قبيلة المسيرية وفروعها
قبيلة المسيرية هى قبيلة عربية من جهينة، من مجموعة ما يعرف بقبائل (البقارة) فى السودان، و تنقسم من جهتها الى ثلاثة فروع هم المسيرية (الزرق) و (العجايرة) و (الفلايتة) و وفدت قبيلة المسيرية الى السودان و إستقرت فى نطاق السافنا مع بقية القبائل العربية ضمن طلائع الحضور العربى الإسلامى عام 1635م، و كانت القبيلة فى بادئ الأمر تحت قيادة موحدة و لكن بمرور الوقت و تدافع الناس و إعتراك الحياة جعلها تنقسم الى فروعها الثلاثة التى ذكرناها سابقا، و التى عرفت بها و إستمرت على حالها هكذا قبل التركية الى عام 1942م، و عندما جاء الناظر بابو نمر و وحدها تحت قيادة إدارية واحدة و لكن مازالت تحتفظ بفروعها المذكورة، و تذكر الرويات أن قبيلة المسيرية ضمن القبائل التى دخلت السودان عن طريقين. الطريق الأول، طريق النيل و الذى يمتد الى وادى هو و وادى الملك، حيث دخلت مع كثير من القبائل العربية ثم إتجهت غربا حتى وصلت دارفور و عبرت الى (كانم). كما تذكر الروايات أن أحد قادة هذه القبائل هو (عبد الكريم بن جامع الغانمى) الذى أحدث دمارا فى سلطنة الزغاوة التى كانت عاصمتها كوبى شمال مدينة الفاشر الحالية، و ذلك حوالى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى ثم إنطلقت غربا حتى وصلت إمبراطورية البرنو، و قد صاهرهم عبد الكريم و آل المُلك من بعد ذلك لآبناءه حسب الإرث الإفريقى و أصبحت الإمبراطورية تعرف بإسم إمبراطورية كانم أو غانم، و أولاد غانم من المسيرية الزرق، و إنثلت فئة قليلة من المسيرية الذين دخلوا عن طريق النيل و تابعت هذه المجموعة سيرها عبر النيل الأبيض حتى جبل عرشكول ثم إتجهت غربا لتستقر فى شرق كردفان حيث أنشئت قرى الأبيض و الجفيل و أبو حراز و أم رماد و البركة و الرهد، إذ كان جزء منهم مزارعون مستقرون، أما الرحل فقد جابوا مناطق شرق الجبال بين رشاد و تلودى.

أما الطريق الثانى فهو عبر الصحراء إذ هاجرت ثلة منهم الى تونس و سلكت دروب الصحراء حتى بحيرة تشاد، حيث عايشوا القبائل الإفريقية كالبرتى و الفولانى و الهوسا ثم وداى و سلطنة البرقو فى شرق تشاد، و قد إحترفوا رعى الأبقار الشئ الذى نسبهم الى القارة عند دخولهم سودان وادى النيل. و لكن مازلت بعض قبائلهم فى شمال دارفور و تشاد ترعى الإبل.

و كانت مدينة (أبو زبد) مركزا للمسيرية الزرق منذعام 1902م حينما عين الشيخ (موسى زكريا) ناظرا للمسيرية خلفا لوالده الذى كان آخر نظار المسيرية الزرق قبل ظهور المهدية، و هو الذى عرف (زكريا ابو خديجة) الذى بايع المهدى و توفى بأم درمان. و تذكر الروايات أن حملة الفتح الإنجليزى المصرى قد وصلت تلك المناطق أى كردفان عام 1902م.

(نقلاً عن مذكرات اللواء فضل الله حماد (مشكلة الجنوب و قضايا الوطن))




rfdgm hglsdvdm ,tv,uih