حلف قبيلة المناصير مع الشيخ جاسم آل ثاني مؤسس قطرتولى الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني الزعامة في قطر عام 1878م ، ويعتبر قاسم المؤسس الحقيقي لدولة قطر، فقد كان من كبار الساسة، عمل نائباً لوالده الشيخ محمد مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة ، عمل على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً، فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كياناً عضوياً واحداً متماسكاً ، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي وأعني هنا كلاًّ من إنجلترا وتركيا ، لمع نجمه وزادت شعبيته بما آتاه الله من وحكمة وحنكة وحسن سياسة ، حيث استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها.فقد وقع على عاتقة مواجهة تحدي ضم وتجميع اطرف قطر تحت نظام و راية واحدة ، حيث جاء للزعامة ليجد امامة قبائل مشتتة وعرضة للنهب والأبتزاز الخارجي ، مما اضطره ان يسلك عدة خيارات سياسية وعسكرية ، فتارة يضطر لخوض المعارك وتارة اخرى يلجئ الى الحكمة والمسايسة او يضطر ان يدفع من ماله الخاص لدرء مخاطر وشيكة ، واستطاع بذلك ان يقضي على النعرات الطائفية وصد الإعتداءات الخارجية و توحيد اطراف قطر وبناء نظامها السياسي و الإداري و الاقتصادي ، فقد نجح في عهده ان يؤسس دولة قطر وان يوحد قبائلها تحت مفهوم دولة واحدة لشعب واحد ومن هنا اطلق عليه (جاسم المؤسس).لا شك ان اهل قطر قدمو تضحيات بالمال والأرواح من اجل مساندة هذا المؤسس في اداء دوره وقد سانده منذ بداية الأمر من هم يؤمنون بهذا الدور القيادي ويؤمنون بأهدافه ومن ضمنهم قبيلة المناصير التي دخله في حلف متين مع المؤسس ، عزز هذا الحلف المصاهرة التي وقعت بين ابوه الشيخ / محمد بزواجه من قبيلة المناصير من عائلة ال هريس والذي على اثره رزقه الله بابنه احمد و ابنته روضة ، وترجمة لهذا الحلف اتخذ الكثير قبيلة المناصير في قطر وسم المشغار على ابلهم وهو وسم ال ثاني ومن عاضده وابعد من ذلك فقد سخر الشيخ / راشد بن مانع المنصوري نفسه ورجاله تحت امرة المؤسس ليخوض معه المعارك ويصد الأعتداء عن هذه الدولة حديثة الولادة ، فقد شاركت معه قبيلة المناصير بقيادة راشد بن مانع اغلب المعارك التي خاضها لصد الأعتداءات الخارجية ، كل هذا ادى الى النتائج التي على اثرها اصبح الطامعون يعملون حساب لوحدة سكان قطر واصبح العدو صديقا وتبدل الخوف بالأمن واتحد الجميع تحت راية الشرع والعدل ، وسوف نتطرق لنبذة مختصرة عن هذه الوقعات والمعارك بالتوالي:وقعة الربيحة
منذ ان تولى الشيخ /جاسم المؤسس أمور تسيير قطر ثابر بكل ما أوتي من حكمة وشجاعة ان يوحد باديتها وحاضرها ، شمالها وجنوبها ، ويرسم تشكيل بداية دولة قطر بحدودها وسكانها ، ولم يتوارى عن السعي لكسب ثقة القبائل والسكان والحلفاء بهدف توحيد الصف و الكلمة وان يصبح لها كيان مستقل وكان يحرص على التدخل في اي خلاف لحله منعا للفرقا وسعيا للأتحاد والسلم ، ونذكر هنا احد الشواهد على ذلك في وقعة (الربيحة) التي وقعت في سنة 1287 هـ -1870 م تقريبا حيث انه حدث خلاف بين احد القبيلتين شمال قطر.تدخل الشيخ جاسم و وعد بحل القضية والتعويض عن أي خسائر في هذا الخلاف من ماله الخاص لصالح المتخاصمين بشرط وقف اي اعتداء جديد ، لكن بدأت بوادر الخلاف تزيد وبدأ حكام البحرين بالتدخل في الخلاف عندها قرر جاسم ان يحسم الموقف وينهي الخلاف ، فأرسل المناديب لحث العربان ، وتجاوب معه كثير من اهل الدوحة وتخلف عنه بعض القبائل ولم يأتيه من البادية سوى المناصير الذي كان يتراسهم راشد بن مانع ، وارسل ابن مسند قصيدة إلى الشيخ جاسم يحثه على الاستعجال و يمتدح فيها السودان و المناصير والموالك ويلوم من تخلف عنهم حيث يقول:هيا على فرحة من الخور ياحسيـنوخل الشليل بعنقها له لمـــاعــــهوإن جيت جاسم مزبن المستـــخلينراعي الفعول إلي طويل ذراعةقل طالت المدة وحن مستـحســـيـنوالحق يوخذ بالرضى والبتاعـــةوتابع في القصيدة الى ان قال:حنا عليكم يا أل قضعان شرهــينوش ذا الجفا يا لابتي والقطــاعــةياسايل عنا ترانا ســـــــــــراحينمن ضيغم وجدودنا هم قضــاعــةحنا مع السودان من جد فرعـــينوآولاد منصور وحميس جمــاعة(1)من دارنا البزين ناتية بالزيــــــنفإلي يبي ونروع من كان راعــــهمن دارنـا بالشين ناتية شينيـــــنشينين لين يدلبح الضد طــــاعــــةوبعدها مشى جاسم الى( الربيجة) شمال قطر بالحضرة من اهل الدوحة وهم ، المعاضيد، والسلطة، والموالك،المهاندة، وابن عطية والذين معه من منانعة الدوحة ، واربعة رجال من قبيلة الأحباب وليس معه من البادية الا راشد بن مانع ورجاله من قبيلة المناصير وحسموا الموقف وعادت الأمور الى نصابها .(الى اخر الوثيقة)1- يقصد باولاد منصور قبيلة المناصير وحميس قبيلة الموالكالمرجع: لمحات من تاريخ قطر ص152-158وقعة الغارية
سنة 1298 هـ – 1881م تقريبا، اغتنم العثمانيين وحكام البحرين الفرصه لتحريض ودعم بعض القبائل في شمال قطر وحثهم للسعي بمواجهة الشيخ جاسم وتقليص نفوذه وحصلت بعض المناوشات والأعتداءات من هذه القبائل على ممتلكات سكان الدوحة ،ولم يكن مع جاسم من اهل البادية سوى قبيلة المناصير وقام بارسال مناديبه الى بقية البادية لطلب العون وكانت رسالته لهم هي عبارة قصيدة طاف المندوب بها عليهم، وسوف نكتفي بذكر بعض ابياتها:قم يادنديبي وارتحل عـــيدهـــيةعمانية من ســاس هـجن نجــايبعليها قطـاع الفــرج ما يهــابـهادليل في الظما اذا الـنجم غـــايبفأنا لي على كل البوادي قـــدايمإذا نابـهم سنة الــغلا والــحرايبابذل لهم نفسي ومالي وعصبتيوحصن لهم في موجبات النوايبوعندما تأخر حضور البادية للشيخ جاسم اكتفى بمن معه من اهل الدوحة و قبيلة المناصير وساربهم لإخماد الفتنة التي قام بها الأتراك وحكام البحرين وانتصر في هذه الوقعة ،وبهذه المناسبة قال ابنة الشيخ جوعان قصيدة يهنئ بها والده بالنصر ويلوم من تخلفوا عن نصرته:لك الــحمد يامنهو لــنا فــي الــنوايبمــعين عــلى شــداتها بالوهـــايبونحمدك ياذا العرش والملك والفضلفمنك الرجا والملتجى في الرغايبفقد رابني من يــمة الـــغرب دولـــة (1)طــوابير دوم محنقيــن غصــــايبوقد رابني من يمة الشــــرق دولـــة (2)نصارى يدورون الحجج والسبايبونادى لــهم من يــمة العجم شوشــةتــحاموا عليــنا مــدعين طـــلايب1 يقصد الحامية العثمانية في الأحساء2 يقصد البريطانيين يثيرون الفتن ويبحثون عن اسبابهاوتابع في القصيدة معاتبا من تخلفوا عن المشاركة مع والده:فأنا هاض مابـي من جــــنابك رســـالةونظمٍ عنت بــه للبوادي ركــــايبتذكــرهم فضـــلك ومـــاضي ســـوابقونعمة نهل منـــها صـبي وشــايبوطــلـبت منـــــهم مـــــعضل بــــــهمورجيت منهم فزعة في الحـــرايبفعليك بالشكر اللي قضى النوب دونهمله الحمد والمعروف جزل الوهايبفلازلت في عزٌ ونصرٍ علـــــى الــعداوجــود وبـــرٌ تمنحة كــل الصاحيبغزوة النقرة
في سنة 1300 هـ – 1882 م حدث وان غزى قطر قوم من عدة قبائل تسكن شمال الأحساء وأخذوا إبلا للنعيم والمهاندة من منطقة مسيكة شمال قطر وما حولها ،ونهبوا فراقين الشوان ،ولم يستطع أحد أن يقتص منهم وعادوا سالمين ،فذهب النعيم الى الشيخ جاسم يشتكون فعل هؤلاء الغزاة ومنهم الفغم وآل ضاعن بعد ان اشتكوا الى عيسى بن على حاكم البحرين ولم يستجب لهم وقال لهم أنتم موالين لجاسم ،فقال جاسم لهم هذا احمد (يقصد اخيه) هو صاحب الغزو فإن عزم فالذي تحتاجونه من سلاح انا اتكفل به من مالي ، فتوجه النعيم الى احمد فوافق على ذلك ، واجتمع مع أهل الدوحة المعاضيد والسلطة والسودان والمهاندة والموالك والخليفات والبوكواره وساروا جميعا مع بيرق أحمد، وسارمع ناصربن جبر النعيمي والبوكوارة والكعبان وكان الوقت اخر الربيع وأول الصيف ، وحين اجتمع كلهم وصل خبرهم إلى تلك القبائل وقال احدهم ( أن ابن رشيد وفيصل لم يستطيعوا إلحاق الهزيمة بنا فكيف بحضر الدوحة؟) وحين وصل اهل الدوحة الى القارة شرق شمال الحساء صار خلاف بينهم على توقيت الغزو بسبب سيطرة تلك القبائل على موارد المياه واستقر الرأي على العودة وكان احمد معارض فكرة العودة واخبرهم ان الذين غزوا قطر يريدون إذلال بن ثاني وسوف ياتيكم الخبر، وعند وصولهم الى الدوحة وجدوا قصيدة امامهم ومطلعها:عود الطواش ما كانيعــلم الــبيرق الذلـــهوحينها اقسم احمد ان يركز البيرق في النقر’وهي منطقة شمال الأحساء .وبعد مرور عام على ماذكر جمع احمد اهل قطر لغزوهم ورد الحلال المسلوب وسار معه هذه المره راشد بن مانع المنصوري على رأس قبيلة المناصير والنعيم والبوكواره والمهاندة وجميع قبائل قطر واغاروا على المعتدين و واجهوا الفغم مع رجاله وصوبوه وانكسر جمعه واستردوا ما اخذ من حلال اهل قطر وعادوا غانمين، فقال عبدالله بن غانم البودهيم يرد على القصيدة التي بعثوها وبنفس القارعة مخاطبا ضيدان:يانديبي صــوب ضيدانـــيبلـــغة لاجيتــه وقـلـــهلاتـــعذر يــابن دبــــلانـــيوبأن الذود حزام مـنتلهجــاتـــكم يا (….) خــيلانــــيفــوقها فرســـانٍ مغلــهتحسبون ان حرب بن ثانـيحــربكـم نزالــة الحلــهما دريتوا بانـه لاكــانـــيمنه يلحق جمعكم ذلـــهيـــوم ثـار الـــملح ودانـــيحلـــبة (…..) منهلـــــةأدبـرو ع الخيـل (…..)وال….. ما جاه من شلهوالنسا ردت بــه الشانـــــيومـــا بغنه تركه كلــهوالجدير بالذكر ان قبيلة النعيم تنتشر في قطر و البحرين و المملكة العربية السعودية وهي من القبائل ذات النفوذ والقوة والشجاعة والمروءة وقد شاركوا مع الشيخ جاسم الكثير من المعارك وصد الاعتدات عن قطر مثل معركة الوجبة وكما اشارت وثيقة معركة الوجبه ان اسلحة العثمانيين استولى عليها النعيم مما يدل على دورهم البارز في هذه المعركة ، وكذلك دامسه التي كان لهم دور رئيسي هم وباقي قبائل قطر، وكذلك وقعة الحمرور عندما قام النعيم بقيادة ناصر بن جبر بانقاذ حلال اهل قطر وصد الأعتداء .المرجع: لمحات من تاريخ قطروردت اشارة لهذا الموضوع في كتاب التطور السياسي لقطر لعبد العزيز المنصور ص 55-56خلاف قطر مع ابوظبيفي تاريخ 14-6- 1888م جمع الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان المناصير وبني ياس وبني قتب ومن معهم من اهل المنطقة وأمرعليهم ابنه خليفة بن زايد واخذ عليهم عهد ان يدخلوا الدوحة وينهبوا الخبز مثلما نهب اهل الدوحة القمح حيث سبق وان قام اهل الدوحة باعتراض سفينة محملة بالقمح مغادرة من البحرين باتجاه ابوظبي وأخذوا حمولتها واطلقوا بحارتها ، وبالفعل أغار خليفة ومن معه ونهبوا سوق الدوحة واخذوا الخبز وغيره ، ولحق بهم خليفة بن جاسم وعلى بن جاسم الملقب (جوعان) قرب منطقة مسيمير هو ومعه عبدالله بن عطية وجماعة من السلطة والموالك والمعاضيد ويبلغ عددهم 20 رجل تقريبا وحدث اقتتال بينهم وقتل خلالهاالشيخ/ جوعان وكذلك عدد من الرجال من الفريقين .وبما ان قبيلة المناصير يمتد وجودها من العين حتى قطر فان كثيرا منهم لديه عهود وتحالف مع الشيخ/زايد وكذلك نسبة كبيره منهم دخل في تحالف مع الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني وشاركوا معه في اغلب المعارك دفاعا عن قطر، الا ان هذه الحادثة وضعت البعض من قبيلة المناصير المتحالفة مع جاسم في حرج بسبب مشاركة أبناء عمومتهم في هذه الواقعة ، هنا وجدوا انفسهم في حيرة من أمرهم، فمن جهه لايستطيعون غزو ابناء عمومتهم من المناصير وفي نفس الوقت لايستطيعون التخلي عن الشيخ جاسم في هذه اللحظة الحانكة حيث انهم يعتبرون انفسهم حلفاء اساسيين له ، ومن جهة أخرى لو قرر جاسم الأخذ بالثأر سوف يتقاتل مع القبائل هناك ومن ضمنهم المناصير، لذا قرروا الانضمام الى جاسم و مساعدته والأخذ بثأر مقتل ابنة جوعان ، وكما يبدو من احداث القصه انه تم الأتفاق بأن لايتعرض اي فرد من قبيلة المناصير اثناء الغزو هناك للأذى ، حيث ان الشيخ جاسم على علم ان هذا الأعتداء الذي وقع على الدوحة لم يكن المتسبب الرئيسي فية قبيلة المناصير حيث انهم كانوا ضمن المشاركين بطبيعة الحال مع باقي القبائل وان الذي كان يترأسهم خليفة ابن الشخ/زايد بن خليفة ، وانه لايوجد خلاف بينه وبين المناصير وان قتل جوعان لم يكن مخطط له مسبقا وانما نتيجة لحاق جوعان بهم بعد انسحابهم .سار جاسم ومعه المناصير والهواجر وجمع كبير من قبائل قطر وكذلك القبيسات الذي كان يتواجد جزء كبير في قطر قبل انتقالهم الى ابوظبي والنعيم وأل مرة و أل بوعينين والبوكوارة والمهاندة وأل مسلم والمعاضيد وكثير من اهل قطر، وتخلفت عنه قبائل كانت قد عاهدته على مساعدته في هذا الغزو ويقول الشيخ جاسم فيمن تخلف عنه:فياما تمنوا بالرخا ردت الجزابمعاهيــد وأديــانٍ تفــض الحمايــلفلاهمنا من بار فينا وغــــرنابحكي الضحى في فــيً برد الظلايلوغزوا منطقة الظفرة وامتنع اهلها في قلعة (خنور) وامر جاسم باخلاء سبيل جميع المناصير الموجودين في القلعة ويبدوا ان الشيخ جاسم ندم لاحقا على التسرع في اطلاق سراحهم قبل ان ينتهي من حملته خوفا من ان يقوم البعض منهم بايصال الخبر الى ابوظبي ،الا ان هذا التخوف في غير محله حيث ان قوات ابوظبي على علم بهذه الغزوة وقد تحصنوا في جزيرة ابوظبي استعدادا للدفاع عنها ظنا منهم ان قوات ابن رشيد كانت معهم ،اما البقية التي ظلت في القلعة المنيعة التي استعصى دخولها لمدة ايام فقد قام الرجال الذين مع الشيخ احمد بن محمد يطالبون بثأر مقتل ذويهم ومقتل جوعان ، فقاموا باقتحام القلعة و قتلوا بعض من اهلها دون علم و موافقة الشيخ /جاسم مما اثار غضب جاسم على اخية احمد ورجاله و جعل قتلهم في وجه احمد كما ورد في القصة، وقال بعد ذلك منتقدا اخيه احمد والذين معه :فساعة وصلنا نحسب الراي عــندناغدا راينا عند العيال الجهايــــلزهــم وإنتـدب زهـامهم ثم سبلـــواوغشى الجو رعادٍ بروقة شعايلفبين السما والأرض ثارت عجاجةفــي محشرٍ مـا ذا لهذا يسايــــلرغم مرارة فقدان الشيخ جاسم لابنه الا انه كان متحفظ على استخدام القتل وسيلة للأنتقام وكل ما كان يهدف له هو الحاق الخسائر المادية وذلك بسبب قناعته التامة ان مقتل ابنه ومن معه لم يكن ضمن اهداف غزو ابوظبي للدوحة ويعلم ان الشيخ /زايد رغم ما حدث انه لم يكن راضيا بقتل جوعان ، والجدير بالذكر ان الشيخ / جوعان كان مقداما و يتصف بالشجاعة ولحق بقوات ابوظبي هو والقله التي معه رغم عدم التكافئ في العدد ، ومقولة ان جوعان قتل غدرا غير صحيحه وتتنافى مع ماورد من احداث للقصة، وانما قتل وهو يواجه خصومه وجها لوجه.بعد هذه الحادثه وبعد ان هدئت النفوس نجد ان العلاقه رجعت مع شئ من الود والمصالحه الضمنية بين قطر وابوظبي وهذا ماتثبته المراسلات بين الطرفين ففي سنة 1893 ارسل الشيخ جاسم الى الشيخ زايد يطلب منه ان يسانده ضد العثمانيين قبيل معركة الوجبة ولكن لم يجد الشيخ جاسم مطلبه من ابوظبي بسبب تحفظ البريطانيين وحذرهم من العلاقة المتوترة بينهم وبين العثمانيين وحتى لايعتبر ذلك ان الحكومة البريطانية تعمدت التشجيع والمساندة لأي تصرف ضد العثمانيين ، كذلك نجد ان الشيخ احمد بن محمد اخو الشيخ جاسم أرسل خطاب الى الشيخ زايد يزكي فيه الرحالة الألماني بوخارت في يناير سنة 1904 والمتوجه من قطر الى أبوظبي ويمتدح في الخطاب كرم واصالة الشيخ زايد .وقد استمرت قبيلة المناصير المتواجدون في قطر مع الشيخ قاسم وشاركوا معه بقية المعارك التي سيلي ذكرها.ان بقية المراجع تتحدث عن الواقعة بتفصيل اكثر ولكن تم اختصارها والاكتفاء بهذا القدر .المراجع:لمحات من تاريخ قطر ص189/ محمد احمد ال ثاني (تم طباعة هذه النسخة في الأمارات العربية)كما ذكرت هذه الواقعة في /المفصل في تاريخ الأمارات العربية ص 688 /فالح حنظل (اصدار وزارة الثقافة –الأمارات العربية)كما وردت هذه الواقعه في كتاب /قطر الحديثة ص 362/عبدالعزيز عبد الغنييوم الضبان
في سنة 1905 تقريبا اجتمعت بعض من القبائل التي تسكن في جو مريخ شمال الأحساء ونهبو إبل اهل الدوحة التي كانت ودائع عند آل مرة في الجافورة ، فجاء خبر نهبهم هذا الى احمد بن محمد اخو الشيخ جاسم ،فقام بجمع أهل الدوحة لغزوهم ،فوصل خبر استعداد احمد لغزوهم ،فقال شاعرهم:قالوا إنه الطواش يجمع لحربناجمع وسوى عزوة يعتزي بهــاوقــالوا له إمات القعـود مزلبةبأقصى الربيع وزينوا له يجيبهافأخير له يقعد بجزواه شيخـهموطواري له زينت وش يبي بهـافجمع احمد اهل الدوحة وسار معهم راشد بن مانع المنصوري على راس من معة من قبيلة المناصير لغزو المعتدين ، وبالفعل تقابلوا معهم في جو مريخ وانتصروا عليهم واستردو حلالهم المنهوب ، وجاءتهم بنت ابن مكراد وردت الشأن في احمد حتى لايتعرض أحد لبيتها فقال احمد ((أنتي في الوجه)) ،ثم نادى من دخل بيت بنت مكراد من العارض الى العارض فهو في الوجه ،فامتلأ البيت بالرجال من كل قبيلة ،ولم يتعرض لهم احد ورجع احمد سالما، ويقول عبدالله بودهيم المالكي ردا على قصيدتهم السابقة:ونعم بأبن ثاني ليا خضب الشبايـــوم التوالي طق عنها قريبـــــهارد الكحيلا ما عطاها عناتـــــهافي ســاعة ملــح الفرنجي غشيبــهاتجمعوا الحيين (….) وعلـــــوىومنهو من العرجا ومن يستمي بهاومــا بين الدامر ولا حزام ينذكرمـــولٍ ولا ســـر السبايـــا شبيبـــهاعيرتـــنا بوخـيذ لقماش نتـــجرةوخــذنا منـاح أخت المسمى ونيبـهاخذنا قماش البحر وخذنا قراشكموذي صكة يا (….) ما ينحكــي بــهاالمرجع : كتاب لمحات من تاريخ قطر ص 200كذلك يقول الشاعر المرحوم ماجد بن صالح الخليفي قصيده طويلة بعد انتهاء الواقعة ، يمكن الأطلاع على القصيده كامله في ديوان الشاعر ماجد بن صالح الخليفى (2016 طبعة خاصة) ونختصر منها هذه البيات :قال العبيدي الذي بات ماغضىكن الحماط بموق عينه ذرى بهابي فكرةٍ عميا وهم وضيقهولولا ضحى الضبان كلني لهيبهالك الثنا والحمد يارب مانشتسحابةٍ وانحت ذكا في مغيبهاانت الذي تقضي قضاياك في الورىتنصر وتخذل من تردى نصيبهامعركة الوجبة سنة 1893م
تذكر المراجع والمصادر الرسمية أن حرب الوجبة حدثت في رمضان من سنة 1310هـ 1893م بين الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ورجاله من اهل قطر وبين قوات الدولة العثمانية التي حضرت لإرجاعه لطاعتهم وقمع تمرده عليهم وقد سميت باسم (الوجبة) نسبة لمنطقة الوجبة التي تقع فيها قلعة الوجبة جنوب الدوحة ومازالت هذه القلعة قائمة حتى الأن .وعن حادثة معركة الوجبة تقول المصادر الرسمية القطرية : عارض الشيخ جاسم محاولات العثمانيين زيادة نفوذهم في قطر سواء بتعيين موظفين أو إنشاء جمرك في البدع أو تعزيز العسكر المرابط في الحامية العثمانية بقطر، فكان نتيجة ذلك نشوب معركة حاسمة قادها الشيخ جاسم ومن معه من أبناء القبائل القطرية ، تكللت بالنصر وإلحاق الهزيمة بالقوات العثمانية فأصبحت معركة الوجبــة التي دارت رحاها في 25 مارس 1893م في موقــع يبعد مسافـــــة 15 كيلو متراً غرب الدوحة علامة فارقة في تاريخ قطر . ويتضح من الوثيقة العثمانية التي سوف يلي ذكرها ان قبيلة المناصير كانوا مع الشيخ قاسم منذ بداية تجهيزه لهذه المعركة ،حيث ورد في هذه الوثيقة ((تبين أن الشيخ جاسم انسحب قبل شهر الى الصحراء ومعه (المناصير) وفرقة من (بني هاجر) وأربعمائة أو خمسمائة من العربان من سائر العشائر)) ومن ثم توجه جاسم ومن معه بعد ذلك بعدة ايام للهجوم على العثمانيين في قلعة الوجبة ومنطقة مشيرب وتحقق لهم النصر.وقام الشيخ الفارس/ راشد بن مانع المنصوري بعد النصر يترنم تغرودته فرحا بالنصر ولم نتمكن من الحصول على التغرودة كاملة حيث اكد لنا الراوي /علي بن محمد بن احمد الملكي في لقائة مع السيد/ احمد راشد السحوتي المنصوري على ابيات هذه التغروده وما يحفض منها وهي :كنا على الأتراك هي وجنودهـاصيام والخيل بذلت مجهودهـــاحتى ضلال الشمس لاذ بعودهاوبن صباح مايدوس حــدودهـــاكما قال الشاعر الفارس/ عبدالله بن غانم البودهيم المالكي بمناسبة الأنتصار قصيدتة المشهورة التي تتردد في العرضات:تو مازان مرماهابان من مخلف النيـــــةهقوة الي تهقواهاجات بالعكس مـلـــــويةدارنا اللي سكناهابأشهب الملح محميــــةوالعسكر ذبحناهافي مشيرب ضحى الهيةوبالهنادي حميناهايوم حرب الجنوبيــــــةلمرجعه احداث القصة والوثيقة العثمانية بالتفصيل يمكن الرجوع الى موضوع (مشاركة قبيلة المناصير في معركة الوجبة) في قسم وثائق وكتب.المرجع/ ارقام وثيقة التقرير موضحة في كتاب( قطر في العهد العثماني- دراسة وثاقية) أ.د. زكريا قورشونالمصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة المناصيرpgt rfdgm hglkhwdv lu hgado [hsl Ng ehkd lcss r'v
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)