كتاب صور من حياة الشايقية في القرن التاسع عشر
المؤلف : عباس محمدالزين
الناشر : الدار السودانية للكتب 1995م


الأصل والنسب:
أختلف الباحثون في تاريخ الشايقية حول أصل ونسب القبيلة وعروبتها وقد ذهب المؤرخون غير العرب إلى الاعتقاد بأن الشايقية عناصر غير عربية, نزحت إلى السودان من مئات السنين واستقرت في المنطقة التي كانت تقوم فيها مملكة نبته ومن هؤلاء ( ترمنجهام ( الذي أورد في كتابه) الإسلام في السودان )أن الشايقية ربما كانوا من البجه ويعتمد في هذا على ما رواه المقريزي عن سليم الأسواني أن فريقا من البجه هاجروا في عصور قديمة إلى بلاد النوبة واستقروا بها واحتفظوا بلغتهم فلم تختلط بلغة النوبة ثم يبدي ترمنجهام ملاحظته بأن جميع أسماء قبائل الشايقية تنتهي بالمقطع آب ( كعدلاب - كدنقاب ) وهو مقطع لفظي من لغة البجة ويري الكاتب أن من المجتمل أن يكون فريق من هذه القبيلة كان في الأصل من بقايا جنود المرتزقة من الأتراك والألبان الذين حضروا مع جيش السلطان سليم الأول 1517م واستقروا ببلاد النوبة وقد أورد ملاحظته تلك في كتابه (تاريخ العرب في السودان) صفحة 213 أما الرحالة الألماني ( فيرن ) الذي زار السودان عام 1840 فيقول عن الشايقية ربما كانوا في الصل طبقة من محاربي المصريين القدماء أو جماعة من سلالة المحاربين الثائرين الذين تحدث عنهم هيرةدوت المؤرخ اليوناني فذكر أنهم كانوا جنودا في جيش فرعون ثم ثاروا ورفضوا العودة إلى مصر بعد أن هاجروا منها إلى الجنوب وكان هذا في عهد ( ابسماتيك ) وزعم هيرودوت أن عددهم كان 240 ألف على وجه التحديد أو التقريب ويقول بولينوس المؤرخ 70م أنهم فروا من وجه ابسماتيك وسكنوا مناطق قريبة من مروي القديمة
ويؤيد ( فرن ) هذه النظرية بالملاحظات الآتية:
1. أن موقع بلاد الشايقية قريب من مروي القديمة التي حموها من غارات البرابرة في الجنوب.
2. النزعة العسكرية المتآصلة في نفوس الشايقية.
3. كونهم غير خاضعين لزعيم واحد بل كانوا يعيشون أحرارا في ظل ملوك صغار ولعل الأسر الحاكمة فيهم يمثلون طبقة السيادة المصرية القديمة التي لم تعترف بسلطان أحد سوى ملوك أثيوبيا فلما زال ملكهم صاروا أمراء مستقلين كما حدث لقواد الأسكندر المقدوني بعد وفاته.
عادة الشايقية في تقصير شعورهم وتلك عادة مصلرية تخالف العادة السائدة عند العرب والنوبيين.
ويضيف ماكمايكل ملاحظة أخرى هي ما شاهده الرحالة الفرنسي (كايوا) الذي رافق جيش محمد علي باشا 1820 في غزو السودان أن الشايقية في أقليم الجزيرة يقيمون نصبا على صورة إنسان يعين حدود الجهات التي غزوها وهي عادة مأخوذة من الفراعنة.
هذه الآراء جميعها لا تعدو كونها تخمين فقط لا يستند على أساس ولا بينه فلا يعقل أن يكون الشايقية جزءا من البجه الذين لا يحسنون التحدث بالعربية (هاجروا في عصور قديمة) واستقروا إلى جوار عنصر غير عربية (النوبة ) واحتفظوا بلغتهم الخاصة فلم تختلط بلغة النوبة ولو كان الأمر كذلك لكان الشايقية اليوم لهجة بجاوية أو نوبية أو شيء آخر من هذا وذاك.
أما ماكمايكل فقد استند في إدعائه ذاك إلى حب الشايقية للجندية وقد زعم أنهم يميلون للارتزلق إذن فلابد أن الارتزاق في دمائهم وعليه لابد أن يكونوا من قبائل المرتزقة المعروفة لديه عم الأتراك والألبان والبشناق الذين كانت تتألف منهم الجيوش التركية.
أما ادعاء ( فرن ) بأن الشايقية جزء من الفراعنة الذين استقروا في مناطق قريبة من مروي القديمة قبل مئات السنين ولأن هناك اتفاقا حول بعض عاداتهم وتقاليدهم وهذه العادات والتقاليد لا يمكن أن تقوم دليلا على تطابق الأصل والعنصر فهذه العادات تأتي باختلاط الشعوب مع بعضها البعض وتكتسب من علاقات الجوار وتمازج الحضارات أما الأصل فهو العرق والنسب واللسان والفطرة وأما مسألة الهجرة تلك واستقرارهم بجهة مروي القديمة فهذا أمر لم تسجله كتب التاريخ التي تتحدث عن الممالك المسيحية التي كانت تقوم في ذلك الوقت وما كان التاريخ والمؤرخون ليغفلون أمر هجرة بهذا القدر (240 ألف محارب) جاءوا إلى السودان واستقروا فيه دون أن يثيروا قدرا من الضجة والحزازات وقد ظلت الممالك النوبية المسيحية قائمة حتى القرن السادس عشر الميلادي.
اختلف المؤرخون حول اسم أول الملوك العرب الذين دخلوا السودان فمنهم من قال أنه إدريس بن قيس والد إبراهيم جعل.
ومنهم من قال هو الأمير كردم وكان اسمه حسن المك أو حسن كردم وكان له من الأولاد عشرة وقد اتفقت المراجع على أن سبعة من أولاده عادوا إلى الكوفة بالعراق وبقى 3 منهم سرار ودولة وتمام، ولعل هذا الرأي أقرب للصواب إذ من المعقول أن يعود الأبناء إلى موطنهم الأصلي بعد فترة معقولة لا أن يعودا بعد عدة أجيال فيما لو افترضنا أن أول من أتى بهم للسودان هو جدهم أبو ديس.
من الثابت أن الأمير كردم قام بجهة كردفان الحالية لأنها أكثر المناطق تلاؤماً مع بيئته الأصلية في جزيرة العرب وقد أقام ملكاً عظيماً حتى يقال أن كردفان سميت باسمه وهي كلمة من مقطعين ( كردم فار ) ويبدو أنه كان رجلا عنيفا عند الغضب فيقولون أن كردم فار هذا أن يجمع جيشا عظيما وأن يغزوا بها جبال النوبة وامتلك البلاد حتى شاطئ النيل البيض لمدة ثلاثون سنة وسمى نفسه السلطان كردم ودفن عند وفته بسفح جبل في بلد البديرية وقام ابنه سرار مكانه وبذلك قامت لهؤلاء العرب دولة عظيمة في السودان وتفرعت عن أصلهم القبائل العربية السودانية كان أبناء كردم سرار ودولة وتمام ( تمام هو جد التمام ودولة هو جد الفور والبرنو والسفارجة ملوك تقلي.
وقد أنجب سرار 3 أبناء هم مسمار وسمرة وسميرة إلى سمرة تنسب قبائل البديرية والشويحات وبنو رياش وبنو طريف وبنو الشرارية نسبة إلى أبنائه بدير وشويح وحمد وأبو الريش وطريف وسراري - وإلى سميرة ينتسب البطاحين والخوالدة والغديات والقنن نسبة إلى أولاد بطحان وخالد وقدوي وقنن.
أما سرار فقد بقى بكردفان ودفن هناك وله آبار تسمى آبار سرار بجهة بارا. أما مسمار فله أربعة أولاد هم سعد الفريد ورباط الكبير وبنيه وصبح أبو مرخة وولد لهذا الأخير ثلاثة أولاد هم حمد الأكرت جد الماجدية والكرتاب وحميد النوام جد النوامية والمقوراب وحميدان - وحميدان هذا والد غانم جد الجعليين وشايق جد الشايقية.
عدنان
قصي
عبد مناف
هاشم
عبد المطلب
العباس
عبد الله
الفضل
سعد
ذو الكلاع الحميري
ياطل
هاطل
كرب
قصاص
عدي
أيمن
قيس
إدريس
إبراهيم ( جعل الكبير ) الهاشمي
أحمد اليماني
مسروف
عبد الله حرقان
أبو الديس
( كردم أو حسن ) أول من دخل السودان الجعليون ص 5/6
سرار
مسمار
صبح أبو مرخة
حميدان
شايق جد الشايقية
غانم جد الجعليين
وأختلف الرواة حول عدد أسماء ابناء شايق فمنهم من قال أنهم أثنا عشر ومنهم من قال أحد عشر واتفق الجميع على أسماء ثمانية واختلفوا حول الآخرين.
المتفق عليهم هم : محمد كدنقا - عون - أم سالم - نافع - حوش - سرار - عريس - شلوف اسم الأبن التاسع عمار أو قريش.
أما أسماء الثلاثة الآخرين ( مرزوق - صلاح – سربل


  • يقول المستر جاكسون وهو مفتش انجليزي معروف لدى الشايقية ومدفون بمروي ومن المهتمين بتاريخ الشايقية، أن أولاد شايق الآخرين هم باعوض ومرس وشرنكو.
  • رواية العمدة ود بليلو عمدة السودان أن الآخرين هم عدلان أو صلاح ومرزوق وحامد.
  • رواية الشيخ محمد صالح ابودوم من الكدنقاب أنهم كما يلي : كدنقا هو الأبن الأكبر وذريته هم:


أ‌- صالح جد الحنكاب اقام في اوسلي وحزيمة ومساوي القرير أمري شندي العيلفون.ويتفرع الحنكاب : المحموداب - القورناب - الشريشاب - الحسناب – الشلاليل.
ب‌- صلاح : جد الصلاحاب الذين يسكنون في الزومة - الدبيبة - مساوي - وقوز البسابير وجد الأسوماب الذين يقيمون في الجيلي وجد العدلاب الذين يستوطنون حلفاية الملوك وابوحليمة والجيلي ويتفرع العدلاتاب إلى مروي وكجبي واولاد علي والمناوراب.
ت‌- حامد : جد الحامداب الذين يسكنون في حامداب وفي كردفانكعرب رحل.
ث‌- عبد الدايم : يعرف باسم تلين وهو جد التليناب الذين يقيمون بجزيرة التليناب
ج‌- جورم : جد الجورماب وهم يقيمون في مروي والبركل وتنقاسي.
ح‌- حسين: جد الكروساب ويقيمون في الكرو.
خ‌- زمام : جد الزماماب وهم يقيمون في مروي والبركل وتنقاسي
د‌- رغيم : جد الرغيمات ويقيمون في ود البصل
ذ‌- عكوة : جد العكوداب بالكوداب واب دوم وقوز نفيسه
ر‌- مرزوق : ويقال انه ابن شايق وهو جد المرزوقاب الذين يقيمون في تنقاسي والكرو.
ز‌- شرنكو : جد الشرنكاب والعزيزاب الذين يسكنون بالبركل.
س‌- عيسى : جد العيسياب الذين يعيشون في نوري والقرير وهناك أبنان آخران هما فرج الله جد الفرجلاب أو الكراكرة ويقيمون في الكرو والبركل والتبناب.
أما البن الآخر فهو فرج ايضا وهو جد الفرجاب في الكرو. أما بقية ابناء شايق فهم :


  • أم سالم جدة قبيلة أم سالم في مديريتي النيل البيض وبربر وجده اليعقوبات بسنار وذريتها من الذكور هم:

    • بادي جد اليدياب بالزومة.
    • كلشوم جد الكلاشيم.
    • جاده جد الجاداب في أمري .

  • نافع جد النافعاب وأولاده هم:

    • غاسين جد الغاسيناب بالجريف والدويم ودويم ود الحاج.
    • ضيف الله جد الضيفلاب بالحجير.


  • شلوف : جد الشلوفاب بالشمالية والقضارف وكسلا وذريته من الذكور هم:

حاج محمد جد الحاج محمداب بالجريف.


    • عمر الجار جد البادياب في المقل.
    • علي جد العلياب في القرير وكورتي


  • حواش : الحواشاب في اب دوم وتنقاسي والكوداب والكدرو والبسابير وذريته من الذكور هم:


مجن جد المجناب بتنقاسي واب دوم.
عقرب جد العقرباب في أب دوم.


  • عون : جد العوينة في جلاس وكورتي والبرصة وقنتي وشندي وذريته من الذكور هم :


· العرباوي جد زين الدين جد الدوناب في شندي.


    • دوانه جد الدواناب في شندي.


  • سوار : جد السواراب في القرير وجزيمة والأراك واوسلي وكوري وصحراء بيوضه وحجر العسل ومديسيسه بوادي بشاره وود حامد والزليطاب شندي وكبوشية وأولاده هم :


وصيف وحادات وحمد الله وحسن تمليك وعابد ونمر كل اثنين من زوجه.

· وصيف : جد الكافونقا سكان دنقلا القدماء والزليطاب والزراقنه بشندي لهم حلة بحجر العسل.


    • حاداب : جد المشندل بصحراء بيوضة والقرير وحجر العسل ومديسيسة بوادي بشاره.
    • حمد الله : جد الحمدلاب بالقرير والكري وشندي والأزيرقاب. - حسم تمليك جد التماليك بالأراك وكوري وموره ونكر.
    • عايد : جد العايداب بالقرير ود بشاره والعطيلاب.
    • نمر : جد العوناب حزيمة اب دوم قشابي أبي كليرات وحجر العسل (الزومة).


  • قريش : جد القريشاب بشندي وله ثلاثة أولاد:

أبو دود : جد الأباديد كريمة مروي.


    • صالح : جد الصالحاب بكريمة ومروي.
    • ابوتابجد الأبوتاب بكريمة ومروي.


  • مريس : جد المريساب بربر أب دوم وله ولد واحد هو عليت جد العليتاب في تكر.
  • عامر : جد العامراب كريمة والكرى وأمري ويقال أنه ابن قريش أو عمارة بن شايق.
  • باعوض : جد الباعوضاب بأمري والبركل ويقال أنه ابن شايق وله ثلاثة أولاد وهم :

· عجيب : جد العجياب في امري والبركل.


    • علي : جد القططية في البركل.
    • محمد خير : جد الأمتاب في الركابية.


  • مرس : جد المرساب في موره والأراك وله من الأولاد:

· أبوالحسن : جد الحسناب في الأراك.


    • رحمة : جد الرحماب في الأراك.


  • شرنكو : يقال أنه توفى دون ذرية ويذكر الشيخ الفحل الفكي الطاهر في كتاب تاريخ واصول العرب في السودان أن أولاد شايق هم : كدنق - حوش - عون - سوار - شلوف - باعوض - قريش - نافع – مريس.

وصالح هو البن الأكبر لكدنقا
وينتمي الحنكاب والعدلاناب والعامراب إلى كدنقا ومن اشهر ملوك الشايقية وعندما قرر الشايقية مقاومة الغزو التركي 1820 كان على رأسهم :

· الملك شاويش : ملك العدلاناب


    • الملك صبير : ملك الحنكاب.

الملك حمد : ملك العامراب، الملك مدني.
الشيخ عبود شيخ بادية السواراب.
وكان لهم ملوك آخرين طواهم النسيان وذكر المؤرخون أسماء هؤلاء الخمسو لاتصالها بالمعارك والحروب التي خاضوها فيما بعد كما أن أسماؤهم وردت في سجلات الدولة الرسمية لتعاونهم معها وبصفتهم موظفين رسميين فيها.
يقول الدكتور ضياء شكارة: أن وحدات القبيلة هي الأسرة والفخذ والعشيرة والقبيلة والأسرة هي البيت والفخذ من عدة بيوت مربوطة بنسب حتى الجد الخامس والعشيرة عدة أفخاذ لا تمت لبعضها بصلة النسب ولكن تجمعها المصلحة الواحدة للمحافظة على كيانها ومراعيها وأراضيها فتسمى باسم الفرقة الغالية أو أسم المكان الذي تجمعت حوله.
والعشيرة تؤلف وحدة اقتصادية اجتماعية روحية يسودها العرف في نظامها وتخضع للتقاليد والعادات في (حكامها وتتبع أسلوباً واحداً في العيش).
وبتطبيق هذه النظرية على قبيلة الشايقية وتكوينها نجد أن الجد الأكبر مؤسس القبيلة قد خط رحاله في المنطقة بين المناصير والبديرية وبالطبع فإن هذه المنطقة لم تكن خالية من البشر عند نزوح شايق إليها بل كان يرتادها عرب الهوارة وكان يسكنها النوبة وكانت تخضع لنفوذ ملوك ارقو بعد سقوط مملكتي مروي العليا والسفلى المسحيتين وإذا افترضنا أن شايق وابناؤه كانوا قوما محاربين وقد استطاعوا أن يسودوا تلك المنطقة ويفرضوا على أهلها الضرائب كما ورد في قصص الفولكلور عندهم نستطيع القول أن بعض تلك القبائل المجاورة أو عشائر منها قد أنصهرت في الشايقية وأخذت التسمية القبلية والعادات و ( الشلوخ ) وبالعودة لحديث الأستاذ العراقي ضياء شكارة يتحدث عن مميزات المجتمع العشائري فيقول:
( المجتمع العشائري يتميز بالمسئولية التضامنية وهي تحمل تبعات أفعال أفراد العشيرة والمشاركة في الأفراح والأتراح والاستعراضات ودفع الدية والمهور..الخ، والنخوة هي نداء متعارف عليه يطلق في حالة الظلم وعلى كل من يسمعه أن ينطلق لإغاثة المتضرر وقد تشترك عدة عشائر في نداء واحد ومن مميزات المجتمع حفظ الجوار وهو مسؤولية كل فرد في المحافظة على جاره والدفاع عنه ( الدخالة ) وهي مسؤولية الفرد عمن استجار به في بيته أو في الطريق أو في الميدان ولو كان قاتل والده.) ونشاهد اليوم الكثير من أبناء القبائل الأخرى وهم يحملون على خدودهم شلوخ الشايقية إتقاءا لهجمات الشايقية وكان الشايقية يحترمون هذا التوسل فيكفون عن الإعتداء على أي منطقة بها شخص له شلوخ شايقية.
كما ضاعت استقلالية بعض الجنسيات كالفارسيين والأتراك والخراسانيين والهنود في الجنسية العربية في القرون الأولى للدولة الإسلامية وكما انصهرت القوميات في مصر وانصهرت القبائل المجاورة لديار الشايقية في قبيلة الشايقية إما عن طريق الإجارة أو الاسترقاق أو النسب بل نجد أن سوار بن شايق كان يحس دائما بالشعور بالاضطهاد لأن أخوانه كانوا دائما يعتبرونه ابن زنجية فاضطر لترك الحضر واستقر في البادية وجاور الهواوير ولذلكلا يرد ذكر السواراب غلا ويقولون بادية السواراب ولا يسمون زعماءهم ملوكا كبقية الشايقية وإنما يطلقون عليهم لقب ( شيخ ) وتذكر كل المراجع وكتب التاريخ أن مهيرة التي كانت تحرض الشايقية على القتال في معركة كورتي 1820كانت ابنة الشيخ عبود شيخ بادية السوراب.
وفي كثير من الروايات أن بعض الشايقية من الجعلين ونجد عند التحدث إلى أجدادنا أنهم يتحدثون عن ( أولاد جعل ) أولاد جعل يطلق على الحنكاب في الشمالية وعلى العامراب سكان أمري بجهة الزوره والعامراب أبناء عم الحنكاب ويقصدون الحنكاب مثلا ويبدو ذلك في شعر فارس السواراب صلاح ود منصور عند انتصارهم على الحنكاب في أحد المواقع:


جنياتنا ختو الشكر
شايلين السنين دق مصر
عيال جعل أدوها الفقر
الرخمة تعزم الصقر
وبدأ اسم كدنقا والصحيح ( كاكنقا ) وهي الكلمة النوبية التي تتالف من مقطعين بمعنى البن البكر نلاحظ مدى نفوذ الحضارة النوبية في تراث الشايقية مرورا باسماء ألاهة لمعدات الزراعة والاساقية إلى بعض العادات والتقاليد النوبية الأصل كما سيرد في الباب الثاني من بين اسماء الملوك نستطيع أن نعدد عدة اسماء يعتقد أنها نوبية الصل مثال ( كمبال - صبير - طمبل ) وربما كانت الدادات هن اللاتي اطلقن هذه التسميات على هؤلاء الولاد وقد كن في معظمهن من النوبيات.
تشير وتيثقة الفقيه محمد ابو دليق أن ( أولاد سرار مسمار وسمره وسميره الهاشميين اول ما نزولوا من الشرق واستقروا بيماني الكاسنجر أي ارض مروي لم تكن غريبة بالنسبة لهم بل هي ارض الجدود والكاسنجر كما هو معروف قريبة من مروي وكريمة هذا لا يتنافى مع حقيقة أن القوم استقروا لفترة في جهات العرشكول كما يؤكد الفحل الفكي الطاهر انه وقف على قبر الأمير مسمار والأمير حميدان وصبح وغانم على راس جبل العرشكول عام 1382هـ وقد دلهم على هذه المقابر الشيخ الوسيلة السماي.
في عهد حميدان الذي امتد حكمه لمدة ثلاثون عاما قامت حروب بين العرب والنوبة في عهد ملك النوبة عفايق وكان معه بطريرك يحرضه على حرب المسلمين يسمى ( ديرين ) وهزم النوبة في تلك المعارك وتمت السيطرة للعرب على النيل الأزرق وأمتد ملك الجعليين حتى كركوج ثم كلف الملك حميدانابن أخيه (ابن عمه) وهو حاكم بن سلمه بن سعد الفريد أن يتقدم نحو بلاد النوبه لفتح النوبة العليا وهي مروى السفلى وهي البجراوية فتقدم حاكم واستطاع أن يخضع هذه البلاد وسار شمالا حتى أرقو فاستقر بها وجعلها عاصمة له وإلى حاكم هذا تنتسب قبيلة الحاكماب وأن هذه المناطق كانت معروفة لدى ابناء جعل وكانت لهم دراية بالطرق والممرات في هذه البلاد تسلكها خيولهم للغارات والإيقاع ببقية القبائل ثم تنسحب بسرعة فائقة لتوقع بقبيلة أخرى ويأتونها من حيث لا تحتسب.

وبعد وفاة حميدان تولى الملك ابن عمه غانم وكان شايق الأخ الأصغر رجلا فارسا شجاعا ذا طموح فلم تطق نفسه البقاء بجوار أخيه وآثر أ يكون له ملك منفصل فخرج في جيش صغير يتكون من ابنائه الأحد عشر وبعض عبيده ونسائه وبناته وسار في الرض التي عرفها من قبل ونزل في منطقة الشايقية الحالية بين مملكتي البديرية والمناصير وهم أولاد الملك صلاح وأولاد الملك منصور وهو ابن لقحطان بن سعد الفريد فلما نزل بتلك المنطقة فرض على كل ساقية أردبين ذرة وخروف وكان يخير على هاتين المملكتين كلما تباطوا في دفع الجزية المفروضة حتى أن كثير من البديرية هاجروا إلى غرب السودان وهذا سبب وجودهم هناك الأن. كما كانت للشايقية ايام مع الدناقلة في الشمال.وبوفاة شايق تولى الملك بعده ابنه الكبر كدنق فسار على نهج ابيه في بسط نفوذه على الممالك والقبائل المجاورة وتأمين حدوده من الغزاة وكانت خيوله تغير شرقا حتى محمد قول وجنوبا حتى جبال النوبة في جنوب كردفان وشمالا حتى سمنه وفركه وشملت غاراتهم بني عمهم من الجعليين.
في عام 910 هـ تم الاتفاق بين عبد الله جماع والملك عمارة دنقس وتم تأسيس سلطنة سنار على أن يكون الملك لعمارة دنقس وأولاده من بعده وأن تكون الخيل وجباية الأموال أو الوزارة لعبد الله جماع وأولاده ثم قام الخليفان بتدمير مملكة سوبا المسيحية وبسط نفوذ الدولة الإسلامية الجديدة على كافة الممالك الصغيرة الواقعة على النيل وكان نفوذهم يمتد حتر الشلال الثالث شمالا مما أدخل في دائرة مملكة الشايقية التي تمتد من الشلال الرابع إلى أب دوم وقشابي وكان مركزها في مروي إلى الشمال من مملكة الشايقية , قامت ممالك الدفار ومملكة دنقلا والخندق وأرقو وخضعت هذه الممالك كلها لسلاطين سنار ووكلائهم العبدلاب الذين كانوا يأخذون الجزية من هذه الملك أما الشايقية فقد كانوا يتحصلون الجزية من الممالك المجاورة ويدفعونها للعبدلاب وكما يشيخ الإنسان فقد شاخت مملكة سنار بعد مائة عام من مولدها ودب الخلاف بين العبدلاب والفونج وبلغ الشقاق مرحلة القتال وسعى كل قادر إلى الحصول على استقلاله واستطاع الشايقية اجراء اتصالات ودية مع ملوك الفور الذين كانوا لا يقلون قوة وباسا عن ملوك سنار وتطورت هذه العلاقة الودية إلى حلف شجع الشايقية على شق عصا الطاعة والخروج على سلطنة سنار والدخول في حروب مع وكلاء الفونج والعبدلاب في الفترة من 1659 إلى 1672م.
يروي رحالة تركي يدعى أولياء شلبي زار السودان عام 1972م أنه شهد حربا وقعت في منطقة دنقلا في شهري أكتوبر ونوفمبر من ذلك العام بين الشايقية والشيخ الأمين ود عجيب من العبدلاب وكان سبب نشوب تلك الحرب إن احد الشيوخ الخارجين على الأمين ود عجيب لجأ لديار الشايقية فأجاره شيخ الشايقية الشيخ عثمان ود حمد العامرابي ورفض تسليمه للشيخ الأمين وإزاء هذا التحدي زحف المين ود عجيب بجيشه لتأديب الشايقية وعند وصوله لمنطقتهم عسكر في جزيرة دلفة بالقرب من مروي وبعث مرة أخرى للشيخ عثمان محددا مهلة خمسة أيام لتسليم الشخص المطلوب ولكن الشيخ عثمان رفض مرة أخرى وبدا يستعد للقتال وعمد إلى حيلة يخدع بها الشيخ المين ويوهمه أن له قوة كبيرة أضعاف ما هي عليه في الواقع فجعل يورد الخيل للنهر ثم يعود فيطليها بطلاء يغير من لونها ثم يوردها للشرب مرة أخرى عدة مرات .. كل هذا وجواسيس الشيخ الأمين يراقبون ويحسبون فظنوا أن للشيخ عثمان خيلا بغير عدد ولا يمكن حصرها فأسرعوا لشيخهم وابلغوه خبر تلك القوة المتصاعدة وعندها تريث الشيخ الأمين وقرر أن يؤجل هجومه حتى يتأكد من حقيقة الأمر وغي مساء ذلك اليوم فأجا الشيخ عثمان العبدلاب بحيلة أخرى إذ جمع كل ما لديه من دواب وجعل على ظهر كل منها حزمة من القش على هيئة فارس ودفع بتلك الحيوانات في اتجاه معسكر العبدلاب ليلا مما أثار الفزع والرعب والفوضى في المعسكر وجعل الجنود يفرون في كل اتجاه وهم موقنون أن فرسان الشايقية قد أطبقوا عليهم من كل جانب وباغتوهم. أما الشيخ الأمين فقد اقر بالهزيمة وافترش فروته وجلس في انتظار الموت




;jhf w,v lk pdhm hgahdrdm td hgrvk hgjhsu uav