو رسم اسم والد الكونين في الوثائق، لكن هناك من يرى أن اللفظ الصحيح له هو امحمد ويمكن تفسير ذلك على أن الأولين لم يكونوا يفرقون بين محمد و امحمد في الرسم ويفرقون بينهما في النطق فيحركون الميم في الأول ويسكنونها في الثاني.

· الزوين: رسم الاسم في الوثائق ورد بطريقتين الأولى (إزوان) وهو الرسم الأغلب و الثاني هو( إزوين ) والسبب في ذلك واضح وجلي فلفظ الاسم يكون بحركة إمالة للواو بين الفتح والكسر والمد الذي يلي الواو هو مد مع إمالة بين الألف و الياء. ولأنه لا يوجد رسم يضبط الإمالة فكلا الرسمين صحيح والعبرة باللفظ.

· اسمي الزوين والكونين هما من الأسماء الشائعة عند كثير من ذرية الإمام زين العابدين والزوين قد يكون تصغير للقب ذلك الإمام الجليل حملته ذريته من بعده.

· بخردلة أو ((الرجل المبارك)) قد تكون ترجمة للزوين فمعنى الكلمتين فيه كثير من التشبيه.

" كتبها عادل الزوين "



hgi[vm hgu;sdm hglyhvfdm hgn gdfdh hglyhvfm hglyvf hgshrdm hgplvhx hgsfhuddk hgsfum hgavthx hg.,dk hg;,kdkd ;,ghk