تاريخ التعليم عند الكبابيش و مدارسهم الاولى
حتى نهاية العقد الثالث من القرن العشرين المنصرم لم يشهد الكبابيش في ديارهم تعليماً نظامياً، ولكن في عام 1931م انتدب الاستاذ حسن نجيلة في ذات العام الذي تخرَّج فيه من مدرسة العرفاء في عام 1931م، بعد أن عمل شهرين بموطنه بمدينة سنجة وانتدب لفتح مدرسة اولية في بادية الكبابيش وهي مدرسة متنقلة معهم، وضمت عند افتتاحها أبناء الشيخ علي التوم زعيم القبيلة وبعض أبناء النوراب.
وكما ذكر الاستاذ حسن نجيلة في كتابه (ذكرياتي في البادية) أنه أحضر معه منضدة صغيرة وكرسي جلوس، وكان البدويون في ذلك الوقت يمرون ليتفرجوا عليهما. وفي البداية توجس منه البدويون لا سيما زعيمهم علي التوم، خشية ان تكون الحكومة قد بعثته (عيناً) وجاسوساً عليهم، ولكنهم اطمأنوا إليه وأدناه الشيخ علي التوم منه، وكما يقول المخضرمون من البدويين إنه كان يحبه حباً جماً وعامله معاملة رقيقة خاصة، واعتبره ابنه وعاش معهم كواحد منهم، وكان يترحَّل معهم بالجمال من مكان لآخر.

ومن الدفعة الأولى التي أكملت دراستها بمدرسة حسن نجيلة الأولية، التحق فضل علي التوم واخوه ابراهيم بالمدرسة الريفية الوسطى بالدويم، والتحق موسى علي التوم ودفع الله عبد القادر وعلي محمد حسين وميرغني الفكي بمعهد التربية ببخت الرضا.
وبعد نقل الأستاذ حسن نجيلة حلَّ محله الأستاذ هاشم الحاج اسماعيل وهو من دبة الفقرا بالشمالية وقد تزوَّج من الكبابيش واستقر معهم واعقبه الاستاذ محمد هارون، ثم رفع راية التعليم الأولي بعد ذلك بمنطقة الكبابيش الأستاذ ميرغني الفكي تلميذ الاستاذ حسن نجيلة.

إن تجربة الاستاذ حسن نجيلة ومدرسته المتنقلة مع البدويين تستحق الإشادة والتقدير، وكانت نواة للتعليم النظامي وسط الكبابيش وقد واصل بعض خريجي تلك المدرسة تعليمهم والتحق بعضهم بجامعة الخرطوم منذ الخمسينات مثل السيد حمد علي التوم وغيره وقد تقلَّد بعض ابناء الكبابيش المتعلمين الوزارة والسفارة وتقلدوا مواقع مختلفة ونال بعضهم تعليماً عالياً في شتى التخصصات.


والقرى التي فيها استقرار كلي أو جزئي بمنطقة الكبابيش المترامية الأطراف أذكر منها:
امندرابة - جبرة الشيخ - كجمر (والآن فيها كبابيش ولكن الأغلبية للزغاوة ممن يتحدثون العربية فقط، ولا يعرفون أي لهجة أخرى)، عد المرخ - النِهد - الصافية - راحة.. فيها الكبابيش و شتاقيط - عديد دار سعيد - أم خروعة.. وفيها كاجو ونوبة مع قليل من الكبابيش والكواهلة و تتبع الآن لامارة الجبال البحرية - أبو زعيمة - حمرة الشيخ - أم قرين - أم سنطة - أم بتيتيخات - البقرية ، أما أم زين و الشعطوط ففيهما أسواق
ولا توجد بهما قرى ثابتة.
وفي جل القرى المذكورة أعلاه أسواق صغيرة ومدارس ونقاط غيار.

وإن البقارة والابالة الرحل يتجولون مع ماشيتهم، وكانت توجد في مناطقهم مدارس أولية ذات داخليات يقيم فيها التلاميذ منذ أن يكونوا بالصف الاول في سن السابعة، ونظام المدارس ذات الداخليات كان مطبقاً وسط الرحل بالبطانة ايضاً وغيرها من مناطق البدويين.



jhvdo hgjugdl uk] hg;fhfda , l]hvsil hgh,gn