العياشي: الحمير وسيلة تنقل الطبقة المكية المتوسطة

"الرواق المكي"

09 شوال 1436 - 26 يوليو 2015

حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة

عرف المجتمع المكي منذ الجاهلية استئناس الدواب واستخدامها في المواصلات ونقل الحمولات، وكانت الخيول في مقدمة الدواب التي تقتنى من قبل المكيين، وإن كان استخدامها يقتصر على طبقة الأثرياء.
أما بالنسبة للطبقة المتوسطة وعامة سكان مكة، فكانت وسيلة التنقل المفضلة لديهم هي الحمير خاصة داخل مكة، لسهولة رعايتها وقلة مصاريفها، وهذا الأمر قديم في مكة والحجاز، حيث روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام.
كما روى الجاحظ في كتابه الحيوان أن أبي يسارة حمل الناس على حماره في موسم الحج بين مكة والمشاعر أربعين سنة، وكان يضرب بحماره المثل في طول العمر وقوة التحمل.
وللمكيين قديما عناية واهتمام كبيرين بما يمتلكونه من حمير من ناحية تغذيتها ونظافتها، بل وتزيينها، وصناعة برادعها، واستوقفت الحمر المكية الكثير ممن زار مكة، حتى إن الرحالة أبوسالم عبدالله العياشي يقول في متن رحلته إلى الحجاز: أكترى لي شيخنا المهدي حمارا لركوبي، ولم أر أسرع مشيا من حمير الحجاز، ولا أوطأ مركبا، ولا أقل تعبا مع السرعة المفرطة في المشي، فلقد كنت أنظر وأنا راكب إلى أطرافي هل يتحرك منها شيء مع الإسراع في المشي فلا تكاد تتبين لي حركة شيء منها، مع أن مركوبي ليس من أجاودها، فلقد أخبرت أنه كان حمار عند رجل من أهل مكة يصلي المغرب بجدة فيركب عليه ويصلي الصبح بمكة، وهم يتغالون في ثمن ما هذه صفته منها، فيبلغ الحمار مئة دينار ذهبا، ورأيت حمارا عند فقيه الحنفية الشيخ الزنجيلي رافقنا عليه من المدينة المنورة إلى مكة تقبحه العين، فأخبرت أنه اشتراه بقريب من ذلك الثمن.



hgudhad: hgpldv ,sdgm jkrg hg'frm hgl;dm hglj,s'm