نظرات في كتاب القليل من تاريخ الجوامعة وكردفان – لمؤلفه الريح حماد الريح مهنا

أحبتي القراء الكرام سلام الله عليكم : نحن جماعة ملتقى كردفان الثقافي نحاول بقدر ما يمكننا من زمن ان نهتم ونساهم في ابراز التراث الشعبي السودانى عامة و تراث كردفان خاصة المكنون ببواطن التراب ووذكرى ملاحم البطولات والتاريخ في شيكان درة في جبين الزمان وكذلك الاستفادة أكثر من مادة الكتب السودانية الجديدة ووقائع التاريخ السودانى ومعارك قدير والجرادة وبارا وأسحف والتيارة و كذلك جمع هذا التراث وتدوينه أو نشره في شبكات النت لتوسيع دائرة الذين يطلعون عليه وكذلك التعرف على الامكان السودانية الجغرافية ومجتمعاتها ولهجاتها الشعبية.
يسعدنى جدا أن نطل بكم اليوم عبر هذه النافذة التوثيقية التى نلقي خلالها نظرات في كتاب القليل من تاريخ الجوامعة وكردفان لمولفه المذكور أعلاه ولا بد لي أن أشكره عرفان بالجميل و لما قدمه من جهود مقدرة وظافرة في إخراج هذا الكتاب الفريد الذى أعتبره نقطة ضوء هامة تضئ بعض هوامش كتب التاريخ السودانى الحديث والقديم وما التاريخ إلا استخلاص الحقائق ، ولقد نجح هذا الكتاب اللامع في تثبيت قاعدة انطلاق للباحثين والمختصين لكي يسترجعوا به ما فاتهم أو نسوا جهلا بعض المعلومات القيمة عن تاريــخ وتراث هـــذه القبيلـــــة ( الجوامعة ) وهذا ما يؤكده الكاتب الريح حماد في سطر من سطور كتابه قائلا : من خلال بحثنا عن تاريخ كردفان عامة والجوامعة خاصة وجدت دونهم لا يقارن بأى حال من الأحوال ما قدموه من ثروة ومجاهدات وتضحيات في سبيل هذا الوطن الغالى وخير مثال نقدمه هو دور الجوامعة في المهدية وتفوقهم على غيرهم وانتصارتهم تجدها من خلال صفحات باب رجال وأقوال ، عندما تقارنها بما دون في كتب التاريخ السودانى على مختلف المراحل الدراسية مقارنة بالقبائل الأخرى تجدها نسبيا منسيا .
أستهل الكاتب المذكور صفحات كتابه التوثيقي عن الجوامعة في استهلال واستعراض ومبين ذلك ان التراث العربي الاسلامى ظل في الصدور ثم جمع وكتب كذلك ظل تاريخ الجوامعة وتراثهم في الصدور شعرا وقصصا وأمثالا عدا القليل من الأنساب والمصاحف ووثائق الجدود هنا وهناك وكذلك أشار الى سبب شح الأثار بكردفان وأختفاء القوم يرجع الى مبانى القش أو القطية والراكوبة والبرمة والجراب والمخلاة والتى كانت يحفظون فيها مدخراتهم ، كل هذه عرضة للحرائق وتهدمها الرياح والأمطار بمرور الزمن مما يعد سببا لضياع الموروثات فلم تكن هناك هنالك حجرات من الطين أو الكهوف في الجبال كما هو الحال في أقصى شمال السودان ولكن ما توصلت إليه جماعة أهل الأثار هذا العام بمناطق الخوى وغيرها إنما يؤكد و يدل على عمق حقب تاريخ كردفان القديم .
وكذلك تؤكد لنا الشواهد التاريخية والدلالة الفكرية الواردة بدواخل الكتاب الذى ننظره فيه بان مؤلفه القدير حماد الريح قد طاف بمناطق الجوامعة الواسعة والتقى الرواة وأعيان القبائل و كذلك بذل مجهود كبير في بحثه الجيد، ونجده مرة يشير بذلك الى امكان بعينها للباحثين لربما تكون غنية بالأثار التاريخية في ديار الجوامعة ويذكر مقبرة الملوك ما بين بارا وخرسي ومنطقة مصاهر الحديد بين المريحبية والفرجاب والحرازة أم قد وخلاوي بنى أم حمد ما بين المليسا وبين سرار ، ومناطق عواصم الجوامعة مثل التيارة وشمقتا وأم دم وبارا وجبل كون وقوز أشنقة وما بين الرهد وود الهندى وفشودة وام بركات وقوز أشقر غرب الجفيل والسوانى وجبل الحرازة والعرديباية غرب ابو سعد وجبيل حمد الله وجبل شنكا ( الأكسير ) أو جبل كردم الفوار والبوابنيس ودبة فخار و**** عين البير في جبل الداير ومنطقة خلاوى القفلة وام دايوقة بدار الريح .
كذلك تحدث الكاتب حماد عن التدرج الاجتماعى للانسانية وعرج الى مسألة دخول العرب المستعربة الى السودان قبل الاسلام وتداخلهم بسكان السودان من نوبة و فونج وبجة وبرابرة والبارية والبرون وقمز وتنجر وشلك ود***ا ونوير وداجو وهمج وعنج ، تلاقحت هذه الجماعات بأرض السودان في بوتقة وكونت مجتمع السودان المعروف اليوم الذي توزع في خمسمائة وثمانية عشر قبيلة كما أورده الكاتب أحمد عبدالله أدم في كتابه المشهور، ويمضى الكاتب مسترسلا في القول من هذا الكيان خرجت كردفان ومن بينها كانت دار عموم الجوامعة التى بلغت عشرة فروع ومائة وأربعة وستون خشم بيت ( ماك مايكل ) وفي رواية أخرى أثنى عشر فرعا .
كذلك يذكر الكاتب في كتابه السلطنات التى مضت في كردفان وإدارات الحكم منذ القرن الحادى عشر ميلادي بداية من أمراء ومشيخات وإمارات في جبل كردم الفوار والزلطة وبير سرار والحرازة أم قد ، ومن جبل العرشكول اجتزت خيلهم النيل الى الشمال وقيام السلطنات الاسلامية مثل مشيخة البجة وحلفاية الملوك ومملكة الشايقية ومملكة السعداب والعبدلاب والعمراب وسلطنة العبدلاب والفونج وغيرها
وفي غرب السودان سلطنة الفور والمسبعات ومشيخة أولاد جامع وأولاد بيكا وأولاد مرج والجمرية والجعفرية والطريفية والصليحاب ومكوك تقلي العباسية والداير ورشاد وغيرها وبعد اتى الاتراك العام 1821 وكانت لهم يد في بداية تشكيل الملاح الحالية للوطن الواحد واجتهدوا في توحيد معظم هذه الكيانات إلى ان بلغت سبع إدارات في السودان .، وعندما ظهرت الثورة المهدية في العام 1881 حيث كانت تمثل المرحلة الثانية للحكم الاسلامى في السودان بمعنى ان يحكم السودانيين أنفسهم بأنفسهم ( سلطة الحكم القبلي ) وكذلك يذكر الكاتب الى جانب الممالك النوبية في الجبال وممالك الأنقسنا والنوير وسلطنة الد***ا ورث الشلك في فشودة جعلها الاتراك تحت إمرة حاكم سمى حكمدار السودان ، وكذلك ظهر دور مثقفي القبائل وذكر منهم الدرديري محمد أحمد في الخدمات البيطرية والناظر بابو نمر والناظر أبوسن في المجلس الاستشاري لشمال السودان الذي على رأسه عبد الرحمن المهدي والسيد على الميرغني ، ثم يذكر الكاتب دور الجوامعة في ثورة 1924 اللواء الأبيض فقد ساهم ناظر الجوامعة واشترك أبنه يحيى وثلاثة من أبناء القبيلة مع الثوار ، وكذلك يذكر الكاتب دور واحد من أسرة المنا الأجلاء في اضراب كلية غردون الشهير في العام 1931 وكما أورده بابكر بدري في مذكراته كان مكى المنا نعم الرجل وسنجده من بعد في قيادة مؤتمر الخريجين ، كذلك عدد المؤلف دور قيادات الجوامعة العسكرية والمدنية ودورهم في الحكومات الوطنية ،و توصل الكاتب الى ذلك القول: قد يجد القارئ تكرارا لبعض الأحداث لما أملته الضرورة لتناول الموضوع من عدة جوانب ، لأن هذه القبيلة لم يحالفها الحظ بمؤرخ مختص كالقبائل الأخرى التى في حجمها حتى يذلل لنا الكثير من الصعاب
وفيما تطرق الكاتب حماد الريح الى مسألة كتابة التاريخ بمصداقية وشفافية ومعرفته تبقى مهمة جدا لاى انسان كما بقول : فنحن أهل السودان أحوج ما نكون اليوم للتعرف بتاريخنا فقد ظل تعاملنا مع تاريخ بلدنا خارجيا . (هناك رجال خلدوا أعمالا في سبيل العقيدة والوطن على مختلف الأزمنة ولصالح لم الشمل والأنصهار بين أبناء السودان مخضحين بالغالي والنفيس الذي يستحق الإشادة وبالمقابل هناك رجال كانوا مصدر فرقة وشتات للوطن ، بل فيهم من كانوا سببا لغزو السودان أو أتوا مع الغزاة ساعات المحن وجروا جماعاتهم لذلك بل كان بعضهم سببا للقضاء على ثورات وحكومات كان يمكن ان تنهض بالسودان في وحدة وطنية لا مثيل لها ولولا احتكار السلطة والثروة لذابت الفوارق بين السودانيين ولانداح الشمال في الجنوب والشرق في الغرب ولما وجدت تلك الحروب المدمرة التى كانت في الجنوب والشرق والتى لا زالت يدور رحاها في الغرب )، نسأل الله ان يسد هذه الكرب ويجمع شمل السودانيين .
في الحقيقة تعتبر قبائل الجوامعة التى تعيش في رقعة جغرافية واسعة بشرق كردفان من كبريات القبائل السودانية المتماسكة في كيانها العشائرى من أسرة الى شيخ الى عمدة الى ناظر وتحتوى بدواخلها قبائل أخرى فأذكر منها الغديات وبنى جرار والصبح والداير والجمع والهبانية والشنابلة وغيرها ، تمازجت الأثنيات المختلفة بهذا المكان واندمجت اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ، وما قرأته عنهم من سرد مستفيض في هذا الكتاب الرائع زادنى فهم أكثر بمجتمعات الجوامعة وأبصرنى معرفة دقيقة بأروع الأشياء والقليل من تاريخ كردفان ، وأقف بكم هنا في مطلع أبيات من مسادير الشاعر عبد القادر محمد الراخي كما يشير إليه الكاتب حماد الريح في مسمى أخر ود الراخى بمناسبك فك نظارة الجوامعة ورجوع دكتور هارون الطيب أميرا عليها






انقضى الغبــــــــار يا أمارة أندبي ناسك
واضربي للنحاس وأطري القبيل فراسك
بالشرع المتين وحمــــاته قوى أساسك
ونيران التلاوة زين بيها ضـوى دماسك

***



k/vhj td ;jhf hgrgdg lk jhvdo hg[,hlum ,;v]thk – glcgti hgvdp plh] likh