مزينة تدخل مبكرا في حلف النبي بالمدينة


تعد قبيلة مزينة الخندفية المضرية من اوائل القبائل التي دخلت في حلف النبي صلى الله عليه و سلم بعد هجرته الى المدينة المنورة , و تمدد هذا الحلف مع الزمن لينتظم الى جانب مزينة قبائل جهينة و اسلم و غفار و بعض عبد الله بن غطفان .


و هؤلاء من سماهم القران الكريم "اعراب المدينة" , و كان لهم سبق في الاسلام فقد انتشر الاسلام فيهم مبكرا , فلموقعهم الجغرافي القريب, تمتعوا بسهولة ترددهم على المسجد النبوي و متابعة النبي صلى الله عليه و سلم لهم بنفسه تربويا و ايمانيا.
فكان من مزينة العديد من الصحابة الاجلاء و على رأسهم النعمان بن مقرن و اخوته الكرام, وهو من قاد وفد مزينة الى النبي صلى الله عليه و سلم ليسلموا ويكونوا من حماة الإسلام.
و من المعروف ان النعمان بن مقرن و اخوة سويد من قادة فتوح العراق, والنعمان كان قائد المسلمين في معركة نهاوند وانتصر فيها المسلمون انتصارا نهائيا على الفرس, واستشهد فيها النعمان رضي الله عنه.

دخول مزينة في الاسلام تزيد قوة المدينة:
كانت قبيلة مزينه تتخذ منازلها قريبا من يثرب على الطريق الممتده بين المدينه المنوره و مكه المكرمه و كان الرسول صلوات الله عليه و سلامه عليه قد هاجر إلى المدينه و جعلت أخباره تصل تباعا إلى مزينه مع الغادين و الرائحين فلا تسمع عنه إلا خيرا و في ذات عشية جلس سيد القوم النعمان بن مقرن المزنى في ناديه مع إخوانه و مشيخة قبيلته فقال لهم : يا قوم و الله ما علمنا عن محمد إلا خيرا و لا سمعنا من دعوته إلا مرحمة و إحسانا و عدلا فما بالنا نبطئ عنه و الناس إليه يسرعون ؟ ثم أتبع يقول : أما أنا فقد عزمت على أن أغدوا عليه إذا أصبحت فمن شاء منكم أن يكون معي فليتجهز و كأنما مست كلمات النعمان وترا مرهفا في نفوس القوم فما إن طلع الصباح حتى وجد إخوته العشرة و أربعمائة فارس من فرسان مزينه قد جهزوا أنفسهم للمضي معه إلى يثرب للقاء النبي صلى الله عليه و سلم و الدخول في دين الله بيد أن النعمان استحى أن يفد مع هذا الجمع الحاشد على النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يحمل له و للمسلمين شيئا في يده لكن السنة الشهباء المجدبه التي مرت بمزينه لم تترك لها ضرعا و لا زرعا فطاف النعمان ببيته و بيوت إخوته و جمع كل ما بقى لهم من غنيمات و ساقها أمامه و قدم بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أعلن هو و من معه إسلامهم بين يديه فاهتزت المدينه من اقصاها إلى اقصاها فرحا بالنعمان بن مقرن و صحبه إذ لم يسبق لبيت من بيوت العرب أن اسلم منه أحد عشرا أخا من أب واحد و معهم أربعمائة فارس و سر الرسول الكريم بإسلام النعمان أبلغ سرور و تقبل الله عز و جل غنيماته و أنزل فيه قرأنا فقال : وَ مِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .




l.dkm j]og lf;vh td pgt hgkfd fhgl]dkm