الهجرة الى السودان ثم كردفان :

شجع أحد سلاطين الفور هجرة أولادحميد إليه فوفدوا دون تردد فأقاموا مع التعايشة في ديارهم الحالية بجنوب دار فور لخصوصية العلاقة معهم حتى وقع ما يعرف في تاريخ القبيلتين بـ ( سنة الخلاف ) على رواية الناظر المرحوم بشارة على السنوسي حول الوسم في بعض المواشي فظن أولاد حميد أن أهلهم قد ظلموهم ،و فى رواية كان الخلاف علي القيادة ، أيا كان السبب فقد وقع الخلاف و رحل أولادحميد شرقا وانضموا إلى مجموعة العطاوة من مسيرية وحوازمة ودخلوا معا إلى كردفان حيث وجدوا فيها ملكا صغيراً للداجو في منطقة المجلد وكان سلطان الداجو يدعى ( دينقا ) وما هي إلا أعوام قليلة حتى ضاق الداجو بالوافدين الجدد ونشبت الحرب ولكن خبرة القتال والدربة على الخيول جعلت الغلبة للوافدين فخربوا سلطنه الداجو في كردفان وأزاحوها إلى اليوم إلى جبال صغيرة حول لقاوه واستقر أولاد حميد بين المسيرية الحمر والزرق في منطقة السنوط حتى أن الفقيه محمد كدنقا أقام في قوز سمى باسمه حتى اليوم قوز كدنقا ولا تزال بعض عجائز أولاد حميد يتغنين ( ودونا لي قوز كدنقا العُلا ) .
الخلاف مع المسيرية الحمر :

عند دخول أولادحميد الى سلطنة الداجو في كردفان كانت قيادتهم قد انتقلت الى الشيخ ديدان أبو حماد والذى آلت اليه القيادة من أسلافه من عقب الشيخ هلال جد سدره ، وكان الشيخ ديدان فارسا مغوارا وداية من دهات العرب ، استتب الأمر للحلفاء الجدد علي أنقاض مملكة الداجو ( مسيرية ، حوازمة ، أولادحميد ) ، ولكن كعادة أبناء العم ما أن يزول الخطر الأكبر حتى تضيق النفوس وتنشب النزاعات الداخلية ، فاختلف الحوازمة والمسيرية فرحل الحوازمة الى جبال البوبة ، ثم ما لبث المسيرية أن انقسموا الى حمر وزرق ، ورحل الزرق شرقا ، ثم اختلف أولادحميد والمسيرية الحمر ،وفي هذه الأثناء أرسل الشيخ ديدان إلى أحد فرسانه كان مباعدا هو علوان النبيبيط من أولاد أبو قايد فلما قدم عليه خاطبة :
النبيبيط جيتا جيت
قرن الخرتيت
مرض الفرنديد
طبق أم دريسة ما بتنكل فريك
تور الجاموس الراتع اللويت
يوم بقيت ما فيك الرجال قالو فينا شيك
ثم هاجمهم الحمر و ثبت ديدان برجاله ويقال أنه فرش فروته على الأرض وجلس عليها فقاتل عنه فرسانه حتى حجز بينهما الليل وواصل مسيره شرقا حتى أعيا الحمر الذين لم يستعدوا لمطارده طويلة كهذه فانتهى به المسير إلى جبل الضباب ( جبل الداير المعروف جنوبي مدينة الرهد الحالية ) وذلك نسبة إلى قبيلة الضباب , وعادة ان يفرش الزعيم في الحرب ولايفر عاده عربية استخدمها الخليفة عبد الله حتي قتل وكانت فرسان العرب يجلس الواحد منهم في ارض المعركة تشجيعاً واجباراً لرجاله للدفاع عنه فقد روى عن يوم بعاث بين الاوس والخزرج ان حضير زعيم الاوس طعن فخذه بسنان رمحه ونزل عن فرسه وقال والله لا اريم حتي اقتل لما رائ الاوس قد انهزموا فتعطفت عليه الاوس وقام علي راسه غلامان من بني عبدالاشهل وهما يرتجزان
اي غلامي ملك ترانا في الحرب اذ دارت بنارحانا
وعدد الناس لنا مكانا
ثم انهزمت الخزرج ووضعت الاوس فيهم السلاح (ايام العرب في الجاهلية)
ثم رحل الشيخ ديدان إلى القوز فساكن بأهله أبناء عمهم الهبانية في شركيلة عد النيل(1) وتحالفوا مع جيرانهم الجمع بقيادة الشيخ عساكر أبو كلام الملقب ب ( جبل الولية ) .
موقعة بركية :
وفى العهد التركى لم يطرأ فيه جديد غير الخلافات والنزاعات الرعوية والإحداث الفردية للمشاجرات بين أولاد حميد والهبانية ومجموعة " الحلفا " من قبيلة الحوازمة . هكذا قال ماكمايكل ذاكرا هذا الخلاف بين الهبانية و اولادحميد . لم يطب المقام لأولاد حميد مع بني عمهم الهبانية فنشب خلاف أدى إلى حرب دامية في مكان يقال له بركية واستعان الهبانية لقلتهم بفرع من الجوامعة يقال لهم النالية فقتل من النالية عدد كبير حتى أن شاعر أولاد حميد قال ( جيت أقبض الطير قبضت الفسية ,الهبانية غرقوا الناليّة )(2) هكذا حميت أرض القوز في كردفان على أولاد حميد وضاقت بهم وعليهم وفقدوا مودة أهلهم فيها فقرروا زيارة مملكة تقلى والبحث عن دار فيها وحلف مع ملوكها



i[vm h,gh] pld] hgn hgs,]hk el ;v]thk