النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هيّة سوق الربوع

في عام 1300هـ تقريبا أبدت قبيلة آل الهندي وهي قبيلة قوية وكثيرة الرجال والمال وتهيمن على مساحة واسعة من وادي نجران . أبدت تضررها من سوق (الربوع) الذي كان في

  1. #1

    افتراضي هيّة سوق الربوع

    في عام 1300هـ تقريبا أبدت قبيلة آل الهندي وهي قبيلة قوية وكثيرة الرجال والمال وتهيمن على مساحة واسعة من وادي نجران . أبدت تضررها من سوق (الربوع) الذي كان في ذلك الوقت لقبيلة بني سلمان متذرعين بأنه يقام في يوم يسبق يوم الخميس (سوق آل الهندي) وتفد إليه قبايل يام الشمالية والقبايل القريبة من قحطان ووادعة مع جبال الشرا بجلايب وسمن وإقط وقرض ومنسوجات وغيرها ويشترون حاجاتهم من الأعيان المعروضة فيه من حب وتمر ومصروف ويبات الخطار ليلتهم ثم يشدون ركايبهم منكفين لديارهم صباح الخميس فلا يقابلون سوق الخميس الذي أصبح يكاد يخلو من النشاط التجاري والعائد الاقتصادي المأمول منه بسبب اكتفاء الخطار بما باعوه واشتروه في سوق الربوع . فعرض آل الهندي على بني سلمان أن يتبادلوا الأيام فيكون الربوع لآل الهندي والخميس لبني سلمان بحيث يأتي أهل تلك البوادي نهار الربوع ويجزعون الوادي جنوب وينوخون ويبيعون ويشترون في ذلك اليوم ويباتون ليلتهم كالعادة وفي اليوم التالي وهم منكفين يوافقون يوم الخميس الذي سيكون على طريقهم فيدخلونه ويبيعون ما بقي معهم ويشترون ما نقص عنهم في اليوم السابق(الربوع) وبهذا تستفيد القبيلتين من العائد الاقتصادي الوحيد (المجبا) في ذلك الوقت . ولكن لم يقبل بني سلمان العرض فقام آل الهندي بتخويف سوق الربوع نكاية في بني سلمان فكانوا يرمونه بالبنادق من طرف الوادي حتى ضعف واستخاف وهاب الخطار والباعة والجلابة من دخوله وفي المقابل قاموا بني سلمان بتخويف سوق الخميس بالمثل . واخذوا على هذا الحال عدة أشهر لكن بدون مواجهة ويعتبر هذا نوع من الحصار الاقتصادي في حروب الأولين . وبعد مدة ولأن آل الهندي هم المتضررين ولم يحصل مرادهم فقد عزموا على غزو سوق الربوع واحتلاله وتخريبه والقضاء عليه وبالفعل صبحوه في احد الأيام مع الجوار الموالي لقرية (قليلات) وهرب من فيه من الخدم والعماميل وأصحاب الحرف وكاد بني سلمان وهم قليلي العدد أن ينكسروا فقام ابن عطية وعقل ركبته ونعت الجماعة فكروا جميعهم وتعقلوا واشتدت حميتهم وتمكنوا من الثبات ودحر المهاجمين ونفحهم عن حدود السوق . ثم استظفر بني سلمان بمدفع من مدافع الأتراك مملوك لقبيلة آل محمد آل هتيلة ليس له ذخيرة وإنما يوجد معه صفرتين كبيرة من النحاس فاضيه وطلبوا من يهودي من جيرانهم جلب مافي مصنعه من كسر الحديد وخلطوها بالذوب وكسر من حيود الرقف ولفوها في قماش وحشوها في الصفرة مع بارود وضربوا الحسكة برأس الهيب فاشتعل البارود وساق مافيها صوب الغازية فهالهم صوته وشظاياه حيث لم يسبق لهم سماعه في

    حروبهم المعتادة وأدركوا خطره فنزلوا في مكان طامن يسمى (عويره) وهي قرية من محميات آل الهندي ولهم فيها مال . لكي لا تنوشهم طلقات المدفع . واستغل بني سلمان نزولهم وضربوهم بثلاث طلقات متباعدة في وقت كان آل الهندي مستبسلين في الرمي بهدف ترويع من في السوق والسيطرة والالتفاف عليه من جهة الغرب . واشتد الرمي بين الطرفين وكلن يصالي من جهته وطاح قتلا ومكاوين وأشتد بالرجال الحر والضماء إلى أن أراد الله وجات الفزعة من آل مانع بن صمعان (مشايخ شمل قبايل مواجد) وطمروا بينهم ودرّكوا وأوقفوا الحرب ووافق ذلك شف المتحاربين وكلن رجع لمكانه . واستمرت فيما بعد بعض المناوشات المتباعدة وكان السفهاء من آل الهندي وبني سلمان يتبادلون بعض القصايد منها قول شاعر آل الهندي (معنا بنادق من حديد نضرب بها روس العبيد (1) سلمان عود خادمه) وقول شاعر بني سلمان (الخيل قرّح بالوكيد والشط معطانن مديد نفعل ولاهو بالنشيد مابه ماعليكم رادمه) وقصايد أخرى لاتصلح للذكر . وبعد ذلك بمده بلغ الخبر قبيلة آل مرة وهم فرع من بني سلمان وكانوا قطين على احد موارد الرملة القريبة من نجران فوصل الشيخ المرضف بجمع منهم وكان رجل شهم وشجاع وحكيم فبدأ بطرق باب الصلح والعقل واقبل ومن معه في بداية الامر على الشيخ ابن منيف (شيخ شمل قبايل جشم) ومرجع القبيلتين المتحاربة وعند الإقبال أمر المرضف من معه من الزماميل برفع ريش النعام على أسنّة الرماح ليعلم من أمامه بأنه وفد للصلح وليس للحرب فقام بعض الشبان الطايشين من آل الهندي بنقف ريش النعام بالرصاص وغضب الشيخ ابن منيف من التصرف ووبخ فاعليه وطردهم من المحضر واعتذر من المرضف وأكرمه واقبل آل الهندي بزامل ارضاء للمرضف ومن معه يقول (ياسلامي على من تونا * ترثة الحرب لي جاء يشعله ، انشدوا حفنا من وقعنا * مثل سيل يبذ امعدله) لكن لم يتهيأ مع ذلك ايجاد حل لمشكلة الاسواق القائمة بسبب تعنت القبيلتين . فاتجه المرضف لقبيلة الصقور يطلب منهم الوساطة والنصح لآل الهندي لكن لم يكن للصقور رغبة في إنهاء الحرب ظهر ذلك في قول شاعرهم (سوق الخميس قد له رعيد * إمخوّفه سوق العبيد * عارن على ذهل (2) الصباح) بعدها رجع المرضف لبني سلمان واخبرهم بما واجه وقال أحد شعارهم هذا البيت (سوق الربوع الله يعزه عاره على راعي الشمال * عارن علينا ما نهده لكون ننجح بالكمال) وبنوا بني سلمان لهم مطرح في (الباطن) والتمت القبيلة وأقبلت بزامل يقول (آيحن في الحرايب يالذي جاهلن فينا ، مثل سيلن يطم السند في عرض ميراده * كن لمع القريزي والزهر في مثانينا ، نوض براق صيفن في مقاديم رعاده) وأعلنوا القطاع فيمن بغى عليهم وعزموا على إبقاء يوم الربوع سوق لهم مثلما كان وتوفير الحماية له وان عاد خصمهم عادوا . واستمر الحال لفترة وكلن منهم يقيم سوقه في جهته بيومه المعروف ويحماه لكن السوقين أصبحت في نظر من ينوي دخولها خايفة فضعفت مورادها وساء حال الناس حتى تدخلت قبيلة آل لحسن وهي فرع من قبايل مواجد ومن القبائل القوية المشهورة ولها شان في إطفاء الحجج ممثلة في الشيخ ابن نصيب وسعت في إتمام ما بدأت به في الحرب وعرضت عليهم صلح مرضي ومجمل للجميع حيث شافوا أن يبقى سوق بني سلمان هو الأول ولكن يقدم للاثنين بدل من الربوع فيصبح بينه وبين سوق الخميس أكثر من يوم و روعي في ذلك ارضاء ال الهندي بابعاد سوق بني سلمان من نحر سوقهم كما روعي إرضاء بني سلمان بإبقاء سوقهم متقدم . وأخذت مواجد يوم الربوع (محل النزاع) سوق لها كحل وسط فقبل الجميع وكان مخرج لهم وفعل طيب من قبيلة مواجد الكريمة . وتطالبت القبيلتين (آل الهندي وبني سلمان) بالحق فيما بينهم . ولأن الشيخ ابن منيف ينتسب لقبيلة آل الهندي فقد اعتذر أن يكون طرف في الخصومة ترفعاً منه لأنه يرى نفسه شوكة ميزان بين ربعه وشيخ للجميع وليس خصم لأحد وأوكل المهمة لاثنين من آل الهندي/ ابن حرفش وابن طراد . واختاروا بني سلمان/ ابن المرضف وابن المعشي وتقابلوا وادعى كل منهم وقدم حجته وبرهن عليها فيما وقع منها وعليها وما خلفته الحرب من دماء وأكوان وخراب وحريق ومال وحكم فيها بالأرش والديات لكل من له حق قايم مثبوت وانتهوا بعدها بمخاريج إيمان أربعه وأربعين حالف مؤداها يمين كل طرف للآخر بانه لوجرى علينا منكم مثل ماجرى عليكم منا ما خذينا منكم الا مثل ماعطيناكم وتبادوا الوجيه وانقضت الحجة وقام سوق (الربوع) في حماطان وسوق (الخميس) في يومه ومكانه السابق في القابل . وسوق (الاثنين) في الحاضنة .

    (1) العبيد : وصف يطلق على سبيل المزاح على بني سلمان كناية عن العناد و الصلافة.
    (2) ذهل : اسم يجمع الصقور وآل الهندي.


    id~m s,r hgvf,u


  2. #2
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    سرد قصصي جميل على سجية طيبة بلا تكلف.
    إستمتعت بقراءة النص كاملا .
    بارك الله فيكم اخي الكريم ماضي بن قديم .
    هكذا فعل الاوائل عادة في الاسواق العربية التي مازالت تؤدي دورها الاقتصادي ويجلب لها كل محصولاتهم النباتية والحيوانية فقد وقفت على كثير منها جنوب مكة المكرمة .

  3. #3

    افتراضي

    المكرم قديم بن ماضي
    هل تكرمت وعطيتني
    نبذه عن قبيلة آل طوق بن الصباح من نجران بالمملكة العربية السعودية

  4. #4

    افتراضي

    سرد قيم و شامل
    يعطيك العافية
    نرغب بمزيد من الاستزادة حول مواضيع مشابهة
    لتاريخ منطقة نجران
    و لاسيما فيما يخص قبيلة ال طوق

  5. #5

    افتراضي

    جزاك الله خير ياماضي بن قديم ، واستمتعنا في قراءه هذا النص الجميل والشامل الذي يتناول احداث تاريخية مهمة في منطقة نجران والمنطقة الجنوبية حيث يحمل في طياته بعد ثقافي اقتصادي وجغرافي لمن أراد القراءة بتمعن . شكرا جزيلا ونتمنى منك المزيد لكونك فيما يبدو لي مطلع وقريب للمشهد .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum