الأوضاع الاجتماعية للدباسين

تتميز قبيلة الدباسين بالشجاعة والكرم والصبر والهدوء الموروث من الأصل الهاشمي والسمات والدم المميز لهم عن غيرهم من سكان السودان وذلك لأنهم حافظوا على دمهم العربي الأصيل ولم يمتزجوا بالدم الزنجي السوداني لفترة طويلة من الزمان وهذا مما جعل سحناتهم وتقاطيع أجسامهم عربية أصيلة وواضحة .

أهتم الدباسين عبر تاريخهم الطويل بتربية الضأن المعروف بالضان الدباسي الأبرق والذي يعتبر أجمل الضان شكلا ً وأفخم جسما ً وأدسم لحما ً وأغزر حليباً وهو مصنف عند وزارة الثروة الحيوانية من أجود أنواع الضان بالسودان .

كما إهتم الدباسين كذلك بالزراعة وهم بمنطقة نهر أدبرة والخرطوم ثم الجزير ة لوقوعهم داخل مشروع الجزيرة العملاق .

شأن الدباسين كشأن غيرهم من القبائل المختلفة بالجزيرة إهتموا بالتعليم وانخرطوا في سلكه فلهم الكثير من خريجي الجامعات والمعاهد العليا في جميع التخصصات العلمية ومنهم من تقلد الوزارة كالدكتور / موسي المبارك من الفتيحاب والباش مهندس / الطيب تاج الدين وزير الإسكان السابق بالجزيرة ومنهم من وصل إلي درجة الدكتوراه في العلم كالدكتور البروفيسور / الطاهر أحمد عبد القادر والدكتور / حسن عبد الله مدني والدكتور / أحمد علي الإمام عدلان والدكتور/ فتحي النور الزين والدكتور / علي عبد الله إبراهيم السراج وغيرهم الكثير الذين لاتسع العجالة لذكرهم , وفي مجال الفن الفنان الكبير عثمان مصطفي من أهالي الرميلة .


في عهد الحكم التركي – المصري 1821-1881م وأعتمد الأتراك على نظام الأهلي في إدارة السودان فعينوا النظار والعمد والشيوخ فكان للدباسين الريادة والقدح المعلى في هذا المجال فعين الأتراك بمعاونة المصريين الشيخ حاج فضل السيد بن دفع الله بن بشير ناظرا ً لقبيلة الدباسين بالجزيرة وسار سيرة حسنة بين الناس حتى توفي في عهد الحكم الثنائي ( الانجليزي – المصري ) في العام 1911م فخلفه على نظارة الدباسين الشيخ رحمة الله بن الأمير خير السيد بن رحمة بن خير السيد بن أبي زمام وقد كان والده خير السيد أميرا ً في المهدية وهو من الدباسين السيفاب بكاب الجداد , وعرف الناظر رحمة الله بن الأمير خير السيد بالشجاعة وبفروسيته النادرة حتى أن الإنجليز يعملون له ألف حساب ويعتمدون عليه في حل جميع مشاكل المنطقة ووجدوا فيه كفاءة نادرة لذلك قلدوه كثير من أوسمة الشرف التي تصل إليه من إنجلترا مباشرة .

وتقديرا لدوره الإداري المتميز كان هو الناظر الوحيد من بين رجال الإدارة الأهلية بالمنطقة الذي منح نحاسا ً لقبيلته ومايزال ذلك النحاس بطرف أحفاده ببلدة كاب الجداد , والنحاس عبارة عن آلة إيقاعية كبيرة مغطاة بجلد ثور أو بعير يضرب عليها بطريقة معينه تثير الحماس عند الرجال وكذلك عند النساء عند الحاجة لجمع القبيلة لأمر جلل كالقتال أو النثير لحضور ضيف عزيز أو مسئول كبير أو التفاكر في أمر مهم أو الأعياد والاحتفالات الهامهم .

كذلك لكفاءة ناظر الدباسين رحمة الله بن خير السيد الإدارية النادرة عينة الإنجليز حاكم للمنطقة المعروفة سابقا َ بريفي المعيلق الممتدة من بتري أو حدود ولاية الجزيرة مع ولاية الخرطوم شمالا ً إلى الميجر الممتد من مدينة أبو عشر إلى أبو قوته جنوبا ومن محاذاة النيل الأزرق شرقا ً ومن مدينة أبو عشر جنوبا حتى بتري شمالا ً ثم غربا ً حتى حدود منطقة جبل أولياء الشرقية , كل هذه المنطقة كان يحكمها ناظر الدباسين رحمة الله بن الأمير خير السيد بن أبو زمام , وكان للدباسين خمسة عموديات مشهورة الأولي بالخرطوم والثانية بكاب الجداد والثالث بالدبيبة الدباسين والرابعة بأم بوشه والخامسة بالحصاحيصا , مع عدد كبير من الشيوخ في كل قرية من قري الدباسين شيخ تقريبا ومن أميز شيوخ الدباسين حاج حسب الرسول رحمة الله علي بالدبيبات الدباسين الذي كان شديد الغيرة على قبيلة الدباسين وكانت له علاقات طيبة مع قبيلة الشكرية وشيوخهم وله وطنية صادقة لاتخطئها العين .

كان للدباسين أسماء لامعه في مجال السخاء والكرم أخذت طابع الشهر والانتشار وعلو الصيت والذكر الحسن مثل الشيخ حمد أبو جفين بالرميلة جد الدباسين الجفيناب وجاد الله ود فضل الله الشفيع الذي أنفق حوالي الخمسمائة أردب من الذرة زمن المجاعة المشهورة في عام 1306هـ وكذلك محمد ود دفع الله الملقب بتور أم بوشه الذي أقسم أن لاتطفى له ناراً ليلا ً ونهارا ً لإكرام الضيوف والمحتاجين وهناك الكثيرين ولكن لامجال لذكرهم في هذه العجالة .



hgh,qhu hgh[jlhudm gg]fhsdk