هدى مكاوى تكتب عن تفاصيل مثيرة عن اسرار الزواج فى الطريقة المهدية بالسودان

القاهرة 16 اغسطس 2012 الساعة 10:59 ص

يظل دائماً الزواج المفضل عند القبائل السودانية الزواج بابن العم , ومع ذلك خلفت المهدية أنواع أخرى من الزواج المفضل , وهو أن يهدي شيخ الخلوة ابنه مثلاً إلى أحد جيران تلاميذ الخلاوي ممن أجاز الشرافة ، وأتم حفظ القرآن , أو أن يحدث الزواج عبر عملية تبادل بين القبائل الأنصارية وذلك لتقوية روح الود والتماسك بين الأنصار من كلا القبيلتين .

• الخطبة عند قبائل المعاليا بأم درمان يحضر فيها أهل العريس إلى منزل العروس وهم محملين بالهدايا والتي تسمى فتحة الخشم . وتتضمن " رأس سكر , مبلغ من المال "
كيفية اختيار الزوجة :
تتم بتولي الإمام أو نوابه ترشيح عروس للأنصاري , أو أن يتم إهدائه زوجة من الفتيات اللاتي لم يتزوجن , ومسجلة أسمائهن في المحكمة أو أن يهدي أحد الأنصار ابنته أو شقيقته إلى أخاه الأنصاري ليتزوجها , وهنا توافق العروس الأنصارية بناء على رغبة شقيقها أو أباها ولا تعارضهما وتنتشر هذه الوسيلة لاختيار الزوجة بين الأنصار ممن ينتمون بالولاء للإمام مؤسس الطريقة قلباً وقالباً .
إجراءات الزواج الأنصاري عن طريق المصاهرة :
إذا كانت العروس هدية أو أن الإمام رشحها للأنصاري هنا تسير الأمور نحو تنفيذ إجراءات الزواج مباشرة , أما في حالة المصاهرة العادية فيقوم العضو الأنصاري بالتقدم إلى أهل الفتاة الأنصارية التي يرغب في الزواج بها , هنا يمهله أهل العروس مدة زمنية للمشورة وللسؤال عنه عن طريق المسئول عن تنشئته اجتماعياً من نواب الإمام مؤسس الطريقة وذلك للتأكد من مدى التزامه الديني وولائه للمهدي وقدرته على الزواج .
وإذا تمت الموافقة على العريس الأنصاري تقوم أسرة العروس الأنصارية بإرسال مندوب إلى أسرة العريس مدة أخرى يحضرونهم بالموافقة , وهنا يقوم أهل العريس بالعودة مرة أخرى وعادة ما تخضع إجراءات الزواج الأنصاري للعادات والتقاليد السودانية طالما لم تتعارض مع مبادئ المهدية مع بعض الإضافات التي تخص المجتمع الأنصاري ، وتختلف عادات الزواج من قبيلة إلى أخرى ويمكننا ذكر بعض ملامح إجراءات الزواج عند بعض القبائل السودانية المنتمية للمهدية :
ولو تتبعنا إجراءات الزواج في أم درمان سنجد أنها تختلف حسب كل قبيلة جاءت مهاجرة إلي أم درمان .

الزواج عند قبائل المعاليا الأنصارية بدارفور :
الزواج المفضل هو زواج الفتاة الأنصارية من ابن العم الأنصاري , يليه في الترتيب ابن الخال , ابن الخالة , وعادة ما يحدث أن يتم حجز الفتاة للزواج عند إجراء عملية الختان لها حيث تقوم أم العريس بحجزها له حتى بلوغهما السن المناسبة للزواج , ويلتزم أهل الفتاة والصبي بهذا الوعد , أما في حالة حدوث عدم التزام العريس بهذا الوعد عندما يكبر ففي هذه الحالة غير مسموح لأي شخص آخر لخطبة تلك الفتاة إلا بعد العودة للعريس الذي سبق أن حجز الفتاة للزواج واستئذانه , ولا يتم زواجها من الشخص الجديد إلا بعد موافقته .


• فى ليلة الزفاف والجرتك تعلق الرايات التي تحمل شعار الأنصار أعلى منزل العروس والعريس ... ويساهم العريس في تكلفة إحضار مداحين ممن يحفظون مديح الإمام المهدي

• الوكلاء يذهبون لعقد القران محملين بأباريق الماء والبلح لتوزيعهم عقب عقد القرآن .

• لا يتم حفل الزفاف عند قبائل المعاليا إلا عبر ممارسة عادة النفير , مهما كان مدى ثراء أسرة العريس ومقدرتهم على تكلفة حفل الزفاف

الزفاف : لا يتم حفل الزفاف عند قبائل المعاليا إلا عبر ممارسة عادة النفير , مهما كان مدى ثراء أسرة العريس ومقدرتهم على تكلفة حفل الزفاف ... فالنفير يرمز لروح الجماعة عند قبائل المعاليا وللكيان الأنصاري في آن واحد ويتم بأن يقوم أهل العروس بإخطار سيدة من الأقارب قبل الزفاف بحوالي شهرين بموعد زفاف ابنتها , والتي تعلن موافقتها على تحمل ضيافة المدعوين , والتي تقوم بإعداد نفسها خلال تلك المدة لإيواء القارب والجيران وتجهيز الطعام , وتكلفة الزفاف ونصب الخيام , وتتولى أم العروس إخطار الأقارب والجيران بأن استضافتهم ستتم عند تلك السيدة .
ليلة الحنة : يستمر المديح الأنصاري حتى الصباح ويغني الأنصار الأغاني الحماسية , ويقوم العروس بالتبشير مع تمنيات من أقاربهما , ويرتدي العريس الزي الأنصاري , جلباب وسروال طويل , وفي صباح ليلة الحنة تقوم الأسرة المستضيفة للزفاف بتقديم طعان الفطور والغذاء بعد ذبح ثور إلى أن تحين الساعة الرابعة فيخرج الشباب إلى ساحة بعيدة في مسيرة ويركبون الخيول , وهم يحملون في أيديهم السيوف والبنادق ، وينتظره الجميع خروج العريس من منزل أسرته فيقيموا عمل سباق للخيل , ويقوم الواقفين على جانبي السياق بطرد تلك الخيول إلى الساحة , ثم يتجه الركب نحو منزل العروس " البرزا " وهو المنزل الذي سيقيم العريس فيه مع عروسه , ويطلق عليه هذا المسمى لتميزه وسط المنازل , حيث تكون أم العروس قد أعدته وزينتها ووضعت فيه جهاز ابنتها , وسرير الزوجة عندما يصل العريس إلى بيت البرزا , يحمله أصحابه من فوق الحصان , ويدخلون على عروسه ويدخل معها شيخ أنصاري يقرأ للعروسين سورة يس , بعد أن تكون الأم قد أحضرت شال أبيض ووضعته على رأس ابنتها ويقال " فلانة رموا لها المقنع , ويقرأ الشيخ الأنصاري سورة يس , وهو يضع يده فوق يدي العريس والعروس .
ثم يحضر أربعة رجال أسماءهم محمد ويساعدوا العريس في رفع الشال " المقنع " وينطق كل منهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ... المهدي خليفة الله ... مهتدياً عليه السلام , ويطلق النساء الزغاريد وهم يرددون " أمسك يدها " أي أصبحت حلال له , ثم يخرج العريس من البرزا بعد رفع المقنع لإكمال حفل الزفاف مع أصحابه , أثناء ذلك تكون أم العروس قد أعدت طعام العشاء للمدعوين وتتولى تقسيم الطعام إلى شخص مسئول وقائل عن جماعته الذي يتولى بدوره توزيع الطعام عليهم وبعد الانتهاء من تناول طعام العشاء يدخل العريس على عروسه في البرزا , ويعقب ذلك إطلاق النار وإخراج منديل الطهارة , ويعطي العريس أم العروس نقوداً رمزاً لتبشيرها بنقاء وطهر أبنتها .
الزواج عند قبائل المعاليا بأم درمان :
الخطبة : يحضر أهل العريس إلى منزل العروس وهم محملين بالهدايا والتي تسمى فتحة الخشم . وتتضمن " رأس سكر , مبلغ من المال " .
قولة خير : ويحضر أهل العريس مرة أخرى إلى منزل العروس بعد أن يسبق إخطارهم بالموافقة من قبل مندوب من أهل العريس , ويتفق الجميع على موعد سد المال " أي المهر " وعقد القران .
سد المال وعقد القران : يجتمع أهل العريس في منزل أم العروس في انتظار عودة وكلاء العريس والعروس من المحكمة حيث يعقد القران بواسطة قاضي المحكمة , أو من المسجد إذا كان العقد قم تم في مسجد أنصاري .
الزفاف : يستمر لمدة سبعة أيام , ولابد أن يحضر العريس " حق البنات " ثاني يوم الزفاف ويتضمن تقديم هدايا " سكر , دقيق , برتقال " لمجموعة من البنات اللاتي تولين مساعدة العروس طوال فترة الزفاف في تجميلها .
ليلة الدخلة : يلتزم العريس ثاني يوم الدخلة بإرسال خروف إلى أهل العروس يطلق عليه " حلاله " وهو رمز على طهر العروس , وفي هذه الحالة تعد أم العروس طعام الإفطار وترسله إلى أم العروس .


i]n l;h,n j;jf uk jthwdg ledvm hsvhv hg.,h[ tn hg'vdrm hgli]dm fhgs,]hk