قبيلة الجموعية فروعها و مساكنها
ياسمين جلال تكتب:
أولا: تعريف بالكاتبة:
الكاتبه ياسمين جلال خليل من أب سودانى من حلفا وأم لبنانيه من جنوب لبنان وتخرجت من الجامعات البريطانيه
وتقيم بباريس كتبت عن قبيلة الشايقيه وقبيلة الجعليين والآن توثق لقبيلة الجموعيه والتى تتوسط السودان بسماحة
أهلها وقبولهم للآخر وبذلهم المشهود فى ربط النسيج السودانى بالتداخل الحميم وبالمساكنه والتعليم وبالتصوف والإتفاقيات.
كل ما قالته الباحثة فيهم لم يكن إلا عين الحقيقه وهى غير منتمية لهم ولا تربطها بهم أى علاقه بل من منطلق بحثها ومن ما استقته من مصادرٍ
تمور بتلك النوافل والمحامد والتى قل أن يدانيهم فيها أحد فهم الأكثر فى قبول الآخر والأجدر بالنفوذ للب الغير والأكثر إختلاطاً بكل ألوان
الطيف والأصدق تعاملاً مع الكل وينالون من القبول فى داخل الوطن وخارجه من ما يدهش الراصد له أوفياء وأهل شجاعةٍ لا يخشون الدرك
ويمتلكون من اليقين رصيدا يمشون به على حقول الألغام ويخترقون به وعر الدرك وخشش الضاريات فى كل الظروف تعرفهم حدود الدول
ويعرفهم حراسها وخيرهم إلى داكار غرباَ وإلى جوهانسبيرج جنوباَ أما داخل الوطن فمكوناته جميعا تعى ما يقال فيهم
وتقره لله درهم الحُدب الكرام.
المقال:
بقلم: ياسمين جلال خليل
في حديث سوف يطول عن قبيلة من قبائل السودان لم أستطع اختصارها بسبب الكم الهائل من المعلومات التي وجدتها والتي تطابق مع العديد من المواضيع التي
سبقتها لذلك أقدم بين ايديكم بحثي عن قبيلة الجموعية وهذا التوثيق الذي اتمنى ان يكون كاف للجميع وسيكون في 4 أجزاء أن شاء الله.
قبيلة الجموعية
🔎الجزء الأول :
تاريخهم وأنسابهم :
الملك جموع الكبير أبو قبيلة الجموعية هو الملك جموع بن الملك غانم بن الملك حميدان بن الملك صبح الشهيربأبى مرخة بن الملك مسمار بن الملك سرار بن السلطان
حسن كردم الفوار بن الملك ابوالديس بن الملك قضاعة بن الملك عبدالله الشهير بحرقان بن الملك مسروق بن الملك أحمد اليمان بن الملك ابراهيم الشهير بإبراهيم جعل
ابو قبائل الجعليين بن الامير إدريس بن الامير قيس العباسى.
حيث أن الامير إدريس بن الأمير قيس خرج مع أهل بيته من بغداد عاصمة الخلافة العباسية عند دخول التتار فلما وصل القاهرة وجد الخبر قد سبقه بتمام القضاء على
سكان بغداد وقتل الخليفة وابنه , فنزل ضيفاً على سلطانها فاجتمع إليه العلماء وسألوه فقال إنه ليس من أولاد الخلفاء ولكنه ابن عمهم ومن آل العباس , وظل جزء من ا
لعباسيين والامراء العباسيين يفدون الى القاهرة , ولما وصل الامير الناصر بالله ابن عم الخليفة المقتول دعا له المماليك والعلماء خليفة للمسلمين فكان الامير ادريس بن
الامير قيس ممن حضر بيعة الخليفة العباسى الناصر مع من حضر من بغداد , ولكن الامير ادريس خرج الى جنوب مصر حيث لم يطب له المقام فى القاهرة لأن أمرها
بيد السلطان الظاهر بيبرس وبنو العباس بها ماعدا الخليفة كأفراد الناس , وهنالك فى جنوب مصر لما سمع أن ببر العجم وهى بلاد السودان اليوم قبيلتان عربيتان وهما
فزارة العدنانية وقضاعة القحطانية فى صحارى غرب النيل ببوادى كردفان الحالية أخذ اهله فأجر الجمال وأخذ الأدلاء إلى أن نزل عليهم في الخيران, فلما وصلهم وعرفوا
منزلته رحبوا به فطاب له المقام واقتنى الماشية وصار مع البادية في الحل والترحال , وأقاموه عليهم حكما وأميرا لما عرفوا نسبه الشريف وأنه من أهل بيت الخلافة
إضافة لما ظهر عليه من فضل ورسوخ في العلم ، فأقاموه إماماً فيهم وأخذ يعلم الناس ويفقههم في أمور دينهم ، وأقبل عليه خلق كثير للأخذ عنه ، وكثر أتباعه ومازال
على ذلك إلى أن توفي رحمه الله بعد تسع سنوات من قدومه إلى السودان أي في سنة ( 669هـ ) , وأنه حضر إلى بر العجم حوالى 660 هجرية فخلفه ابنه الامير ابراهيم
الملقب ب(ابراهيم جعل) وكان رجلا حكيما قام بأمر البادية أتم قيام وإصلاح ذات بينهم ، وسار فيهم بسيرة والده ، وزاد في الإحسان إليهم ، وأخذ ينفق ما ورثه من مال عن أبيه على الضعفاء
والمحتاجين منهم ، وبالغ في ذلك حتى أن مصدر لقبه ( جعل ) كان سببه أنه خصص للضعفاء والمحتاجين رواتب دائمة للنفقة يشبه ما كان يعرف ( بديوان العطاء ) فكان
أحدهم إذا رأى ضعفاً في أخيه قال له : اذهب إلى الأمير إبراهيم ( يجعلك ) أي يجعل له اسم في ( أهل النفقة ) حتى عرف الأمير إبراهيم بهذا اللقب .
وبعد أن ذاع صيت علمه وكرمه وفضله ، أقبل عليه أهل البوادي من العرب وكثر الناس حوله وقوي أمره إلى أن دانت له القبائل بالطاعة والرئاسة وبايعت له بالملك
، فكان هو أول من أسس مملكة عباسية في السودان.
وما زال احفاده من بعده يعرفوا بالجعليين إلى يومنا هذا , فيطلق لقب الجعليين إطلاقا عاما ليشمل كل ذرية إبراهيم (جعل) مع إحتفاظ كل مجموعة من المجموعات
الجعلية بإسم يميزها عن باقى المجموعات وهو إسم الجد , ويطلق لقب الجعليين خصوصا على بنى الملك (ضواب) الذين لم يعرفوا بغير هذا الاسم وهم يسكنون
على النيل من أبوحمد شمالاً وحتى الشلال السادس جنوباً , وكانت مدة إقامة إبراهيم جعل في الملك إثنين وعشرين عاماً وتوفى ودفن بالقرب من والده , ثم تعاقب
على الحكم من ذريته ثمانيـة وثلاثين ملكـاً ، وقد سعى كلاً منهم زمن حكمـه على توسيع نطاق نفوذ ملكه حتى شملت مملكتهم كثير من الأراضي السودانية.
ومن أشهر ملوكهم الملك مسمار بن الملك سرار الذى نقل مقر ملكه إلى جبال العرشكول المطلة على النيل الأبيض وكان كثير الخيول إستعداداً للحروب , ووجد
هنالك الترعة الخضراء تمتليء في الفيضان وبعد نزول الماء يصبح مرعاها محجوزاً للخيل والماشية طول السنة ودائم الخضرة , وقد جد واجتهد الملك مسمار
وجمع كثيراً من الرجال والخيول وكان همه ضم كلمة العرب من قضاعة وقحطان وعدنان وأخذ البلاد من النوبة والعنج , فأفلح فى ضم أكثر القبائل وتوحيدها
ولكن لم تسعفه المقادير لتحقيق مبتغاه فتوفى ودفن على رأس جبل العرشكول ومدة ملكه عشرون سنة.
Yasmeen Jalal
September 16 at 8:01 AM ·
السلام عليكم جميعا نتابع معا
الجزء الثاني من
سيرة قبيلة الجموعية
ظلت نفوس الجعليين تتوق الى الإستيلاء على النيل وأخذ بلاد العنج والنوبة وكانت عاصمتهم سوبا المسيحية شرق مدينة الخرطوم الحالية , وأخذ بلاد النوبة
الى جزيرة بدين أو بادن فى النوبة العليا , إلا أن ممالكهم كانت قوية وذات نفوذ فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا , حتى تولى الحكم الملك حميدان الشهير بأبى مرخة
بن الملك صبح بن الملك مسمار , وكان رجلاً شجاعاً شديد البأس قوياً فانقادت له بلاد صحراء بر العجم والجبال وسكان غرب النيل من عرب وزنوج فقوى
جنده فراسل أمراء ومشايخ قبائل قحطان وكان علي رأسهم الأمير حيدر بن الأمير أحمد الرفاعى , فاتفقوا وتعاقدوا على زمن معين في صيف سنة ثمانمائة واحدى
وثمانين , وعبر الأمير حميدان النيل الابيض شرقا بجيوشه في حذر وتكتم وهنالك قابله الامراء من قحطان وضموا جيوشهم وأخذوا الأدلاء في تعدية الجيوش
بالمخادات , فالتقوا مع العنج والنوبة في حرب ضروس دامت أياماً ونصر الله العرب وكان للأمير عبد الله القرين الرفاعى جد العبدلاب اليد العليا لأنه كان قائد
الخيل وصاحب تدبير الحرب وتم النصر على يده للعرب فأصبحت مملكة علوه خراباً بلاقع , وصفت البلاد إلى العرب ولم يتبق إلا من إستكان واستسلمً فعاملوهم
معاملة حسنة واحترموا كنائسهم , واتفقوا أن يكون النيل الأزرق إلى الأمير عبد الله القرين والأميرحيدر أمراء قحطان ويسمى البحر الجهني , والنيل من كركوج
بحري الخرطوم وأمام بحري يسمى بحر الجعليين , وفي الواقعة هرب البطريق( ديري ين) وجمع فيما بعد جيوشاً من الأحباش والبجة وفلول مملكة علوة المنهزمة ,
وكانت عنده مدخرات الكنيسة وعاد بعد موت الأمير حيدر إلى سوبا وطرد العرب بعد معارك طاحنة , مما دعى عبد الله القرين امير قبائل قحطان أن يتحالف مع الملك
عمارة دونقس ملك الفونج وجهزوا جيشا قوياً , فقتلاه ومزقوا جيشه وتم خراب مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية الخراب المؤبد وهو الخراب الثاني بعد الأول ,
أما التقسيم فدام ذلك في الأملاك والأراضي إلى مجيء الأتراك سنة ألف ومائتين وستة وثلاثين فاستقر الأمير حيدر سيداً مطاعاً , ورجع الملك حميدان بن الملك
صبح إلى مقر ملكه جبال العرشكول.
وهناك أخذ يدبر كيف يتخلص من النوبة العليا والنوبة السفلى , وفي سنة واحد وتسعين وثمانمائة جهز جيشا كبيراً وقلد عليه ابن عمه وهو الأمير حاكم بن الأمير
سلمة , ومعه أخوه جابر بن سلمة فذهب إلى النوبة السفلى ـ البجراوية اليوم ـ فاحتلها بعد مقاومة شديدة وسار إلى النوبة العليا ـ وهى مروي اليوم – واحتلها ايضاً
واصبحت تلك البلاد خاضعة إلى الملك حميدان وتفرق بنى جعل في النيل شرقه وغربه الى يومنا هذا وتم لهم ما أرادوا , وتوفى الملك حميدان بالعرشكول ودفن مع
آبائه ومدته في الملك ثلاثون عاما , وخلفه ابنه الملك غانم وهو آخر ملوك الجعليين فى عهد وحدتهم , إذ خضع للملك غانم كل بني جعل والنوبة سفلى وعليا وبلاد
غرب النيل الأبيض وشرقه وبلاد كردفان إلى جبال النوبة , وكان حسن السيرة وعمر المساجد وأمر بالمعروف ونهى عن كل منكر وقطن بالعرشكول , ولم يزل نافذ
الأمر ملكاً مهاباً مطاعاً لكل بنى جعل إلى أن توفى ودفن بالعرشكول فى النيل الابيض مع والده الملك حميدان أبومرخة وجده الملك صبح تضمهم مقبرة في سفح
الجبل , وجدهم الملك مسمار على رأس الجبل ومدة ملكه ثماني سنوات , وترك من البنين الأمير جموع والأمير ضواب والأمير ضياب.
قال أحدهم وهو يقف على مقبرة الملوك بجبال العرشكول:
وقـفت على قبـــر المــلوك مسلماً أأجاب منها أم هناك صمـــــوت
كانوا ملوكاً في البلاد وقــــــادة هم يحكمــــوا والأنـام سكــــوت
ولـــــهم أياد طالمـــا أسـدوا بهـا للضائقيـن قراهـم والقـــوت
فــاليوم أين الرأي منهم والحجا دثروا فلا مــــــــلك ولا جبـروت
أفنــاهم الدهــر فأضحوا عبـرة تمزقت أجسامهم وعظـمهـم مفتوت
من بعـد ما قد كللـــت تيجانهم بلآلـيء والـدر والياقــــــــوت
غــــانما ادعـوا وحمـــــيدان الـذي سـاد فلا شرك ولا طاغـوت
يا صــــبح يا مسمــــار فكم كنتما ثريا وحميـدان بـه منحـوت
خاض البحارإلى الطغاة بعلوة والنوب عليا وسفلى خرابها مثبوت
هو أســـس الملك العظيم لنســله فتفرقوا فزال الحظ والملكـوت
ما كان يســموا فوقهم لو اجمعوا الرأى ملــك ولا طاغـــوت
فاليكمو مني السـلام تحية ما البرق أرعد أو ترزم صــــــوت
تولى الأمير جموع الكبير بن الملك غانم المُـلك بعد أبيه بوصاية منه ونقل قاعدة ملكه من جبال العرشكول إلى جبل الأولياء بالقرب من الخرطوم , فتفرقت كلمة بني
جعل فى عهده وأصبح كل من في منطقة يزعم أنه صاحب العرش والملك وانقطع بينهم الإتصال والنصرة , فاقتسموا المملكة بينهم فحكم الامير جموع الكبير المنطقة
من جبال العرشكول على النيل الابيض جنوبا الى الشلال السادس(السبلوقة) شمال الخرطوم , أما الأمير ضواب وأعوانه ساروا شمالا واتخذ من مدينة شندى عاصمة له
وانحصر ملكه بين الشلال السادس شمال الخرطوم إلى ملتقى نهر عطبرة مع النيل شمالاً , وحكم اخيهم الملك ضياب من ابوحمد جنوبا حتى حدود قبيلة الشايقية شمالا ,
وكانت السلطنة الزرقاء وحليفتها مملكة العبدلاب فى أوج مجدهما فصارت تلك الممالك الجعلية تحت حكم السلطنة الزرقاء ومملكة العبدلاب التى تكونت من أحلاف قبائل
عربية بقيادة عبدالله القرين وسمى عبدالله جماع لجمعه قبائل العرب مع قبيلة الفونج بقيادة ملكهم عمارة دونقس , واصبحوا يدفعون ما عليهم من جزية ولكنهم مستقلون بحكم
أنفسهم بأنفسهم وكانوا كثيرا ما يتمردون على دفع الجزية فتنشب بينهم وبين السلطنة الزرقاء ومملكة العبدلاب الحروب فتخضعهم وأحيانا تهادنهم , ولم يعش الملك جموع
الكبير طويلا بعد موت أبيه فمات في جبل الأولياء وحكم بين العامين 920 و921هـ , وورث ابنه الملك منصور عن أبيه الملك وأتسم عهده بكثرة الحروب ، وأراد التوسع
جنوباً حتى شمل نفوذه الأجزاء الشمالية من جبال تقلى , ودخل فى حروب متتالية مع العبدلاب , ومن بعده إستلم إبنه الملك إبراهيم فتاحة.
✍️بحث وإعداد
ياسمين جلال
يتبع ...
rfdgm hg[l,udm tv,uih , lsh;kih hghldv hg[lduhj [l,u
مواقع النشر (المفضلة)