دفاعاً عن قبيلة الحلنقة وإقراراً للحق وتصحيحاً للتاريخ
مجموعات الجبرت والبحث المحموم عن هوية سودانية

محمد عثمان مصطفي (دبايوا)


مقدمة:
عقدت في قاعة الشهيد الزبيرمحمد صالح للمؤتمرات ندوة تحت عنوان عمودية الجبرت- نظارة عموم البني عامر- برنامج التنوير الاجتماعي - الجبرت السودانيون وذلك يوم السبت 24 مارس 2012.
وكما ذكر بروفسير مساعد عبد الله نور إبراهيم الجبرتي في تقديم ورقته " السودانيون الجبرت"، " جاءت الرغبة في البحث عن الجبرت كعنصر مكون للمجتمع الحديث في السودان." و " بعد أن تمت المشورة بين أفراد الادارة الاهلية و أعيان قبيلة الجبرت لكتابة هذا السفر لصالح إدارة السجل المدني" . وتم لهذا الغرض حشد اساتذة و علماء مشهود لهم بالعلم للحديث عن تاريخ الجبرت. وتسني لنا الحصول علي بعض من أوراقهم المقدمة. و تناولت هذه الاوراق بإستفاضة و موضوعية تاريخ الجبرت في شرق أفريقيا و خاصة أقاليم الحبشة وأريتريا ودورهم الرائد في نشر الاسلام في هذه المناطق و عاداتهم و تقاليدهم ولغتهم.
وقد حفلت بعض الاوراق،خاصة فيما يتصل بوجود الجبرت في السودان، بأخطاء تاريخية جلية و حقائق مغلوطة وفرضيات و إدعاءات ساذجه لا يسندها أي منهج أو منطق بحث علمي أو وقائع تاريخية ، و برزت تناقضات من خلال الاوراق مما يثير تساؤلات عن الهدف من هذه الندوة وخاصة انها أعدت لصالح السجل المدني. هل كانت من أجل بحث الجبرت عن هوية قبلية و لماذا ولهم عمودية نشأت حديثاً عام 2009 تحت نظارة عموم البني عامر، أم هو محاولة لإثبات هوية سودانية متجزرة في التاريخ؟ أم سعي لتغيير الواقع الديموغرافي خاصة في شرق السودان؟

ما نحن بصدده هو الجزء الخاص بإلإدعاء بأن الحلانقه أو الحلنقة هم جبرت وهو ما ركز عليه بروفيسور مساعد عبد الله نور إبراهيم الجبرتي وما نقله عنه د. سيف الاسلام بدوي بشير، و ربما أخرون ممن لم نحصل علي أوراقهم، بأن الجبرت موجودون ككيان في السودان منذ القدم و لما لم يجد من المصادر والمراجع ما يسند فرضيته اتخذ تاريخ قبيلة الحلنقة، الموثق في جميع المصادر و المراجع قديمها و حديثها، حصان طروادة مدخلاً . وهذا ما نحن بصدد تفنيده.
وهذه هي الحلقة الاولي و ستتبعها حلقة أخري مع الاعتذار عن تأخر الرد علي الندوة لظروف خارجة عن الارادة.

الورقة الاولي
السودانيون الجبرت
د.عبد الله نور أبراهيم الجبرتي
الاصل:
ذكر الكاتب عبد الله نور الجبرتي في أصل الجبرت (ص 30) " أنهم قوم من قريش،هناك من يقول أنهم من بني ود ابن هشام المخزومي أو من بني عبد الدار، و منهم من يقول أنهم من بني هاشم من ولد عقيل ابن أبي طالب ، جاء أولهم من الحجاز و أستوطنوا مدينة زيلع ثم الي أوفات. و ارتبط ذكرهم بإمارة أوفات جبرت في الحبشة و بعدها مملكة عدال."

ويقول في (ص 33) " من أشهر من كتب عن تاريخ الجبرت ابن فضل العمري، المقريزي، و القلقشندي، والمسعودي، و ابن سليم الاسواني ، و المقدسي البشاري.وهذه المخطوطات متوفرة حاضرة يمكن الرجوع اليها و الاستزادة منها. و لم نرد الخوض في التفاصيل،لماذا لأنها لا تخدم غرض كتابة هذا البحث" .
وهنا تقفز علامة إستفهام كبري؟ أنها لا تخدم الغرض من كتابة هذا البحث عن الجبرت. هل لأن أياً من هذه المراجع التاريخية التي يعتد بها لم يأت به ذكر أو إشارة بأن الحلنقة جبرت أو حتي لهم صلة بعيدة بهم؟
في السودان:
وفي (ص42/43) يقول الجبرتي" قام أعيان الجبرت بدراسة التحالف مع إحدي القبائل الكبيرة في المنطقة ووقع الاختيار علي قبائل البني عامر و ذلك لأنهم أكثر القبائل إختلاطاً بالجبرت وأقربهم نسباً اليهم فأختاروا لهم شيخاً أسوة بتقاليد القبائل في تلك المناطق. و بعدها رفعت مشيختهم الي عمودية متحالفة مع قبائل البني عامر.
تساؤل: إذا وقع إختيارهم علي قبائل البني عامر و أنشأوا عمودية تحت نظارتهم فلم هذا السعي المحموم في الوقت الراهن و بعد هذا الزمن الطويل للإدعاء بإنتمائهم لقبيلة أخري وهي الحلنقة
ولماذا لم يقع إختيارهم عليها وهي أول من إستوطن المنطقة؟
الدخول للسودان:
وفي (ص50) يقول "بعد توسع دولة الجبرت بلغت حدودها الغربية منطقة التاكا ولا تزال الاثار التي تشير الي ذلك باقية حتي الان".
ولم يذكر اين موقع هذه الاثار حتي يمكن التحقق من ذلك إلا أن تكون أثار قبيلة الحلنقة في منطقة كسلا و القاش.
وفي (ص 51) يذكر" إنتشر الجبرت في السودان القديم و بما أن مصطلح الجبرت يقصد به الاسلام لم تكن هناك حاجة في التعريف به وسط القبائل وهذا مما دعي و عمل علي الذوبان".
إذا إخذنا هذا المفهوم في الاعتبار فإن كل القبائل العربية المسلمة التي دخلت من الشرق و المنتشرة عبر مساحاته الشاسعة جبرتية وهذا ما لم يأت له ذكر في تاريخ السودان المدون. ووفقاً لهذا المفهوم فإن البني عامر جبرت فلم التنصل منهم و البحث عن إنتماء جديد؟ولماذا الان محاولة أحياء كيانات ذابت في القبائل؟
الحلنقة:
ويقول ايضاً في (ص 51) " اما قبيلة الحلنقة في شرق السودان فهي جبرتية بالكامل. و قد هاجرت من هرر و إستقرت في منطقة كسلا و القاش في فترة تمدد الدولة الجبرتية في منطقة التاكا – إسم الحلنقي يعني بالحبشية سوط أو كرباج وقد إشتهروا بهذا الاسم في السودان لفترة تجاوزت المائة عام. و ربما كانوا من المجتمعات الجبرتية الرعوية التي إبتعدت عن سطوة نصارى الحبشة أثناء حملاتهم التنصيرية علي المجتمع الجبرتي المسلم بعد إنتصارهم الاخير."
و في (ص 52) يذكر " المهاجرين من الجبرت في أخر حملة تنصيرية في عهد الهالك يوهانس 1885.وكثير من هذه المجموعات الجبرتية المهاجرة في هذه الفترة إختلطت بقبائل شرق السودان و غرب أرتريا من البني عامر و الهدندوة و إنصهرت فيها و تغير نسبها أيضاً." ومنهم أسرة عمدة الجبرت في منطقة كسلا التي هاجرت حينها و إختلطت بالبني عامر إلا أنها إحتفظت بإسم الجبرت حتي في مستنداتها الثبوتية المستحدثة آنذاك".
في البداية ذكر أن قبيلة الحلنقة جبرتية بالكامل حقيقة قذفها بعنف في وجوه المستمعين بدون أي مقدمات وبدون نظرية علمية أو مراجع تدعم هذه الحقيقة ،والتي سيكررها لاحقاً في بقية الورقة بنفس الاسلوب، لأن المراجع التاريخية لن تخدم الغرض من كتابة البحث كما ذكر و ربما تفند النظرية من أساسها، فلذلك فمن فالأفضل للغرض تعويم الحقيقة التاريخية وعدم محاولة تقديم دليل، لا وجود له اصلاً، لإثبات جبرتية الحلنقة.
وفضلاً عن هذا التدليس و الخلط المتعمد الذي زج به زجاً من أجل حاجة في نفس يعقوب،يتضح لنا من خلال الفقرات تناقض الكاتب الواضح فيذكر انها استقرت في التاكا في فترة تمدد الدولة فكيف يعقل انها هربت من سطوة النصاري بعد إنتصارهم الاخير وهي اصلاً مستقرة في التاكا؟ وهذا ما سنأكده لاحقاً.
وفي خلط أخر ذكرتحت عنوان "معالم الجبرت في السودان" " كما توجد مقابر للجبرت تعود لعهد الامام احمد الغازي شرق جبال توتيل بكسلا جوار قرية ود شريفي و في منطقة أويتلا حيث يروي عن وجود 99 قبراً للأولياء من الجبرت". و يضيف في (ص 53) " توجد قرية جبرت في منطقة ريفي كسلا جوار قرية حفرت التي يسكنها الحلنقة وهي ما تزال تحتفظ بنفس الاسم".
من المؤسف الا يتحري الكاتب الحقيقة لما يدعم دعاويه فالأولياء في أويتلا بعض منهم من جدود آل الصافي في الحلنقة و لذا كان من تقاليد الحلنقة الراسخة الذهاب بأطفالهم عند حلاقة شعرهم لأول مرة الي أويتلا تبركا بجدودهم ولم يأت ذكر أبداً لجبرتي واحد زار أويتلا ليترحم علي جدوده الاولياء. و أيضاً ما هو مصدره لحقيقة وجود 99 قبر لولي؟
و أخطأ المؤلف كذلك حين ذكرأن قرية جبرت تقع بالقرب من حفرت وهي في الحقيقة تقع علي بعد أكثر من ثلاثين كيلومتراً تقريباً شمال قرية حفرت بالقرب من قرقر وجبرت سكانها جماعات من الهميساب الهدندوة و بعض النابتاب البني عامر.
ويذكر في نفس الصفحة الفقرة التالية " كما نجد منطقة مقلي(مكلي) في شمال مدينة كسلا و التي اشتهرت بالتاجر المعروف ابراهيم مقلي الذي هاجر اليها و كان يتردد على منطقة مقلي و يجلب تجارته منها , و عرفت بملكي نقلا عن الانجليزية , و رغبة في تحوير الاسم للابتعاد عن الاسم الحبشي ، و منطقة وقر شمال دلتا القاش و قد سماها المهاجرون الجبرت على اسم منطقتهم في المرتفعات الحبشية ( عد و قري ) . (عمدة الجبرت) . يضاف الى ذلك مدينة أروما و التي تعني بلغة الجبرت المنطقة الخضراء الجميلة .
المصدر هنا عمدة الجبرت وليس أهل المنطقة و اما أروما فتعني باللغة الانجليزية الرائحة الجميلة وهو ما يقوله سكان المدينة فإذا أطلق الانجليز بزعمه إسم مكلي بلغتهم فمن باب أولي أن يسموا ايضا أروما عاصمة القاش بلغتهمً.
و نورد هنا الرواية الاخري و الاقرب للواقع عن تسمية مكلي من كتاب " تاريخ أمارة الحلنقة في التاكا " لعثمان احمد عيسي (ص 17): " و بعد مقتل كاسا هذا جرد عليهم امير أخر من الحبشة يسمى الرأس مقلي تجريدة اخرى للانتقام و التأديب و كان يغزو الحلانقة مرتين في العام نهباً و سلباً. و أخيراً التقى الحلانقة بجيش الرأس مقلي في مكان يسمى الان مكلي بدلتا القاش في معركة فاصله قتل فيها الرأس مقلي و هربت فلوله جنوبا و بالتالي أطلقوا على مكان المعركة مقلي و حرف اللفظ فيما بعد الى مكلي" .فما أبعد البون بين الروايتين.
و تحت عنوان أعلام الجبرت في السودان (ص 54) قال " لم يشتهر أعلام الجبرت في السودان بإسم الجبرتي إلا نادراً،إلا أننا نجد المعاصرين من أعلام الجبرت المعروفين بأنهم جبرت، و رغم ذلك لايتسمون بذلك لما سبق أن شرحناه من إرتباط الاسم بالاسلام، و لإبتعاد فكرة القبلية و الجهوية عن الجبرت في الاوساط الاسلامية. و في الاونة الاخيرة ظهرت تسمية الجبرتي تظهر كثيراً، بعد أن عم التصنيف القبلي علي أفراد المجتمعات في السودان، و اصبح الكثير من أفراد الجبرت يضعون نسب الجبرتي في نهاية أسمائهم."
هل هذا مبرر؟ وهل التصنيف القبلي جديد علي السودان؟ القبيلة ككيان موجودة في السودان قدم التاريخ ولم ينكر جزء من حقائق العمران البشري!
وإختزل مقدم الورقة السودان بحدوده الواسعة وحصر ذكر اعلام الجبرت في مدينة كسلا لأنها موطن الحلنقة و تؤدي الغرض من البحث، فأورد قائمة بأسماء شخصيات لم تكن يوماً من أعيان كسلا المعروفين إلا ربما لدي الجبرت. ووفقاً له فكلهم من أعيان المدينة و شخصيات معروفة و مشهورة بالتدين والكرم و إغاثة الملهوف بدون إستثناء و يقصدها الكثير من أهل كسلا. وصل اولهم للمدينة عام 1882 و اخرهم 1888. ولتوسيع رقعة الوجود الجبرتاوي في السودان ولتأكيد أن الحلنقة جبرت بدأ قائمة الشخصيات بالنور ود فقرا ثم اللواء الخواض محمد احمد واضاف بضعة أسماء بما فيها شخصه الي القائمة ولعلم القارئ الكريم مقدم الورقة من مواليد بداية السبعينات.
وإن كان الحلنقة جبرت فلم لم يذكر أعلامهم أمثال الشيخ العالم الجليل مالك ابوبكر والذي طبقت شهرته الآفاق، واعتبرته سلطات القضاء مرجعا للإفتاء فيما يشكل عليها من قضاياه واشتهر تلامذته من امثال العالم الجليل فكي عبدالله،والدكتور عبد الله الطيب، والقاضي محمد أحمد العالم الأزهري الذي توفي في العام 1928م وهو أول من بنى مسجد جامع بكسلا بالمواد الثابتة على نفقته الخاصة وهو المسجد العتيق بالحلنقة، والناظر(الخوجه) عبد الله محمد صالح من أوائل المعلمين بمدرسة كسلا الاميرية التي انشئت سنة 1910 ،وقائمة طويلة من المشايخ المعروفين باقامة الخلاوى لتحفيظ القران الكريم وتعليم الحديث والفقه والسيرة و التي درس بها معظم الطلاب من خور بركة والقاش بارتريا ويرجع تاريخها للعام 1703م ومازالت قائمة الى الان بحى الحلنقة ناهيك عن اللاحقين منهم أمثال ناظر الحلنقه جعفر شيكيلاي و الناظر الحالي مراد جعفر وبابكر محمد أحمد, اول وكيل وزارة للتعليم الابتدائي في تاريخ السودان و مصطفي محمد الحسين من أوائل كبار الاداريين الزراعيين وعمر أبراهيم صديق من اوائل ضباط الشرطة من ابناء شرق السودان ، وغيرهم من الذين لا أعتقد أن الجبرت بكسلا قد سمعوا بهم لأنهم رحلوا من الفانية قبل أن يكتشف الجبرت أن الحلنقة جبرت.
ويستطرد في (ص62) فيقول " أن أعيان و أعلام الجبرت في السودان أكثر من أن يحصوا".
و مرة أخري يكرر في (ص 63) نفس النهج الذي أشرنا اليه سابقاً حين يذكر " كما حاولنا تقليص الصفحات و سرد المهم و الأهم من تاريخ الجبرت الذي وجدنا له من المراجع المئات" و لكنه لم يذكر لنا واحداً من هذه المئات من المراجع ذكرت أو أشارت الي أن الحلنقة جبرت دعماً و سنداً لفرضيته.
و لنا أن نتسآل إذا دخل اعلام الجبرت كأفراد الي مدينة كسلا ، وكانت هناك قبيلة أو مجموعات معروفة بإسم الحبرت في المدينة أو الريف فلماذا لم يحاولوا الانضمام الي الحلنقة الجبرت، كما زعم ،الذين تجمعهم معهم وحدة المنشأ و الدم وفقاً له وبما أن الحلنقة كانوا آنذاك القبيلة الوحيدة المعروفة في كسلا والتي جاهدت الاحباش في عدوة من قبل و طلب ودها الفونج وجالدت الاتراك.
وقد سألنا ناظر الحلنقة السيد مراد جعفر شكيلاي إن كان قد جري أي إتصال به أو بوالده في حياته من هذه المجموعة التي قيل أنها من أعيان كسلا للتقارب بإعتبار أن الحلنقة منهم، فنفي نفياً قاطعاً مثل هذا الاتصال بل وأشار الي زيارة نفر من قدامي الجبرت له في السنين الاخيرةً لمساعدتهم في الحصول علي الجنسية السودانية.

عادات الجبرت:
يقول عبد الله الجبرتي أن الجبرت يحبون الغريب و يزوجون بناتهم لكل مسلم أياً كان. و اضاف في وصف المرأة الجبرتية "وقد تساعد زوجها في صنعته إن كان صانعاً أو تجارته إن كان تاجراً" ووصف لبس النساء الذي يزين بورود و نقوش في الاطراف ويرغب معظم من يولدون من جبرتيات النسب الي الجبرت حباً في أمهم و رغبة في إتباع اسلوب الحياة الذي تربوا عليه. و يواصل في وصف طقوس الزواج و المآتم حيث يذكر أن النساء يدندن ويبكين بصوت منخفض و أن العزاء يكون لمدة ثلاثة أيام.

عادات الحلنقة
من الواضح أن عادات الحلنقة الذين بزعمه جبرت مقارنة بما ذكر تمثل خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقياً. فالحلنقة حتي وقت قريب لا يخالطون الغريب بتاتاً ، وبالتحديد حتي بعد الستينات من هذا القرن لم يكن اي غريب يجرؤ علي دخول حي الحلنقة و هذه حقيقة لا يعرفها الوافدون الجدد و انما عايشها سكان كسلا القدامي الذين جاوروا القبيلة لمئات السنين في احياء البرنو وحلة الجعليين و الباشكاتب و البوليس و الكارة و الميرغنية و الترعة و السوريبه و السواقي بالاضافة للختمية و غرب القاش تلك الاحياء الموجودة قبل عام 1882 الذي دخل فيه افراد من الجبرته كسلا كما ذكر.
اما قوله أن المرأة تساعد زوجها فهو أمر لا تجرؤ أي إمراة حلنقية حتي أن تفكر فيه بطبيعة المجتمع الذي يحظر الاختلاط ويقصر عمل المرأة في حدود منزلها فقط.
و أما ما ذكره عن البكاء بصوت منخفض و أن العزاء ثلاثة أيام فهذا ما لم يعرفه الحلنقة حتي و قت قريب بعد الصحوة الاسلامية في البلاد.فقبلها كانت نساء الحلنقه ينتحبن بصوت عال ويهلن التراب علي رؤوسهن ويشقن الجيوب ويلطمن خدودهن و يضربن بأيديهن علي صدورهم تعبيراً عن الحزن.
و تمتد ايام الحزن للرجال من اسبوع لأسابيع حيث يمتنع أهل الميت خلال هذه الفترة عن الاستحمام او الحلاقة أو النوم علي الاسرة.
و أما عن لبس النساء فالمرأة الحلنقية لا تلبس المطرز والمزركش بالورود و لم تكن حتي تعرف كيفية عمل ذلك و كان زيها البسيط يتكون من ثوب بنغالي ابيض و " قرباب" للمتزوجة و "فوطة" و هي الساري الهندي، للفتيات.
والامر ينطبق كذلك علي طقوس الزواج عند الحلنقة مقارنة بمثيلتها عند الجبرت حيث لا يمكن إلتقاط أي مؤشرات أو خيوط أوهي من خيط العنكبوت توحي بأن هناك رابطاَ بين الكيانين.

اللغة:
يقول في (ص 42) عن الجبرت أنهم " يتحدثون التقرنجية- أغلب الذين هاجروا من الجبرت من الحبشة للسودان كانوا من منطقة تقراي و ان اللهجة الثانية لديهم لهجة البني عامر."
وهنا نجد فرقاً جوهرياً بين الحلنقة و الجبرت حيث أن الحلنقة لا يتحدثون "التقرنجية" ولا لهجة البني عامربل التبداويت بلكنة مخففة و حتي زمن حديث وإنتشار التعليم لم يكن إلا القليل من الحلنقة يتحدثون العربية وهناك بعضهم ممن لم يتلق تعليما، لا يتحدث العربية حتي اليوم.

فكيف يعقل ألا تحتفظ قبيلة بإسم القبيلة الام ولابخيط أو بشعرة من عادة من عادات القبيلة الام أو لغتها خاصة ؟ علماً بأن الحلنقة إحتفظت بكيانها المستقل عند إستقرارها في التاكا و شمالها لدرجة تأسيسها مملكة معروفة في التاريخ.

الورقة الثانية
قبائل الجبرت في السودان
بروفسير عبد الباقي محمد احمد كبير
فبراير2012

بعد إستعراض معاني كلمة جبرت المتعددة (ص 2) يقول المؤلف في (ص4) " ولهذا نجد البعض منهم ينتسبون الي عثمان بن عفان و أخرون ينتسبون الي نسل عقيل بن ابي طالب( يقول انها رواية ضعيفة) و مجموعات اخري تنتسب الي بني مخزوم اصحاب المال و التجارة في قريش".
فيضيف الكاتب هنا نسبتهم الي عثمان بن عفان الي ما ذكره عبد الله الجبرتي من أنساب أخري.
فنحن هنا امام روايات متعددة لا تحسم امر البطن من قريش التي ينحدر منها الجبرت وهذه معلومة مهمة للغاية عند مقارنة هذه الاصول مع أصل الحلنقة الوحيد المعروف في الجزيرة العربية و الذي تشير اليه كل المراجع دون إختلاف.
و يذكر " و قد شهدت فترة القرنين الثامن عشر و التاسع عشر أهم هذه الهجرات وقد سلكوا طرق القوافل التجارية و مجاري الانهار مثل نهر القاش و عطبرة والنيل الازرق ونهر سيتيت. ونظراً لإسلام الجبرت و تمسكهم بالدين لم يجدوا كبير عناء في الاندماج في المجتمع السوداني المتدين بطبعه" وقال أنهم يشبهون أهل الشمال وتصاهروا مع سكان الشرق و الغرب.و يضيف ان الجبرت ذابوا في القبائل السودانية (ص 9).
هنا نحن أمام فزورة تاريخية فإن كانوا قد ذابوا في القبائل لماذا تكون قبيلة الحلنقة هي الوحيدة التي يقال أنها جبرتية رغم أنهم لم يختلطوا بها أو يذوبوا فيها. ولماذا لم يحدث لها ما حدث للأخرين من ذوبان؟
الجبرت في شرق السودان
يقول في (ص9) " ونزلوا بجوار إخوانهم البجة،فأطلقوا عليهم أسماء جديدة تتوافق و اللسان البجاوي و العربي فسموهم بأسماء مختلفة من ذلك مثلاً (أ) الاشراف (ب) الحلنقة.
و يقول عن الحلنقه (ص 9) " يؤكد المؤرخون الذين كتبوا عن البجا كاليعقوبي و إبن حوقل و المقريزي أن الحلنقة أول مجموعة إسلامية عربية نزلت علي ساحل البحر الاحمر الغربي المتصل ببلاد الحبشة، و سرعان ما إندمجت في الكيان البجاوي الكبيربالتزاوج والاختلاط ، و بالتالي يتفق الكثيرون بأن الجبرته أصل الحلنقة . ولكن بمرور الوقت طغت عليهم تسمية الحلنقة و إختفي إسم الجبرت".
ذكر المؤلف أن إسم الحلنقة قد اطلقه البجا ليتوافق الاسم مع اللسان البجاوي و العربي.ونتوقف هنا امام نظرية جديدة تخالف كل ما ذكر في المراجع التاريخية التى ذكرها مقدم الورقة فى الصفحة رقم(9) كاليعقوبى وابن حوقل القائلة بان اسم الحلنقة اطلق عليهم من قبل الاحباش.
و يقول ان قبيلة الحلنقه قد إندمجت في الكيان البجاوي و "بالتالي يتفق الكثيرون بأن الحبرته أصل الحلنقه" و لا يأتي بدليل واحد أو سند من هؤلاء" الكثيرون" الذين لم يقع في أيدينا مرجع تاريخي يتحدث عن الحلنقة يذكر أنهم إندمجوا في الكيان البجاوي. وهل كانت مملكة الحلنقه جزء من البجا ام كانت مستقلة بل دخلت في حروبات معهم كما تذكر المراجع؟ وثبت هونفسه هذه الحقيقة في (ص 11) " وكانت بينهم و بين الهدندوة و بني عامر حروب و غزوات" فكيف نصدق أن قبيلة إندمجت في البجا ثم دخلت معهم في حروب و غزوات فهذا دليل واضح يؤكد إستقلالها عبر تاريخها! ولماذا تفقد إسم الجبرت إذا جاءت به من الحبشة و ظلت مستقلة الي اليوم ؟ هل كان هناك ما يعيب في الاسم لتتنازل عنه طوعاً و إختياراً لتتبني إسماً حبشياً؟
ولعلم القارئ الكريم لم تدخل قبيلة الحلنقة فى حروب وصراعات مع البنى عامر بل دخلت فى حروبات وصراعات مع قبائل الهدندوة وقبيلة الملهيتكناب وهذا موثق ايضا ومعروف بين مكونات الشرق لايحتاج اثباته الى مصادر ومراجع .
و إذا كانت الحلنقة اول مجموعة إسلامية عربية نزلت علي ساحل البحر الاحمر كما ذكر المؤرخون واندمجت مع البجا فمن الاجدر أن تكون هي أصل الجبرت و ليس العكس.
ومرة اخري و في تناقض واضح مع اصل الجبرت المنسوب لعدة بطون في الجزيرة العربية كما ذكر المؤلفان ولا ندري أيها الصحيح فإن جذور الحلنقة في الجزيرة العربية واحدة لم تتغيرفي رواياتهم. ويورد المؤلف هذه الحقيقة (ص11) فيقول " ويذكر الحلنقة أن نسبهم يرجع الي هوازن، و انهم من ذرية احمد الحلاق من قبيلة بني سعد مزين النبي صلي الله عليه و سلم،عبروا البحر الاحمر في القرن الاول الهجري ضمن الطليعة الاسلامية الاولي الي بلاد الحبشة". ويضيف " قيل أنهم سموا حلنقه للسياط التي كانوا يحملونها و هي تسمية حبشية.وقيل انهم نزلوا في مكان يسمي حلنقيت و عرفوا به.
و لا يفوت علي فطنة القارئ التناقض الجلي بين ان الاسم بجاوي نتيجة الاندماج أو حبشي حملوه معهم للتاكا أو من مكان نزولهم.
وبعدها يدخل الكاتب في تفصيل فروع الحلنقة فيقول انه برز للحلنقة كيانان:
- كيان الحلنقة الذين جاءوا عن طريق الحبشة و معظمهم الجبرت (إصرار علي ربط الجبرت بالحلنقة بفرضية لا يدعمها سند تاريخي و ستكرر لاحقاً)
- الكيان الذي يرجع أصوله الي البلويين و الذين تصاهروا مع الحلنقة.
ويذكر في (ص 12) " و إنقسم الحلنقة و الجبرت جغرافيا الي حلنقة سفلي و عاصمتهم ابريد- الكيان الثاني فهم الحلنقة العليا و عاصمتهم تولوس أو كسلا.
وهنا نلاحظ ان الكاتب يتحدث عن الحلنقة منفصلين عن الجبرت. وكما يعلم القارئ فإن إسم تولوس لا يطلق علي مدينة كسلا حتي مجازاً و إنما علي جبل التاكا او توتيل فقط.
وبعدها (ص 12/13 ) يسرد أسماء شخصيات حلنقية بارزة، بإعتبار أنها جبرتية، مثل الشيخ عبد الله بن علي الحلنقي الذي ولد بالتاكا " وكان معظم طلبته من الجبرت المنتشرين في مراكز التعليم في شرق السودان و شماله". " وحدث أن قدم عبد الله الحلنقي الجبرتي الي أبي حراز" ( هنا اضيف له لقب جبرتي).
وقوله "حافظ معظم الحلنقة العليا ومعهم الجبرت علي صلتهم القوية بالختمية" ( لاحظ هنا انهم كيانين منفصلين) وقاموا بدور كبيرفي مساعدة السيد محمد عثمان الميرغني الاقرب والسيد بكري علي الهرب الي الحبشة ( ص13).
بالرجوع الي كتاب عثمان احمد عيسي (امارة الحلنقة فى التاكا) الذي اشار اليه الكاتب كمصدر لم نجد أي إشارة للجبرت في سرده للواقعة المذكورة.
و في ذكر آل محمد ايلا (ص14) : كتب " اشتهر محمد أيلا و اصبح شيخاً علي الحلنقة ايام احمد باشا أبو ودان. وإشتهر منهم عبد القادر بك مامورمنطقة عقيق بالبحر الاحمر وكان وجوده في جزيرة بني عباس، وذرية ايلا ما تزال بالبحر الاحمر و منهم محمد طاهر ايلا والي البحر الاحمر".
وهذا خطأ تاريخي اخر وقع فيه الكاتب وقد أفادنا ناظر الحلنقة السيد مراد جعفر شكيلاي تعليقاً علي هذه النقطة أنه لا علاقة رحم أو مصاهرة بين الاسرتين في كسلا والبحر الاحمر. و أن محمد أيلا شيخ الحلنقة هوإبن الشيخ يعقوب مالك صاحب الضريح المعروف شرق ضريح السيد الحسن في الختمية و أن الشيخ عبد الله الحلنقي جده ، وان الخطأ البين الثانى الذى وقع فيه الكاتب فى الجزئية المتصلة باثبات علاقة نسب بين الشيخ محمد ايلا (الحلنقى ) وعشيرة الاخ والى البحر الاحمر محمد طاهر ايلا والذى هم فى الاصل واحدة من قبائل الهدندوة العريقة وهى قبيلة القرعيب التى نتشرف بالمصاهرة معها وان نفى العلاقة النسبية لايعنى انتقاصا وتقليلا من شانها.

ويضيف الكاتب " وللجبرت و الحلنقة علاقات رحم بالعبدلاب و الجعليين العمراب، كما لهم علاقات قوية بالفونج" . وهنا أيضا نلاحظ كيانين منفصلين أولها الجبرت ويضاف اليهم الحلنقة. و هذا تمهيد أخرلأيجاد مدخل للجبرت للسودان.
آل ابي لكيلك:
(ص14/15) و ينتسب أل أبي لكيلك الي العوضية من أبناء رباط بن مسمار وقد إختلطوا بالجبرت و الحلنقة منذ قديم الزمن ومن هنا جاء الادعاء بأن للجبرت دور في تأسيس دولة الفونج و العبدلاب، و قد تحدث ابن حوقل في كتابه "صورة الارض" عن مملكة الدجن (القاش) و ذكر أن لهم ملكاً مسلماً يتحدث العربية من قبل صاحب علوة، و كانت لهم مع الفونج مواقع مشهورة، منها الحملة التي أرسلها عدلان الثاني عام 1780 م الي التاكا لمهاجمتهم، فهزم جيشه و قتل اثنان من قواده. وهذا دليل ان العلاقات بين الحلنقة الجبرت ودولة الفونج لم تكن كلها سلما و انما سادتها الحروب و توقفت بالمصاهرات و التزاوج و إنصهار شعوب الشرق القادمة من الحبشة و بلاد البجه في قبائل السودان خاصة قبائل الشمال و الوسط."
ويضيف " وقد تحدثنا من قبل أن الشيخ عوض مسمار وهو من الحلنقة قد تزوج بإحدي بنات العبدلاب فألبسه ملك سنار طاقية الملك لتعزيز مقامه فبقي ملكاً الي الفتح المصري للتاكا عام 1840".
المؤلف لا يبين لنا هنا بأدلة تاريخية كيف إختلط آل ابو لكيلك بالجبرت و الحلنقة منذ قديم الزمن و بناء علي ذلك يورد إلادعاء بأن للجبرت دور في تأسيس دولة الفونج دون الاشارة لمن إدعي ذلك. و نشير هنا الي إقصاء الحلنقة من هذا الشرف الذي تفرد به الجبرت.
و أما عن عوض مسمار فهو ليس حلنقي و إنما يرجع نسبه للعبدلاب و تزوج من الحلنقة لكسب ود القبيلة القوية آنذاك لضمان تحالفها مع الدولة السنارية حيث ألبس طاقية الملك علي الحلنقة و فقاً لرواية ذريته في الحلنقة التي تسمي حتي اليوم " هداي إندوا" أي أهل الزعيم.
أما حملة عدلان الثاني العسكرية الي بلاد الحلنقة " يقال أن أسباب الحرب ترجع الي خلاف بين العبدلاب و سلطان الفونج ادي الي الحرب بينهما و قد أدي ذلك الي خروج الحلانقة بالتاكا عن سلطان الفونج تضامناً مع العبدلاب لما كانت للحلنقة خؤلة في العبدلاب " وفقاً لتاريخ أمارة الحلنقة في التاكا" لعثمان احمد عيسي (ص53) ولم يذكر أي علاقة أوخؤلة أو عمومة للجبرت مع العبدلاب و الفونج.
ويورد الكاتب فجأة تحت عنوان ابي لكيلك (ص 15) " و من الحلنقه الجبرت أولاد المأمور أبو بكرحسن أغا المشهور بأبي بكر حسن عوض الله" و " من أولاده محمود أبو بكر( 1918-1970) وكذلك أخوه أحمد . وكل المراجع تشير الي أنه حلنقي و أسرته تقر بذلك. وهذه فقرة من سيرته " المرحوم محمود أبوبكر حسن أحمد الملقب بالنسر ولد فى عام 1918 بمدينة بور بجنوب السودان حيث كان يعمل والده ضابطا فى قوة دفاع السودان. ومن قبل ذلك وفى الجنوب نفسه تمّ زواج والده الذى ينحدر من قبيلة الحلنقة بشرق السودان بوالدته حميدة التى تنحدر من قبيلة التعايشة العربية بدارفور" لا ندري كيف إتصل نسبه بالجبرت أو آل ابي لكيلك إلا في مخيلة الكاتب ويمكنه الرجوع لزوجته و أنجاله و بناته بأمدرمان ليأتي بدليل يربط الاسرة بالجبرت.
آل القراي: (ص15):
يقول مقدم الورقة هو الشيخ المقري محمد المشهور بالعجمي التاكي بن البركة إسماعيل بن الشيخ سليمان الحلنقي الجبرتي ، ويتصل نسبه بالشيخ شعيب الهروي ( لإقامته بهرر بالحبشة) في الجد الثالث عشر و يتسلسل نسبه حتي سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه." ووفقاً له قد وجد هذا النسب في مصحف خطي يرجع للقرن الحادي عشر الهجري، صاحبه الشيخ سمساعة ابن ابراهيم حفيد الشيخ القراي.
وقد عرفت المنطقة التي نزل بها الشيخ في ديار الجعليين بالقرب من كبوشية " بديم التقراي" نظراً لعدد الجبرت الكبير الذين حضروا مع الشيخ، ثم تم تغيير الاسم الي " ديم القراي".
مع إحترامنا الكامل للمرجع الذي ذكره عن نسب الشيخ فإننا نتسآل عن أنه تاكي و حلنقي فكيف ألصقت به صفة الجبرتي كما هومذكور في الورقة.
و ملاحظة أخري اما كان اجدر أن يطلق علي المكان " ديم الجبرت" نظراً لعدد الجبرت الكبيرالذين حضروا مع الشيخ، كما قال، بدلاً من ديم التقراي وربما لم يحصل ذلك لأن الذين حضروا مع الشيخ ربما كانوا من البني عامر المعروف إرتيادهم للخلاوي في أنحاء السودان الي يومنا هذا.
آل الخواض:
يقول مقدم الورقة فى (ص16) "ينتسب آل الخواض الي الحلنقة الجبرت. وبالطبع إذا كان الحلنقة بزعمه جبرت فإن كل من ينتسب إليهم جبرتي وقد فات عليه أن يذكر الحلنقة في القطينه و الحلاويين وود الزاكي بأنهم جبرت.
و نصحح هنا الخطأ الذي وقع فيه المؤلف بفصل آل القراي عن الخواويض فإنهم ينحدرون من صلب جد واحد وفقاً لكتاب " سهم الارحام في السودان" الجزء الاول لمؤلفه عثمان حمد الله ( ص 116) الذي يقول " نسب الاستاذ العالم العامل الشيخ القراي العجمي جد عموم القراويين و الخواضين بالسودان المتوفي في أواخر القرن العاشر الهجري و المدفون بقوز الفقرا رضي الله عنه. هو محمد المشهور بالقراي العجمي التاكي بن البركة الشيخ إسماعيل المتوفي ببغداد بن الشيخ سليمان الحلنقي نسبة لأمه من قبيلة الحلنقه المنسوبة الي هوازن.
وفي (ص 117) من نفس المصدر يقول تحت عنوان أولاد الفكي إبراهيم الخواض " هو إبن عبد السلام بن القراي بن الشيخ إبراهيم الخواض الذي دفن بالبقريع بحارا ابن الفقيه العجمي صاحب النسب المذكور."

الورقة الثالثة
الجبرت و الدور التاريخي و الحضاري في منطقة القرن الافريقي و السودان
بروفسير السر سيد احمد العراقي

إستعرض المؤلف الهجرات العربية والتطور التاريخي الانتشارو إزدهارالدعوة الاسلامية في الحبشة ومركة وبراوة وزنجبار و كلوة علي المحيط الهندي وكذلك عوامل انتشار الاسلام في الحبشة .
وتناول ايضا الجماعات العربية و الاسلام في شرقي السودان حيث ذكر في (ص13) " والمرجح أن هنالك جماعات من عرب هوازن عبرت البحر الاحمر و إستقرت في أرض البجا، عرفت بإسم الحلنقه أو الحلانقه"
ويذكر في (ص 17/18) " اما الحلنقة فهم من القبائل البجاوية القديمة، بل يعتبرون من أقدم القبائل التي سكنت أرض التاكا. وترجع قبائل الحلنقة أصلهم الى قبيلة هوازن العربية . و يقال ان هوازن هاجرت من الجزيرة العربية نتيجة لإضهاد الحجاج بن يوسف لهم , فعبرت البحر الاحمر الى منطقة الدهلك , حيث استقرت هناك قرنين من الزمان , و لكن لمضايقة الاحباش لهم فرت مجموعة منهم الى منطقة التاكا ( كسلا ) , حيث عرفو باسم الحلنقة( الحلانقة) .
و قد ذكرت قبيلة الحلنقة منذ زمن السلطان المملوكي في مصر الناصر محمد بن قلاوون ( 1299-1340م ) الذي أرسل حملة لمطاردة الاعراب , و قد وصلت هذه الحملة حتى أرض التاكا و دارت معركة بينها و بين الحلنقة أسفرت عن هزيمة الحلنقة . و يتحدث الحلنقة لغة بجاوية مليئة بالكلمات الامهرية و التقرية , كما يتحدث أغلبهم اللغة العربية و يحترفون الزراعة و رعي الماشية ." (انظر الوثيقة الاولي)
ويضيف " الحلنقة أول قبائل البجا وصولاً لمنطقة التاكا , التي أعطى بول Paul تاريخاً لاستقرارها بمنطقة القاش في حوالي 690م . و يعتقد هذا المؤرخ ان الحلنقة اول قبيلة مسلمة دخلت السودان بعد الاسلام , و تنسب القبيلة نفسها الى ذرية أحمد الحلاق من بني سعد , و هي بطن من بطون قبيلة هوازن , و هؤلاء نزحوا من الجزيرة العربية في زمن خلافة عبد الملك بن مروان , و وصلوا الى أرض الحبشة حيث استقروا بمرتفعات التقراي , و كانوا أهل خيل يحملون السياط , فلذا أطلق عليهم الاحباش لقب ( هلنكة ) الا ان وجود أقلية مسلمة وسط أغلبية مسيحية لم يكن أمراً مقبولا , فأمام تغول القبائل عليهم فروا بمحاذاة وادي مأرب ( القاش) , الى ان وصلوا الى سفح جبل التاكا حيث استقروا بمنطقة ( فاكندا ) جنوب شرقي مدينة كسلا , و من ثم امتدت قراهم حتى قرية مكلي بدلتا القاش , و من ثم تعاظم نفوذ الحلنقة , خاصة في فترة دولة الفونج ( 1504- 1821م) حيث كانت لهم اماره عرفت باسم مملكة الحلنقة . و في أيام تفكك دولة الفونج كان للحلنقة من القوة التي مكنتهم من هزيمة حملة أرسلها سلطان الفونج عدلان الثاني , الامر الذي أقنع الفونج بمصاهرتهم , حيث تزوج زعيمهم عوض مسمار احدى أميرات الفونج , و ظل حليفهم الى ان وقعت المنطقة تحت النفوذ التركي المصري ."
وهذا هو تاريخ الحلنقه كما ترويه القبيلة والمدون في جميع المراجع دون أن يربط أي منها القبيلة بالجبرت. وكما اشرنا سابقاً فإن عوض مسمار من العبدلاب و تزوج حلنقية. فماذا عن تاريخ الجيرت ؟

و عنهم يقول المؤلف في (ص19) " اما الجبرت فهي قبائل عربية هامة تنتمي الي أشراف الجزيرة العربية من آل البيت، ويعود نسبهم الي عقيل بن ابي طالب، غطت هذه القبائل أجزاء واسعة من بلاد القرن الافريقي خاصة أثيوبيا وأريتريا و شرق السودان. و هم اصحاب الدور الكبير في تأسيس أشهر الممالك الاسلامية و هي أوفات أكبر إمارات دول الطراز الاسلامي، فكان مؤسسوها من زعماء الجبرت" و التي إستمرت سيطرة إيفات جبرت و سيادتها علي منطقة شرق أفريقيا.
وفي (ص 21) يقول " و بما أن إسم الجبرت عام، إلا أنه يمكن تعريف الجبرته حسب مناطق إقامتهم حيث يقولون : جبرتي سرايا، وجبرته حماسين، وجبرت أكلي غوزاي.....الخ.
و بالرغم من الإختلاف في مناطق أقامتهم، إلا أن الجبرت متحدون في العادات و التقاليد وأسلوب التحدث و الظروف الاجتماعية".
نحن هنا أمام جماعات متفرقة و ليس كيان قبلي موحد والذي يجري البحث عن إثباته الان بعد قرون من الذوبان.
وفي ( ص 23 ) يذكر" أما أصل الجبرت , فتثبت معظم المصادر , أن أصلهم يعود إلى المهاجرين العرب و المسلمين الذين لجئوا إلى الحبشة , أثناء فترات الصراع بين الدول الأسلامية في الجزيرة العربية , و ينتسب بعضهم إلى قبائل خزيمة و ينسبهم البعض الاخر إلى عقيل بن أبي طالب , و منهم من يقول أنهم من سلالة عثمان بن عفان رضي الله عنهم . و كل ذلك يؤكد أن نسبهم يرجع إلى القبائل القرشية , و أنهم عرب و ليسوا بأحباش و الجبرت يتحدثون اللغة العربية بطلاقة , بجانب اللغات الحبشية في المنطقة و يكتبون بالحروف العربية و الحبشية.
وتحت عنوان السودان يذكر المؤلف (ص 25) " و الي السودان وصل المهاجرون الجبرت الهاربون بدينهم من سلطان الحبشة، متتبعين النيل الازرق و نهر عطبرة و سيتيت في جنوب شرق و شرقي السودان و شماله، و إختلطوا بالقبائل العربية السودانية و إنتسبوا إليها، و تبدلت أسماؤهم بألقاب أطلقها عليهم أهل المناطق التي نزلوا فيها".
فلماذا الصحوة المفاجئة؟ يمكن تفسير ذلك وفقا لما ذكر أكثر من مرة بأن المهاجرين الجبرت قد ذابوافي القبائل السودانية و عاشوا قرون ذائبين فما الغرض الان البحث المحموم إلا أن يكون من وراءه مهاجرون لاحقاً لم يدركوا فترة الذوبان فوجدوا أنفسهم أفراداً و حتي مجموعات صغيرة بدون غطاء قبلي سوداني.
وأشارالكاتب الي مشاركة الجبرت مع الدولة المهدية ضد الحبشة وتأسيسهم قرية تبارك الله (قرب المتمة الحبشية) و دخولهم امدرمان و لكن المؤلف ذكر أن لهم قرية تسمي بإسمهم في منطقة ريفي كسلا (جبرت) جوار قرية حفرت(ص25).
كما إمتدوا الي مناطق الهدندوة في هيا،ويسمون فيها بالاشرافن ثم مدينة سواكن و التي فيها قبة و منطقة وقبائل الخواويض، الذين عرفوا بهذا الاسم لخوضهم نهر عطبرة حتي وصلوا لهذه المنطقة".
وقد وقع المؤلف في نفس الخطأ الذي وقع فيه عبد الله الجبرتي فقرية "الجبرت" كما ذكرنا سابقاً تقع شرق قرقر علي بعد 30 كيلومتر تقريبا من حفرت ويسكنها الهميساب الهدندوة وبعض النابتاب البني عامر.


الورقة الرابعة
الجبرتة (الجبرت)
التاريخ- العراقة و المؤثرات بالسودان
د.سيف الاسلام بدوي بشير

تحت عنوان العنصر الجبرتي في السودان يذكر النص التالي في (ص9) عن الحلنقة " أما فيما يتعلق بقبيلة "الحلنقة" في الشرق فهنالك من الروايات بأنها "جبرتية" بكاملها و قد كانت بدايات هجرتها من سلطنة هرر و إستقرت فيما بعد بكل من مناطق "كسلا" و "القاش" في الفترة التي شهدت تمددا في الدولة الجبرتية بمنطقة "التاكا". و تعني لفظة "حلنقي" باللغة الاثيوبية " الكرباج أو سوط الراعي" و هو ما تعارفوا به و لقبب تربوا عن المائة عام و الراجح أنها من الجماعات الجبرتية، الرعوية اليي آثرت الهجرة و الابتعاد و النائي بنفسها عن السلطات الاثيوبية و غلوائهم".
هذا النص مرجعه " السودانيون الجبرت" لعبد الله نور الجبرتي (انظر ص 51 من ورقة عبد الله)
و بالطبع كما ذكرنا سابقا فإنه يقول أن هناك من الروايات بأنها جبرتية بكاملها والتي لم يورد المصدر المنقول عنه ذكرها و نعتقد أنها رواية وحيدة من عبد الله الجبرتي.
و بالطبع يمكن ملاحظة التناقض فإن كانت هاجرت في فترة تمدد الدولة الجبرتية للتاكا فلماذا لم تحتفظ بصفتها الجبرتية و الدولة في أوج سطوتها و تمددها ؟ و كيف يعقل أنها إستقرت هناك في فترة تمدد الدولة الجبرتية وفي نفس الوقت إبتعدت عن سطوة السلطات الاثيوبية؟
ويكرر عن نفس المصدر روايته عن مكلي و كذلك الاولياء ال 99 في أويتلا وقد تطرقنا لذلك سابقاً عند مناقشة ورقة عبد الله الجبرتي.
و عند حديثه عن اعلام الجبرت في السودان لم ينس، كما عهدنا، أن يضيف علم من أعلام أبناء الحلنقة وهو الشيخ الدكتورسليمان محمد أحمد و الذي لقب بتفقهه وسعة علمه بلقب بين أقرانه " بمالك الصغير" بجامعة امدرمان الاسلامية. و انه مع الشيخ علي أحمد قد أفردوا سكناً خاصاً للطلبة و التجار الجبرت.
وهل يعني مد يد المساعدة لطلبة العلم إنتماءً لقبيلتهم؟ وهل يستدل بسيرة شخص ولد في الخمسينيات كالشيخ سليمان لتثبيت حقيقة تاريخية مضت عليها عهود؟

ولنا كلمة
بعد أن دحضنا بالمراجع و الشواهد التاريخية وواقع القبائل السودانية قديمه وحديثه، المزاعم الواهية و الافتراءات بجبرتية الحلنقة، يحق لنا التساؤل عن دوافع هذ التجني علي التاريخ الموثق و القرائن الثابتة ؟
يبدو أن هذا النفر من الجبرت قد تقطعت به السبل وقررقطع صلته بجذوره في الحبشة و أرتريا فأدار ظهره لأصله و إستدبر مواطن أسلافه و أرض حضارته و توجه غرباً بحثاً و بعثاً لهوية جديدة في أرض المهجرفأخذوا يتحدثون عن كيان لا أصل له. فكانت الخطوة الاولي الاحتماء لفترة بعباءة البني عامرلأنهم الاقرب بهم صلة فإستحدثوا لهم عمودية في الريف في اقاصي اطراف السودان الشرقية مما لا يرضي طموحهم تمهيداً للخطوة التالية وهي التمدد الاخطبوطي في الداخل السوداني بعد كمون و سبات دام مئات السنين.
فتلفتوا يمنة و يسرة وتشاوركبارهم وضربوا أخماساً في أسداس بحثاً عن راحلة مجهزة تقطع بهم الفيافي حتي ضفاف النيل فوجدوا ضالتهم في قبيلة الحلنقة. فهي قبيلة متجذرة في الشرق وتجلس علي قمة تاريخ ناصع موثق و تمتد فروعها نسباً و مصاهرة الي الداخل السوداني علي ضفاف النيل شمالاً والقطينة و الحلاويين ومملكة الفونج وسطاً. ولم يدر بخلدهم أن أرجل هذه الراحلة ستغوص في رمال متحركة دون مقصدهم، فقرروا التوشح و التلفح بعباءة ناريخ هذه القبيلة بدون إستئذان. وفي محاولتهم لإرتدائها بمطها وكمشها و شدها المتواصل من الاطراف، تهدلت و إمتلأت بالثقوب التي حاولوا رتقها برقع واهية .
ورغم أن العباءة لم تستر كامل جسدهم إلا انهم واصلوا في إصرار سعيهم فنفخوا بشدة في أعداد أفرادهم الاقلية منهم الذين تسللوا للسودان حديثاً فصوروهم كقبيلة تنافس قبائل السودان المعروفة منذ دخول العرب للسودان. و لإثبات أصل لا وجود له، قالوا أن تسمية الجبرت ظهرت في البلاد بعد أن تم التصنيف القبلي علي أفراد المجتمع في السودان، كأن هذا التصنيف أمر جديد و حديث حداثة هجراتهم الفردية و ليس جزءاً لا يتجزأ من العرف السوداني قديمه و حديثه. فلماذا السعي المحموم الآن وقد ذكروا أنهم قد ذابوا في القبائل ردحاً طويلاً من الزمن؟
وقد أشاروا الي أن أول هجراتهم الفردية لكسلا كانت في عام 1882 بالإضافة لحوالي عشرة أفراد دخلوا عام 1885وذكروا قائمة بأسماء لأفراد عاديين ونفخوا فيهم فجعلوهم أعلاماً في مدينة كسلا ولم يتركوا صفة جميلة لم يضيفوها لكل إسم رغم أن كل من عاش منذ الستينيات هناك يعرف أقدارهم.
و إن كان لهم ذلك الوجود المحضور في كسلا بزعمهم ، والتي كان أغلب سكانها في ذاك الزمان من قبيلة الحلنقة ذات الوجود الأداري المميز و المؤثرفي المدينة، ولها نظارة ضاربة في القدم ، فلماذا لم يحاولوا الاتصال بها وضمها إليهم وهي في إعتقادهم جبرتية! و بدلاً من ذلك إتجه أعلامهم المذكورين، و المقيمين داخل مدينة كسلا، الي الريف حيث تحالفوا بعمودية تحت نظارة البني عامر كمرحلة أولي من الاستراتيجية المرحلية والتي تقضي بعد نجاحها خلع البني عامر والتدثر بعباءة الحلنقة التي مزقوها و التي شاء الله ان تتناثر رقعهاعند أول غسيل.
و نرجو من القارئ العزيز الاطلاع علي مقتطفات من أهم الوثائق التي تتحدث عن الحلنقة عبر التاريخ و لم يرد فيها ذكر بأن لها صلة بالجبرت ومما يؤكد إفتئاتهم أن هذه المراجع لا تشير من قريب أوبعيد لقوم يقال لهم الجبرت لهم صلة بالحلنقة. - يتبع-
* خبير إعلامي osmanmust@ممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.php.com



تاريخ الحلنقه من أهم المراجع ولا ذكر فيها للجبرت

المرجع الاول
النويري : نهاية الارب – مخطوطة
حملة الناصر محمد بن قلاون علي العربان ببرية عيذاب، توغل الحملة في أرض البجه و بلاد علوه وعودتها الي مصر عن طريق دنقلة
سنة 716 ه -1322 م – (ص 96 – 98
يتحدث عن الحملة فيقول " ثم ساروا الي أن وصلوا أزبينات، و هو جبل صغير علي نهر أتبرا، وهو فرع من فروع نيل مصر‘ يخرج من جبال الحبشة، فأقاموا عليه يوماً واحداً ثم توجهوا يتبعون آثار العربان، وهم يسيرون علي شاطئ ذلك النهر ثلاثة أيام، و النهر علي يمين العسكر. ثم فوزوا ودخلوا البرية الي أرض السالة، فإنتهوا في اليوم الثالث من يوم دخولهم المفازة الي جبل كسلان وهو جبل أقرع ليس في تلك البرية غيره و جبل الوس، و بين الجبلين واد، هذا الجبل هو حد بلاد التاكة مع الحبشة (ص98) فلما وصلوا اليه وقد قربوا من الماء وهم في أرض صفر التربة تشبه أرض بيسان في كور الشام، و هي كثيرة أشجار السنط وأم غيلان و شجر الاهليج و الابنوس و الصبر و الحمي وهو الذي يطرح الثمر الهندي، إذ طلع عليهم غبارامامهم، فندبوا من يكشف الخبر، فعاد الكشافة و اخبروهم أن طائفة من السودان تسمي هلنكه قد إجتمعوا لقتال العسكر، و هم خلق كبير فتقدم العسكر إليهم... و إجتمع العسكر في أرض خالية من الاشجارهي من طرق... وقد صارت مثل البركة، فدخل العسكر فيها..... و هلنكه من أعلا البركة والعسكر أسفل منهم، و بأيدي هلنكه الحراب و المزاريق و السيوف ومع بعضهم النبل، فوقف العسكر، و أرسل اليهم: أننا لم نأت لقتالكم و إنما جئنا في طلب طائفة من العرب.أفسدوا و عصوا و قطعوا السيبل، و أمنوهم فردوا الامان و أبوا إلا القتال، فقاتلهم العسكر و رموهم رشقاً واحداً بالسهام فقتل من هلنكه اربعمائة و ستون نفراً و جرح منهم خلق كبير. و لم يتمكن العسكر من أسرهم فإنهم كانوا يرون القتل أحب إليهم الاسر و قتل منهم اثنان من ملوكهم، علي ما حكاه من إجتمع بهم من غلمان العس


]thuhW uk rfdgm hgpgkrm ,YrvhvhW ggpr ,jwpdphW ggjhvdo