الحسانية أول من أسس حى العرب بأم درمان - بقلم الطاهر على الريح

حى العرب هو ذلكم الحى العريق بأم درمان والذى كان وما زال يمور بالأدباء والشعراء والفنانين والذين أثروا الساحة السودانية بهذه الفنون الراقية والذين كان لهم القدح المعلى فى رفع شأن التراث السودانى بكافة أطيافه وألوانه حتى غدا حى العرب أم درمان وأم درمان هى حى العرب . فمن أسس هذا الحى الذى أصبح قبلة الاِبداع وذكره على كل لسان ؟ ومن الذى وفر هذه البيئة الجميلة والمتفردة فاستطاع أهل السودان الاِبداع من خلاله ؟ اِنهم عرب الحسانية الكواهلة وبطونهم من النمراب فهذا هو ديدنهم أينما حطوا رحالهم ، فقد أحالوا النيل الأبيض هم وأهلهم الكواهلة الى قبلة لكل أهل السودان والذين وجدوا الأمن والأمان والطمأنينة والترحيب كأعراف بدوية نعتز بها .




ونحن هنا اِذ نورد شهادة سكان أم درمان لهذا الحى وساكينه ومؤسسيه وذلك لكى يعرف الناس معادن الرجال فى صنع تاريخ الأمة ومكوناتها الثقافية والأدبية والفنية .





من جريدة ألوان :



حديث أمدرمان همساً وجهراً يحمل الأزمنة والتاريخ والحقائق والأمكنة والأشخاص وأشياء لا ترى، ولكن تحس فقط وحكايات تأتي تحت شعار التاريخ والحاضر والمستقبل. أمدرمان لم تكن مدينة أو مكاناً فقط بل هي قبل ذلك احساس صادق حملناه في حلنا وترحالنا عبر السنوات وحملتنا قبل ذلك.

وأمدرمان المكان هي أحياء وذكريات وأيام حبلى بما شهدته وتشهده هذه الأحياء العتيقة المتجددة.

وأحياء أمدرمان لها ذاكرة تماماً مثل الإنسان ذاكرة تحمل التاريخ بكل ما فيه من جميل ومر لتخرج بطعم سوداني ونكهة بلدنا.. والأحياء الأمدرمانية تحمل الأسرار بين الأسوار وتتنفس تماماً ككائن حي، وتحمل المدهش والمبكي والمفرح ولم يسبر أغوارها أحد تماماً كما هي، ولكن كان لقاء من يتحدث عنها لقاء يلامس الهوامش دون التعمق.



ولأحياء أمدرمان طعم ومذاق خاص ظل يتذوقه سكانها جيلاً بعد جيل.. فأمدرمان المحنّة كسبت محنتها من أحيائها التي ظلت تزاوج دوماً بين الأصالة والمعاصرة وحملت أحياء أمدرمان بين جنباتها السودان.

واحد من أحياء أمدرمان المعتّقة هو حي العرب الحي القديم بأمدرمان كان شاهداً على أزمنة ويحمل حكايات بعضها قديم وبعضها عبر الزمن قدم أُناساً استحوذوا على زمن وبعضهم تجاوز عجلة الزمن ليحل في كل الأزمنة.

حي العرب قصة لكل الأماكن ولكل الأزمنة.. حي حمل مزيجاً عجيباً وكان فرعاً في شهرة الوطن حمل الزهر والثمر والأيام الجميلة.. وصنع الكثير وحاك بخيوطه مناديل أيام الزمن الجميل أيام المحنّة وفرح المحبة في عيون الناس.

سكان هذا الحي هم مزيج من أهل السودان بل هم مزيج من الحضر والبادية بعنفوانها الفتي.. ويقول حيدر الشريف حمدالنيل يوسف حي العرب نشأ بعد معركة كرري بثلاث سنوات ــ أي في العام 1901م ــ ولكن البداية الفعلية له مع توافد القبائل من مناطق السودان لنصرة المهدي والمهدية وسميّ حي العرب لأن أغلب سكانه الأوائل كانوا متأثرين بحياة البداوة.. وكان هناك خور كبير يأتي بالمياه في أيام الخريف ويوفر أجواء بادية، وهو فرع من وادي شمبات وكان هناك وادي الكتير يصب في خور غرب حي العرب.

وسكن حي العرب الأشراف اللحويين، ولكن أول من سكن حي العرب هم الحسانية والنمراب وهم نزلوا من جبل المرخيات وأصلهم من الصوفي بالنيل الأبيض، وكذلك كانت هناك مجموعات أخرى من الفتيحاب والجموعية ومجموعة من البكرية وهذه القبائل اختارت منطقة حي العرب على أن تسكن بجوار النيل، لأنها كانت منطقة مخضرة وتكثر فيها الأعشاب والوديان وتصلح للرعي وتربية الحيوان.

* فاصل وهمي:

ويحكي العم حيدر عن وجود فاصل وهمي في حي العرب، فهناك ثمانية مربعات من شارع الشنقيطي الى المنطقة هي الحي، هناك أربع مربعات سكانها من أصول مختلفة من نقادة وجعافرة وكنوز، وهم متميزين بصفات وطباع تختلف عن بقية المربعات الأربعة الأخرى.. وفي اعتقادي أن الفاصل الموجود هو فاصل لغوي بمعنى أن هناك اختلافاً في اللهجة بين هذه المربعات التي بينها فاصل وهمي، وكذلك هناك اختلاف في نمط الحياة، المربعات الأربعة الأولى هم من حيث المهن.. فالمربعات الأولى مربعات سكانها يعملون في مجال المهن الصناعية، فأغلبهم من الصناعية والموظفين.. أما المربعات الأخرى، فسكانها من التجار وأصحاب المواشي.. ولكن رغم الفروقات هذه إلا أن هناك تعايشاً وتمازجاً بين أهل الحي، لذلك أقول خط وهمي.. ومع مرور الوقت تلاشت هذه الفوارق تماماً وذاب هذا الخط الوهمي وهذا الذوبان بدأ من الأربعينات واستمر حتى اكتمل في الخمسينات.

وبعد ذلك توافد الى حي العرب أُناس من مناطق مختلفة من السودان ليصبح الحي بمكوناته الحالية، فكان أحمد كمال ويحيى عثمان الكوارتي والشيخ مصطفى الدسوقي والد الشاعر سيف الدين الدسوقي.

وكان سكان حي العرب يدفنون موتاهم في مقابر تسمى الجمرية وهي إمرأة بنت الشيخ دفع الله الغرقان، وهي أول من دفن في هذه المقابر.. وأغرب ما في الأمر أن مدرسة حي العرب الوسطى ليست في حي العرب بل في حي البوسطة.. أما مدرسة المسالمة فهي في حي العرب.

وعن خلاوي القرآن التي كانت في حي العرب كانت خلوة الفكي عثمان وهو شيخ من مساوي وكذلك خلوة الشيخ حامد، وقد أعطى بيته ليصبح خلوة وهناك خلوة جبارة وهو من منطقة الشيخ الطيب..

أما الفنانون الذين كانوا في حي العرب.. كان هناك المبدع التاج مصطفى وميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة وإبراهيم عوض ورمضان حسن وأحمد الجابري.. ومن الشعراء عبيد عبدالرحمن وسيد عبد العزيز وعبدالرحمن الريح.. ومن لعيبة الكرة كان أبزيد العبد وأبشر العبد وهؤلاء لعبوا في المريخ، وحسن عطية لعب في الهلال (كسرة يا أبوا علي) وعلي قاقرين كان يسكن آخر بيوت حي البوسطة، وكانت حياته الاجتماعية كلها في حي العرب.. ومن الأندية التي كانت في حي العرب نادي الحديد ونادي حي العرب والرابطة.

وقبل أن يعرف السودانيون المسرح كان سكان حي العرب يستمتعون بالمسرح والذي كان يتم قيامه في بيت ميرغني ود الفكي خال المراجع العام مكي محمود، وكان يقدم العروض المسرحية لأهل الحي.. وكان يكتب المسرحيات عبدالرحمن الريح وكان الممثلون أحمد حسن جمعة وميرغني المأمون.. وكانت أشهر مسرحياتهم تلك التي تدعو لتسهيل الزواج والبعد عن التكاليف الزائدة..

وكان من ظرفاء حي العرب سليمان الزبير وكان يقدم القفشات ويعشقه الناس كثيراً ويحبون أن يستمعوا له ولتعليقاته الجميلة على الأحداث.

* أحياء أمدرمان.. صورة من بعيد:

وإذا كان حي العرب يمثل حالة خاصة فإن بقية أحياء أمدرمان لها سحرها جديده وقديمه.. وهنا نمر في سياحة سريعة على جزء من أحياء أمدرمان على أمل اللقيا مع كل حي بشكل أعمق:

ــ الملازمين.

ــ بيت المال: (وقد ضم بيت مال دولة المهدية).

ــ الأمراء: (وسكنه عدد من أمراء المهدية).

ــ الهاشماب.

ــ الموردة.

ــ الهجرة.

ــ حي ود نوباوي: (وهو أحد قادة المهدية).

ــ حي أبروف: وهو الحي المقابل لحي بيت المال من الشرق وبه سوق عرف بإسم سوق الشجرة وبه مقر طريقة الشيخ الأمين ومقر الطريقة السنهورية.

ــ حي القماير.

ــ حي العمدة: (من أعرق أحياء أمدرمان، حيث كان يسكنه عمدة المنطقة).. وتنقسم إلى أربعة أحياء حسب الاتجاهات الجغرافية، وأكبرها حي العمدة.

ــ حي الشهداء: وبه أحد أكبر أسواق أمدرمان سوق الشهداء، وهو موقف عام لجميع المواصلات المتجهة للخرطوم وبحري واشتهر بعدد كبير من المكتبات.

ــ حي البوسطة: وسميّ بهذا الاسم لوجود البوسطة فيه وكان له أهميته في ذلك الوقت وبه سوق.

ــ حي العباسية: ينقسم إلى شرق وغرب وشمال.

ــ حي أبوكدوك.

ــ حي الظباط.

ــ حي بانت: شرق وغرب.

ــ حي أبو عنجة: وينسب الاسم لأحد قواد المهدية ولخور يصرف مياه السيول للنيل.

ــ حي المظاهر: وهو يقع الى الشمال من سوق أمدرمان وكثير من القادمين الجدد لأمدرمان لا يستطيعون تحديد الحي على وجه الدقة.

ــ حي المسالمة: سميّ هذا الحي نسبة للسلم الذي يعيشه سكانة مسلمين ومسيحيين وبعض الأسر اليهودية التي تحولت إلى الإسلام وتزاوجوا مع سكان الحي والأحياء المجاورة.

ــ حي الركابية: وينقسم جزء منه ويسمى زريبة الكاشف.

ــ حي ود البنا: فيه أسرة البنا المعروفة بالشعر والغناء.

ــ حي العبابدة: تابع للملازمين غرب الحارة الثالثة.

ــ حي المستشفى: يقع بين بيت الخليفة ومسجد الأنصار والشهداء وفريق العبابدة.

ــ حي العرضة: وسميّ بهذا الاسم لعرض جيوش المهدية في هذا المكان وتوجد به قمة الكرة السودانية الهلال والمريخ.

ــ حي بانت: مقسمة إلى غرب وشرق.

ــ حي الثورة: وهو مقسم الى عدد من الحارات تجاوزت حالياً المائة حارة حي السكن الفاخر.

ــ حي الروضة.

ــ مدينة النيل.

ــ حي الشاطئ .

ــ حي الرياض.

ــ حي الحتانة: شمال وجنوب.

ــ حي الواحة.

ــ حي المناره.

ــ حي ود البخيت.

ــ حي أمبدة: (مقسمة إلى ثلاثة وهي أمبدة السبيل، أمبدة الردمية، أمبدة الجميعاب) وأيضاً مقسمة وتوجد بأقسامها الثلاثة أكثر من خمسين حارة )وهي تعد أكبر مناطق أمدرمان).

ــ حي المسالمة: من أقدم الأحياء ومعظم سكانه من الأقباط.

ــ حي أبوسعد: وهو حي قديم ومقسم الى مربعات ليس كالثورة التي نجد أنها مقسمة الى حارات.

ــ حي المهندسين: كان تابعاً في العهد المايوي إلى السلاح الطبي.

ــ حي العودة: يقصد بها عودة المغتربين السودانين من الخارج.

ــ حي الفتيحاب: وهو واحد من أقدم أحياء أمدرمان وتقسم الى مربعات.

ــ حي الشقلة: ويعتبر امتداداً لأبوسعد.

ــ حي المربعات.

ــ حي البنك العقاري.

ــ حي الصالحة: وهو حي جديد، كان قرية وتحول الى حي بعد توسع أمدرمان مؤخراً.



hgpshkdm H,g lk Hss pn hguvf fHl ]vlhk - frgl hg'hiv ugn hgvdp