جبال النوبة..هبة الله لأرض كردفان..جبال النوبة طبيعتها النادرة..ساحرة ..غامضة، تحتضن ذاكرتى روائع منها تعجز كلماتى عن وصفها. جبال النوبة ذلك المزيج الثقافى البديع..يتمازج سكانها من عرب ونوبة تمازج تكاد لاتستبين تفاصيله..و كما تحدثت عن القبائل ذات الأصول العربية فى كردفان، آن الحديث عن القبائل ذات الأصول النوبية فى كردفان:

تقطن قبائل النوبة فى كردفان فى منطقة جبال النوبة فى القطاع الجنوبى و الشرقى من ولاية كردفان الكبرى، حيث تغطى مساحة تقدر بحوالى 30,000 ميل مربع، و تقع بين خطى عرض 29-31 درجة غربا و خطى طول6-13 درجة شمالا، تحدها من الشمال ولاية شمال كردفان و من الشرق ولاية شمال اعالى النيل، و من جهة الجنوب الغربى ولاية الوحدة، و من الغرب ولاية غرب كردفان سابقاً، السكان يقدروا بحوالى2.5مليون نسمة.

احترف النوبة الزراعة منذ فجر التاريخ، اما الآن فقد إرتادوا شتى مجالات العمل، حيث هاجر ابناء المنطقة الى المدن الكبرى مثل الأبيض، الخرطوم و بورتسودان بحثا عن لقمة العيش، من العام 1980م – 1990م نجد ارتفاع ملحوظ فى هجرتهم من مناطقهم هروبا من أحداث العنف فى منطقتهم إبان تلك الفترة. عام 2002م شهدت المنطقة هدوء ملحوظا مهد طريق العودة الى الديار.

سوف احاول بقدر الإمكان إختصار تأريخ النوبة، و هو تأريخ كبير و عريق، متأصل فى كردفان، و لقد استقيته من مصادر مختلفة آملة أن أستطيع إعطاء نظرة شاملة تعريفية تفى بالغرض. حاول الكثيرون التشكيك فى انتماء نوبة كردفان الى النوبه فى الشمال، ذاهبين أحيانا الى إطلاق مسمى (نوبة) على هؤلاء و (نوبا) على اؤلئك، لكن كل الدلائل و القرائن تشير الى الأصل الواحد بين كثير من قبائل النوبة فى كردفان و قبائل النوبة فى الشمال و عموم السودان.

ذهب المؤرِّخون في تعريف كلمة "نوبة" مذاهب شتى، فمنهم من قال إنَّ الكلمة مشتقة من لفظة "نوب" (Nub) التي تعني الذهب في اللُّغة الفرعونيَّة القديمة، وقد اشتهرت بلاد النُّوبة بالذهب إبان العصور الفرعونية، إذ كانت هذه المنطقة هي الوحيدة التي تُغذي مصر بتلك الكميات الهائلة من الذهب. فى مدينة الدلنج توجد اسرة تحمل الاسم "سرنوب" أي سوار الدهب كما عرَّبها النُّوبيون أهل الشمال. والبعض يرجح إن كلمة نوبة اشتقت من الكلمة القبطية (Anouba or Anobades) بمعنى يضفُر، وفي هذه الحالة يكون معنى (نوبة) ذو الشَّعر المضفَّر أو المجعد.(2) ويقول بروكوبيوس إنَّ الإمبراطور الروماني ديوكليشيان (في الفترة بين 284-305م) قد دعا "نوباتا" (Nobatae) من الصحاري الغربيَّة (الخارجة) وأسكنهم في وادي النيل، لكيما يوقفوا غارات البجة (Blemmyes) والنُّوبة على مصر العليا جنوب أسوان. غير أنَّ هنالك رأي يقول إنَّ كلمة "نوباتا" مشتقة من العاصمة نبتة (Napata).

يقطن النوبة فى تسعة و تسعين جبل. و النوبة لا يشتركون فى لغة واحدة لكن تجمعهم لغات و لهجات، و تنقسم لغات النُّوبة إلى مجموعتين: المجموعة الكردفانيَّة، التي هي فرع من النيجر-الكردفاني، حيث أنَّ الفرع الآخر هو النيجر-الكونغولي، والمجموعة الثانية هي شاري-النيل. ويقول علماء اللسانيات إنَّ لغات النُّوبة تنتمي إلى فصائل مختلفة. وعليه، يمكن تقسيم النُّوبة إلى عشر مجموعات لغويَّة:
مجموعة "الأجانق" التي تقطن المناطق الشماليَّة والغربيَّة من جبال النُّوبة، ولها ارتباط لغوي مع النُّوبيين في شمال السُّودان وجنوب مصر. تُعتبر هذه المجموعة من المجموعات العرقيَّة الكبيرة، وتضم قبائل: جبل الداير، كُدُر، كدرو، دلنج، غلفان، كاركو، أو ما يعرف بالجبال الستة؛ وكذلك والي، أبوجنوك، طبق، كاشا، وشيفر (شمال شرق الجبال)، فندا، وكجوريَّة. ويقول رواة التاريخ التقليديون إنَّ أهل طبق حضروا إلى هذه البقعة قادمين من جبل الأضية في شمال كردفان في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي هرباً من هجمات الفور وغارات الحمر.
مجموعة تقلي، وتشمل تقلي نفسها، رشاد، كيجاكجا، تقوي، توملي، موريب، وتورجوك. ومن اللُّغات المستخدمة في هذه المنطقة طقوقن وتيريفيت. ويعتبر بحث هير في لغة تمولي، التي يتحدَّث بها مواطني مجموعة تقلي-تقوي في جبال النُّوبة، الأساس في دراسة الخلفية التأريخيَّة للُّغات السُّودانيَّة، والطليعة في دراسة اللُّغات النيليَّة بواسطة أوسين هوكير.
مجموعة النيمانج، وتشمل قبيلة النيمانج، مندل، وأفيتي في الجانب الشرقي من جبل الدَّاير.فالنيمانج ينحدرون من منطقة كوجيا الواقعة غرب الأضية غرب كردفان (دارفور الحالية)، فالنيمانج هم النُّوبة الوحيدون الذين يتسمون بأسماء ترجع لمنطقة دارفور مثل الفاشر ودارفور.
وحدة كتلا التي تضم قبيلة كتلا، جُلُد، وتيما.
مجموعة تُلشي-كُرُنقو في المنطقة الجنوبيَّة من جبال النُّوبة، وتضم تُلشي، كيقا، ميري، كادقلي، كاتشا، كُرُنقو، وجزء من أبو سنون.
مجموعة تيمين، وتشمل قبيلة تيمين، كيقا جيرو، تيسي أم دنب، وجزء من والي. وتتفرع قبيلة والي نفسها إلى: والي بوباي، والي السُّوك، والي أم كُرم، والي كرندو (جوار كجوريَّة)، ووالي أبوسعيدة.
مجموعة كواليب-مورو، وتضم كواليب، هيبان، شواي، أطورو، تيرا (الأخضر، ماندي، ولُمون)، مورو، كما تشمل هذه المجموعة فنقور، كاو، نيارو، وورني في أقصى جنوب-شرق الجبال في المنطقة المتاخمة للنيل الأبيض.
مجموعة تلودي-مساكين، وتشمل تلودي، الليري، مساكين (طوال وقصار)، أشرون، تاكو، تورونا، وكوكو-لُمون.
مجموعة لافوفا، وتضم لافوفا نفسها وأميرة.
مجموعة داجو، وتضم داجو، لقوري، صبوري، تالو، وشات (الدمام، صفية، وتبلديَّة)، ومجموعات صغيرة في أبوهشيم وأبوسنون.

و منطقة جبال النوبة هى منطقة تنوع إثنى، حيث نجد أنه بالإضافة للنوبة توجد مجموعات عربية متمثلة فى المسيرية، اولاد حميد و الحوازمة، و كذلك توجد أقلية من الفلاته و يقطن منطقة ابيى دينكا نقوك.



الصلة بين نوبة الشمال و نوبة جبال النوبة:

فى القرن التاسع عشر وجد الباحثون تشابه بين لغة النوبة فى الشمال و لغة بعض قبائل نوبة جبال النوبة، و لغة بعض المجتمعات المتناثرة فى دارفور..حيث يتكلمون جميعا اللغة النوبية و التى تصنف كفرع من اللغات النيل_صحراوية(Nilo-Saharan)

قبل دخول الأسلام نجد أن منطقة الشمال كان يسكنها العنصر النوبى اى الفترة التى سبقت دخول العرب المسلمين المتمثلة فى جيش عبد الله أبن أبي السرح الذي حاربه النوبيون حرب ضارية شرسة، حتى أطلق عليهم عبد الله بن أبى السرح
ب(رماة الحدق) حيث كانوا من أمهر رماة الأقواس وكانوا من الدقة حيث يصييون
جيش أبن أبي السرح في أعينهم فيفقأونها. و بذكائه علم عبد الله أبن أبي
السرح أنه لا يستطيع هزيمتهم ففكر في عقد صلح معهم، قد يستطيع بالصلح ما لم يفلح فيه بالقتال و الحرب فوقع معهم أتفاقية(البقط) الشهيرة و وجه افراد
جيشه للزواج من النوبه و هكذا أختلط العرب بالنوبه وظهر العنصر النوبي
الذي يعرف بالنوبيين بينما بقي العنصر النوبي الأصلي و الذى إتجه نحو الغرب وأحتمي بالجبال بعيدا من المعارك والقتال وهم نوبة جبال النوبه وهناك الكثير من الدراسات التي
تؤكد الصلة بين النوبيين ونوبة الجبال مثل وجود الأسماء المشتركه للقري
مثل (عبري ) كذلك وجود أسماء لأشخاص لا تجدها ألا عند النوبيين والنوبه ومثال ذلك الاسم النسائي (كوشيه) و هذا الأسم يوجد عند نوبة الشمال كما يوجد عند نوبة جبال النوبة بغرب السودان.





[fhg hgk,fm > ifm hggi gHvq ;v]thk