النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: المختصر عن تاريخ قبيلة بني حسين بالسودان

المختصر عن تاريخ قبيلة بني حسين بالسودان الحلقة الأولى 1-1 مقدمة: · إن تدوين التاريخ والتراث أمر في غاية الأهمية في سبيل نمو الأمة وتطورها وبقائها ، إذ تبقى الأمم

  1. #1

    افتراضي المختصر عن تاريخ قبيلة بني حسين بالسودان


    المختصر عن تاريخ قبيلة بني حسين بالسودان
    الحلقة الأولى
    1-1 مقدمة:
    · إن تدوين التاريخ والتراث أمر في غاية الأهمية في سبيل نمو الأمة وتطورها وبقائها ، إذ تبقى الأمم بتاريخها وبثقافتها وبمقوماتها الروحية والمادية.و يأتي هذاالسفر ضمن الجهود المبذولة لجمع وتوثيق تاريخ قبيلة بني حسين وتراثها الشعبي في إطار سلسلة دراسات في التاريخ والتراث السودانيالتي نسعى لإنجازها.
    · تجدر الإشارة إلى ان بني حسين قبيلة لها تاريخ حافل وتراث ثر متعدد الأنماط، ولها دور مهم في تاريخ دارفور السياسي والاجتماعي والثقافي، ولكن على الرغم من ذلك لم تجد القبيلة حظها من التعريف والتوثيق والدراسة العلمية سواء بعد الإشارات هنا وهناك في متون بعض الكتب التاريخية،حيث أشار بعض المؤرخين والكتاب إلى قبيلة بني حسين عند حديثهم عن تاريخ دارفور الاجتماعي والسياسي.
    ·إن ما كتب عن بني حسين لم يكن بالصورة المطلوبة التي تؤرخ وتوثق لتاريخها الزاخر، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود من قبل الباحثين والدارسين لإجراء دراسات أعمق واشمل.
    · وفي ظل غياب الروايات المدونة بصورة كافية، يأتي الدور الهام للرواية الشفاهية كمصدر من مصادرالتاريخ و إعادة بناء التاريخ، لا سيما أن تاريخ بني حسين معظمه شفاهي يتداوله رواة التاريخ من كبار القوم. لذلك قمنا بإجراء عمل ميداني سجلنا من خلاله عدد كبير من الروايات الشفاهية المتداولة عن أصل ونسب القبيلة وتاريخها، و اعتمدنا في ذلك على أكثر الروايات صحة بإعمال المنهج العلمي(التاريخي و الفولكلوري) للتحقق من صدق المعلومة أو الرواية، كإعادة المقابلات ومطابقتها بالواقع.
    ·و يبقى القول أن هدفنا هو تقديم ملامح تعريفية عن تاريخ و تراث قبيلة بني حسين بإعتبارها جزء هام من المكون الثقافي و الاجتماعي بالسودان بشكل عام ودارفور على وجه الخصوص ،فإن أصبنا في هدفنا فذلك غاية مبتغانا وإن كان هنالك قصور فالكمال لله وحده،والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ، وهو القائل في محكم تنزيله:(وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). صدق الله العظيم.
    1-2 من هم بني حسين؟
    · بني حسين قبيلة عربية من سلالة (الأشراف) وهم من ذرية الحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما، من ولده علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب(كرم الله وجهه). ويجدر بنا في هذا السياق أن نشير إلى أن قبيلة حسين تنتسب كما جاء في متون بعض الكتب التاريخية إلى ثلاثة بطون رئيسة هي[1]:
    1. آل الحسين(الأصغر): هو الحسين بن على زين العابدين بن الحسين(السبط)بن علي بن أبي طالب(كرم الله ووجه) و هم من أكبر بطون بني حسين(ينتمي بني حسين السودان إلى هذا البطن).
    2. الجعافرة: هم ذرية الشريف جعفر الصادق بن محمد الباقربن على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
    3. الزيود: هم هم أبناء الشهيد عيسى بن الشهيد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب( كرم الله وجهه).
    · من جانب أخر ينتشر بني حسين في كثير من البلدان العربية و الافريقية، فنجدهم في السعودية،اليمن،العراق ،إيران ،الكويت ،الامارات ،قطر ،البحرين ،الأردن ، سوريا ، لبنان ، فلسطين ،تركيا ،مصر ،السودان ، ليبيا ، المغرب ، تونس ،الجزائر و غيرها من أرجاء المعمورة.
    · أما بني حسين السودان، فيقولون أنهم جاءوا من شبه الجزيرة، ومن بلاد الشام والعراق،وقد كانوا يقطنون بصفة أساسية في مناطق كربلاء والنجف والبصرة وغيرها، ونسبة للحروبات و المشاكل التي حدثت في أواخر العهد العباسي هاجر بني حسين ومعهم عدد من القبائل العربية إلى أفريقيا،حيث كانت هجرتهم في البدء إلى مصر والمغرب العربي وقضوا فترة من الزمن في تونس بالجبل الاخضر ومن ثم جاءوا إلى السودان. وتشير الروايات أنهم دخلوا السودان عبر عبر طريقين، الطريق الأول عبر الواحات والشلال بمصر عبر النيل وطريق الاربعين. أما الطريق الثاني، فكان عبر الصحراء عن طريق واحة الكفرة بليبيا[2].
    1-3 ملامح من تاريخ بني حسين المدون بالسودان:
    كما أشرنا في المقدمة أن قبيلة بني حسين بالسودان، لم تجد حظها الكافي في التاريخ المدون ، سوى بعض الكتابات التاريخية و الاجتماعية، ومن تلك الكتب على سبيل المثال:
    1. كتاب تاريخ دارفور السياسي، و الذي ورد فيه:" بني حسين قبيلة عربية ذات لسان عربي فصيح…".[3]
    2. كتاب أدوات الحكم و الولاية في السودان،حيث تحدث البروفسير أبو سليم عن نحاس بني حسين عند تناوله للنحاسات القبلية بدارفور ومن ذلك قوله: " كانت قبيلة بني حسين قبيلة مهمة على عهد سلاطين الفور، ولما تم ضم دارفور إلى الإدارة التركية حاول النور عنقرة استمالة القبيلة وإهدى إلى حامد تور جوك رئيس القبيلة نحاساً"[4]
    3. كتاب تشحيذ الاذهان ببلاد العرب و السودان، فقد ذكرالتونسي أن بني حسين " قبيلة عربية تسكن بين دار قمر والزغاوة والمساليت…"[5]
    4. مذكرات مديرية دارفور، حيث تحدث أبي سن، عن عن قبيلة بني حسين بقوله:"قبيلة بني حسين قبيلة عربية ولهم في دارفور نظارة كاملة خاصة بهم ويسكن معظمهم في شمال دارفور غرب كبكابية…"[6]
    5. كتاب تاريخ دارفور عبر العصور،حيث تناول مؤلفه أحمد عبدالقادر أرباب أصل قبيلة بني حسين ونسبهم وإدارتهم الأهلية وملامح من عاداتهم وتقاليدهم[7].
    6. تناول البروفسير شيخ الدين يوسف من الله الرفاعيون الاشراف بالسودان و ذكر منهم قبائل:" بني حسين ، بني حسان ، الهلالية ، العقليين، الشبيلات ، العركيون ، الحلاويون ، الشبارقة ، البشاقرة، العوامرة، القواسمة ، العبدلاب ، العسيلات، الرازقية، الكماتير، الفرجاب، الحجاجاب، طوال،المعاضيد و الزنافلة.. وأشار كذلك إلى أن فروع رفاعة الهوي من الأشراف الرفاعيين ثلاثة قبائل تفرعت منها الفروع الأخرى و هذه القبائل هي: بني حسين و بني حسان والشبيلات ".[8]
    7. الدكتورة إحسان إبراهيم، تناولت في كتابها عن جدتها الحسينية آمنة بت خير السيد ، نسب جدتها وموطنها وملامح من آداب وعادات وتقاليد قبيلتها بني حسين.[9]
    8. كما توجد بعض الجهود البحثية من قبل أبناء القبيلة، وذلك لتوثيق تاريخ و تراث قيبلة بني حسين، ومن تلك الجهود على سبيل المثال لا الحصر:
    9. كذلك قدم فيصل بريمة حامد "دراسة فلكورية عن تجربة الشاعر الحسيني عبد الرحمن آدم الساي"،كبحث تكلميلي لنيل درجة البكالريوس في الآداب والدراسات الإنسانية، في جامعة دنقلا.[10]وتم تطويره ليكون كتاباً عن هذا الشاعر(تحت الطبع).
    10. كما كتب فيصل بريمة، ورقة بحثية عن نحاس بني حسين، وقد تناولت ملامح من تاريخ النحاس المدون و الشفاهي.[11]
    11. أما نور الدائم مستور كتاباً بعنوان ملامح من تاريخ بني حسين وقد تم نشر هذا الكتاب و توزيعه في طبعته الأولى.[12]
    ///////
    الهوامش:

    [1] . الدرر السنية في الأنساب الحسنية و الحسينية.

    [2]
    . عبدالرحمن آدم الساير، راوي و شاعر شعبي مشهور، مقابلة شخصية، زالنجي ، يناير 1996م

    [3]
    . موسى المبارك الحسن، تاريخ دارفور السياسي.

    [4]
    . محمد إبراهيم أبو سليم،أدوات الحكم و الإدارة في السودان، ص ص 218- 2019.

    [5]
    . محمد عمر التونسي ، تشحيذ الأذهان ببلاد العرب و السودان،

    [6]
    . أبي سن، مذكرات عن مديرية دارفور.

    [7]
    . أحمد عبدالقادر أرباب، تاريخ دارفور عبر العصور

    [8]
    . بروفسير شيخ الدين يوسف من الله، الرفاعيون الأشراف في السودان، عميد كلية العلوم الإدارية، جامعة السودان العالمية سابقاَ.

    [9]
    . احسان ابراهيم، حكاية امنة بت خير السيد، دراسة في التاريخ الشفاهي،1991م.

    [10]
    . فيصل بريمة حامد، تجربة الشاعر الشعبي عبدالرحمن آدم السايلر، بحث تكمليلي لنيل درجة البكالريوس في الآداب، تخصص في الفولكلور،جامعة دنقلا، كلية الآداب و الدراسات الإنسانية 1998م.

    [11]
    . فيصل بريمة حامد، نحاس بني حسين، اصدار جمعية السريف الثقافية، 2002م.

    [12]. نور الدانم احمد مستور جادو، ملامح من تاريخ بني حسين،
    يتبع...



    hglojwv uk jhvdo rfdgm fkd psdk fhgs,]hk hghavht fkd psdk hgs,]hk jhvdo fkd psdk fkd psdk fhgs,]hk


  2. #2

    افتراضي

    المختصر عن تاريخ بني حسين بالسودان
    الحلقة الثانية
    دار بني حسين: الأرض و السكان
    1.2موقع دار بني حسين وحدودها الادارية:
    إستقر الغالبية العظمى من بني حسين بدارهم الأصلية بـمنطقة (العطاش) نسبة إلى ذلك الجبل الشامخ الذي يتوسط الدار، حيث أشتهر هذا الجزء من دارفور بالعطش ،وقد كان الاهالي يذهبون لمسافات طويلة لجلب المياه الى ذويهم بمنطقة الجبل،ولذلك سمي بـ (جبل العطاش) وعرفت به عموم دار بني حسين. وفيما بعد عرفت هذه المنطقة بالسريف بني حسين،وتأتي السريف دائماً مقرونة باسم القبيلة أي(السريف بني حسين) وذلك للتفريق بينها وبين عدد من الأسماء المشابهة بولايات دارفور الكبرى.[1]
    · تقع دار بني حسين في أقصى الحدود الغربية لولاية شمال دارفور وهي تعتبر من أهم الحواكير المتعارف عليها في ولاية شمال دارفور. و(الحاكورة) عبارة عن قطعة أرض بحدود معلومة و عليها نفوذ سياسى و إدارى و إقتصادى ، فضلاً عن كونها تشكل الهوية الاجتماعية والسياسية والثقافية للقبيلة صاحبة الدار، والتي ترى فيها تجسيدا لمكانتها الاجتماعية وحياتها الجماعية وخيارها الثقافي.والحواكير بدارفورثلاثه أنواع:[2]
    1.الحاكورة الإدارية،أى (حاكورة القوم).
    2.حاكورة الإنتفاع.
    3.حاكورة العطاء .
    · وللحواكير كذلك حدود متفق عليها ويمكن أن تكون موثقة بأوامر سلطانية مكتوبة أو أن تكون الحدود متعارف عليها عرفيا بموانع جغرافية طبيعية محددة ومعلومة لدى الجميع وخاصة أكابر القوم والدولة، وتعتبر الموانع الجغرافية الطبيعية كالجبال والاودية و الخيران هى المفضلة لترسيم الحدود بين الحواكير.[3]
    · تجدر الاشارة الى انه توجد بعض الخرط التي تبين حدود دار بني حسين مع ديار القبائل المجاورة لها، منها خريطة صدرت في عام 1925م، وخريطة اخرى في عام 1927م وخريطة اخرى تحدد المعالم الجغرافية و المناطق الحدودية، وهذه الخريطة اشرف عليها المستر(مور) مفتش مركز كتم آنذاك.و يمكننا تبيان هذه الحدود وفق ما يلي:[4]
    ü من الناحية الشرقية ، تمثل منطقة (قرقو) و التي تتبع لمحلية كبكابية الحد الفاصل لدار بني حسين، ويتجه الحد جنوباً ماراً بقرية آدم بديري، حيث يقع الحد تحديداً في شمالها.
    ü يمثل طريق الفاشر- الجنينة في الناحية الجنوبية الحد الفاصل لدار بني حسين عن دارفور(دارفيا)، ومن ثم يتوغل الحد غرباً ماراً بجبل (تيقى) الذي يتكون من قمتين،حيث تتبع قمته الصغرى لدار بني حسين و تتبع القمة الاخرى لدارفور. ويمر الحد جنوب جبل (ارليات)أوالتيمان ويتجه الحد غرباً حتى وادي(خمال)، حيث يمثل هذا الوادي الحد الفاصل بين دار بني حسين و دار مساليت.
    ü ومن ثم يتجه الحد شمالاَ ماراً برهيد(أبو حمرة) ويجنح الحد للناحية الشمالية الشرقية حتى جبل(قميرية) ثم يتجه غرباً حتى منطقة تسمى (بوباية) و بئر(ِقلٌيتة)ثم يتجه الحد شمالاً حتى قبة(صاحب الدلاء) مروراً بوادي(زميقات)غرباً وصولاً الى (جبل كروراك).
    ü ومن ثم يتجه الحد شمالاً حتى وادي (أدوي) وصولاَ الى منطقة إلى (عِد هبوك) حيث يتبع النصف الشرقي لهذا العِد لدار بني حسين ،أما جزئه الغربي فيتبع لدار قمر.
    ü ثم يتجه الحد شمالاً حتى يصل منطقة (الدوحة أصبر) شرق (جبل بابري) و يتوغل الحد شمالاَ وصولاً الى (وادي العرد) ثم (قوزرحَب) ثم (قوز غراب) و(جبل ام كلاعيد).
    ü ومن ثم يجنح الحد شرقاً وصولاً الى منطقة(أم عظام) ثم (عِد الجواد) ثم شرقاً حتى (وادي أبو سنط) عند شارع كرنوي السريف، حيث يمثل (وادي أبو سنط )الحد الفاصل بين دار بني حسين و ودار زغاوة. و يمتد الحد مع الوادي شرقاً حتى (وادي كريكر) جوار (جبل دواني).
    ü من المنطقة اعلاه يجنح الحد جنوباًمروراًبـ(عِد طِبجيج) بشارع كبكابية - الشبيكة ، ثم يقطع الحد في توغله جنوباً وادي (برقو)وصولاَ الى منطقة تسمى(الدقاية).
    · أما من ناحية الحدود الادارية والسياسية لدار بني حسين ، من ناحية الشرق تحدها محلية كبكابية و التي تبعد السريف بحوالي 83 كلم،و الناحية الجنوبية تحدها محلية سرف عمره. كما تحدها وحدة (فتابرنو)الإدارية التابعة لمحلية كتم من الناحية الشمالية الشرقية.أما من الناحية الشمالية فتحدها محلية الطينة(وحدة كرنوي الإدارية).ومن الناحية الغربية تحدها محليات كلبس، صليعة والجنينة بولاية غرب دارفور.[5]
    · وبخصوص الإدارات الأهلية المجاورة لدار بني حسين فنجد إدارة(دارفيا) في الناحية الجنوبية و الشرقية و هي إدارة تابعة لقبيلة الفور، كذلك نجد إدارات(دارقمر) و (دارمساليت) في الناحية الغربية و إدارة (دار قلا) من الناحية الشمالية و هي ادارة تابعة لقبيلة الزغاوة.[6]

    · 2.2 المساحةوالطبيعة الجغرافية:
    · تبلغ المساحة الكلية لدار بني حسين حوالي896,000 كلم مربع ، و تجري على هذه المساحة عدد عدد من الأودية مثل وادي (أبوسنط) ،وادي (برقو) ،وادي (السريف) ،وادي (الشبيكة)،وادي (كرفو)، وادي(الجحير)،وادي(أنجمينا) وغيرها من الأودية،كما يجري على أرضها عدد من الخيران والتلال والكثبان الرملية والسهول و الجبال أهمها جبل (العطاش) ،جبل (عامر) ،جبل (آيبو) ،جبل (غراء الزاوية) و غيرها ، هذا فضلاً عن وجود أراضي و مراعي واسعة وتربة خصبة مما جعلها منطقة صالحة لأمتهان حرفتي الزراعة و الرعي.


    ·3.2 النشاط البشري:[7]
    (1) حرفة الرعي:
    ·يمتهن عدد كبير من سكان دار بني حسين مهنة الرعي حيث تذخر المنطقة بثروات هائلة من الابقار والإبل والأغنام مع إهتمام خاص بتربية الهجن والخيول الأصيلة، وكانت هذه الدار تساهم بقدر وافر من صادر الأبقار والإبل والضأن قبل إستفحال مشكلة دارفور.ورغم تميز هذه الدار بمراعيها الطبيعية الجيدة و الواسعة، إلا أنها تعاني من شح في المياه، وقد وبدأت تلك المراعي تتناقص بسبب التوسع الزراعي وعاده ما تحدث بعض المشاكل بين الرعاة والمزارعين في موسم الحصاد وهو ما يعرف بموسم " الطلق". كذلك تعاني المنطقة من شح في الخدمات البيطرية حيث توجد شفخانة بيطرية واحدة فقط بالسريف. كما يوجد سوق مركزي للماشية تم انشاؤه في عام 2006م، و جاريالسعي لإدخال سلالات جديدة يمكن أن تأتي بعائد أكبر لمربيي المواشي سواء من ناحية الألبان أو اللحوم والعمل على تصنيع المنتجات مثل الأجبان والسمن وغيرها.
    (2) الزراعة:
    توجد بالمنطقة مساحات شاسعة للزراعة وتعتمد الزراعة بصفة أساسية على الري المطري وقليل من المساحات بالطرق المرورية عن طريق الوابورات والطلمبات المائية.تنتج المنطقة محاصيل عديدة أهمها الدخن ،الفول ،السمسم ،البطيخ ،اللوبيا ،البصل والكركدي،كما تم إدخال زراعة الفول المصري الذي أثبتت زراعته نجاحاً كبيراً من حيث الإنتاجية والجوده،بالإضافة الى زراعة الخضروات.كما يوجد مقترح من إدارة مشروع جبل مره لزراعة القمح بالمنطقة عن طريق الري المطري ولم تنفذ الفكرة حتى الآن،غير أن الزراعة بالطلمبات يمكنها أن تخرج الكثيرين من دائرة الفقر إن وجدت الدعم من الدولة والبنوك الممولة نسبة لنجاحها الباهر وذلك لخصوبة الأرض ووفرة المياه الجوفية و السطحية في كثيرمن المناطق. تجدر الإشارة إلى أنه لم تتم تجربة زراعة الأعلاف وهو ما يساعد على تسمين الماشية وتفادي كثير من المشاكل بين المزارعين والرعاة. كما قل إنتاج المنطقة من الصمغ العربي الذي كانت تشتهر به نتيجة للتوسع الزراعي وإزالة كثير من الغابات على حساب الزراعة.
    (3) التجارة:
    ·بمنطقة السريف أسواق جاذبة لكثير من التجار من مناطق كبكابية، سرف عمره، وغيرها من المناطق ومن أهم هذه الأسواق سوق السريف و سوق غرا الزاوية و سوق مديسيس و غيرها.ويلاحظ اعتماد التجارة على المحاصيل الزراعية والمواشي بأنواعها المختلفة بصفة أساسية أضافة للإحتياجات الأخرى للمواطنين.
    (4) التعدين:
    ·تزخر داربني حسين بالمعادن،أهمها معدن الذهب والذي ظهر بكميات كبيرة في منجم(صبرنا) ومنجم(جبل عامر)،ولذلك اصبح التعدين الاهلي من اهم الموارد و الانشطة البشرية بالمنطقة حيث جاء الناس الى المنطقة من كل انحاء السودان من أجل التعدين ،مما يبشر بمستقبل زاهر للمنطقة.
    4.2 السكان و التعايش السلمي بدار بني حسين :
    · على الرغم من أن الديار بدارفور تمثل حدود جغرافية وثقافية لمجموعة بعينها،إلا أنها دائماً ما تكون داراً للعديد من القبائل الإخري والتي تسكن مع القبيلة صاحبة الدار،فيكون لهم ما للقبيلة وعليهم ماعلى القبيلة صاحبة الدار من حقوق وواجبات و التي تحكمها مبادئ (المواطنة) و (التعايش السلمي) و (المنافع المتبادلة). ويتم كل ذلك برعاية وإشراف الشرتاي أو السلطان أو ناظر القبيلة صاحبة الدار.[8]
    · تجدر الإشارة إلى أن قانون الحواكير الإدارية الذى كان معمولا به فى دارفور، يتيح للأفراد حق الإنتفاع بالأرض بنظام المواطنة وليس بالقبيلة بمعنى أن أى شخص يسكن فى حاكورة ما ولم يكن هو فى أصوله من أصل اهل الحاكورة أو من قبيلتهم يحق له إمتلاك أرض على المستوى الفردى لأغراض الإنتفاع ودائما يتم منح قطعة الأرض بواسطه الإدارة الأهلية، وبهذا المنح أو الهبة يحق للفرد الإنتفاع بالأرض سواء كان لأغراض الزراعة أو الرعى أو البستنة وتصبح هذه الأرض ملكا له ولذريته من بعده، ولا يتم نزعها منه إلا بمقتضى قانون (دالى) والذى ينص بحق شيخ القرية فى التصرف فى الأرض التى تركت بورا لمدة ثلاثة أعوام متتالية، وهذا القانون يعتبر هو المرجع الأساسى والرئيسى فى التعامل مع الأرض فى دارفور[9].
    · وتأسيساً على ماسبق ، فقد أصبحت دار بني حسين من أشهر مناطق التعايش السلمي والانصهار القبلي والرباط الاجتماعي الذي يندر مثله في ظروف دارفور الراهنة و ذلك نتيجة للإستقرار والأمن الذي ظلت تنعم به دار بني حسين طيلة فترة الحرب و نتيجة لترحيب وإستقبال وقبول أهلها للتعايش مع الآخرين والعمل على حمايتهم. لذلك إزاد عدد السكان المنطقة،حيث بلغ تعدادهم (169,00) نسمة، حسب التعداد السكاني لعام 2010م.وتعزي الزيادة الكبيرة في عدد السكان نتيجة للنزوح الذي حدث من المناطق المجاورة ومن الولايات الأخرى مثل جنوب دارفور.

    · ومن أهم القبائل التي تقطن بدار بني حسين على سبيل المثال نجد: قبائل الرزيقات، خاصة (المحاميد والماهرية)،بجانب الحوطية، المسيريه، بني هلبة ،القمر،الدروك،اولادزيد،أولادمانا،الصعده،الترجم،الك روبات،الزغاوة،الفور(المادنقا)،التنجر،الع طيفات، الشطية و التاما وغيرهم.وهكذا ظل التعايش السلمي و التماسك الإجتماعي السمة الأبرز للسكان بداربني حسين من رحل ومزارعين، لا يعكر صفوهم إلا فترة الحصاد (الطليق) و غالباَ يتم تجاوز تلك المشكلات و الصراعات التي تحدث بين الاطراف بالحكمة والأعراف وجبر الضرر.
    ///////////////////////////////////////////////

    الهوامش:
    [1] بريمة حامد يعقوب(رحمه الله) ، معلم سابق، مقابلة شخصية، كبكابية،2001
    [2]. عبد الشافع عيسى مصطفى احمد شطة، دارفور: الأرض و الحواكير.
    [3]
    . الراوي السابق.
    [4]
    . انظر نور الدائم مستور، ملامح من تاريخ بني حسين، ص19
    *ملحوظة: اشرف على وضع الحدود الادارية لدار بني حسين المستر مور، مفتش مركز كتم بوجود الناظر حامد يعقوب.
    [5]
    . أحمد مهدي حامد ،رئيس محلية السريف ، مقابلة شخصية ،1996م.
    [6]
    . الراوي السابق.
    [7]
    . تقرير محلية السريف، 2010م.
    [8]
    . عبد الشافع عيسى مصطفى ، مرجع سابق.
    [9] . نفسه.

  3. #3

    افتراضي

    المختصر عن تاريخ بني حسين بالسودان
    الحلقة الثالثة
    هجرات بني حسين الداخلية بدارفور
    1.3 الهجرة الى دار برقو:
    · تشير الروايات الشفاهية،انه بعد انتهاء فترة العهد التركي بدارفور(1874-1885م)وقيامالدولةالمهدية بالسودان(1885- 1899م)، سعت الدولة الوليدة الى كسب القبائل لتأييد المهدية والانخراط في صفوفها وأوكلت لهذه المهمة بدارفورعامل المهدية(عثمان جانو)الذي مارس عنفاً كبيراً في إخضاع القبائل لسلطة المهدية وتم قتل كثير من النساء والرجال والاطفال، لذلك رفض كثير من أهل دارفور هذه السياسة القمعية و قاوموا هذا النهج.
    · يقول الراوي، مهدي حامد[1]، انه تم استدعاء رؤساء القبائل بدارفور للحضور الى الفاشر لمقابلة إدارة دولة المهدية، وكان من بينهم حامد تورجوك ناظر بني حسين و (طرومة)زعيم النوايبة(من الرزيقات)وغيرهم.ويضيف الراوي أنه عند وصول الذين تم إستدعائهم بالفاشر:( ناس المهدية قاموا مسحوا دقون الرؤساء بالريحة، بعد داك قام الناظر تورجوك قال سأل طرومة: الدقن البتمسح الدقون دي شنو؟ فرد طرومة:ديل ناس المهدية. وبعد داك بدا الاجتماع و قالوا للرؤساء انحنا عايزينكم تجيبوا اهلكم كلهم في الفاشر و اي واحد فيكم يخلي وراهو رهينة لحدي ما يجي راجع، و كان مع حامد تورجوك مرافق من اهله بني حسين فقام قال ليهو: أنا ماشي و إنت يا مرقود الريح ما ترقد امشي جيب للفرس بياض ).و يشرح الراوي هذه العبارة ان الناظر تورجوك اراد ان يكني لمرافقه بالهرب وفهم الشخص العبارة و هرب من بعده.
    · وعندما وصل الناظر تورجوك الى الشبيكة بدار بني حسين، امر بضرب النقارة ، فإجتمع اليه أهله و اخبرهم بأمر الدولة المهدية بترحيلهم الى الفاشر و طلب منهم الرأي و المشورة، فأستقر أمرهم برفض الفكرة و قرروا الهجرة الى دار برقو لأن عامل المهدية عثمان جانو هدد القبائل بالقتال إذا لم يستجيبوا للأمر وكان يردد دائماً (البيابا المهدية إلا يعقب الشم).[2]
    · هاجر بني حسين بقيادة ناظرهم حامد تورجوك الى داربرقو و معهم جيرانهم من القمر و الزغاوة وهاجر معهم كذلك الزبلات و النوايبة و المحاميد و العطيفات و غيرهم، وإحتموا بسلطان البرقو (يوسف دود مرة) وهذا السلطان كانت له صداقة مع الناظر حامد تورجوك. وكان الأخير أهدى لصاحبه الحصان(سعدان) وهو من أشهر الخيول بدار بني حسين ،حيث شاعات قي كل المحافل عبارات الاعجاب و الاحتفاء بسلالته واشتهرت المقولة:(كجر: كجر بنات سعدان) ومن الناس من يقول(قدر) بدلاً عن (كجر).[3]
    · وبعد استقرار بني حسين وجيرانهم بداربرقو ، إقترح الشرتاي صالح شرتاي الزغاوة و هو جد الشرتاي الحالي ادم التجاني الطيب صالح( ادم صبي) شرتاي (دار قلا) أن يكون الناظر حامد تورجوك أميراً عليهم نسبة لصداقته مع سلطان البرقو، ولكن تورجوك اقترح ان يتم اختيار شخص آخر بدلاً عنه، فتم أختيار السلطان إدريس سلطان القمر أميراً عليهم. وفي تلك الفترة تزوج (علي) إبن سلطان القمر إدريس من (عازه) إبنة سلطان البرقو يوسف.
    · إستقر المهاجرون فترة من الزمن في داربرقو،إلا أن عثمان جانو لم يتركهم في حالهم و أراد ان يلاحقهم هناك، إلا ان القبائل المهاجرة(بني حسين، قمر ، زغاوة و بعض القبائل العربية) وضعوا خطة محكمة لمحاربة (جانو) فكانوا أن أخذوا كل البهائم التي اصيبت بداء(الطاعون) و الذي كان منتشراَ آنذاك،و تركوها(هاملة) في خلاء دار قمر و دار بني حسين. و عندما جاء (جانو) و جنوده، وجودوا تلك البهائم و اعتبروها بهائم هاملة فقاموا بذبحها لإطعام الجنود الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد كبير من الجنود بداء الطاعون وأصيب معهم قائدهم (جانو) وأدي ذلك الى موته في الطريق و تم اخذه الى الفاشر حيث دفن هناك[4].
    · وبعد هدوء الاحوال بعد موت عثمان جانو ورجوع جيشه الى الفاشر رجعت القبائل المهاجرة الى ديارها الاصلية، فجاء بني حسين الى العطاش و نزلو في (الشبيكة).
    2.3 حرب بني حسين مع الفكي سنين و هجرتهم الى دار قمر و دار مساليت:
    · لم يدم الاستقرار طويلاً لبني حسين بدارهم العطاش بعد رجوعهم من دار برقو، حيث قرر (الفكي سنين)عامل المهدية بحامية الانصار بكبكابية ارسال جيوشه لإخضاع بني حسين لسلطان المهدية، فدارت الحرب سجالاً بين الطرفين، و تصدى بني حسين لعدد من غارات جيش الفكي سنين، وفي احدى تلك الغارات ارسل سنين جيشاً بأعداد كبيرة، غير ان بني حسين تصدوا ببسالة لهذا الجيش ودحروه،وبدأوا في تعقبه ومطاردته لمسافات بعيدة ، وعندما وصلوا الى منطقة جبل عامر، طلب بني حسين من قائدهم (تورجوك) الرجوع الى مقر قيادته(الشبيكة)وترك امر مطاردة جيش الفكي سنين،لبقية جيشه من أجل اخراجهم خارج الحدود، ولذلك رجع حامد تورجوك و كان بصحبته نفر قليل من بني حسين. وفي منتصف الطريق كانت هنالك بعض قوات جيش الفكي سنين التي أعياها المسير والتي تسللت للاستجمام بالغابة،وكان أن تم الإيعاز لهم من بعض عيون و معاوني الفكي سنين أن الذي يسير في الطريق هو حامد (تورجوك) الذي يقاتلونه ،فتربصت تلك القوة و هجمت على الناظر حامد تورجوك و قتلته و مرافقيه.[5]
    · بعد مقتل الشيخ حامد تورجوك لم يستقر أمر إدارة القبيلة نسبة لهجرة البعض منهم إلى دار قمر و البعض الآخر إلى دارمساليت و استمر بهم الحال هكذا الى نهاية الدولة المهدية و مقتل عاملهم الفكي سنين فيما بعد، ليهاجر بني حسين الى منطقة تارني بالقرب من الفاشر بأمر السلطان علي دينار.
    3.3 هجرة بني حسين الى تارني:
    · بعد نهاية دولة المهدية ومجئ السلطان على دينار الى الفاشر و استعادة امجاد سلطنة الفور(1900- 1916م)،سعت السلطنة لإعادة الاستقرار بدارفور و توطين الاهالي بالقرب من عاصمة السلطنة بالفاشر،وفي تلك الاثناء كان السلطان على دينار يبحث عن احد افراد اسرة الناظر حامد تورجوك ليجعله ناظراُ على بني حسين، و قد تقدم البعض و إدعوا انهم من اسرة الناظر و لكن تم كشف امرهم. و في الطريق الى دار مساليت قابل الشيخ حامد يعقوب آدم رجال قائد جيش على دينار و الذي كان في طريقه الى الجنينة، وعرف انه من اسرة حامد تورجوك، فقال له ان السلطان علي دينار ظل يبحث عن احد افراد اسرتكم لاعتماده ناظرا على بني حسين، واعطاه خطاباً لمقابلة السلطان، و بالفعل تحرك الشيخ حامد يعقوب من دار مساليت قاصداً الفاشر و قابل السلطان.
    · يقول الراوي مهدي حامد:( السلطان على دينار قال للشيخ حامد يا حامد انا عايز أعملك رئيس في أهلك زي عمك حامد تورجوك). و سأل السلطان عن اماكن تواجد بني حسين، فأجابه الشيخ حامد بأنهم في دار مساليت وجزء اخر منهم في دار قمر، فأمر السلطان،قائده آدم رجال ليذهب مع حامد يعقوب لإحضار بني حسين الى الفاشر.
    · وهكذا جاء بني حسين الى تارني ومعهم الحوطية و الصعدة و التعالبة و الزبلات وغيرهم وإلتقى السلطان علي دينار بالمجموعة وعين الشيخ حامد يعقوب رئيساً على كل القبائل العربية التي جاءت معهم و اعطاهم منطقة تارني لتكون مقام لسكنهم ومعاشهم وبقوا هناك الى ان سقط حكم على دينار في عام 1916م على يد الحكم الثنائي (الانجليزي المصري) و مكثوا هناك الى عام 1928م[6].
    · وبعد مجئ الانجليز الى دارفور، شجعوا القبائل على الرجوع و الاستقرار في ديارهم الاصلية التي وفدوا منها، لذلك خرجت عدد من القبائل التي كانت تحت ادارة بني حسين بتارني، منهم الحوطية الذين اختاروا شيخاً لهم يسمى(بريمة هانوا) و اصبحوا تحت ادارة المسيرية وذهبوا إلى منطقة كاس، هذا بجانب الصعدة و ترجم ورواس و غيرهم حيث اختاروا شيوخهم وهاجروا الى جنوب دارفور.[7]
    · وعندما بدأ الانجليز برنامج التعليم بتأسيس المدارس، بجانب برنامج كشف الاموال تعرض بني حسين بتارني إلى الظلم و القسوة في جمع الاموال من قبل شرتاي الفور (صابون) والذي تتبع اليه ادارة منطقة تارني وهو خال السلطان علي دينار و كان يسكن بمنطقة (دوبوا)،فأرسل الى بني حسين(خميس عرمان) لتفنين الزراعة، فرفض بني حسين تلك الطريقة و قام الشيخ حامد بتقديم شكوى الى الحكومة الإنجليزية ضد شرتاي الفور (صابون) رافضاً امر تقنين ادارة الفور بقيادة الشرتاي صابون لزراعتهم بحجة ان البلد بلدهم.[8]
    · نظرت الحكومة الإنجليزية في أمر الشكوى وردت الى الشيخ حامد يعقوب ان الشرتاي مخير في إدارة بلده، واقترحت الحكومة عليه إعطاء منطقة أخرى تكون داراً لبني حسين.أجاب الشيخ حامد يعقوب قائلاً انه ما دام ان كل انسان مخير في بلده فنحن دارنا العطاش(السريف بني حسين) ًونحن ما جئنا هنا إلا بأمر السلطان علي دينار. فقالوا له هل تريد الرجوع الى العطاش؟ فأجاب بالإيجاب، ولكنه طلب استشارة اهله في أمر الرجوع الى العطاش،فربما لا يريد البعض الذهاب فوافقوا له بذلك وقالوا له أذهب و شاورهم ، فإذا رفض البعض نحن سنجبرهم على الرحيل بالقوة[9].
    ذهب حامد الى تارني، وجمع اهله واوضح لهم أنهم ظلوا يتعرضون لمضايقات كثيرة في أمر معاشهم بمنطقة تارني، وعرض امر الرجوع الى دارهم العطاش، فتقبل كثير من اهله هذا القرار بإرتياح شديد، ورفض البعض الآخر هذا الامر[10].
    4.3 عودة بني حسين من تارني الى العطاش:
    · رجع الشيخ حامد يعقوب مع كل اهله الذين وافقوا بالرحيل الى منطقة العطاش و نزلوا في البدء في (نقدية) ومكثوا فيها لعامين في انتظار بقية اهلهم للحاق بهم،وفي تلك الأثناء قابل الشيخ حامد يعقوب المأمور يوسف جميل بمنطقة(نقدية)وقد كان في طريقه الى الجنينة و أخبره بانهم مازالوا في انتظار بقية اهلهم للحاق بهم للاستقرار بمنطقة العطاش، فوعد المأمور انه سيسعي لحل المشكلة.
    · وبالفعل تم جمع من تبقى من بني حسين بمنطقة تارني بالفاشر و كان البعض منهم قد رفض العودة و هاجر الى الجزيرة أبا، وفي الاجتماع تم إخبارهم بأن الحكومة قررت لم شمل بني حسين و سيكون هنالك اجتماع كبير(زفة) بمنطقة (سرفاية) غربي الفاشر، لمناقشة هذا الأمر. و بالفعل انعقد اللقاء بحضور مجلس(أجاويد) تكون من عدد من القبائل، منهم الشرتاي(أدم أم ردس) شرتاي الفور، والعمدة صالح من (الدادنقا) و الناظر إبراهيم موسى(ناظر الرزيقات) و غيرهم من زعماء القبائل[11].
    · تم تفويض الأجاويد للحوار مع بني حسين بخصوص أمر عودتهم الى منطقة العطاش، غير ان بعض بني حسين ربطوا امر عودتهم بتنحي الشيخ حامد يعقوب عن قيادتهم،فوافق الاجاويد على هذا الطلب و تركوا لهم اختيار من يقودهم، فطلب بني حسين إعطائهم مهلة استمرت ليومين، قرروا بعدها اختيار أدم حامد يعقوب ليكون ناظراً لهم بدلاً عن والده، فوافقت الحكومة الانجليزية هذا على الاختيار،وتم إرجاع كل بني حسين الي دارهم بالعطاش في عام(1928م) حيث بدأوا رحلة جديدة من الاستقرار وسكنوا في قرى و فرقان توزعت على كافة انحاء منطقة العطاش وفق حدودها الادارية.
    · وبعد استقرار بني حسين بالعطاش و بعد ثلاث سنوات من رجوعهم حدثت مشكلة لبني حسين في احدى الزفات بمركز كتم(زفة فتابرنو)،لذلك قام المأمور مستر مور بارجاع الشيخ حامد يعقوب على قيادة القبيلة ، حيث واصل مسيرة النظارة الى ان توفى الى رحمة مولاه في عام(1939م).
    5.3 استقرار بني حسين بالمناطق الاخرى بالسودان:
    إذا كانت السريف بني حسين بولاية شمال دارفور،هي حاضرة بني حسين بالسودان، فانها لم تكن المكان الوحيد لاستقرارهم،فبني حسين ينتشرون في مناطق عديدة بدارفور و مناطق السودان الاخرى، حيث نجد بني حسين باعداد متفاوتة في بعض مدن و قرى دارفور الكبرى ، بكل من ديار هلبة و الهبانية الرزيقات و المسيرية و التعايشة و مساليت و قمر و الفور و الزغاوة و غيرها من الديار بدارفور، هذا بجانب وجودهم في مدن وريف كردفان الكبرى و في الجزيرة ابا وبقية مناطق النيل الأبيض وفي مناطق سنار و النيل الازرق و الجزيرة ورفاعة و القضارف و في بعض مناطق شرق السودان وفي ولاية الخرطوم و غيرها من ربوع السودان الشاسعة.
    تجدر الإشارة الى أن بني حسين في بعض مناطق السودان يعرفون ب(الحسينات) خاصة في مناطق كردفان وبعض المناطق بدارفور ووسط السودان.

    6.3 نمو وتطور داربني حسين:
    · بعد ر جوع بني حسين إلى العطاش و استقرارهم بها للمرة الثانية، و ذلك بعد هجرتهم إلى تارني بأمر السلطان على دينار،بدأوا في ترتيب أوضاعهم المستقبلية و توفير معينات الاستقرار بهذه الدار التي كانت تفتقد للكثير من مقومات الحياة.
    ·لقد بدأ تطور منطقة السريف إدارياَ من مجالس قرى وصولاً الى مجلس ريفي في بداية الثمانيات، وذلك بمشاركة شعبية فاعلة، و تتطور الامر إلى أن اصبحت دار بني حسين محلية قائمة بذاتها ضمن المحليات المكونة لولاية شمال دارفور في عام 2007م. وقد تبع مسيرة التطور بالدار تطور في الخدمات و البنية التحتية.
    ·3. 1.6 تكوين محلية السريف:
    ·تتكون محلية السريف من أربعة وحدات إدارية وهي كما يلي:

    1. وحدة السريــف الإدارية.
    2. وحدة غراء الزاوية الإدارية.
    3. وحدة أم جــروة الإدارية.
    4. وحـدة مديسيس الإدارية.
    ·2.6.3 التعليـم بالمحلية:
    ·بالمحلية مدرسة ثانوية للبنين وأخرى للبنات وأكثر من أربعين مدرسة أساس (مقيمة وراحلة)، وعدد من رياض الأطفال، وفصول تعليم الكبار، ومعظم مباني هذه المدارس بالمواد المحلية و البعض منها بالمواد الثابتة نتاج لمجهودات المشاركة الشعبية و المحلية و مجهودات منظمة اليونسيف بالتعاون مع منظمة العطاش للسلام و التنمية(احدى المنظمات الوطنية الطوعية) العاملة بمحلية السريف. هذا بجانب وجود عدد كبير من خلاوي تعليم القرآن المنتشرة بالمنطقة أهمها غراء الزاوية و خلوة القوني جبريل وخلوة الشيخ أبو السارة. كما يوجد مقترح مجمع تعليمي للرحل ( مدرسة + داخلية + سكن) ، وهنالك مقترح لإنشاء معهد فني، وفرع لكلية تنمية المجتمع- جامعة الفاشر.
    ·3.6.3 الخدمات الصحية والبشرية والبيطرية:
    ·يوجد بالمحلية مستشفى بشري واحد تم بناءه بالعون الذاتي وساهمت فيه الحكومة مساهمة فاعلة ببناء العملية وميس الأطباء ، يقدم خدماته الآن لكل المحلية ، كذلك توجد ستة مراكز صحية منتشرة في أرجاء المحلية، ومركز لتحصين الأطفال. أما في الجانب البيطري فتوجد شفخانة بيطرية واحدة ملحق بها أسطبل لتحسين نسل الخيول يفتقر الآن للخيول المحسنة.
    ·4.6.3 مصـادر الميـاه:
    ·تعتمد المنطقة بصفة أساسية على الخزانات، اهمها خزان (ابو جداد) والحفائر اهمها حفير (ام سنينة)، حفير (قصة) ،حفير (كينو) ،حفير (جحر مرفعين)،(حفير كينو) و حفير (ترتر) وغيرها والتي تم تشييدها منذ ستينات القرن الماضي، وقد اعيدت صيانتها في عام 2011م بمجهود من منظمة الغذاء العالمي بالتعاون مع منظمة العطاش والمجتمع المحلي، كما توجد الآبار السطحية، و الأبار الجوفية والمضخات وجاري الان تشييد شبكة مياه مدينة السريف، حيث وصل التنفيذ لمرحلته الثالثة و ذلك بمجهود من المنظمة الافرو اسيوية للتنمية الريفية(أردو) و منظمة (اليونسيف) بالتعاون مع منظمة العطاش للسلام و التنمية والمحلية و الولاية و المجتمع المحلي، بجانب ذلك فقد اكتمل إنشاء سد السريف.
    · من جانب آخر،فقد انتظمت المحلية نهضة تنموية وعمرانية بدعم ومؤازرة حكومة الولاية ومواطني المحلية اشتملت على العديد من الإنشاءات كالإستراحات ومنزل المعتمد، والنيابة،ورئاسة الشرطة، والمحكمة، ودار المرأة. كما تم إفتتاح السوق المركزي للماشية وتم إستجلاب وابور للكهرباء،كما تم مسح خمسة ألف قطعة سكنية من بينها معسكر للنازحين الذي أصبح أحد أحياء المدينة" حي السلام".
    /////////////////

    الهوامش:
    [1]. مهدي حامد يعقوب(رحمه الله) ، من رواة التاريخ، مقابلة شخصية، السريف بني حسين، 2000م.

    [2] . مهدي حامد يعقوب(رحمه الله)، الراوي السابق. الشم: يقصد بها الشمس.

    [3] . عبدالرحمن آدم الساير، راوي و شاعر شعبي مشهور، مقابلة شخصية، زالنجي 1996م.

    [4] . مهدي حامد يعقوب(رحمه الله)، راوي السابق.

    [5] . مهدي حامد يعقوب، الراوي السابق.

    [6].. نفسه.

    [7] . مهدي حامد يعقوب،الراوي السابق.

    [8] . نفسه.

    [9]. نفسه.

    [10] . الراوي السابق.

    [11] . نفسه.

  4. #4

    افتراضي

    المختصر عن تاريخ بني حسين بالسودان
    الحلقة الرابعة
    نظارة قبيلة بني حسين
    1.4 هيكل إدارة بني حسين الأهلية:
    ·يتكون الهيكل الاداري لادارة بني جسين الأهلية من:
    1. الناظر: وهو في قمة الهرم الإداري للقبيلة وصاحب السلطة الاهلية العليا.
    2. العمدة: وهو في المرتبة الثانية في الهرم الإداري و هو مسئول عن الشيخ ، بجانب مسئوليات أخرى.
    3. الشيخ: هو أقرب سلطة للمواطن و ينفذ أوامر العمدة.
    4. المندوب: و هو الشخص الذي يفوضه رئيس الادارة الاهلية للقيام بمهام محددة.
    2.4 أهم زعماء إدارة بني حسين الأهلية:
    · ثمة رجال حملوا راية الإدارة الأهلية لقبيلة بني حسين وصنعوا تاريخها وتراثها وحفظوا أعرافها وقيمها النبيلة وعلاقاتها الطيبة مع كافة قبائل دارفور و السودان، ومن هؤلاء الرجال[1]:

    1.2.4 الناظر حامد يحي (تورجوك)(1978-1903م):
    · الناظر حامد يحي الدوم المقلب ب(حامد تورجوك) كان والده يحي من حكماء وفقهاء قبيلة بني حسين بعد دخولها السودان وإستقرارها بمنطقة العطاش بولاية شمال دارفور(محلية السريف حالياً). ومنثم أصبح الشيخ حامد تورجوك على رأس قيادة قبيلة بني حسين وزعيمها الأول بعد وفاة والده رحمة الله عليه بعد أن رأى فيه قومه الحكمة والعلم واللياقة بالزعامة وكان ذلك بعد سيطرة الحكومة التركية المصرية على مقاليد الأمور في دارفور بعد معركة منواشي التي قادها الزبير باشا رحمة(1874م). وتشير بعض الروايات التاريخية إلى تولي حامد تورجوك نظارة القبيلة في (1878م) ، بعد أن عملت الحكومة التركية المصرية على استقرار القبائل بدارفور بعد سلسلة من الحروبات والهجرات، حيث نصب النور عنقرة الشيخ حامد تورجوك ناظراً على قبيله بني حسين و أهدى إلية نحاساً.[2]
    · شهدت فترة حكم الناظر حامد تورجوك العديد من الحروبات والهجرات الداخلية من دار القبيلة الأصلية بمنطقة العطاش إلي دار برقو و دار قمر ودار مساليت، وقد قاد تورجوك هذه الهجرات وعاد بأهله مرة اخري بعد هدوء الاحوال بعض الشئ، غير انه دخل في معارك مع قوات الفكي سنين(عامل المهدية بكبكابية) وقتل في إحدى تلك المعارك(مهدي حامد،مقابلة شخصية،1996م).
    · 2.2.4 الناظر حامد يعقوب يحي(1903 الى1939م):
    · الناظر حامد يعقوب، هو إبن اخ الناظر حامد تورجوك،كان والده يعقوب معاوناً لتورجوك في شئون الإدارة الأهلية وهاجر معه الهجرة الأولى إلى داربرقو ابان حروبهم مع عثمان جانو. وقد توفى يعقوب في منطقة جبل (كوسا) على طريق الفاشر كبكابية ، ودفن بها.
    · تجمعت قبيلة بني حسين في عهد الناظر حامد يعقوب واستقرت في دارها الاصلية بالعطاش من بعد عدة هجرات كان اخرها إلى منطقة تارني بأمر السلطان علي دينار، وفي تارني كان الشيخ حامد يعقوب على قيادة عدد من القبائل العربية بشمال دارفور،و بعد مجئ الانجليز إلى دارفور عملوا على استقرار القبائل في مواطنها الاصلية، فرجع الشيخ حامد يعقوب مع اهله إلى دار العطاش واستقروا بها ومارسوا حرفتي الرعي والزراعة وبذل الشيخ حامد يعقوب جهداً مقدراً في توطيد حكم القبيلة وترسيخه ووضع اللبنات الأولى لتنمية العطاش.
    3.2.4 الناظر ادم حامد يعقوب (1939الى 1966م):
    تولى الناظر ادم حامد يعقوب إدارة بني حسين الأهلية بعد وفاة والده. وهو يعد من اميز القيادات الأهلية واشهرها على مستوى دارفور الكبرى، حيث ذاع صيت القبيلة في عهده وشهدت العطاش إزدهاراً وتنمية حقيقية تمثلت في بناء الخزانات والحفائر والمدارس و توطدت في عهده علاقة قبيلة بني حسين مع قبائل دارفور الأخرى.
    · 4.2.4 الناظر إسماعيل ادم حامد (1966الى1991م):
    تولى النظر إسماعيل نظارة بني حسين بعد وفاة والده وكان خير خلف لخير سلف، فقد واصل مسيرة الوفاء والعطاء بحكمته ودرايته وحزمه. وفي عهده تم حل الإدارة الأهلية في السودان ابان حكومة الرئيس نميري، ولكن على الرغم من ذلك لم ينفك بني حسين من الالتفاف حوله كقائد لهم حتى تم إعادة الإدارة الأهلية مرة أخرى فواصل واصل المسيرة حتى وافته المنية في عام 1991م.

    · 5.2.4 الناظر مصطفى إسماعيل ادم حامد (1991 – 1992م):
    تولى الناظر مصطفى نظارة بني حسين بعد وفاة والده وبدأ مسيرة القيادة، إلا أن المنية لم تمهله طويلاً إذ توفى إلى رحمة مولاه بعد عام ونصف من توليه الإدارة والحكم.
    · 6.2.4 الناظر محمد ادم حامد (1992م حتي تاريخه):
    · تولى الناظر الحالي للقبيلة محمد ادم حامد الملقب بـ (الجدي) نظارة بني حسين بعد وفاة ابن أخيه الناظر مصطفى ومنذ توليه سعى جاهداً لحمل راية ابائه وأجداده وعمل على بسط الشورى والأمن والاستقرار بالمنطقة وهو الآن يسير بخطى ثابتة لإستشراف غداً مشرق للقبيلة.
    3.4 عموديات إدارة بني حسين الأهلية:
    · تتكون إدارة قبيلة بني حسين من عموديات مقيمة معظمها من بني حسين، وعموديات أخرى راحلة لبعض القبائل العربية التي تسكن مع بني حسين في دارها وتتبع لإدارتها الأهلية، نذكر منهم ما يلي:

    ر
    إسم العمدة
    القبيلة
    1
    إسماعيل سليمان ضو البيت
    بني حسين
    2
    الدوم هارون غبشة
    بني حسين
    3
    محمود محمد دقيس
    بني حسين
    4
    موسى فضيل جار
    بني حسين
    5
    آدمو آدم سليمان
    بني حسين
    6
    الدومة آدم أبكر
    بني حسين
    7
    مطر إسحق
    بني حسين
    8
    محمد أبكر سيجر
    مادينقا
    9
    عبدالله صالح مسبل
    دروك
    10
    صالح عبدالعزيز دهب
    مسيرية
    11
    مبارك أحمد إبراهيم
    الصعدة
    12
    محمد الدوقة دوتم
    ولاد عيد
    13
    محمد عبدالله عرديب
    ولاد جنوب
    14
    محمد عبدالله نصر
    ولاد جنوب
    15
    محمود كريمة حامد
    ولاد جنوب
    16
    عثمان محمد حامد
    ولاد جنوب
    17
    فضيلة رابح
    ولاد جنوب
    18
    حمدان صالح أبيض
    بشيشات
    20
    عبد الله شطة
    نجعة

    //////////////////////////////////

    الهوامش:

    [1]. فيصل بريمة حامد ،روايات شفاهية عن تاريخ بني حسين، منطقة السريف، 2001 و 2010م.

    [2]. محمد إبراهيم ابو سليم، أدوات الجكم و الولاية في السودان، ص 218.

  5. #5

    افتراضي


    المختصر عن تاريخ قبيلة بني حسين بالسودان
    (الحلقة الخامسة)
    نحاس بني حسين (أداة الحكم و الولاية ورمز العز والفخار):
    1.5 ملامح عن تاريخه المدون:
    · يعتبر النحاس أحد أهم أدوات الحكم و الإدارة ، وهو مصدر فخر وإعزاز القبائل التي تمتلكه وعنوان أصالتها ورفيع مكانتها.ونحاس بني حسين يعد من أهم النحاسات القبلية بدارفور وهو من ضمن النحاسات القبلية التي تناولها المؤرخ السوداني البروفسير إبراهيم أبو سليم في كتابه(أدوات الحكم والولاية في السودان).
    · تناول أبو سليم تاريخ نحاس بني حسين من نهاية القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن العشرين، مشيرا إلى دور الإدارة الأهلية و النحاس في توحيد ولم شمل قبيلة بني حسين ، وفي هذا الصدد يقول:( كانت قبيلة بني حسين قبيلة مهمة على عهد سلاطين الفور ، ولما تم ضم دارفور إلى الحكم التركي المصري ، حاول النور عنقرة استمالة القبيلة وأهدى إلى حامد تورجوك رئيس القبيلة نحاساً، و ظل النحاس عندهم حتى غنمه منهم الأمير عثمان جانو، وبذلك ضاع هذا النحاس، وقد تشتت القبيلة في عهد المهدية وفي عهد علي دينار).[1]
    · بعد ذلك أشار البروفسير أبوسليم إلي مجهودات حكومة العهد الثنائي لجمع شتات القبائل بدارفور، حيث يقول:(وببداية الحكم الثنائي إثر سقوط سلطنة علي دينار واجهت الحكومة الخراب الذي حل بدارفور وشجعت جمع شتات القبائل و تسكينها في دورها ، وإعادة تنظيمها. وجرياً على هذه السياسة وجهت نظرها إلي قبيلة بني حسين،وقد تولى الشيخ حامد يعقوب قيادة القبيلة تحت إدارة (ماكمايكل) ولنجاحه كفأه المستر (سافيل) الذي خلفه في إدارة المديرية بالإذن في عام 1918م بشراء نحاسين، وبالفعل اشترى حامد نحاسين ، وبقيادته تجمعت القبيلة في دارها الأصلية وهي دار العطاش، وتقدمت إدارته وقرر الإداريون الإنجليز بضرورة الاعتراف بنحاسه لما له من مفعول في تقوية إدارته وسياسة جمع بني حسين...).[2]
    · لقد جرت مكاتبات عديدة بين الإداريين الإنجليز بشأن ضرورة الاعتراف بنحاس بني حسين نسبة لدوره الكبير، وفي هذا الصدد يقول البروفسير أبو سليم:(في 17/1/1936م كتب مدير مديرية دارفور إلى السكرتير الإداري يقولـ إن نحاس بني حسين يقدم خدمة جليلة كعامل توحيد ، وإن سياسة الحكومة تهدف إلى تجميع القبيلة واستيطانها في دارها، ثم يقترح انتهاز فرصة مناسبة لإعلان اعتراف الحكومة بهذا النحاس).[3]
    · وفي خطاب آخر كتب مفتش كتم إلي المدير الإداري مخاطباً إياه بضرورة مكافأة الشيخ حامد يعقوب لنجاحه في إدارة القبيلة وذلك بالاعتراف بنحاسه ، حيث يقول: )...يقول مفتش كتم في خطابه إلي المدير الإداري بتاريخ 31/7/1937م ، وبعد سرد تاريخ النحاس:إنه يرى مكافأة حامد يعقوب على نجاحه في جمع القبيلة و إدارتها في وجه مصاعب كثيرة ، ويقترح إن يعترف بنحاسه كما اعترفوا بنحاس البرتي، ويقول أن المدير سمح لحامد يعقوب بضرب نحاسه في الاحتفالات القبلية في فبراير 1937م، ولذلك فإنه لا يرى وجهاً للاعتراض على اقتناءه النحاس... ).[4] ويشير أبوسليم إلى مذكرة مدير مديرية دارفور إلي السكرتير الإداري بتاريخ5/5/1937م، والتي يقول فيها:(... إنه من الضروري الاعتراف بنحاس بني حسين نظراً إلى إن هذا يقود إلى إتجاهم نحو الوحدة وتوجهم نحو المستقبل).[5]
    · أما السكرتير الإداري ، فقد قام بالرد على مذكرة مدير مديرية دارفور مبدياً استعداده للتجاوب مع الطلب المقدم من قبله كما يقول أبو سليم: (... في 19/5/1937م أبدى السكرتير الإداري استعداده للتوصية بنحاس بني حسين ، وقد اتضح أن نحاسات حامد قديمة و أنه لابد من استبدالها ، وقد أوصى الحاكم بتدبير ذلك ، وأن ينقش عليه بأنه هدية من الحاكم العام...) (أبوسليم، ص219).
    · وختاماً وبعد كل المساعي التي بذلت اعترفت الحكومة بنحاس بني حسين وقدمته لهم في احتفال كبير، حيث يقول أبو سليم: (...في 14/12/1937م أبلغ السكرتير الإداري المدير بتدبير نحاس بني حسين والاعتراف به. وفي فبراير 1938م قدم الحاكم العام في احتفال نحاسين يتكونان من تور وبقرة ، وعند وفاة الشيخ حامد تم تعيين ابنه آدم حامد يعقوب ناظراً ، وقد ظهر اسمه بهذه الصفة في تقسيم إدارات مركز كتم في أواسط الأربعينيات).[6]
    · 2.5 رويات شفاهية عن النحاس:
    · كما أسلفنا أن الرواية الشفاهية تعتبر مصدر من مصادر كتابة وإعادة كتابة التاريخ وفيما يلي نورد أهم المقابلات والمعلومات التي استقيناها من الرواة عن تاريخ نحاس بني حسين الشفاهي.
    · يقول (أحمد مهدي،مقابلة شخصية،1996م) أن النحاس حسين رمز العزة والفخار لبني حسين، وهو عنوان تاريخي للقبيلة ويشير إلى أن هنالك بعض النحاسات منحت في فترة الحكم الإنجليزي المصري للقبائل التي كان لها دور أساسي في النواحي الأمنية والسياسية بدارفور، وكانت قبيلة بني حسين منهم. ولنحاس بني حسين ثلاثة نبرات أو إيقاعات رئيسية وهي نبرة الحرب ونبرة السلم ونبرة المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، وتعرف هذه الإيقاعات محلياً بثلاثة أسماء هي:(ردم – ردم) و(جنقل) و(سلطان قو).[7]
    · ويعتبر النحاس شئ أساسي في الزفات والاجتماعات القبلية وهو فاكهة الزفة وبدونه تصبح بلا طعم، والزفة تعتبر مباراة للتنافس الشريف و لقبيلة بني حسين وضع مميز في الزفات بالولاية، ودائماً ما يقود الزفة ناظر القبيلة راكباً على جواده، و يأتي من بعده النحاس ويحمل على جملين يقودهما ضاربي النحاس وتتقدمها الحكامات فيصدحن بالغناء للنحاس وللقبيلة وفرسانها وعزتها ومجدها، يأتي بعد ذلك موكب الفرسان في تشكيلات رباعية متراصة ومتشابهة في ألوانها ودائما ما يحتشد الفرسان في أعداد كبيرة في الزفة حيث تكون المسافة بين مقدمة الزفة ومؤخرتها مسافة بعيدة جداً وذلك لكثرة الخيول، وتأتي من بعدها الجمال بذات التنظيم والتشكيل، ويلاحظ تفوق قبيلة بني حسين في الكرنفالات والمحافل القبلية التي نظمت في مدن كتم وكبكابية و ونيالا وغيرها، الأمر الذي جعل وجود القبيلة في مثل هذه المناسبات شئ ضروري[8].
    · أما الراوي هرون حامد[9]، فيقول إن نحاس بني حسين الأول ضاع إبان حروبات المهدية التي قادها عامل المهدية عثمان جانو،وتم تعويضهم بنحاس آخر في زمن الحكومة الانجليزية المصرية بواسطة الحاكم العام الملقب ب(المرفعين أبو حجول)، وهو النحاس الحالي للقبيلة و يسمى بـ(أم جرسان).كما يضيف هرون أن هنالك بعض العادات والتقاليد والممارسات المتعلقة بنحاس بني حسين، فالنحاس شئ أصيل، يجب الإهتمام به، وعليه يجب تجليده كلما قدم و لتجليد النحاس طقوس و (عوايد)من ذلك انهم يأتون بالتمر و اللبن و السمن والعسل ومن ثم يغسل النحاس ويحجب ب(ورقة ومحايا )ويسكب السمن على جلد النحاس حتى يكون طرياً و صوته عالياً، وبعد تجليده يوضع النحاس في السمش حتى ينشف الجلد وبعد ذلك يستخرج منه الصوف. ويقول أن نحاس بني حسين كان يجلد(بتور كامل) ويغطى هذا النحاس دوماً بقماش ملون،ويقول ان ضرب النحاس يحتاج لمعرفة و مهارة و (حرفنة) ولابد أن يكون هنالك(خلف) في الضربات[10].
    · بناء على ما سبق يمكننا القول أن للنحاس أهميته القبلية نتيجة للهالة التي تحيط به ، فاسم الطبل يرتبط بالقبيلة فهو موروثها الثقافي والرمز الدال على هويتها ووحدتها وقوتها، بجانب ذلك فهو جهاز إعلام شعبي للقبيلة لنقل الرسائل التي تتطلب تجاوباً عاجلاً في حالة الاستنفار لمواجهة خطر الحرب أو درء الكوارث الطبيعية وغيرها مما يستلزم التعاون وتضافر الجهود. ذلك هو شأن هذه الآلة الشعبية العظيمة ، ويلاحظ عند ذكر النحاس لابد من ذكر الحكامات اللاتي يقمن بالغناء لتمجيد القبيلة وذكر مآثر رجالها وبطولاتهم، وحالما يضرب النحاس سرعان ما يتجمع الناس من كل حدب وصوب ، شيباً وشباباً ، نساءً ورجالاً و أطفالا، فإن كان الأمر فرحاً أو نصراً عندئذ تتغنى الحكامات فخراً ومدحا، وإن كان الأمر شراً من عدو قادم أو فعل يمس الأرض والعرض والمال ، حينها تتغنى الحكامات حماساً لتعبئة الفرسان ودفعاً لهم لرد الظلم والعدوان.
    · مما ذكر عن نحاس بني حسين من خلال الروايات الشفاهية يتضح مدي غزارة المادة الفولكلورية التراثية حول النحاس ، فالزفة وتنظيمها والخيل والهجن وغناء الحكامات و ضربات النحاس تمثل ملمح فولكلوري هام شكلاً ومضموناً، هذا فضلاً عن العادات والتقاليد والمعتقدات المتعلقة بالنحاس ، بجانب الأشعار والأغاني والأمثال التي تخصه.
    3.5 نماذج من أغاني النحاس:

    لا غرو أن نحاس قبيلة بني حسين يمثل لها رمز للعزة والفخار والعنوان التاريخي لذلك فهو موضع احتفاء دائماً من قبل الشعراء و الحكامات،حيث تؤدى أغانيه في الاحتفالات والزفات والأفراح. ومن نماذجها قول الحكامة مريم (الجيك) التي تتغنى بإحدى اغاني النحاس المتواترة:[11]
    الشبيكةعده.. العطاش بلد جده
    البيابي العيب بالروح بسده
    دربه وعر بلحيل ياتوه بيا عده
    الـهجـين الـبتـزقل بي شـــــده
    عِــزه قـديـم ما دهــابة جَــدّه
    وتقول الحكامة زهراء حامد لأخيها:
    سـلامي لـيـه أبو قـلـاً ســندالـه
    أبــوه سلطـان وأهـلـه جـبـاره
    أبـو أم بكوتي قبل تعال
    دار الناس هـبـاله
    أما الحكامة مريم حامد (تُسه) فتقول عندما سجن اخوها ظلماً:
    السجن حق الرجال أبو قلباً سنداله
    أبو الفاتح تور جاموس حق الرجالة
    /////////////////////////////////////////
    الهوامش:
    [1]. محمد ابراهيم ابو سليم، أدوات الحكم و الإدارة في السودان ، ص218
    .[2]نفسه، ص218 .

    [3]
    . نفسه، ص218.

    [4]
    . نفسه، ص218.

    [5]
    . نفسه، ص219.

    [6]
    .محمد ابراهيم ابو سليم، مراجع سابق.

    [7]
    . أحمد مهدي حامد، راوي سابق.

    [8]
    . أحمد مهدي ، الراوي السابق.

    [9]
    . هرون حامد يعقوب، 78 سنة، مقابلة شخصية، 2000م.

    [10]
    . هرون حامد يعقوب، الراوي سابق.

    [11]
    . مريم (الجيك): شاعرة شعبية مشهمورة بالسريف بني حسين، منطقة الحريقة.

    [12]. على محمد عثمان، الملقب ب(تبجكي) أحد شعراء المنطقة الشباب.

  6. #6

    افتراضي

    المختصر عن تاريخ وتراث قبيلة بني حسين
    نماذج من أنماط الشعر الشعبي
    · غني عن القول أن لكل قبيلة تراثها الذي تفتخر به فهو يحكي عن آدابها الشعبية وعاداتها وتقاليدها ومعارفها ومعتقداتها وثقافتها المادية والتي تشكل لنا (الفولكلور) بشكل عام، وبني حسين كمجموعة ثقافية لها فولكلورها الخاص الذي يعبر عن روحها ووجدانها وقيمها ومثلها. ويمثل الشعر الشعبي من أهم أجناس علم الفولكلور.
    · يمتاز الشعر الشعبي في دار بني حسين بالثراء والتنوع ويتعدد الشعراء بتعدد أنماط الشعر فنجد أن أنماط تؤدى غنائياً أي (شعر مغنى) ويلاحظ أن الشعر الشعبي في دار حسين لم يكن محصوراً في أغراض بعينها إذ تتداخل موضوعاته. ويمكن القول أن أهم الأغراض الشائعة تتمثل في المدح وله عدد من الموضوعات المتداخلة كالفخر والحماسة بالإضافة إلى الغزل والهجاء والشعر الديني كالنصح والإرشاد وغيرها. ويمكننا القول أن أهم أنماط الشعر الشعبي بدار بني حسين تتمثل في الآتي:
    (1) مشكار الخيل:
    · يعرف الشعر الذي يقال في مدح الخيل بالمنطقة (بمشكار الخيل) ويلاحظ تفاؤل بني حسين بتربية الخيول(فالخيل عندهم في نواصيها الخير)، لذلك حظيت الخيل باهتمام الشعراء ، وكان الحصان (سعدان) أشهر خيول المنطقة ، حيث ذاع صيته على نطاق واسع في دارفور وشاعت في كل المحافل الأشعار التي تمجد سلالته[1]:

    كجر.. كجر بنات سعدان
    ومن نماذج مشكار الخيل بالمنطقة قول الشاعر عيسى داؤود:[2]
    الله أكبر يا قدر بنات سعدان
    عتاد الجهاد من زمن البنيان
    في ظهورهن اسود فـرسان
    بيحملوا الطعن بتكبدوا النيران
    وفي موضع آخر يبرز الشاعر عيسى داؤد دور الخيل في الزفات والمهرجانات القبيلية فيقول:[3]
    يوم مهرجان نيالا قلوبنا ما بنسنا
    علم القيادة خلينا إتــولـنـا
    لنـاظرنا الجدى قدام النظار قدمنا
    شاعرنا عبد الرحمن في المنصه غنا
    نـحـاس الـعـز بصوت الفخار رنا
    وفي قصيدة أخرى يقول الشاعر عبد الله النونه:[4]
    الخيل ليهــن رنـــة
    والــخـيــل ليهـن طنه
    زراعـيـن بــنـا لــيه بيت
    و الخيل فـرتقنه
    زراعـيـن وقـا ليه جرن
    و الخيل دقـدقنه
    وفي موضع آخر يقول النونة:
    شـدن خلينا
    وتمن بالدانة
    ناظرنا الجدى
    صحب الفخامة
    كلمتك مسموعة
    محل النظارة
    (2) شعر وغناء الكاتم:
    الكاتم نمط من أنماط الشعر الشعبي التي تؤدى غنائيا من قبل الحكامات. ويصاحبه الرقص من الجنسين بمشاركة التصفيق وهز الرقبة. ومن نماذج غناء الكاتم في دار بني حسين قول الحكامة (بالي):[5]
    أبو ناصر فرع البان الأسد النتار
    الرجال خلو القول اعمروا الدار
    وفي موضع آخر تقول:
    الدانـة بـكـت دايـرة الـفــراس
    دايـرة الفـارس البحمل الدخان
    الـفارس أنـا بـرفع لـي راســي
    والخواف بـشوتا بـي كـراعي
    وتقول الحكامة(أم بكوتي):[6]
    دواس الغار ملية رجالة
    ولدم نعمات شولو لي تاره
    (3) شعر وغناء السنجك:
    شعر السنجك من الأنماط التي تؤدى غنائياً وبصورة جماعية يشترك فيها الشباب من الجنسين. والشاعر الذي يتخصص في هذا اللون يعرف (بالسنجاكي) وهو المدير الذي يقود الرقصة بغنائه. وتؤدى هذه الرقصة غالباً في الليل، وتتمثل أهم أغراض وموضوعات نمط السنجك في المدح والغزل والهجاء ومن نماذج شعر السنجك في دار بني حسين قول الشاعر (دكوه) في مدح بني حسين:

    أنحنا بني حـسين أشرف القبايل
    بي نحاسنـا بنقر وبـى بدونا ساير
    وبتنـا حمـرة أريل تامة الجمايل
    وجدنا شريفـي فوق الجنان ملخاير
    وكفتيرتنا فوق النار وحتى ألميها فاير
    أما الشاعر عبد الله إدريس (أندجة) فيقول عن بني حسين:
    أنحنا بني حسين يوم كلنا لمينا
    النحلة الغبشـة فـي الوجوه بقينا
    النصر والانا المكذب يشـيف بي عـينـا
    وفي قصيدة أخرى يقول الشاعر موسى برقاوي:
    بـنات مزروب كـبابو الـصفـر[7]
    أم مية خت جبريل حمرة غزال البر
    أبوها تورجاموس أبو قرنا كجر
    ويقول الشاعر أحمد مهدي في قصيدته:

    يا جميلة الصورة المن الذنوب مغفورة
    زهــيـره جـكسا مدرج الـكــورة
    مـشـتولة خـضـرة بــلـدها ممطورة
    فــايـزة فــي الـبنـات ليهـا دبـورة
    (4) شعر وغناء الزحيح:
    يؤدى هذا النمط أي الزحيح غنائياً وهي رقصة شبيهة بالكاتم ولكنها بطيئة نسبياً في ايقاعها ومن نماذج هذا الغناء قول الحكامة:
    خــينـا الـدوم[8] أليتـا بارد له
    فـريع الكافور بي جناينا قمـا
    اللابـس الـكســتـور بخـته لي دخـر
    ومن نماذجه كذلك:
    الــفـراق قـاسي صعـب بين دارين مـا في وعــد

    (5) أغاني النحاس والنقارة:
    يمثل النحاس رمز العزة والفخار لبني حسين ويعتبر عنوان تاريخي لها، وتؤدى أغاني النحاس في الاحتفالات والزفات والأفراح ومن نماذج أغاني النحاس قول الحكامة مريم (الجيك) التي تروى هذه الأبيات:[9]
    الشبيكةعده. العطاش بلد جده
    البيابي العيب بالروح بسده
    دربه وعر بلحين ياتوه بيا عده
    الـهجـين الـبتـزقل بي شـــــده
    عِــزه قـديـم ما دهــابة جَــدّه
    وتقول الحكامة زهراء حامد لأخيها:
    سـلامي لـيـه أبو قـلـاً ســندالـه
    أبــوه سلطـان وأهـلـه جـبـاره
    أبـو أم بكوتي قبل تعال دار الناس هـبـالة
    أما الحكامة مريم حامد (تُسه) فتقول عندما سجن اخوها ظلماً:
    السجن حق الرجال أبو قلباً سنداله
    أبو الفاتح تور جاموس حق الرجال
    أما رقصة وغناء النقارة فهي من أكثر الرقصات المحببة لدى الجمهور حيث تؤدى المناسبات والأفراح ولنقارة بني حسين إيقاعات مميزة منها (سايرة) و (كبيرة رقد) و (قبا).ومن نماذج غناء النقارة قول علي محمد عثمان في مدح أعمامه:[10]
    قنطار الأجنة.. أبو ناصر قنطار الدهب ناظرنا
    بريمة حامد مثل العرب الناس ضاربنا
    أبو يـاســين سـاعة الـزمن.. صار فنـا
    أبو حلوم شباك الحكام الكبار والصغار عارفنا
    أبـو أم بكوتي بالجود والكرم واصفنا
    حـاج مهدي الــرجل الحكيم في حكمنا
    فـقـيدنا هـاشم كان هـمـا البلد تتنمّا
    (6) شعر وغناء الطمبور:
    يعتبر الطمبور من الأنماط الشعرية الغنائية القديمة بمنطقة السريف بني حسين وهو يختلف تماماً عن الطمبور في شمال السودان وشرقه؛ فهو يؤدى بمصاحبة الصفقة والكرير عوضاً عن آلة الطمبور ويقود الشاعر الرقصة بغنائه. والأمر الملاحظ أن أداء الطمبور بدأ يقل تدريجياً في المنطقة وكاد يختفي في الساحة الشعرية والآن يوجد عدد قليل من محترفي هذا النمط. ومن نماذجه قول الشاعر موسى بريمة كرتال:[11]
    شـتيلة الليمون الفي بـلدنا قايـمـة
    حـليلك الوزين.. الفي البحور عايمة
    وفي موضع آخر يقول:
    شتلة الشتيل القايمة جنب النيل
    الحمام أرمي لـيَّ تـقــيل
    (7) شعر وغناء الدوبيت:
    يعتبر الدوبيت من الأنماط الشعرية الشعبية الواسعة الانتشار على نطاق واسع من ربوع السودان وقد تختلف مسمياته من منطقة لأخرى ويعرف هذا النمط في دار بني حسين بشعر (الرمية)[12] ويلاحظ أن هنالك بعض الاختلاف في شكله عن الشكل المعروف للدوبيت عند الباحثين والدارسين. ومن نماذج الدوبيت أو الرمية بالمنطقة قول الشاعر (النونة):[13]
    طـريق أم قـجـة[14] القـفـل على الأيــام
    حــليلك يا بــنية أهلـك منعونا السـلام
    حكمونا بالشريعة وحكم الطواري دهابة قام
    (9) أشعار البرامكة:
    ينتشر تنظيم البرامكة بين أفراد البقارة في غرب السودان عموماً و(البرمكي) هو ذلك الشخص الظريف الكريم ذو المروءة والشهامة والأخلاق النبيلة.والبرمكة معناها الواسع تندرج تحت كل الصفات التي ترفع من قدر المرء أمام المجتمع.[15]
    الجدير بالذكر أن هذا التنظيم كان موجود بصورة فاعلة في السابق بمنطقة السريف بني حسين، ولكن الأمر الملاحظ الآن اختفاء التنظيم بصورة واضحة ولا يمارس عمله إلا نادرا، وعن هذا التنظيم ومفهومه لدى العامة بالمنطقة يقول الشاعر عبد الرحمن آدم الساير:[16] "البرمكة عندنا ثقافة للشباب والشابات وهي اجتماعات للأفراح والطرق وعبارة عن مؤتمر ثقافي، يطربوه الناس وهم جالسين وفارشين ورايقين ويشربوا الشاي ويقولوا في الشعر في موضوعات الساحة والحقائق في المجتمع.
    تجدر الإشارة أن لهذا التنظيم قوانينه ولوائحه وأعرافه التي تحكم المجلس ولها اثر اجتماعي عميق، حيث توجه تلك الضوابط الفرد نحو احترام النظام والخضوع لرأي الاغلبية والحث على التعاون بين أفراد المجلس. ومن نماذج هذا النمط في المنطقة قول أحد الشعراء والذي يذكر في أبياته بعض فروع قبيلة بني حسين:

    الهبوا نار.. والسمح جلجاله وفوق الكبابي مجاره
    انا كـن بالي.. ارسل لي تلاته جـمال عـدالـه
    يــشربوك ولاد بني حـسين مقيـمين وسـياره
    يـشربـوك ولاد بـلول سـيـاد الـنظـاره
    يشربوك ولاد موسى سرفايه الجود جلجاله
    يــشربـوك ولاد سـلمى لـلدار جــباره
    &&&&&&&
    الهوامش:

    [1]. عبدالرحمن ادم الساير، من أشهر شعارء بني حسين، يقول الشعر الشعبي في مختلف الأغراض الشعرية..

    [2]. عيسى داؤود عيسى، طالب بجامعة الفاشر،28 عام، السريف بني حسين،2001م،مقابلة شخصية.
    [3]. المهرجان المقصود هو مهر جان الامن والتعايش السلمي الذي عقد بنيالا في علم 1997م.
    [4]. عبدالله النونة، شاعر شعبى، السريف بني حسين،2001م،مقابلة شخصية
    [5]
    . بالى هي مريم أبكر محمد، شاعرة شعبية(حكامة)، السريف بني حسين،2001م.
    [6]
    . أم بكوتي: هي الحكامة خديجة محمد حامد (رحمها الله)، السريف بني حسين.
    [7]
    . مزروب : احدى المناطق بدار بني حسين.
    [8]
    . الدوم: يقصد به البيت.
    [9]
    . مريم (الجيك): شاعرة شعبية مشهمورة بالسريف بني حسين، منطقة الحريقة.
    [10]
    . على محمد عثمان، الملقب ب(تبجكي) أحد شعراء المنطقة الشباب.
    [11]
    . موسي بريمة كرتال، أحد شعراء المنطقة المشهورين.
    [12]
    . المصدر: احمد مهدي حامد، احد قيادات منطقة السريف و المهتمين بالشعر.
    [13]
    . النونة ل:شاعر شعبي بالمنطقة.
    [14]
    . أم قجة: و يقصد به الجمل.
    [15]
    . الصادق محمد، البرمكة و البرامكة في غرب السودان.
    [16]
    . عبد الرحمن أدم الساير: من أشهر شعراء المنطقة يقول الشعر في مختلف الأغراض.


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اصل قبيلة الجهيماب بالسودان
    بواسطة عماد محمد علي في المنتدى البحث عن الاصول.. اصول و انساب العائلات و القبائل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-11-2021, 02:57 PM
  2. دولة نهد المختصر في تاريخ حضرموت بامطرف
    بواسطة طارق بدر النهدي في المنتدى مجلس قبيلة نهد بن زيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-12-2019, 08:51 AM
  3. دولة آل العمودي من كتاب المختصر في تاريخ حضرموت تأليف : محمد عبد القادر بامطرف
    بواسطة صالح النهدي في المنتدى مجلس ال الصديق بالجزيرة العربية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-11-2019, 11:16 PM
  4. المختصر في تاريخ طيء في بلاد الشام
    بواسطة المفضلي الشمري في المنتدى مجلس قبائل شمر الطائية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-11-2019, 05:38 AM
  5. تاريخ الامير ادريس جد الاشراف الجعليين بالسودان
    بواسطة سليمآن في المنتدى مجلس السلالة J العربية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-03-2017, 10:42 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum