مسائل نافع بن الأزرق لابن عبَّاسٍعن الضحَّاك بن مزاحمٍ الهلاليِّ قال: خرج نافع بن الأزرق ونجدةُ بن عويمرٍ في نفرٍ مِن رؤوس الخوارج لينقروا عن العلم ويطلبوه، حتى قَدِموا مكَّة، فإذا هم بعبد الله بن عبَّاسٍ قاعدًا قريبًا من زمزم وعليه رداءٌ أحمر وقميصٌ، وإذا ناسٌ قيامٌ يسألونه عن التفسير يقولون:
«يا ابن عبَّاسٍ، ما تقول في كذا وكذا؟» فيقول: «هو كذا أو كذا»، فقال له نافع بن الأزرق:
«ما أجرأك يا ابن عبَّاسٍ على ما تُجريه منذ اليوم»،
فقال له ابن العبَّاس: «ثكلتك أمُّك يا نافع وعَدِمَتْك، ألا أخبرك مَن هو أجرأ منِّي؟»
قال: «من هو يا ابن عبَّاسٍ؟
قال: «رجلٌ تكلَّم بما ليس له به علمٌ، ورجلٌ كتم علمًا عنده».
قال: «صدقت يا ابن عبَّاسٍ، أتيتُك لأسألك»،
قال: «هات يا ابن الأزرق فسَلْ»،
قال: «أخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ﴾ [الرحمن: ٣٥]، ما الشواظ؟»
قال: «اللهب الذي لا دخان فيه»،
قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟
قال: نعم، أمَا سمعتَ قول أُمَيَّة بن أبي الصلت:
ألا من مبلغٌ حسَّان عنِّي * مغلغَلةً تَدِبُّ إلى عُكَاظِأليس أبوك قَيْنًا كان فينا * إلى القَيْنات فسلًا في الحِفاظقال: «صدقت، فأخبِرْني عن قوله: ﴿وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ [الرحمن: ٣٥]، ما النحاس؟»يمانيًّا يظلُّ يشُبُّ كِيرًا * وينفخ دائبًا لهبَ الشواظ»
قال: «الدخان الذي لا لهب فيه»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك؟»
قال: «نعم، أمَا سمعتَ قول نابغة بني ذبيان يقول:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ﴾ [الإنسان: ٢]،يضيء كضوء سراج السليـ * ـطِ لم يجعل الله فيه نحاسَا»
قال: «ماء الرجل وماءُ المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مِشْجًا»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول أبي ذؤيبٍ الهذليِّ وهو يقول:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة: ٢٩]، ما الساق بالساق؟»كأنَّ النصل والفُوقَيْنِ منه * خلال الريش سِيط به مشيجُ»
قال: «الحرب»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك؟»
قال: «نعم، أمَا سمعتَ قول أبي ذؤيبٍ الهذليِّ:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ [النحل: ٧٢]، ما البنون والحَفَدة؟»أخو الحرب إن عضَّت به الحربُ عضَّها * وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمَّرا»
قال: «بنوك؛ فإنهم يعاطونك، وأمَّا حَفَدتك فإنهم خَدَمُك»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أمَا سمعت قول أُمَيَّة بن أبي الصلت الثقفيِّ:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ﴾ [الشعراء: ١٥٣]، ما المسحَّرون؟»حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ وأُلقيتْ * بأكُفِّهن أزِمَّة الأحمال»
قال: «من المخلوقين»،
قال: «فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أمَا سمعت قول أُميَّة بن أبي الصلت وهو يقول:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾، ما المليم؟»فإن تسألينا ممَّ نحن فإنَّنا * عصافيرُ مِن هذا الأنام المسحَّر»
قال: «المذنب»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أمَا سمعت قول أميَّة بن أبي الصلت وهو يقول:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ﴾ [الفلق: ١]، ما الفلق؟»مِن الآفات لستَ لها بأهلٍ * ولكنَّ المسيء هو المُليم»
قال: «ضوء الصبح»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾[الحديد: ٢٣]، ما الأسى؟»الفارج الهمِّ مبذولٌ عساكرُه * كما يفرِّج ضوءَ الظلمة الفَلَقُ»
قال: «لكي لا تحزنوا»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتابُ على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
قال: «صدقت، فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: ١٤]، ما يحور؟»قليل الأسى فيما أتى الدهرُ دونه * كريم النَّثَا حلوُ الشمائل مُعْجِب»
قال: «يرجع»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: ٤٤]، ما الآنُ؟»وما المرء إلَّا كالشهاب وضوؤُه * يحور رمادًا بعد إِذْ هو ساطعُ
قال: «الذي قد انتهى حرُّه»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول نابغةِ بني ذبيان:
فإن يقبض عليك أبو قُبَيْسٍ * تَحُطَّ بك المنيَّةُ في هوانقال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ [القلم: ٢٠]، ما الصريم؟»وتُخضب لحيةٌ غدرت وخانت * بأحمرَ مِن نجيعِ الجوف آنِ»
قال: «كالليل المظلم»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول نابغةِ بني ذبيان:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ [الإسراء: ٧٨]، ما غسقُ الليل؟»لا تزجروا مكفهرًّا لا كِفاء له * كالليل يَخْلُط أصرامًا بأصرام»
قال: «إذا أظلم»، قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟
قال: «نعم، أما سمعت النابغة وهو يقول:
قال أبو خليفة: الآل: السرابكأنما جُلُّ ما قالوا وما وعدوا * آلٌ تضمَّنه مِن دامس غَسَقٌ»
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ [النساء: ٨٥] ما المُقيت؟
قال: «قادرٌ»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧]»،وذي ضِغْنٍ كففتُ الضِّغْنَ عنه * وإنِّي في مساءته مُقيت»
قال: «إقباله بسواده»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢]،عسعس حتى لو يشاء ادَّنا * كان لنا مِن ضوء نوره مَقْبَس»
قال: «الزعيم: الكفيل»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
قال: «صدقت، فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَفُومِهَا﴾ [البقرة: ٦١]، ما الفوم؟» قال: «الحنطة»،وإنِّي زعيمٌ إن رجعتُ مملَّكًا * بسيرٍ ترى منه الفُرَانِق أَزْوِرَا»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول أبي ذؤيبٍ الهذلي:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ ﴿الأَزْلَامُ﴾ [المائدة: ٩٠]، ما الأزلام؟» قال: «القِدَاح»،قد كنتَ تحسبني كأغنى وافدٍ * قَدِمَ المدينةَ عن زراعة فُوم»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول الحُطَيئة:
قال: «صدقت، فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ ﴿أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ﴾ [الواقعة: ٩]»لا يزجر الطيرَ إن مرَّت به سَنَحًا * ولا يقام له قدحٌ بأزلام»
قال: «أصحاب الشمال»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «أما سمعت بقول زهير بن أبي سلمى:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦]»نزل الشيب بالشمال قريبًا * والمَروراتِ دائيًا وحقيرًا»
قال: «اختلط ماؤها بماء الأرض»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
لقد عرفت ربيعة في جُذامٍ * وكعبٍ خالَها وابنا ضرارقال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ﴾ [الذاريات: ٧]، ما الحُبُك؟»لقد نازعتم حسَبًا قديمًا * وقد سَجَرت بحارُهم بحاري»
قال: «ذات الطرائق»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿جَدُّ رَبِّنَا﴾ [الجن: ٣]، ما جَدُّ ربِّنا؟» قال: «ارتفعت عظمتُه»،مكلَّلٌ بأصول النجم تنسجه * ريح الشمال لضاحي مائه حُبُك»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعتَ قولَ طَرَفة بنِ العبد للنعمان بن المنذر:
إلى ملكٍ يضرب الدارعيـ * ـن لم ينقص الشيب منه قبالاقال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥]»، قال: «الحَرَض: البالي»،ترفع بجَدِّك إني امرؤٌ * سقتني الأعادي سجالًا سجالًا»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول طَرَفة بنِ العبد:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله جلَّ ذكرُه: ﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾ [النجم: ٦١]، ما سامدون؟»أمِن ذكرِ ليلى إن نأت غربةٌ بها * أعدُّ حريضًا للكرام محرَّمًا»
قال: لاهون،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول هُزيلة بنت بكرٍ تبكي عادًا:
بَعَثَتْ عادٌ لقيمًا * وأتى سعدٌ شريدًاقال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِذَا اتَّسَقَ﴾ [الانشقاق: ١٨] ما اتِّساقه؟»قيل: قم فانظر إليهم * ثمَّ دع عنك السمودا»
قال: «إذا اجتمع».
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت قول أبي صِرْمةَ الأنصاري:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: الأحد ﴿الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ٢]، أمَّا الأحد فقد عرفناه، فما الصمد؟»إنَّ لنا قلائصًا نقائقا * مستوسقاتٍ لو يجدن سائقًا»
قال: «الذي يُصْمَد إليه في الأمور كلِّها»،
قال: «فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت بقول الأسدية:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَلْقَ أَثَامَا﴾ [الفرقان: ٦٨]، ما الأثام؟»ألا بكَّر الناعي بخيرَيْ بني أسدْ * بعمرو بن مسعودٍ وبالسيِّد الصمدْ»
قال: «جزاءً»،
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت بقول بشر بن أبي حازمٍ الأسديِّ:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [النحل: ٥٨]، ما الكظيم؟»وإنَّ مقامنا ندعو عليهم * بأبطحِ ذي المجاز له أثام»
قال: «الساكت»، قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت بقول زهير بن جَذيمةَ العبسيِّ:
قال: «صدقت، فأخبِرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ [مريم: ٩٨] قال: «صوابًا»،فإن تك كاظمًا بمصاب شاسٍ * فإنِّي اليومَ منطلقٌ لساني»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟
قال: «نعم، أما سمعت بقول خِداش بن زهير:
قال: «صدقت، فأخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ [آل عمران: ١٥٢]»، قال: «إذ تقتلونهم بإذنه»،فإن سمعتم بحبلٍ هابطٍ سَرَفًا * أو بطنِ قومٍ فأخفوا الرِّكْزَ واكتتِموا»
قال: «وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم؟»
قال: «نعم، أما سمعت بقول عتبة الليثي:
قال: «صدقت، فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [الطلاق: ١]، هل كان الطلاق في الجاهلية؟»نَحُسُّهم بالبِيض حتى كأنما * نفلِّق منهم بالجماجم حنظلًا»
قال: «نعم، طلاقًا بائنًا ثلاثًا، أما سمعت قول أعشى بني قيسِ بن ثعلبة حين أخذه أختانُه عَنَزَةُ فقالوا له: إنك قد أضررت بصاحبتنا، وإنَّا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلِّقها، فلمَّا رأى الجِدَّ منهم وأنهم فاعلون به شرًّا قال: يا جارَتَا بِيني فإنك طالقهْ * كذاك أمور الناس غادٍ وطارقهْ
فقالوا: والله لتُبِيننَّ لها الطلاقَ، أو لا نضع العصا عنك،
فقال: فبِيني حَصَانَ الفرجِ غيرَ ذميمةٍ * وما مُوقةٌ منَّا كما أنت وامقهْ
فقالوا: والله لتبيننَّ الطلاق، أو لا نضع العصا عنك، فقال:
فأبانها بثلاث تطليقاتٍ».وبِيني فإنَّ البَين خيرٌ مِن العصا * وإن لا تزالي فوق رأسك بارقهْ
(منقـــــــــــــــــول)
المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس علم التفسيرlk lshzg khtu fk hgH.vr gpfv hgHlm uf]hggi hguf~QhsS vqd hggi ukilh
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 14-04-2019 الساعة 08:56 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)