الحياة السياسية للهوسا

تعتبر الفترة من عام 1000 إلى 1500 للميلاد العصر الذهبي بالنسبة لتطور منطقة غرب أفريقيا حيث كانت فترة توسع وازدهار تجاري بين المدن والدول والإمبراطوريات وفي جنوب شرق السودان كانت دول الهوسا وإمبراطورية كانيم – بورنو من أهم الكيانات السياسية في تلك المنطقة.

إن التاريخ القديم لدولة الهوسا يشير إلى أنها تشكلت في عام 999م على يد الملك كانو حيث كانت تضم مجموعات صغيرة من المستوطنات تحولت فيما بعد إلى مدن ودول ، وكان أقوى جيرانها إمبراطورية كانيم – بورنو إلى الشرق ، وإمبراطورية السونغاي إلى الغرب.

وفي عام 1500 أصبحت زاريا أقوى دول الهوسا ، وكانت تسيطر لبعض الوقت على ممالك النوبة وجوكون بالجنوب ، ويذكر أن انتشار اللغة العربية والدين الإسلامي بمناطق الهوسا أضعف البنية السياسية للسلطات المحلية التي كانت ترى بأن الإسلام يشكل تهديداً لها ، وعلى أية حال فإن عملية الأسلمة لم تستبعد بشكل كامل المعتقدات الدينية التقليدية سواء بالمناطق الريفية أو المناطق الأخرى.

وبالنسبة لعلاقة قبائل الهوسا بالمستعمرين الأوروبيين ، فإن الوثائق تشير إلى أن الفرنسيين اعتمدوا على جنود الهوسا لمساعدتهم على السيطرة على جزيرة مدغشقر ، واستعان البلجيكيون بأفراد منهم للسيطرة على الكونغو ، في نفس الوقت استعان الألمان بتجنيد أبنائها وتجارها أثناء قيامهم بفتح الكاميرون حيث عمل هؤلاء كمرشدين لهم ، أما بريطانيا فقد قامت بدورها بتشكيل قوة شرطة من الهوسا بمستعمرتهم بلاغوس في عام 1863 ، حيث عملت هذه القوة على تحرير عبيد الهوسا ومنحهم الحرية كما تم منحهم أراضي بلاغوس حتى أصبحوا مجموعة ذات امتيازات خاصة ، وقد قام جنود الهوسا بمساعدة البريطانيين على إلحاق الهزيمة بالأشانتي بغانا عام 1873/1874
، فيما تم نقل العديد من غانا ، وبعد انتصار البريطانيين تم تجنيد عدد من أبناء الهوسا في الجيش الغاني.



hgpdhm hgsdhsdm ggi,sh